الجمرات الودية

الجمرات الودية0%

الجمرات الودية مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 361

الجمرات الودية

مؤلف: عطية بن علي الجمري
تصنيف:

الصفحات: 361
المشاهدات: 64236
تحميل: 6012

توضيحات:

الجمرات الودية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 361 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 64236 / تحميل: 6012
الحجم الحجم الحجم

بغداد طب و خاليه ظلّت ربوعه

وفزعت أهاليها النظر وجهه سريعه

و لَرْض المدينه ابعيلته اتعذّر رجوعه

وسافر الْسامرّا ونزلها عمدة الدّين

بس ما نزلها شيعته عنّه امنعوها

و جاروا عليه و مهجته ابسم قطّعوها

حتّى قضا وملّة الهادي ضيّعوها

بديار غربه وعزوته كلهم بعيدين

و ابنه محمَّد في بلد قاضي نحيبه

ومن بعدهم ظلّت ابوحشه بْلاد طيبه

و محّد بقى بيها من العتره النّجيبه

وبديارهم يا حيف ينعب طاير البين

اجتمعت عليه بس مانزل بيها اهمومه

دايم حزين وجرّعه الطّاغي سمومه

وعْلَى الطّهر صار اعظم الايّام يومه

جهّز أبوه و غسّله بمدامع العين

وفاته وتجهيزه ودفنه

بنت الجواد اصبحت مفجوعه وحزينه

تنظر الهادي يلوج فاجعها ونينه

تقلّه يهادي يا شبه جدّك الهادي

لا تجذب الونّه ترى ذايب افّادي

فتِّح اعيونك نغّصت شربي و زادي

و سهرت عيني و العدو قرّت اعيونه

بديار غربه يالولي اتقضّت ايّامك

وتموت ماواحد حضر لك من اعمامك

جاير علينا يا دهر دايم اعلامك

من دون كل الخلق جرمه ما جنينا

سم البقلبك يا عزيزي فت قلبي

بعدك يوالينا عسى ما شوف دربي

ما ينقضي نوحي على مْصابك و نحبي

تقضي بغربه وموحشه تبقى المدينه

غمّض عيونه و مات بديارٍ غريبه

و الحسن هاجت حسرته و عالي نحيبه

وسجّاه بالحجره وطلع مشقوق جيبه

و تجري ادموعه و يصفج اشماله بيمينه

و بيده الطّاهر غسّله و القلب صادي

و بالجفن لفّه و بالنّعش خلّوا الهادي

و ضجّت اعياله بالبجا و صاح لمنادي

يَلغرب قوموا شيّعوا اجنازة ولينا

شيلوا الهادي يالغرب ما عنده احباب

امْبعّد عن اهله وعن الشّيعه ابّلدة اجناب

شبل الحسن تجري ادموعه والقلب ذاب

اينادي مصابك كرّر الوحشه علينا

للقبر جابه و نزّله والدّمع هامي

وحبّه وصاح وداعة الله بقلب دامي

و ين الذي يوصّل بني هاشم عمامي

يخبرهم بفعل العدا والدّهر بينا

و الله يَبويه موحشه الدّنيا عليّه

بديار غربه اتجرع احتوف المنيّه

بلِّغ سلامي المصطفى خير البريّه

وقلّه ترى احنا بالهضم بعدك بقينا

٢٠١

{ في رثاء مولانا الحسن العسكري (ع) }

وفاته (ع) وتجهيزه ودفنه

شمّامة الهادي الحسن يجذب الونّه

فوق الفرش و سموم خصمه مرّدنّه

ابنفسه يجود و ذاب قلبه ابحر لسموم

واولاد ابو طالب عليه قلوبها تحوم

هذا يجر ونّه وهذا الدّمع مسجوم

وامّا الاجانب غدت في حنّه ورنّه

كهف الأرامل و اليتامى والمساكين

كلها عليه اتنوح ظلّت مالها معين

بعدك يَبو محمَّد ترى متيتّم الدّين

حامي حماه ابهالمرض شيّال عنّه

اصفرَّت الوانه و ونّته صارت قصيره

ماله قرابه و عيلته صارت ابحيره

وسفه برض غربه يموت بلا عشيره

ما بين اعادي دين ما عدْهم محنّه

غمّض العين ومدّد ايده وغابت الرّوح

و اتْزلزلت بس مات سامرّا من النّوح

وصاحب الغيبه مْن المصيبه القلب مجروح

ونّات ابوه اشْعبن قلبه و جَرحنّه

باشر ابتَغسيله ابو صالح و سجّاه

و بالمغتسل بيده حما الاسلام خلّاه

وجفّنه وفوق النّعش حطّه وصاح ويلاه

اتشفّت يبويه اقلوبها العدوان منّا

يا بوي إلي تالي الزّمن نهضه و غارات

و استاصل العدوان و استوفي الثّارات

من يوم حيدر والضّلع و الغاضريّات

والجسر و اللي شتّتونا عن وطنّا

و الشيعته جابه للمْصلّى وحطّه

و عمّه طلع حافي بلصفوف ايْتخطّى

يظن الامر هذا على الشّيعه ايتغطّى

و لن الامام ايجذبه و ينحّيه عنه

و صلّى عليه و قرّت عيون الموالين

وشاله على إيده ولحّده وهل دمعة العين

وقبّل جبينه وصاح يا شبل الميامين

ودّعتك الله وظل عليه يجذب الونّه

{ في جور بني أمية }

شتقول يا صاحب الفكره والرّويه

فعلة بني العبّاس أعظم لو أميّه

فعلة بني اميّه ابتداها يوم صفِّين

دارت رحاها وطحنَت اعيان المسلمين

وطلعت خوارج دين واغتالت ابوحسين

وظل ابن ابوسفيان يلعب بالرّعيّه

سب و شتم فوق المنابر صبَح سنّه

و كل الضّغاين و البلا اتولّدت منّه

تغزي سمومه وللهضايم غدت رنّه

و ارماح ترفع روس تتودّى هديّه

٢٠٢

و راحوا عداوه يدفنون ارجال حيّين

و ذبحوا و سجنوا وين لمروّه نساوين

واطفال ذبحوهم بلا مطلب ولا دين

باليمَن و النّسوه بنظرهم خارجيّه

وباعوا النّساء المسلمات ابوسط لَسواق

يايوم كشف السّاق عند املاحظ السّاق

عدّة مذابح قاست الشّيعه بلعراق

و زياد و ابن ارطاة ما بقّوا بقيّه

وتالي على سم الحسن كلها اتّعازى

و آل الطّليق اتحزّبوا ساعة جهازه

ومروان تدري بْجَم سهم صاب الجنازه

و قلبه ايتلظّى امْن لَضغان الداخليّه

وكل الرّزايا و المصايب يوم لطفوف

جم أرمله ظلّت سترها راح لجفوف

وكل حادث اليجري بْدهرنا ايصير موصوف

و لا ينوصف خطبٍ جرى بالغاضريّه

هذا مصاب حسين لا تطلب تفاصيل

ما ينوصف حال الأسارى والمجاتيل

لو ضجّة الأيتام لو نوح المداليل

و اجساد بالرّمضا و روس ابْسَمهريّه

واسأل الكعبه و المدينه بالّذي جان

من حيّة الرّقطا اللعينه آل سفيان

و عرّج على كهف المظالم آل مروان

تلقى مجازر كل صباح وكل مسيّه

توصف اطفال الذبّحوها بغير سايه

تذكر حراير باليسر ركبت عرايا

و السّوط لمتون الحرم مو للمطايا

وميدان مطروحه الجثث للأعوجيّه

السجّاد جم قاسى ومن بعده سليله

و ابن الوزَغ يشفي بإهانتهم غليله

و دس الهم اسمومه و قضوا بالسّم غيله

وزيد وشبل زيد اشعظمها من رزيّه

هذي إشاره من فضايع آل سفيان

تلويح لقرود المنابر نسل مروان

حط النّقاط عْلَى الحروف اتزيد تبيان

اتشوف المصايب جايّه من قبل اميّه

{ في جور بني العبّاس }

ياللي تعدّد باختصار افعال اميّه

أذكر بني العبّاس واحكم بالقضيّه

هذي بنو العبّاس جانوا مطمئنّين

كلهم يدٍ وحده وذراري الحسن وحسين

وملكوا الامّه واصبحوا كلهم فراعين

وحطّوا النّبال عْلَى السّلاله الفاطميّه

لو ردت تفهم وين باب الظّلم والجور

بس عقّب السفّاح و اتمايز المنصور

شوف اشْعمل بال الحسن وشْ هدم من دور

و الما هدم من دورهم ظلّت خليّه

٢٠٣

جم طالبي لاقى المنيّه في قيوده

واللي هْدموا عليه السّجن وهوَ بسجوده

و الهام ما هو مرتجي للبيت عوده

و يخاف ما ينتسب للزّهرا الزجيّه

و اللي ابْفَخ اتعفّروا محّد دفنهم

اسأل يخبرك واضح التّاريخ عنهم

خلّوا ملايكة السّما تبجي لَجلهم

ظلّوا ابْغَبرا و روس فوق السّمهريّه

و جم شيّدوا بالعاصمه بغداد بنيان

بنيانها اتشيَّد على هامات و ابدان

سادات كلها شيوخ وكهولٍ وشبّان

وشْجَم هجوم اعْلَى البيوت الفاطميّه

باب الحوايج بالسّجن يسحب اقياده

و خوف المنايا و السّجن فرّت اولاده

وبالسّم جَرَع مثل الأبو كاس الشّهاده

والسّيف والسّم يشتغل صبح ومسيّه

وخلّوا الصّوايح والنّياحه ليل وانهار

وذيج المنازل بس حرم واطفال لزغار

بالبرّ هاموا ما بقى بالدّار ديّار

ما جرت هذي بلَفعال الامويّه

لكن سبي النسوة يسارى ابكل لَمصار

وذيج لَطفال الظّاميه لاجرى ولاصار

و خيام ممليّه حرم تنضرم بالنّار

والاصل كلّه مْن الاسباب الاوليّه

فعلة بني العبّاس ما اكثرها فجايع

أفنوا ذراري المصطفى والعدد ضايع

وآل الطّليق افعالهم كلها شنايع

سبي النّسا و ذبح لَطفال ابلا جنيّه

رض لَجساد عْلَى الثّرى وتكسير لَسنان

و وقفَة مصونات الرّساله بوسط ديوان

ويزيد من سكر الخمر والنّصر نشوان

هذي ثمرها شجرة الخبث الرّديّه

٢٠٤

{ إستنهاض الحجّة }

تمني

يمتى يشع اعْلَى العوالم نور طيبه

ويمحي الظّلم والجور نور الله وحبيبه

عجّل يَسيف الله اُويا ركن الدّيانه

جار الدّهر و استولت علينا اعدانه

جم دوب تغضي الضّيم يَمْشكَّر علانا

عجّل يغوث الموزمه طالت الغيبه

طالت الغيبه والحشا منّا اشتعل نار

جنّك مَتدري اشصار يومٍ طبّوا الدّار

حرقوا وضربوا واسقطوا وانبتوا مسمار

ولطمة العين اعظم يبوصالح مصيبه

ماتت نحيله عقب ما كسروا ضلعها

وانغدر حقها ومن فدك لوّل منعها

نخّت و خطبت بيهم و محّد سمعها

متمرمره وطلعت من الدّنيا كئيبه

بكل الجرا تدري شعدّد من مصايب

من غصب حيدر للطفوف ام النّوايب

و الشّيعي قلبه ابحزن متقطّع و ذايب

يجذب الحسره ويهتف ومحّد يجيبه

تنسى يَبوصالح ابوك حسين من طاح

راسه انقطع و تلاقفوه ابزان و ارماح

و هجموا على خيامه الأعادي و بن سعد صاح

هجموا على حريمه انذبح ليث الحريبه

وانهض ترا حرقوا خيمكم والظّعن شال

للشّام بالنّسوه وظل جدّك على رمال

رمِّل يبو صالح نساهم و انهب المال

واسبِ الحرم زينب ترى راحت سليبه

زَلْزَل الكوفه وكربلا وانسِف الشّامات

وانشد عن الوقفت ابدروازة السّاعات

وقل للفرات حسين يمّك بالعطش مات

مايك لخلّيه ابد ما يجري صبيبه

و انشد هل الشّامات علّلي شهّروها

و بْوَسط مجلس باليتَامى وقّفوها

يعرفون جدها وياهي امها ومن أبوها

وياهُم اخوتها ومن إهِي وتوقف غريبه

كذلك

يا حجّة الله غيبتك صارت بطيّه

عجّل علانا الجور يا شمس المضيّه

يمتى على العالم يشع من غرّتك نور

بيه العدل تنشر وتطوي الظّلم والجور

مْن السّامري والعجل من جزله المسعور

الصّخره الاساسيّه الدهت كل البريّه

ياطالب الثّارات دنهض جم إلك ثار

من يوم حيدر والحبل والضّلع والنّار

٢٠٥

والضّربة اللّي عمّمت هامة الكرّار

ومن دم راسه اختضبت الشّيبه البهيّه

ويلاه ياهضم الحسن ومصاب سمّه

بن هند غاله و فاتت الاعدا ابدمّه

يَمْ قبر جدّه سْهامهم نشبت ابجسمه

امصيبه و يهوّنها مصاب الغاضريّه

أعجز شعدّد من مصايب يوم لطفوف

جم طفل بيها وجم شباب انذبح ملهوف

ياما انقطعت روس بيها وطارت اجفوف

و ياما اجسادٍ رضّضتها الاعوجيّه

منعوا علىحسين الورد وانذبح عطشان

وظلّت الخيل اتجول فوق اعضاه ميدان

والهضم يبن العسكري ضيعة النّسوان

و اطفالها الرضعت من اسهام المنيّه

وجدّك علي السجّاد بعد اليسر والذّل

يقضي العمر ليله و نهاره دمعه ايهل

مَيشوف غير ايتام تتضوّر و تعول

وينظر منازل كل هله منهم خليّه

و يقضي ابسمّه و بعده الباقر تباريه

بالضّيم وانواع البلايا عيون اعاديه

عرفت بنو مروان اصلها وجارت عْليه

وذاك السّرج سبّب له اسباب المنيّه

تعديد المصائب للامام الغائب

يا صاحب الغيبه شعدّد من رزيّه

من هالمصايب والشّرح يصعب عليّه

أذكر الصّادق والذي قاسى من اهموم

من طاغية مروان ومْن اولاد لعموم

ومن عقب ماوضّح المذهب مات مسموم

واذكر جسر بغداد والحاله الشّجيّه

من هالذي جابوه و بْرجليه لقيود

مرمي ثلثتيّام فوق الجسر ممدود

حتّى النّصارى استنكرت منّه و ليهود

ينادون هالميّت إمام الرّافضيّه

ياصاحب الغيبه دريت ويا الرّضا اشْصار

المامون مثله ما جرى بالزّمن غدّار

عاهد وخان العهد واردى شبل لَطهار

غيله ابسمّه ولا رعى ربّه و نبيّه

و امّا الجواد ايصدّع الجلمد مصابه

فوق السّطح مطروح نائي عن احبابه

عجّل عليه الطّاغي ابْغاية شبابه

بدْيار غربه جرّعه احتوف المنيّه

واجلوا الهادي مْن المدينه واوحش الدّار

سافر ولا من هالسّلاله ترك ديّار

ظلّت منازلهم عليها سافي اغبار

بيها نعيب البوم كل صبح ومسيّه

ودّوه سامرا و بيها صار محصور

منعوا ولا واحد يجي ايسلّم ولا يزور

والشّمس ما يقدر أحد يخفي لها نور

سمّه الطّاغي وغابت الشّمس المضيّه

وعاينت ابوك العسكري اشْكابد من اهموم

من جور عدوانه وتالي مات مسموم

٢٠٦

واللي يواليكم من الاجيال مهضوم

مكسور قلبه و ينتظر منّك الجيّه

وهو بحر طويل يوازن فاعلات ( أربع مرَّات ) تعاطاه

أهل البحرين قبل عشرات السنين

{ في رثاء الزّهراء (ص) }

اسقاط جنينها و خروجها اثر علي

مهجة المختار صاحت و القلب منها انذهل

قومي تّجي لي يَفضّه و سنّديني بالعجل

قومي دركيني انكسر ضلعي و سقط منّي الجنين

و انظري ادموم لبْصَدري اتسيل يا فضّه امنين

هشّمت منّي يَفضّه الجسَد رفسة هاللعين

بالعجل قومي اعرفيه امنين صاحب هالفعل

هالّذي كسّر اضلوعي و لطم خدّي اتعرّفيه

وذاك داحي الباب جالس بالعجَل روحي اخبريه

قالت ملبّب خذوا حيدر و ليتِج تنظريه

قايد الفرسان حيدر جيف قادوه ابْحَبل

طلَع لكن ذوّبت قلبي يَفاطم حالته

منكسر قلبه و تجري فوق خدّه دمعته

حاير و يكسر الخاطر يوم دنّق رقبته

و بالحبل مقيود ما جنّه أبو حسين الفحَل

شلون اخبره و عينه اتشوفج يَزَهرا ورا الباب

يسمع الصّيحه و يشوفج يوم طحتي عْلَى لَعتاب

شفته يتحسّر و اظن قلبه من الحسرات ذاب

قلت هسّا ايثور حيدر يشهر السّيف ابْزَعل

صاحت ام الحسن يدري بحالي الليث الجسور

و يترك العدوان تضربني و هُو عليّه غيور

٢٠٧

لكن ابقيد الوصيّه امقيّدينه و لا يثور

قومي تجّي لي ترى جسمي من الضّرب انتحل

طلعت و لن الدّروب تموج من كثرة النّاس

لقت داحي باب خيبر طوع يمشي اويَا لَرجاس

نادته حيدر ادركني وشافها و نكّس الرّاس

جذب حسره بَثَر حسره و الدّمع منّه يهل

شافته ملبّب و شهقت صارخه بدمعٍ سفوح

عقب عينك يَبِن عمّي ابهاليتامى وين اروح

و العبد بالسّوط ألّمها و هي بجنبه تنوح

اتصيح ورّم ترى امتوني العبد يا خير العمل

بالضّرب ورّم متنها و حيدر ايشوف و يحن

صاح صبري مثل صبري اعْلَى الهضم يم الحسن

كاتب الله يا بتوله انعيش بالذّل و المحن

لا تشعبيني ترى ابْنَار الحزن قلبي اشتعل

شكاية الزهراء و عتابها لعلي

المشتكى لله يَبو الحسنين من فعل لَصحاب

رحت انخّيهم و حتّى مْن النّواخي القلب ذاب

مَدري تدري يا علي لو ما دريت بحالتي

رحت انخّي و لا شفت واحد يلبّي دعوتي

و جيت مهضومه و تجري فوق خدّي دمعتي

دنهض و طالب ابحقّي ليش متوسّد تراب

مَنْته داحي باب خيبر مَنْته طاعون الزّلم

ينّهب حقّي و ضلعي يكسر و عندك علم

لايذه ابظلّك يَكَهف الخايف شلون انظلم

مَنْته ليث الله يَحيدر جيف تفرسك الذياب

من شطَر مرحَب بْسيفه و من ردى بن عبد ود

٢٠٨

و من جلى ذيج الكتايب عن الهادي يوم أحد

تنظر بْعينك عليّه يلْتوي سوط العبد

طايحه و تسمع ونيني يا علي فوق لعتاب

من زغر سنّك يبو الحسنين جيدوم الحَرُب

غوث كلمن يستغيث امن الشّرق و من الغرب

شالسّبب مَتْغيثني و مَتْني اسود امن الضّرب

و الجنين اتعفّر و خر غصب من عصرة الباب

٢٠٩

وين سيفك ما تسلّه وين عزمك يا فحل

وين صولاتك على الفرسان يا خير العمل

آه يَحبل الله المتين اشلون قادوك ابْحبل

جذب حسره وصاح يم الحسن بس من هلعتاب

هذا سيفي و ساعدي و عزمي يَبتْ خير الورى

لو لي رخصه جان شفتي هلَوغاد امجزّره

ولا أسمعج تندبيني و الضّلوع مكسّره

هاج عزمي يا بتوله و بالقلب شب التهاب

تعرفيني ما ترد عزمي جنود امجنّده

و سيفي ابحدّه المنايا تلوح كلما اجردّه

لكن ابقيد الوصيّه هلزنود مقيّده

بالصّبر موصي عليّه المصطفى عالي الجناب

ظل يناشدها و تجري فوق خدّه دمعته

و شهالعصابه يَبنت المصطفى و ريحانته

قالت الطّاغي لطَم خدّي و عماني بلطمته

و نحل جسمي بنبتة المسمار يا ليث الحراب

دخول الحسنين عليها بعد شهادتها

صاح سبط المصطفى و دمعه على خدّه انحدر

ما تون امنا يَأسما ابحالها مَدْري اشْصدَر

ليش ما نسمع ونين امنا و لا نسمع كلام

انشا الله طابت العلّه وطاب ضرب ابن اللئام

لو يَأسما سافرت عنّا و خلّتنا أيتام

و الشّهيد يصيح لاتْفاول ترى قلبي انكسر

سالمه و ياليت يَبْن امّي كلامي لا يكون

فالها فال السّلامه و ليت علّتها تهون

قال خويه امنا نحيله و بهضها ضرب المتون

نسأل الله الضّلع لمكسّر من الزّهرا انجبر

وين يَبْن امّي السّلامه و الجسد منها نحيل

و الضّلع منها امكسّر و الصّدر دمّه يسيل

ظنّتي يا نور عيني اليوم و الليله تشيل

و الأسف ما وصلت العشرين خويه من العمر

صاحت اسما يا ولاد المرتضى و روح الرّسول

ذاب قلبي و لَقدر احجي لْكم يَساداتي شقول

لكن الحجره ادخلوها و عاينوا حال البتول

و بالعجل ودّوا لَبُوكم يا ضيا عيني الخبر

و على الزّهرا يوم دخلوا عاينوها امّدّده

نايمه نومة الموتى وساد ماهي اموسّده

بالمصلّى ويل قلبي امسدّله عليها الرّدا

خرّوا عليها و مدامعهم تهل شبه المطر

علي و الحسنين على نعشها

صاح ابو الحسنين و دموعه على خدّه تسيل

ياحسن يحسين ودعوا امكم ترى حان الرّحيل

جذب وناته و تزفّر و انتحب خير العمل

هالجنازه ودّعوها يا يتامى بالعجل

لا تكثرون البواجي جسم ابوكم منتحل

طلعوا ايتام الوديعه بالبواجي و العويل

و زينب اتهل المدامع و القلب منها انفطر

لازمه ام كلثوم و تنادي غدر بينا الدّهر

٢١٠

هاي يا بويه الوديعه شلون تدفنها بقبر

للقبر خذني وياها و لا تخلّيني و تشيل

و المصيبه حين وقفوا اشبالها فو ق النّعش

و مدّت إيديها على السّبطين و الكل اندهش

و ضمّت الأيتام ليها و ماج و اهتز العرش

و اخذهم حيدر عن الزّهرا وعبراته تسيل

و من رفع ذيج اليتيمه عن صدر ذاك الشّهيد

يوم مرّت فوق ناقه و شافته فوق الصعيد

راسه ابخطّي و جسمه امقطّعينه بالحديد

خرّت تنادي يبويه شال ظعني بلا كفيل

{ في رثاء امير المؤمنين (ص) }

وقوعه بالمحراب

وقع بالمحراب حيدر يشد بيده طبرته

غاله الطّاغي بن ملجم ويح قلبي بْسَجدته

صارت الصيحه وطلعت كل بناته و البنين

و زينب تنادي دقوموا يخوتي اتهدّم الدّين

بالسّما جبريل ينعى انصاب امير المؤمنين

وَسفه بعد المرتضى الإسلام طاحت رايته

زَلْزَل العالم ندا جبريل و الكوفه تموج

و الخلق صارت ابضجّه و الارض ظلّت تروج

و الحسن فز بخوته و حيدر ابمحرابه يلوج

غارج ابدمّه و خضب ياويل قلبي شيبته

حال شيعة حيدر الكرّار يا حالٍ فظيع

من لفوا له و عاينوه امخضّب ابفيض النجيع

انفجعوا ونادوا عقب فرقاك هالامّه تضيع

و شالوا الكرّار للمنزل و تفجع ونّته

و زينب تنادي يَبو الحسنين بطّل ونّتك

هيّج احزاني و فت قلبي معاين طبرتك

ياحبيب المصطفى انقاسي عظيم امصيبتك

لو نقاسي من العدو كثر الشّماته و فرحته

عقب عينك ذلّت السّبطين يا حامي الجار

و الدّهر يَمْأمّن الخايف علينا اليوم جار

مظلم العالم أُو وحشه من بعد فقدك الدّار

و النّبي و رضوان مستبشر و تزهر جنّته

‌‌وصايا ه و عهده

يا حسَن يانور عيني اسمع يبويه للكلام

بعد فرقاي الله الله ابهالحريم و هلَيتام

باجر اتصبّح اولادي و نسوتي بحالٍ فظيع

ياحسن لَيْكون هالعيله عقب عيني تضيع

لاحظ الحرمه يَبويه و سكّت الطّفل الرّضيع

وآنا باجر تفقدوني و تبلغ أعداك المرام

يا حسن و امّا عضيدك مهجتي حسين الشّهيد

ليت عينك تنظره عْلَى القاع مقطوع الوريد

و الخيول اتّدوس صدره و راسه يروح اليزيد

سكّن قليبه تراهو من عقب عينك إمام

و دار عينه على اولاده و دمعه ابعينه يهل

صاح جيبوا لي أبو فاضل و زينب بالعجل

٢١١

نادته زينب يَبويه هذا خيّي بو الفضل

يا علي يا طود عزّي اتموت مَتّم الصّيام

فتح عينه و صاح يا عبّاس هذي ابذمّتك

هاي من عندي وديعه و طود لازم رقبتك

لا تضيّعها تراهي لايذه بحميّتك

لا تذل مادام راسك سالم و سالم الهام

قال انا و جعفر و عبدالله و عثمان العطوف

كلنا خدّام الوديعه و عزمنا يرد السّيوف

قال يبني جنّي ابعيني يبو فاضل أشوف

جسمك امجدّل و زينب حايره بين اللئام

نادته زينب يَبويه عقب عينك وين اروح

و كل وكت تالي يَبويه شخصك اقبالي يلوح

جذب ونّه وقال مقدر يا وديعه على النّوح

دسْتعدّي يا حزينه للسّبى و دخلة الشّام

وفاته و شهادته

فارقت روحه و تزلزل يا خلق عرش الجليل

ماجت الكوفه و ضجّت بالبواجي و العويل

و البنات الهاشميّه امن الخدر طلعت تنوح

و السّماوات العليّه اتزلزلت و اعلن الرّوح

و زينب تنادي عسى روحي قبل روحه تروح

ليت تدفنّي يَبويه و لا تخلّيني و تشيل

واعولت واجذبت حسره والدّمع بالخد سال

تصيح يا عزٍ تقضّى و للمقابر قضى و شال

عجب يا سيف المنايا اتموت يا موت لَبطال

يا حسن يَحسين خلّونا عن الكوفه نشيل

ردّت الكوفه عليكم يخْوتي ردّوا الوطن

والدي شيخ العشيره شال عنكم و اندفن

يا علي بْعيد البلا جسمك يلفّونه بْجفن

ما يفيد الأسف و الحسره و لا ينفع الويل

قلت انا بشيخ العشيره الدهر يرجع لي سعود

عافني كهف الأرامل و استحب نوم اللحود

يا علي السّفره طويله لو على اولادك تعود

ذاب قلبي و الجسد منّي على فراقك نحيل

{ في رثاء الحسن(ع) }

محاورته مع الحسين عند إحتضاره

قوم يحسين ابعجل للحسن عاين حالته

لونه متغيّر ترى و صارت خفيّه ونّته

هلّت ادموعه الشّفيّه و قام لعضيده بْعَجَل

قعد يمّه و عاين مْن المرض جسمه منتحل

صاح يا مهجة الزّهرا ظنّتي موتك وصل

سمع صوته و فتّح عيونه و طوّح ونّته

فتح عينه و صاح يا باقي البقيّه يا شهيد

قعدتك يمّي يبو السّجّاد خبّرني اشْتريد

يا عضيدي وداعة الله الموت عنّي مو بعيد

لا تصد عنّي ترى لفراق حضرت ساعته

و انا جم مرّه شربت السّم لكن ما جرى

مثل هالسّم الذي بحشاي يَبْن امّي سرى

٢١٢

نحل جسمي و المرض يحسين لوني غيّره

بين ما هو ايخاطبه و لنّه امبطّل ونّته

و السّبط من عاين اعضيده و عينه مغمّضه

جذب حسره و صفج بيده و حرّكه لنّه قضى

و صاح قوموا مات اخوكم يا ولاد المرتضى

وظل اينوح عْلى عضيده و لطم راسه براحته

فارقت روح الحسن و حسين قام يغسّله

ناسٍ اتجيب النّعش و الجفن ناس اتفصّله

و عند شيله ناسٍ اتشيله و ناس اتظلّله

اشبال هاشم حايطينه و لحّدوه ابْحفرته

لكن انشدكم عن حسين الشّهيد ابْكربلا

من حفَر قبره يَشيعه و يا هُو اللي غسّله

و يا هو اللي شال جسمه ابوسط لحده نزّله

ظل بالرّمضا و لا له من يشيل جنازته

ما حصل غير الحراير يوم مرّوا عْلَى الهزل

صاح بيها لسان حاله شيّعوني و ما حصل

هوت زينب فوق جسمه من على ظهر الجمل

تمسح الدّم عن اجروحه و هوَت تلثم رقبته

زينب تنعى للزهراء ولدها

طلعت ابْدَهشه الحزينه زينب تعج بالعويل

وقفت ابروضة الزّهرا و الدّمع منها يسيل

اعْلى القبر خرّت و مثل النّيب يا ويلي تحن

اتقول قعدي يا بتوله و شوفي افعال الزّمن

قومي الله ايعظّم اجرج قطّعوا جبد الحسَن

نغّصوا عْليه المعيشه و مات يا زهرا نحيل

لو تشوفينه ابْعينج يوم اخوته مدّدوه

حين بطّل ونّته و غرّبت عينه و غمّضوه

فارقت روحه الجسَد و عْليه خر حسين اخوه

يصيح يا كهف اليتامى شلون تتركني و تشيل

ماجت الرّوضه و صاح امن الضّريح لسان حال

اتصيح يا زينب فجعتيني و منّي الدّمع سال

تخبريني و الخبر عندي أخوج الحسَن شال

و اوحش الدّنيا عزيزي و ضيّع أبناء السّبيل

مهجتي ذابت يَزينب يوم ذابت مهجته

و انا يمّه يوم طر عينه يودّع لخوته

قولي لحسين الشّهيد ايمر عَلَيْ بجْنازته

ايهيّد ابْنَعشه حذاي انجان يبرد لي غليل

و ظلّت تصب الدّمع من شافته عْلَى المغتسل

و الشّهيد ايقلّبه و مدامعه ابخدّه تهل

صاحت افراقك شعبني و الجسد منّي انتحل

قلّبه بْهيده يَبو سكينه ترى جسمه نحيل

٢١٣

آه يَبو محمَّد مصابك شعَل وسط القلب نار

قلت الك جعده اللعينه لا تطب الها ابدار

قطّعت يا نور عيني قلبك ابْسمها امرار

و انقضى عمرك على فراشك يَبعد اهلي عليل

{ في رثاء الحسين(ع) وأصحابه }

دخوله دار الوليد

هِجْمَت الْيوث الحرايب و الشّعور امنشّره

و السيوف اعْلَى لجتاف اتلوح كلها امشهّره

و بو الفضل قدّامهم و الغضَب لاح بغرّته

يصيح لحّد والدي الكرّار و انا ضنوته

زبد و ارعد و انذهل مروان بس من لحظته

و صاح انا عبدك يخويه و لَردان امشمّره

عبدك و بَمرك يَبو السجّاد آمرني اشْتريد

و الله لو تامر لَطب الشّام و اخبصها و أزيد

حيدر الكرّار ابونا ما يذلنا احنا يزيد

و احنا معروفين كلنا اسباع عند الزّمْجَره

و حورب ابن الحنفيّه و نشر راسه عْلى لَجتاف

و صاح كلنا اشبال حيدر ما نذل و لا نخاف

و من بريق السّيف بيديه الوليد الموت شاف

و حفّت اببّدر المجد ذيج النْجوم المزهره

ما حلاهم يوم حفّوا حول عِزْهم ينْتخون

و لو لهم حصّلت رخصه يعلم الله اشْيفعلون

كلهم احيود و ضياغم عالهضم ما يصبرون

نكّسوا روس الأعادي و طلعوا اليوث الشّرا

مدري غابت هالعشيره وين عن زين لعباد

يوم قادوه ابحبل يمشي و يسحب بلقياد

و الحرم خلفه حواسر و الأهل عنّه ابعاد

و الخلق تتفرّج و روس العشيره امشهّره

ليت حضرت هالعشيره للحراير و العليل

وشافوا ادمومه من جروحه على النّاقه تسيل

نحّل اعظامه المرض و الحزن و الدّرب الطّويل

و بس يجر ونّه يضربونه و زينب تنظره

ليت حضروا فكّوا السّجّاد من قيد الحديد

و شافوا الفاجر يسوم احريمهم سوم العبيد

و عاينوا ذيج الوديعه امجتّفه ابْمجلس يزيد

بين اعادي مسلّبه و بيتام اخوها امحيّره

وداعه لقبر جدّه المصطفى

ماج قبر المصطفى و بالحال سمعوا ونّته

من وقع يبدي الشّكايه و ينتحب ريحانته

يصيح ضاقت هالوسيعه بْعترتك و الدّهر جار

وداعة الله مفارق اوطاني يَجدّي و الديار

٢١٤

ملك ابويه و دين جدّي اليوم بيد يزيد صار

عايف الدّنيا يَجدّي و لا نعيش ابطاعته

غفت عينه وشاف جدّه المصطفى ودمعه يسيل

ضمّه الصدره و نده يحسين عجّل بالرّحيل

مُهجتي جنّي أشوفك عاري ابْدمّك غسيل

نور عيني و راسك اعْلَى الرّمح تسطع غرّته

نور عيني جم تقاسي قبل ذبحك من مصاب

جم كهل تنظر رميّه و جم رضيع وجم شباب

و جم عضيد ايهد ركنَك يا شبل داحي الباب

و جم ولد ينْجدل و تعوف العمر من شوفته

نور عيني و تهتك العدوان منّك جم خدر

و جم جليله من بناتي امروّعه بليّا ستر

هلّت اعيونه السّبط و انتبه و عيونه تخر

و اعتنى القبر البتوله امّه و هاجت زفرته

عْلَى قبر مكسورة الأضلاع هل دمعة العين

صاح قعدي يا بتوله و عايني حالة حسين

أُوداعة الله من الوطن عنكم الليله مسافرين

ما دريتي بالعزيز الدّهر نغّص عيشته

ياللذي كسروا ضلعها كدّرت عيشي الليال

ابهالمطر و الليل لَظلم شايل و عندي عيال

ذيج لَيّام الزّهيّه اتحوّلت و الدّهر مال

و القبر خيّه رجع تكسر الخاطر حالته

خطاب زينب لابن عبّاس

لحّد ايشور عْلَى والينا يخلّينا و يشيل

ما نطيق افراق اخونا و لا نحب غيره كفيل

مالنا عيشه هنيّه انجان يتركنا و يروح

و يترك اديارٍ خليّه و يترك ايتامٍ تنوح

يبن عبّاس ارحم ابحالي ترى روحي تروح

و الله ما فارق عزيزي وين ماجد الرّحيل

جان خايف يذبحونه و ننسبي سبي العبيد

روحنا من روح اخونا وعن قضى الله ما نحيد

و ابصدرها انكسرت العبره وسفح دم الشّهيد

وصاح يختي انتي الوديعه من علي حامي الدّخيل

و لفراق ايصير يا زينب ابوادي كربلا

جثّتي تبقى طريحه من دماها امغسّله

و انتي يختي تفارقيني فوق ناقه مهزّله

ما يظل ويّاج غير ابني علي لكن عليل

و بيكم اتمر الاعادي و تنظرينا امصرّعين

و لا يخلّونج يَمَحزونه الجثثنا اتودّعين

و تنظريني بينهم محزوز راسي و ليدين

بالرّمح راسي و جسمي امرضّض ابحافر الخيل

وداع عبدالله بن جعفر بمكة

في أمان الله يَشمّامة الهادي و مهجته

اتروح و انتَ الحج لَكبر و المقام و كعبته

وين حجّك و المناسك وين هديك و النّحر

وين زمْزم و الصّفا و وين المشاعر و الحَجَر

تطلع و تتْرك الكعبه ما تقلّي اشْهالعذر

راد يتكلّم أبو سكنه و هلّت دمعته

٢١٥

صاح انا غصبٍ عليّه مْن ارض مكّه طلعتي

اتلومني و الخبر عندك يَبن عمّي ابحالتي

همّة العدوان ذبحي و ذبح قومي و عزوتي

ترضى دمّي ينْسفك و البيت تهتك حرمته

يعرفوني من قبل ما طيع للفاجر يزيد

و لا أحط للذّل راسي ولا أفر مثل العبيد

و لو يظل ظعني ابمكّه جان ما عيّد العيد

رِد يَبن عمّي و خل الدّهر يفعل رادته

و هالسّنه عيدي وحجّي اتعين ابْأرض الطّفوف

و ارد اضحّي ابهالصّناديد الذي حولي اوقوف

هذا جسمه امقطّعينه و ذاك مقطوع الجفوف

و هذا ما يحضى ابساعه بين عرسه و ذبحته

لو تشوف اشلون اهرول من يناديني شباب

و ابتدي بالتّلبيه و النّوح ما بين لَطناب

نوب صوب المشرعه و انظر قمر عدنان غاب

و نوب وسط المعركه للولد و ارفع جثّته

و انا بيت الله و اظل من فيض طبراتي غريج

و الحجر نحري يبن عمّي و يتاماي الحجيج

وتسمع الهاحول جسمي مْن الضّرب حنّه وضجيج

بين اعادي و العدو تدري شديده وليته

وادي حجّي غير وادي و الشّهر غير الشّهر

و تنقضي كل هالمناسك يوم عاشور الظّهر

أظل مرمي عْلى الثّرى ويركب على صدري الشّمر

يفري أوداجي و مُهجْتي مْن الظّما متفتّته

و ثوب لمخرّق احرامي و ينسلب فوق الثّرى

و البس امخيط الدّما و ابقى رميّه بالعرا

و يرتفع راسي على الذّابل و زينب تنظره

ويل قلبي و تجذب الحسرات كلما شافته

وداع عبدالله بن جعفر لزينب

يالوديعه وداعة الله سافري ابْخدمة حسين

سفركم و الله شعب قلبي اشْبيدي على العين

عايف اوطانه و حجّه و شايل ابقومه و هلَه

نشدته و قلّي أنا حجّي ابوادي كربلا

و انتي يا بنت البتوله مخدّره و مدلّله

عْلَى السّرى بالبر و رْكوب الجمل ما تقدرين

ماخذ اخوانه ضحايا معزّم ايلاقي الممات

عيدهم عاشر محرّم و الحرم شاطي الفرات

و تصبحين ابغير والي اميسّره و شملِج شتات

افراقكم يصعب علينا و هالقضا جانا منين

و الله لو ليّه استطاعه جان فزت ابْنصرته

و افدي ابروحي يَزينب دون اخوج و مهجته

اُوياه أنا اتمنّيت اجاهد و انذبح مثل اخوته

لكن اولادي ثلاثه و للسّبط منهم اثنين

هذي أولادج خذيهم يخدمونج بالمسير

لو نزلتي و لو ركبتي بالفيافي عْلَى البعير

إنجان جيتوا الكربلا و شفتوا السّبط ماله نصير

بذلي أولادي ضحايا دون ابن طه الأمين

رفع صوته بالعويل و صاح و دموعه تصُبْ

سامحيني اوداعة الله و انشعب منّه القلب

نادته امسامح يَبن عمّي ترى افراقك صعب

لكن امفارق الرّوح اهون من امفارق حسين

٢١٦

مقدر عْلَى فْراق اخيّي وين ما حط و نزل

راضيه بْقطع الفيافي اوياه و ركوب الجَمَل

و اطلب مْن الله يسلمه و يجتمع بيه الشّمل

هالمعزّه عقب اخويه حسين تحصل لي منين

إبن الحنفية و هلال عاشوراء

لا تنشديني عن احوالي يَبنتي القلب ذاب

هل عاشور و شعبني و مفرقي مْن الحزن شاب

شاب راسي يا حزينه و بيرق العز انطوى

من بدى هلال المحرّم منخسف منّه الضّوا

و اسمع يقولون اخويه نزل وادي نينوى

للبجا قومي استعدّي و البسي ثوب المصاب

قالت هلال المحرّم لو بدى قلّي اشْيصير

قال بيه اجساد توقع بالثّرى و روسٍ تطير

جنّي أنظر بو علي محتار معدوم النّصير

هالشّهر هذا اليفرّق بينّا و بين لَحباب

نادته كثر البواجي و النّياحه ما تفيد

قوم و اسأل عن أخوك حسين يا وادي يريد

و اسأل الرّكبان عنّه بيا بلد عيّد العيد

هالحجي خلّه شعبت اقلوبنا يَبن لَنجاب

شالسّبب زادت احزانك من نظرت الهالهلال

ذوّبتنا لا تفاول على اخوانك هلَفوال

بالسلامه ايعود ابويه انشا الله و ذيج لَبطال

قال ما فاول يَبنتي و هالحجي عيحزونه أشوف

جسم أبوج حسين عاري مقطّع بْضرب السيوف

و اخوتي هذا طعين و ذاك مقطوع الجفوف

صرخت وصاحت يَعمّي عن اخوانك ليش

كلهم ايروحون و انا ما حصل لي على هواي

و انتي اتعرفين عمّج ما يهاب امن الحراب

عزمي وياهم أروح و ردني حسين الشّهيد

لولا أمره جان أنا عليّه الدّرب ماهو بعيد

لَوَنْ حاضر يوم عاشر جان ذاك اليوم عيد

لَطُب واخبصها واخلّي السّيف يحصد بلرقاب

و احمل عْلَى الميسره و عبّاس يحمل عاليمين

نصرخ اعْلَى الخيل و نشق الصفوف مفرّعين

لكن اشْبيدي نصيبي ما احتضى ابنصرة حسين

قاعد و شغلي البجا و بنصرته اتفوز لَجناب

رثاء مسلم بن عقيل

مسلم ابْولية أعادي وين قومه و عزوته

فوق عالي القصر جزّوا يا ضياغم رقبته

انذبح و دموعه عْلَى أهله فوق و جناته تخر

وقع راسه و جثّته يا خلق من فوق القصر

و الرّوايا شهّروها و شهروا اسيوف النّصر

وخل ابو فاضل وسط كوفان ينشر رايته

٢١٧

راية الكرّار نشروها و ثوروا بالفزَع

على الكوفه و زلزلوها مْن القصر مسلم وقع

شانكم عز و معالي ما تعرفون الجزع

وين ابو سكنه الشّفيّه ما يذب عمامته

الكم يبو سكنه جنازه مالها مواري ترى

امْن القصر للقاع خرّت بالتّراب امعفّره

اجنازة الطّاهر ابن عمّك اضلوعه امكسّره

تنسحب فوق الصّخر بين الخلايق جثّته

يا صناديد الحريبه وين ذيج المرجله

بالحبل ينسحب مسلم جي رضيتوا ياهله

ما جرت عاده الجنايز تنسحب بين الملا

وين عبدالله بن مسلم ما يعاين حالته

وين ابو سكنه الشّفيّه ما يسل سيفه و يثور

وين جعفر وين عبد الله و عثمان الغيور

عن ذبيح ابدار غربه ما احتضى ابْنوم القبور

لا يذلكم هالدّعي ابن زياد هجموا كوفته

يا ليوث الغاب جيف عْلَى المذلّه تصبرون

هذا مسلم مثّلوا بيه شالسّبب ما تنهضون

يَبو فاضل يا علي الأكبر يَجاسم ما تجون

تنغرون الولد عمْكم ترفعون اجنازته

رثاء ولدي مسلم

خر على عضيده و دموعه عْلَى الخدود منثّره

وذاب قلبه من نظر له يضطرب فوق الثّرى

جذب حسره بَثَر حسره و الصّدر فوق الصّدر

يشعب قليب الينظره و ونّته اتفت الصّخر

ايصيح بيه اوداعة الله و آنا خويه على الأثر

ينشعب قلبي مْن اعاين هَلَوداج امهبّره

و الرّجس ما لان قلبه و لا رحم منّه الحال

شهر سيفه و قطع راسه و عفّره فوق الرمال

و العجوز اتصيح انا اشبيدي عليكم يَلطفال

و الدتكم ريتها اتعاين جثثكم بالعرا

جبتكم يَولادي عندي ظنّتي عندي نجاة

صرت يَولادي سببكم و جْلبتكم للممات

روسكم راحت هدّيه و الجثث وسط الفرات

ذبحكم نحّل ترى اعظامي و قلبي فطّره

خالكم مذبوح و امكم ركّبوها عْلَى الهزل

و الأبو مسلم عقب ذبحه يجرّونه بْحَبل

و المدينه مْن العشيره مقفره و خالي النّزل

غلّقوا ذيج المنازل و لَبواب امغبّره

ذاب قلب امكم عليكم دابها تبجي و تنوح

راحوا أولادي ابهالبر في طلبهم من يروح

ليتني بس فارقوني مْن الجسد تطلع الرّوح

ابهالفضا فرّوا و انا من غير والي امحيّره

بكاء بنت مسلم

طلعت سكينه و يتيمة مسلم اتهيل التراب

فوق هامتها وقلبها اندهش من عظم المصاب

تجذب الحسره و تنادي راح ابويه و لارجع

و صرت من بعده يتيمه و القلب منّي انصدع

٢١٨

طود عزّي بالحفيره يا خلق خر اُو وقع

اوحيد ما عنده عشيره حاير ابّلدة اجناب

اشْقالت ابوسط الحفيره يا حماي ارويحتك

حاير امجتّف و دم الوجه خضّب بردتك

من مسح دمّك و ياهُو الشد يَبويه طبرتك

بين عدوان و هلك عنّك يَبو طاهر اغياب

يَبو عبدالله يَبويه ريت واراني القبر

و لا دهتني هالرّزيّه و لا سمعت ابْهَالخبر

و انا كل يوم ارتجي اتجيني هدايا هالسّفر

كلّما اطرّش تحيّه ما ترد ليّه جواب

طلعت سكينه تسلّيها و تهل دمعة العين

اتصيح هاي اوّل مصيبه اتصبّري لا تجزعين

و اطلبي مْن الله يسلّم عصمة الخايف حسين

و الخلف بالله و بخوانج صناديد الحراب

ريت يختي الدّهر يقنع منّج ابهاللي جرى

جان ماكل هالعشيره تنظريها عْلى الثّرى

وجان ما جثّة ولينا تنظريها امطبَّره

وجان ما تخلى الخيم من كل شيخ وكل شاب

و جان ما نبقى غرايب ضايعات ابْلا ولي

و ينذبح عبّاس و الجاسم مَعَ الأكبر علي

و جان ما زينب عقب عزها و خدرها تنولي

و جان ما تهجم علينا الخيل ما بين لَطناب

بَسِّج من النّوح يَختي و اتركي كثر الحنين

نطلب من الله نرد لَرض المدينه سالمين

يطلع الله يا حزينه جان ما نفقد حسين

و من عقب عينه نضيع و ننسبي بين لَجناب

حبيب بن مظاهر الأسدي

يا حبيب ابن البتوله لا تخلّي نصرته

ابْكربلا ايقولون ظل محصور بَهله و اخوته

ابكربلا يقولون شبل المرتضى حط الخيم

ما له ناصر يا حبيب و عنده اطفال و حرم

و جان راح حسين ما يرتفع للشّيعه علَم

ترضى ليّه بالخدر و حسين تسبى نسوته

وقفت اتنخّي و تخمش للخدود امفرّعه

انجان ما تنهض ابهمّه و تطب ذيج المعْمَعَه

جيب لعمامه يَبن عمّي و خذ هالمقنعه

و ظل حبيب ايعاين الها و غصب هلّت دمعته

صاح ما يحتاج هالنّخوات بطلي امن الحنين

آنا عبد ابن الرّسول و عبد امير المؤمنين

ذاب قلبي من سمعت ابكربلا خيّم حسين

و اسمع ايقولون جيمان الأعادي حاطته

ما حلى ذيج الشّمايل يوم طب الكربلا

و طلع عبّاس البطل بَولاد اخوه يستقبله

مرحبا ايقلّه الشّهيد و زينب اتقلّه هلا

وصل مستبشر لبو سكنه و تناول رايته

جاه من زينب سلام و مدمعه بالحال سال

و اقبل ايسلّم على الحورا و على ذيج العيال

صاح يا وَسْفَه يَزينب تركبين عْلَى الجمال

حيّته بَحسن تحيّه و سر قلبها بْنخوته

٢١٩

صاح زينب يالذي من قبل جنتي امدلّله

اتروح شيعتكم طبق فوق الصّعيد امجدّله

أرواحنا تطلع و لا تركبين ناقه امهزّله

فدوه لحسين الشّفيّه اتروح كلها شيعته

سقوط العباس بالمعركة

طاح ابو فاضل و راح يغرّد ابصوته البشير

شمل عدوانك تشتّت قَرّة عيون الأمير

قرّة اعيونك عميد الجيش بالميدان طاح

بيرق العزّ انكسر منهم و عزم حسين راح

هسّا من بعده يظل كالطّير مكسور الجناح

منكسر ظهره يدير العين معدوم النّصير

وقف معدوم النّصير حسين و دموعه تهل

صاح يَعْضيدي وقع وَسْفَه على القاع الحمل

بعدها ابْتَنواك سكنه و بيدها بعده الطّفل

و جان اخبّرها اوقعت بَحوالها تدري اشْيصير

حزام ظهري و يا كفيل ايتامي اشبيدي عليك

بطّل ونينك و قوم اختك تراهي ترتجيك

هذا رمحك هذا جودك وين سيفك وين ايديك

فتح عينه و ظل لخيّه حسين بزنوده يشير

يشير لعْضيده بزنود مقطّعه منها الجفوف

سهم البعيني دشلْعه و اغسل الدّم جان اشوف

أنظرك نظره قبل موتي يَبو سكنه العطوف

ملتظي وروحي افْغَرَت يحسين من لفح الهجير

قعد عد راسه ايتلوّى و رفع خدّه مْن الثّرى

و رد سحب راسه الشّفيّه و بالتّرايب عفّره

ايقلّه جثْتك عقب ساعه اتظل رميّه ابهالعرا

تشيل خدّي مْن الثّرى و تالي يظل خدّك عفير

لا تودّيني الخيمه يا عضيدي و مهجتي

ينصدع قلب الوديعه بس تعاين حالتي

لا تفارقني ترى قربت يخويه موتتي

و جذب ونّاته و غدت عينه لخيّه تستدير

فارقت روحه و ابو السجّاد مدّد جثّته

و غمّض عيونه و على الخدّين هلّت دمعته

أيّس و قام و مثل ما قال قلّت حيلته

و رجع قاصد للخيَم يجذب الونّه مستحير

رجوع الإمام بعد مصرع العباس

يا بنات حسين قومن رَدّ ابو سكنه وحيد

شوفتَه مكسور ظهره ظنّتي راح العضيد

صرخت ام كلثوم و سكينه و طلعن بالعجل

و زينب تصيح انهتكنا جان ابو فرجه انجدل

و الشّهيد حسين ينحب و الدّمع منّه يهل

نادته سكنه العزيزه وين عمّي يا شهيد

بس وصل شيخ العشيره دارن عليه الحرم

و زينب اتنادي يخويه وين شيّال العلم

قال منّا يا حزينه بو الفضل باع السّهم

و استحب نوم الشّريعه وجيت يا زينب وحيد

لو تشوفينه يَزينب جيف مقطوع الزّنود

و العلم يمّه وقع و الرّاس مفضوخ ابْعَمود

٢٢٠