الجمرات الودية

الجمرات الودية0%

الجمرات الودية مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 361

الجمرات الودية

مؤلف: عطية بن علي الجمري
تصنيف:

الصفحات: 361
المشاهدات: 64400
تحميل: 6046

توضيحات:

الجمرات الودية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 361 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 64400 / تحميل: 6046
الحجم الحجم الحجم

الجمرات الودية

١

على نهج ماجاء به ابن فايز مؤسس هذا النوع من الشعر

{ في رثاء سيد الورى و خاتم الانبياء (ص) }

وداعه مع أهل بيته وهو على فراش العلة

الهادي على فراش المرض ويدير بالعين

ويمّه الوديعه فاطمه والحسن وحسين

وحيدر تهل مدامعه ويصعّد انفاس

واحنى عليه يخاطبه عمّه العبّاس

ويقول وص بنا يبو ابراهيم هالنّاس

قلّه يعمّي انتو عقب عيني ضعيفين

واحنت عليه ام الحسن والدّمع همّال

تنادي يبويه راح عزنا و الدّهر مال

تدوّر علينا بعدك الفرصه هالانذال

تثور بطلب ثارات بدر وأحد وحنين

قلها وفتح عينه و ون ونّه خفيّه

الله عوينج يالوديعه اعلَى الرزيّه

وصّيت يازهرا ولا تفيد الوصيّه

ملزوم بين الباب و الحايط تطيحين

و وصّيت حيدر لايسل سيفه ولا يثور

لازم يقودونه بحبل هالقوم مأسور

وانتي تلحقيني بْعَجل و الضّلع مكسور

من بعد عيني يالوديعه ما تعيشين

السّبطين خلّيهم عن شمالي و يميني

ريحان قلبي و أرد اشمهم حان حيني

قصدي اودّعهم واريد يودّعوني

الله يساعدهم على جور المعادين

يقاسي من الدّنيا الحسن كثرة محنها

يتمرمر و بيه العدا تشفي ضغنها

سموم الذي جبده تصير شطور منها

وبالطّشت منهم دسايس يوم صفّين

و من الدّفن عندي يمنعونه الظلّام

ويرمون عندي جنازته العدوان بسهام

ويوم الشّهيد حسين من أعظم الايّام

فوق التّرب عريان يبقى بغير تجفين

يبقى ثلثتيّام من حوله رجاله

و تدوس صدره الخيل و تبدِّد اوصاله

و تتذبّح اطفاله و تتسلّب عياله

وتجدّد الشّيعه احزانه طول السنين

بين النبي وابنته فاطمة

صفوة الباري ويل قلبي بروحه يجود

وام الحسن تنحب ومنها القلب ممرود

تتصوّر فراقه و تهل الدّمع منثور

تدري عقب عينه تقاسي الظّلم والجور

وتدري بوصيّه المرتضى بالصّبر مأمور

وتغلي عليه قلوب كثره وشاحنه حقود

٢

تقلّه يبويه الونتك ذايب افّادي

ياصفوة الباري علَي موحش الوادي

يا ياب من يحمل على اجتافه اولادي

مظلم عليّه البيت ياحجّة المعبود

فقدك يبويه يسبّب الويلات كلها

وبدر وأحد خوفي يبويه من أهلها

دموم الكفر باجر علي يتحزّم الها

كلها عقب عينج علينا ترجع ردود

و انتَ اخبرتني بالذي بعدك ألاجيه

ودومك يَبويه بالصّبر حيدر توصّيه

جور العدا وفقدان شخصك من يصاليه

يدَورون بينا الفرص هاللي حولك قعود

لكن يعين الله على مقاسى المصايب

جنّي أعاينها تخلّي الطّفل شايب

مابين متولّي معادي وبين غاصب

ثقلك يبو ابراهيم راح يصير فرهود

بس ماسمع خَف الونين وفتّح العين

و قلها يَفاطم عقب عيني ماتعيشين

أوّل أهل بيتي يَزهرا بي تلحقين

بالضّيم والذّل تنقضي أيامج السّود

وصّيت حيدر بالصّبر وانتي بَوصّيج

منّج النّحله تنّهب وتثور أعاديج

بعدي وتنمنعين حتّى من بواجيج

ولازم تشوفين الوصي بالحبل مقيود

من عقب عيني يابتوله مصابج مصاب

تبقين مجفيّه بلا ناصر و لا ذاب

يتسقّط جنينج يبنتي بصاير الباب

تقضين ومتونج من سياط العدا سود

تقاسين يم حسين هزّاتٍ عنيفه

أيّام بعدي تصير ميشومه و مخيفه

وغمّض عيونه وفاضت الرّوح الشّريفه

و خرّ ت بجنبه ويل قلبي بروحها تجود

احتضاره و قبض روحه

شمس النبوّه مكوّره وبدر الهدى غاب

ماصار في العالم مثل فقد النّبي مصاب

أدّى الرّساله وكابد الأمّه وجهَلها

و بْدَعوته وضّح مناهجها وسبلها

جانت عن الحق عادله و سيفه عدلها

عَزها وهبَّط راس كل جاحد ومرتاب

كمَّل الدّين وشيَّده خير البريّه

ومن جهل قومه شلون قاساها أذيّه

ويوم انقضى عمره ودنت منّه المنيّه

أوصى احفظوني بعترتي بعدي والكتاب

ياويح قلبي من دنى المحتوم منّه

تهلّل جبينه بالعرق واخفت الونّه

السّبطين يمّه وكل ضلع منهم تحنّى

وتنحب البضعه والقلب من شوفته ذاب

تقلّه يبو ابراهيم فقدك فتّت احشاي

ياهو يسلّيهم عقب فقدك يتاماي

٣

زادي وشربي ياحماي بجاي ونعاي

بياعين اشوفنّه عقب شخصك المحراب

فتَّح عيونه و قرَّب السّبطين يمّه

شمّ الحسن وحسين عند الصّدر ضمّه

و صّبت مدامعهم وحيدر هاج غمّه

وسمعوا بذاك الحال طارق يطرق الباب

قلّه يبوالحسنين اجا مرسول مولاك

خلّه يجي يمّي يحيدر والله وياك

سلَّم عليه واستَلَم روحه وهزّ الافلاك

وشبحت عليه ام الحسن والدّمع سجّاب

تنادي يَربّ الشّرع قلّي شلون حالي

لو عاينت من شخصك المحراب خالي

وياهو على الجتفين يحملهم اطفالي

بعدك حياتي تكدّرت والعيش ماطاب

خطاب الزهراء له ودخول ملك الموت عليه

غمّض عيونه وشيل لوساده يبوحسين

بطّل ونينه المصطفى خير النّبيّين

غرّبت عينه يَبن عمّي دسبل ايديه

شوفه يدير العين لينا و مدّ رجليه

وجبريل ينعى والفلك متعطّل عليه

والمصطفى ينادي يفاطم لا تنوحين

بطلي البواجي انشعب قلبي ياحزينه

لازم يبنتي اليوم عزّج تفقدينه

وثوب المصايب عقب عيني تلبسينه

و منّج يكسرون العدى بالباب ضلعين

خرّت على بوها تصيح بدمع سجَّاب

انجان ضلعي يكسرونه بصاير الباب

وصّ الوصي الكرّار بيَّه ووص لصحاب

لحّد عليه يجتري ياقرّة العين

هذا الحسن مكسور قلبه من يجبره

وهذا العزيز حسين ياهو يشمّ نحره

وياهو عقب عينك يحطّه فوق صدره

ذلَّت يبو ابراهيم من بعدك السّبطين

قلها يَفاطم لو اجرَعِت كاس المنيّه

جيبج يزهرا لا تشقّينه عليّه

وصد للحسن ومدامعه بْخدّه جريَّه

وشاف الحزن نحّل عظامه وقرّح العين

قلّه يعقلي ذوّبت قلبي من بجاك

ونادى يبو الحسنين بالله سكّت ابناك

ودّعتك الله ياعلي و الملتقى هناك

وشبكت الزّهرا على رسول الله باليدين

ولن واحد عْلَى الباب يتخفَّى بكلامه

اينادي يَهَل بيت النبّوة و الإمامه

بالله ادخلوني عْلَى المظلّل بالغمامه

أطلب الرّخصه من النّبي نور المسلمين

صاح النّبي قومي يَزَهرا وافتحي الباب

هذا الذي ميهاب من حاجب وبوّاب

يم الحسن هذا المفرِّق بين الاحباب

وبس الله الله عقب عيني بحسن وحسين

٤

تغسيله و بكاء فاطمة

أوحش الدّنيا و شال سلطان النبيّين

غسّل المختار بوسط داره يبوحسين

شمّر ردانه المرتضى ودمعه يتجارى

و صفوة الباري مدّده و غسّله بداره

وكلما يحرّك له عضو تسطع انواره

وام الحسن بالباب تهمل دمعة العين

تقلّه هضيمه البيت يخلا من جماله

تمنّيت جان الموت ياخذني بداله

بعيد البلا عْلَى المغتسل كنز الرّساله

بالله دشقّوا بقبر ابو ابراهيم لحدين

شقّوا لحد ليّه مع الوالي ادفنوني

من شوفته امّدد ترا عميت عيوني

وشلّي بحياتي و عقب عينه يهضموني

مثلك يبو ابراهيم راحم ينوجد وين

واعدتني مَتطول من بعدك حياتي

ياليت حضرتني ابهالسّاعه وفاتي

ولا عيش بعدك بين متعنّد و عاتي

دهري سطى عْليه وخلّى القلب شطرين

لا تحجب انواره يهاللّي اتفصل اجفان

بهداي بالله نزّله بقبره يدفّان

وخلّوا اطفالي تودّعه صفوة الرّحمن

قلب الحسن ذايب وذابت مهجة حسين

فارقت عزّي و القلب فارق سروره

الله يحيدر بالجفن ضمّيت نوره

قلها يَزهرا بالقبر تالي نزوره

آنا اجذب الونّه عليه وانتي تونّين

أيست منّه واصفقت راح الأيادي

وصاحت بْلَهفه وداعة الباري يَهادي

قبل الدّفن ودعوا حماكم ياولادي

راح النّبي وافجْعَة الأملاك والدّين

الزهراء عند تجهيزه و دفنه

اسم الله على طولك ياجمال الهاشميّه

عْلَى المغتسل ممدود ياخير البريَّه

يامرتضى اكشف لي عن الوالي وجماله

و شيل الجفن عن غرّته تودعه اشباله

هذا الحسن مشعوب قلبه انظر الحاله

وهذا الشّهيد حسين عبراته جريّه

٥

ياللي تغسِّل والدي وين العمامه

فوق المنابر ماحلا حلو الجهامه

قبلٍ تشيله خلّه توَدعه اليتامى

منّه بعد ما نرتجي للبيت جيَّه

بهداي قلّب جسم ابو ابراهيم بهداي

وانت يبن عبّاس بالهون اسجب الماي

طوله على المغسل شعبني وفتّت حشاي

ممرود قلبي وموحشه الدّنيا عليّه

ياللي تحفرون القبر وسعوا مكانه

وبهداي نزلوا جنازته وسفروا اجفانه

ويلا يعزٍ شال عنّا ولا لفانا

هيهات بعده تصير عيشتنا هنيَّه

ياللي تهيلون الثّرى دفنوني ويّاه

مقدر أشوف البيت خالي من محيّاه

قشره تراهي تصير عيشتنا بليّاه

بعد النّبي ماريد هالدّنيا الدنيّه

{ في رثاء سيدة النسوان فاطمة الزهراء (ص) }

هجوم الدار و اسقاط الجنين

دفنوا الرّسول وغابت انوار النبوّه

وثار المعادي يريد يتشفّى بعدوّه

نار الحقد و جّوا ونار الجزل بالباب

ومن قبل جان الرّوح من جملة الحجّاب

بيها الوصي و ابناه و الزّهرا و الكتاب

وصاحوا يحيدر قوم لو تنوخذ قوّه

ووقفت البضعه داخل الحجره بلا خمار

تنده اشْجُرمتنا شعلتوا بابنا بنار

ميناسب احجي ويالغرب دنهض يَكرّار

عجّل ترا يهجمون مابيهم مروّه

ماجاوب الكرّار بس تجري ادموعه

وفتحوا الباب ومن ورا الباب الوديعه

و العبد بالباب اتجى و جلّت اجموعه

وحس وعصرها وغدت من خلفه اتِّلوّى

خرّت و خر المحسن و صاحت يَفضّه

بالعجل دركيني ترى مقدر النّهضه

انكسرت ترا ضلوعي وجسمي المرض مضّه

وما بقت لي من ضربة المسمار قوّه

خذيني يَفضّه وحيدر الكرّار شوفيه

خبريه عن حالي وعن ضيم الطحت فيه

صاحت يبنت المصطفى حيدر مشوا بيه

وقلبه على جمر الغضا لجلك تطوّى

والله لو شفتي حال حلّال المشاكل

ليث الحروب برقبته حطّوا حمايل

يمشي بطاعتهم ودمع العين سايل

صاحت دتجّي لي القلب فارق سلوَّه

٦

انجان طلعوا بالوصي قومي اطلعيني

نسيت العصر بالباب وتسقّط جنيني

قوموا نروح القبر جدكم يَبنيني

وارد اخبره بينا الدّهر بعده اشْسَوّى

هجوم دارها و قَود بعلها

صبّت على الزّهرا مصايب يامسلمين

بعد الرّسول تزلزل السّبع الأراضين

لو هي على الأيّام تنصب صارن اليال

عمرٍقصير وشوف بيه اشقاست اهوال

فقد النّبي وغصب الوصي فكّر ابهالحال

انصبت سحايبها عليها من الصّوبين

فتحوا سقيفتهم قبل تجهيز ابوها

و بدر وأحد وحنين كلها تذكّروها

غيض وغصص ياغيرة الله جّرعوها

شحجي وشعدّد من هضم ست النّساوين

مابين ماهي في عزاها داخل الدّار

يمها الحسن وحسين تبجي على المختار

وبالدّار جالس منزوي حيدر الكرّار

سيفه معلّق والدّمع يجري من العين

ولن الجمع يهرع بلا عقول وبلا افكار

خالد وشكله مسلّحين وكل غدّار

هاجت ضغاينهم ووجَوا بالجزل والنار

فرّت بْدَهشتها وفرّوا الحسن وحسين

صاحت يحيدر قوم وجّوا النّار بالباب

معلوم عندك من صرت ماخاطب اجناب

مارد عليها جواب بس الدّمع سجّاب

وسيف الصّبر قطّع مهجته مشيّد الدّين

ردّت تخاطبهم و لن الباب جاها

و تستّرت بالباب و الحايط وراها

اهنا يالمحب عدّد مصايبها و بلاها

العصر والمسمار واللطمه على العين

لا تلومها لو قالت انصبّت مصايب

تعالج سقوط الحمل لو هجوم الأجانب

و الضّرب ورّم متنها و القلب ذايب

لو وكزة الطّاغي الذي كسّر الضّلعين

كل الذي جاري وحيدر عينه تشوف

يسمع نواخيها وخذوه بحبل مكتوف

قود البعير و وقّفوه والرّاس مكشوف

ينظر يمين يسار لا ناصر ولا معين

خروجها في طلب أميرالمؤمنين

أم الحسن طلعت تدافع عن ابوحسين

ملبّب يقودونه وبس يدير بالعين

٧

عنّه تدافع والعدو ورّم متنها

بيه تلتجي ولا قال كف السّوط عنها

هذي وصايا الانبيا و هذي محنها

لو تنشده ايقلّك عليّه حاكم الدّين

و صّل المنبر و الحبل ملوي بجيده

ذاك الأسد وانعاج هالأمّه تقوده

وهو الذي لو راد بس يحرّك ايده

ويدعي السّماوات العلا تحت الاراضين

رادت تبرهن للخلق بضعة الهادي

ومدّت اليمنىعلى القناع بقلب صادي

والثّانيه على الباب وتزلزل الوادي

والكل يصيح ادخيل ياست النّساوين

بشبلينها ردّت وليث الغاب معها

ورجعت مثل ماترجع اللبوه بسبعها

وإيدٍ على اللطمه وإيد على ضلعها

والمرتضى ينشّف ادموع الحسن وحسين

ومصيبة النّحله وفدك ويّا العوالي

خلّوا الأمّه الكل يصيح المال مالي

وخطبت وقالت نحلتي وبلغة اشبالي

عندي عليها كتاب من خير النيّين

وقفت على راس المجتّف بالوصيّه

معصّبه العين و تون ونّه خفيّه

وابدت عتبها وهيّجت منّه الحميّه

وقلها يبنت المصطفى يحق لج تعتبين

لكن يبنت الطّهر عندج علم بالحال

مأمور انا بالصّبر حتى تحصل رجال

وهذا الجمع يم الحسن عنّا انزوى ومال

أصبر يَزَهرا عْلَى الهضم وانتي تصبرين

قالت يحيدر حسبي الواحد الديّان

حتى البجا منّه يمنعوني العدوان

بين القبور اريد تبني دار الاحزان

أهل البغي قطعوا الأراكه ألتجي وين

مع سلمان المحمدي

لا تلومني لو هاجت احزاني يسلمان

جنّك متدري بالذي فعلت العدوان

منّي خذوا حقّي ولا راعوا الوصيّه

وهجموا علي داري وساتر ماعليّه

و المرتضى قاعد و عبراته جريّه

و ينظر بعينه اببّابنا وجّوا النّيران

لا تلومني ضلعي انكسر بالباب قوّه

ماقصّروا فينا عديمين المروّه

جنّك متدري هالعبد بيّه اشْسَوّى

سقّطني المحسن و خلَّى الجسد نحلان

جسمي انتحل من ضربة المسمار صدري

وانلطمت عيوني وداحي الباب يدري

وكلما جرت نكبه عليّه ازداد صَبري

وكظمت غيظي والقلب فايض بالاحزان

و بس عايَنِت حيدر ملبّب قايدينه

وسمعت شبلي الحسن يندب راح ابونا

غصبٍ عليّه طْلَعت خوفي يذبحونه

و تتيتّم أولادي عقب فارس الفرسان

٨

ضلّيت أدافعهم وظْنتي يرحَموني

و مالوا عليْ بالسّوط ظلّوا يضربوني

والله يَسلمان الضّرب ورَّم متوني

قصدي أبث شكواي للواحد الديّان

قلّها يَزهرا يقلّج الكرّار روحي

ردّي على بوج النّبي بالدّار نوحي

قالت عقب حيدر تراني تروح روحي

خلني أزلزلهم ترى مابيهم احسان

خلني يسلمان اشتكي ذايب افّادي

يطلع علي الكرّار لو زَلْزِل الوادي

والله يَسلمان الرّجس روّع اولادي

هذا جزا المختار من عدهم يَسلمان

ماقصّروا أجر الرّساله اليوم أدّوه

سقطوا جنيني و الوصي بالحبل قادوه

ماقصّروا حتى الضّلع بالباب كسروه

جان القصد حيدر علي شْجرمة النّسوان

والله يَسلمان العبد دمّي برقبته

وحق والدي جنين الحشا مات وطرحته

قصده هلاكي من هجم والله عرفته

ومن طلعوا بحيدر علي كل الأمر هان

وقوفها بباب المسجد ورجوعها ببعلها

وصلت المسجد والدّمع يجري من العين

لزمت الباب وصدّت تدوّر ابوحسين

صاحت تعرفوني انا مهجة المختار

عملة ثمود اليوم انزّلها ابهلديار

خسف وزلازل لو تخلّو لي الكرّار

كسَّرتوا ضلوعي و روّعتوا السّبطين

ومدّت على الهامه اليمين ورجَّت الكون

و ونّت وشعبت كل قلب ونَّة المحزون

ورفرف عذاب الله وغدو كلهم يموجون

محّد بقى غير الوصي وسلمان واثنين

وحيدر يقلّه روح للزّهرا يَسلمان

قلها يبنت المصطفى خيرة النسوان

تدرين ابو ابراهيم رحمه من الرّحمن

لازم يَزهرا على الهضم كلّه تصبرين

قلها اصبري وردّت عليه بدمع منثور

لولا الصّبر خلّيت كل العالم يمور

تسَقَّط جنيني من الحشا والضّلع مكسور

بسوطه يَسلمان العبد ورّم المتنين

تدري عليّه اشْصار يوم الهجموا الدّار

من شدّة العصره نبت بالصّدر مسمار

و هوّن عليّه اللّي جرى طلعة الكرّار

يمشي مهبّط و الدّمع يجري من العين

أحلف بقبر المصطفى وعزّة المعبود

هلباب ما خلّيه حتى حيدر يعود

يمسح ادموع اولاده التجري بلخدود

قلبي انشعب مَتشوف حال الحسن وحسين

جاها علي يقلها يشمّامة الهادي

ومدّت إيديها وجذبته والقلب صادي

بعدك تقلّه شحالتي و حالة أولادي

وقصدت ضريح المصطفى خير النبيّين

٩

شكواها عند قبر أبيها

وقفت على قبر النّبي والقلب مشعوب

تشكي هضمها ودمعها على القبر مصبوب

صاحت يبوابراهيم قوم من القبر شوف

خانت الأمّه عهودنا ونسيت المعروف

بالسّوط ضربوني وعلي قادوه مكتوف

مغدور حقّه والورث يابوي مغصوب

دقعد وعاين ساعدي ولطمة عيوني

وسوط العبد ورّم يبو القاسم متوني

هجموا علي داري ومحّد وقف دوني

بعدك يبوابراهيم قلبي شلون ميذوب

شاحتمل بويه من مصابي وكثر بلواي

فقدك وغصب المرتضى وحنّة يتاماي

وكسْر الضلع وتسقّط جنيني من حشاي

نهبوا نحلتي وصابره والصّبركم دوب

جم دوب أنا اتصبّر وقلبي كلّه جروح

الثّاكل بياملّه يمنعوها من النّوح

ياياب كل يوم آخذ السّبطين ونروح

بين القبور أبجي و نرجع وكت الغروب

يَظلالي الضّافي العدا قطعوا ظلالي

أقعد بْحَر الشّمس من حولي أطفالي

وارجع واعاين منبرك يابوي خالي

و ماشوف ليل انهارغير اهموم وكروب

فقدك يبو ابراهيم ورّث جسمي نحول

و ريحانتيك ابناي بعدك صابها ذبول

نال العدا بهضمي وذلهم كل مأمول

ولاظلّت النا من البجا ياوالدي قلوب

وعندي كفيل تدير هالعالم يمينه

و بالصّبر وصّيته يَسلطان المدينه

و قومك عليه اقلوبها تغلي بضغينه

وبدر وأحد وحنين بيهن صبح مطلوب

يابوي ثارات الكفر منّا يطلبون

كل ساع ياهادي علَيْ غاره يشنّون

و انا شْيطلبوني على بيتي يهجمون

غير الضّغاين من علي بنصرك يمهيوب

استنهاضها وعتابها للأنصار

قلّت شيمكم لو جفيتونا يالانصار

بضعة نبيكم وانتخي ولا شوف نغّار

جم دوب أنخّي و انتحب ما تنصروني

تشوفون عدواني وسط بيتي لفوني

تتروّع أولادي وكلكم تنظروني

شمسوِّيه تجيني العدا بالحطب و النّار

يَنصار أبويه وين غيرتكم علينه

ما تنغرون الحالنا يهل المدينه

شْجاري من الكرّار حتى يلبّبونه

مبتدع بدعه لو هجر سنَّة المختار

و اهل البدع مابينكم بالمسجد قعود

إلهم على منبر أبويه نزول و صعود

١٠

وصاحب البيعه والعهد بالحبل مقيود

ملبّب وهُو لولا يمينه الفلك مادار

يَنصار أبويه ماشفت نغَّار منكم

باللي جرى راضين لو قلَّت شيمكم

لوماسمعتوا الصّوت لو راحت هممكم

ماظن خفت ضجَّة اولادي داخل الدّار

بالأمس أبويه عْلَى المنيّه تبايعونه

كل ساع بالعتره يوصّي وتسمعونه

و هذا الوصي بالدّار حاير تتركونه

ومن شوفته قلبي يذوب ويلتهب نار

و منّي فدك منهوب قوّه و العوالي

ماخافوا من الله ولا رحموا اطفالي

ثكلى وحزينه و ضامني جور الليالي

شحجي وشعدّد من هضم ياجمع لنصار

و من الضّرب قنفذ ترى ورَّم متوني

لابيه علَيْ رحمه ولا انتو ترحموني

و من لطمة الغادر ترى راحت عيوني

ضلعي انكسر والصّدر بيه انبت المسمار

خطبتها في المسجد النبوي

يم القبر قعدت تجر ونّه كئيبه

ست النّسا وتنشد المنبر عن خطيبه

تقلّه يمنبر صفوة العلّام وينه

وين الانوار اللّي تلوح النا بجبينه

نوره تغيّب و اوحش الدّنيا علينه

أيّامنا سوده ومصايبنا عجيبه

خلف السّتر جلست وجانون القلب ثار

جذبت الونّه وكل قلب منها اشتعل نار

حمدت الباري وذكرت الهادي المختار

وكلمن سمعها تزفّر وهاج بنحيبه

حكم الشّريعه بيّنت للخلق معناه

واوضحت دين المصطفى بيا سيف مبناه

وياهو الكشف كرب الرّسول اعلاه وادناه

تحجي و تبجي والقلب يسعر لهيبه

مكسورة الخاطر ومن يجبر كسرها

توعظ وتوعد تشبه الهادي بنثرها

تلزم ضلعها ونوب جرح اللّي بصدرها

ونوب تلوذ بقبر أبوها وتنتخي به

ردّت و ليث الغاب يترقّب مجيها

يسمع كلام المصطفى بطيّب حجيها

و ينظر بعينه مشية الهادي بمشيها

جت بغبنها و اوقفت منّه قريبه

انتحبت وصاحت يبن أبي طالب تراني

عندك وديعه والهضم والذّل عراني

هذا العدو حقّي زواه ولا رعاني

وانتَ الحمى ياكعبة الباري وحبيبه

قلها يَزهرا اليوم لازم تعذريني

أوّل وتالي يابتوله تعرفيني

ماملت عن دربي ولا فارقت ديني

منّك يبنت الطّهر هالّلفظه غريبه

١١

إنزعاج علي عند رجوعها

عجّل يَقنبر سيفي البتّار جيبه

ترضى الوديعه لو أشب نار الحريبه

و الله يَزهرا جان شلت السّيف زعلان

لفني الأمّه الخاطرج و اهز لكوان

هسّا لزلزل هالارض بالإنس والجان

لجلج واخلّي عْلَى الملا ساعه عصيبه

بضعة الهادي جان أسل السّيف واقوم

ما تسمعين عْلَى المنابر عقب هاليوم

باسم النّبي المختار عندك يصح معلوم

وظل يرتعد والغيض يتوقّد لهيبه

هاج العزم بيه ولزم بتّاره وثار

قلها يعرفوني أنا حيدر الكرّار

لا جبن صايبني ولا اشكي قلّة أنصار

حقّج بحد السّيف يم حسين أجيبه

صاحت رضيت وصابره عْلَى الصّار بيّه

و اسمع بْذكر المصطفى صبح و مسيّه

وادري حياتي ياعلي متطول ليّه

بعد النّبي واطلع من الدّنيا كئيبه

ماسكن غيظه وانثنت ست النّساوين

لزمت بديها ويل قلبي الحسن وحسين

قالت يحيدر دسكن الخاطر السّبطين

ولنها على الخدّين عبراته سجيبه

وتحيّرت بالحال مكسورة الأضلاع

وردّت لعد زينب تقلها بقلب مرتاع

قومي لبوج المرتضى روحي بلا قناع

قامت تجر ذيل الحزن ذيج النّجيبه

بس مالحظها سكن غيظه وذبّ الفقار

ضمها الصدره والدّمع بالخد نثّار

وقلها يَبنتي مقدر أنظر لج بلا خمار

جنّي أشوفج بين عدوانج سليبه

في عتابها لأميرالمؤمنين

لو تلحظ بعينك ثبير تزلزل وذاب

وقبال عينك يعصروني بصاير الباب

متعجّبه العالم من افعالك يَكرّار

بالدّار جالس والعدو يهجم على الدّار

و مدامعك تجري وبيدك سيف الفقار

وانا انتخي بفضّه وجنيني خر بالاعتاب

و تعفّرت بالباب منّي الضّلع مكسور

وايدي على ضلعي يحيدر والدّم يفور

والجزل يابوحسين بالنّيران مسعور

ناديتهم ردّوا ولا ردّوا لي جواب

ومن طحت خلف الباب ياراعي الحميّه

ناديت يافضّه تعالي بْعَجل ليَّه

وخرّيت ياحامي الحمى مغشى عليّه

رد لي الطّاغي ولااختشى منّك ولاهاب

و انتَ تشوفه ياعلي وتسمع ونيني

وقّف على راسي ولطم خدّي وعيني

وانا انتحب واصيح يافضّه ادركيني

احمرّت عيوني وخر جنيني وصدري انصاب

١٢

ردّوا لك وقادوك ياليث الحرايب

وانت الذي من باسك تموج الكتايب

والله افعالك ياعلي تراوي العجايب

جيف بحبل تنقاد وانت الليث بالغاب

قلها ودموعه اتحدّرت يم حسن وحسين

تدرين انا الموصوف فارس بدر وحنين

أسلب نفوس الشّوس بس بلحظة العين

غصبٍ عليّه اليوم يتخرّق لج كتاب

صبري مثل صبري يبت خير البريّه

تدرين انا محّد كفوا يجسر عليّه

لكن اشبيدي قيّدت زندي الوصيّه

سيفي بيميني واسمع ونينك ورا الباب

صبري مثل صبري يَشمّامة المختار

صبري يَزهرا عْلَى الهضيمه وعصر لجدار

لولا الوصيّه ماتركت اليوم ديَّار

لاتهيِّجيني بالعتب قلبي ترى ذاب

١٣

وصاياها حين الموت لأمير المؤمنين

اشزايد عليج اليوم يازهرا تلوجين

بطلي ونينج ذاب قلبي لا تونين

يم الحسن بطلي الونين وجاوبيني

شوفي اولادج بالبواجي مذوّبيني

قالت يحيدر فرّقوا بينك و بيني

بوداعة الله مسافره عنّك يبوحسين

من هالمرض ماشوف ياحيدر سلامه

تزوّج عقب عيني يَبو حسين بأمامه

بس الله الله بعد موتي ابهاليتامى

سكِّن خواطرهم و نشِّف دمعة العين

واجمع أصحابك عقب موتي وجهّزوني

وطلعوا الجنازه بليل خفيه و ادفنوني

واللّي اكسروا ضلعي وبالباب عصروني

لا يحضرون جنازتي يمشيّد الدّين

ماقصّروا يامرتضى رضَّوا ضلوعي

لليوم من ضرب الرّجس ماسكن روعي

و بعدي على المختار ما نشفت ادموعي

وطب لي ولطمني فوق خدّي ومحجر العين

قلها الوصي الممدوح بالسّبع المثاني

انتي يَزهرا و النّبي جنتوا أركاني

وهسّا انهدم يم الحسن ركني الثّاني

تجدّد علَيّ الحزن ياست النّساوين

خبري أبوج المصطفى بلّي جرى وصار

من كسر ضلعك والضّرب والجزل والنّار

خبريه عن حالي وخبري بْهَجمة الدّار

وبلغي سلامي المصطفى خير النبيّين

دخلوا عليها اثنين يبدون النّدامه

و الكل منهم يبدي التّوبه بكلامه

ينادون يابنت المظلّل بالغمامه

عنّا اصفحي يعزيزة المختار ياسين

حوَّلت للحايط وجهها كوكب النّور

وصاحت مَبَقّيتوا من التّلويع والجور

هيهات مَيطيب القلب والضّلع مكسور

هذا جرح صدري وهذي حمرة العين

استعداداتها للمنية...

يحليلة الهادي دنت منّي المنيّه

و باجي حنوط المصطفى حضريه ليّه

هاج الحزن بيها و هلّت دمعة العين

يمها دنت وتصيح يم الحسن وحسين

هاليوم حالج زين ياستّ النّساوين

فالِج عسى فال السّلامه يازجيّه

قالت لها حان الوعد لبّي جوابي

وجيبي يَأَسما بالعجل طيّب ثيابي

وسلّي الحسن وحسين من فجعة مصابي

بتصير ميشومه عليهم هالعشيّه

من فراشها نهضت ومنها الدّمع نثّار

تعجن وتتلوّى وطب حيدر الكرّار

١٤

قلها عجب منّك يبنت احمد المختار

شغلين للدّنيا اشتغلتي هالمسيّه

قالت أريد اغسِل بناتي ياضيا الكون

و الخبز باجر خايفه اولادي يجوعون

أولادي يحيدر عقب عيني لايضيعون

من بعد ابويه عايفه الدّنيا الدنيّه

تقاسي بعدنا من العذاب أشكال والوان

تلقى البغي والجور من عصبة الشّيطان

تغلي عليك اقلوبها بأحقاد و اضغان

دقعد سويعه واستمع منّي الوصيّه

بيدك تغسّلني أريدك ياحما الجار

وتشوف ضرب امتوني وضربة المسمار

أولادي و بناتي عينك عليهم يكرّار

يشوفون منّي الدّار ياحيدر خليّه

خفيه اطلعوها جنازتي ودفنوني بليل

وماريد احد من هالأعادي نعشي يشيل

و ملزوم بالتّزويج يامخدوم جبريل

بوصيك لاتدخل مكاني أجنبيّه

بعدي حسن وحسين ماينوصف همهم

ينفقد جدهم بالامس و اليوم أمهم

راح الذي يضمهم لعد صدره ويشمهم

ومن بعدنا متصير عيشتهم هنيّه

{ الناظم }

والله يَزهرا من هضم ضلعك المكسور

بدموم تجري ادموعنا و اقلوبنا اتفور

واللي تشب نار المصاب ايّام عاشور

يطلب من حسين الرّضا و منّج عطيّه

رجوع الحسنين الى الدار بعد وفاتها

قومي يأسما بالعجَل عدلي وسادي

وبالباب قعدي وارقبي جيّة اولادي

اغتسلت البضعه ودَنّت الكافور منها

وانضجعت ويم راسها خلّت جفنها

واسما اقعدت بالباب مشغوله بحزنها

وردّت تناديها يَبنت احمد الهادي

قعدي يبنت الحَمَل ركن البيت برداه

وصلّى بملايكت السّما وجبريل يبراه

هسّا يجي حيدر علي من خلفه ابناه

و يبجي الحسن وحسين منّه القلب صادي

دشّت عليها وبالمدامع هلّت العين

ميته لقتها وسابله اليسرى واليمين

خرّت تصيح اشْجارتي ويالحسن وحسين

عنّك ينشدوني وانا مفتّت افّادي

للباب ردّت والقلب يسعر وقيده

تنتظر داحي الباب والزّاكي وعضيده

و لن الحسن لازم يمين حسين بيده

يسأل عن البضعه وشاف الحزن بادي

١٥

يقلها عن أمنا خبّرينا حالها شلون

نامت تقلّه قال هسّا ما ينامون

قالت عمل بينا الدّهر يانور لعيون

قلها وجذب حسره على الزّهرا شْسادي

دشّوا اليتامى للوديعه بدمع همّال

بس عاينوها خرّوا السّبطين بالحال

وتعفّروا واحد يمين واحد شمال

وامّا الشّهيد حسين يندهها و ينادي

من نومتِك قعدي يمكسورة الضّلعين

مسحي دمع عيني تراني اعزيزج حسين

ما جانت العاده عن اولادج تصدّين

خان الدّهر وتشمّتت بينا الأعادي

تعديد رزاياها

ماصار بالعالم مثل بضعة الهادي

علة وجود الكون من أوّل وبادي

هيهات مايوجد مثلها في البرايا

نوَّر العالم نورها وهاي النّهايه

لكن بمقدار الشّرف قاست رزايا

انصبّت شبيه السّيل نازل على الوادي

فقد الحما ومنع البواجي وقطع الظلال

ونار الجزل بالمنزل وترويع الاطفال

وشوفة علي المرتضى مقيود بحبال

واللي دهشها وراعها صوت المنادي

قولي لعلي يطلع وخلي هالاباطيل

خلّى مدامعها على وجناتها تسيل

نكباتها ماتنحصي ورفسة الضلِّيل

بالمسجد وخرّت ومنها القلب صادي

ولزمت فراش المرض تالي ليل ونهار

تنحَّل جسمها من الهضم والضّيم وانهار

وبآخر الايّام اجا حيدر الكرّار

تعجن لقاها وطين يمها ابنة الهادي

قلها عجب منّك يبت خير النبيّين

بيدك اعمال اثنين للدّنيا تعملين

قالت من الواجب عليّه العجن والطّين

حال البنات أعدِّله وحالة اولادي

خلصت مهمّتها وهي ماتقدر تقوم

خبزت وغسلت راس زينب وام كلثوم

اغتسلت ونامت والوكِت ماهو وكِت نوم

وقصدت المسجد فضّه بحيدر تنادي

عجِّل ترى الزّهرا مَندري اشصار بيها

الحق عليها ولا أظن تلحق عليها

إجاها ولنها مغمّضه وسبلت إيديها

دنّق يخاطبها يَبنت احمد الهادي

جذبت الونّه وفتحت العين الزّجيّه

وقالت يحيدر عايفه الدّنيا الدنيّه

ودّعتك الله وهاللي عد راسي الوصيّه

ادفني بليل ولا يحضروني الاعادي

١٦

ذكر بعض آهاتها...

حقد القديم الله الكافي من اهواله

عاين شْسوّى بالنّبي المختار واله

تغلي عليه قلوب قومه من وجوده

ومن غمّض اعيونه وسكن طيّب الحوده

ثاروا وكل صاحب ضغن ظهرن احقوده

و بغض ومحبّه قاعده ورث السّلاله

جم دمّر الكرّار من عبّاد الاوثان

وانشد جليب اللّي انشحن هامات وابدان

ولو سايلت وين اسعرت نيران لضغان

قِتْلك اببّاب الدار شعلتها النّذاله

سهم النّبي وسهم الوصي من حقد لصحاب

كلّه نصيب اللّي اعصروها بصاير الباب

مسمارها ابلب القلب لليوم لهّاب

وكسر الضّلع للحشر يزداد اشتعاله

ويلاه يالطمة العين اشصار منها

ويلاه والسّوط الذي ورّم متنها

ومنع البجا ذاك الذي طوّر حزنها

و العصر و اسقوط الجنين اجر الرّساله

ويلاه ياحزن الوصي ساعة التّغسيل

صبّت عليه اهموم مايمكن التّفصيل

ماي الغسل وادموع عينه بالسوى يسيل

فوق الجنازه و شوفها غيّر احواله

و استند للحايط و اخذ يبدي نحيبه

وسلمان قلّه ياولي الله وحبيبه

١٧

الله يركن الصّبر هدّتك المصيبه

قلّه بلوعه والدّمع صب انهماله

لا تلومني تدري الزّمان اشصب عليّه

ما حمّلتني هالهضم غير الوصيّه

كسر الضّلع شفته وضَرُبْ متن الزجيّه

شفت الأسد بالغاب مايحمي اشباله

ماتثبت ابوجهي انا يوم الوغى اجموع

و سيفي لفقار الما تردّه طوس و ادروع

شبيدي و انا من سلّة البتّار ممنوع

ماضي علَي تقرير من رب الجلاله

تجهيزها و دفنها

ماتت ابغصّتها نحيله ابنة المختار

وبالليل جهّزها مع الخلّص الكرّار

بالليل جهّزها و يجيب الماي سلمان

عْلَى المغتسل مدها وهاجت بيه لحزان

وحلّت عليه امن المصاب الوان و الوان

عاين متنها وضلعها وكل الذي صار

ياساعة التّوديع من خرّوا السّبطين

اعلى اليمين الحسن وعْلَى اشمالها حسين

مدّت ايديها وللصّدر ضمّت الاثنين

وناداه المنادي يحيدر نح الاطهار

لَملاك بالعالم العلوي ضجّت ابنوح

من نحبة المسموم و اتحسِّر المذبوح

نحّى اليتامى المرتضى والقلب مقروح

وبليل وارى أم الأيمّه حامي الجار

بالليل واراها واخذ ينحب عليها

و الارض خاطبها و دموعه اتسيل بيها

يالرّوضه هذي بضعة الهادي احفظيها

ورد اليتاماها يلمهم داخل الدّار

وجتّه الجماعه امْن الصبّح تطلب دفنها

قال ادفنتها البارحه و الأمر منها

منكم غصصها وجور دنياها ومحنها

قالوا له ننبشها ومد إيده للفقار

قلهم وحق المصطفى كلكم تسمعون

و تدرون انا حيدر علي هزّاز لحصون

لقبور هالخمسه إذا واحد تدانون

منكم فلا يضل وانا بوالحسنين ديّار

الله يفارس كونها ومرْدي عَمرها

سيفك تسلّه جان أحد يدنى قبرها

وتنخاك يابوحسين والباب بصدرها

ماجاوبتها وبالثّدي ناشب المسمار

{ الناظم }

أنظم يَزهرا وانثر المدمع واسيله

و الغيركم ما قدِّم امرادي و اسيله

طالب من الباري و أريدنج وسيله

قوّه ومدد واتخلّص الخادم من النّار

١٨

أميرالمؤمنين على قبر النبي (ص)

حيدر على قبر النّبي ينادي يمختار

هذي الوديعه مادريت بحالها اشصار

وصّيتني وانا اصبرت واستهضموني

و الزمت بيتي يارسول الله و لفوني

و ذيج الوديعه روّعوها و لبّبوني

وانا وحيد ولاشفت لي منهم انصار

يا سيّد الكون الوصيّه مارعوها

وهجموا الدّار اعلى البتوله و روّعوها

طلعت تدافعهم و بالباب اعْصروها

وانكسرت الأضلاع منها وصار ماصار

عاشت عقب فرقاك مهضومه وذليله

و من كثر تلويع الرّجس صارت عليله

شَحجي شَعدّد من مصايبها الجليله

وكلما شفت هالحال قلبي يلتهب نار

كل الذي جاري عليها وعيني تشوف

لاجلَّت ازنودي ولا بقلبي دخل خوف

شْبيدي وانا بقيد الوصيّه صرت مجتوف

هبّطت راسي طوع لك واغْمدت لفقار

واعظم عليّه يوم بالحجره لفتني

تقول إننّهب منّي فدك واسود متني

ظلّت تنوح ومن بجاها ذوّبتني

لولا الوصيّه والقضا صارت لها اخبار

لولا الوصيّه والقضا صارت لها علوم

وخلّيت ببيوت المدينه ينعب البوم

وخلّيت طير الموت مابين الملا يحوم

لكن أنا اشبيدي الأمر لله الجبار

سلّمت لله وكسروا ضلوع الوديعه

وضعنا عقب عينك يبو ابراهيم ضيعه

جاروا علينا وضيّقوا بينا الوسيعه

بس غبت عنّا الكل علينا اتجسّر وجار

{ في رثاء مولى الموحدين وأمير المؤمنين (ص) }

أحواله ليلة التاسع عشر

والله عجايب خارجيّه وضنوة اشرار

لكن مهرها ماجرى مثله ولا صار

بس مانظر يمها و صد الها ابعينه

و اقبل عليه ابن اللعين وباع دينه

قلها اخبريني ابمهرج اللّي تطلبينه

لازم مرامج تبلغينه وين ماصار

لبست حليها والحلل وارخت شعرها

واتبخترت يمّه وضمّته الصدرها

اتقلّه طلبتي بالخلق محّد قدرها

انجان تقدر من علي تاخذ لي الثار

قلها دطلبي غير حيدر قالت امحال

لازم أجاهد في هلاكه وابذل المال

١٩

قصدي أشتت هَلَولاد ايمين و اشمال

أفنى هلي وخلّى بقلبي تشعل النّار

اتحيّر و قلها ما سمعنا ابكل لدهور

يقطام مهرج ماجرى مثله بلمهور

لكن لخلّي بيرق الاسلام مكسور

ليلة تسعتَعْشَر أعفّر حامي الجار

ليلة القشره من لفت حيدر بقى يدور

و يعاين انجوم السّما و الدّمع منثور

ويقلّب الطرفه وبناته تنوح بالدّور

مستوحش العالم على حيدر الكرّار

ام كلثوم طلعت تسحب اذيال المصيبه

و تصيح ياناصر الهادي ياحبيبه

الليله يبويه حالتك والله عجيبه

ماغمّضت عينك واشوفك عندك افكار

قلها يبنتي العمر قوَّض والأجل حان

محّد يفر امن المقدّر و الذي جان

يحفظكم الله امن التّشتت يال عدنان

صاحت يَبويه ذوّبت قلبي ابهلَخبار

يابوي ما نقدر على هضم وفجايع

اتروح وين و تترك الإسلام ضايع

اقعد ابّيتك والحسن يطلع الجامع

مكفي البلا يَمزيل حيرة كل محتار

خوفي يبو الحسنين يتنكّس لوانا

وخوفي يْتهدّم سورنا ويهتك حمانا

خوفي يغيلونك و تتشمّت عدانا

لاقاله الله من جمالك تختلي الدار

ردها وطلع والدّمع يجري فوق خدّه

ايقلها حبيبي المصطفى صادق ابوعده

وانحل يويلي ميزره واوقف يشدّه

ونادت على اخوتها ودمع العين نثّار

نادت حسن يحسين يابن الحنفيّه

عبّاس ياجعفر دقوموا بالسّويّه

دركوا أبوكم و الذي عشتوا ابفيّه

ليروح غيله ياحسن يانسل الاطهار

قام الحسن من مضجعه والدّمع مسفوح

ايقلّه يبويه الليله المسجد أنا روح

قلّه يَبويه هالامر مكتوب باللوح

درجع يَنور العين يامهجة المختار

رد الحسن للدّار يصفج راح ابراح

ويصيح ياوسفه على عزّ قضى وراح

صيوان عالي للهواشم قوّض وطاح

و الكافي الله امن الدّهر ياخلق لو جار

ضربته و وفاته

غاله الطّاغي بسجدته انشلّت يمينه

طرّت الهامه و وصْلت الجبهة الجبينه

بالفوز معلن صاح و اتغرّق امصلّاه

و حوله على ذيج الكريمه اتفايض ادماه

٢٠