الجمرات الودية

الجمرات الودية0%

الجمرات الودية مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 361

الجمرات الودية

مؤلف: عطية بن علي الجمري
تصنيف:

الصفحات: 361
المشاهدات: 64430
تحميل: 6055

توضيحات:

الجمرات الودية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 361 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 64430 / تحميل: 6055
الحجم الحجم الحجم

و شام المشومه مزيّنه باجمل الزّينه

كلها امعيْده و الظّعن هايج حنينه

و مغلوله ابرقبة علي اشماله و يمينه

وبالحبل ربقوهم وطبّوا مجلس العام

وطشت الذّهب جدّام بن هند اللعينه

ومن كشف عنّه سطع نوره من جبينه

و كسّر اضراسه ليتها انشلّت يمينه

انتحبت سكينه وفاطمه تلطم على الهام

سكران قام ابن الخنا نسل الاراذيل

يتبختر و يسأل عن النّسوه و لعليل

والرّاس شاله و رفع عن وجهه المنديل

يراوي الرّباب و شافته جنّه بدر تام

واعزيزة الزّهرا اجلست والدمع جاري

جانب من المجلس و حفّتها الجواري

ونادى باسمها ونادته والقلب واري

يَبن الطّليق و يانسل عبّاد لَصنام

احنا أهل بيت النبوّه و الامامه

الحمد لله اللّي حبانا بالكرامه

عترة الهادي اجلبتها نسوه و يتامى

فرجه وشماته بمجلسك للخاص والعام

يزيد ينكت ثنايا الحسين

دشّوا ابروس اهل المعالي مجلس الضّال

ويّا اليتامى امجتّفه بقيود و حبال

وراس ابن فاطم بالطّشت ينظر له يزيد

بيده قضيب و يصفج ابإيدٍ على إيد

ويقول يَهْل الشّام سوّوا الذبحته عيد

من بيت حيدر مابقت بس حرم واطفال

و صد الرّجس للرّاس صابه ابخيزرانه

و يقول هذا ابن الذي رمّل نسانا

يحسين جم مرّه الهضم منكم علانا

بوكم قتل عتبه و شيبه قروم لرْجال

ثار العشيره من علي ابذبحك دركته

العبّاس عن شيبه و عتبه بثاره انته

و ثار الوليد ابنك علي لَكبر ذبحته

و اولاد هاشم كلهم ازياده و لَبطال

مَتشوف عينك جيف جبنا امخدّرتكم

من غير والي ابمجلسي طبّت حرمكم

ماحد تخدّر بالحراير مثل ختكم

تضرب النّاس ابخدرها يحسين لَمثال

و انا هْتَكتها و ركّبتها فوق هزّل

خلّيتها فوق الهزيله ادموعها اتهل

عزها و خدرها الأولي بالذّل تبدّل

و هذا الدّهر شانه بصروفه يبدّل احوال

في وين عزوة هاشم أُو وين الفوارس

زينب عزيزتكم ذليله بالمجالس

بليّا ولي ويزيد فوق التّخت جالس

متحيّره و الدّمع فوق الخد همّال

١٦١

وقوف زينب بين يدي يزيد

ابمجلس يزيد امخدّرة حيدر الكرّار

من غير والي تصفج اليمنه بليسار

و سجّادهم واقف و دمعه فوق لخدود

مريض وجسمه منتحل من ثقل لقيود

و زينب تنادي ليت دهري بالولي ايعود

و اتعود دولتنا و ترجع ذيج لَوطار

أنا الذي ما سمعت الأجناب لي صوت

من حول خدري رجال ما ترهب من الموت

و بيت النّبوة الماجرى مثله بلبيوت

عندي اخوانٍ تهزم العسكر الجرّار

لو ردت أزور المصطفى ويّاي حيدر

كل اخوتي عندي وحولي سيوف تشهر

اولا واحد الشخصي من الأجناب ينظر

ابهالحال من داري إلى مسجد المختار

صاحب الغيره يخمد انوار القناديل

خايف عليّ‍ه تنظر اخيالي الرّجاجيل

ليته يعاين حالتي ابمجلس الضلِّيل

عقب المعزّه ياعلي دهري عَلَي جار

جار الدّهر و افنى ارجالي و الصّناديد

ما ظل لي غير العليل وناحله القيد

وتالي زماني ابيسر حسره ابمجلس يزيد

و انا العزيزه مخدّرة حيدر الكرّار

أحوال أهل البيت في المجلس

زين لعباد يصدّع الجلمد نحيبه

من شاف زينب عمّته بمجلس غريبه

كلها بلا ساتر بنات المصطفى اوقوف

و النّاس تتفرّج عليها وحولها صفوف

والرّاس يزهي بالطّشت وعيونه تشوف

نسل العواهر كسّر اضراسه بقضيبه

دار الشّراب وقام يتغنّى وشرب كاس

ظل ايتبَختر و العليل امنكّس الرّاس

من عاين الذلّه وعاين كثرة النّاس

و يصيح و الله شيّبتني هالمصيبه

وذاك الرّجس صوب الحريم ايدير بلعين

و يقول في وين الرّباب اعزيزة حسين

زاد الحزن بيها و لاذت بالنّساوين

صوتين نادى باسمها و عيّت تجيبه

قالوا انجان اتريد منها رد لجواب

إحلف عليها براس ضنوة داحي الباب

شال الكريم وعاينت له والقلب ذاب

ظلّت تنادي يا خلق وشهالعجيبه

راسك ينور العين شفته والدّمع سال

يصعب عليّه من انظره بعيني ابهالحال

و يصعب عليك اتشوفني ما بين لرجال

يحسين مثلك في الخلق من وين اجيبه

مَتشوفنا كلنا حيارى و العدا اعكوف

تتفرّج اعلينا و نتستّر بلجفوف

١٦٢

محّد يخاف الله ولا يعرف المعروف

مَتْشوف زينب تجذب الونّه كئيبه

قلها يزيد الرّجس بطلي من نواعيج

و حياة راس حسين حاجيني و احاجيج

شفتي الزّمان اشفعل بحسين وعمل بيج

خلّاه بالرّمضا و جابج لي غريبه

وذاك الخدر و العز ما يرجع ولايعود

مالك كرامه الّا الهضيمه و شد لقيود

صاحت يظالم عقب ذبحة سر لوجود

لَقضي العمر ثكلى على امصابه وكئيبه

بنات يزيد في المجلس

طلعت بنات ايزيد كلها بفرح وسرور

و هند اُو وصايفها وجلسن خلف لستور

شمتت بنات ايزيد و حريمه بليتام

من عاينوا الهم حايرين ابمجلس العام

بالحبل مجتوفين كلهم مثل الاغنام

ما بينهم زينب تهل الدّمع منثور

وابن الخنا الطّاغي يصدّ الها بعينه

يقلها شفيت القلب منّج يا حزينه

الكرّار بحروبه دريتي اشفعل بينه

ابصفّين فاضت من دم الفرسان لبرور

و احنا عقب صفّين يا زينب نذرنا

اعْلَى بوج و اخوانج انجان الله نصرنا

و انجان بولاده عقب عينه ظفرنا

نسبي بناته و نترك اولاده بلا قبور

منكم شفينا قلوبنا و الثّار اخذناه

و جبناج فوق امهزّله و خدرج هتكناه

و صوتج قبل ما ينسمع و احنا سمعناه

ردّت جوابه ويل قلبي ابقلب مكسور

ظنّيت يوم الضيّقت بينا الوطيّه

و ارجالنا جرّعتها كاس المنيّه

اتنال العلى و نهون عِدْ رب البريّه

و احنا بَنينا الدّين يا شرّاب لخمور

تحجب بناتك و النّبي تهتك بناته

بسبي التّرك و الرّوم تسبي مخدّراته

و شفاعلين اتواجهونا ابهالشّماته

الرّايات منشوره وراس حسين مشهور

صد و زبرها و زادها ذل وهضيمه

و راس العزيز حسين شاله مْن الكريمه

ذوّب قلبها و هيّج ايتامه و حريمه

و ضجّت اقباله بالبجا ربّات لخدور

رأس الحسين في الطشت

طشت الذّهب خجلان من شعّة امحياه

تسطع أنواره والرّجس ينكت ثناياه

براس الرّمح نوره ومحاها ظلمة الليل

ما تحجب انواره طشوت ولا مناديل

و بكل صراحه يرتّل القرآن ترتيل

و اعلن ابتأويله على الخطّي و معناه

١٦٣

انذهل من عاين جمال حسين واحتار

شافه على بعد المسافه يسطع انوار

حاول ابمنديله يحجبه عن النظّار

واشتغل باوصافه وبقى يعدّد مزاياه

و عاين المجلس من عقب ذيج الشّماته

الكل شبح عينه و صابتّه انبهاته

وقالوا شفاة المصطفى لثمت شفاته

و ظل ينكت ابثغره عسى تنشل يمناه

عن فعل ابوسفيان من خبّر حفيده

و افعال هند و عن عداوتها الشّديده

بَأسْنان حمزه مْن الرّمح غط الحديده

وذيج النّجيبه اتوزّعه واتفصّل اعظاه

مابيه فخر عقب الذبح تكسير لَسنان

عيب ونقص تعبث حرم باجساد لَعيان

الفخر بالميدان و امكافح الفرسان

ينصى جبيله ويشتبك بالعرك ويّاه

لو كر ابو سفيان للحمزه و يلاقيه

جان الأسد خلّى عليه تنعَى نواعيه

وايزيد لو شاف الشّهيد وضرب ماضيه

قبل الملاقى جان حتف الموت لاقاه

عن ثغر ابو السجّاد شيل الخيزرانه

لَتْفرّق اشفاته و لَتكسّر اسنانه

نور النبوّه يلوح من مبسم حمانا

ينشي التّلاوه و يلحظ ابعينه يتاماه

يزيد يسأل عن المعركة...

يسأل يزيد الرّجس قومه وشابح العين

للحرم و هْيَ امجتّفه بالحبل صوبين

عن خبر هاي المعركه شرحوا لي الحال

وشْكثر ويّا حسين من راجل وخيّال

ويوم الطلبتوا لي البيعه منّه اشقال

ولن زجر صاح اسمع كلامي وافتهم زين

وصّل الطّف الجيش ولْزمنا الشّريعه

و مْن العساكر ضاقت الأرض الوسيعه

وحسين عنده اعوان من باجي الشّيعه

سبعين واثنين وهلَه سبعه وعشرين

والصّبح من عاشر محرّم عمّر الكون

ولوذ الحمام مْن الصّقر منّا يلوذون

ساعه وخلصوا بين منحورٍ ومطعون

و هذي حرمهم و اليتامى و راس لحسين

و لن واحد ايناديه لا تسمع كلامه

أولاد ابو الحسنين سوّوها قيامه

الجيش نصْ هايم ونصْ لاقى حمامه

مرّات ملكوها الشّريعه ومستميتين

قايدهم العبّاس و الرّايه بيمينه

وكلما اسوَد الكون يتْشَعْشَع جبينه

مقدر اوصّف نقمة الحلّت علينا

وطب الشّريعه وقفّض الميدان صوبين

و امّا العجيبه يوم شال الماي بيده

وذبّه وبقى ينحب على حالة عضيده

١٦٤

وساعة القشره من طلع مغضب ابجوده

يوم الجمل هيِّن وهيِّن يوم صفين

صوّل شبيه الزّلزله ببروق و رعود

لازم البيرق زين ومحافظ على الجود

طارن ازنوده و هاج بس ابطرق لزنود

مثل الاسد يسطي وجاه السّهم بالعين

ولَزرق سطى بعموده وصابه على الرّاس

خر بالتّرب والجيش نادى طاح عبّاس

وحسين حوّل للمعاره وفرّق النّاس

يمّه قعد ساعه و رجع يصفج بليدين

و ابنه علي لَكبر اشسوّى من عجايب

أفنى الجموع و قلبه امن العطش ذايب

ما طاح من صهوة جواده للتّرايب

حتّى ملا الوادي مصاويب ومطاعين

وحسين من حوّل على الجيمان زعلان

يحطم بسيفه وبالجثث فاضت الوديان

بارواحها فرّت وظل خالي الميدان

لولا الحجر والسّهم مارد منهم اثنين

سؤال يزيد عن بيرق العبّاس

شيّ‍ال هالبيرق يفرسان بيمينه

هذا امْن اهل كوفان لو أهل المدينه

ما صار بالرّايات هالرّايه مثلها

بْضَرْب الهنادي مبضّعه ياقوم كلها

هالضّيغم اللّي شالها و بالعرك فلها

ملزوم صاحب هالفراسه اتعيّنونه

جنّي شفتها بيد حيدر يوم صفّين

يحمل على اهل الشّام بيها اشمال ويمين

شيّالها بالله عليكم قولوا امنين

قالوا نشرها بوالفضل حامي الظّعينه

لو تشوف صولاته علينا يوم جانا

وضيّق علينا الواسعه و غيّم سمانا

و فاضت ابرور الغاضريّه من دمانا

مثل الأسد سدّد مسالكنا علينا

وزينب تنادي يا جمال الهاشميّه

عسى يخويه يردّك الباري عليّه

وبس ما صرخ زلزل نواحي الغاضريّه

زعلان لكن نور يسطع من جبينه

وطب للشّريعه وبالقلب لاهوب جوّاي

خاضه بيمينه وتَرَس جوده ولاشرب ماي

ويقول قبل ابن النّبي ما يرتوي حشاي

اشلون انا اشرب والعطش ماذي سكينه

و صوّل علينا ابزود وَ ادْعانا شعايب

روس وجثث والخيل قحّمها المضارب

والقلب من حر الشّمس والعطش ذايب

عنّه ابذاك البر ملجا ما لقينه

لولا القضا مَنقطعت اجفوفه مْن لزنود

و انحل عزمه يوم شاف اتخرّق الجود

ومن ظهرذاك الغوج طاح بْضربة عمود

و حسين قلّت حيلته من بعد عينه

١٦٥

و زينب تسمعه والدّمع بخدودها يسيل

ذكرت زمان حسين واخوتها البهاليل

و ذكرت وليها يوم صكّ الخيل بالخيل

صرخت شعبتوا اقلوبنا لا تذكرونه

لاتهيّجون احزان قلبي ابذكر عبّاس

جم حيد خلّى جثّته تفحص بلا راس

شلّع مضاربها و على روس العدا داس

ليث الحرب لو قام ما جان انسبينا

استنكار سكينة ضرب ثنايا أبيها

زينب يعمّه انشعب قلبي وصار شطرين

هالرّجس شوفي شْيعمل براس الولي حسين

ريحانة الهادي و ثمر قلبه و حبيبه

بالطّشت راسه ياخلق و اعظم مصيبه

الفاجر يزيد ايفرّق اشفاته بقضيبه

و يترنّم امكيّف دهلّي الدّمع يا عين

عز الهواشم من عقب ذيج الفراسه

بالبر جسمه وبالطّشت ياخلق راسه

شوفي يعمّه ابن الخنا كسّر اضراسه

الشّامات كلها مابقت فيها مسلمين

ظلّت تجود بروحها زينب حزينه

تنادي عسى متنا ولا للشّام جينا

يحسين و الله سفرةٍ قشره علينا

يا مهجتي بيني و بينك فرّق البين

خويه الهضم والضّيم من بعدك علانا

وبالشّام يَبن امّي اشبعت ضيم ومهانه

درفع قضيبك يالذي اتكسّر اسنانه

عن ثغر اخيّي ذابت قلوب النّساوين

بالشّام خويه انتحل جسمي والقلب ذاب

من كثرة النّظّار و احنا اوقوف بالباب

عقب الخدر ترضى يسيره اببّلدة اجناب

و ايتامكم تلعي احذاي اشمال و يمين

مرّت علَيْ في الشّام ساعه اتزلزل اجبال

صرنا بوسط حلقه أجانب كلهم ارذال

رقبة علي و زندي ابحبل و ارقاب لَطفال

مثل الغنم تمشي ورانا الخلق صوبين

و ادفوف تضرب و الخلق تهرع بلفراح

حتّى النّسا فوق السّطوح اتصفّج الرّاح

كلما انسحبنا ضجّ‍ت اطفالك بالصياح

تسترحم القايد و قلب الرّجس مَيْلين

خطبة الحوراء في مجلس يزيد...

ابمجلس الطّاغي امخدّرة حيدر الكرّار

هزّت ابخطبتها مشاعر كل جبّار

وقفت و مجتوفه ابحبل و ايتامها اتلوع

والحرم مربوقه وعلي السجّاد موجوع

وعْلَى الكراسي مْن لَوغاد صفوف وجموع

و عْلَى السّرير امكيّف و جالس الخمّار

١٦٦

فتحت ابحمد الله الخطابه و اثنت عليه

اُوصلَّت على المختار جدها وانتمت ليه

وتالي لبن هند الرّجس صدّت تحاكيه

لاتقول تبجي ولا تقول الدّمع نثّار

اتقلّه يَضنوة هند هاي امْن العداله

خلف الستار امحجّبات اصل الرّذاله

و بين لَوغاد امجتّفه ابنات الرّساله

تنقاد حسّر بالحبل كلها بلا ستار

يَبن الطّليق و شهّرتنا ابّبلدة الشّام

و الكل يتفرّج علينا الخاص و العام

ظنّيت هذي لك كرامه من العلام

و احنا الهوان اينالنا يا صبية النّار

جد واجتهد مَتنال ذرّه من شرفنا

بعيد الرّجس عنّا وبالعليا انعرفنا

لا تظن ما تحصل النّقمه من طرفنا

بشراك دنيا و آخره بالنّار و العار

انبح مثل نبحة أبوك وشوف شيصير

لجلاب تنبح يارجس و القافله اتسير

وامّا الشّهاده لخوتي كتبه و تقدير

برزوا المضاجعهم و فاقوا كل لَبرار

يارجس هاي اجفوف تقطر من دمانا

و هاي المنابر تعلن بسبنا وجفانا

و النّصر من رب العرش دايم ويانا

و النا تصير العاقبه في كل لَدوار

سماع هند صوت العقيلة

من هالذي تخطب اُوتتلهّف شجيّه

تشبه علي الكرّار بَلفاظه و حجيّه

تشبه علي الكرّار سجعتها و نثرها

علَى يزيد تتجرّى ولا سِمْعه انتهرها

هذي عجيبه بالعجل كشفوا خبرها

يقولون عند يزيد نسوه خارجيّه

قالوا خوارج والذي قامت خطيبه

وهزّت المجلس هاي مسبيّه وغريبه

يقولون اسمها زينب ومن اهل طيبه

وحسين أخوها اللّي انذبح بالغاضريّه

و زينب تفرّغ بلَسماع أبكار لَفكار

من جوهر الهادي ومن خالص الكرّار

قلبت الرّاي العام و ابن الطّاغي احتار

وانكشفت اسراره و تبيّن كفر اميّه

هجمت بليّا شعور هند امكشّفه الرّاس

سبّت يزيد و صدّت اتخاطب الجلّاس

هالواقفه تخطب مهي زينب يهالنّاس

من بيت عصمه وفخر واشرف فاطميّه

يَيْزيد هالرّاس اليلوح اببّاب داري

هذا مهو راس السّبط صفوة الباري

و هالحايرات ابمجلسك و الدّمع جاري

كلهن خوات حسين عز الهاشميه

وصدّت الزينب تقلها وتلطم الخدّين

الله يَزينب عقب ذاك العز تذلّين

١٦٧

بمجلس يسيره و العشيره وين و حسين

قالت جتل خلصوا قضا الباري عليّه

كلهم قضوا و بقيت مبليّه ابهالعيال

من ديره الديره و عليل ابقيد و اغلال

واللي يشوف الحال مانوصف له الحال

ولية عدو وكل اخوتي راحوا مْن ايديّه

شان الدّهر يرفع ارذال و يخفض اعيان

يا هند بالله اتفكّري و الدّهر ميزان

من بيت امامه واقفه امجتّفه ابديوان

و انا العقيله اتبدّل اسمي خارجيه

خطبة الإمام السّجاد...

ابجامع بني اميّه صعَد يخطب السّجّاد

وبيّن فضايح آل سفيان وبني زياد

سيطر على ذاك الجمع معنى الخطابه

للمصطفى المختار و الكعبه انتسابه

وبيّن افعال يزيد و حسين ومصابه

وكلما خطب بيها البجا والنّوح يزداد

بدّل الرّاي وهاج بالمسجد الصّايح

عقب الشّماته والفرح صارت نوايح

و زاد البجا و اتكشّفت ذيج الفضايح

و لن الشّهاده باسم جدّه اتهز لَطواد

ينادي رسول الله محمَّد وانتمى وقال

جدّي رسول الله وانا مقيود باغلال

نبّه الغافل و التفت ليزيد بالحال

و قلّه باسم جدّي وابويه مْلَكِت لعباد

جدّك ابو سفيان قايد يوم لَحزاب

وجدّي رسول الله وابويه داحي الباب

و امّك هند و امّي شفيعة يوم لحساب

و حسين ابويه اللّي بقى عاري بلوهاد

مرمي ثلتيّام عاري بالتّرايب

و باليسر جابونا انقاسي هالمصايب

ترثة هند بقصورها و احنا بخرايب

نشرب دموع العين بيها والبجا الزّاد

هذا رسول الله مهو جدّي المختار

يَيزيد و احنا بالسّبي من ديار لدْيار

وكل عترته تنذبح حتّى اطفال لزغار

و الحرم فوق الهزل لاساتر ولا مهاد

خطبة السجاد ولقاء زينب بالعقيلية

ضيّق على ايزيد المسالك زين لعباد

و ابدى فضايح آل اميّه فوق لَعواد

نوّه بذكر المرتضى حيدر الكرّار

وبيّن مقامه ونصرته للنّبي المختار

و فضله الشّايع بالملا واسمَع الحضّار

ولن المنادي ابمدح جدّه بروس لَشهاد

صاح ابيزيد الرّجس هلّي تذكرونه

بسم الرّساله هذا بوكم لو ابونا

١٦٨

ابْيا ذنب تقتل والدي و تشهّرونا

فوق الهزل بَيتامنا مْن ابلاد لبلاد

أوّل خطيب اللّي خطب بمصيبة حسين

زين لعباد و بيّن افعال المجرمين

وهاج البجا و النّوح من كل المصلّين

وسيّس السّاس الهالمجالس زين لعباد

ومجلس نسائي سنّته الحورا الشّجيّه

ماتم ثلثتيّام متواصل دويّه

و النّاعي امن الشّام لكن هاشميّه

تنعى العشيره والحزن بالقلب وقّاد

و زينب إجت للهاشميّه تهمل العين

عبرى لقتها و تنظم اعْلَى الطّالبيّين

قالت على من هالنّعي قالت على حسين

وتسعه وسبعه نسل ابوطالب الامجاد

قالت يَثَكلى امْنين عندج معرفتهم

اتعدّينهم و انتي بعيدة دار عنهم

صاحت أنا بتهم يمحزونه و اختهم

ظلّيت مجفيّه و وحيده ابهاي لبلاد

و انتي تنشديني و قلبي منّج امريب

ما عرَفْتج ذوّب احشاج الحزن تذويب

قالت انا زينب وفرّت شاقّه الجيب

تصرخ يَزينب وين ابوسكنه ولَولاد

وين العشيره وين لَكبر وين عبّاس

و فتية عقيل اهل المجد صعبين لمراس

آنا غريبه و بذكرهم ارفع الرّاس

قالت تركناهم ضحايا فوق لوهاد

إبن العقيلية

اوليد العقيليّه يقلها اليوم زينه

و ملبوسي المذخور للأعياد وينه

اشعندك تقلّه يالولد تنده من ابعيد

ياهو اليقلّك هالوكت يَبني وكت عيد

قلها خوارج ثايره و النّصر ليزيد

للشّام جابوا روسهم ويّا الظّعينه

قالت يَبويه درجع و عاين شكلهم

واخْذْ الخبر يانور عيني من طفلهم

وعن دينهم يَبني و مدينتهم اسألهم

واعرف يَعقلي اسم الزّعيم الذابحينه

رد اُو وقَف بالجادّه ولاحت له الرّوس

فوق لَرماح اتلوح تخجل نور لشموس

و الحرم مسلوبه و عليل ابقيد محبوس

و اللي يسمعه ايذوب قلبه من ونينه

وعاين يسيره اتلوذ بيها كل يتيمه

و قال اظن هذي للظّعن كلّه زعيمه

قلها يحرمه امصيبتج كلفه وعظيمه

شنهي ديانتكم اُو وطنكم يا مدينه

قالت اسلام احنا وارض طيبه وطنّا

وكلمَن تريده مْن المدينه اسألني عنّه

قلها يمسبيّه المدينه بلاد أهلنا

بالله ارد انشدج جان خالي تعرفينه

١٦٩

اتعرفين ابو السجّاد و اتعرفين عبّاس

اتعرفين لَكبر و النّشامه الترفع الرّاس

اتعرفين ابو الشّيمه محمَّد وافي الباس

اتعرفين زينب بضعة الزّهرا المصونه

شسْمك تقلّه ياعزيزي و امّك امنين

قلها أنا امّي هاشميّه واسمي حسين

وانا خوالي بيت ابو طالب الطّيبين

بيت الإمامه الفخر كلّه حايزينه

قالت انجان ابن العقيليّه جنابك

فوق لَرماح العاليه يَبني جوابك

شيخ العشيره واخوته وجملة أحبابك

راحوا جتل بس هالعليل القايدينه

يَالولد جدّام الظّعينه دير بالك

هاللي اذكرتهم روسهم كلهم قبالك

و اللي اقبالي ناصبينه راس خالك

وهذي عيال حسين كلها هالظّعينه

و انجان عن زينب تسايل والنّساوين

يَبني أنا زينب و هاي عيال لحسين

رد ينحب ويلطم على الهامه بليدين

ينادي يَيُمّه بالعجل قومي اندهينا

رجوع الصبي لأمّه و خروجها لزينب

سمعت عفيفه صياح مهجتها وحنينه

وفرّت تصيح اشْهالمصاب الحل علينا

شافت شبلها عْلَى الوطيّه يقوم ويطيح

ينحب ويلطم علىالهامه ونوبٍ يصيح

قومي ترى كلهم أهلنا هالمذابيح

وكلهم عزيزات الرّساله هالظّعينه

شقّت ابلوعه الجيب و العبره تهلها

طار العقل والخبر دوهشها وذهلها

وفرّت تشوف عْلَى العوالي روس اهلها

وحسين يسطع نور من غرّة جبينه

ومرّت تشقّ صفوف للنّسوه على النّوق

تلطم على الهامه ومنها الجيب مشقوق

وصّلت يَمْ زينب تصيح بقلب محروق

صرخت بلوعه والظّعن ضج بحنينه

صاحت أنشدج يا مصونه خبّريني

قالت من انتي وعن مصابي تنشديني

قالت أنا الفرّقوا بين اهلي وبيني

بالشّام أنا و كل العشيره بالمدينه

آنا اخوتي واولاد عمّي صفوة النّاس

من بيت أبوطالب ذكرهم يرفع الرّاس

مثل الإمام حسين والصّنديد عبّاس

صاحت قضوا كلهم جتل واحنا انسبينا

زينب أنا وكل هاليتامى و النّساوين

عترة رسول الله وابونا حامي الدّين

وهذا العلى راس الرّمح راس الولي حسين

و روس العشيره عن اشماله وعن يمينه

و بالغاضريّه اجسادهم محّد دفنها

وجثّة عزيزي حسين قوّه امشيت عنها

و نشْبَتْني الدّنيا ابمصايبها و محنها

وامّا الشّماته امن العدو أعظم علينا

١٧٠

زينب و العقيليّة

اشمالج يَبنتي زايده اعليج المصيبه

ومن دون أهل هالبيت منحوله وكئيبه

كلما نحبتي زادت احزاني عليّه

اتعرفينهم جنِّج ضحايا الغاضريّه

اسمعتي من الوادم لو انتي هاشميّه

بالله دقولي وظنّتي مَنتي غريبه

قالت أنا من طب ظعنكم لازمه النوح

ليلي ونهاري من سمعت حسين مذبوح

لكن غريبه بين اجانب وين انا روح

أهلي بني هاشم و انا منكم قريبه

أهلي هواشم و الدّهر عنهم بعدني

أسمع ذكرهم و اطلب مْن الله يردني

و اسمع بسم زينب وحظّي ما سعدني

أجلس اوياها واخدم الحورا النّجيبه

نكّست زينب راسها وهلّت دمعها

و قالت أخبرج زينب اتفرّق جمعها

اتشتّت شملها و العدا ذبحوا سبعها

زينب أنا و حلّت عليّه هالمصيبه

صاحت شعَبْتيني وتركتي القلب مفطور

الله واكبر هالكثر عند الدّهر جور

انتي العقيله الما مثل خدرج بلخدور

عنّج يَزينب وينها اليوث الحريبه

عنّج صناديد الحرب يمخدّره وين

محّد يظن للشّام مأسوره تطبّين

قالت فجَعني دهري ابعبّاس و حسين

و اتيسّرت و الزّمن دوراته عجيبه

صكني على صبي ناظري واعمى عيوني

اخواني بيتاماهم بلوني و ضعيّوني

ذلّه و شماته و الضّرب ورّم امتوني

اُو وجعان عندي ايذوّب قليبي نحيبه

خروج السبايا من الشام

هذه القصيدة آخر ما قاله الناظم (ره) ولم يحالفه الحظ

لإكمالها وقد نظمت بتاريخ ٤/١٠/١٤٠١ ه

ظعن الحرم بالرّوس غادر بلدة الشّام

قصده المدينه وموكب النّعمان جدّام

طلعوا من الشّامات بدموعٍ ذروفه

يتذكّرون اهوالها و ذلّة الكوفه

وقلوبهم صوب النّجف والطّف لهوفه

مَفْرَق دربهم نزلوا النّسوه و لَيتام

مرور النساء بكربلاء

قولوا لحادينا يمر بالغاضريّه

انسلّم على الوالي وننصب له عزيّه

١٧١

قولوا الحادينا يمر بينا على حسين

نبغي نزور حسين وانشوفه اندفن وين

والله لروّي قبر اخويه ابدمعة العين

و ياليت فوق القبر تحضرني المنيّه

نادى العليل ومدمعه بالخد مذروف

اكسب اويانا اليوم يا نعمان معروف

مرّوا ابعمّاتي و خواتي برض لطفوف

قلّه فلا اعصي لك أمر يبن الشّفيّه

عرّج على قبر الشّهيد و صار لنياح

والعابد السجّاد من فوق الجمل طاح

وزينب تنادي آه ياعزٍ قضى وراح

خرّت على قبره و يتاماها سويّه

نوبٍ تقوم ونوب توقع والدّمع سيل

تجري على خدها و بس تصيح بالويل

أهوت على قبره و بقت لترابه اتهيل

وتقول شوفوا باب قبر حسين ليّه

ظلّت تنادي يا يتامى و يا نساوين

هيلوا تراب القبر بَدْخل بنظر حسين

وبَنْظر تجفّن لو بقى من غير تجفين

واسكن معه ولاريد هالدّنيا الدنيّه

واومت على خوها أبو فاضل تناديه

دقعد يمن قطعوا على جوده أياديه

ماظن يخويه الشّام ترضى انشوف واديه

يَكرام ما تاخذكم الغيره عليّه

دقعد يراعي العلم راسي مْن الحزن شاب

مانا الوديعه من أبوكم داحي الباب

لو تشوف خوي شلون جسمي بعدكم ذاب

تدرون انا مقدر على ركوب المطيّه

زينب على قبر أخيها الحسين

لاحت اطفوف الغاضريّه والحزن زاد

يم قبر اخوي حسين وصّلني يسجّاد

لا حت بعيني كربلا و تفتّت حشاي

ابعيني اتصوّر ياخلق تعفير ولياي

جنّي اعاين جثّة الطّايح على الماي

لقصد كفيلي واشتكي فعلة ابن زياد

خرّت من النّاقه وفرت مالها شعور

تنادي اخبروني وين اخوي حسين مقبور

شافت ضريحه و اعولت و الدّمع منثور

خرّت على قبره وصرخت واللطم زاد

دارن حريم حسين ويّاها و لَيتام

لجيوبهن شقّن و زينب تلطم الهام

اتنادي يخويه جيت بيتامك من الشّام

ذابت ابهالسّفره مهج وانتحلت اجساد

دقعد احجي لك عن هضمنا ياضيا العين

وانظر الحالي وحال سكنه والنّساوين

دشّوا بنا الكوفه وفزعوا النّاس صوبين

يتفرّجون اعْلَى اليتامى وكلهم اوغاد

١٧٢

وعاينت مسجد والدي وقصر الاماره

وذكرت دهر اللّي مضى وراحت اوطاره

كنّا ابمعزّه و سلطنه و هسّا يساره

هِجي يخلق الله الدّهر يفعل بلمجاد

والشّام مقدر يَبو اليمّه عْلَى التّفاصيل

عيّدت واحنا نطوف بيها عْلَى مهازيل

بالحبل قادونا وعلي برجله زناجيل

و ضيم الجرى علينا شعَل بالقلب وقّاد

دقعد تلقّانا و نزِّل هالنساوين

يا نور عيني باب قبرك قلّي امنين

ياليت ضمني هاللحد ويّاك يحسين

ترجع يخويه لو تظل اليوم لمعاد

زينب تجول على القبور...

وصلت الحورا و الحريم الهاشميّه

بعد اليسر باحزانها للغاضريّه

وصلت عقب قطع الفيافي والسّباسب

و اتجسّمت جدّامها كل المصايب

وهاجت عليها احزانها من كل جانب

وقصدت القبر حسين بالعيله سويّه

خرّت على قبر الشّهيد اتشم لتراب

اتقلّه يخويه اقعد وعاين مفرقي شاب

من شوفة الشّمّات قلبي يالولي ذاب

ويلاه من هضْم الجرى ابديوان اميّه

وقصدت قبر عباس منها الدّمع مذروف

اتقلّه تجنّى و قوم يا مقطوع لجفوف

وصلت يَبو فاضل العيله دنهض وشوف

تدري بعدكم يالكفيل اشْحَل عليّه

دقعد يَبو فاضل تلقّى هالظّعينه

و عدّل محاملها و رجّعها المدينه

و انجان تسألني ترى امْن الشّام جينا

دربٍ كلف وارجاس مابيهم حميّه

صدّت و نادت قوم دلّيني يَسجّاد

جاسم و خوته وين مدفنهم ولَولاد

و عزوة عقيل و جعفر الظّفرين لَمجاد

قلها ابقبر كلها السّلاله الهاشميّه

١٧٣

وأمّا علي الاكبر دفنته يَم ابونا

شفته وشعبني و قلت لازم تعزلونه

و اولاد عبدالله بن جعفر يا حزينه

ويّا الهواشم و الرّضيع ابقبر ابيّه

مدّت على الوادي بصرها وهملت العين

وصاحت ابدهشه كربلا وين الميامين

وين الأُسُود الضّاريه و مخيّمي وين

ومهجة الزّهرا حسين ردّي جواب ليّه

محاورة بين زينب و كربلاء...

ردّت على الحورا الجواب الغاضريّه

نلت الفخر بيكم يَسادات البريّه

مهجة الزّهرا انتي تركتي حسين معفور

عنّه مشيتي و جثّته عمَّتني ابنور

واصبحت معراج السّما من يوم عاشور

بجسمه افاخر جنّة الخلد العليّه

أهل الكسا رب العرش عندي جمعها

جدّج و ابوج و فاطمه و الحسن معها

وشافت اخوج امرضّض اونسيَت ضلعها

ست النّسا و نصبت ابهالوادي عزيّه

بضعة الهادي يالوديعه عندي تنوح

وعندي نزل آدم يَزينب والنّبي نوح

و الانبيا ليل ونهار اتزور و تروح

ولَملاك عندي كل صباح وكل مسيّه

ربي حباني بشرَف من بين الأراضين

و جبريل ناول تربتي خير النبيّين

ابدمعه مزجها وقال هذي تربة حسين

و هذا الخبر معلوم عندج يا زجيّه

قالت يَروضة كربلا فزتي بجواره

معراج صرتي للسّما ابشعّة انواره

و انا احزاني تهيج لو طبّيت داره

وظلمه وشفتها وخاليه وجانت امضيّه

منها طلَعت ابهودجي اتحوطه شياهين

عبّاس قايد ناقتي و جدّامي حسين

و ارجع بلا وليان بايتام و نساوين

و اسمع عليها ينعب غراب المنيّه

هاي المصيبه المالها بالدّهر ثاني

صبها على راسي يخلق الله زماني

في يوم واحد فاقده جملة اخواني

نلتي الشّرف بقبورهم والحزن ليّه

لقاء جابر الأنصاري بالسجاد

دنهض يَجابر وَصَّل السجّاد مكسور

جسمه نحيل و مدمعه بالخد منثور

بالعجل قوموا استقبلوا شيخ العشيره

ويّا اليتامى جاي بالذّل و الكسيره

من بيت أبوطالب ترى ماظل غيره

قام بعجل جابر و قلبه ابنار مسعور

١٧٤

تجري ادموعه فوق خدّينه او ينادي

وينك يَشبل حسين يا مهجة الهادي

ما ظنّتي بقّوا عليكم هالأعادي

مولاي خبّرني اشجرى بَيّام عاشور

اتزفّر ابو محمَّد وقلّه ابدمع همّال

إسكت يجابر لا تسايل عن هلَحوال

جم شاب ظل امغسّل ابدمّه ولا انشال

مثل البدر خدّه على التّربان معفور

والله يجابر لو شفت صاحب الصّولات

مفضوخ راسه طايح ابجانب المسناة

جوده على اجتافه وهو ظامي الجبد مات

و الطّفل يا جابرنظرته ابْسَهم منحور

لو شفت شبْه المصطفى اللّي مدلّلينه

جابه ابويه حسين جسمه امقطّعينه

وجاسم يَجابر ذوّب احشانا بونينه

غابت ابطف الغاضريّه ذيج لبدور

ومصيبة حسين الذي هدّت اركاني

من وقع عن مهره الهضم والضّيم جاني

ابعيني نظرته ايحز نحره ابن الزّواني

حزّوا كريمه وخيلهم غارت للخدور

و ذيج الخيَم كلها يجابر فرهدوها

و ذيج الحراير و اليتامى روّعوها

وذيج العزيزه اللّي نشَت بظلال ابوها

عقب الخدر والصّون مسبيّه على كور

والصيَّر ادموعي على خدّي ذروفه

ادخولي مع النّسوان بالذّله الكوفه

والكل علينا مْن الفرح يصفج اجفوفه

وزينب اندهشت بالمصيبه ولا لها شعور

تكسر الخاطر عمّتي يوم ادخلوها

الكوفه و هي متحيّره بايتام اخوها

ما خافوا امْن الله ابمجلس وقّفوها

ذلها و تهكّمها الرّجس شرّاب لخمور

و اعظم من الكوفه علينا دخلة الشّام

بيها نفانا ابن الخنا من دين الاسلام

والخلق تتفرّج علينا الخاص والعام

كلنا على هزّل وراس حسين مشهور

( الرجوع للمدينة )

إبن الحنفية ساعة وصول الظعن

هذي المدينه تْموج بالصّيحه يَغلمان

قلبي تراهو ذاب من ضجّة النّسوان

والخلق تهرع للفضا كلهم مذاعير

الله الكافي هالفزع ما هو على خير

قالوا أخوك حسين وصّل قال مَيصير

هذي مهي حالة سلامه حالة احزان

هاي المدينه مقوّضه للبر كلها

وهالنّسوة اللي تنوح مدري اشرايح الها

هذي تجر ونّه وذي تسحب طفلها

واسمع حريم تصيح وافجعة الشبّان

١٧٥

كشفوا خبرهم زلزلتني ضجّة الناس

هذا يدق صدره و هذا يلطم الرّاس

مدري انفقد لَكبر علي لو مات عبّاس

مدري من اللّي فاقدينه شبال عدنان

حسبات قلبي اتزايدت من كثرة النّوح

معلوم هالضّجه على سردال مذبوح

ضاقت اعضاي مْن الصّوايح وين انا روح

مقدر أوصّل لَخوتي يا خلق وجعان

لمّن طلع و الدّمع يجري فوق لخدود

شاف الخلق تلعي وذاك البر مسدود

والرّوس كلها امكشّفه واعلامهم سود

من دهشته خر ايتعفّر فوق تربان

صاح وعلى حس البواجي شابح العين

مَيْصير هالضّجّه على واحد ولا اثنين

وان صدق ظنّي هالبجا كلّه على حسين

قالوا البجا عْلَى حسين واولاده ولَخوان

هذا ظعنهم سود منشوره اعلامه

ومحّد يقلّي الحمد لله عْلَى السّلامه

وان صدق ظنّي هالظّعن نسوه ويتامى

و انجان راح حسين ماتسكن هلَوطان

زينب و إبن الحنفية

ما جيت يمحمّد اطفوف الغاضريّه

وعاينت كرَّات اخوتك بجنود اميه

من اولاد ابو الحملات شاف الجيش حملات

منعوا علينا الماي و اصطكّت الرّايات

غارت الخيل وحرمْ شرعة ماي لفرات

روس وجثث وجفوف فرشوها الوطيّه

رادوا يطيع حسين للفاجر و قومه

و هذا مرام من السّبط محّد يرومه

كرّوا زعاله و الفَضا طلعت انجومه

وَسْفَه خلى الميدان منّك يا شفيّه

منّك خلى الميدان شنهو السّبب ماجيت

شلت العلم ليهم وحد السّيف روّيت

يوم انزَلت بالكون بالبصره اشسوّيت

لحّد عليك يفوت كون الغاضريّه

أرد اخبرك عبّاس وحده راح للماي

صوّل وانا حطّيت جفّيني على احشاي

أفنى العدا بسيفه ولن ابن النّبي جاي

و يصيح لحّد شِمْتَت العدوان بيّه

خلاه بالمسناة لا هامه و لا زنود

و اتصرّعوا كلهم و ظل حسين مفرود

وانجدل تاليهم وصرنا العصر فرهود

ويلاه يا ضيم الجرى بذيج المسيّه

يا ضيم قلبي يوم شبّوا الخيم بالنّار

فرّيت مدهوشه وراي زغار وكبار

و عْلى الحراير ما بقى برقع و لا خمار

والليل جاني وزادت الوحشه عليّه

ومن الصّبح شلنا واخوك حسين مطروح

فوق الثّرى و راسه براس الذّابل يلوح

١٧٦

من غير والي عْلَى الهزل و ايتامنا اتنوح

و ليزيد و ابن زياد ودّونا هديّه

مَيْصير ما جاكم خبر عن هالمصايب

خلّت اعضاي امنحّله و الرّاس شايب

و الدّهر راواني ابهالسّفره عجايب

و جينا بليّا حسين لديارٍ خليّه

الإمام السجاد و ابن الحنفية

ذيج العشيره وين خبّرني يَسجّاد

وين لمشكّر بوعلي مصباح لعباد

عنّي طلعتوا يا علي ابعزّ و جلاله

و حسين قدّام الظّعن يبهر جماله

يبرى الظّعينه كالأسد حوله اشباله

اُو ردّيت منحول الجسد يا زين لعباد

وين العشيره و وين ابو سكنه و لَبطال

لمّن سمع حن و تزفّر و الدّمع سال

و قلّه يَعمّي عزوتك رجعتهم امحال

كلهم ابضحويّه قضوها ابفرد مطراد

كلهم ابطف الغاضريّه باعوا ارواح

كلمن من الخيمه تجنّى اُو ودّع و راح

و ما تسمع ابذاك لمخيّم غير لنْياح

ليتك نظرت اشلون حملة ذيج لَولاد

هذا يودّع والده و هذا عضيده

وهذا على احوال الحراير يصفج إيده

و هذا ينادي هالظّعن ياهو يعوده

طلعوا فرد طلعه وناموا ابحر لوهاد

سوّوا خبر لكن يَعمّي اللّي روى العود

فعل البطل عبّاس مَسمعنا بلوجود

قطعوا اجفوفه و العلم شاله بلزنود

والشّمس تلهب والعطش بالقلب وقّاد

آنا امسجّى اُو الدي و عمّاتي اوقوف

وعبّاس بالعركه وكلنا الفعله انشوف

نكّس رواياها و هو مقطوع لجفوف

يصرخ وتهوي صفوف من عسكر ابن زياد

و بس وقع ياعمّي شملنا اتشتّت و راح

و اقمارنا كلها تهاوت فوق لَبطاح

و ابسَهْم لمثلّث اخوك مْن المهر طاح

لكن شوصّف من مصايب يَبْن لَمجاد

بس طاح ابويه عْلَى الثّرى حزّوا كريمه

نهبوا حرمنا و شتّتوا منها حريمه

جم أرمله عاينت عيني وجم يتيمه

للبر فرّت تلتجي خوف امْن لَوغاد

زينب و أم البنين

وصلوا المدينه والخلق ضجّت بلحنين

و اتلاقت ابهالحال زينب و ام لبنين

صار المناشد والوديعه صفقت الحف

بَس الزّفير الصوت بايح والدّمع جف

بيها غدت ذيج الايتام اتلوذ و تحف

يم البنين تصيح شوفي فجعة البين

١٧٧

مقدر أسولف بالجرى لا تنشديني

قلبي موزّع و السّهر عامي عيوني

لامال ضاعت و الدّهر خيّب اظنوني

راحوا طبق كلهم جتل والتّالي حسين

قالت و حق اللّي تربّيتي ابحجرها

أدري ابعملة كربلا جايد أمرها

لكن ثَلَثْ نَشْدَات وضحي لي خبرها

أدري على شرح المصايب ماتقدرين

أريد أنشدج فاز بالنّاموس عبّاس

وخبريني جسم حسين بخيول العدا انداس

و انتي وقفتي امجتّفه ابديوان لرجاس

بالحبل مربوقات ويّاج النساوين

سمعي تقلها و الدّمع كفّي انهماله

طَيْب الأصل ما ينحصى طيّب افعاله

ملهوف خاض النّهر مَهْتَم بزلاله

جوده ملاه اُوكت بداله امدمع العين

فيّض من الشّاطي وبحر دم صيّر الطّف

ابنج تلقّاها و طوى صفٍ على صف

طارن زنوده وزاد عزمه و العلم رف

لولا السّهم وصّل الخيمه بغير جفّين

و انجان قلتي لي الشّهيد شلون رضّوه

دفنوا خوارجهم واخويه حسين خلّوه

نخّيتهم و عناد إلي بالخيل داسوه

واللي جرى ماينوصف غير التسمعين

يم البنين اُو وقفتي ابديوان سفيان

بيه انعرفنا و انقلب ماتم الدّيوان

والفاجر يزيد افتضح ما بين لَعيان

لكن ثنايا حسين كسّرهن الصّوبين

مخاطبة أم البنين

بالله استعدي للبواجي يم لبنين

ردّوا يتامى وانذبح عبّاس وحسين

يَم البنين اتذبّحوا كلهم على القاع

و حسين ظل امجرّد ومكسور لضلاع

ومخدّرة حيدر علي فرّت بلا قناع

ويّا الحرم و النّار تسْعَر بالصّواوين

يَم البنين الأربعه انذبحوا ظمايا

و ظلّوا ثلثتيّام بالغبرا عرايا

و ليتج نظرتي عْلَى النّهر صاحب الرّايه

مفضوخ راسه مقطّعه شماله وليمين

يَم البنين الأربعه محّد دفنهم

دمهم غسلهم والتّرب صاير جفنهم

ومن الصّبح زينب مشَت للشّام عنهم

فوق الهزل مرّت وشافتهم مطاعين

يَم البنين الأربعه تشهد لج النّاس

ماصار بلْيوث الحرايب مثل عبّاس

خلّا الأرض روس وجثث ومطهّمه داس

روس الأعادي وغلّق الميدان صوبين

صاحت اولادي وكل من بالعالم يروح

و يا ليت بعد حسين ما تبقى لنا روح

١٧٨

يا بشر بالله لاتقول حسين مذبوح

ماشوف بالدّنيا عوضعندي عن حسين

عبّاس و اخوانه عليهم ذاب لفّاد

اعزاز عندي و حزنهم بالقلب وقّاد

وحسين فَتْ قلبي ونسيت افراق لَولاد

فدوه لبوسكنه أولادي يا مسلمين

يا ليت عندي مْن الولد سبعين مولود

بالمرجله كلها مثل عبّاس و تزود

تنذبح و ابن المصطفى لدياره يعود

سالم و لا تنضام زينب والخواتين

زينب تبث الخبر للنبيّ...

اتعدّد مصايبها الوديعه و تهمل العين

اتصيح استمع شكواي يا خير النبيّين

صبح احدعش من كربلا ساقوا الظّعينه

بَيتام تتصارخ و معلول ابونينه

و قبال وجهي راس أخّيي شايلينه

كلما تحن طفله عليها ايدير بالعين

نقصد الكوفه بالسّرا والجو مسعور

سيرٍ حثيث و بالسَموم قلوبنا تفور

و لو طاح من عدنا يتيم ابذيج لبرور

ننْخى عدونا والعدو قلبه فلا يلين

و ابكل مرار و ضيم للكوفه وصلنا

و بحالةٍ قشره ابجانبها نزلنا

ويلاه يجدّي يوم اهلها طلعت النا

تتصدّق عْلَى ايتامنا مثل المساكين

أحجي بتفاصيل الهضم واسمع يَمُختار

احنا ملاذ الضّايعه واحنا حمى الجار

و تاليها تتصدّق علينا صبية النّار

وقالوا خوارج خارجه عن ملّة الدّين

وتالي من الكوفه يجدّي قصدوا الشّام

دربٍ طويل وبين اعادي وحرم وايتام

انتحلت يجدّي اجسادنا من ذيج لَيّام

و بس ما وصَلْناها لقيناهم امعَيْدين

بزمورهم طلعوا تلقّونا و طارات

و احنا وصلنا بالبواجي والتّلاوات

وراس الشّهيد عْلَى السّنان ايرتّل آيات

جدّامنا ويلحظ ايتامه و النّساوين

و المجلس الميشوم بيه اهوال شفنا

أطفال و أرامل بالحبل خولي جتفنا

يا رحمة الله بلا ستر كلنا وقفنا

والخلق تتفرّج علينا شمال و يمين

شكواها لجدّها النبي

وقفت على قبر النّبي زينب تنادي

دنهض و عاين حالة العتره يَهادي

جيتك يجدّي مْن اليسر بشكي لك الحال

عنّك طلعنا بهيمنه شبّان و ابطال

ياحجّة الباري ورجعنا حرم واطفال

طافوا بنا العدوان من وادي الوادي

١٧٩

جاروا علينا و عن جوارك شرّدونا

و لذنا ابّيت الله يجدّي وازعجونا

و بس ما نزلنا كربلا و بيها احصرونا

ودارت علينا جيوش بَرْماح وهنادي

التمّت علينا من نزلنا كربلا جموع

ولزموا شرايعها وعلينا الماي ممنوع

و هلكت يجدّي اطفالنا من العطش و الجوع

وحسين رضّوا جثّته بدوس العوادي

وانذبحوا اخواني عطاشى بجنب لفرات

و نهبوا مخيّمنا و سلبوا الفاطميّات

وساعة القشره من لفتنا الجيش غارات

جم ارمله فرّت يجدّي ابقلب صادي

حرقوا امخيّمنا و بناتك سلّبوها

اتدافعهم الحرمه يجدّي و يضربوها

يا رحمة الله وجم يتيمه اللّي اسْحقوها

وماتت وانا متْمَرمره وذايب افّادي

بتنا يجدّي بالفضا والطّنب محروق

ننعى على اخوتنا ومنّا الدّمع مدفوق

ومن صار ياجدّي الصّباح وجابوا النّوق

هزّل ابغير مْهاد واللي اتسوق اعادي

ومرّوا يجدّي المعركه وشفنا المطاعين

وجبدي تفتّت يوم عيني شافت حسين

عاري وعلى وجهه وبلا راس وبلا يدين

وبس ماوقعنا عْلَى الجثث صاحوا الحوادي

تدري يجدّي اشصار من حادي الظّعن صاح

أهوت علينا سياطهم و كعوب لَرماح

وكلما يركبون العليل عْلَى الجمل طاح

وشدّوا ابرجله سلسله وغلّوا الايادي

بكاء أم البنين أولادها

بَقصى المدينه ام البنين اتصيح بالويل

تندب يَبوفاضل يَصنديد الرّجاجيل

يقولون يَبْني باللوا شقّيت لصْفوف

ودارت عليك القوم يَبْني بْزان وسيوف

و اوقعت يَم المشرعه مقطوع لجفوف

مفضوخ راسك والدّما مْنجروحك تسيل

يقولون طبّيت النّهر وطْلعت عطشان

و ارجعت قلبك بالظّما ملتهب نيران

ما صار مثلك ياضيا عيني بلَخوان

لجلك أواصل بالبجا انْهاري مع الليل

يقولون راسك يوم حطّه بحجره حسين

للقاع ردّيته يَعقلي و يا ضيا العين

ياريت مثلك يالولد تنذبح سبعين

ولاجان صدر ابن البتوله اترضّه الخيل

معلوم يَبني ضيّعت زينب و لَيتام

حرمه وغريبه وضايعه والقوم ظلام

و الله حسافه انجان زينب دخلت الشّام

من غير والي و الولي مقيّد بزنجيل

١٨٠