مقتل الحسين للخوارزمى الجزء ١

مقتل الحسين للخوارزمى0%

مقتل الحسين للخوارزمى مؤلف:
المحقق: الشيخ محمد السماوي
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
ISBN: 964-6223-01-X
الصفحات: 360

مقتل الحسين للخوارزمى

مؤلف: الموفق بن أحمد بن محمّد المكي الخوارزمي
المحقق: الشيخ محمد السماوي
تصنيف:

ISBN: 964-6223-01-X
الصفحات: 360
المشاهدات: 15047
تحميل: 2066


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 360 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 15047 / تحميل: 2066
الحجم الحجم الحجم
مقتل الحسين للخوارزمى

مقتل الحسين للخوارزمى الجزء 1

مؤلف:
ISBN: 964-6223-01-X
العربية

أنا ورجل على الحسن بن عليعليهما‌السلام نعوده ، فقال : «يا فلان! سلني» فقال : لا ، والله ، لا نسألك حتى يعافيك الله ، ثمّ نسألك.

قال : ثمّ دخل إلى الخلاء ثم خرج إلينا ، وقال له : «سلني قبل أن لا تسألني» ، قال : بل يعافيك الله فأسألك ، قال : «قد ألقيت طائفة من كبدي ، وإني قد سقيت السم مرارا فلم اسق مثل هذه المرة».

ثم دخلت عليه من الغد ، وهو يجود بنفسه ، والحسين عند رأسه ، قال له : «يا أخي! من تتهم؟ قال له : «لتقتله»؟ قال : «نعم» ، قال : إن يكن الذي أظن ، فالله أشد بأسا وأشد تنكيلا ، وإن لم يكن فما احبّ أن يقتل بي بريء ثم قضى.

١١٤ ـ وأخبرني صدر الحفّاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني ـ إجازة بها ـ ، أخبرني عبد القادر بن محمّد البغدادي ، أخبرني الحسن بن عليّ الجوهري ، أخبرني محمّد بن العبّاس ، أخبرني محمّد بن معروف ، أخبرني حسين بن محمّد بن فهم ، أخبرني محمّد بن سعد ، أخبرني يحيى بن حمّاد ، حدثني أبو عوانة ، عن حصين ، عن أبي حازم قال : لمّا احتضر الحسن قال للحسين : «ادفنوني عند أبي يعني : النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلا أن تخافوا الدّماء ، فإن خفتم الدماء فلا تهريقوا فيّ دما ، ادفنوني عند مقابر المسلمين».

قال : فلما قبض تسلح الحسين ، وجميع مواليه ، فقال له أبو هريرة : أنشدك الله ووصية أخيك ، فإنّ القوم لن يدعوك حتّى يكون بينكم وبينهم دما ، قال : فلم يزل به حتى رجعوا ، قال : ثم دفنوه في بقيع الغرقد. فقال أبو هريرة : أرأيتم لو جيء بابن مؤمن ليدفن مع أبيه فمنع ، أكانوا قد ظلموه؟ فقالوا : نعم ، قال : فهذا ابن نبيّ الله قد جيء به ليدفن مع أبيه.

وذكر عبد الكريم بن محمّد بن حمدان في «تاريخه» هذا الحديث ،

٢٠١

وزاد فيه : فقال أبو هريرة : أيمنع الحسن أن يدفن مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سمعته يقول : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة»؟!

فقال مروان : دعنا منك ، فلقد ضاع حديث رسول الله إن كان لا يحفظه غيرك ؛ وغير أبي سعيد الخدري ، وإنّما أسلمت أنت أيام «خيبر».

فقال : بلى ، أسلمت أيام خيبر ، ولكن لزمت رسول الله ولم افارقه ، حتّى عرفت من أحبّ ومن أبغض ، ومن نفى ومن قرّب.

١١٥ ـ وأخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي ، عن شيخ القضاة ، عن أبيه أحمد بن الحسين ، أخبرنا أبو الحسين بن المفضل ، حدثنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا محمد بن يحيى ، حدثنا سفيان ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيهعليهما‌السلام قال : «قتل عليّعليه‌السلام وهو ابن ثمان وخمسين ، ومات لها الحسن ؛ وقتل لها الحسينعليهما‌السلام ».

١١٦ ـ وذكر الزبير بن بكار : إنّ الحسن بن عليّعليهما‌السلام ولد للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، ومات لليال خلون من شهر ربيع الأول سنة خمسين.

١١٧ ـ وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا محمد بن أحمد المحبوبي ـ بمرو ـ ، حدثنا سعيد بن مسعود ، حدثنا عبد الله بن موسى ، أخبرنا سفيان ، عن سالم بن أبي حفصة : سمعت أبا الحازم يقول : إني لشاهد يوم مات الحسن بن عليّ فرأيت الحسين بن عليعليهما‌السلام يقول لسعيد بن العاص ، ويطعن في عنقه : «تقدم فلولا أنها سنّة ما قدمت». وكان سعيد أميرا على المدينة.

١١٨ ـ وبهذا الإسناد ، عن أبي عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو الحسين الآدمي ، حدثنا إسماعيل بن إسحاق ، حدثنا محمّد بن أبي بكر ، حدثنا

٢٠٢

سعيد بن عامر ، عن جويرية بن أسماء قال : لمّا مات الحسن بن عليعليهما‌السلام جعل مروان يبكيه ، فقال له الحسينعليه‌السلام : «أتبكيه؟ وأنت كنت تجرعه ما تجرعه»؟ فقال : إني كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا ـ يعني الجبل ـ.

١١٩ ـ وذكر في كتاب «نزهة الظرف وبستان الطرف» : أنّ رجلا قال للحسن البصري : يا أبا سعيد! معاوية أحلم أم الحسن؟ فقال : بل الحسن ، فقال : إنما أعني معاوية الذي كان أمير المؤمنين؟ فقال : وهل كان ذلك إلّا حمارا نهاقا؟

١٢٠ ـ وقيل : ولما مات الحسن بن عليعليهما‌السلام قام ـ محمد بن الحنفية ـ على قبره فقال : رحمك الله ، أبا محمّد! لئن عززتني حياتك ، فقد هدتني وفاتك ، ولنعم البدن بدن تضمّن روحك ، ولنعم الكفن كفن تضمّن بدنك ، وكيف لا تكون كذلك؟ وأنت : سليل الهدى ، وحليف التقى ، وخامس أهل الكساء ، وابن الخيرة سيّدة النساء ، وأبوك الذائد عن الحوض غدا ، وجدّك النبي محمّد المصطفى ، غذتك أكف الحقّ ، وربيت في حجر الإسلام ، ورضعت ثدي الإيمان ، فطبت حيا وميتا ، فإنك والحسين غدا سيدا شباب أهل الجنّة ، ثم ضرب بيده إلى ـ الحسين ـ فقال : قم ، بأبي أنت وأمي! فعلى أبي محمّد السلام.

١٢١ ـ وقيل : لمّا أتى معاوية نعيه بعث إلى ابن عبّاس ، وهو لا يعلم الخبر ، فقال له : هل عندك خبر من المدينة؟ قال : لا ، قال معاوية : أتاني نعي الحسن ، وأظهر سرورا ، فقال ابن عباس : إذن ، لا ينسأ في أجلك ، ولا يسد حفرتك.

قال : أحسبه ترك صبية صغارا ، قال : كلّنا كان صغيرا فكبر ، قال : وأحسبه بلغ الستين ، قال : أبمثل مولده يجهل؟ قال معاوية : لو قال قائل :

٢٠٣

إنّك أصبحت سيد قومك ، قال : أما وأبو عبد الله الحسين حي فلا.

فلمّا كان من غد ، أتى يزيد بن معاوية ابن عباس ، وهو في المسجد يعزي ، فجلس بين يديه جلسة المعزي ، وأظهر حزنه ، فلما نهض أتبعه ابن عباس بصره ، وقال : إذا ذهب آل حرب ذهب حلم قريش.

١٢٢ ـ وروي : أنّه لمّا أتى نعي الحسن عزى معاوية ابن عبّاس فاسترجع ابن عباس ثلاثا ، ثم قال : إنّه والله ، يا معاوية! لم يمهل من أجلك ، ولم يدفن في حفرتك ، ولقد رزئنا بمن كان خيرا منه ، فكفانا الله فقده ، ولم يضيعنا بعده ، يعني : النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ قال : والله ، لا اقيم ببلدة يشمت فيها بموت ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

١٢٣ ـ أخبرنا صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني ـ بها إجازة ـ ، أخبرنا عبد القادر بن محمّد البغدادي ، أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهري ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا حسين بن محمّد ، أخبرنا محمد بن سعد ، أخبرنا محمّد بن عمر ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبيه قال : لمّا جاء معاوية نعي الحسن بن علي استأذن ابن عباس على معاوية ، وكان ابن عباس قد ذهب بصره ، وكان يقول لقائده : إذا دخلت بي على معاوية فلا تقدني ، فإن معاوية يشمت بي ، فلمّا جلس ابن عباس ، قال معاوية : لأخبرنه بما هو أشدّ عليه من أن أشمت به ، ثمّ قال له : يا ابن عباس! هلك الحسن بن عليّ ، فقال ابن عبّاس : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وعرف ابن عبّاس : أنّه شامت به ، فقال : أم والله ، يا معاوية! لا يسد حفرتك ولا تخلد ، ولقد اصبنا بأعظم منه فجبرنا الله بعده ، ثمّ قام.

قال معاوية : لا ، والله ، ما كلّمت أحدا قط أعدّ جوابا ، ولا أعقل من

٢٠٤

ابن عبّاس ، فقال الفضل بن عبّاس يذكر ذلك ، ويرثي الحسنعليه‌السلام :

أصبح اليوم ابن هند شامتا

ظاهر النخوة إذ مات الحسن

رحمة الله عليه إنما

طالما أشجى ابن هند وأرن

استراح اليوم منه بعده

إذ ثوى رهنا لأحداث الزمن

فارتع اليوم ابن هند آمنا

إنما يقمص بالعير السمن

لست بالباقي فلا تشمت به

كلّ حيّ بالمنايا مرتهن

يا ابن هند إن تذق كأس الردى

تك في الدهر كشيء لم يكن

وقال الحسينعليه‌السلام يرثي أخاه الحسنعليه‌السلام :

أأدهن رأسي أم اطيب محاسني

ورأسك معفور وأنت تريب

وأستمتع الدّنيا بشيء احبه

بلى ، كل ما أدنى إليك حبيب

فلا زلت أبكي ما تغنت حمامة

عليك وما هبت صبا وجنوب

وما هملت عين من الماء قطرة

وما اخضر في دوح الحجاز قضيب

بكائي طويل والدموع غزيرة

وأنت بعيد والمزار قريب

وليس حريبا من اصيب بماله

ولكن من وارى أخاه حريب

غريب وأطراف البيوت تحوطه

ألا كلّ من تحت التراب غريب

فلا يفرح الباقي ببعد الّذي مضى

فكلّ فتى للموت فيه نصيب

وقال بعض الشعراء :

تعز بمن قد مضى اسوة

فإنّ العزاء يسلي الحزن

بموت النبي وقتل الوصيّ

وذبح الحسين وسمّ الحسن

٢٠٥
٢٠٦

الفصل السابع

في فضائل الحسينعليه‌السلام الخاصة به

٢٠٧
٢٠٨

١ ـ أنبأني الإمام الحافظ صدر الحفّاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني ، أخبرنا عبد القادر بن محمّد اليوسفي ، أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ، حدّثنا محمّد بن العباس الخراز ، أخبرنا محمد بن معروف الخشاب ، أخبرنا حسين بن محمّد بن فهم ، أخبرنا محمد بن سعد ، قال : علقت فاطمة بالحسينعليهما‌السلام لخمس ليال من ذي القعدة لسنة ثلاث من الهجرة ، وكان بين ذلك وبين ولادة الحسنعليه‌السلام خمسون ليلة.

وولد الحسين في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة ، وكنيته «أبو عبد الله» ، فولد الحسين ـ عليا الأكبر ـ قتل مع أبيه ـ بالطّف ـ لا بقية له ، وأمّه آمنة بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود بن معتب الثقفي ، وامّها ابنة أبي سفيان بن حرب ، وفيها يقول حسان بن ثابت الأنصاري :

أطافت بنا شمس النهار فمن رأى

من النّاس شمسا بالعشاء تطيف

أبو امّها أو في قريش بذمة

وأعمامها أما سألت ثقيف

وعليا الأصغر ، وله العقب من ولد الحسين ، وأمه أمّ ولد ، وآخر لا بقية له ، وامّه السلافة امرأة من بلي بن عمرو بن الحرث بن قضاعة ، وفاطمة ؛

٢٠٩

امّها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله ، وعبد الله ؛ قتل مع أبيه الحسين ، وسكينة امها الرّباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس من ـ بني ثور ـ بن كلب ، وفي الرباب وسكينة يقول الحسينعليه‌السلام :

«لعمرك ، إنني لأحبّ دارا

تقيم بها سكينة والرّباب

احبّهما وأبذل جلّ مالي

وليس للائمي فيها عتاب

ولست لهم وإن رغبوا مطيعا

حياتي أو يغيبني التراب»

٢ ـ وأنبأني الشيخ الإمام فخر الأئمّة أبو الفضل بن عبد الرحمن الحفر بندي ، أخبرنا الشيخ الإمام أبو محمّد الحسن بن أحمد السمرقندي ، أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن العطار ؛ وإسماعيل بن أبي نصر الصابوني ؛ وأحمد بن الحسين البيهقي ، قالوا : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا الحسين ابن عليّ الحافظ ، أخبرنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، حدثنا حسين بن زيد العلوي ، عن جعفر ابن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه ، عن جدّه عليّعليهم‌السلام قال : «إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر فاطمةعليها‌السلام ، فقال : زني شعر الحسين وتصدّقي بوزنه فضّة ، وأعطى القابلة رجل العقيقة».

٣ ـ وبهذا الإسناد ، عن أبي عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد ، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، حدّثنا أبو اليمان ، حدثنا إسماعيل ابن عياش ، حدّثنا عطاء بن عجلان ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، عن أمّ الفضل قالت : دخل عليّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا أرضع الحسين بن علي بلبن ابن كان لي ، يقال له : «قثم» فتناوله رسول الله ، وناولته إيّاه فبال عليه ، فأهويت بيدي إليه ، فقال : «لا تزرمي(١) ابني» ورشّه بالماء.

__________________

(١) أي لا تقطعي عليه بوله بتقديم الزاء المعجمة على الراء المهملة.

٢١٠

قال ابن عباس : بول الغلام الذي لم يأكل يرش ، وبول الجارية يغسل.

٤ ـ وجاء في «المرسل» : أنّ فاطمةعليها‌السلام جاءت الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهي تبكي ، فقال : ما يبكيك؟ قالت : ضاع مني الحسين فلا أجده ، فقام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد اغرورقت عيناه ، وذهب ليطلبه فلقيه يهودي ، فقال : يا محمد! مالك تبكي؟ فقال : «ضاع ابني» ، فقال : لا تحزن ، فإني رأيته على تل كذا نائما ، فقصدهعليه‌السلام واليهودي معه ، فلمّا قرب من التل رأى ضبا بفمه غصن أخضر وارق يروحه به ، فلمّا رأى الضبّ النبيّ ، قال له ـ بلسان فصيح ـ : السّلام عليك ، يا زين القيامة! وشهد له بالحق ، وكان معه حسل صغير له ، فقال : لم أر أهل بيت أكثر بركة من أهل بيتك ، لأنّ ولدي ضاع مني لثلاث سنين ، فطفت عليه أطلبه فلم أجده ، فلمّا رأيت ولدك آنفا وجدته ، فأنا اكافئه.

وقال الحسل(١) : يا رسول الله! أخذني السيل فأدخلني البحر ، ثمّ ضربت بي الأمواج إلى جزيرة كذا ، فلم أجد سبيلا ومخرجا حتّى هبت ريح فأخذتني وألقتني عند أبي.

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من تلك الجزيرة إلى هنا ألف فرسخ» ، فأسلم اليهودي بذلك ، وقال : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنك رسول الله.

٥ ـ أخبرنا جار الله العلّامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري ، حدثنا الاستاذ الأمين أبو الحسن عليّ بن الحسين بن مردك الرازي ، حدّثنا الحافظ ابو سعد إسماعيل بن عليّ بن الحسين السّمان ، اخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمد الكرجي ـ بمكة ـ بقراءتي عليه ، حدثنا أحمد بن كامل القاضي ، حدثنا عبد الملك بن محمد ، حدثني أبي ، حدثني حماد بن زيد ،

__________________

(١) الحسل : ولد الضب.

٢١١

حدثني يحيى بن سعيد الأنصاري ، حدثني عبيد بن حسين ، حدثني الحسين ابن عليّعليهما‌السلام قال : «اتيت عمر بن الخطّاب وهو يخطب على المنبر ، فقلت له : انزل من منبر أبي ، فقال : منبر أبيك ، والله ، لا منبر أبي».

قال : ثم قال : من علّمك هذا؟ قلت : «ما علمني أحد» ، فقال : لا تزل تأتينا. ، فجئت يوما وهو خال بمعاوية وابن عمر على الباب ، فرجعت فلقيني ، فقال : ألم أقل لك تأتينا؟ قلت : «قد جئت وأنت خال بمعاوية ، وابن عمر على الباب». قال : أفأنت مثل ابن عمر ، وهل أنبت على رءوسنا الشعر إلّا الله ، ثمّ أنتم ، إذا جئت فلا تستأذن.

٦ ـ وذكر الإمام محمد بن أحمد بن عليّ بن شاذان ، حدثني أحمد بن محمد بن الجراح ، حدثني القاضي عمر بن الحسن ، حدثتني آمنة بنت أحمد ابن ذهل بن سليمان الأعمش ، قالت : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن سليمان ابن مهران ، عن محمّد بن كثير ، حدّثني أبو خثيمة ، عن عبد الله قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «بي انذرتم ، ثم بعليّ بن أبي طالب اهتديتم ، وقرأ :( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) الرعد / ٧ ، وبالحسن اعطيتم الإحسان ، وبالحسين تسعدون وبه تشقون ، ألا وإنّ الحسين باب من أبواب الجنّة ، من عانده حرّم الله عليه رائحة الجنّة».

٧ ـ وذكر ابن شاذان هذا ، حدّثنا أبو محمد الحسن بن عليّ العلوي الطبري ، عن أحمد بن عبد الله ، حدثني جدي أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن عمرو بن اذينة ، حدثني أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن سلمان المحمّدي قال : دخلت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وإذا الحسين على فخذه وهو يقبل عينيه ، ويلثم فاه ، ويقول : «إنك سيد ابن سيد أبو سادة ، إنّك إمام ابن إمام أبو أئمة ، إنّك حجة ابن حجة أبو حجج ،

٢١٢

تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم».

٨ ـ أخبرنا الإمام الزّاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا شيخ القضاة أبو علي إسماعيل بن أحمد البيهقي ، أخبرنا شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، حدثنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا محمد ابن صالح ، حدثنا الحسين بن الفضل ، حدثنا عثمان بن مسلم ، حدثنا وهيب ، حدثنا عبد الله بن عثمان ، عن سعيد بن أبي راشد ، عن يعلى العامري : أنّه خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى طعام دعي له ، فاستقبل في طريق ـ حسينا ـ يلعب فأراد أن يأخذه ، فطفق الصبيّ يفرّ هاهنا مرّة وهاهنا مرّة ، فجعل رسول الله يضاحكه حتّى أخذه.

قال : فوضع إحدى يديه تحت قفائه والاخرى تحت ذقنه ، ووضع فاه على فيه ، فقبّله ، وقال : «حسين مني وأنا من حسين ، أحبّ الله من أحبّ حسينا ، حسين سبط من الأسباط».

وسمعت هذا الحديث أيضا في ـ جامع أبي عيسى ـ مختصرا ، من قوله : «حسين مني إلى آخر الحديث».

٩ ـ وذكر أحمد بن الحسين ـ برواية اخرى ـ عن يعلى العامري ، فقال : «الحسن والحسين سبطان من الأسباط».

١٠ ـ وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا محمّد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، حدثنا محمّد بن عمران بن أبي ليلى ، حدّثني أبي ، عن أبيه أبي ليلى ، قال : كنا عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فجاء الحسين وأقبل يتمرّغ عليه ، فرفع قميصه وقبّل زبيبه.

١١ ـ وبهذا الإسناد قال : أخبرنا جامع بن أحمد الوكيل ، أخبرنا محمد بن الحسن المحمدآبادي ، حدثنا عثمان بن سعيد ، حدثنا موسى بن

٢١٣

إسماعيل ، حدثنا حماد ، أخبرنا ابن عون ، عن أبي محمد عمير بن إسحاق : انّ أبا هريرة قال للحسينعليه‌السلام : ارفع قميصك عن بطنك ، حتى اقبل حيث رأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يقبل ، فرفع قميصه فقبل سرته.

قال : والمعروف عن ابن عون في هذا الحديث الحسنعليه‌السلام .

١٢ ـ وبهذا الإسناد ، قال : أخبرنا أبو عليّ بن شاذان ، أخبرنا عبد الله ابن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا محمّد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا أبي ، حدثنا ربيع ، عن عبد الرحمن بن سابط قال : كنت مع جابر ، فدخل الحسين بن عليّ ، فقال جابر : «من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنّة فلينظر إلى هذا» ، فأشهد لسمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقوله.

١٣ ـ وبهذا الإسناد قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ، أنشدنا عبد الله بن إبراهيم النحوي للحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهما‌السلام :

اغن عن المخلوق بالخالق

تغن عن الكاذب والصادق

واسترزق الرحمن من فضله

فليس غير الله من رازق

من ظنّ أن الناس يغنونه

فليس بالرّحمن بالواثق

أو ظنّ انّ المال من كسبه

زلّت به النعلان من حالق

١٤ ـ وبهذا الإسناد قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا الأصمعي : بلغنا عن ابن عون قال : كتب الحسن للحسين يعتب عليه في إعطائه الشعراء ، فكتب إليه : «إنّ خير المال ما وفي به العرض».

١٥ ـ وبهذا الإسناد قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ : سمعت الحافظ الزبير بن عبد الواحد ، سمعت : ابن أحمد بن زكريا ، سمعت إسماعيل بن

٢١٤

يحيى المزني ، سمعت : الشافعي يقول : مات ابن للحسينعليه‌السلام فلم ير به كآبة ، فعوتب على ذلك ، فقال : إنّا أهل بيت نسأل اللهعزوجل فيعطينا ، فإذا أراد ما نكره فيما يحب رضينا».

١٦ ـ وبهذا الإسناد ، قال : أخبرنا الإمام أبو القاسم الحسن بن محمد ابن حبيب ـ بنيسابور سنة أربعمائة ـ ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ـ بالبصرة ـ ، حدثني أبي ، حدثني عليّ بن موسى ، حدثني أبي موسى بن جعفر ، حدثني أبي جعفر بن محمد ، حدثني أبي محمد بن علي ، حدثني أبي علي بن الحسينعليهم‌السلام : «إنّ أباه الحسين بن عليّ دخل المستراح ، فوجد لقمة ملقاة ، فدفعها الى غلام له ، فقال : يا غلام! اذكرني في هذه اللقمة إذا خرجت ، فأكلها الغلام ، فلمّا خرج الحسين قال : يا غلام! اللقمة؟ قال : أكلتها يا مولاي! قال : أنت حرّ لوجه الله تعالى ، فقال له رجل : أعتقته يا سيدي! قال : نعم ، سمعت جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من وجد لقمة ملقاة : فمسح منها ما مسح ، وغسل منها ما غسل ، وأكلها لم يسغها في جوفه حتّى يعتقه الله من النار ، ولم أكن لأستعبد رجلا أعتقه الله من النّار».

١٧ ـ وأنبأني الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني ، أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي ، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين ، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ، حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا يحيى بن حماد ، حدثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي إدريس ، حدثنا المسيب بن نجبة ، قال : قال عليّعليه‌السلام : «ألا احدّثكم عن خاصة نفسي وأهل بيتي»؟ قلنا : بلى ، قال : «أما حسن : فصاحب جفنة وخوان ، وفتى من الفتيان ،

٢١٥

ولو قد التقت حلقتا البطان لم يغن عنكم في الحرب حبالة عصفور(١) .

وأما عبد الله بن جعفر : فصاحب ظل ولا يغرنكم ابنا عبّاس.

وأمّا أنا وحسين فإنا منكم وأنتم منّا» ، في حديث طويل لا يتعلق بما نحن فيه.

١٨ ـ وأخبرني الحافظ سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الدّيلمي ـ فيما كتب إلي من همدان ـ ، قال : ومما سمعت من «المفاريد» أن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «الحسين اعطي من الفضل ما لم يعطه أحد من ولد آدم ما خلا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن».

١٩ ـ قال : وأخبرني والدي ، أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن الميداني الحافظ ـ إجازة ـ ، أخبرني محمد بن عبد الملك الفقيه القزويني ، حدثني محمد بن ميسرة القزويني ، حدثني وصيف بن عبد الله القزويني ـ وكان ثقة أمينا ـ ، حدثني إسماعيل بن محمّد المقري ، حدثني جعفر بن محمد الرازي ، حدثني الحسن بن شجاع البلخي ، حدثني سعيد بن سليمان الواسطي ، حدثني أبو اسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يحل إزار الحسين ، فقلت : ما هذا؟ يا رسول الله! فقال : «البسه هدية ربي ، ألا إنّ ربي أهدى إليه مدرعة ، وأن لحمتها من زغب جناح جبرئيل».

قال جعفر بن أحمد الرازي : قال أبو زرعة ـ يوما وقد كتبنا هذا الحديث ـ : إن كان في الدنيا حديث يستأهل أن يكتب بالذّهب فهذا.

__________________

(١) كيف يقول علي هذا وكان هو وأخوه يبادران في حروبه ويقول : املكوا عني هذين الغلامين؟!.

٢١٦

٢٠ ـ أنبأني الإمام فخر الأئمة أبو الفضل الحفربندي ، أخبرنا الإمام الحسين بن أحمد ، أخبرنا أبو القاسم بن أحمد ؛ وإسماعيل بن أبي نصر ؛ وأحمد بن الحسين ، قالوا : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو بكر محمّد ابن أحمد ، حدّثنا حسن بن علي بن شبيب ، حدّثنا أبو عبيدة ، عن فضل بن عياض ، حدّثنا مالك بن شعبي ، حدّثنا هشام بن سعد ، حدثنا نعيم بن عبد الله المجمر ، عن أبي هريرة قال : ما رأيت الحسين بن عليّ إلّا فاضت عيناي دموعا ، وذلك أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خرج يوما فوجدني في المسجد ، فأخذ بيدي واتكأ عليّ فانطلقت معه حتى جاء سوق ـ بني قينقاع ـ فطاف ونظر ثمّ رجع ورجعت معه.

قال : وما كلّمني ، ثم جلس في المسجد واحتبى ، فقال : «ادع لي لكع» فاتي ـ بحسين ـ يشتدّ حتّى وقع في حجره ، ثم أدخل يده في لحية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فجعل رسول الله يفتح فم الحسين ، ويدخل فمه فيه ، ويقول : «اللهمّ! إني احبه فأحبه».

وأورد هذا الحديث أحمد بن الحسين في «فضائل الحسنعليه‌السلام » ، فلذلك كتبناه في فضائله هناك.

٢١ ـ وأخبرني الإمام الأجل مجد الدين قوام السنّة أبو الفتوح محمد ابن أبي جعفر الطائي ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أخبرنا شيخ القضاة أبو علي إسماعيل بن أحمد البيهقي ـ سنة اثنتين وخمسمائة بباب المدينة بمرو في الجامع ـ ، أخبرنا الإمام حقّا وشيخ الإسلام صدقا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن محمد ـ بهراة ـ ، أخبرنا أبو عليّ أحمد بن محمد بن عليّ ، حدثنا عليّ بن خشرم : سمعت يحيى بن عبد الله بن بشير الباهلي ، حدثنا ابن المبارك أو غيره ـ شك

٢١٧

الباهلي ـ ، قال : بلغني أن معاوية قال ليزيد : هل بقيت لذّة من الدنيا لم تنلها؟ قال : نعم ، أم أبيها ـ هند بنت سهيل بن عمرو ـ ، خطبتها وخطبها ـ عبد الله بن عامر بن كريز ـ ، فتزوجته وتركتني.

فأرسل معاوية إلى ـ عبد الله بن عامر ـ وهو عامله على البصرة ، فلمّا قدم عليه ، قال : انزل عن أم أبيها لولي عهد المسلمين يزيد ، قال : ما كنت لأفعل؟ قال : أقطعك البصرة ، فإن لم تفعل عزلتك عنها ، قال : وإن.

فلمّا خرج من عنده ، قال له مولاه : امرأة بامرأة ، أتترك البصرة بطلاق امرأة؟ فرجع إلى معاوية فقال : هي طلاق ، فردّه إلى البصرة ، فلمّا دخل تلقته «أم أبيها» فقال : استتري؟ فقالت : فعلها اللعين ، واستترت.

فقال : فعدّ معاوية الأيام حتى اذا انقضت العدّة وجّه أبا هريرة يخطبها ليزيد ، وقال له : أمهرها بألف الف ، فخرج أبو هريرة فقدم المدينة ، فمرّ بالحسين بن عليّعليهما‌السلام ، فقال : «ما أقدمك المدينة يا أبا هريرة»؟ قال : اريد البصرة أخطب «أم أبيها» لولي عهد المسلمين «يزيد»؟ قال : «فترى أن تذكرني لها»؟ قال : إن شئت ، قال : قد شئت؟ فقدم أبو هريرة البصرة ، فقال لها : يا أم أبيها! إنّ «أمير المؤمنين» يخطبك لولي عهد المسلمين يزيد ، وقد بذل لك في الصداق ألف ألف ، ومررت بالحسين بن عليّ فذكرك ، قالت : فما ترى يا أبا هريرة! قال : ذلك إليك ، قال : فشفة قبّلها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أحبّ إليّ.

قال : فتزوّجت ـ الحسين بن عليّ ـ ، ورجع أبو هريرة فأخبر معاوية ، قال : فقال له : يا حمار! ليس لهذا وجهناك؟ قال : فلمّا كان بعد ذلك حجّ عبد الله بن عامر فمر بالمدينة ، فلقي الحسين بن عليّ ، فقال له : يا ابن رسول الله! تأذن لي في كلام أم أبيها ، فقال : إذا شئت ، فدخل معه البيت واستأذن على أمّ أبيها فأذنت له ، ودخل معه الحسين ، فقال لها عبد الله بن عامر : يا أم

٢١٨

أبيها! ما فعلت الوديعة التي استودعتك؟ قالت : عندي ، يا جارية! هاتي سفط كذا ، فجاءت به ففتحته وإذا هو مملوء لئالئ ، وجوهر يتلألأ ، فبكى ابن عامر.

فقال الحسين : ما يبكيك؟ فقال : يا ابن رسول الله! أتلومني على أن أبكي على مثلها في ورعها وكمالها ووفائها؟ قال : «يا ابن عامر! نعم المحلل كنت لكما ، هي طلاق» ، فحجّ فلمّا رجع تزوج بها.

٢٢ ـ قلت : وأورد هذه الحكاية أبو العلاء الحافظ ، وساقها عن الحسن ابن عليّ ، على ما أخبرني ـ إجازة ـ ، قال : أخبرني عبد القادر بن محمّد اليوسفي ، أخبرني الحسن بن عليّ الجوهري ، أخبرني محمّد بن العباس ، أخبرني أحمد بن معروف الخشاب ، أخبرني حسين بن محمّد ، أخبرني محمد ابن سعد ، أخبرني عليّ بن محمّد ، عن الهذلي ، عن ابن سيرين ، قال : كانت هند بنت سهيل بن عمرو عند عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ، وكان أبا عذرتها ، ثم طلقها فتزوجها عبد الله بن عامر بن كريز ، ثم طلقها فكتب معاوية إلى أبي هريرة أن يخطبها ليزيد بن معاوية ، فلقيه الحسن بن علي ، فقال : «أين تريد»؟ قال : أخطب هند بنت سهيل ليزيد بن معاوية ، قال : «فاذكرني لها» ، فأتاها أبو هريرة فأخبرها الخبر ، فقالت : اختر لي ، قال : أختار لك الحسن فتزوجها.

قال : فقدم عبد الله بن عامر المدينة ، فقال للحسن : إنّ لي عندها وديعة ، فدخل إليها والحسن معه ، وجلست بين يديه فرقّ ابن عامر ، فقال الحسن : «ألا أنزل لك عنها ، فلا أراك تجد محللا خيرا لكما مني»؟ فقال : وديعتي ، فأخرجت سفطين فيهما جوهر ففتحهما وأخذ من كل واحدة قبضة وترك الباقي.

٢١٩

وكانت تقول : سيدهم حسن ، وأسخاهم ابن عامر ، وأحبهم إلي عبد الرحمن بن عتاب.

وفي رواية ـ حماد ـ ، عن عليّ بن زيد : أنها شاورت أبا هريرة ، فقال أبو هريرة : رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقبل فاه ، فإن استطعت أن تقبلي مقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فافعلي.

٢٣ ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أخبرني الرئيس أبو الفتح بن عبد الله النسائي الهمداني ـ كتابة ـ ، حدثني الإمام أبو الفضل عبد الله بن عبدان ، حدثني شعيب بن علي القاضي ، حدثنا موسى بن سعيد الفراء ، حدثنا الحسين بن عمر الثقفي ، حدثنا أبي عمر بن إبراهيم ، حدثنا عبد الكريم بن يعقوب الجعفي ، عن جابر ، عن أبي الشعثاء ، عن بشر بن غالب ، قال : لقيت أبا هريرة وقد لقي الحسين بن عليّعليهما‌السلام فسمعته وهو يقول له وكان يطوف بالبيت : ستملكون أبا عبد الله سنين حسنة ، فو الذي نفس أبي هريرة بيده ، لا يملكون سنة إلّا ملكتم سنتين ، ولا شهرا إلّا شهرين ، ولا يوما إلّا يومين ، وقد رأيتك على ذراعي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد خضبتهما دما ، حيث لفّك في خرقتك ، وقطع سرّتك ، وحنكك بتمرة ، وتفل في فيك ، وتكلّم بكلام لست أدري ما هو؟ ، وذلك لأنّ فاطمة سبقته بقطع الحسن فأمرها أن لا تسبقه فأرسلت بك إليه.

٢٤ ـ أخبرنا العلامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري ، حدثنا الفقيه الإمام أبو عليّ الحسن بن علي بن أبي طالب الفرزادي ـ بالري ـ ، أخبرنا الفقيه أبو بكر طاهر بن الحسين بن عليّ السّمان ، حدّثنا عمي الشيخ الزاهد الحافظ أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السّمان الرازي ، أخبرنا

٢٢٠