الجمرات الودية

الجمرات الودية0%

الجمرات الودية مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 361

الجمرات الودية

مؤلف: عطية بن علي الجمري
تصنيف:

الصفحات: 361
المشاهدات: 63614
تحميل: 5819

توضيحات:

الجمرات الودية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 361 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 63614 / تحميل: 5819
الحجم الحجم الحجم

لا تهيجون احزان قلبي يا مسلمين

راحوا اولادي لا تسمّوني ام لبْنين

لو راحوا اثنين و عليَّ ردّوا اثنين

بَلْكَت عليّ اتْهون جمرة هالمجاتيل

اشبال أربعه والنّاس كلهم يحسدوني

و كل الخلق يم البنين يخاطبوني

شبّان كلهم فرد ساعه فارقوني

وظلّوا ابعرصة كربلا من غير تغسيل

لا تذكروا لي هالإسم ذايب افّادي

مْنين البنين وكربلا ضمّت أولادي

وراعي العلم مطروح مقطوع الأيادي

وزينب بليّا رجال حسره عْلَى المهازيل

بكاء محمَّد بن الحنفيّة

محمَّد يهل امدامعه و يجذب ونينه

ينادي عليّه استوحشت والله المدينه

ومن عظم حزنه ايدور من دارٍ إلى دار

و قلبه يويلي من المصايب يشتعل نار

وامّ البنين تسايله ما جت لك اخبار

في وين خيّم بوعلي وحط الظّعينه

قلها لفاني الخبر عنّه ابهالعشيّه

يقولون خيّم في طفوف الغاضريّه

ما ظنتي يَمّ البنين يعود ليّه

نصبي العزا ونوحي عليهم ياحزينه

هلّت مدامع عينها والقلب صادي

و نادت ترى حجيك مرَد يَبْني فؤادي

ذوّبت قلبي لا تفاول على اولادي

يحرسهم الله و ترجع الشّبان لينا

قلها دنوحي والبسي ثوب المصيبه

هيهات أخوي حسين يرجع لرض طيبه

يا ليتني ويّاه جيدوم الحريبه

جم من شباب هناك يتعفّر جبينه

يرجع أخيّي للمنازل بعد هيهات

سافر وخلاني عليه اجذب الحسرات

خوفي عقب عينه تضيع الهاشميّات

وخوفي تروح ميسّره ذيج المصونه

من يوم سافر هالخبر معلوم عندي

لو كاتب الله ما تركني حسين وحدي

ليت العلم عندي ولو ينقطع زندي

ملزوم شايل رايته تقطع يمينه

عندي الخبر واللي ذكرته لازم يصير

الله يما راسٍ يطيح وكفٍّ يطير

وياما ضلوع تروح تحت الخيل تكسير

وياما فتاة امْن الخدر تطلع حزينه

بكاء الرباب لما نظرت وحشة الدور

جيت المدينه وهاج حزني ومفرقي شاب

و عاينتها ظلمه و خليّه ابيوت لَنجاب

١٨١

وحياة راسك ياضيا العينين يحسين

من يوم عاشر بالمحرّم يا ضيا العين

ما غمّضت عيني ولا بطّلت لونين

كل ساع تتمثّل بعيني يَبن لَنجاب

مَيْغيب عن عيني جمالك يا حبيبي

يا نور عيني انقطع من وصلك نصيبي

ولا فادني كثر الحنين و شق جيبي

لهجر يعز الحرم بيتي واغلق الباب

مرّت عليّ ايّام يا كعبة الوفّاد

بظلالك الضّافي عزيزه يَبن الامجاد

وهسّه محزْنه ولاانوضع راسي على وساد

عميَت عيوني والقلب يابوعلي ذاب

توقف اببّاب الدّار واتهل فيض لدموع

اتنادي وهي تجذب الونّه بقلب موجوع

يابو علي نقطع رجانا لو لك ارجوع

ماظنتي ترجع يَضنوة داحي الباب

وتجلس مع سكينه ابحَر الشّمس وتنوح

والدّار مكشوفه ومنها الدّمع مسفوح

اتقلها يَسكنه عقب عزّي وين انا روح

وحسين فت قلبي ونحل جسمي بهالمصاب

و الله يَسكنه عقب ابوج حسين ما عيش

و لَنسى مصاب الْنحَل جسمي و نغّص العيش

و لَنْسى اتْشتِّتنا و طلعتنا مداهيش

و ارجالنا كلهم ضحايا فوق لتراب

زينب و دار الحسين...

وقفت اببّاب الدّار زينب والنّساوين

وتصيح وين حسين يا دار الميامين

يا دار وين اهل النبوّه و الرّساله

واللي أفاض الله عليهم من جلاله

وين الانوار اللّي على ابوابك تلالا

اُو وين لوفود اللّي ابمطاياهم امخيمين

يا دار وين اهل الرّياسه والامامه

اشمالج امظلمه اُو وينها ذيج النّشامه

انجوم السّما جانت على اسقوفك علامه

ونورك يعم اعْلَى المدينه اشمال و يمين

يادار وين حسين اخيّي و وين عبّاس

اشبال ابويه اللّي على جتف النّبي داس

وين القروم الهاشميّه الترفع الرّاس

بالعجل ردّي جْواب خبريني عن حسين

اتقلها يهلّلي اعْلَى لَبواب اتخاطبيني

وعن بيت ابوطالب يَحورا تنشديني

ويّاج طلعوا امْن المدينه و فارقوني

آنا أَنشدج يالوديعه عن هَلِج وين

عنّي ابجلاله و شرف ويّاهم طلعتي

آنا الأنشدج عن الدّوله ماهو انتي

يَمخدّرة حيدر ابهالحاله رجعتي

بس اليتامى يا حزينه و النّساوين

أرد انشدج شمس الوجود حسين وينه

أوحش الدّنيا و انطفى نور المدينه

١٨٢

وين لَبطال اللّي عن اشماله و يمينه

حرمه بلا وليان يا زينب ترجعين

أرد انشدج جسّام وين اُو وين لَكبر

وين الاسود الضّاريه من اولاد حيدر

جسّام و عضيده و عبد الله و جعفر

ذيج لبدور السّاطعه اولاد ام البنين

اتقلها يدار حسين هاجت بي احزاني

منِّج طلعت و حايطه الهودج اخواني

يحدون بالتّهجيد حلوين المعاني

وارجعت نحلانه ولاشوف الدّرب زين

مخاطبتها للدّار

ردّي عليّه جْواب يادار الولي حسين

وين لبدور اللّي قبل بيهم تزهرين

يادار يوم اللّي طلعنا شلون ممشاي

و حسين و اخوانه اليوث الغاب ويّاي

والامر من عبّاس مشّوا الظّعن بهداي

ابهيبه مشينا و العشيره شمال و يمين

ابهيبه ارتحلنا و بالهضم جيناج يا دار

راحت مشايخنا و صفينا ابولية اشرار

يا دار ما غير الحرم و اطفال لِزْغار

عندج تلوع وتندب وتنشد هلج وين

يا دار غابت من سماج اشموس طيبه

والغاب غابت عنّه اليوث الحريبه

سكنت حماج البوم و غراب ابنعيبه

عقب التّلاوه و الدّرس قفرا تصيرين

يا دار بظلال الأهل منّج مشينا

و جينا بليّاهم عسى لاجان جينا

بعد اخوتي بْيا عين اعاين للمدينه

مدري أنشدج لوتنشديني عن حسين

يا دار خلّيناه بَرض الطّف عريان

ما له امواري و الكريم ابراس لسنان

قوّه مشينا والتسوق الظّعن عدوان

و الظّعن ما غير العليل اويا النّساوين

وتالي رجعنا الكربلا وشفناه مدفون

ويَم قبر اخويه حسين هيّدنا بلظعون

ذابت على قبره اقلوب وعميت اعيون

و جينا و جبنا من دما اخوتنا نياشين

جينا و دم احبابنا تحفة سفرنا

والدّهر هدّم طود عزنا و انكسرنا

خلصت جتل شبّانّا و احنا انيسرنا

لو ردْت اعدّد هالمصايب ويني اُووين

السجاد مع أبي حمزة الثمالي

قلبي يَبو حمزه تراهُو اتفتّت اُوذاب

مثل المصيبه اللّي دهتني محّد انصاب

ذيج لَقمار اللّي ابمنازلنا يزهرون

و الليل كلّه امْن لعباده ما يفترون

سبعه و عشره فارقتهم كلهم اغصون

ابفرد ساعه وسّدوهم حر لتراب

١٨٣

لوشفت جسم اللّي على المسناة مطروح

وذاك الشّباب اللّي صباح العرس مذبوح

لو شفت لَكبر ما لمتني ابكثرة النّوح

ما خلّت النا كربلا شيخٍ ولاشاب

ابعيني نظرت حسين بيده الطّفل منحور

و امّه الرّباب اتعاينه و ادمومه اتفور

و قلوبنا فتها ابونينه و عينه اتدور

وكلما طلع منّا بدر بالمعركه غاب

ومصيبة اللّي هيّجت حزني عليّه

عاينت صدر حسين تحت الأعوجيّه

وحرقوا خيمنا وركّبوا زينب مطيّه

شَحْجي يَبوحمزه وشعدّد من هلمصاب

قلّه يَشبل المصطفى و رب السّياده

صار الجتل ليكم يهَل هالبيت عاده

وانتو كرامتكم من الله الشّهاده

امعوّد على كثر المصايب يَبن لَنجاب

قلّه يَبو حمزه حشاي ابنار ملهوب

لا زاد يهنا لي ولا اتهنّى ابمشروب

تشهير عمّاتي يَبو حمزه بلدْروب

نحّل ترى عظامي ولذيذ العيش ماطاب

ما نكّست راسي لَجِل ذبح الصّناديد

ما قصّروا بالغاضريّه زلزلوا البيد

نكّس الرّاسي ادخول زينب مجلس ايزيد

حسره ومن نوح اليتامى راسها شاب

أحوال الإمام السجاد

سجّاد يَبْن الخيرتين امْن البريّه

هاشم وكسرى خير من فوق الوطيّه

أمّك من اشرف بيت يعرف بالأعاجم

وحسين ابوك البيه اتشيّد فخر هاشم

علم و شجاعه و حاوي افنون المكارم

بيت الإمامه و النبوّه الأحمديّه

اسمك من العالي علي واللقب سجّاد

و عند المخالف و المؤالف زين لعباد

يَمكابد الشدّات يا كعبة الوفّاد

ياللي نحل جسمك مصاب الغاضريّه

أغنيت جم عايل شفيت اشْجم عليله

ولو وقع حمل الدّين ما غيرك يشيله

و اتقضّت ايامك بلَحزان الطّويله

ولا حصلت من الدّهر ساعه هنيّه

أصبحت شمسٍ طالعه بايّامك السّود

و شيّدت أكبر مدرسه للدّين ياطود

والدّمع سوّى اخدود من حزنك بلخدود

من ذكر عملة كربلا دايم جريّه

اُو وجْدَك يَبو الباقر يَلَملَم عيب شاله

و هضمٍ لقيته قط ما يوجد مثاله

تحمل رساله و زين بلّغت الرّساله

يَبْن النّبوّه بالرّغم من جور اميّه

قاسيتها مْن اول هضايم يوم سفيان

ذبح العشيره والشّماته وسبي النسوان

وصبّت عليك الجور تالي ارجاس مروان

كل يوم تستوفي أضغان الأوليه

١٨٤

بالشّام يا أول التّسعه لك وقفتين

ابديوان ابن سفيان مرّه ابعيلة حسين

وديوان ابن مروان مرّه العزّة الدّين

جيته ابجلال الخالق و هيبة نبيّه

جيته ابجلال الله بلا نسوه ولاقيود

وصارن عليه كل النّواحي ابوقفتك سود

يا آية الله وارجعت بالحال مفرود

وحدك واظن مرّيت برض الغاضريّه

{ رثاء مولانا علي بن الحسين(ع) }

إحتضاره و وفاته

أصبح علي السّجاد و الونّه خفيّه

والسّم قطع جبده ودنت منّه المنيّه

مرّد السّم قلبه و عدوّه نال لمْراد

و نال الوليد اللّي ايتمنّى ابزين لعباد

خلّى على فراش المرض كعبة الوفّاد

و اللي شمل كل المدينه اظلال فيّه

صايم نهاره و دوبه املازم المحراب

و بالليل لبيوت الجياع ايشيل لجراب

هو الذي يعطي و هو اليوقف بلَبواب

أبواب الارامل واليتامى كل مسيّه

امْن ابعيد تتلقّاه لو جاها الايامى

تاخذ كفايتها و هو يخفي كلامه

و الكل مَيدري هالذي ايخدمه إمامه

ياخذ الرّاحه و يهتني ابعيشه هنيّه

ابن السبيل ايصيح و اتعج المساكين

هاللي يجينا بالطّعام اشهور و سنين

جنّه قطع بينا و لا ندري مشى وين

سافر وسد البيت لو ضاق المنيّه

مطروح ظل عْلى الفرش يجذب الونّات

من حوله اطفالوحرم تجذب الحسرات

و بدر الإمامه الباقر اعْيونه سخينات

لغياب شمس الدّين عبراته جريّه

اتوجّه القبله و اسبل اشماله و يمينه

يتلو الشّهاده وبالعرق يرشح جبينه

عينه شبحها و ضجّت احريمه و بنينه

ودّع عياله وفاضت النّفس الزجيّه

ظلّت تموج ارض المدينه ابْكثرة النّوح

ماتسمع الّا صارخه والدّمع مسفوح

و الهاشمي يصفج اجفوفه بْقلب مقروح

ويصيح ضيّعت الأرامل هالعشيّه

ياللي قضيت العمر بالحسرات والويل

ما تاكل الا ومدمعك بخدودك يسيل

بعدك يَمحيي الليل ظل مستوحش الليل

قاسيت جم محنه يَبويه وجم بليّه

تجهيزه و تشييعه

١٨٥

فارق ابومحمَّد الدّنيا ومات مسموم

ماجت الرّوضه بالقبر والدّين مهدوم

شمّر أبو جعفر عن اردانه يغَسْله

خلّاه فوق المغتسل والدّمع هلّه

قلّه يشبل حسين يا ريّس المِلّه

باقي أثرها الجامعه بْرقْبتَك لليوم

عمرك تقضّى بالهضايم و المصايب

قاسيت عملة كربلا وكل النوايب

أبكار كلها هالرّزايا وصرت شايب

و ذوّب حشاك اسمومها يابحر لعلوم

سَوَّن أثر ياياب بزنودك هلَغلال

ما ينمحي طول الدّهر ياسيّد الآل

والدّهر شانه يدهي الأبدال باهوال

و ايّامهم كلها تصير اهموم واغموم

غسّله بيده و جفّنه و الدّمع يجري

ايقلّه القلب منّي انمرد يا طود فخري

ياكعبة الوافد تضَعْضَع ركن صبري

وخلّى الإمام عْلَى النّعش والقلب مألوم

أحنى يودعه والوجد أحنى اضلاعه

وصارت على بيت النبوّه أشد ساعه

ولَملاك ضجّت بالسّما الضجّة وداعه

وشالوا الجنازه وفرّت مْن الخدر كلثوم

اتنادي يَسجّاد اوحشت بيتي عليّه

ابيا عين اعاين حجرتك بويه خليّه

محمَّد يخوي ابهالنّعش مَتْريض ليّه

نار المصيبه اتلاهبت و الصّبر معدوم

وضجّت فرد ضجّه المدينه والعرش ماد

والأرض كلها تموج لمصيبة السجّاد

ومرّوا على الرّوضه على جاري المعتاد

و الّا البتوله بالقبر تندب يمهضوم

مسموم يَبن حسين جبدك قطّعوها

لَيتام يَبني و الارامل ضيّعوها

يا شايلين اجنازته يمّي اطرحوها

اولادي تفانوا بين مذبوحٍ ومسموم

تشييعه و دفنه

نعش الطّهر شالوه من مسجد المختار

لَرض البقيع ويا الحسن والدّمع نثّار

محمَّد الباقر صاح جبنا لك هديّه

عندك يَعمّي و الدي ايبات العشيّه

كل الهضايم نالها من اشرار اميّه

تترادف عْليه المصايب وين مادار

حفروا ضريحه وشاف بيه اللحد معدود

شاله علَى ايديه و الدّمع يجري بلخدود

نادى يَبَدر المَجِد جيف اتضمّك الحود

أزهرضريحك و اوحشت ياياب لدْيار

شاله يَويلي و نزّله بيده ابمقرّه

و اسفر اجفانه اُو وسّد الخدّه ابقبره

وخلّى اللبن فوق اللّحد والعين عبرا

واراه وجفجف دمع عينه ورجع للدّار

ساعه و لن خادم يقلّه سيّدي قوم

ناقة أبوك عْلى القبر خرّت يَجيدوم

١٨٦

و اتمرّغت فوق القبر و الدّمع مسجوم

ردها المحلها ويل قلبي وعادت امرار

وماتت على قبره ودفنها ابن الزجيّه

سبقت من السجّاد بالنّاقه الوصيّه

قلّه ادفنها لا تظل بالبر رميّه

وَسْفَه ويخلّي حسين عاري بذيج لَوعار

ينحب أبو جعفر و دمعه بانهماله

بس مارجع والبيت خالي من جماله

سلّاهم عْياله و سكّتهم اطفاله

و قام ابوظايفها الامامه شبل لَطهار

ليلة احدعشر والده اشْحاله و لَيتام

و الحرم كلها امشتّته و محروقه لخيام

و ينظرجنايز عاريه كلها على ارغام

ماحصّل التجهيزها مْن القوم نغّار

{ الناظم }

يا صاحب المحنه يَبو الباقر و لقيود

يَلّلي وقَفْت ابْحَبل عند ايزيد مقيود

يَبن الطّهر منّك طلبت النّصر و الزّود

يا لما تخيّب قاصدك يا حامي الجار

{ رثاء مولانا الباقر (ع) }

بلائه (ع)

طاب الاصل منّك يَبوجعفر ولَنساب

أوّل احفاد ام الأيمّه وداحي الباب

مجمع النّور امْن النّبي و خير الوصيّين

جدّك من الأم الحسن والأبو مْن حسين

معروف مابين الأنام أشرف الجدّين

وجرَعت مقدار الشّرف من دهرك اوصاب

قاسيت من قومك خصوص مْن الأقارب

مثل الذي لاقيت من جور الاجانب

ومن آل مروان اشْجرعت مْن المصايب

تنجلب لَرض الشّام لاناصر ولاذاب

وللسّجن يا بضعة الهادي ليش ود ّوك

لكن منارك يرتفع كلما أهانوك

يَبْن الرّساله و بالرّمي عمداً امتحنوك

وحالاً كسبت الغانمه وحيّرت الالباب

عاين هشام وذهل واخلى لك سريره

لكن كتم لك بالحشا خبث السّريره

وليّن كلامه والحقد شاعل ضميره

و ظل ايتفكّر بغتيالك يَبن لَطياب

ويوم الحضرت اويّا المسيحي ادهشت باله

معتقد ما تقدر عليه اترد سؤاله

خبروه جواسيسه و عليك ازداد حاله

وخلّاك تطلع عاجل وسمّاك مرتاب

و بالعجل ودّوا اطروش تعلن بالمداين

هالجايكم مرتد عن الاسلام خاين

طردوه واصحابه ترى كلهم ضغاين

ذوله سلالة حيدر الموصوف ابو تراب

١٨٧

طردوك لولا وقفتك يَبْن الميامين

تبدي الشّكايه واظلم الوادي الصّوبين

وقفت البضعه يوم اجت بالحسن وحسين

تجذب الونّه وتستغيث ولزمت الباب

لزمت الباب ونزلت الاملاك بالحال

حس بالأمر واشرف على العالم الزّلزال

لولا الوصي بالحال صد وغيّر الحال

و اقبل يصبّرها و قلبه امْن الصّبر ذاب

جور ملوك عصره

آل الطريد ابمملكه و عيشه هنيّه

و آل النّبي اتطاردهم احتوف المنيّه

مروان عن قرب المدينه جان مطرود

اعْليه الجلا مكتوب حاله حال ليهود

و هسّا على منبر الهادي منّه اقرود

تحكم و تلعب بالشّريعه الأحمديّه

مدري خلافه لو خلاعه ولاعبه دور

بين المزامر و الاغاني و شرب لخمور

و آل النّبوّه بين مطمور و مأسور

و الّا شريد و ضايجه اعْليه الوطيّه

يجلس الطّاغي عْلَى السّرير يحوّل العين

يحكم ابزيد و زيد ، يلعب على الاثنين

آل الوزَغ تحكم ابآل الحسن وحسين

بالحكم مرتاحه وبنوالهادي رعيّه

زيد الشّهيد ابمجلسه واقف و محتار

اُووسَّعوا جلستهم سلالة صبية النار

خزر الحواجب بين ضلّيلٍ و جبار

تنفث اسمومٍ وارثتها من أميّه

قلّه بعد نفسك تمنّيك الخلافه

قلّه نعم لكنها هالبيدك جلافه

شان الخليفه تقتدي النّاس ابعفافه

وانتو رجعتوا النّاس كلها جاهليّه

و اللي يخاف امْن السيوف الذّل يعلاه

ولا نال عز اللّي يحاذر من مناياه

وانكاره المنكر حليف الجذع خلّاه

مصلوب و اتعشعش ابجوفه الرّاعبيّه

مصلوب ثلاث سنين فوق الجذع خلّوه

بين الملا وعقب الصّلب بالنّار حرقوه

هالفعل حتّى بالكفر ما قط فعلوه

وخير الرّسل جازوه بافعال الرّديّه

هذا جنا الشّجره الملعونه و ثمرها

صبّت على الباقر مصايبها وشرها

وكابد أبو جعفر مكايدها ومكرها

جان اسمعت بالسّرج وبذيج الهديّه

سمّه و وفاته

أهدى الرّجس للباقر أسباب المنيّه

سم بسرج يا شومها ذيج الهديّه

ودّى له زيد بن الحسن عمّه ابقيده

و طب المدينه و الطّهر يدري مكيده

١٨٨

و بسرجه المسموم نال اللّي يريده

خلّى على فراش المرض نور البريّه

بس ماركب ذاك السّرج والقلب مألوم

مانزل والا الجسد نفذت بيه لسموم

ظل ايتقلّب على فراشه و دنى المحتوم

والتفت لابنه الصّادق بعبره جريّه

يقلّه يَوالي الدّين للاسلام حامي

ودّعتك الله يَبْني اتقضّت ايّامي

اتولى أموري و الجفن يبني احرامي

وانتَ الخليفه وانتهت ليك الوصيّه

لك ياضيا عيني الامامه و انتَ إلها

ومرجع الشّيعه في فجاج الأرض كلها

تبدي الحقيقه ويجتمع باسمك شملها

اسلام و إماميّه و شيعه و جعفريّه

و أدّى الشّهاده وعرق يا وَسْفه جبينه

و بطّل ونينه و اسبل اشماله و يمينه

عند الفراق اشبَحَتْ للأولاد عينه

وعرّجت روحه الجنة الخلد العليّه

اتعلّت الضّجّه بالمدينه من الصّوبين

و من الارامل و اليتامى و المساكين

و جدّد على بيت النبوّه فقد ابوحسين

وفرّت ابدهشه امْن الخدر كل هاشميّه

فرّن وماجت بالصّوايح ارض طيبه

واغبرّت الاكوان من عظم المصيبه

و لاذن ابقبر المصطفى اينعن حبيبه

ماجور صاحن يا حبيب الله و نبيّه

هاليوم بالباقر يَبو ابراهيم مأجور

فارق الدّنيا بالسموم القلب مفطور

نور الهدايه بعد عوده وانطفى النّور

ظلمه المدينه و جانت ابنوره مضيّه

تغسيله و تكفينه

الباقر قضى مسموم و العالم ابزلزال

وجعفر الصّادق نهض للتّجهيز بالحال

غسّل سمي المصطفى و لفّه بلَجفان

وتذكّر اوصاب الجرعها امْن آل مروان

واتقرّحت حول السّرير قلوب واجفان

عند الوداع ارتفع بالحسرات ولوال

ياساعة التّوديع جم انشقّت اجيوب

واشعور منشوره وجم ذابت من قلوب

وقصدوا بْنَعشه المصطفى وصاحوا يَمَهيوب

شبلك قضى مسموم منّه استخبر الحال

ظيفك يَبو ابراهيم واصل لك تلقّاه

نشده ترى سم الأعادي قطّع امعاه

قوّض من الدّنيا وبَحَر علمك فقدناه

من بعد ماقاسى من العدوان لَهوال

وصارت الضّجّه يوم جابوا النّعش يمّه

و بثّوا شكاية جور عدوانه وسمّه

و شالوه تالي للبقيع القبر عمّه

وسيل المدامع فوق قبر المجتبى سال

١٨٩

و شقّوا ضريحه ابصف ابيّه زين لعباد

و جعفر ابقلبه امن المصيبه اشتعل وقّاد

شاله عْلَى إيده ولحّده وبيه الوجد زاد

وعاين البقعه والدّمع بالخد همّال

كل الفخر قلها يَبقعه تجتمع بيج

مستودع أسرار الجلاله في مطاويج

وتالي أصير الهم أنا الرّابع واجي ليج

طيب المعيشه من بعد فرقاهم محال

هالوا تراب القبر و تحنّت اضلوعه

و روّى تراب اللحد من جاري ادموعه

ينادي يعزٍ راح ما نرقب ارجوعه

شمتت اعدانا و الذي راده العدو نال

{ الناظم }

منّك مرامي يا ضيا العالم اريده

من والدك سابج طلبته ولا أعيده

قضّيت بالخدمه لكم مدّه مديده

أرجو القبول اوّل وتالي ابلوغ لامال

{ رثاء مولانا الصادق(ع) }

زعيم المذهب

جعفر لسان الله سلالة بيت لَطهار

قاسى من اميّه ومن بني العبّاس لَمرار

كابد هضايمهم لسان الله النّاطق

حلّال مشكلها و بيّنها الحقايق

عند العدو و المحب فاز ابلقب صادق

حيّز الشّيعه وعَز ذكرها ابكل لَمصار

جانت خفيّه و ضايعه ما بين لَحزاب

بالغير مخلوطه وعليها الذل جلباب

و نالت بجعفر صيت شيعة داحي الباب

و بين الملا صارت علَم و ابهامته نار

جم ألف كاتب تكتب علوم الشّريعه

ابمدرسة جعفَرنا و للعالم تذيعه

كل الملل و اسلام شيعه و غير شيعه

تفتخر بسمه و عاين و تعرف الآثار

مدرك من المنصور بيده ويعمل عْليه

يظهر المذهب و اليحبّه ينتمي ليه

و المدرسه غصّت من اعداه اُو مواليه

ابطب وشريعه وفلسفه نوّر الافكار

انفتحت مدينة علم بيت العلم والجود

كلّيّه ربّانيّه أيّدها المعبود

عُرْبي وتُرْكي وفارسي وافْرِنْج وهْنود

شق التّشيّع بسم جعفر كل لَقطار

شرّق وغرّب بالبسيطه اُو وَصل للصّين

بجهود جعفر ناصر القرآن و الدّين

كاشف ستار الذّل عن اوجوه لمسلمين

ناشر علوم المصطفى ومذهب الكرّار

وبس عاين المنصور جعفر مقصد النّاس

والخاص والعام انضرع له وهبّط الرّاس

١٩٠

عيشه تكدّر والقلب حل بيه وسواس

هذا وحجي الواشين شب ابْمُهجته نار

بكثر الفضايل والشّرف تكثر الحسّاد

و جعفر الصّادق بالمعالي دوم يزداد

و أهل البغي وصلت وشايتهم البغداد

و الفاجر المنصور غيظه ابْمُهجته ثار

المنصور يجلب الصادق بين يديه

طب للمدينه مشتعل غيضه المنصور

قصده الصّادق بالأذى والظّلم والجور

بالليل طرّش له شياطينه و عتاته

مشغول شافوه ابتهاجيده و صلاته

حفّوا به وحانت من الزّاكي التفاته

قلّه الرّبيع اتفضّل ايريدك المنصور

قلّه أطب البيت واغيّر لي ثياب

ونروح يمّه قال جاسوسه على الباب

ملزوم إله ابهالحال توصل يَبْن لَطياب

يَبْن النّبي اشْبيدي تراني مْشيت مجبور

و قادوه للمنصور شيخ الطّالبيين

مكشوف راسه وارتفع للعايله حنين

واجف ثلث ساعات ويراوح الرّجلين

والفاجر المنصور فوق التّخت مقهور

يقلّه يَجَعفر تنتمي الخير البريّه

ما تستحي تكذب ابهالشّيبه البهيّه

قلّه أنا منزّه عن افعال الرديّه

وما يلوق منّك تسمع البُهتان والزّور

وانْجان تسمع قول كل حلّاف نمّام

ما يعرف الله ولا يراقب دين لسلام

ابسجنك اطرحني وتنقضي باجي هليّام

ليْكون يشمت كل ردي الذّات مغرور

بالامس انا بدولة بني اميّه الجفونا

و سفكوا دمانا و بالمداين شهّرونا

و عْلَى المنابر يعلنون بسب ابونا

وانا اصبَرت لنّي ابذاك الصّبر مأجور

وتدري أنا مَيْجوز عندي كيد والحاد

حتّى ابملك ايزيد و الفاجر ابن ازياد

واحنا جعلنا الله وسيله الكل لعباد

ينجّي ابنا الصالح ويهلك صاحب الجور

واقف ويتعذّر لسان الله الناطق

ويتهدده الطّاغي وهو السمّاه صادق

هَم ابْهَلاكه و ينرمي من فوق شاهق

و من عاين البُرهان منّه صابه افتور

مصائبه و رزاياه

وقفة الصّادق شابهت حيدر الكرّار

قادوه من الدّار وعلي قادوه من الدّار

قْوْد الأبو قاد لَولاد الوان و اشكال

ذاك الحبل صار السّبب لقيود واغلال

حتى النّسا سلبوا حليها وشدّوا حبال

باعضادها وشب الجزل بخيامها النّار

١٩١

قود الوصي قيّد علي السجّاد بالقيد

هذا ابحما الهادي و ذاك ابمجلس ايزيد

وهذا البتوله اتخلّصه و تخطب ابتَهديد

اُوذاك خطبت عمّته لكن بلا خمار

وقفة الباقر عقب جلبه و اهتضامه

وابنه الصّادق وقف عاري مْن العمامه

وقفاتكم كلها هضم يَهل الإمامه

و بقتله المنصور بس ايدير لَفكار

ما تغمض عيونه ولا ياخذ قراره

من مدرسة جعفر و فضله و اعتباره

وشبّت من الاضغان وسط القلب ناره

ماشاف اله فرصه وعلى اولاد الحسن جار

شتّت شملهم وامتلت منهم سجونه

جم شيخ باطباق السّجن لاقى منونه

كلهم قضى عليهم وقرّت له عيونه

أخلى منازلهم و فرّقهم بلَمصار

وجعفر يشوف ويسمع الضجّه بالبيوت

ويشوفهم فوق الهزل يمشون للموت

تجري ادموعه و القلب بالحزن مفتوت

ماضي حكمهم بلِعدام ازغار وكبار

ما يحصل إلها ام الولد يوقف توَدعه

خلّى منازلهم حرم و ايتام تنعى

حتى العدو التّفصيل ما يقدر يسمعه

راحوابسجن ماينعرف ليله مْن لنْهار

و تالي على الصّادق نفث ناقع سمومه

وذبّه على فراش المنيّه وقرَب يومه

من عقب مافاضت على العالم علومه

ابمنهج ابوه المرتضى و ملّة المختار

احتضاره و وفاته

وَن جعفر الصّادق على فراش المنيّه

ونّه تهد الطّود لكنها خفيّه

من حوله اولاده تهل دموع العيون

هذا سخين العين يبجي وذاك مغبون

واهل العلم بالمدرسه العظمى يلوجون

يا للأسف ناصر الملّه الأحمديّه

غمّض عيونه وقطع ونّه وفاضت الرّوح

وارتفع من بيته ضجيج الحرم والنّوح

وناحت سماوات العلى و القلم و اللوح

اُو وسط القبر نصبت له الزّهرا عزيّه

تنادي أولادي مابقت منهم شريده

مابين ظامي وبالعطش حزّوا وريده

و هذا معذب بالسّجن يرفل ابقيده

ومابين هايم خوف من حتف المنيّه

شلهم بنو اميّه على اولادي من اديون

حتى تْرَكوهم بين مذبوحٍ ومسجون

نسلة هند ذوله وبدر هيهات ينسون

ما تقنع بسم الحسن و الغاضريّه

سفيان تستافي طلبها و آل مروان

عدها قبل عملة بدر أحقاد واضغان

لكن بني العبّاس شافوا غير لحسان

لونين ابوهم ما هجع خير البريّه

١٩٢

وجاروا على اولادي وبقى خالي نزلهم

هدموا عليهم سجنهم حتّى طفلهم

بجعفر أبد ما تنّسي فعلة عجلهم

أرداه غيله و جدّد احزاني عليّه

غاله ابسمّه وفت قلبي يا مسلمين

وجدّد عليّه بالطفوف مصيبة حسين

وخلّى عليه الدّين ينعى وعصبة الدّين

وصارت بني العبّاس أعظم من أميّه

ويلاه من شالوا الصّادق فوق نعشه

ودّوه للمسجد وداره بقت وحشه

وباب الحوايج نوب ايفيق ونوب يغشى

ينادي يبويه عيشتي ما هي هنيّه

{ رثاء مولانا الكاظم (ع) }

سجن الإمام الكاظم

يسأل ابو ابراهيم وسط السّجن بشّار

وشْجرمتك مسجون وحدك يَبْن لَطهار

شنهو الجرم يا نبعة الدّوحه الكريمه

وحدك ابطاموره و هَلقيود العظيمه

قلّه شفت مسجون من عدنا بجريمه

كلّه ظلم حيث الفضيله والعدا اشرار

لكن لسجن القنطره عندي رساله

بلكت توصّلها إذا عندك دلاله

مسجون بيه ولو رحت يشجيك حاله

سلّم عليه و خل يجيني ضحوة انهار

شسْمَه يقلّه قال هند وراح بالحال

شافه ابن سبعين بين اقيود و اغلال

بلَّغ سلام الطّهر واخبر بالذي قال

لن الدّمع بس ما سمع بالوجن نثّار

قلّه دخبّرني عن احواله يمَرسول

قلّه ابسجن مظلم و هو مقيّد ومغلول

و اهموم تتوارد عليه و الجسد منحول

ضيّق عليه الواسعه الطّاغي الجبّار

و بشّار رد يم السّجن بيده المفتاح

تلهّف على احواله وصفق راحٍ على راح

وطب للامام يخبّره قلّه إجا وراح

تعجّب من احواله وصارت عنده افكار

قال اتّصاله بيا صفه يا بحر لعلوم

ذاك السّجن مغلق وهذا الباب مردوم

قلّه جلال الله يعمنا دايمٍ دوم

واحنا لجل دين الهدى نتجرّع امرار

و مسلّمين الأمر للباري مطيعين

ما يعسر علينا بإذن عالم التكوين

معرفة حال اهل السّما وطي الاراضين

و اللي يطيع الخالق اتطيعه الاقدار

احنا صبرنا و العدو ما يلين قلبه

وهارون ما يراعي النّبي ولا يخاف ربّه

لازم يقطّع جبدي الطّاغي ابشربه

ويشتّت اشبال النبوّه يمين و يسار

١٩٣

الوعد على جسر بغداد

باب الحوايج بالسّجن طالت اهمومه

و الرّجس يتحدّاه بشروره و سمومه

مسجون وحده و طالت ايّامه و لياليه

مرتاع قلبه و الهضم و الحزن ماليه

وكثرت مسائلها عن احواله مواليه

عنّه بعيد الوطن واحبابه وقومه

تنتظر منّه شيعته ساعة الجيّه

ولَجْلَه عليها ضاقت ارحاب الوطيّه

تسأل عن احواله لمسيّب كل مسيّه

الغيبه طويله و خافيه عليها علومه

يقلْهم أشوفه مشتغل دوم بسجوده

و يبتهل للمعبود و يعفّر خدوده

ملازم صلاة الليل و برجليه قيوده

ابهالحال يقضي الليل وانهاره يصومه

قالوا دنشده عن فرجنا يمتى ايكون

سالم نشوفه لو يروح بسجن هارون

قلّه المسيّب شيعتك عنك ينشدون

والكل على الخدّين دمعاته سجومه

قال الوعد فوق الجسر خلهم يجوني

يوم الوعد كلهم طبق ويواجهوني

جمله يجوني والمقرّي يشيّعوني

ملزوم انا اطلع من الطّاموره المشومه

بلّغ رسالتهم العنوان الامامه

و رد الجواب الهُم و ظنّوها سلامه

وكل فرد وجّه للجسر كل اهتمامه

لابس جديد الهدم مجليّه غمومه

صفّت النّاس عْلَى الجسر ترجوا اجتيازه

و الكل رفع راسه وتنومس باعتزازه

ولنها حماميل اربعه تحمل جنازه

بقيودها من فعلة الامّه المشومه

وعْلَى الجسر مدّوا الجنازه يا مسلمين

و الّا النّدا هذا امام الرّافضيّين

وصكّت مْن موالي ومن معادي الصّوبين

وابن الطّهر ممدود واجفانه هدومه

الجنازة على الجسر

يا قلب ذوب ويا دمع عيني تفجّر

للّي قضى بسجن الرّجس قلبه مفطّر

ما شاف بالدّنيا ولا ساعه هنيّه

بْسرداب مظلم جَرَع كاسات المنيّه

بالسّجن ما يعرف نهاره مْن العشيّه

هضم وصبر قلبه تفطّر والصّبر مر

آمر الطّاغي تشيل ابن جعفر حماميل

شالوا الجنازه ولامشت خلفه رجاجيل

وعْلَى الجسر ذبّوه وبرجله زناجيل

و قلوب شيعتهم عليه ابنار تسعر

شيعة علي الكرّار فجعتهم شديده

من عاينوه امغلّل و بالسّاق قيده

مطروح فوق الجسر ما فكّوا حديده

صاحت يَبوابراهيم يومك صاير اقشر

١٩٤

عزنا تبدّل يا فخر طيبه و تهامه

كل يوم نترجّاك تطلع بالسّلامه

ثاري الدّهر بقلوبنا صوّب سهامه

فوق الجسر مطروح ياموسى بن جعفر

ردّت الشّيعه تنوح و الحاله شنيعه

ينادون بالذّله و مصيبتهم فظيعه

فوق الجسر مطروح ياكعبة الشّيعه

بالسّم فتّوا مهجتك واللون مخضر

يَولاد عدنان و مضر قلّت الغيره

عن جسر بغداد ارفعوا شيخ العشيره

ذبّوا العمايم و امشوا بجانب سريره

ثوروا ترى ما من صديق اعْليه ينغر

{ رثاء الإمام علي بن موسى الرضا }

الغدر به و سقيه السم

خان العهود وداسها نسل الخيانه

مأمون قالوا لكن مزيّف امانه

غدر وسياسه يدّعي مذهب الشّيعه

ولّى الرّضا عهده و لكنها خديعه

دس له سمومه و زلزل اركان الشّريعه

لجل الرّياسه اتزندق و داس الدّيانه

أوّل ابعنقود العنب قطعهن امعاه

قدّمه اببّيته وبالخديعه ياكل وياه

وَسْفَه وعلى فراش المرض منهوك خلّاه

جرعه سمومه وخان بعهوده وأمانه

و تالي الرّجس عجّل عليه ابماي رمّان

جبده مردها وقذفها ومنّه الاجل حان

نازح غريب الدّار لا عزوه ولا اخوان

بديار غربه يموت نائي عن اوطانه

ويوم الدنت منّه المنيّه وحان حينه

أشّر لَبو الهادي و جاه امْن المدينه

وقّف على راسه يهل دموع عينه

وعاين ابوه ايعالج و هاجت احزانه

ضمّه الصدره اُو ونّته صارت خفيّه

و انمزجت ادموع الولد بدموع ابيّه

يقلّه يَبويه الكون مستوحش عليّه

من فرقتك و الدّهر بفراقك دهانا

صد العزيزه ومن زفيره نشف دمعه

واحنى يشمّه وانحنى من الوجد ضلعه

يودّع يَويلي مهجته و ابنه يودعه

وغمّض عيونه والولد زادت اشجانه

غمّض عيونه ابن الطّهر واسبل ايدينه

تْهَلْهَل جبينه و انقطع تالي ونينه

حن الجواد و صب عليه ادموع عينه

فارقت روحه والعرش ماجت اركانه

تجهيزه و تشييغه و دفنه

شمّر اردانه ابن الرّضا ساعة التّغسيل

جرّد أبوه و مدمعه بخدوده يسيل

١٩٥

بيده الطّاهر غسّله و لفّه بلَجفان

وردّه على حاله وطلع صفوة الرّحمن

وشاع الخبر مات الرّضا وماجت خراسان

لرْجال تهرع والحريم اتصيح بالويل

شالوا الجنازه والحزن خيّم على طوس

وطلعت رجال الحكم كلها منكّسه الروس

والكل يلطم هامته ريّس ومرؤوس

وعرش العلي لولا الجواد يسيخ ويميل

بالنّوح رادت طوس تتزلزل بهلها

ومْن المصيبه قوّضت باللطم كلها

وضاق الفضا و الكل عبراته يهلها

و صارت الضّجّه بين تكبيرٍ وتهليل

وصلوا بنعشه والخلق تلطم على الهام

وقصد الرّجس يترك قبر هارون قدّام

وظهرت براهين ونظرها الخاص والعام

وحفروا قبر طبق الوصيّه وعلى التّفصيل

عند الدّفن شاله الجواد وعاينوا له

و مدّه بقبره و دمعته بخدّه هموله

اتصوّر غربته لا اخوان و لا حموله

ومحّد حضر له من بني الزّهرا البهاليل

ياطوس طبتي بالرّضا وطابت نواحيج

ضامن الجنّه ثامن اليمّه ثوى بيج

فزتي بضريحه وبيه رب العرش حابيج

طول النّهار الخلق مزدحمه مع الليل

فزتي بقبر اللّي حباه الله بضمانه

و كلمن يزوره عْلَى البعد فاز ابأمانه

و فاز ابرضا الله و حاز بالتّالي جنانه

يشوف لمعادي بْلا شفيع يصيح بالويل

الجواد وعمه علي بن جعفر

هيّجت لوعاتي يَبن خير البريّه

قلّي على من آمرت تنصب عزيّه

يَبني مصايبنا عظيمه اتشيّب الشّاب

نبجي على ضلعين مكسوره ورا الباب

لو للجنين اللّي تعفّر فوق لعتاب

لو قود جدنا اللّي دهانا بكل رزيّه

لو ضربة المحراب نبجي ياضيا العين

لو لجل عمنا الحسن لو نبجي على حسين

لو للاجساد اللّي بقت من غير تجفين

لو للحريم اللّي تسمّت خارجيّه

ننصب الماتم ما تقلّي اليا فجيعه

للّي انذبح ظامي على صدره رضيعه

لو للإمام اللّي نشر مذهب الشّيعه

جعفر من المنصور قاسى كل بليّه

ما تنحصى يبني مصايبنا ابتعداد

الله يما سجون امتلت شبّان واولاد

بالأمس أخيّي ظل رميّه بجسر بغداد

بين الأعادي اجنازته ظلّت رميّه

لو نبجي يبني للّذي ماتوا بلحْبوس

ماتوا ولا بين الملا الها امعيَّنه ارموس

يانور عيني لو لفا لك خبر من طوس

ليْكون ابوك انصاب بانياب المنيّه

١٩٦

حنّ وجذب حسره وزفر زفره شديده

و قلّه يعمّي حلّت مصيبه جديده

ويّا الرّضا المأمون سواها مكيده

قطّع مهجته و زلزل السّبع العليّه

مسموم مات ابدار غربه ماحضرتوه

يا ليتكم يَولاد ابو طالب نظرتوه

وياليت شلتوا جنازته وقبره حفرتوه

مَحْلى الأهل حول النّعش تمشي سويّه

قلّه العمر كلما امتد كثرت اجراحي

و الدّهر فرّق عزوتي بكل النّواحي

و ظلّيت مثل الطّير متكسّر جناحي

شلّي بحياتي ضاقت الدّنيا عليّه

رجوع الجواد بخبر وفاة أبيه

أوقفتني وعنّي رحت ورْجعت محزون

مغْبر لونك و الدّمع يجري امْن لعيون

فارقتني و الوجه منّه تسطع انوار

وارجعت وانوارك عليها سافي غبار

قلّه مَتدري يابن امي عليكم اشصار

ما تنظر الجو مظلم ومتزلزل الكون

نصبوا عزاكم والبسوا ثياب المصايب

مات الإمام اللّي ابوادي طوس غايب

جهّزته اُو واريت جسمه بالتّرايب

وفارقت طوس ابزلزله والخلق يلعون

جهّزت ابويه وللقبر واريته وجيت

ومْن الأسف دمعي عْلى ذاك القبر صبّيت

لازم الليله بالمدينه يظلم البيت

بالسّم قطّع مهجته الخاين المأمون

لا تلومني قلبي تراهو اتمزّع و ذاب

سور الحما ومقصد الوافد بالثّرى غاب

هاجت احزاني يوم واريته بلتْراب

ويّاك انا احجي والقلب بالهم مغبون

أولاد الخنا من طود عزّي يتّموني

فرّقوا بيني و بين ابويه و ضيّعوني

ولازم عن اوطاني بظلمهُم يطردوني

بْتَشتيتنا وبْسَفك دمنا ما يبالون

هسّا يعود الهضم و التّشتيت ليّه

و افارق اوطان الأهل غصبٍ عليّه

و يجرّعوني بالغصص كاس المنيّه

و تبقى علينا عْيالنا كلهم ينوحون

جور الأعادي ضيّق الدّنيا علينا

ولا يحصل النا نستقل بارض المدينه

و الكل علينا ممتلي قلبه ضغينه

شبيدي على عز صبح بالتّرب مدفون

مع طوس

١٩٧

يا طوس ضمّيتي بدر من آل عدنان

فزتي بقبره وارتفع لج بالملا شان

نلتي الفخر ياطوس من بدرٍ أفل بيج

و الخلق من كل النّواحي تعتني ليج

يشابه الوادي المقدّس صار واديج

إِخَلْع النّعل تعظيم الْيُطب الذاك لمكان

يا طوس ضمّيتي المفاخر و الفضايل

و بْحُفرتك علم الاواخر و الأوايل

صرتي البدر المصطفى تالي المنازل

بيج اختفى واظلم هوانا ورج لَكوان

قالت ببنْ موسى الفخر كلّه جمعته

وغصبٍ عليّه ابن الرّجس قطّع مهجته

لكن بلا تجهيز جسمه ما تركته

عتبوا على اللّي برضها ظلّوا بلا اجفان

أعشب الوادي و ارتحت يومٍ لَفاني

ولبّيت دعوة سيّدي بس ما دعاني

و اتحولت تعظيم لَجْلَه من مكاني

لا روّعت قلبه ولا اتحيّر له حصان

و بكربلا سبط النّبي تحيّر حصانه

و آمر ابتطنيب الخيم و انزل مكانه

و بالغاضريّه اتذبّحت جملة اخوانه

سبعه وعشره من بني عدنان شبّان

شرّف ولا اجتمعت عليه خيل و أعنّه

ولاسيف عندي انسل ولاشرْعَت أسنّه

و لا هضمته و لا منعت الماي عنّه

وحسين برض الغاضريّه انذبح عطشان

و من عقب موته ما سبيت امخدّراته

و مْن الخدر للهتك ما طلعن بناته

شافن بواجي عليه ما شافن شماته

ولاطفل عندي للرّضا ظل فوق تربان

و الغاضريّه جم طفل بيها تعفّر

فوق التّراب وجم بدر بيها تكوّر

غارق ابدمّه و جم يتيمه ابحبل تنجر

بين العدا وجم راس لاح بْراس لسْنان

{ رثاء الامام الجواد (ع) }

إجلائه عن المدينة وشهادته

قوّض أبوالهادي ظعونه من المدينه

بغداد قصده و ودّع عياله و بنينه

ودّع عياله وقبر جدّه ومدمعه يسيل

ومرّغ خدوده عْلَى القبر ويصيح بالويل

عنّك يَبو ابراهيم لازم قوّه انشيل

دوم الدّهر يا مصطفى جاير علينا

ودّع الهادي وقال هذا الخلف بعدي

هذا الامام اللّي يشيّد شرع جدّي

وحده يظل واللي عليه يزيد وجدي

للسّادسه يا حيف ما بلغن سنينه

سافر عن اوطانه ملاذ الهاشميّين

خلّى المدينه اتموج جنها سفرة حسين

١٩٨

يمشي وعلى راسه يحوّم طاير البين

مجبور و العدوان قوّه جالبينه

بس ما وصل بغداد عدوانه تباريه

اسهام المنيّه بالسموم اتوجّهت ليه

بالسّم قضى ونالت مطالبها أعاديه

مرمي ثلاث على السّطح مَيقاربونه

مات الطّهر واخفوا على الشّيعه اخباره

و يدرون محّد ينتغر يطلب ابثاره

ظل بالعرا والنّاس كلها في انتظاره

و المسك لَذفر فاح من نسل الأمينه

و نادى لمنادي والخلق فرّت بلا شعور

و بغداد من كثر الصّوايح رادت اتمور

شالوا سريره ابن الرّسول بْلَطُم لصْدور

عِدْ جدّه الكاظم ابضجّه امشيّعينه

شالوا الجنازه وشيعته ضجّت الصّوبين

وفرّت رجاجيل ونسا تصفج الجفّين

راح الجواد و راح سور الهاشميّين

بديار غربه وكل هله ما يحضرونه

والقبر مطروح الجسر جابوا حفيده

خلّوه يمّه و صارت الضّجّه شديده

الهادي إجاه و نزّله بالقبر بيده

اُو وراى أبوه ابحفرته وردّ المدينه

بكاء الهادي على أبيه الجواد

ذوّبت يَبْن المصطفى قلبي من ابجاك

هَلخبر لَقشر يا ضيا عيني متى جاك

يمتى لفى لك هالخبر يبن الميامين

هيّجت حزني ومن كلامك هملت العين

و انجان صح هالخبر يا نور لمسلمين

تحزن الشّيعه بالمدينه و تفرح اعداك

بسّك يَعقلي من البجا ذوّبت لقلوب

شوف لَطفال تنوح منها الدّمع مصبوب

قلّه شلون اسكت وقلبي ابنار ملهوب

وَسْفَه يَبويه تموت واحنا ماحضرناك

وقت لمعالج من حضر يمّك يباريك

ومن غمّض عيونك يَبويه واسبل ايديك

عدوان كلهم ما تحن قلوبها عليك

بسموم فتّوا مهجتك و احنا انترجّاك

حن لمعلّم و الدّمع يجري بلخدود

و يصيح يبن ايمامنا يا سر لوجود

بطِّل حنينك لا تحن ذوّبت لجبود

لا يرتفع صوتك ترى ترتج لَفلاك

وانتو يهل هالبيت مظلومين كلكم

دون الملا مْن رجالكم خالي وطنكم

ماشوف واحد موت عينه مات منكم

وَسْفَه على بدرٍ تكوّر واختفى هناك

بقاء جثته على السطح

حجّة الباري عْلَى السّطح ياخلق مطروح

بالشّمس مرمي والمسك من جسمه يفوح

١٩٩

سمّه الطاغي و قطّعت جبده اسمومه

و عْلَى اليريد اتساعده ذيج المشومه

نازح الدّار ابعيد عن عزوته و قومه

وقلبه من افراق الأهل والسّم مجروح

يا غيرة الله مهجة الزّهرا وحشاها

من غير سايه السّم تجرّع من اعداها

قوّض و بنت الطّاغيه نالت مناها

ومحّد حضرله ويل قلبي بطلعة الرّوح

فوق السّطح يومين والثّالث بلا مهاد

مطروح ابو الهادي وطِيبه غمر بغداد

ظل بالشّمس وين العشيره اُو وين لمجاد

وين الذي لَرْض المدينه ابْهمّته يروح

يوصل القبر المصطفى ويسجب العبره

وينعى الجواد ويكت دمعه فوق قبره

وينتحب ويعرّج على روضة الزّهرا

ايقلها يَزَهرا مهجتج بالشّمس مطروح

الله يَزهرا جم جنازه من بنينج

تبقى بلا اموارى و شفتيها ابعينج

و السبب كلّه مْن الذي سقّط جنينج

وَرّث علينا الهضم والحسرات والنّوح

فوق السّطح واحد ثلثتيّام خلّوه

اُو واحد على حماميل فوق الجسرجابوه

و امّا طريح الغاضريّه بخيل داسوه

وجم ولد يم حسين بارض الطف مذبوح

الله يَزَهرا اشحلّت ابقلبج مصايب

اشْسوَّت فجايع هالدّهر بَشبال غالب

وامّا المصيبه اللّي تخلّي القلب ذايب

سبي الحرم والرّوس فوق ارماحها تلوح

{ في رثاء مولانا علي الهادي (ع) }

رحيله (ع) من المدينة إلى بغداد

مْن ارض المدينه سافر الهادي بلبنين

و محّد بقى مْن اولاد حيدر بالحجازين

سافر بَهل بيته و بقت طيبه خليّه

ودّع قبر جدّه و عبراته جريّه

وبن هرثمه يقلّه يبن خير البريّه

عجّل يقلّه اتوخّر النا بعد يومين

راح القبر جدّه مثل ما راح جدّه

تمرّغ على قبره وصب الدّمع عنده

إيقلّه يجدّي ما بعد هالسّفر رَدّه

ماشي بهل بيتي يَجدّي والنّساوين

أصبح و نادى بالرّحيل مْن المدينه

ودّع قبور الاهل و الزّهرا الحزينه

و صاحت النّاس اوداعة الله يا ولينا

هاي اليتامى والارامل تلتجي وين

بالدّرب جم برهان سوّى وشافت النّاس

ذل العدا وخلّى الموالي رافع الرّاس

أشجار وانهار اسأل اللّي رجع للكاس

وبْكل وكت يبدي المعاجز و البراهين

٢٠٠