الجمرات الودية

الجمرات الودية0%

الجمرات الودية مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 361

الجمرات الودية

مؤلف: عطية بن علي الجمري
تصنيف:

الصفحات: 361
المشاهدات: 63641
تحميل: 5827

توضيحات:

الجمرات الودية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 361 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 63641 / تحميل: 5827
الحجم الحجم الحجم

قالت انْأَيّس أجل عبّاس لينا ما يعود

قوم نمشي انْعالجه قال المعالج ما يفيد

قالت اوصف لي أحواله قال مخّه عْلى الجتوف

و السّهم ناشب بعينه يا حزينه و لا يشوف

شعر راسه مخضّب بدمّه و مقطوع الجفوف

يختي والله انكسر ظهري يوم شفته عْلَى الصّعيد

نادته دنهض ابهالنّسوه نروح الجثّته

و ناخذ اويانا نعش حتّى نشيل جنازنه

كافلي يا بو علي ودّي أعاين غرّته

قال ما ينشال يا زينب امقطّع بالحديد

زفاف القاسم بن الحسن

يالّذي عْلى المشرعه ظلّت رميّه جثّته

هذا جاسم زافّينه انهض و عاين زفّته

جان يا كبش الكتيبه بيك للنّهضه جلَد

فزّع اخوانك و ثوروا بْعَجَل زفّوا هالولد

وصّل زْفَافه و انا مفرود ما عندي أحد

بس حريم اتجر ونّه و القلوب مفتّته

قوم بسّك يا قمر عدنان من نوم التراب

وقّض اشبال الهواشم و البسوا جديد الثياب

و الذّوايب سرّحوها و قوموا انزف هالشّباب

و انتخوا جدّام جاسم جان تنْشَف دمعته

و زينب اتقلّه يَبو سكنه افْجَعتْنا ابْهَالنّدا

عرس عدْنا شلون يبن امّي حزنّا اتزيّده

يا الولي اتْنخّي جنايز عالوطيّه اممدده

و دمع ابن خيّي جرى و حِسْها تنعّي زوجته

و رمله ما بين النّسا تلطم صدرها معوله

ردْت انا ازفاف الولد بوجود قومه وكل هلَه

ما دريت يصير عرس ابني ابوادي كربلا

و ينظر بعينه على الرّمضا عمامه و اخوته

اشلون يا مظلوم عرسه و انتَ معدوم النّصير

و العرس ويّا الجنازه ابْيوم واحد ما يصير

جذب حسره وقال انا ادري ابهالولد عمره قصير

لكن ابن امي وصاني شْلون اخلّي وصيّته

هل دمع جاسم و صاح القلب يا عمّي انكسر

لا تزفّوني يَعَمّي جان انا عمري قصر

و خلني أطلع للمنيّه و انتو حفروا لي قبر

ضمّه الصدره و بجى و الكل يجذب حسرته

ما بعد مصرعه

قشّعوا فرشة الجاسم لبّسوا سكنه حدود

هلمدلّل قوموا انزفّه يَزينب للّحود

خلّوا اسكينه تشق الجيبها و تحثي التّراب

عن العرّيس اخبروها ابهامته يَختي انصاب

نادوا الرمله تجي و تشوف حالة هالشّباب

تجري ادمومه و مخ راسه على صفاح الخدود

ظلّت اتنادي يَسكنه بدّلي عرسج انياح

ترى حسين الظّهر منّه انكسر و العرّيس راح

طلعت سكينه و لقَت جسمه اموزّع بالجراح

هوَت فوقه و ظل يعاينها وهو ابروحه يجود

٢٢١

طلعت امّه تصيح يا جسّام ظل مظلم البيت

فتّح اعيونك عساني عقب يومك لا بقيت

ساعه امعرّس و ساعه فوق صدر حسين ميْت

و اظن يَبني القمر بالذّابح مَهو سعد السّعود

رثاء علي بن الحسين الأكبر

حلّي احزامه يَليلى و غمّضي عين الشّباب

و ارفعي خد لمدلّل مهجتي عن هالتّراب

شدّي اجروحه يَزينب فطر قلبي ابونّته

و بالدّمع بالله دغسلوا هالدّما عن وجنته

يختي شدّوا ابهالعمامه طبرة اللي ابجبهته

يا علي و الله قمر لكنّه اتكوّر و غاب

ما تهنّيت ابْشَبابك ليت عيشي لا هنا

يا قصير العمر يبني ليت يومك لا دنا

على الدّنيا امْحَسَّر و عمرك ثمنتعشر سنه

عَفْيَه قلبي شلون صابر جيف مَتفتّت و ذاب

هيّجت نيران قلبي يا شبيه المصطفى

نور عيني عقب عينك يا ضيا عيني انطفى

بعدك آنا العمر ما ريده و على الدّنيا العفا

عذب موتي من عقب فرقاك و العيشه عذاب

جَف دمع ليلى من الدّهشه و تقلّب بالجروح

حايره و تْصيح يَبني ضيّعتني وين اروح

جان يَبني تروح روحك روحي ويّاها تروح

نومتَك ذوّبت قلبي و راس ابوك حسين شاب

فتَح عينه و عاين امّه و قال صبري الأمر فات

و زينب اتْناديه سالم يا ملاذ الضّايعات

شبح ليها و جذب حسره و غرّبت عينه و مات

وقام ابوه حسين ودموعه تصب صب السّحاب

مصرع عبد الله الرضيع

شال طفله حسين بيده ايخاطب اجموع العدا

هذا طفلي يموت ظامي و ذنِب منّه ما سدا

ويح قلبي من رفع طفله امقمّط و اعتنى

ايصيح جان الذّنب منّي هذا طفلي ما جنى

عجّلوا له ابقطرة اميّه ترى عمره دنى

مْن الظّما يابس لسانه و الجبد متْمرّده

صاح بن سعد الرّجس يا حرمله رد الجواب

لا يكون الطّفل يرجع بالسّلامه للاطناب

شوف نحره يلوح مثل البدر ما بين السّحاب

و الرّجس ما لان قلبه و طوّقه ابْسَهم الرّدا

فرفرت روحه و فك ابوجه ابوه اعوينته

و ذاب قلب حسين من شافه املولح رقبته

و انحنى ايشمّه ابْنحره و غسل دمّه ابْدَمعته

و رجع و دموعه يهلْها و إجت سكنه اتْنَاشده

تصيح بويه اسقيت اخيّي و جيتني ابفاضل الماي

بالعجل برّد غليلي مْن الظّما ذايب حشاي

خان بي دهري اشْبيدي عْلَى الذي ايروّي ظماي

جذَب حسره و حط اخوها بين ايديها و مدّده

قالت اشْصاير بخيّي اتمدّده فوق الثّرى

قال انا لا تنشديني و شوفي ابحاله اشْجرى

٢٢٢

صدّت و لنّه امفارق و لَوداج امهبّره

صرخت و نادت يخويه اشهالذّنب منّك سدى

زغيّر و نحّلت جسمي ونّتك و القلب ذاب

وَسفَه يَمدلّل يظل معفور خدّك بالتراب

للرّضيع ابعَجَل قومي و افرشي له يا رباب

ذايب امن الشّمس خدّه وساد جيبي انْوسّده

طلعت امّه من المصيبه تصرخ ابْحالٍ فظيع

طفل و مخضّب ابدمّك آه يعبدالله الرّضيع

ردتك التالي زماني لا أظل حرمه و اضيع

جان ليّه اتصير سلوه ليت روحي لك فدا

وحدة الحسين وخطابه لأنصاره

طب ابو سكنه المعاره ايشوف قومه وعزوته

وقف يجري الدّمع و بصدره انكسرت عبرته

ضل يناديهم يَفرساني تخلّوني وحيد

شالسّبب عفتوا مخيّمكم و نمتوا عْلى الصّعيد

لا ولد ليّه بقى يحمي حريمي و لا عضيد

و بن سعد بعدي ييسّر هالحراير نيّته

شلون يا عبّاس تتركني و حريمي امحيره

عايف الخيمه يَبو فاضل و نايم بالثّرى

و هاي زينب عقب عينك بالحرم متْمَرْمره

و تدري باليفْقد عضيده اتقل يَخويه حيلته

و عاين الجاسم اجفوفه امخضّبه و دمّه يسيح

وقف و دموعه يهلها و القلب منّه جريح

صاح يَبن الحسن ساعه امعرّس و ساعه ذبيح

على مصابك جيبها سكنه العزيزه شقّته

و بس نظر لَكبر علي و عاين اوصاله امقطّعه

نسى الجاسم و العضيد اللي ابْجَنب المشرعه

و انحنى فوقه و غسل طبرة الرّاس ابْمَدمعه

وجذَب حسره عْلَى الولد والحزن ذوّب مهجته

صاح يَشْبيه النّبي ما شوف لك شبه و مثيل

قوم نرجع للخيَم سكّت النّسوه مْن العويل

شاب راس امّك يَبويه و الجسد منها نحيل

آه يشابٍ فارق الدّنيا و راح ابحسرته

و عاين اخوانه و بني عمّه ابْنَجيع الدّم تموج

جانت انجوم العلى و خرّت من ابروج السّروج

وقف يعتب متّجي عْلَى السّيف يا ويلي و يلوج

و اخذ ينخاهم و هُم فوق التّرب من وحدته

صاح يَزْهير و يمسلم يا هلال و يا حبيب

صحبتي كلكم نسيتوها و تركتوني غريب

ما تجون الهاليتامى ذوّبوني من النّحيب

ظلّت اجثثْهم تموج و تضطرب من نخوته

اتصيح سامحنا يَبو سكنه ترى احنا امصّرعين

شوفنا هذا اجفوفه امقطّعه و هذا طعين

صاح معذورين ياللي عْلى التّراب امجزّرين

واقبل عْلَى مخيّمه عزمه يودّع نسوته

وداعه نسوته و عياله

رد ابن حيدر للمخيّم يكفكف دمعته

وقف ما بين الخيم عزمه يودّع نسوته

٢٢٣

يصيح يا زينب ابهالنّسوه و لَيتام اطلعي

و بالعجل يمْخدره منّي تعالي اتودّعي

و قرّبي ليّه جوادي و شيّعيني المصرعي

طلعت اتقود المهُر و الجبد منها امفتّته

نادته يا نور عيني شفت مثلي بالدّهر

للمنيّه ماشي ابن امّي و ادنّي له المهر

قلبي امقاسي مصايب يالولي اتفتّ الصّخر

خرّت اتوَدعه و بالمنحر يَويلي شمّته

فتح باعه للوديعه و ضمّها ضم الوداع

صاح خويه وداعة الله و قلبها الذّايب ارتاع

غدت مدهوشه تضمّه الصدرها و الرّاي ضاع

نادت اليوم الدّهر يحسين شملي شتّته

قال شفتي يا عزيزه مثل خيّج بالملا

ذبحت انصاره طبق حتّى الطّفل ما ظل اله

و ينظر اولاده و اخوته بالتّراب امجَدّله‌

و الحرب شبّت لظى و العطش مض ابْمُهجته

و حال سكنه حال لَقشر يوم اجتّه اتودّعه

تنتحب و تصيح عزّ الحرم ماشي المصرعه

سمعها اتنعّي و تحدّر فوق خدّه مدمعه

و احتضن ذيج العزيزه و ظل يجذب حسرته

نوبٍ ايضمها الصدره و يجذب الحسره و ينوح

و نوبٍ اتشمّه و تقلّه عقب عينك وين اروح

هذا طير اليتم يَمْشكّر على راسي يلوح

و الحرم ضجّت على حالة سكينه و حالته

صاح يَسْكينه ترى نوحج عقب ذبحي يطول

عقب عيني يا حزينه اتكابدين امرٍ مهول

تنظريني عْلَى الثّرى و الجسد ميدان الخيول

و انتي حسره عْلى جمل تنحل القوه مشيته

نادته ماني العزيزه اللي تودني يا شهيد

اشلون تتركني غريبه و الوطن عنّي بعيد

بويه ترضى غيرتك حسّر يودّونا اليزيد

بين اعادي و العدو صعبه يَبويه وليته

محاورته مع الرباب عند الوداع

ودّع حسين الحريم و طلعت اتنوح الرّباب

شافها و هلّت ادموعه و القلب بالوجد ذاب

وقفت اقباله و على خدها المدامع سايله

و خرّت و حبّت اقدامه امدوهشه و تسايله

عقب عينك من يشيل ابهالحرم من كربلا

كلنا نسوان و غرايب جيف نمشي اويا لَجناب

تمشي و انا ابذمتك يحْسين يا حامي الدّخيل

عفتني و انا العزيزه و لا تعيّن لي كفيل

من يركّب هالنّسا و يبرى الهوادج من تميل

و الخيم تدري مَظَل بيها من الفتيه شباب

قلت انا ايعيش الطّفل و اسلي اهمومي ابْشوفته

و رحت تطلب له اميّه و العطش فَتْ مهجته

و جيتني بذاك الطّفل و السّهم فاري رقبته

سلّمت لله و قلْت امْن الاولاد الظّن خاب

قلت بحسين الخلَف ياليت يفداه الوجود

يرجع اوطانه ابْسَلامه و الدّهر يرجع سعود

٢٢٤

سمعها و سالت دموعه و ظل ابو سكنه يجود

صاح ذابت مهجتي بطلي البواجي يا رباب

جان شفتي جثّتي فوق التراب امطبّره

و دارت اعليّه العدا بالطّعن و الرّاس انبرى

ظلّلي جسمي قبل ما تركبين اميسّره

و باري سكينه العزيزه جان هجموا عْلَى لَطناب

الله الله ابهاليتيمه لو سرى زجر و حدى

و ركّبوها عْلَى هزيله اميسّره بين العدا

عزيزتي لا تتركيها يا رباب ابلا ردا

خايف العدوان تسلبها حليها و الثياب

جنّي أنظرها يتيمه امشرّده من هالخبا

امروّعه تطلب الملجا ابهالفيافي امسلّبه

اتحوم مذعوره و من ضرب السياط معذّبه

تلتجي بْزينب و زينب راسها مْن الضّيم شاب

صولات الحسين و مقتله

صال ابن حيدر و جرّد عزم حيدر و الفقار

و ظلّت تموج العسَاكر هَلَع و اظلمّ النّهار

ذكّر العدوان صولات الوصي من صولته

و غنّى فوق الرّوس سيفه و لا يثنّي ضربته

صرخ بالعدوان و فرّت ترتعد من صرخته

ينظم ابْرمحه و سيفه مْن العزم ينثر شرار

اتْزَلْزلَت من شد عليها و ثغر ابو سكنه ابتسم

والعساكر شطر مرمي عْلى الثّرى و شطر انهزم

ما نجت من سيف ابن حيدر علي لولا السّهم

شق قلبه و وقع يتلظّى ظما فوق لَوعار

شق قلبه وخر ابو السّجّاد من ظهر المهر

ظل يعالج بالسّهم و انخسف صندوق الصّدر

و اتّجا واستخرجه يا ويل قلبي مْن الظّهر

والقلب منّه انمزع والدّم جرى شبه الانهار

ضعف من نزف الدّما و ظل ايتمرّغ بلَوهاد

جمع بيمينه و شماله امن الترايب له اوساد

وسَّد الخدَّه و شبح لمخيّمه نسل لَمجاد

وانغشى عْليه وبقى مطروح مدَّة مْن النّهار

الخيل هجمت و اوقفت زينب عْلى التّل تندبه

اتصيح يَبن امّي ادركنا و فتح عينه و انتبه

شاف زينب و اليتَامى فارّات امن الخبا

صاح خويه ايعز عليّه ايسلّبونج هلَشرار

ردّي الخدرج يَزينب و آيسي من نهضتي

سهم لمثلّث يَمحزونه استخرج مهجتي

خايف ايتامي تذوب اقلوبها من شوفتي

و خايف سكينه تجيني و قلبها ايصيبه انذعار

و ينظر الخيل الأعادي اعْلى فساطيطه تدور

و الحراير كالحمام الحلّت عْليها الصقور

هاي يَمنه و ذيج يَسره فارّات ابْلا شعور

و الشّهيد ابْضعف صوته يصيح واهتك الستار

على عْزيزات النّبي يا قوم لا يهجم أحد

و اقصدوا ليّه ابنفسي ما بقى ليّه جلَد

لا تهتْكوا هالخدر ما دام روحي بالجسد

ليّه ردّوا لا ترَوعوا الحرم جان انتو أحرار

٢٢٥

رجوع الجواد إلى المخيم

حِسْ جواد حسين يصهل حي اخونا و جيّته

قوموا نتلقّى ولينا يا بناته و نسوته

قومي يَسْكينه اطلعي له ابْغير مُهله و انظريه

جنّه متنكّر صهيله اشْصار ما ندري عليه

أظن قحّم و انذعر من عسكر المحتاط بيه

يكثر الصّيحات مُهر حسين ما هي عادته

طلعت سكينه و مدامعها على خدها تسيل

و اوقفت و العين مشبوحه على حس الصّهيل

شافته يسحب عنانه امزلزل البر بالعويل

و دم ابوها حسين يجري فوق عرفه و رقبته

اندهشت سكينه وصرخت بس يعمّه امن الخدر

راح والينا يَعمّه و صار والينا زجر

طاح ابويه حسين و اقبل يسحب اعنانه المهر

صرخت و جيب القلب و الثّوب عاجل شقّته

صرخت و دم القلب من عينها انهل و جرى

حسين يَبن امي انهتكنا جان طحت عْلى الثّرى

باجر العدوان تاخذ هالحريم اميسّره

و عقب عزّي و الخدر تصبح احوالي امشتّته

وصل مُهر حسين خالي يا بنات المرتضى

اتحيّرت مَدْري شَسَوّي و ضاق بي رحب الفضا

ابهالخيَم نقعد حيارى لو نروح انغمّضه

مقدر أقعد جان هالونّه الخفّيه ونّته

فرّت و شبكت على الهامه اليسرا و اليمين

نوب تمشي و نوب تعثر قاصده حسّ الونين

اتصيح ذابت مهجتي يا خلق من ونّة حسين

وصلت التّل باليتامى و طود عزها نادته

جيت بايتامك و لا ظل بالخيَم غير العليل

و انا مدْري بيا كتر طايح و لا ليّه دليل

صاح ردّي باليتامى لا تموت امن العويل

و انا تركوني لي الله و ابني باروا علّته

وصاياه لشيعته

مهجة الزّهرا على الغبرا يطوّح ونّته

اتصدّع الجلمد وصايا اللي بداها الشيعته

شيعتي نصبوا المآتم و العزا لمصيبتي

و اذكروا تعفير خدّي بالتراب و ذبحتي

لو شربتوا ماي ذكروني العَطَش فَتْ مهجتي

و اقصدوني الكربلا و الكل يسجب عبرته

لو تشوفوني يَشيعه عْلى الثّرى مرمي طريح

خدّي اموسّد ترايب و الدّما منّي تسيح

جم عضيد و جم ولد ليّه قضى قبلي ذبيح

واحد ايضل بالشّريعه اُو واحد ارفع جثّته

شيعتي و اللي قطع ظهري و نحل منّي القوى

وحدتي من وقع يم النّهر شيّال اللوا

وصّلت يمّه و لقيته ادمومه و مخّه سوا

و لجفوف امقطّعه ايذوب القلب من شوفته

شيعتي و ابن الحسن جسّام عرّيس و شباب

صارت العركه عروسه و دمّه السّافح اخضاب

و النّثار النّبل و فراش الولد حر التراب

و بين كوفي و بين خطّي و بين هندي زفّته

٢٢٦

شيعتي و ابني علي لَكبر نحل منّي الجسَد

بس شبح بالعين ليّه عْلى الثّرى راح الجلَد

بدر كامل ما جرا عند الخلق مثله ولد

يجذب الونّه و يعالج نور عيني رويحته

شيعتي و لازم يوصّلكم خبَر عنّي و علم

طفلي عبدالله على صدري انفرى نحره بْسَهَم

شفته و قلبي تفطّر و استهل دمعي ابْدَم

شبح لي ابعينه و جذب ونّه و مالت رقبته

شيعتي كثر البجا حقّي عليكم و النّحيب

شفتوا مثلي بالخلق مذبوح عطشان و غريب

و الجفن سافي يَشيعه و بالدّما شيبي خضيب

و الحراير نصب عيني من خدرها امشتّته

مقتل الحسين

يا شمر تدري أنا سبط النّبي و ريحانته

جيب لي اميّه ترى مْن العَطَش جبدي مْفتّته

يا شمر قلبي تفطّر بالظّما و لفح الهجير

جَلَد ما عندي ولا ظل لي من رجالي نصير

و ين جدّي وين حيدر ما يشوفوني عفير

ما يثور الحسن لعضيده و يعاين حالته

صاح بيه ابن الرّجس مالك حموله ولا رجال

لحز نحرك بالظّما وتموت مَتْضوق الزّلال

و احرق اخيامك وَ سَلّب هالحراير و لَطفال

و الله لَتْرك هالحريم ابهالفيافي مْشتّته

قام عن صدره و جبّه ويل قلبي عْلَى الثّرى

و جلس متربّع على ظهره و ظل ايطبّره

هبّر اوداجه و زينب تجر حسره و تنظره

و الشّهيد حسين يتعفّر و يجذب ونّته

نادته يا شمر شيل السّيف عن باقي هلي

هذا شمامة الهادي و فاطمه و مهجة علي

وين اوَلّي و عقب اخويه حسين ما عندي ولي

و الرّجس ما راقب الله و ظل يحز الرقبته

و عزل راسه من الجسد و الكون ضج ابْزلزله

و شاله ابْعالي قناته و ماج وادي كربلا

و كعبة الأحزان فرّت باليتامى معوله

تصيح ركني يا مصوني هالرّزايا هدّته

المصرع الأليم

وين من يوصل لبو الحسنين حيدر يخبره

عهدي ما يرضى الشفيّه بالمصاب اللي جرى

ابن الضّبابي فوق صدر حسين متربّع جَلَس

و الشّهيد يقول و خّر خل أعالج بالنّفس

جيب لي قطرة اميّه ذاب قلبي مْن الشّمس

ما تخاف الله دست صدر النّبي خير الورى

لا تحز يا شمر نحري و العطش فت مهجتي

وين ابويه و وين جدّي وين قومي و عزوتي

وين حمزه ما يجوني ينظرون اشْحَالتي

طايح و شمر الخنا نحري ابسيفه ايْهَبّره

صاح بيه الشّمر تنخى عزوتَك و الاهل وين

ما بقى واحد من اخوانك و لا عندك معين

٢٢٧

لحز نحرك و ارفع اعلى الرّمح راسك يا حسين

و احرق خيامك و اخلّي هاليتامى مطشّره

و انحنى يقطّع اوداجه و الفيافي اتزلزلت

و ضجّت الاملاك لَجْلَه و لَفلاك اتعطّلت

و شال راسه و شافته زينب و صاحت و اعولت

ليت راسي قبل راسك شمر قاطع منحَره

اوداعة الله يالذي راسك على سنان ارتفع

حسين يا شيّال حملي بس طحت حملي وقع

بعد مثلي ما أظن بالكون بَخوانه انفجع

ضايعه و قلّة ولي و عندي جنايز بالثّرى

خيَم محروقه و حريم امسلّبه و عندي عليل

و اليتامى ذوّبوني مْن البواجي و العويل

و المصيبه باجر امْن الصّبح للكوفه نشيل

و يظل جسم حسين مرمي ولا أحد له يقبره

سماع النساء أنّة الحسين

اشْهَالونين اللي نسمعه يا سكينه اشْهَالونين

ذوّب احشاي و نحلني خايفه ونّة حسين

سمعت الونّه سكينه و دمعها هل و جرى

اتصيح يا عمّه أبويه حسين طاح عْلَى الثّرى

و دارت اعليه العدا و جثْته رميّه امطبّره

و اظن هالونّه اليجرها و للخيم شابح العين

اتعرّفي الونّه يَعَمّه جان هذي ونّته

انروح للعركه الوالينا و نعاين حالته

انغمّض عيونه قبل تطلع يَعمّه ارويحته

و على الجبله نعدل الوالي و نسبل لليدين

طلعت و جفها على الرّاس و مدامعها تسيل

و فرّت اوياها الحراير و اليتامى بالعويل

اتصيح يَبن امّي شَسَوّي ابهالأيامى و العليل

لو لفاني الليل يَبْن امّي و لا عندي عوين

لا تطوّح ونّتك يَحْسين ذابت مهجتي

امحيّره بليّا ولي و زادت عليّه محنتي

قوم يَبْن امّي و عاين ضيم حالي و ضيعتي

سمعها و ظل ايتقلّب على شماله و اليمين

صاح ردّي و استعدّي يا مصونه للرّحيل

عقب ساعه الظّعن للشّامات يا زينب يشيل

جان مرّيتي اعْلى جسمي و جان شفتيني جديل

خلّي أيتامي سويعه اتصب عَلَي دمعة العين

و جان ما خلّوج يَخْتي اتشيّعين اجنازتي

سافري بوداعة الله و الله الله ابعيلتي

نادته يا نور عيني قوم حرقوا خيمتي

قلها عذرينا يبنت الطّهر كلنا امصرّعين

هجوم العسكر على الخدور

شبّت النّيران فرّي للفضا يَمخَدّره

و اتركي الخيمه ترى النّيران بيها امسعّره

للفضا فرّي يَمحجوبه و تركي هالخبا

و دركي أيتامج تراهي امروّعه و مسلّبه

ذيج مضروبه و طفلها عْلى التّرايب تسحبه

و هاي مسلوبه السّتر بين الأعادي امحيّره

٢٢٨

خلّي الخيمه خذتها النّار يَعزيزة علي

ايعينج الله عْلى الهضايم راح عزّج الاولي

كل صناديدج على التربان ما عندج ولي

و بالهنادي جثّة حسين الشّهيد امودّره

نادته و حنّت من الفجعه و مدامعها تسيل

وين يا ظالم أروح و عندي بالخيمه عليل

حجّة الله شلون اعوفه مْن المرض جسمه نحيل

بالفلا غصبٍ عليّه ايتام اخيّي امطشّره

هالحرم غصبٍ عليّه ابغير والي امشتّته

مَقْدر اترك هالولد ما دام هذي حالته

حسين وصّاني ابعليله و باليتامى و نسوته

اتحيّرت مَدْري شَسَوّي بالذي اعليّ جرى

مَدْري أطلع للحريم الضّايعه و اترك علي

لو أظل ويّاه و اترك هالحراير تنولي

لو أروح المعركه و انخى الضّياغم من هلي

لكن اشلون أنتخي بَجْساد صرعى عْلَى الثّرى

هالحمل مَقْدر أشيله وين طاعون الحرب

جابني ابعزّ و جلاله و عافني ابْولية غرب

ما يشوف ايتام أخوه اشْحَل عليها مْن الضّرب

بالشّريعه اتوسّد اذراعه و تركني اميسّره

طايحه ابشدّه و غياث النّاس ابويه المرتضى

امحيّره ابهاللي يون و ايتام طشّت بالفضا

و نصب عيني جثّة ابن امّي الشّهيد امرضّضه

بعد مثلي بالدّهر حرمه جرت متْمَرمره

حال العقيلة عند الهجوم والسلب

حموا ذاك الخدر حتّى اتصرّعوا فوق الثّرا

و بعدهم راحت عزيزات الرّساله اميسّره

بذلوا ارواحٍ عزيزه و انفنوا دون الخيام

و يوم ظل الخدر خالي هجمت عْليه اللئام=

و انّهب ذاك الخدر و اتيسّرت ذيج لَيتام

ذيج مسلوبه و هاي عْلى التراب امعفّره

و زينب اتحن و المدامع فوق وجنتها تسيل

اتصيح يَليوث الحريبه عْلَى الخيَم هجمت الخيل

و المصيبه عقب ساعه ويا الغرب قوّه نشيل

و جثثكم تبقى طريحه عْلَى التراب مجزّره

مَدري أمشي اويا اليتامى لو أظل ويا لَجساد

و لو رحت مَدْري شَبَاري الحرم لو زين لعباد

و لو قعدت ابهالفيافي روسكم عنّي ابعاد

ريتني اتقضّت ايّامي و لا شفت هاللي جرى

بالأمس يبرى الظّعينه بو الفضل ضنوة علي

قايد النّاقه ابْيمينه و بس يلاحظ محملي

و نور اخيّي حسين ياضي وكل مصيبه تنسلي

و هسّا حرمه ابْغير والي ابهالعيال امحيّره

٢٢٩

موش بس ابهالسّفر صارت الفجعه بخْوتي

اخْسَرت كل عزّي وجلالي وخْسَرت كل عزوتي

و اليزيد الحزن لوعه و بيه تصعب بلوتي

شمتت العدوان بيّه و روس أهلي امشهّره

فزع زينب للسجاد بعد المصرع

دشّت الحورا على ذاك العليل اتْوَقّضه

شافته امسجّى و لا عنده صديق ايمرّضه

لا فراش و لا وساده فجعها بْكثر الونين

نوب يتقلّب على شماله ونوب اعلى اليمين

صاحت اتوعّى يعزّ الحرم يَخْليفة حسين

و شوف حالة هاليتامى و هالخيم لمقوّضه

فتَح عينه و صاح يا عمّه ابويه حسين وين

ما يسكّت هاليتامى ذوّبوني مْن الحنين

قالت الله يعظّم اجرك طاح عن مهره طعين

بالرّمح راسه و جثْته بالعوادي امرضّضه

صاح وين القمر لزهر بو الفضل راعي الزّود

ما نريد الماي خل يرجع و لا يملي الجود

قالت الجود امتلا و انقطعت اعليه الزّنود

مَلَك والينا الشّريعه و بالعطش وَسْفَه قضى

صاح قولي لَبِن عمّي جاسم ايلم هلَطفال

ما هو لازم هالعرس و احنا يَعمّه ابهَلحوال

قالت الجاسم ترك سكنه و رمّلها و شال

و بالثرى اتخضّب ابدمّه و مات محّد غمّضه

قال وين حزام ظهري و ساعدي لَكبر علي

يقوم يدرك هاليتامى و هالحرم لا تنولي

قالت اسكت لا تسايل ما بقى عندي ولي

شيل راسك شوف عمّاتك حواسر بالفضا

رفع راسه و عاين النّسوان كلها امطشّره

و شاف روس اهله بْعَوالي و الجثث فوق الثّرى

صاح تجّي لي يَعمّه اشهالمصاب اللي جرى

يهجم العسكر علينا شلون ابو فاضل رضى

اشْهالحريم الفارّات اشْهاليتامى اللي تنوح

اشْهالكريم اللي على الخطّي يَمحزونه يلوح

و شهلَجساد السّليبه اموزّعه ابْكثر الجروح

للسّبا شدّي عصابه و سلّمي لامر القضا

الرحيل عن كربلا

كافل ايتامي يَحادي تفت قلبي فرقته

ريّضوا سويعه تودّع هَلمرضّض عيلته

ريّضوا بينا نودّع بو علي و نجهّزه

و اتركونا اننوح يمّه و الشعور مجزّزه

اشلون نمشي و للعزيز حسين ما ننصب عزا

أرد انفّس نار قلبي جان تبرد جمرته

قومي يَسْكينه نواري جثّة ابن امّي الشّهيد

لا يشيل الظّعن عنّه و يظل عاري عْلَى الصّعيد

يا رباب ابْعَجل قومي زيحي عن جسمه الحديد

وسجّي ابن امّي عدل جنّه عْلى وجهه طيحته

صدّت الذاك العليل امغلّل و تهمل العين

نادته انسف هالسّلاسل عنّك و بَطْل الونين

٢٣٠

قوم يَبْني اويا النّسا قبل السّفر جهّز حسين

أنا افيض دموع عيني و انت قلّب جثّته

ظل علي السجّاد يتلهّف و يجري مدمعه

ايصيح عمّه حسين ابويه اوصاله كلها امقطّعه

شلون اشيله و جسمه المرضوض بيش انجمّعه

و من يجيب الجفن ليّه و ياهو يحفر حفرته

قالت انا و هاليتامى بْعجَل نحفر له قبر

و الغسل بالدّمع ما يحتاج كافور و سدر

و لَجفان انشوف جان اعْلى الحرم ظلّت إزر

و زندي و زندك نعش يَبْني و نشيل جنازته

سمعها و حن و جذب حسرات و دموعه تسيل

قلها عمّه الوكِت ضيّق و الظّعن هسّا يشيل

و الحرم ما تدفن الموتى و انا قيدي ثقيل

و السّلاسل و لَغلال ابهضت جسمي وهدّته

ودّعي شيخ العشيره و هالجثث لمجرّده

و لمّي أيتامج يَزينب جنّه الحادي حدى

هذا راس حسين ابويه عْلَى الرّمح نوره بدا

و هالضّيا السّاطع يَبِنْت المرتضى من غرّته

و اقبل الحادي عليها ايصيح بس من هالحنين

قومي ركبي اعلى الهزيله و اتركي عنج حسين

نكّسي راسج يَزينب راحت اليوث العرين

و قفت أيّام السّعد و الدّهر هذي عادته

مرور النساء على مصارع القتلى

سافرت زينب بلا والي اُو واليها عليل

ومرّت وشافت وليها عْلَى الثّرى ابدمّه غسيل

امغسّل ابدمّه يَويلي و لجفوف امقطّعه

و عاينت عبّاس متعفّر ابْجنب المشرعه

و جاسم و لَكبر جثثهم على الرّمضا اموزّعه

ظلّت اتنادي يَفرسان الظّعَن عزّم يشيل

عزّم ايشيل الظّعن دنهض يَجاسم يا علي

يا مقطّع بالشّريعه قوم عدّل محملي

تدري ماني امعوّده أمشي يسيره بلا ولي

و خرّت سكينه على بوها و مدامعها تسيل

تسيل دمعتها يَويلي و تمسح ادموم الجروح

و حين ضمها لعد صدره انفجعت وظلّت تنوح

و رَدْ شمر بالسّوط ليها و روحها رادت تروح

و زينب اتشوفه و تتدخّل ولا يفيد الدّخيل

يا شمر مَتْراقب الله ذوّبت منها الفؤاد

تضرب اطفيله و ثلتيّام ما ضاقت الزّاد

قال فزعي لي هَلِج قالت هلي عنّي ابعاد

بالأمس عندي حموله و اصبحت مالي كفيل

عتاب العقيلة عند الرحيل

قرّبوا لينا المطايا و طوّح الحادي و سرى

و جثّتك يا نور عيني امّدده فوق الثّرى

و الله ممشانا يَخويه بالغصب ماهو ابْرضى

بعدكم يا طود عزّي ضايج اعليّه الفضا

شلون ممشانا و جنايزكم طريحه امرضّضه

و روسكم فوق العوالي اقبال عيني مشهّره

٢٣١

و اومت على المشرعه وصاحت يَبو فرجه الغيور

وين وعدك ضاعت النّسوان يالليث الجسور

خويه ما نقدر بلا وليان نقطع هلبرور

يالولي خلّيتني بين الأعادي امحيّره

خويه هذا اللي قبل منّه يَبعد اهلي خفت

جان يتصوّر ابْعيني و بيه يا حيد اُوْقَعت

اتيسّرت بعد المعزّه و الخدر و اتسلّبت

حيث ظلّيتوا ضحايا و انا رحت اميسّره

جيت ويّاكم من اوطاني عزيزه يا هلي

بالطفوف الكل جفاني و شال ظعني بلا ولي

زجر من بعدك يَطَيْب الذّات يبْرى محملي

سفر و ايتام و عليل شلون حاله امّرمره

وَسْفَه يا عبّاس فوق النّهر طالت نومتك

موش انا امن المرتضى عندك وديعه ابذمّتك

و هسّا بين اعداك تتركني ذليله نيّتك

هاي آخِرْةِ الأخوّه اوْياك يا ليث الشّرا

رد عليها لسان حاله ايّسي من نهضتي

جفجفي دمعج و كفّي العتب اُو ودْعي جثّتي

راسي فوق الرّمح ويّاكم يباري عيلتي

و راس اخوج حسين جدّام الظّعن يمخَدّره

قطع بجدل خنصر الحسين

فِعل بَجْدَل يا خلق ما صار مثله و لا جرى

هيّج احزاني عليّه و يفت قلبي امن اذكره

ما كفاه اتقطّع اوصاله و لا حز الوريد

ولا ترضّض جثّته ابْخيل العدا فوق الصّعيد

و عاين الخاتم يلوح ابْخنصر حسين الشّهيد

جامد عْليه الدّما و احنى يحزّه بْخَنجره

و على التكّه ويح قلبي قطع جمّاله الجفوف

عاينه اموزّع على التربان من ضرب السيوف

و عاين التكّه و لزمها و لا دخل قلبه الخوف

ما درى حسين آية الله لو هو جثّه مطبّره

مد ابو سكنه يمينه و قطعها و مد الشمال

و رَدْ بَراها و لَكوان اتزلزلت و العرش مال

و نزل خير الرّسل طه و الوصي فحل الرّجال

و الحسن و الزّاكيه امّه و الشعور امنشّره

قعد و الرّاس ابْيمينه ايصيح يا جدّي الرّسول

لَشكي أحوالي لَبويه المرتضى و امّي البتول

رضّوا العدوان صدري عْلى الثّرى بْدوس الخيول

وشالوا ابْروس اخوتي و راسي و خواتي امشهّره

ضمّه الهادي ابْصدره و البتول امّه تصيح

مهجتي اشْذَنبك يخلّونك رميّه بلا ضريح

بويه رخّصني أخضّب شعري من دم هالذّبيح

قال بويه خْذي اُو ناخذ و الدموع امنثّره

من دماه اتخضّبت و تصيح يَبْني يا غيور

يتّمت سكْنه و زينب ضيّعتها ابهالبرور

مخدّره زينب و لا هي معوّده تركب الكور

اشلون يبني زينب اتخلّيك عاري عْلَى الثّرى

قلها مرّت بي و شافت جسمي من دمّه غسيل

و خرّت مْن الجمَل لوْداعي و صاحوا بالرّحيل

٢٣٢

غصب عن جسمي خذوها و دمعها بخَدْها يسيل

سافرت لكن يَزَهرا باليتامى امحيره

حضور السجاد لدفن الحسين

طب علي السّجاد للعرصه و دموعه امنثّره

شافها تزهر و من طيب لَمجاد معطّره

شاف جسم حسين و اجساد العشيره امضجّعه

و شاف جمع امْن الخلق عند الجسد متجمّعه

قال شلكم يا خلق عد هالجثث لمصرّعه

قالوا نتفرّج عليها و دم دمع عينه جرى

قال لا تخافون انا ابن حسين جيت بْوَجعتي

قصدي أدفن و الدي و ادفن اعمامي و اخوتي

قوموا حفروا قبور عنّي المرض ناحل قوّتي

و خلّوا ادماهم غسلهم و الجفن سافي الثّرى

حفروا قبر حسين يمّه و قام محنيّ الظّهر

وضع يَدْ تحت الرّجل و الثّانيه تحت الظّهر

قام كلما رفع جانب جانب الثّاني يخُر

صاح بويه شْلون اشيلك ولوصال امطشّره

لا جفن تحصل يَبويه ولا حنوط و لا غسل

نور عيني و لا عضو منّك بلاخر متّصل

ذاب قلبي باريه بالله احضروا لي بالعجَل

نجمع اوصاله و نركّبها و نلفّه و نقبره

ركّب اضلوع الصّدر و الدّمع من عينه ذروف

حط على اجتافه الزّنود وعلى الذّرعان الجفوف

ويل قلبي من فقد خنصر ابو سكنه العطوف

رد يحوم و يجذب الونّه و يدوّر خنصره

لَمْ جميع اوصال ابوه اللي انكسر و اللي انهشم

حتّى قطعة قلبه اللي استخرجوها بالسّهم

ما بقى غير الكريم عْلَى الرّمح يبرى الحرم

و لفّه اُو مدّده ابْقَبره و ظل يشمّه ابْمَنحره

رد على الأكبر لقاه امقطّع و راسه قطيع

حفر قبره و انحنى له و شاله ابقلبٍ وجيع

جهّزه وجهّز الجاسم و اخوته و وارى الرّضيع

و التفت للمشرعه و حن و تعلّا اتْحسّره

قصد للمَسْناة يسجب عبرته محني الظّهر

شاف ليث الحرب متوسّد اذراعه اعْلَى النّهر

صاح عمّي انتحل جسمي امن المصايب و القَهَر

ابْذمّتك زينب يَبو فاضل و تمشي اميسّره

وين جفّينك يَعَمّي وين راسك و العلم

آه لو سلمت اجفوفك جان ماحرقوا الخيَم

وجان ما واحد كَفُوا يسلّب يتيمه مْن الحرم

ليت دهري ايعود ليّه بالليالي المزهره

دخول العلويّات الكوفة

ماجت الكوفه بَهَلْها و طلعت ابْضَرب الدفوف

و الودايع حايره و السّتر راحات الجفوف

ابْحَالة القشره يتامى حسين دخلوها تنوح

و الحراير ما بقى الها امْن الضّرب و السّير روح

و الزّلم بالسّكك تهرع و النّسا فوق السّطوح

وين ابو فرجه الشّفيّه ليت يحضرها و يشوف

٢٣٣

و غدت كوفيّه شجيّه تصيح هاللي عْلَى الجمل

من تنعّي ذاب قلبي و من تحن دمعي انهمل

صوتها يصدّع و يشبه صوت ابو حسين الفحَل

ضايعه و نسوه وراها امركّبات اعلى لعجوف

ظنّتي هاللي تحن قدّام هاي امّ المصاب

و اظن المذبوح اخو لْها لو ولد بعده شباب

ردّي اجوابي يَمَسبيّه تراهو القلب ذاب

و اخبروني انتو امنين وصاحت ابْدَمع ذروف

لا تنشديني ترى رسم الصّبر منّي عفى

ضايعه بْليّا ولي و ابهاليتامى امكلّفه

ما دريتي احنا يَكوفيّه سبايا المصطفى

امسلّبات و هلأعادي كلها تتفرّج اعكوف

صاحت اشلون النبي المختار تسبى نسوته

و هاللي تتفرّج عليكم كلها تتبع ملّته

قالت امْن الدّهر هذا و من يزيد و فعلته

انذبحت اخواني وظلّوا عْلَى الثّرى بَرْض الطفوف

و انا زينب و الذي من حولي أيتام اخوتي

و الذي فوق العوالي روس قومي و عزوتي

شوفي أحوالي سليبه و زجر قايد ناقتي

و من يهل دمعي ضَرَبني عقب ابو فرجه العطوف

جنت انا ابعز و جلاله و مثل خدري ما جرى

و تبهج الخاطر هَلِي بْذيج الوجوه المزهره

مَحْلَى مَشْيَتهم سويّه و الشعور امنشّره

خلف ابوسكنه وتخط فوق الثّرى بنود السيوف

واصبحت فرجه وطماشه عقب فرساني و هَلي

فوق ناقه امهزّله و كل ساع يصْغي محملي

و لو بجيت الرّجس يضربني و لا ليّه ولي

اُو وين مَيْشوف الخلق متجمّعه بينا يطوف

شكوى السجاد حاله لعمّته زينب

زينب اتعاين وليها و لَغلال ابْرقبته

فوق ناقه امهزّله امْقيّد و تجري دمعته

ينظر الها و يجر ونّه و هي تنظره و تنتحب

والحرم تخفي البجا و النّوح خوف امْن الضّرب

نادته يا نور عيني ذوّبت منّي القلب

هلّت ادموعه و اخذ يبدي الشّكايه العمّته

عمّه يا زينب سفرنا فوق هالهزّل طويل

و انا من كثرة جروحي هذا دم ساقي يسيل

نحّل عظامي اركوبي عْلَى الجمَل وانا عليل

و هالرّجس كل ساع يضربني و يزجر ناقته

صاحت و ظلّت يَويلي فوق ناقتها تجود

يا زجر بالله دخفّف عن علي من هلقيود

آه يَفرسانٍ نسوني آه يَعزٍ ما يعود

من طرفنا ما تخاف الله و ترحم حالته

رد عليه ابن الخنَا و من شاف حاله الغيظ زاد

صاح كِتْر اللي يوجعك وين يا زين لعباد

قال حَدْر الجامعه و موضع اغلالي و لقياد

شال سوطه و غابت امن الضّرب ويلي ارويحته

٢٣٤

شكوى زينب حالها لأبيها

يا علي يا ياب ما تدري اشْسَدى اعليّه و جرى

بالمجالس وقّفوني و قبل جنت امخدّره

سلّبونا و ركّبونا يا علي فوق الهزل

يسر للكوفه خذونا و ربّقونا بالحبل

و على ابن زياد ادْخلونا و دمعنا ابْخَدنا يهل

و ظل يتهكّم علينا و سِن اخونا كسّره

سافروا بينا من الكوفه اُو ودّونا اليزيد

سيّرونا مثل سبي الرّوم لو سبي العبيد

و الذي نحّل اعظامي شوفتي راس الشّهيد

ناصبينه قبال وجهي و يهل دمعي مْن انظره

فوق خطّي امعلّقينه و ينظر السكْنه و رباب

يا علي و كلما نطب بلده نقول اهْنا العذاب

ريتني اتقضّت ايّامي و لا ابتليت ابهالمصاب

و لا وقفت ابدار غربه ابْهَاليتامى امحيّره

وطبّة الشّام المشومه اتشيّب الرّاس الرّضيع

ضايعه و ضايج عليّه يا علي الرّحب الوسيع

فارقت روحي عسى و لا شوف هالحال الشّنيع

و لَنْظُر الها الذبح اخيّي اعلام كلها منشّره

و على ايزيد الرّجس دخلونا ابْكسيرتنا ننوح

وبينّا السجّاد و بْرجليه من قيده جروح

فَت مُهجتي راس اخيّي بالطّشت شفْته يلوح

بالقضيب ايكسّر اضراسه و شفتها امكسّره

آه يَهَظم اللي لقيته من يزيد و مجلسه

ابحَبل جتّفني و سب اهلي و راسي نكّسه

و آنا حرمه و مبتليّه ابهاليتامى و النّسا

و العليل اللي شعب قلبي ابْونينه محيّره

ضرب الرأس الشريف بالحجر

صدّوا ابْراس الولي امْن النوح هلكت نسوته

شيبه امخضّب و سكنه اتنَحّلت من شوفته

يا زجر مَيّل ابراس حسين ذوّبت لَطفال

ما تخاف الله افْجَعتنا و ما بقى للحرم حال

تلعب ابراس الولي فوق الرّمح يَمْنه و شمال

مَقْدَر انظر بو علي تلعب الرّيح ابْشيبته

بالأمس شوفة عزيزي حسين تجلب لي السّرور

لو ركب مهره و تسلّح و الوجه يلمع ابْنور

و حوله أولاده و اخوته وظل على خيَمنا يدور

و من يطب عندي الخيمه شلون حلوه طبّته

و هسّا فوق الرّمح و يقودون خلفه ناقتي

ايدير لي بالعين من يسمع عزيزي نحبتي

و ينذهل قلبي و غصب بالهودج اضرب جبهتي

لا تلوموني ترى مْن الحزن جبدي امفتّته

و الذي خلّا القلب منّي يذوب و ينفطر

و الدّمع دم صبّت عيوني مثل صبّ المطر

ضربة ام هْجَام راس حسين أخيّي بالحجَر

مَر عليها ايسبّح و نوره يشع من غرّته

قالت الرّاس الذي يسطع على الرّمح الطّويل

صاحب الشّيبه البهيّه و صاحب الوجه الجميل

جان راس حسين جرّب بَلْكي يبرد لي غليل

و بالحجر بنت العواهر ويل قلبي صكّته

٢٣٥

شلّت ايمينج يميشومه اشْفَعَل بيج الشّهيد

ماكفاج اللي جرى عْلَى الجسَد من عسكر يزيد

قطّعوه و هشّموا جسمه على حر الصّعيد

و انتي اتضربين راسه بالحجَر متشمّته

شهادة اليتيمة في خربة الشام

طفلة المظلوم خرّت فوق راسه اتقبّله

اتصيح بويه ضيّعتني و قبل جنت امدلّله

قرّح اجفاني يَبويه و ذوّب احشاي اليتم

من تهل الدّمع عيني يضربوني و انشتم

جيت بحماكم عزيزه و لا شفت ذلّه و هضم

و اصبحت بعدك يتيمه فوق ناقه امهزّله

لو جرى دمعي ابخَدّي من ينشّف دمعتي

امروّعه و ما شوف إلي والي يسكّن روعتي

لابقى العبّاس ليّه و لا شباب مْن اخوتي

روسهم فوق الأسنّه و لَجساد ابْكَربلا

و انحنت فوقه تشمّه و دمعها بخَدها سفوح

وعن جبينه امْسَحت دمّه وشهقت وغابت الرّوح

ماتت و راسه ابحجرها و الحرم ضجّت ابْنوح

و كعبة الأحزان قامت و المدامع سايله

مدّدت طفلة اخوها و غمّضت منها العين

و عن حجرها راس ابوها شالته ابلوعه و حنين

و دارت النّسوه عليها و جدّدوا ماتم حسين

و اهوت سكينه على جنازة اختها معوله

تصيح موتج نحَّل اعظامي و فتّت للقلوب

ممّدده و النّاس تتفرّج علينا من الدروب

لَشِق جيبي اعليك لكن ما بقت لينا جيوب

و الدّمع قرّح و لا ظل دمع لَجلك نهمله

و صرخت و نادت يعمّه بالعجل ودّي خبر

كربلا حتى يجينا بو الفضل يحفر قبر

و الشّهيد حسين خلّه يجيب كافور و سدر

و الولد لَكبر يشوف اخته و نعشها يحمله

شلون ندفن هليتيمه و الأهل كلهم غياب

بين عدوان و جنازه امعطّله و بلدة اجناب

وين جدنا وين ابونا المرتضى داحي الباب

وين اهلنا ما دروا عدنا جنازه امعطّله

و مهجة الزّهرا تنادي بس يَسكنه امن النّحيب

ما نظرتي جسم ابوج حسين بالغبرا تريب

و شفتي راسه اقبال عينج شيبه ابدمّه خضيب

تركناه ابْكربلا مطروح محّد غسّله

ورود الحرم أرض كربلاء

ابْهَالأرض خيل الأعادي جسم اخيّي داسته

يا نزول الغاضريّه خبّروني ابحفرته

ابهالأرض عبّاس قطعوا اجفوفه و طاح العلم

ابهالأرض شيخ العشيره استخرجوا قلبه ابْسَهم

ابهالأرض هجموا علينا و شتّتونا امْن الخيم

و الولي مرمي و عينه اتشوف حالة نسوته

لاح قبر حسين ليها و انذهل منها القلب

و صرخت و خرّت على قبره و مدامعها تصب

٢٣٦

وصاحت اقعد شوف متني اشْحَل عليه مْن الضّرب

و انظر السجّاد من بعدك اشْصارت حالته

لو تشوفه يوم شدّوا الجامعه وقيد الثّقيل

و حطّوا ابْرجله سلاسل و هو يَبْن امّي عليل

فوق ناقه امهزّله و الدّرب يَبْن امّي طويل

يفت قلبي من يضربونه اُو يجذب ونّته

و حالنا يحسين حال اقشر على ذيج الهزل

هاي متعوّق جَمَلها و ذيج طاح الها طفل

و ذيج شال الظّعن عنها و تركض ابتالي الزّمل

و الضّرب من غير فاصل و لقلوب امفتّته

لو ردت يحسين افصّل لك مصايب هالسّفر

يوم ما يمكن أعدّد يا شهيد و لا شهر

ذاب جسمي امْن السّرا و انعمت عيني مْن السّهر

هضمني ابن زياد يَبن امّي و شهرني ابْكوفته

اوقفت قدّامه منَكْسَه الرّاس لكن يا شهيد

ما شفت ذلّه يَبَعد اهلي مثل مجلس يزيد

قومه ايسومون سكنه اعزيزتك سوم العبيد

ننسحب كلنا بحَبل و ابنك انجرحت رقبته

خويه جم سوق ادخلتها وجم مدينه وجم بلد

و جيت بيتامك على قبرك و لا ليّه جلد

و تدري بركوب الجمل ينحل يخويه للجسد

وين ابو فاضل كفيلي وصّلوني الحفرته

قامت اتصب الدّمع و ايتامها اوياها تدور

للشّريعه قاصده اتدوّر ابو فرجه الغيور

و اوقعت فوق القبر و القلب بَحزانه يفور

صاحت اقعد يا كفيل اللي طلعت ابذمّته

تطْلعوني من اخدوري يخْوتي و ذاك الدّلال

للمذلّه و الهضم و الضّيم و ركوب الجمال

جيت و الله امأمّنه و حولي من اخواني أبطال

ما دريت الدّهر يفْجَعني بَخويه و عزوته

وصول خبرالحسين للمدينة

هاي يا عمّي المدينه تموج من كثر العويل

و اظنْها مصيبه دهتنا ما يصير الها مثيل

قام مدهوش و تحدّر دمع عينه بْوَجْنته

و لنّ لمنادي على باب الشّهيد ابْنَاقته

ايصيح بالطّف انذبح شيخ العشيره و عزوته

ظل ثلثتيّام عاري جسمه ابْدمّه غسيل

صاح ياللي زلزلِت بالصّيحه أركان البلَد

أرد أنشدك عن أهل هالبيت ظل منهم أحد

قال راحوا ما بقى منهم رضيع و لا ولد

غير واحد شفته وْيَا الحرم لكنّه عليل

روسهم للشّام راحت و لَجساد ابْكربلا

عاريه ابْذيج الفيافي بالدموم امغسّله

قال انشدك ظعنهم ياهو بقى يتكفّله

ياهو الذيج الحرم من عقب ابو فاضل كفيل

قال راحوا الشّام و النّسوه يباريها زجر

و اليتامى عْلَى الهوازل عاريه بليّا ستر

صاح يا فجعة اقليبي ريت واراني القبر

و رجع يلطم هامته و الدّمع بخدوده يسيل

٢٣٧

طلعن و شافن احواله بنت اخوه و امّ البنين

نوب يمشي و نوب يتعفّر على حر الجبين

ايصيح هالدّار اغلقوها بعد ما يرجع حسين

ما بقى يم البنين امْن العشيره بس عليل

صاحت اسم الله على الشّبّان من نوم القبور

يرجعون النا ابْسَلامه انشا الله و تزهر الدّور

لا تفاول يا عزيزي عْلى اخوتك ذيج البدور

بالسّلامه يردهم الله و الدّهر يرجع جميل

صاح جان انتي ابْرَجوى حسين و الدّوله تعود

ايّسي هيهات مَيعودون سكّان اللحود

راحوا و ذيج اليتامى ربّقوها بالقيود

واظن زينب جسمها مْن الضّرب والمسرى نحيل

و الذي نحّل اعظامي و دمع عيني نشّفه

و نكّست راسي غصب و القلب زاد اتْلهّفه

اوقوف زينب وسط مجلس باليتامى امجتّفه

تكسر الخاطر يتامى حسين من كثر العويل

خبر شايع راس اخونا كسّر اضراسه العنيد

و الحراير بالمسام اموقّفه مثل العبيد

أشق جيبي جان زينب دشّت ابمَجلس يزيد

آه يَزينب يالوديعه شلون صرتي ابلا كفيل

إبن الحنفيه و أم البنين

اشْهَالخبر لَقشر علينا اشْهَالمصاب اللي جرى

ايذوّب افّادي امْن اسمعه و مهجتي امْن اتصوّره

دم دمع عيني جرى و بالحزن دلّالي انجرح

حس لمنادي ينادي ابْكربلا حسين انذبح

وبو الفضل فوق الشّريعه مقطّعه اجفوفه انطرح

و انكسر ظهر السّبط من عاينه فوق الثّرى

راعني صوت لمنادي ايصيح مذبوحه هَلي

ذوّب قليبي ينادي راح جسّام و علي

راح عون و راح جعفر للحرم ما ظل ولي

لَشِقْ جيبي امْن الأسف جان العزيزه امْيسّره

آه يَزينب يالمصونه اشلون ضيعه ضيعتِج

تركبين الجمل عاري و زجر قايد ناقتج

بالدّهر للخلق تبقى اشلون فجعه امصيبتج

و يظل اسمج للأبد بالفَخر كلمن يذكره

قالت اسكت لا تفاول على اولادي القلب ذاب

بالسّلامه يردهم المعبود حلوين الشّباب

و تزهر الدّور ابأهلها و بعد ما ينغلق باب

و ترجع ايّام الهنيّه و السّعاده المزهره

ايواجه الله بينك و بين اخوتك يَبن الأمين

ايرد ابو فاضل و خُوته أربعتهم سالمين

انشا الله انشوف المنازل زاهيه ابْغرّة حسين

و ترجع الوفّاد و تعود الليالي مسفره

صاح راح حسين لا تترقّبينه لج يعود

و الحرم للشّام مسبيّه و ترفل بالقيود

و داروا ابذيج الحراير حاسره ابوسط العقود

و وقّفوا زينب ابديوان آل اميّه محيّره

زينب وابن الحنفية

محمَّد ينادي يَزينب و القلب بالحزن ذاب

خبّريني يا زجيّه اشْحَل عليكم من مصاب

٢٣٨

نادته و القلب ذايب و الدّمع منها يسيل

شوف خويه الرّاس شايب و الجسد منّي نحيل

شاب راسي يوم شفت حسين من دمّه غسيل

و انتَ يَمْحمّد امجرّب لوعة افراق لَحباب=

قال يختي هالمصاب الصابكم كلّه فظيع

لكن اسمعنا يزينب عنكم ابعلمٍ شنيع

فوق صدر حسين يَعزيزه صدق ذبحوا الرّضيع

قالت اتخضّب ابدمّه و شقّت الجيب الرّباب

قال يختي الخبَر جانا ابْفعل شيّال اللوا

ملك صدر المشرعه و بالعطش رد و ما ارتوى

و سمعنا يقولون بالأجساد ضيّق نينوى

قالت اسكت لا تسايل و استمع رد الجواب

انجان تسألني عن عضيدك أبو فرجه اشْفَعل

فيّض الوديان من دمّ العدا يوم الحمل

و الله نسّاها حرب صفّين و اهوال الجمل

لكن انقطعت اجفوفه و انجدل فوق التراب

قال يختي صدق جاسم عرّس بطف كربلا

و ساعة ازفافه عْمامه اعلى الوطيّه امجدّله

جان زفّيتوا ولدنا قبل ما تذبح هَلَه

و جان طرّشتوا يَزينب نحضر زفاف الشّباب

قالت محمَّد يخويه ليت حاضرنا و تشوف

زفّه حسين ابحَريمه و العدا تزحف اصفوف

وعقب ساعه صار من دم نحره اخضاب الجفوف

شاب مَتْهَنّى و تفصيل الجفن لابس ثياب

قال صدق حسين اخيّي مات محّد وسّده

و عقب ذبحه فوق صدره جالت اخيول العدا

قالت اوصاله شفتها اقبال عيني امبدّده

و شفت راسه يا محمّد شايلينه عْلَى لحراب

و المصيبه اللي عمتني مشيتي ويّا الغرب

قلت خلّوني و لَنْ متني تورّم بالضّرب

و طوّح الحادي ومشوا بينا عن ابن امّي غصب

لو شفتنا اشْكثر قاسينا بعدهم من عذاب

قال شايع خبر يا زينب و اظن هذا بعيد

قالت اخبرني الدّهر بَلْكَت يسوّيها و يزيد

قال دشّيتي صدق حسره على الفاجر يزيد

قالت إي والله دخَلنا و مجلسه مملي أجناب

السجاد مع أبي حمزة الثمالي

لا تهيجني ترى سيف الصّبر قلبي فرى

اتلومني جنّك مَتَدري بالمصاب اللي جرى

لا تهيّجني ترى مْن النّوح جبدي اتفطّرت

عاينت عيني مصايب بالبرايا ما جرت

ابيوم واحد كل عشيرتنا بْصعيد اتعفّرت

روسهم فوق العوالي و لَجساد عْلَى الثّرى

شوف عيني من وقع بو الفضل شيّال اللوا

راح ابويه حسين شافه ادمومه و مخّه سوى

و رجع محني الظّهر و يصيح طود العز هوى

و انا بس اجذب الونّه و الدموع امنثّره

شوف عيني ابن الحسن من طلع جنّه غصن بان

لابس اثيابه يبو حمزه مثل لبس لَجفان

و الوجه مثل البدر ياضي على بخت الزّمان

ظل رميّه عْلى الوطيّه و الخدود امعفّره

٢٣٩

عاينت عيني يَبو حمزه علي لَكبر الشّاب

وقع بالعركه و جابه والدي يم لَطناب

بالسيوف مبضّعينه و راس ابوه عليه شاب

شعب قلبي حال ليلى اتحوم حوله محيّره

وجان ابيّن لك مصاب اللي صدر رايك يضيع

جاهدوا حتّى تفانوا و الغسل فيض النّجيع

يا بو حمزه ما تقلّي اشْذنب عبدالله الرّضيع

بيد ابويه حسين شفته السّهم فاري منحره

و المصيبه اللي تهزّ العرش و تفت الصّخر

من شفت طاح الشّهيد ابْسَهم من ظهر المهر

و أمَضْ منها يوم شفته ايهبّر اوداجه الشّمر

و الحراير نصب عيني بلبرور امطشّره

و جان ما تدري أخبرك و الخبر صعب و شديد

نادوا علينا خوارج بالسّكك مثل العبيد

وقّفوا بنت الرّساله امجتّفه ابمجلس يزيد

مالها ساتر ذليله و باليتامى اممّرمره

{ نعش الامام الكاظم على جسر بغداد }

أصبح النّاعي ينادي مات امام الرّافضه

و شيعته بقلوبها نار الحزن شبّت لظى

و اصبحت بغداد كلها عْلى الجسر متجمّعه

ذاك متشمّت و هذا فوق خدّه مدمعه

ويل قلبي و الجنازه عْلى حماميل اربعه

و فوق ذاك الجسر مدّوا مهجتك يا مرتضى

وقف يم جنازته ابن سويد ويّاه الطّبيب

شال جف إيده و شمّه و ارتفع منه النّحيب

و قال هذا من عشيره لو اببلدتكم غريب

جان تسأل عن سبب موته ترى بالسّم قضى

صفق جفّيه و زفر و الجيب منّه مزّقه

و قال أُهو شيخ العشيره و العشيره امفرّقه

اتشتّتوا و اضحت منازلهم خليّه امغلّقه

ريت حاضر له و يشيل اجنازته اعزيزه الرّضا

يا خلق شفتوا جنازه بالحديد امقيّده

اعلى حماميل اربعه تبجي الحالتها العدا

حوّل اسليمان صارخ من سمع ذاك النّدا

و قال خَبْروني اشْصاير ضاق بي رحب الفضا

قالوا اللي عْلى الجسر صوبين كلهم ينظرون

عدهم اجنازة حجازي اممّدده و يتفرّجون

قال جيبوها بعجل ليّه ترى اتزلزل الكون

هذا من بيت النّبوه و بيدهم حتم القضا

جهّزوا شيخ العشيره بالمعزّه و غسّلوه

و ابّرده بْعشرين ألف جسم ابن جعفر جفّنوه

و صاح لمحشّم يَشيعه إمامكم قوموا احملوه

طلعت الشّيعه ابْضَجّه للسّراير معرضه

يا عظم مشية الشّيعه من ورا نعش الإمام

كاشفين الرّوس جمله امنشّره سود الاعلام

و النّسا نشرت شعرها و الزّلم تلطم الهام

على إمامٍ بالسّجن ميّت و لا حد غمّضه

و عن غريب الغاضريّه وين غابت شيعته

ليت حضروا قبل مَتّدوس العوادي جثّته

و عاينوا زينب تنخّي من يشيل اجنازته

جثّته ظلّت على حر الصّعيد امرضّضه

٢٤٠