• البداية
  • السابق
  • 397 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 8515 / تحميل: 2207
الحجم الحجم الحجم
مقتل أبي مخنف

مقتل أبي مخنف

مؤلف:
العربية

مقتل الحسينعليه‌السلام واصحابه واعوانه وسبى اهله وعياله وأسرهن

عن ابي مخنف - قال : حدثني ابوجناب عن عدي بن حرملة عن عبدالله بن سليم والمذري بن المشمعل الاسديين قالا : اقبل الحسين ( ع ) حتى نزل شراف ،فلما كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فاكثروا ثم ساروا منها فرسموا صدر يومهم حتى انتصف النهار ، ثم ان رجلا قال : الله اكبر ، فقال الحسين : الله اكبر ما كبرت ؟ قال : رأيت النخل ، فقال له الاسديان : ان هذا المكان ما رأينا به نخلة قط ، قالا : فقال لنا الحسين : فما تريانه رأى ، قلنا : نراه رأى هوادى الخيل ، فقال : وانا والله ارى ذلك. فقال الحسين : اما لنا ملجأ نلجأ اليه نجعله في ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد ، فقلنا له : بلى هذا ذوحسم إلى جنبك تميل اليه عن يسارك ، فان سبقت القوم اليه فهو كما تريد ، قال : فاخذ اليه ذات اليسار ، قال : وملنا معه فما كان بأسرع من ان طلعت علينا هوادى الخيل فتبيناها وعدلنا ، فلما رأونا وقد عدلنا عن الطريق عدلوا الينا كان اسنتهم اليعاسيب، وكان رأياتهم اجنحة الطير.

٨١

قال : فاستبقنا إلى ذي حسم فسبقناهم اليه ، فنزل الحسين فأمر بأبنيته فضربت ، وجاء القوم وهم الف فارس مع الحرين يزيد التميمي اليربوعي حتى وقف هو وخيله مقابل الحسين في حر الظهيرة والحسين واصحابه معتمون متقلدو اسيافهم. فقال الحسين لفتيانه : اسقوا القوم وارووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفا ، فقام فتيانه فرشفوا الخيل ترشيفا. فقام فتية وسقوا القوم من الماء حتى ارووهم واقبلوا يملئون القصاع والاتوار والطساس من الماء ثم يدنونها من الفرس فاذا عب فيه ثلاثا او اربعا او خمسا عزلت عنه وسقوا آخر حتى سقوا الخيل كلها. قال هشام : حدثني لقيط عن علي بن الطعان المحاربي : كنت مع الحربن يزيد فجئت في آخر من جاء من اصحابه ، فلما رأى الحسين ما بي وبفرسي من العطش قال:أنخ الراوية والراوية عندى السقاء ، ثم قال : يابن اخي انخ الجمل فأنخته ، فقال : اشرب فجعلت كلما شربت سال الماء من السقاء ، فقال الحسين : اخنث السقاء أى اعطفه ، قال : فجعلت لا أدري كيف افعل ، قال : فقام الحسين فخنثه فشربت وسقيت فرسي. قال : وكان مجئ الحربن يزيد ومسيره إلى الحسين من القادسية وذلك ان عبيدالله بن زياد لما بلغه اقبال الحسين بعث الحصين بن نمير التميمي وكان على شرطه فامره أن ينزل القادسية وان يضع المسالح فينظم ما بين القطقطانة إلى خفان ، وقدم الحربن يزيد بين يديه في هذه الالف من القادسية فيستقبل حسينا

٨٢

قال : فلم يزل موافقا حسينا حتى حضرت الصلوة صلوة الظهر ، فامر الحسين الحجاج بن مسروق الجعفي ان يؤذن فاذن ، فلما حضرت الاقامة خرج الحسين في ازار ورداء ونعلين فحمد الله واثنى عليه ، ثم قال : ايها الناس انها معذرة إلى الله عزوجل واليكم ، اني لم آتكم حتى اتتنى كتبكم وقدمت على رسلكم ان اقدم علينا فانه ليس لنا امام لعل الله يجمعنا بك على الهدى ، فان كنتم على ذلك فقد جئتكم ، فان تعطوني ما اطمئن اليه من عهودكم ومواثيقكم أقدم مصركم ، وان لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي اقبلت منه اليكم ، قال: فسكتوا عنه وقالوا للمؤذن : اقم ، فاقام الصلاة ، فقال الحسين ( ع ) للحر اتريد ان تصلى باصحابك ؟ قال : لا بلى تصلى أنت ونصلى بصلاتك ، قال : فصلى بهم الحسين. ثم انه دخل واجتمع اليه اصحابه وانصرف الحر إلى مكانه الذي كان به ، فدخل خيمة قد ضربت له فاجتمع اليه جماعة من اصحابه وعاد أصحابه إلى صفهم الذي كانوا فيه فأعادوه ، ثم أخذ كل رجل منهم بعنان دابته وجلس في ظلها ، فلما كان وقت العصر أمر الحسين أن يتهيئوا للرحيل ثم انه خرج فأمر مناديه فنادى بالعصر وأقام فاستقدم الحسين فصلى بالقوم ثم سلم وانصرف إلى القوم بوجهه فحمدالله واثنى عليه ثم قال : اما بعد أيها الناس فانكم ان تتقوا وتعرفوا الحق لاهله يكن ارضى لله ، ونحن اهل البيت اولى بولاية هذا الامر عليكم من هؤلاء

٨٣

المدعين ما ليس لهم والسائرين فيكم بالجور والعدوان ، وان انتم كرهتمونا وجعلتم حقنا(١) وكان رأيكم غيرما اتتنى كتبكم وقدمت به على رسلكم انصرفت عنكم. فقال له الحربن يزيد : انا والله ما ندري ما هذه الكتب التي تذكر ، فقال الحسين : يا عقبة بن سمعان أخرج الخرجين الذين فيهما كتبهم إلى ، فاخرج خرجين مملؤين صحفا فنشرها بين أيديهم ، فقال الحر : فانا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا اليك وقد امرنا اذا نحن لقيناك الا نفارقك حتى نقدمك على عبيد الله بن زياد، فقال له الحسين : الموت ادنى اليك من ذلك. ثم قال لاصحابه : قوموا فاركبوا ، فركبوا وانتظروا حتى ركبت نساء‌هم ، فقال لاصحابه : انصرفوا بنا ، فلما ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم وبين الانصراف ، فقال الحسين للحر : ثكلتك امك ما تريد ؟ قال : اما والله لو غيرك من العرب يقولها لى وهو على مثل الحال التي انت عليها ما تركت ذكرامه بالثكل ان اقوله كائنا من كان ، ولكن والله مالى إلى ذكر امك من سبيل الابا حسن ما يقدر عليه. فقال له الحسين : فما تريد ؟ قال الحر : اريد والله ان انطلق بك إلى عبيدالله بن زياد ، قال له الحسين : اذا والله لا اتبعك ، فقال له الحر : اذن والله لا ادعك ، فترادا القول ثلاث مرات ، ولما كثر الكلام بينهما قال له الحر : اني لم اومر بقتالك وانما امرت ان لا افارقك حتى اقدمك

____________________

* ( هامش ) * (١) في الكامل : جهلتم حقنا وهو الصحيح.

٨٤

الكوفة ، فاذا أبيت فخذ طريقا لا تدخلك الكوفة ولا تردك إلى المدينة لتكون بيني وبينك نصفا حتى أكتب إلى ابن زياد وتكتب أنت إلى يزيد بن معاوية ان أردت ان تكتب اليه او إلى عبيدالله بن زياد ان شئت ، فلعل الله إلى ذاك أن يأتي بامر يرزقني فيه العافية من أن ابتلى بشئ من أمرك ، قال فخذ هيهنا فتياسر عن طريق العذيب والقادسية وبينه وبين العذيب ثمانية وثلاثون ميلا. ثم ان الحسين سارفى اصحابه والحر يسايره. قال ابومخنف - عن عقبة(١) بن ابي العيزار ان الحسين خطب أصحابه وأصحاب الحر بالبيضة فحمد الله واثنى عليه ثم قال : ايها الناس ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : من رآى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ، ناكثا لعهد الله ، مخالفا لسنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان ، فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله ان يدخله مدخله. الا وأن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمان ، واظهروا الفساد وعطلوا الحدود ، واستأثروا بالفيئ ، وأحلوا حرام الله

____________________

* ( هامش ) * (١) عقبة بن أبي العيزار الكوفي يروى عن الشعبي والنخعى روى عنه عبدالرحمان بن زياد ، يعتبر حديثه من غير رواية ابنه يحيى عنه. كذا قال ابن حبان في الثقات. لسان الميزان ( ج ٤ ص ١٧٩ ) :

٨٥

وحرموا حلاله ، وانا احق من غير(١) وقد أتتنى كتبكم وقدمت على رسلكم ببيعتكم أنكم لا تسلموني ولا تخذلوني ، فان تممتم على بيعتكم تصيبوا رسشدكم ، فانا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفسي مع أنفسكم وأهلى مع أهليكم ، فلكم في أسوة. وان لم تفعلوا و نقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي من أعناقكم ، فلعمرى ما هي لكم بنكر ، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم ، والمغرور من اغتربكم ، فحظكم اخطأتم ونصيبكم ضيعتم ، ومن نكث فانما ينكث على نفسه ، وسيغنى الله عنك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وقال عقبة بن ابي العيزار : قام حسين ( ع ) بذي حسم فحمدالله و اثنى عليه ثم قال : انه قد نزل من الامر قد ترون ، وان الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت جدا ، فلم يبق منها الاصبابة كصبابة الاناء ،وخسيس عيش كالمرعى الوبيل. الا ترون أن الحق لا يعمل به ، وأن الباطل لا يتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا فاني لا ارى الموت الا شهادة ولا الحياة مع الظالمين الا برما. قال فقام زهير بن القين البجلى فقال لاصحابه : تكلمون أم أتكلم ، قالوا : لا بل تكلم فحمدالله واثنى عليه ثم قال : قد سمعنا هداك الله يابن رسول الله مقالتك ، والله لو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلدين الا ان فراقها في نصرك ومواساتك لاثرنا الخروج معك على الاقامة فيها ، قال : فدعى الحسين له ثم قال له خيرا.

____________________

* ( هامش ) * (١) في الكامل : من غيرى.

٨٦

واقبل الحر يسايره وهو يقول له : يا حسين اني اذكرك الله في نفسك فاني أشهد لئن قاتلت لتقتلن ، ولئن قوتلت لتهلكن فيما ارى ، فقال له الحسين : أفبالموت تخوفنى وهل يعدوبكم الخطب ان تقتلوني ، ما أدرى ما أقول لك ، ولكن أقول كما قال أخو الاوس لابن عمه ولقيه وهو يريد نصرة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : أين تذهب ؟ فانك مقتول فقال : سامضى وما بالموت عار على الفتى * اذا مانوى حقا وجاهد مسلما وآسى الرجال الصالحين بنفسه * وفارق مثبورا يغش ويرغما قال : فلما سمع ذلك منه الحر تنحى عنه وكان يسير باصحابه في

ناحية وحسين في ناحية اخرى حتى انتهوا إلى عذيب الهجانات وكان بها هجائن النعمان ترعى هنالك ، فاذا هم بأربعة نفر قد اقبلوا من الكوفة على رواحلهم يجنبون فرسا لنافع بن هلال يقال له الكامل ومعهم دليلهم الطرماح بن عدي على فرسه وهو يقول :

يا ناقتى لا تذعرى من زجرى

وشمرى قبل طلوع الفجر

بخير ركبان وخير سفر

حتى تحلى بكريم النحر

ثمت ابقاه بقاء الدهر قال : فلما انتهوا إلى الحسين أنشده هذه الابيات ، فقال : أما والله اني لارجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا ، قتلنا أم ظفرنا ، قال : وأقبل اليهم الحر بن يزيد فقال : ان هؤلاء النفر الذين من أهل الكوفة ليسوا ممن اقبل معك وأنا حابسهم أو رادهم

٨٧

فقال له الحسين : لامنعنهم مما أمنع منه نفسى ، انما هؤلاء أنصاري وأعواني وقد كنت اعطيتني الا تعرض لي بشئ حتى يأتيك كتاب من ابن زياد ، فقال : أجل ، لكن لم يأتوا معك ، قال : هم اصحابي وهم بمنزلة من جاء معى ، فان تممت على ما كان بيني وبينك والا ناجزتك ، قال فكف عنهم الحر. قال ثم قال لهم الحسين : اخبروني خبر الناس ورائكم ، فقال له مجمع بن عبدالله العائذي وهو أحد النفر الاربعة الذين جاء‌وه : اما أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائرهم ، يستمال ودهم ويستخلص به نصيحتهم ، فهم الب واحد عليك واما سائر الناس بعد فان افئدتهم تهوى اليك وسيوفهم غدا مشهورة عليك. قال : اخبرني فهل لكم برسولي اليكم ؟ قالوا : من هو ؟ قال : قيس بن مسهر الصيداوي ، قالوا : نعم أخذه الحصين بن نمير فبعث به إلى ابن زياد فأمره ابن زياد أن يلعنك ويلعن أباك فصلى عليك وعلى ابيك ولعن ابن زياد واباه ودعا إلى نصرتك واخبرهم بقدومك ، فامر به ابن زياد فألقى من طمار القصر ، فترقرقت عينا حسينعليه‌السلام ولم يملك دمعه ثم قال : منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا الا تبديلا اللهم اجعل لنا ولهم الجنة نزلا ، واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك ورغائب مذخور ثوابك. قال ابومخنف - حدثني جميل بن مرثد من بني معن عن الطرماح بن عدى أنه دنا من الحسين فقال له : والله اني لانظر فما أرى معك أحدا ، ولو لم يقاتلك الا هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكان كفى بهم ، وقد رأيت قبل خروجي من الكوفة اليك بيوم ظهر الكوفة وفيه من الناس ما

٨٨

لم ترعيناي في صعيد واحد جمعا اكثر منه ، فسألت عنهم فقيل : اجتمعوا ليعرضوا ثم يسرحون إلى الحسين ، فانشدك الله ان قدرت على الا تقدم عليهم شبرا الا فعلت ، فان أردت أن تنزل بلدا يمنعك الله به حتى ترى من رأيك ويستبين لك ما انت صانع ، فسر حتى أنزلك مناع جبلنا الذي يدعى اجأ امتنعنا والله به من ملوك غسان وحمير ومن النعمان بن المنذر ومن الاسود والاحمر والله ان دخل علينا ذل قط فأسير معك حتى انزلك القرية ثم نبعث إلى الرجال ممن بأجأ وسلمى من طئ ، فوالله لا يأتي عليك عشرة أيام حتى ياتيك طئ رجالا وركبانا ثم اقم فينا ما بدالك ، فان هاجك هيج فأنازعيم لك بعشرين الف طائي يضربون بين يديك باسيافهم ، والله لا يوصل اليك ابدا ومنهم عين تطرف. فقال له : جزاك الله وقومك خيرا انه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف ولا ندري علام تنصرف بنا وبهم الامور في عاقبه. قال ابومخنف فحدثني جميل بن مرثد قال حدثني الطرماح(١)

____________________

* ( هامش ) * (١) الطرماح بن عدي بكسر الطاء والراء المهملتين وتشديد الميم بعدها الف وحاء مهملة. عده الشيخ ره في رجاله تارة من اصحاب امير المؤمنينعليه‌السلام قائلا : الطرماح بن عدى رسوله إلى معاوية واخرى من اصحاب الحسينعليه‌السلام وهو في غاية الجلالة والنبالة ولولا الا مكالماته مع معاوية التي اظلمت الدنيا في عينه لاجلها وملازمته لسيد الشهداء في الطف إلى ان جرح وسقط بين القتلى لكفاه شرفا وجلالة ولا يضر عدم توفيقه

٨٩

بن عدي : فودعته وقلت له : دفع الله عنك شر الجن والانس اني قد امترت لاهلى من الكوفة ميرة ومعى نفقة لهم فآتيهم فاضع ذلك فيهم ثم اقبل اليك ان شاء الله ، فان الحقك فوالله لاكونن من انصارك قال : فان كنت فاعلا فعجل رحمك الله ، قال : فعلمت انه مستوحش إلى الرجال حتى يسألني التعجيل ، قال : فلما بلغت اهلى وضعت عندهم ما يصلحهم واوصيت فأخذ اهلى يقولون : انك لتصنع مرتك هذه شيئا ما كنت تصنعه قبل اليوم ، فأخبرتهم بما اريد. واقبلت في طريق بنى ثعل حتى اذا دنوت من عذيب الهجانات استقبلنى سماعة بن بدر فنعاه إلى فرجعت. قال : ومضى الحسينعليه‌السلام حتى انتهى إلى قصر بني مقاتل فنزل به فاذا هو بفسطاط مضروب. قال أبومخنف - حدثني المجالد بن سعيد عن عامر(١) الشعبي

____________________

* ( هامش ) * للشهادة لانه كان به رمق فاتوه قومه وحملوه وداووه فبرء و عوفى وكان على موالاته واخلاصه إلى ان مات كما يظهر شرح ذلك كله لمن راجع كتب الاخبار والسير والتواريخ. تنقيح المقال ( ج - ٢ - ص - ١٠٩ ) (١ ) عامر بن شراحيل بن عبد وقيل : عامر بن عبدالله بن شراحيل الشعبى الحميري أبوعمر والكوفي من شعب همدان. روى عن علي (عليه‌السلام ) وسعد وابن ابي وقاص وسعيد بن زيد وزيد بن ثابت وقيس بن سعيد بن عبادة وقرظة بن كعب وعبادة بن الصامت وأبي موسى الاشعرى وأبي مسعود الانصارى والبراء

٩٠

أن الحسين بن عليرضي‌الله‌عنه قال : لمن هذا الفسطاط ؟ فقيل : لعبيدالله بن الحر الجعفى ، قال : ادعوه لي ، وبعث اليه فلما أتاه الرسول قال : هذا الحسين بن علي يدعوك ، فقال عبيدالله بن الحر : انا لله وانا اليه راجعون ، والله ما خرجت من الكوفة الا كراهة أن يدخلها

____________________

* ( هامش ) * بن عازب وجابر بن عبدالله وجابر بن سمرة وحبشى بن جنادة والحسين وزيد بن ارقم وعدة كثيرة من الصحابة والتابعين. وعنه أبواسحاق السبيعي وسعيد بن عمرو بن اشوع واسماعيل بن ابي خالد ومجالد بن سعيد وعدة كثيرة وجماعات. قال منصور الغداني عن الشعبي : ادركت خمسمأة من الصحابة وقال أشعث بن سوار : لقى الحسن الشعبي فقال : والله كثير العلم ، عظيم الحلم ، قديم السلم من الاسلام بمكان. وقال عبدالملك بن عمير : مر ابن عمر على الشعبى وهو يحدث بالمغازى فقال : لقد شهدت القوم فلهو أحفظ لها واعلم بها. وقال ابن عيينة : كانت ، الناس تقول بعد الصحابة : ابن عباس في زمانه والشعبى في زمانه ،وقال العجلى : سمع من ثمانية واربعين من الصحابة. وقال ابن معين : قضى الشعبى لعمر بن عبدالعزيز ، قيل مات سنة (٣) وقيل (٤) وقيل (٥) وقيل ( ٦) وقيل ( ٧ ) وقيل عشرة ومأة انتهى بتلخيص منا. تهذيب التهذيب ( ج٥ص٦٥)

٩١

الحسين وأنا بها ، والله ما أريد أراه ولا يراني ، فأتاه الرسول فأخبره ، فأخذ الحسين نعليه فانتعل ثم قام فجاء‌ه حتى دخل عليه فسلم وجلس ، ثم دعاه إلى الخروج معه ، فأعاد اليه ابن الحر تلك المقالة ، فقال : فالاتنصرنا فاتق الله أن تكون ممن يقاتلنا ، فوالله لا يسمع واعيتنا أحد ثم لا ينصرنا الا هلك. قال : أما هذا فلا يكون أبدا ان شاء الله ثم قام الحسين ( ع ) من عنده حتى دخل رحله. قال أبومخنف - حدثني عبدالرحمن بن حندب عن عقبة بن سمعان قال : لما كان في آخر الليل أمر الحسين بالاستقاء من الماء ، ثم أمرنا بالرحى ففعلنا ، قال : فلما ارتحلنا من قصر بنى مقاتل وسرنا ساعة خفق الحسين برأسه خفقة ثم انتبه وهو يقول : انا لله وانا اليه راجعون والحمد لله رب العالمين. قال : ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا. قال : فأقبل اليه ابنه علي بن الحسين على فرس له فقال : انا لله وانا اليه راجعون والحمد لله رب العالمين ، يا أبت جعلت فداك مم حمدت الله واسترجعت ؟ قال : يأبنى اني خفقت برأسى خفقة ، فعن لي فارس على فرس ، فقال : القوم يسيرون والمنايا تسرى اليهم ، فعلمت أنها أنفسنا نعيت الينا ، قال له : يا أبت لا أراك الله سوء‌ا ألسنا على الحق ؟ قال : بلى والذي اليه مرجع العباد، قال : يا أبت اذا لا نبالى نموت محقين ، فقال له : جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده. قال : فلما أصبح نزل فصلى الغداة ثم عجل الركوب ، فأخذ يتياسر باصحابه يريد أن يفرقهم ، فيأتيه الحربن يزيد فيردهم فيرده

٩٢

فجعل اذا ردهم إلى الكوفة ردا شديدا امتنعوا عليه فارتفعوا فلم يزالوا يتسايرون حتى انتهوا إلى نينوى المكان الذي نزل به الحسين ، قال : فاذا راكب على نجيب له وعليه السلاح متنكب قوسا مقبل من الكوفة ، فوقفوا جميعا ينتظرونه ، فلما انتهى اليهم سلم على الحربن يزيد وأصحابه ولم يسلم على الحسين ( ع ) وأصحابه ، فدفع إلى الحر كتابا من عبيدالله بن زياد فاذا فيه : أما بعد فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابى ويقدم عليك رسولى ، فلا تنزله الا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء ، وقد أمرت رسولى أن يلزمك ولا يفارقك حتى يأتينى بانفاذك أمرى والسلام. قال : فلما قرأ الكتاب قال لهم الحر : هذا كتاب الامير عبيدالله بن زياد يأمرني فيه أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتيني فيه كتابه وهذا رسوله ، وقد أمره أن لا يفارقني حتى أنفذ رأيه وأمره ، فنظر إلى رسول عبيدالله يزيد بن زياد بن المهاصر أبوالشعثاء الكندى ثم النهدى فعن له ، فقال : أمالك

بن النسير البدى ؟ قال : نعم وكان أحد كندة ، فقال له يزيد بن زياد : ثكلتك امك ماذا جئت فيه ؟ قال : وما جئت فيه أطعت امامى ووفيت ببيعتى فقال له أبوالشعثاء : عصيت ربك وأطعت امامك في هلاك نفسك ، كسبت العار والنار ،قال الله عزوجل : وجعلنا منهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون فهو امامك.. قال : وأخذ الحر بن يزيد القوم بالنزول في ذلك المكان على غير ماء ولافى قرية فقالوا : دعنا ننزل في هذه القرية يعنون نينوى او هذه القرية يعنون الغاضرية او هذه الاخرى يعنون شفية ، فقال : لا والله ما استطيع ذلك،هذا رجل قد بعث إلى عينا

٩٣

فقال له زهير بن القين : يابن رسول الله ان قتال هؤلاء اهون من قتال من يأتينا من بعدهم ، فلعمرى ليأتينا من بعد من ترى ما لا قبل لنا به ؟ فقال له الحسين : ما كنت لا بد أهم بالقتال ، فقال له زهير بن القين : سربنا إلى هذه القرية حتى ننزلها فانها حصينة وهي على شاطئ الفرات ، فان منعونا قاتلناهم فقتالهم أهون علينا من قتال من يجئ من بعدهم ، فقال له الحسين : وأية قرية هي ؟ قال : هي العقر ، فقال الحسين : أللهم اني أعوذ بك من العقر ، ثم نزل وذلك يوم الخميس وهو اليوم الثاني من المحرم سنة ٦١. فلما كان من الغد قدم عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص من الكوفة في اربعة آلاف قال : وكان سبب خروج ابن سعد إلى الحسين ( ع ) ان عبيدالله بن زياد بعثه على اربعة آلاف من اهل الكوفة يسير بهم إلى دستبى وكانت الديلم قد خرجوا اليها وغلبوا عليها ، فكتب اليه ابن زياد عهده على الرى وامره بالخروج ، فخرج معسكرا بالناس بحمام اعين ، فلما كان من امر الحسين ما كان واقبل إلى الكوفة دعا ابن زياد عمر بن سعد فقال : سرالى الحسين فاذا فرغنا مما بيننا وبينه سرت إلى عملك ، فقال له عمر بن سعد : ان رأيت رحمك الله ان تعفينى فافعل ، فقال له عبيدالله : نعم على ان ترد لنا عهدنا ، قال : فلما قال له ذلك قال عمر بن سعد : امهلنى اليوم حتى أنظر ، قال : فانصرف عمر يستشير نصحاء‌ه فلم يكن يستشير احدا الا نهاه قال : وجاء حمزة بن المغيرة بن شعبة وهو ابن اخته فقال انشدك الله يا خال ان تسير إلى الحسين فتأثم بربك وتقطع رحمك ، فوالله لان

٩٤

تخرج من دنياك ومالك وسلطان الارض كلها لو كان لك خير لك من ان تلقى الله بدم الحسين ، فقال له عمر بن سعد : فانى افعل ان شاء الله. قال هشام :حدثنى عوانة بن الحكم عن عمار بن عبدالله بن يسار الجهنى عن ابيه قال : دخلت على عمر بن سعد وقد امر بالمسير إلى الحسين فقال : ان الامير امرنى بالمسير إلى الحسين فأبيت ذلك عليه ، فقلت له : اصاب الله بك ، ارشدك الله احل فلا تفعل ولا تسراليه ، قال : فخرجت من عنده فاتانى آت وقال : هذا عمر بن سعد يندب الناس إلى الحسين قال : فأتيته فاذا هو جالس ، فلما رآنى اعرض بوجهه فعرفت انه قد عزم على المسير اليه ، فخرجت من عنده. قال : فأقبل عمر بن سعد إلى ابن زياد فقال : اصلحك الله انك وليتني هذا العمل ، وكتبت لى العهد وسمع به الناس ، فان رأيت ان تنفذلى ذلك فافعل وابعث إلى الحسين في هذا الجيش من اشراف الكوفة من لست بأغنى ولا اجزأ عنك في الحرب منه فسمى له اناسا ،

فقال له ابن زياد : لا تعلمنى باشراف اهل الكوفة ولست استأمرك فيمن اريد ان ابعث ، ان سرت بجندنا والا فابعث الينا بعهدنا فلما رآه قد لج قال : فاني سائر ، قال : فأقبل في اربعة آلاف حتى نزل بالحسين من الغد من يوم نزل الحسين نينوى. قال فبعث عمر بن سعد إلى الحسينعليه‌السلام عزرة بن قيس الاحمسى فقال : ائته فسله ما الذي جاء به وماذا يريد ؟ وكان عزرة ممن كتب إلى الحسين فاستحيا منه ان يأتيه ، قال : فعرض ذلك على الرؤساء الذين كاتبوه وكلهم ابى وكرهه ، قال : وقام اليه كثير بن عبدالله الشعبى

٩٥

وكان فارسا شجاعا ليس يرد وجهه شيئ ، فقال : انا اذهب اليه والله لئن شئت لافتكن به ، فقال له عمر بن سعد : ما اريد ان يفتك به ، ولكن ائته فسله ما الذي جاء به ؟ قال : فاقبل اليه ، فلما رآه ابوثمامة الصائدى قال للحسين : اصلحك الله ابا عبدالله قد جاء‌ك شر اهل الارض واجرأه على دم وافتكه ، فقام اليه فقال : ضع سيفك ، قال : لا والله ولا كرامة انما انا رسول ، فان سمعتم مني ابلغتكم ما ارسلت به اليكم ، وان ابيتم انصرفت عنكم - فقال له : فاني آخذ بقائم سيفك ثم تكلم بحاجتك ، قال : لا والله لا تمسه ، فقال له : اخبرني ما جئت به وانا ابلغه عنك ولا ادعك تدنو منه فانك فاجر ، قال : فاستبا ثم انصرف إلى عمر بن سعد فاخبره الخبر. قال : فدعا عمر قرة بن قيس الحنظلى فقال له : ويحك يا قرة الق حسينا فسله ما جاء به وماذا يريد ؟ قال : فاتاه قرة بن قيس ، فلما رآه الحسين مقبلا قال : اتعرفون هذا ؟ فقال حبيب بن مظاهر : نعم هذا رجل من حنظلة تميمى وهو ابن اختنا ولقد كنت اعرفه بحسن الرأى وما كنت اراه يشهد هذا المشهد قال : فجاء حتى سلم على الحسين وابلغه رسالة عمر بن سعد اليه له ، فقال الحسين : كتب إلى اهل مصركم هذا ان اقدم ، فاما اذكر هونى فانا انصرف عنهم. قال : ثم قال له حبيب بن مظاهر : ويحك يا قرة بن قيس انى ترجع إلى القوم الظالمين ، انصر هذا الرجل الذي بآباء‌ه ايدك الله بالكرامة ، وايانا معك ، فقال له قرة : ارجع إلى صاحبى بجواب رسالته وارى رأيى ، قال : فانصرف إلى عمر بن سعد فاخبره الخبر ، فقال له عمر بن سعد : انى لارجو أن يعافينى الله من حربه وقتاله

٩٦

قال هشام عن ابي مخنف قال : حدثني النضر بن صالح بن حبيب بن زهير العبسى عن حسان(١) بن فائد ابن ابي بكر العبسى ، قال : أشهد ان كتاب عمر بن سعد جاء إلى عبيدالله بن زياد وانا عنده فاذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فانى حيث نزلت بالحسين بعثت اليه رسولى فسألته عما أقدمه وماذا يطلب ويسأل ؟ فقال : كتب إلى اهل هذه البلاد وأتتنى رسلهم فسألونى القدوم ففعلت ، فاما اذكر هونى فبدا لهم غير ما أتتنى به رسلهم فانا منصرف عنهم. فلما قرئ الكتاب على ابن زياد قال : الان اذ علقت مخالبنا به * يرجو النجاة ولات حين مناص قال : وكتب إلى عمر بن سعد : بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد بلغنى كتابك وفهمت ما ذكرت ، فأعرض على الحسين ان يبايع ليزيد بن معاوية هووجميع اصحابه ، فاذا فعل ذلك رأينا رأينا والسلام. قال : فلما أتى عمر بن سعد الكتاب قال قد حسبت الا يقبل ابن زياد العافية.

____________________

* ( هامش ) * (١) حسان بن فائد العبسى الكوفى. عن عمر بن الخطاب روى عنه ابواسحاق السبيعى. قال ابوحاتم : شيخ. وقال البخاري : يعد في الكوفيين. واخرج في تفسير النساء قال عمر : الجبت السحر وهذا جاء موصولا من طريق شعبة عن ابي اسحاق عنه. اخرجه مسدد في مسنده الكبير عن يحيى القطان عن شعبة. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. تهذيب التهذيب ( ج - ٢ ص - ٢٥١ ).

٩٧

قال ابومخنف - حدثنى سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم الازدى قال : جاء من عبيدالله بن زياد كتاب إلى عمر بن سعد : اما بعد فحل بين الحسين واصحابه وبين الماء ولا يذوقوا منه قطرة كما صنع بالتقى الزكى المظلوم امير المؤمنين عثمان بن عثمان بن عفان ، قال : فبعث عمر بن سعد عمرو بن الحجاج على خمس مأة فارس ، فنزلوا على الشريعة وحالوا بين حسين واصحابه وبين الماء ان يسقوا منه قطرة ، وذلك قبل قتل الحسين بثلاث. قال : ونازله عبدالله بن أبي حصين الازدى وعداده في بجيلة فقال : يا حسين الا تنظر إلى الماء كانه كبد السماء والله لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا. فقال الحسين : اللهم اقتله عطشا ولا تغفر له ابدا. قال حميد بن مسلم : والله لعدته بعد ذلك في مرضه ، فوالله الذي لا اله الا هو لقد رايته يشرب حتى بغر ، ثم يقئ ثم يعود فيشرب حتى يبغر فما يروى ، فما زال ذلك دأبه حتى لفظ غصته يعنى نفسه. قال : ولما اشتد على الحسين واصحابه العطش دعا العباس بن علي بن ابيطالب اخاه فبعثه في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا وبعث معهم بعشرين قربة ، فجاء‌وا حتى دنوا من الماء ليلا ، واستقدم امامهم باللواء نافع بن هلال الجملى ، فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي : من الرجل فجئ ما جاء بك ؟ قال : جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلاء‌تمونا عنه ، قال : فاشرب هنيئا ، قال : لا والله لا اشرب منه قطرة وحسين عطشان ومن ترى من اصحابه فطلعوا عليه ، فقال : لا سبيل إلى سقى هؤلاء ، انما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء ، فلما دنا منه اصحابه

٩٨

قال لرجاله : املؤوا قربكم فشد الرجالة فملؤوا قربهم وثار اليهم عمرو بن الحجاج واصحابه ، فحمل عليهم العباس بن علي ونافع بن هلال فكفوهم ، ثم انصرفوا إلى رحالهم فقالوا : امضوا ، ووقفوا دونهم ، فعطف عليهم عمرو بن الحجاج واصحابه واطردوا قليلا ، ثم ان رجلا من صداء طعن من اصحاب عمرو بن الحجاج طعنه نافع بن هلال فظن انها ليست بشئ ، ثم انها انتقضت بعد ذلك فمات منها. وجاء اصحاب حسين بالقرب فأدخلوها عليه. قال ابومخنف - حدثني أبوجناب عن هاني بن ثبيت الحضرمي وكان قد شهد قتل الحسين قال : بعث الحسين ( ع ) إلى عمر بن سعد عمرو بن قرظة بن كعب الانصارى أن القنى الليل بين عسكرى وعسكرك قال : فخرج عمر بن سعد في نحو من عشرين فارسا ، وأقبل حسين في مثل ذلك ، فلما التقوا أمر حسين اصحابه ان يتنحوا عنه ، وأمر عمر بن سعد أصحابه بمثل ذلك ، قال فانكشفنا عنهما بحيث لا نسمع اصواتهما ولا كلامهما ، فتكلما فأطالا حتى ذهب من الليل هزيع ، ثم انصرف كل واحد منهما إلى عسكره باصحابه ، وتحدث الناس فيما بينهما ظنا يظنونه ان حسينا قال لعمر بن سعد : اخرج معى إلى يزيد بن معاوية و ندع العسكرين ، قال عمر : اذن تهدم دارى. قال : انا ابنيها لك ، قال : اذن تؤخذ ضياغى ، قال : اذن اعطيك خيرا منها من مالى بالحجاز قال ؟ فتكره ذلك عمر ، قال : فتحدث الناس بذلك وشاع فيهم من غير ان يكونوا سمعوا من ذلك شيئا ولا علموه قال ابومخنف - واما ما حدثنا به المجالد بن سعيد والصقعب

٩٩

بن زهير الازدى وغيرهما من المحدثين فهو ما عليه جماعة المحدثين قالوا : انه قال : اختاروا منى خصالا ثلاثا اما ان ارجع إلى المكان الذي اقبلت منه ، واما ان اضع يدى في يد يزيد بن معاوية فيرى فيما بينى وبينه رأيه واما ان تسيرونى إلى اى ثغر من ثغور المسلمين شئتم فاكون رجلا من اهله لى مالهم وعلى ما عليهم. قال ابومخنف - فاما عبدالرحمان بن جندب فحدثني عن عقبة بن سمعان قال : صحبت حسينا فخرجت معه من المدينة إلى مكة ، ومن مكة إلى العراقولم افارقه حتى قتل ، وليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة ولا بمكة ولا في الطريق ولا بالعراق ولا في عسكر إلى يوم مقتله الا وقد سمعتها ، الا والله ما اعطاهم ما يتذاكر الناس وما يزعمون من ان يضع يده في يد يزيد بن معاوية ولا ان يسيروه إلى ثغر من ثغور المسلمين ، ولكنه قال : دعونى فلا ذهب في هده الارض العريضة حتى ننظر ما يصير امر الناس. قال ابومخنف - حدثنى المجالد بن سعيد الهمداني والصقعب بن زهيرانهما كانا التقيا مرارا ثلاثا او اربعا حسين وعمر بن سعد ، قال : فكتب عمر بن سعد إلى عبيدالله بن زياد : اما بعد فان الله قد اطفأ النائرة ، وجمع الكلمة ، واصلح امر الامة ، هذا حسين قد اعطاني ان يرجع إلى المكان الذي منه اتى ، او ان نسيره إلى اى ثغر من ثغور المسلمين شئنا ، فيكون رجلا من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم ، او ان يأتي يزيد امير المؤمنين فيضع يده في يده فيرى فيما بينه وبينه رأيه ، وفي هذا لكم رضى وللامة صلاح

١٠٠