المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة الجزء ٥

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة0%

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 767

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة

مؤلف: السيد محسن بن عبد الكريم الأمين
تصنيف:

الصفحات: 767
المشاهدات: 73521
تحميل: 2547


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 767 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 73521 / تحميل: 2547
الحجم الحجم الحجم
المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة

المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة الجزء 5

مؤلف:
العربية

ذلك فقال علي فنحن أهل البيت الذين اختصنا الله باية الطهارة يا شيخ فبقي الشيخ ساكتاً نادماً على ما تكلم به وقال بالله انكم هم فقال علي بن الحسين (ع) تالله انا لنحن هم من غير شك وحق جدنا رسول الله (ص) انا لنحن هم فبكى الشيخ ورمى عمامته ثم رفع رأسه إلى السماء وقال اللهم اني أبرأ اليك من عدو آل محمد من جن وانس ثم قال هل لي من توبة فقال له نعم ان تبت تاب الله عليك وأنت معنا فقال أنا تائب فبلغ يزيد حديثه فأمر به فقتل.

أترجو الخير من دنيا أهانت

حسين السبط واختارت يزيدا

المجلس السابع

مما جاء في سخاء زين العابدين (ع) وبره للفقراء وكثرة صدقاته وعتقه وبذله المال في سبيل الله تعالى ما رواه أبو نعيم في حلية الأولياء أنه (ع) فاسم الله ماله مرتين (وروى) المفيد بسنده أنه لما حضرت زيد بن اسامة بن زيد الوفاة (وفي رواية) محمد بن اسامة جعل يبكي فقال له علي بن الحسين (ع) ما يبكيك فقال علي خمسة عشر الف دينار ولم أترك لها وفاء فقال له علي (ع) لا تبك فهي علي وأنت منها بريء فقضاها عنه (وفي الفصول المهمة) كان علي (ع) يتصدق سراً ويقول صدقة السر تطفئ

٤٢١

غضب الرب (قال) وقال ابن عائشة سمعت أهل المدينة يقولون ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين (ع) (وروى) المفيد بسنده وصاحب الفصول المهمة أنه كان بالمدينة كذ وكذا أهل البيت ياتيهم رزقهم وما يحتاجون اليه لا يدرون من أين ياتيهم فلما مات علي بن الحسين (ع) فقدوا ما كانوا يؤتون به ليلاالى منازلهم (وعن الباقر ع) أنه كان يحمل جراب الخبر على ظهره بالليل فيتصدق به (وعن) الباقر (ع) أيضاً أنه كان يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم وربما حمل على ظهره الطعام والحطب حتى ياتي باباً باباً فيقرعه ثم يناول من يخرج اليه وكان يغطي وجهه اذا ناول فقيراً لئلا يعرفه فلما توفي (ع) فقدوا ذلك فعلموا أنه كان علي بن الحسين (وفي خبر) أنه كان اذا جنه الليل وهدأت العيون قام الى منزله فجمع ما يبقى فيه عن قوت أهله وجعله في جراب ورمى به على عاتقه وخرج إلى دور الفقراء وهو متلثم ويفرق عليهم وكثيراً ما كانوا قياما على أبوابهم ينتظرونه فاذا رأوه تباشروا به وقالوا جاء صاحب الجراب (وقال الزهري) لما مات زين العابدين (ع) فغسلوه وجد على ظهره محل فبلغني أنه كان يستقي لضعفاء جيرانه بالليل (وفي رواية) أنه لما مات (ع) فغسلوه جعلوا ينظرون الى آثار سواد في ظهره فقالوا ما هذا فقيل كان يحمل جُرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيها فقراء أهل المدينة (وعن الباقر ع) أنه لما وضع زين العابدين (ع) على المغتسل نظروا

٤٢٢

إلى ظهره وعليه مثل ركب الابل مما كان يحمل على ظهره الى منازل الفقراء والمساكين (وكان) يعجبه أن يحضر طعامه اليتامى والأضراء والزمنى والمساكين الذين لا حيلة لهم وكان يناولهم بيده ومن كان منهم له عيال حمل له الى عياله من طعامه (وكان) لا ياكل طعاماً حتى يبدأ فيتصدق بمثله (وكان) اذا تقضى الشتاء تصدق بكسوته واذا تقضى الصيف تصدق بكسوته وكان يلبس في الشتاء ثياب الخز فقيل له تعطيها من لا يعرف قيمتها ولا تليق به لباساً فلو بعتها فتصدقت بثنها فقال اني أكره ان ابيع ثوبا صليت فيه (وفي رواية) انه كان يبيعها ويتصدق بثمنها ويقول اني لأستحي من ربي ان آكل ثمن ثوب قد عبدت الله فيه (وخرج) ذات يوم وعليه مطرف خز فتعرض له سائل فتعلق بالمطرف فمضى وتركه له (وكان) اذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبداً ولا أمة بل يكتب ذنوبهم عنده فاذا كان آخر ليلة منهم جمعهم وقرأ عليهم تلك الذنوب فيقرون بها ثم يطلب

٤٢٣

منهم أن يسألوه العفو عنهم فيفعلون ثم يقول : رب انك أمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا وقد عفونا كما أمرت فاعف عنا فانك أولى بذلك منا ثم يعتقهم فاذا كان يوم الفطر أجازهم بجوائز تغنيهم عما في أيدي الناس (وما) من سنة الا وكان يعتق في آخر ليلة من شهر رمضان ما بين العشرين الى أقل أو أكثر مثل ما اعتق في جميعه وما استخدم خادماً فوق حول حتى لحق بالله تعالى.

المجلس الثامن

مما جاء في جوامع مناقب زين العابدين (ع) وفضائله (ما رواه) المفيد في الارشاد بسنده قال سمع سائل في جوف الليل وهو يقول أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة فهتف به هاتف من ناحية البقيع يسمع صوته ولا يرى شخصه ذاك علي بن الحسين (ونظر) (ع) يوم عرفة الى قوم يسألون الناس فقال ويحكم أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم انه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكون سعيداً( ) (وكان) (ع) يابى أن يواكل أمه فقيل له يا ابن رسول الله أنت أبر الناس وأوصلهم للرحم فكيف لا تواكل أمك فقال اني أكره أن تسبق يدي لما

٤٢٤

سبقت عينها اليه (وقال) له رجل يا ابن رسول الله اني لأحبك في الله حباً شديداً فقال اللهم اني أعوذ بك أن أحب فيك وأنت لي مبغض (وكان) اذا جاءه طالب علم قال مرحباً بوصية رسول الله (ص) ثم يقول ان طالب العلم اذا خرج من منزله لم يضع رجله على رطب ولا يابس من الأرض الا سبحت له (وقال) الباقر (ع) ان أبي ضرب غلاماً له قرعة واحدة بسوط وكان بعثه في حاجة فأبطأ عليه فبكى الغلام وقال تبعثني في حاجتك ثم تضربني فبكى أبي وقال يا بني اذهب الى قبر رسول الله (ص) فصل ركعتين ثم قل الله اغفر لعلي بن الحسين خطيئته يوم الدين ثم قال له اذهب فأنت حر لوجه الله (وضرب) مملوكا له على ذنب ثم دخل منزله فأخرج السوط وتجرد له وقال اجلد علين بن الحسين فأبى فأعطاه خمسين ديناراً (وقال (ص) ما تجرعت جرعة أحب الي من جرعة غيظ أعقبها صبراً وما أحب الي بذلك حمر النعم فأجابه علي بن الحسينعليهما‌السلام ما ولدت ام محفر أشر وألأم.

٤٢٥

قيوده من حلمه بقيود رب حلم يقيد الضرغاما

المجلس التاسع

قال ابن الصباغ امالكي في الفصول المهمة في معرفة الائمة : من كلام زين العابدين علي بن الحسين «ع» ضل من ليس له حكيم يرشده وذل من ليس له سفيه يعضده (وقالعليه‌السلام ) عجبت لمن يحتمي من الطعام لمضرته كيف لا يحتمي من الذنب لمعرته (وقالعليه‌السلام ) اياك والابتهاج بالذنب فان الابتهاج به اعظم نم ركوبه (وقالعليه‌السلام ) من ضحك ضحكة مج من عقله محة علم (وقالعليه‌السلام ) فقد الاحبة غربة وقالعليه‌السلام من قنع بما قسم الله له فهومن اغنى الناس (واوصى) ولده محمد الباقر «ع» فقال يا بني لا تصحب خمسة ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق لا تصخبن الفاسق فانه يبيعك باكلة فما دونها قال يطمع فيها ولا ينالها والبخيل فانه يقطع بك احوج ما تكون اليه والكذاب فانه بمنزلة السراب يبعد منك القريب ويقرب اليك البعيد والاحمق فانه يريد ان يبفعك فيضرك وقاطع الرحم فاني رايته ملعونا في ثلاثة مواضع من كتاب الله تعلى (وعن ابي حمزة الثمالي عن زين العابدينعليه‌السلام قال اذاكان يوم القيامة

٤٢٦

نادى مناد ليقم اهل الفضل فيقوم اناس فيقال انطلقوا الى الجنة قبل الحساب فتقول لهم الملائكة من انتم فيقولون نحن اهل الفضل فنقول وما كان فضلكم قالوا كنا اذا حهل علينا حلمنا واذا اسيء الينا غفرنا ثم ينادي ليقم اهل الصبر فيقوم اناس فتقول لهم الملائكة من انتم فيقولون نحن اهل الصبر فيقال لهم وما صبركم قالوا صبرنا انفسنا على طاعة الله وصبرنا انفسنا عن معصية الله ثم ينادي ليقم جيران الله في داره فيقوم اناس وهم قليل فتقول له مالملائكة من انتم فيقولون كنا نتحاب في الله ونتزازر في الله فتقول لكل طائفة ادخلوا الجنة فنعم اجر العاملين (وروى) الشيخ في الامالي انه قيل لعلي بن الحسين «ع» كيف اصبحت يا ابن رسول الله قال اصبحت مطلوبا بثمان : اللع تعالى يطلبني بالفرائض والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالسنن والعيال بالقوت والنفس بالشهوة والشيطان باتباعه والحافظان بصدق العمل وملك المةت بالروح والقبر بالجسد فانا بين هذه الخصال مطلوب وقال لابنه الباقر «ع» اياك ومعاداة الرجال فانه لن يفدمك مكر حليم او مفاجأة لئيم وبلغه قول نافع بن جبير في معاوية : كان يسكته الحلم وينطقه العلم فقال كذب بل كان يسكته الحصر وينطقه البطر. وقيل له من اعظم الناس خطرا قال من لم لر الدنيا لنفسه خطرا (وفي) تحف العقول قال صلوات الله عليه من كرمت عليه نفلسه هانت عليه الدنيا. وقال بحضرته رجل اللهم اغنني عن خلقك فقال

٤٢٧

ليس هكذا انما الناس بالناس ولكن قل اللهم اغنني عن شرار خلقك. وقالعليه‌السلام اتقوا الكذب الصغير منه والكبير في كل جد وهزل فان الرجل اذا كذب في الصغير احترا على الكبير. كفى بنصر الله لك ان ترى عدوك يعمل بمعاصي الله في ك. الزهد في آية من كتاب الله «لكيلا تاسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم». طلب الحوائج الى النالس هو الغنى الحاضر ان احبكم الى الله احسنكم عملا وان انجاكم من عذاب الله اشدكم خشرة لله. وان اقربكم من الله او سعدكم خلقا وان ارضاكم عند الله اسعاكم على عياله. ان المعرفة زكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه وقلة مرائه وحلمه وصبره وحسن خلقه. ابن آدم لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك وما كانت المحاسبة من همك وما كان الخوف لك شعارا والحذر لك دثارا. يا ابن آدم انك ميت ومبعوث وموقوف بين يدي الله جل وعز فاعد له جوابا. لا حسب لقرشي ولا لعربي الا بتواضع ولا كرم الا بتقوى ولا عمل الا بنية ولا عبادة الا بالتفقه. خمس لو رحلتم فيهن لالفيتموهن وما قدرتم على مثلهن. لا يخاف عبد الاذنبه. ولا يرجو الا ربه. ولا يستحي الجاهل اذا سئل عما لايعلم ان يتعلم. والصبر من الايمان يمنزلة الراس من الجسد. ولا ايمان لمن لا صبر له. يا ابن ادم ارض يما اتيتك تكن من ازهد الناس. زاعمل بما افترضت عليك تكن مناعبد الناس. واجتنب عما حرمت

٤٢٨

عليك تكن من اورع الناس. كم من مفتون بحسن القول وكم من مغرور بحسن الستر عليه. وكم من مستدرج بالاحسان اليه. يا سرأتاه لمن غلبت احداثه عشراته يريد ان السيئة بواحدة والحسنة بعشرة. من اشتاق الى الجنة سارع الى الحسنات وسلا عن الشهوات ومن اشفق من النار بادر بالتوبة الى الله من ذنوبه ومن زهد في الدنيا هانت عليه مصائبها. ان الله ليبغض البخيل والسائل الملحف. ان من اخلاق المؤمن الانفاق على قدر الاقتار والتوسع على قدر التوسع وانصاف الناس من نفسه وابتداؤه ايهم بالسلام. زما من شيء احب الى الله بعد معرفته من طلبه منك فان كان اهله فقد اصبت موضعه وان لم يكن باهل كنت انت اهله وان شتمك رجل عن يمينك ثم تحول الى يسارك واعتذر اليك فاقبل عذره. مجالسة الصاحين داعية الى الصلاح. وادب العلماء زيادة في العقل. واستنماء المال تمام المروءة وارشاد المستشير قضاء لحق النعمة وكف الاذى من كمال العقل وفيه راحة للبدن عاجلا واجلا. وفي تذكرة الخواص قالعليه‌السلام ان قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد وان قوما عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار وان قوما عبدوه شكرال فتلك عبادة الاحرار وكان يقول عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالامس نطفة وهو غدا جيفة وعجبت لمن شك ف الله وهو يرى عجائب مخلوقاته وعجبت ام يشك في النشاة الاخرى وهو يرى النشاة

٤٢٩

الاولى وعجبت لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء.

وفي كشف الغمة قال اياك وبالغيبة فانها ادام كلاب النار.

ومما نسب اليه من الشعر قوله :

اتحرقني بالنار يا غاية المنى البيتين المتقدمين في بخامس

وقوله :

نحن بنو المصطفى ذوو غصص يجرعها في الانام كاظمنا

عظيمة في الانام محنتنا اولنا مبتلى وآخرنا

يفرح هذا الورى بعيدهم ونحن اعيادنا مآتمنا

والناس في الامن والسرور وما يامن طول زمان خائفنا

وما خصصنا به من الشرف الطا ئل بين الانام آفتنا

يحكم فينا والحكم فيه لنا جاحنا حقنا وغاصبنا

وقوله :

من عرف الرب فلم تغنه معرفة ارب فذاك الشقي

ما ضر ذا الطاعة ما ناله في طاعة الله وما ذا لقي

ما يصنع العبد بغير التقى والعز كل العز للمتقي

وقال بعد خطبة خطبها بالكوفة :

لا غرو ان قتل الحسين فشيخه قد كان خيرا من حسين واكرما

فلا تفرحوا يا اهل كوفان بالذي اصاب حسينا كان ذلك اعظما

٤٣٠

قتيل بشط النهر روحي فداؤه جزاء الذي ارداه نار جهنما

ونسب اليه ابن شهر اشوب في المناقب قوله :

لكم ما تدعون بغير حق اذا ميز الصحاح من المراض

عرفتم حقنا فجحتمونا كما عرف السواد من البياض

كتاب الله شاهدنا عليكم وقاضينا الاله فنعم قاضي

وينسب اليه كما في مجموعة الامثال الشعرية التي في الخزانة الرضوية :

واذا بليت بعسرة فاصبر لها صبر الكرام فان ذلك احزم

لا تشكون الى العباد فانما تشكوا الرحيم الى الذي لا يرحم

وعن الصادق «ع» قال بكى علي بن الحسين على ابيه الحسينعليهما‌السلام عشرين سنة او اربعين سنة(١) وما وضع بين يديه طعام الا بكى حتى قال له مولى له جعلت فداك يا ابن رسول الله اني اخاف عليك ن تكون من الهالكين قال انما اشكو بثي وحزني الى الله واعلم من الله ما لا تعلمون اني لم اذكر مصرع بني فاطمة الا خنقتني لذلك عبرة.

لقد تحمل من ارزائها محنا لم يحتملها نبي او وصي نبي

____________________

(١) هذا ينافي ما تقدم في المجلس الاول من ان بقاءه بعد ابيه كان اربعا وثلاثين سنة او ثلاثا وثلاثين سنة والله اعلم.

- المؤلف -

٤٣١

المجلس العاشر

في الفصول المهمة يروى ان علي بن السحينعليهما‌السلام اعتل فدخل عليه جماعة من اصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعودونه فقالوا كيف اصبحت يا ابن رسول الله فدتك انفسنا قال في عافية والله المحمود على ذلك كيف اصبحتم انم جميعا قالوا اصبحنا لك والله يا ابن رسول الله محبين وادين فقال من احبنا لله ادخله الله ظلا ظليلا يوم لا ظل الا ظله ومن احينا يريد مكافاتنا كافاه الله عنا الجنة ومن احبنا لفرض دنيا آتاه الله رزقه من حيث لا يحتسب (وعن) الباقر «ع» قال لما حضرت ابي علي بن الحسين الوفاة ضمني الى صدره وقال يا بني اوصيك بما به ابي حين حضرته الوفاة وبما ذكر ان اباه اوصاه به قال يا بني اياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا الا الله (وعن) ابي الحسن الرضاعليه‌السلام ان علي بنم الحسينعليه‌السلام لما حضرته الوفاة اغمي عليه ثم فتح عينيه وثرا اذا وقعت وانا فتحنا وقال الحمد لله الذي صدقنا وعده واورثنا الارض نتبوا من الجنة حيث نشاء فنعم اجر العاملين ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا (وروى) الكليني انه لما حضرت علي بن الحسينعليه‌السلام الوفاة اغمي عليه فبقي ساعة ثم رفع عنه الثوب ثم قال الحمد لله الذي اورثنا الجنة نتبوا منها حيث نشاء فنعم

٤٣٢

اجر العاملين ثم قال احفرا لي وابلغوا الى الرشح (اي وشح الماء من الارض) ثم مد الثوب عليه فمات (وفي رواية) انه لما حضرته الوفاة اغمي عليه ثلاث مرات فقال ي المرة لاخيرة الحمد لله الذي صدقنا وعده الى اخر الاية ثم قبض صلوات الله عليه (وفي الفصول المهمة) يقال انه مات مسموما سمه هشام بن عبد الملك في ملك اخيه الوليه فلما توفي غسله ولده الاما محمد الباقرعليه‌السلام واعانته على غسله ام ولد له وحنطه وكفنه وصلى عليه ودعنه (قال) سعيد بن المسيب وشهد جنازته البر والفاجر واثنى عليه الصالح والطالح وانهال الناس يتبعونه حتى لم يبق احد ودفن في البقيع مع عمه الحسن في القبة التي فيها العباسعليهم‌السلام .

فيا لامام محكم الذكر بعده تداعت له اركانه والجوانب

ويا لفقيد قد اقامت مآتما عليه المعالي فهي ثكلى نوادب

(مراثي زين العابدينعليه‌السلام )

قال الشاعر المجيد السيد صالح النجفي الشهير بالقزويني من قصيدة :

٤٣٣

الا يا امين الله وابن امينه على خلقه العافي به والمناقب

لك الحجر الميمون دون محمد مقر بفرض الود جهرا مخاطب

وكم لك بالقرصين بذلا لعائل وتكليمك الصخر الاصم مناقب

وما استلمت الركن لله ساعيا عليك انحنت بالاستلام الجوانب

وتذهب عنك الناس بمنى مهابة ويسرى وقد ضاقت عليها المذاهب

فدان ابن مروان لعزك خاضعا كما لك دانت عجمها والاعارب

رضاك رضى الباري وسخطك سخطه وفي محكم التنزيل ودكك واجب

فياليت لا كان الطريد ولم تكن تنوبك من ال الطريد النوائب

ودس اليك السم غدرا بمشرب وليد فلا ساغت لديه المشارب

فيا لامام محكم الذكر بعده تداعت له اركانه والجوانب

ويا لسقيم شفه السقم والبكا ويا لنحيل انحلته المصائب

ويا لفقيد قد اقامت مآتما عليه المعالي فهي ثكلى نوادب

فلا عجب بيت النبوة ان دجا ومن افقه بدر الامامة غارب

وماد قوام للعلى ومقوم وجب سنام للفخار وغارب

ولله افلاك البقيع فكم بها كواكب من ال النبي غوارب

حوت منهم ما ليس تحويه بقعة ونالت بهم ما لم تنله الكواكب

فبوركت ارضا كل يوم وليلة تطوف من الاملاك فيها كتائب

وفيها الجبال الشم حلما هوامد وفيها البحور الفعم جودا نواضب

٤٣٤

مناقبهم مثل النجوم كانها مصائبهم لم يحصها الدهر حاسب

وهم للورى اما نعيم مؤيد واما عذاب في القيامة واصب

وقال الشيج ابراهيم بن يحيى العاملي الطيبيرحمه‌الله يذم الدنيا ويرثي اهل البيت عموما. ومنهم زين العابدينعليه‌السلام من قصيدة :

ليهن المخلصين من العباد نعيم لا يروع بانفاد

وحسب العاكفين على المعاصي عذاب النار في يوم المعاد

ارى الدنيا تصول على بنيها بانياب واظفار حداد

تعرفت الجماجم من معد وحطمت القماقم من اياد

وحكت الفوارس من نزار وعدنان عن الخيل الجياد

وحسبك عبرة غدر الليالي باكرم رائج فيها وغادي

ومكنت الارذل من اخيه وكان اعز من صل بوادي

واسلمت الزكي الى ابن هند فسلطت الضلال على الرشاد

واغرت بالحسين فتى علي امير المؤمنين فتى زياد

مصاب طبق الدنيا ورزء يذوب لذكره قلب الجماد

والقت بعد ما بلغت مناها كلاكلها على زين العباد

ربيع المجدبين اذا رماهم زمان السوء بالعام الجماد

اقر بفضله الحج المنادى واكرم بالمنادى والمنادي

وقالرحمه‌الله ايضا يذم الدنيا ويرثي اهل البيت عموما

٤٣٥

ومنهم زين العابدين «ع» من قصيدة :

حسب الفتى من حطام الدهر والنشب ما صان ماء محياه عن الطلب

هبني حويت كنوز المال قاطبة اليس غاية حاويها الى العطب

خفض عليك فان العيش معركة والناس ما بين مسلوب ومستلب

لا خير في هذه الدنيا وان سلمت ولا سلامة من هم ومن نصب

بينا ترى المرء طلقا في اعنتها اذ راح يحجل في قيد من النوب

اليك عن حية الوادي فقد كمنت لو كنت تعلم بين الماء والعشب

وكم لها من قتيل في عشيرته صبرا على رغم ام برة واب

وحسبنا عبرة عبراء ما فعلت بانجم الدهر اهل الفضل والحسب

اودت باحمد خير الخلق ثم رمت وصبه بسهام الغدر من كثب

وبزت البضعة الزهراء نحلتها وارثها بعد رد الصدق بالكذب

وافرغت سمها في المجتبى حسن ومزقت صنوه بالسمر والقضب

وصار في اسرها السجاد مرتهنا واركبته على عار من القتب

زين العباد على الشأن من شهدت بفضله السن الاقلام والكتب

بدر التمام الذي مولاه كونه من نوره قبل خلق السبعة الشهب

اغر ابلج لا تعزى نقيبته يومنا لغير بني او وصي نبي

تقول حساده ان قلت والده محمد ان هذا اشرف النسب

٤٣٦

(ابو جعفر محمد الباقر بن علي بن الحسين)

(ابن علي بن ابي طالبعليهم‌السلام )

المجلس الاول

الامام بعد علي بن الحسين وخامس ائمة المسلمين وخلفاء الله في العالمين ولده محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب صلوات الله عليهم اجمعين.

ولد الباقر «ع» بالمدينة يوم الجمعة وقيل يوم الاثنين غرة رجب (وقيل) ثالث صفر سنة سبع وخمسين من الهجرة على المشهور وقيل ستة ونخمسين (وقبض) بها يوم الاثنين سابع ذي الحجة وقيل في ربيع الاول وقيل الاخر سنة اربع عشرة ومائة وقيل خمس عشرة ومائة وقيل ست عشرة ومائة وقيل سبع عشرة ومائة وقيل ثمان عشرة ومائة وعمره يومئذ سبع وخمسونه سنة مثل عمر ابيه وجده وقيل ثمان وخمسون وقيل ستون وقيل خمس وستون(١) (اقام) منها مع جده الحسينعليه‌السلام ثلاث سنين وقيل

____________________

(١) اذا كان ولد في ثالث صفر سنة ٥٧ وقبض في سابع ذي =

٤٣٧

اربع سنين ومع ابيه اربعا وثلاثين سنة وعشرة اشهر وقيل تسعا وثلاثين وبعد ابيه تسع عشرة وشهرين وقيل ثماني عشرة وهي مدة امامته وهي بقية ملك الوليد بن عبد الملك وملك سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك وتوفي في ملك هشام بن عبد الملك (ودفن) بالبقيع الى جانب ابيه زين العابدين وعن ابيه الحسن في القبة اليت فيها العباسعليهم‌السلام .

(وام) الباقرعليه‌السلام فاطمة بنت الحسن بن علي «ع» وتكنى ام عبد الله قال الصادقعليه‌السلام كانت صديقة لم تدرك في ال الحسن امرا مثلها فهو هاشمي بين هاشميين وفاطمي بين فاطميين واول من اجتمعت له ولادة الحسن والحسينعليهما‌السلام (وكنيته) ابو جعفر ويقال ابو جعفر الاول.

(ولقبه) الباقر لانه بقر العلم بقرا اي فجره تفجيرا وقيل شقه شقا واظهره اظهارا (وفي الفصول المهمة) لقب به لبقره

____________________

= الحجة سنة ١١٤ يكون عمره ٥٧ و١٠ اشهر و٤ ايام واذا كان ولد في ثالث صفر وقبض في ربيع الاول يكون عمره ٥٧ سنة واياما وان كان ولد في غرة رجب وقبض في سابع ذي الحجة يكون عمره ٥٧ و٦ ايام واذا كان ولد غرة رجب وقبض في ربيع الاول يكون عمره ٥٦ سنة و٨ اشهر واياما.؟

- المؤلف -

٤٣٨

العلم وهوتفجره وتوسعه وفي الصحاح لقب به لتبقره في العلم اي توسعه فيه (وفي القاموس) لقب به لتبحره في العلم (وفي لسان العرب) لقب به لانه بقر العلم وعرف اصله واستنبط فرعه وتوسع فيه والتبقر التوسع. (وشاعره) كثير والكميت واخوه الورد والسيد الحميري (وبوابه) جابر الجعفي (ونقش خاتمه) العزة لله (وقيل) رب لا تذرني فردا (وعن) الثعلبي في تفسيره وغيره انه نقش على خاتمه هذه الكلمات :

ظني بالله حسن. وبالنبي المؤتمن. وبالوصي ذي المنن. وبالحسين والحسن.

وخلف سبعة اولاد ١- جعفر الصادق ٢- عبد الله امهما ام فروة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر ٣- ابراهيم ٤- عبد الله لم يعقبا. امهما ام حكيم الثقفية ٥- علي ٦- زينب لام ولد ٧- ام سلمة لام ولد (وقيل) بل له ابنة واحدة اسمها زينب وتكنى ام سلمة.

قوم هم الغاية في فضلهم فالاول السابق كالاخر

بدا بهم ونور الهدى مشرقا وميز البر من الفاجر

ومع هذه المناقب والفضائل التي كانت لمولانا الباقرعليه‌السلام فقد نحي عن مقامه ومرتبته من خلافة جدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وغصب حقه وعاش جليس بيته مقتصرا على عبادة به ومناجاته وحرم الكثيرون من الاستضاءة بنور علمه لشدة الخوف والتقية او

٤٣٩

للحسد والعداوةومع ذلك كله فقد اشرق من انوار علمه ما جلا ظلمات الجهالة وعم البر والبحر ولم يزل كذلك حتى قضى نحبه ولقي ربه مظلوما مقهورا صابرا محتسبا ويروى انه مات مسموما

لله اي مصيبة جلت فلا يلفى لها في الكون بعض نظائر

ذهبت بركن الدين مصباح الهدى غوث المؤمل والامام الباقر

المجلس الثاني

كانت صفة الباقرعليه‌السلام في خلقه وحليته على ما في الفصول المهمة اسمر معتدلا وفي المناقب كان ربع القامة رقبق البشرة جعد الشعر اسمر له خال على خده ضامر الكشح حسن الصوت مطرق الراس واما في اخلاقه واطواره فكاناصق الناس لهجة واحسنهم بهجة وكان ظاهر الجود مشهور الكرممعروفا بالتفضل والاحسان مع كثرة عياله وتوسط حاله وكان اقل اهل بيته مالا واعظمهم مؤونة وكان يتصدق كل جمعة بدينار وكان اذا احزنه امر جمع النساء والصبيان ثم دعا فامنوا زكان كثير الذكر يمشي وانه ليذكر الله وياكل الطعام وانه ليذكر الله ويحدث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله وكان يجمع ولده فيامرهم بالذكرحتى تطلع الشمس ويامر بالقراءة من كان يقرا منهم ومن كان

٤٤٠