الجمرات الودية

الجمرات الودية0%

الجمرات الودية مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 361

الجمرات الودية

مؤلف: عطية بن علي الجمري
تصنيف:

الصفحات: 361
المشاهدات: 64511
تحميل: 6090

توضيحات:

الجمرات الودية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 361 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 64511 / تحميل: 6090
الحجم الحجم الحجم

مأجور راح حسين واخوانه و بنينه

وظلّت بيوته موحشه و ظلمه المدينه

وحرقوا خيامه واعظم مصيبه علينه

بين الأعادي بلا ستر مشي النّساوين

شيخ العشيره والعشيره زغار وكبار

كلهم يبن عبّاس راحوا ضَحْوَة نْهَار

خلصوا ذبح والحرم تتشَهَّر بالامصار

واعظم مصيبه وقوف زينب بالدّواوين

نوح الغراب على منزل الحسين

من هالذي تنعاه يَغْراب المنيّه

ذوّبت قلبي و هيّجت حزني عليّه

بهالبيت وحدي وشيّبت راسي المصايب

راحوا وخلّوني وحيده شبال غالب

وكلمَن سألني قلت ابويه حسين غايب

كل يوم اقول اليوم أبويه يعود ليّه

ومن سافروا ما شوف منهم خبرجاني

وشيخ العشيره حسين ضيّعني ونساني

و انا عليله و المرض غيّر الواني

مَقْدَر أعاين دورهم كلها خليّه

وانجان عندك خبر عنهم خيّموا وين

بالله دِخّبرني و اظنّك ناعي البين

قلها يفاطم جدّدي الماتم على حسين

لا ترتجينه يعود الج يا هاشميّه

صاحت و دمع عيونها قرّح من النّوح

أرد انشدك ميّت على فراشه لو مذبوح

قلها تركته بكربلا بالشّمس مطروح

عاري الجسد تسْحق عليه الأعوجيه

حنّت ونادت و الدّمع بالخد سجّاب

انجان شفْت حسين مرمي فوق التراب

ماظلّ الي من عزوتي شيخٍ ولا شاب

كلهم طبق راحوا ودهري خان بيّه

قلها يفاطم جاسم و لَكبر و عبّاس

ما واحد إلا وصدره بخيل العدا انداس

ولا شفت منهم واحد على جثّته راس

والرّوس كلها فوق روس السّمهريّه

نادت اخبرني يا غراب البين عنهم

وارَوا جثثهم لو بقوا محّد دفنهم

ويا هو البقى لارض المدينه يرد ظعنهم

وياهو الذي يباري ظعون الهاشميّه

قلها زجر ساق لظعون بذيج الايتام

وشمر الخنا قوّض براس حسين قدّام

ودّوهم الكوفه وتالي راحوا الشّام

وزينب جسمها نحّله ركوب المطيّه

٦١

مسلم بن عقيل على باب طوعه

مسلم وقف يم باب طوعه يدير لَفكار

خجلان راسه منكّسه والدّمع نثار

وطوعه تقلّه شحاجتك من وقفتك هاي

قلها وهو مغبون يخفي الصّوت بهداي

عطشان أنا بالله دطلعي لي شوي ماي

جابت الماي وشرب منّه ووقف محتار

قالت شربت الماي لا توقف على الباب

عيب على مثلك وقفتك ببيوت لجناب

جنّك جليل و شوفتك يا شهم تنهاب

لهلك دروح القمر غرّب والنّجم دار

روح بعجل لهلك قبل ما يظلم الليل

واقف تفكّر والدّمع بخدودك يسيل

ما عندك ابهالبلد عزوه و لا رجاجيل

قلها غريب ولا أهل عندي ولا دار

قلها غريب ابهالمدينه ولالي أوطان

وخانت بي الكوفه وانا مفرد بلا عوان

و محّد يودّي لي خبر لولاد عدنان

يقلهم ترى مسلم بليّا انصار محتار

قالت هلك في وين قلها في المدينة

وعنها ارتحلنا والدّهر جاير علينه

عمّي علي ومسلم أنا اللّي يذكرونه

مخذول وامسيت ابّلدكم مالي أنصار

مقاتلته وأسره

ليتك شفت مسلم برض كوفان يحسين

زلزل نواحيها ورجها وماله معين

صوّل عليهم يشبه الكرّار بالسّيف

ضيّق مناسمها و تولاها بأراجيف

ومن العطش ملهوف قلبه والوكت صيف

و الخلق باطنان القصب تلهب الصّوبين

لولا القضا و الحيلة اللّي دبّروها

حفروا بميدانه حفيره و ستّروها

وبيها تقنطر و المحاسن جرّحوها

وصابه بن الاشعث ويح قلبي بمحجر العين

وطوعه تصيح على السّطح وشهالكسيره

ليتك حضرت اتشوف ياشيخ العشيره

بن عمّك الموثوق طايح بالحفيره

وقادوه مثل الطّير مكسور الجناحين

وظلّت تنخّيهم يهل كوفان رحموه

هذا ابن اخو الكرّار حيدر لا تسحبوه

٦٢

خلّوه يمشي براحته قلبي شعبتوه

خافوا من الله مالكم مذهب ولادين

صاحت يمسلم واعظمها خجلتي فيك

شبيدي واناحرمه وضعيفه ولااقدر احميك

لو يتركونك جان أفت قلبي واداويك

انجان سلَمِت من كيدهم سلّم علىحسين

قلها يطوعه اليوم ما تحصل سلامه

أوصيج جان ابهلبلد طبّ‍وا يتامى

قولي ترى مسلم يبلّغكم سلامه

واجرج على الله و النّبي سيّد الكونين

تجيكم يطوعه مخدّرة حيدر على كور

جنّي أراها ابهالسّكك بيتامها اتدور

حسَّر على هزّل وراس حسين مشهور

وتدخل على ابن زياد ويّاها النّساوين

إلقاؤه من أعلى القصر

صعدوا بمسلم والدّمع يجري من العين

ووجّه بوجهه للحجاز يخاطب حسين

يحسين أنا مقتول ردّوا لا تجوني

خانوا هل الكوفه عقب ما بايعوني

وللفاجر ابن زياد كلهم سلّموني

مفرود وانتو ياهلي عنّي بعيدين

ياليت هالدّم الذي يجري على القاع

مسفوح بين يديك يامكسور الاضلاع

ياحيف منّك ما احتضيت بساعة وداع

بيني و بينك ياحبيبي فرّق البين

ما هيّج اهمومي الذي جاري عليّه

وجدي وحزني الجيّتك يابن الشفيّه

خوفي تجي ويصدر عليك الصار بيّه

وتضيع من بعدك يبن عمّي الخواتين

صاح الدّعي ابن زياد فيهم لا تمهلوه

بالعجل من فوق القصر للقاع ذبّوه

قطعوا كريمه والجسد بالسّوق سحبوه

بالحبل ما بين الملا وافجعة الدّين

وسْفَه الجسد ذبّوه من قصر الإماره

ويزيد لرض الشّام راحت له بشاره

وجان ايترجّى حسين وانقطعت اخباره

وزينب تنشده اشخبر مسلم ياضيا العين

٦٣

يحسين مسلم مالفت منّه مكاتيب

شالسّبب ميطرّش خبر نفهم التّرتيب

والله من الكوفه يخويه قلبي مريب

ذبحوا علي وخانوا بعهد الحسن يحسين

قلها الخبر عندي يمهجة سرّ الوجود

مسلم من الكوفه ينور العين ميعود

جنّي أشوفنّه بسوق الغنم ممدود

مابينهم ينسحب ما جنهم مسلمين

وصول خبر مقتله للحسين '

غادر الكعبه نور مكّه و المدينه

يوم الذي بكوفان مسلم قاتلينه

غادر الكعبه بعيلته وجملة رجاله

محافظ على حرمة الكعبه و الرّساله

وناجاه من وادي القدس ربّ الجلاله

يحسين ياللي عن جواري طاردينه

في كربلا قبرك يشمّامة المختار

لازم أخلّي كربلا مقصد الزوّار

واترك العالم حول قبرك ليل ونهار

وكلهم يبو السجّاد من فاضل الطّينه

سافر يحثّ السّيْر ويلقّط انصاره

كل فرد منهم للنّصر ربّه اختاره

منهم نواصب جانوا و منهم نصارى

و منهم يرخّصهم يريد يفارقونه

ويلاه من وصلت ظعينتهم زباله

وطنّب خيامه ونزل واجتمعت رجاله

بصيوانه العالي ولن الخبر جا له

عن جسد مسلم بالشّوارع يسحبونه

خانت الكوفه وهاي عاده الهم قديمه

و الخبر شاع وبالبجا عجّت حريمه

وخلّى بحجره ابن البتول اوّل يتيمه

وحسّت الطّفله ولن مدامعها هتونه

تقلّه يعمّي قبل ماشفتك تجيني

بحجرك تحطني وتمسح براسي وجبيني

وهذي إشارات اليتم يانور عيني

دنّق وقبّلها وغمرها بدمع عينه

حنّت ولطمت راسها وحسين يمها

فقد الابو جايد ولكن زاد همها

٦٤

خافت عقب فقد الأبو ينفقد عمها

و تصبح يتيمه من هالاثنين الحزينه

سألت سكينه عن حميده رايحه وين

قالوا لها مطرّش عليها خالها حسين

راحت ولن تشوفها تلطم الخدّين

وخرّت عليها معوله وتنحب سكينه

ضمهن الصدره بوعلي والدّمع مسجوم

يمسح مدامعهن و هاجت بيه لهموم

وخاطب سكينه وقال يعزيزه إلك يوم

ثوب الحزن واليتم لازم تلبسينه

بكاء بنت مسلم

قلبي كسَرته يا غريب الغاضريّه

مثل اليتامى تمسح بكفّك عليّه

تمسح على راسي ودمع العين همّال

جنّي يتيمه الكافي الله من هالاحوال

ما عوّدتني ابهالفعل من قبل يا خال

خلّيت عبراتي على خدّي جريّه

بمسحك على راسي تركت القلب ذايب

هذا يعمّي من علامات المصايب

قلبي تروّع حيث ابويه بسَفَر غايب

طوّل الغيبه يعوده الله بعَجَل ليّه

ضَمها الصدره والدّمع يجري بالخدود

و قَلْها يَفَاطم والدج ماظنّتي يعود

شهقت وظلّت تنتحب وبروحها تجود

و نادت يعمّي لا تفاول بالمنيّه

سافر عساه يعود ليّه بالسّلامه

واجلس بحجره وينشرح صدري بكلامه

شنهو اسمعت عن و الدي حلو الجهامه

قلها يبنتي غيبته عنّج بطيّه

جاني الخبر عن حال مسلم يا حزينه

يقولون من قصر الاماره ذابّينه

وبالحبل بالاسواق جسمه يسحبونه

وراسه المشكّر راح للطّاغي هديّه

صرخت الطّفله والدّمع بخدودها يسيح

وتقوم مذعوره وعلى وجه الثرا تّطيح

تلطم على الهامه بعَشِرْها و نوبٍ تصيح

قومي يَيُمّه والبسي حداد الرّزيّه

رثاء طفلي مسلم بن عقيل

فرّوا يتامى اثنين من خيمة المظلوم

وامهم تحوم محيّره والقلب مهموم

طلعت تحن وتصيح يا زينب تعالي

و الله مصايب يا خلق تيّهت بالي

هاموا اولادي ابهالفضا ياذل حالي

راحوا و خلّوني حزينه ابحال ميشوم

٦٥

كثر المصايب يا خلايق تذهل الرّاي

كلهم السّاعه اتذبّحوا يا خلق وِلْياي

ظنّيت هالطّفلين تبقى سلوه وياي

بالبرّ تاهوا وبطلبهم محّد يقوم

والله مصايب بو علي فتّت افّادي

قومي يزينب بالعَجل ننظر الوادي

من الخوف فرّوا للفضا وتاهوا اولادي

يحرسكم الله ياضيا عيني من القوم

يا ليتكم ليّه بسلامتكم ترجعون

ربّيتكم يا مهجة قليبي و تضيعون

يايْتَام مَدْري وين هالليله تنامون

يطلَعْكم الله من الكوفه بلدة الشّوم

و انجان يَوْلادي وصلتوا للمدينه

خبروا محمَّد بالّذي جاري علينا

وقولوا ترى زينب ترَكْناها حزينه

و ذيج اليتامى بالهجير اتطيح وتقوم

هالبرّ الاقفَر لا نَزِل يوجد ولا بلاد

خوفي عليكم يا ولادي من ابن زياد

ماظل أحد من عزوتي يطلب هالاولاد

بس العليل و مدمعه بالخد مسجوم

وقوعهما في قبضة السجّان

خفّف علينا القيد وارحمنا يسجّان

احنا من اهل بيت النّبي وبينا الدّهرخان

مسلم ابونا والأهل كلهم سلاطين

جدنا علي صاحب البيعه وخالنا حسين

و ذيج العشيره صاح بيها صايح البين

ظلّوا على حرالثّرى وضاعت النّسوان

واحنا انهزمنا و روّعتنا هجمة الخيل

بالبرّ توّهنا وعلينا هوّد الليل

ولا درينا اشصار بالنّسوه و العليل

يقولون جابوهم سبايا لارض كوفان

قلهم شعبتوني وفت قلبي حجيكم

زغار اويتامى اشحال قلب امكم عليكم

من ايّام يا بعد الأهل مرّوا بسبيكم

فوق المطايا وخالكم راسه على سنان

٦٦

من ايّام يا بعد الأهل مرّوا بسبيكم

فوق المطايا وخالكم راسه على سنان

بعيني شفت حرّه على ظهر المطيّه

ذوّبت قلبي تنوح نوح الرّاعبيّه

وكلمن نظرها قال هذي الخارجيّه

نوبٍ تحن ونوبٍ تباري الرّضعان

و مرّت علَيْ ناقه بلا هودج ولا مهاد

وحُرمه بظهَرها من النّواعي تفت لَكباد

تنادي شعبني فقد اخوتي وفقد الاولاد

راحوا اولادي وخايفه غيلة العدوان

ويّا الحرم عاينت شاب مقيّدينه

يبجي على اهله وبالسّلاسل باهضينه

وكلما يون يوحّش العالم ونينه

جنّه مريض و من العلّه الجسد نحلان

قلّه على وَصْفَك هالمغلّل بالزّناجيل

هذا البقيّه من عشيرتنا البهاليل

واللي تحن وتباري النّسوه والعليل

هاي الوديعه مخدّرة فارس الفرسان

واللي وراها فوق ناقه تجر ونّه

وتنعى على الأولاد هاي الضّايعه امنا

ياليتنا ابهالخبر لقشر ما سمعنا

ويا ليت نمنا ويا العشيره ابفرد ميدان

خطابهما لقاتلهما

اتوعَّ يَعقلي هجمَت علينا المنيّه

ما يحصل النا ابهالزّمن نومه هنيّه

كلما طلعنا من بلا شفنا بلايا

ياليتنا ويّا الأهل صِرنا ضحايا

وياليت ساقونا بيسر ويّا المطايا

اهون علينا من الحبس ظهر المطيّه

ضعنا يخويه وابتلينا ابّلدة ارجاس

ضيعه ويتاما وجوع وسط السّجن ياناس

لنّ الرّجس صابه ومنّه كسَّر أضراس

ودماه فوق الصّدر خلّاها جريّه

وردّ ورفس لاخر وقَلْهُم حان اجلكم

لشفي غليلي يا يتامى اليوم منكم

متعوب يولاد الخوارج في طلبكم

قلّه ارحمنا يرحمك ربّ البريّه

لا أهل عِدْنا ولا أبو يثور بطلبنا

صغار و يتامى وين ما رحنا انتشبنا

متراقب الله اكسب أجر وارحم تعبنا

عندك ترا احنا ضيوف جينا ابهالعشيّه

ويّاك مَتْقول اشفَعَلْنا من جنايه

ترفس أخيّي ومنّي تكسّر ثنايا

قلّه عليكم حامت طيور المنايا

هالرّوس لابن زياد اودّيها هديّه

واحنى الكبير على الصغير بقلب صادي

و احتضن خيّه والدّمع بالخد بادي

وصاروا بحاله تفتّت قلوب الأعادي

وذاك الزغيِّر خوف يتلوّذ الخيّه

٦٧

قتل الشقي لهما

نطلب يغادي البَخَت منّك أربع خصال

بلكت تجاوبنا على وحده يرجّال

قلّه اذكرهن قال لابن زياد وَدْنا

وراقب الهادي وراقب الكرّار جدنا

ساعه ترى من الليل والله ما رقَدنا

مانهتني بالزّاد بَسْ انقاسي اهوال

مَيْصير قال ابن الخنا قلّه ارحمنا

احنا ضيوف وملتجين ارحم يتمنا

شبَقّى علينا الدّهر ماتعاين هضمنا

قلّه شلون ارحَمكم ومقصودي المال

قلّه ابذلنا ياعديم الفعل للسّوم

تحصل أضعاف اللّي تأمّل من الميشوم

قلّه مهو لازم ذبحكم واصل اليوم

قلّه دحِلْ قيدك نصلّي والدّمع سال

صلّوا يويلي والدّمع يجري من العيون

واحنى على عضيده يون ونّة المطعون

ودّع أخيّه وخاطب الفاجر الملعون

يقلّه قبل خيّي اذبحني يبن الانذال

قلّه اذبحني ريت يومي قبل يومه

مقدر أشوفنه مغرّق من دمومه

و لن الزّغير ايصيح و ادموعه سجومه

قبلك انا مقدر أشوفك فوق لرمال

و الرِّجس من شاف المسابق للمنيّه

حز راس لَكبر و انجدل جدّام اخيّه

وظلّ يتمرّغ بالدّما سودا عليّه

ولَصغر وقع فوقه وتخضّب بالدّما وقال

خلني على جثّة عزيز الرّوح ساعه

بَتْخَضَّبْ بدمّه اتزود من وداعه

مارحم نحباته وفَتَح بالسّيف باعه

حالاً قطع راسه شمَفْظَعْها من احوال

صرخت بلا شعور العجوز ولطمت الهام

وخرّت عليهم معولة والدمع سجّام

تصيح الضّيافه هذا تاليها يالايتام

ياخجلتي من المرتضى خوّاض الاهوال

ظنّيت يحبابي تفوزون بسلامه

ما جنت اظن ابهاي و ارجع بالنّدامه

بلغوا سلامي الطّهر جدكم يا يتامى

مقدر أواريكم ترى ما عندي رجال

مسير الحسين وخوف العقيلة

طوّح الحادي والظّعن هاج بحنينه

و زينب تنادي سفرة القشره علينه

صاحت بكافلها شديد العَزِم والباس

شمّر اردانك وانشر البيرق يعبّاس

جنّي أعاينها مصيبه تشيّب الرّاس

ما ظنّتي نرجع بدولتنا المدينه

قلها يَزينب هاج عزمي لا تنخّين

مادام انا موجود يختي ما تذلّين

٦٨

لو تنقلب شاماتهم ويّا العراقين

لطحن جماجمهم وانا حامي الظّعينه

لا تهيّجيني ولا يدشّ بقلبك الخوف

مَيْروعني طعن الرماح وضرب لسيوف

بس طلبي امن الله يسلّم لي هلجفوف

لحمل على العسكر واذكّرهم ببونه

قالت اعرفك بالحرب ياخوي وافي

وقطع الزّند هذا الذي منّه مخافي

اليوم بمعزّه و بعدكم مَدْري شَوَافي

ياهو اليردّ الخيل لو هجمت علينا

هلّت دموع العين من حادي الظّعن صاح

عبّاس قايدها و حاديها الطّرمّاح

ابهالحال و هْيَ تصيح عزّي ياخلق راح

وحسين جدّام الظّعن يمشي بسكينه

ومن كربلا ساقوا الظّعن كلهم اعادي

شمر الخنا قايد و زجر الرِّجس حادي

ومَرَّت وهي تستر وجههَّا بالأيادي

و صاحت يقايد ناقتي عنّك مشينا

نادت وهي فوق المطيّه واومت عليه

هذا الظّغن لرض المدينه من يودّيه

واللي خِفِت منّه يبو الشّيمه وقَعِت بيه

قطع الفيافي اعلى الهِزِل ويني و وينه

وصوله كربلا

قوّض بظَعنَه والظّعن هاجت احزانه

قاصد ابو السجّاد كوفان الخيانه

قبل المسير اعطى العبد منشور يقراه

مشروح بيه الحال واخبرهم بمنواه

وتفرّقوا عنّه وجد السّبط مَسراه

مع صفوة اصحابه وبني عمّه واخوانه

قصده الكوفه بو علي ولو وصّل الها

سبط النّبي انقلبت على ابن زياد كلها

لكن قضا الله والمشيئه من يفلها

الحر الرّياحي عارضه وعرقل اظعانه

خلّاه يمشي بالفضا مابين الجبال

من غير شارع نوب يمنى ونوبٍ شمال

من وادي الوادي بحريمه وذيج الاطفال

وبس ماتوسّط كربلا وقّف حصانه

تعرّف عليها ومن عرفها نزل في الحال

وصاح بعَجَل عبّاس نصبوا خيام العيال

بهالأرض تبقى اجسادنا واجفانها رمال

فوق الوطيّه والغسل جاري دمانا

ترجّل عن الميمون مهجة فاطمه حسين

ونادى يخوتي بالعجل نزلوا النّساوين

عاشور هذا وكربلا ياهاشميين

هذا مكان الوعد يكرام و زمانه

حطّوا الظّعينه ابهالارض واضح المنهاج

منصوب بيها الجنة الفردوس معراج

٦٩

لكن عقب ما ننغسل بدموم الاوداج

ونطلع من الدّنيا على الشّاطي بظمانا

و نبقى عرايا ابهالفيافي ثلثتيّام

والرّوس فوق ارماح والنّسوه والايتام

تتوصّل الكوفه وتالي تروح للشّام

وبيت الخنا ملزوم تتهدّم اركانه

وبلغوا سلامي شيعتي ياللي تسمعون

أمضي بنفسي وعزوتي لايكون ينسون

صّبيت دم قلبي وأريدَن ماي العيون

إلهم وفيت العهد وادّيت الامانه

يامهجة الزّهرا فداك الاهل والرّوح

ننساك حاشا وبالقلوب مخزّنه جروح

المخلوق من فاضل الطّينه لازم ينوح

عنوان للشّيعي البجا ياهل الدّيانه

و اليسمع امصابك ولا تجري ادموعه

يمكسّر الاضلاع ماهو من الشّيعه

هذا يبو السّجاد مَيريدك شفيعه

و يوم الحشر يحسين مايحشر اويانا

{ الناظم }

يحسين عين الماتصبّ عليك ماها

تخسر هدايتها ويلاقيها عماها

بيك التجي يامُنقذ الامّه وحِماها

الخادم بدنيا وآخره يطلب أمانه

وقوف مهره وظهور آثار الكرب والبلا

سبط الرّسول ابكربلا اتحيّر نجيبه

ونادى شِسِم هالقاع يَلْيوث الحريبه

قالوا يبو السجّاد اسمها الغاضريّات

والها اسم عند الخلايق شط الفرات

مَعْ نينوى والعقر ياسيّد السّادات

قلهم وقلبه من الوجد يسعر لهيبه

بالله شسمها غير هذا يا صناديد

قالوا طفوف وكربلا يبن الاماجيد

قلهم دنزلوا غير هذي الارض ماريد

وقولوا لزينب تِستعدّ الهالمصيبه

حطّوا ظعنّا ابهالفَضا و نصبوا خيَمنا

و بهداي يَسباع الحرم نزلوا حَرَمنا

معلوم عندي ابهالارض ينسفك دَمنا

موعود بيها وعدي من الله وحبيبه

انجان هذي كربلا بشروا اببّلايا

ونزلوا ترى لاحت علامات المنايا

لازم بجانب هالنّهر نقضي ظمايا

واجسادنا تبقى على الغبرا سليبه

جم شاب ما يهنى بشبابه يظلّ معفور

كلنا بثراها نظلْ عرايا مالنا قبور

هذي مصارعنا و وَعَدنا يوم عاشور

طير المنون اسمع على راسي نعيبه

طنّب خيامه بكربلا مهجة المختار

ودارت عليه جنود اميّه وظل محتار

٧٠

و ادموعه اتصب فوق خدّه شبه لَمطار

واقبال وَجهَه ينتخي كبش الكتيبه

ثار ابرعيده صاحب الصّولات عبّاس

قلّه البجا خلّه يخويه وارفع الرّاس

لفعل فعل للحشر بيه تتحدّث النّاس

نشّف ادموعه بوعلي وسكّن نحيبه

قلّه وقلبه من الوجد والحزن مفتوت

تدري بخوك حسين مايرهب من الموت

حزني لجل سلب الحريم وحرق البيوت

جم أرمله تبقى عقب عيني سليبه

ماهاجت احزاني لجل ذبحة رجالي

حزني يبو فاضل على ضيعة اطفالي

وشحال زينب لو بقت من غير والي

متحيّره بايتام مدهوشه وغريبه

نزوله أرض كربلا

طنّب خيامه بكربلا وشَعْشَع ضِياها

بغرّة جبينه وازهر الوادي وفضاها

نصبوا الخيم وحسين بيده يشيل الادغال

ويلقّط اشواك الارض من بين الرمال

ويقول لا يأذّي حرايرنا و الاطفال

ساعة فرار الحرم حسّر من خباها

نزلوا وطابت من عطر طيب الاطايب

واللي اكتبوا له مشّوا عليه الكتايب

ولزموا الشرايع فكّر وشوف العجايب

مهر البتول وينمنع مهجة حشاها

وعْلَى السّبط ضيّق الوادي جيش اميّه

وحِسْنَت ضيافتهم طفوف الغاضريّه

حتّى الطّفل ينذبح مايضوق الميّه

معلوم هذا كربها وهذا بلاها

ياكربلا باسمه ظهر لج بالملا شان

جنتي برور وشاد الج بالذّهب بنيان

وخلّاج معراج السّما ومعدن الإيمان

وجسمه ثلثتيّام عريان بعراها

خلّاج كعبه وتربتك مرهم للا وجاع

ويبات برضك بالعرا مكسور الاضلاع

واخته الوديعه تحوم بالوادي بلا قناع

من حولها الايتام تتلظّى بظماها

ياكربلا نلتي الشَّرَف من فيض دمّه

ودموم طفله واخوته واولاد عمّه

وصرتي منار بجسم ابن طه وعمّه

ومن تربتك كل الخلق تطلب شفاها

محّد يقول حسين أشرف من أبوحسين

وارض النّجف متأخّره وانتي تفوزين

لكن تشرّفتي بدم خير النبيّين

وعلى السّماوات العُلا فضلك تناها

٧١

محاورة بين الحسين وكربلاء

وجّه سؤال حسين لرض الغاضريّه

أريد انشْدك كربلا ردّي عليّه

جبريل منّك رفع تربه و طيبها يفوح

جدّي تلقّاها وعليها الدّمع مسفوح

و قلّه ابهالوادي يروح حسين مذبوح

ظامي ويظل بكربلا عاري رميّه

ياكربلا من جيت ظل محتار مُهري

في وين قولي طيحتي وياصوب قبري

والتّربة اللي تشرب مْن اوداج نحري

من ياكتر بالعجل ردّي جواب ليّه

قالت يبن ست النّسا وقفة حصانك

والشرّفتها بدوستك هذي مكانك

تتغسّل ابدمّك و سافيها اجفانك

و ابهالمكان اتدوس صَدْرَك لَعوجيه

بموضع وقوفك طيحتك من فوق مهرك

وبن راعي المعزى يحز اوداج نحرك

ظامي يبو السجّاد واتشرف بقبرك

واصير مقصد للملا صبح ومسيّه

واللي ابّيرَقكُم على الجيمان يقْلط

من عالم التّكوين قبره انحفر وانخَط

تتقطّع زنوده ويطيح بجانب الشّط

وبيكم أفاخر جنّة الخُلد العليّه

وامّا عزيزك ياشهيد وشبه جدّك

لَكبر علي مرسوم لحده يم لحدك

والطّفل لازم يندفن يحسين عندك

واما البقيّه تندفن كلها سويّه

وجملة أنصارك تنْدفنْ كلها بحفيره

بيكم بروري الموحشه تصبح منيره

وقبرك امان وفوز للقاصد يزوره

ومن كل قطر تقصد الشّيعه ملتجيّه

قَلها السّبط ياكربلا بشري تراني

بَهلي وحريمي ليك حتّى الطّفل عاني

وهالارض هاي الواسعه تغص بالمباني

ليل ونهار الشيعتي روحه وجيّه

عفت المدينه وحرم مكّه وبالأهل جيت

خلّيت حجّي خوف تهتَك حرمة البيت

ياكربلا و انجان بترابك تواريت

تصيرين كعبه للملا بكل معنويّه

الكعبه ومشاعرها لها بكل عام وقتين

وانتي على طول السّنه بوفدِك تغصّين

والكل ينادي سرور قلبي زيارة حسين

وانا اطلب مْنَ الله يكفّر كل خطيّه

برضك الشّيعه يستجيب الله دُعاها

والعلل والامراض بترابك شفاها

و الحور تتعطّر ابهالتّربه و شذاها

و طيبك تراهو من دموم الفاطميّه

٧٢

اجتماع العسكر عليه في الطف

خيّم الجيش وباليتامى تحيّر حسين

وضجّت بنات المرتضى وسط الصّياوين

طلعت من خيام النّسا زينب تنادي

يحسين هالعسكر ترى ضيّق الوادي

وانجان هاللي خيّموا كلهم اعادي

و للحرب كلهم يا ضمدنا مستعدّين

تبقى منازلنا خليّه بالمدينه

وانجان رحتوا الكافي الله احنا انولينه

الله يعدّيك البلا ردّ الظّعينه

لرض الوطن يا بو علي رد النّساوين

قلها ودمع العين فوق الخد فيّض

خلصت يزينب مدّتي والعمر قوّض

راسي بخطّي يرتفع والصّدر ينرض

و بحالةٍ قشرا عقب عيني تصيرين

واللي قبالك ياحزينه من الرّجاجيل

كلهم وعدهم من تصك الخيل بالخيل

ساعه ولا يبقى بخيمكم غير العليل

و من الصّبح للشّام بيتامي تشيلين

جسمك يذوب وينتحل من سفرة الشّام

و يشيب راسج يا حزينه بذيج الايّام

كل ساع يختي تطيح وحده من هالايتام

تلوى عليها سياطهم وانتي تشوفين

قالت اجل يحسين للذلّه جبتني

بَرْض المدينه جان يَبْن أمّي اتركِتني

يحسين وين الملتجا لو ضيّعتني

مقدر على ذلّه وهضم يا قرّة العين

ويّاك جيت من المدينه وعفت الاوطان

خفت المذلّة و التجيت العزِّ الاخوان

قلت الأخو يدفع صروف الدّهر لوخان

قال الدّهر سكتي عقب عزّج تذلّين

والله يخويه لو غريبه ومشت ويّاك

محّد كفو يذلها وهي ياخوي بحماك

وانا تخلّيني يخويه بوليَة عداك

بعدك يبو سكنه دقلّي الملتجا وين

اجتماع رايات الكوفة عليه

من يوم سادس بيّنت رايات كوفان

لزموا الشّرايع وامتلت بالجيش وديان

كلها من الكوفه المشومه مستعدّين

سبعين الف سدّوا الفيافي شمال ويمين

وحسين ما غير اخوته ونيّف وسبعين

والخيم مَمْلِيّه حرم واطفال رضعان

خندق على خيام الحرم صاحب الغيره

و كلها ملاها بالحطب ذيج الحفيره

وصارت النّار على المخيّم مستديره

هاي المصايب يالموالي وهاي الاحزان

طلعت بلوعه من الخبا زينب حزينه

تقلّه يخويه هالجيوش اللّي تجينا

٧٣

إلنا ينور العين قلّي لو علينا

الوادي يبوالسجّاد فايض من الفرسان

قلها يزينب والقلب يسعر لهيبه

كلها علينا واستعدّي للمصيبه

تبقين يختي ابهالارض بعدي غريبه

بيد الاعادي و تبتلين ابجيش نسوان

هذي يزينب كربلا وهذا نهرها

وهذا زمان مصيبتي وهذا شهرها

حتّى العدو يمخدّره عنده خبرها

تقاسين بيها من الكروب اشكال والوان

تقلّه يتالي السّلف من وصّيت بينا

وياهو عقب عينك يردنا للمدينه

و ابهالفيافي من يصالي هالظّعينه

وياهو اليباريها ويباري عليل وجعان

قلها عليج ملاحظ النّسوه ولَطفال

وتجلّدي يَبْنَة الزّهرا بكل الاحوال

الله عوينج لو حدى حاديكم وشال

وشفتي الجسدعاري وراسي براس لسنان

خرّت المحزونه تون و القلب صادي

اتقلّه يخويه ابهالحجي اتفتّت افّادي

الله يبو السجّاد نبقى بيد اعادي

كل المصايب والهضم ولْية العدوان

( الأصحاب )

الحسين يرسل لزهير بن القين

وصّل رسول حسين لزهير الجلاله

يسأل مَن زهير الذي طابت خصاله

قلّه أنا زهير اشْمَرَام اللّي تريده

قلّه يريدك بو علي بلهجه شديده

كلمن سمع ذب الطّعام اللّي بإيده

والكلّ بقى محتار من ذيج الرّساله

يقولون محنا شيعته ولاحنا انصاره

حتّى بمَنَازلنا بعد نكره جواره

ولنّ النّجيبه تصيح من خلف السّتاره

تِبدي ملام زهير وتعنّف رجاله

٧٤

يَزهير يبعث لك ابن ستّ النّساوين

و ماتسرع تلبّي و هو عز المسلمين

خلّ الطّعام وبادر وسلّم على حسين

وبلّغ سلامي وياك واسأل عن أحواله

بس ماسمعها هاج عزمه ونهض مذعور

وصّل لبن حيدر ورَدّ بقلب مسرور

يقلها يحرمه وداعة الله اليوم النشور

بَنصر شبل حيدر وادافع عن عياله

غزوة بَلَنْجَر ذكّرتني ابهالسّعاده

و بشّرني التّاريخ باسباب الشّهاده

موالي علي الكرّار وموالي اولاده

واهل الغدر عاديتهم واهل الضّلاله

ديلم تقلّه وداعة الله مْع السّلامه

و الوَعَد عند المصطفى يوم القيامه

نلت السّعاده بنصرتك بيت الامامه

بالحال ودّعها ودمعه بانهماله

يقول الله الله بعيلتي بعدي احفظيها

و بنتي الزّغيره حافظي دايم عليها

و لو سايلت عنّي بجيتي واعديها

واجرج يحرّه على النّبي المختار وآله

قوّض بظعنه وراح قاصد نصرة حسين

منحرف جان ورد رجع للفاطميّين

٧٥

سلّم على ابن الطّهر واخلص مذهب ودين

ويقول سبط المصطفى روحي فدا له

زهير بين يدي الحسين

سلّم زهير على السّبط والعلم شاله

بيده وقال ارواحنا كلنا فدا له

يخطب قبل جيش الضّلاله رافع الصّوت

والكل بقى من خطبته حيران مبهوت

قلهم يحزب الغدر ياشيعة الطّاغوت

كلكم تحزّبتوا على بيت الرّساله

قلّه الشّمر يَزهير والله ما عهدناك

شيعه لهل هالبيت سابج ماعرفناك

قلّه حَمَدْتَ الله على فراقي سجاياك

و يزيد وابن زياد منتوج الرّذاله

وآنا على حب الوصي عاقد ضميري

تعرف مَصيرك يارجس واعرف مصيري

مهجة الزّهرا دون هالعالم أميري

والورد حوض المصطفى وصافي زلاله

مطلّق حريمي لاجله وهاجر بلادي

أفديه باهلي وعزوتي حتّى اولادي

ولنّ الشّهيد حسين مِن خلفه ينادي

يَزهير مَيفيد الوعظ باهل الضّلاله

يقلّه يَبن حيدر يَشمّامة المختار

لو حي حرقوني يبو الاطهار بالنّار

واعود حيّ بكلّ ساعه عدّة امرار

سبعين الف مرّه ولا احس بملاله

أحلى على قلبي وألذّ من شربة الماي

البارده بساعة ظماي و لهبة حشاي

قال وفعل طيب الفعل واسمع حجاياي

ظهر المحرّم يوم عاشر عن افعاله

تقلّط على اليمنه السّميدع يوم عاشور

فيّض الوادي ومن جثثهم ضاقت برور

تقنطر على حر الوطيّه وعانق الحور

و حسين ينظر له ودمعه بانهماله

قلّه قضيت حقوقنا واوفيت يزهير

سرّيت قلب الطّهر بجهادك يَسمسير

أنصار عِدْ غيري مثلكم أبد ميصير

من قبل ليّه اختاركم رب الجلاله

وهب مع أمه

سرور القلب ياوهب عندي لك بشاره

شِبْه المسيح اليوم شرّفنا بزياره

يبني جلست اليوم وحدي بجانب خباي

ولن زوجتك تنده يعمّه من الذي جاي

ياوهب مد جفّه اليمين وفجّر الماي

و من غرّته ومن النّحر تسطع انواره

أبدى التحيّه وقال ليّه ابنج وهب وين

وانا اخبرته بغيبتك ياقرّة العين

٧٦

وقلّي وانا ماشي ولازم له تعرفين

حجي الجرى بالليل لا ينسى الإشاره

قولي له اللي بايعك بالليل جدّه

وشِفْت المسيح وْياه دمعه فوق خدّه

جدّامك ايحث الظّعن وصلت المدّه

إلحق انجان تريد تحسب من انصاره

قلها يَيُمّه وين قلّج مقصده يريد

ينزل قريبٍ بالظّعن لو قصده بعيد

قالت ينور العين سافر يقطع البيد

والوعد وادي كربلا هناك المعاره

هلّت ادموعه وقال فطني للخبر زين

هذا ترى جدّه نبي و خير النبيّين

و امّه شبيهة مريم و ست النّساوين

وهو الشّهيد حسين واشرح لج اخباره

شفت المسيح البارحه واحمد المختار

أسلمت ياحرّه و عدّوني من الانصار

قوضوا الخيمه نلحق السّادات الاطهار

و هلّت ادموعه فوق خدّينه اتّجارى

جدّ السّرى قاصد طفوف الغاضريّه

و عاين الوادي فايض من جنود اميّه

خلّى حريمه ويا الحريم الهاشميّه

وطب عند امان الخايف وحلّ بجواره

حلّ بجوار ابن الوصي وجدّد اسلامه

وقبّل اقدامه و اعترف له بالامامه

وثارت ترحّب بيه شبّان ونشامه

وبنصرة المظلوم نال اعظم تجاره

مبارزة وهب

جرّد وهب سيفه وركب صهوة حصانه

وفرّت بدهشه زوجته ولزمت عنانه

لزْمَت عنان الفرس والعبره تهلْها

تقلّه صحبتك جان صحبَتْنا تفلها

عندك أمانه ياوهب رِدها لاهلها

مثلك ترى عنده فلا تضيع الامانه

وحدي تخلّيني وانا سافرت وياك

بلادي بعيده ومن يودّيني الى هناك

مقدر أجيم ابهالفلا ساعه بليّاك

هذا مهو محمود عند اهل الدّيانه

قلها تشوفين السّبط قلّت رجاله

ما تسمعين ابهالخيم ضجّة اطفاله

أفديه انا بروحي وكوني مع اعياله

هذا مهو الشّخص الذي للبيت جانا

ولنّ العجوز تصيح بيها الولد خلّيه

يطلع يأدّي واجبه و بالنّفس يفديه

شبْه المسيح حسين محتاطه العدا بيه

أفنت رجاله المعركه وقلّت اعوانه

وعلى المطهّم لاح وترخّص من حسين

و انحدر للحومه وخلّى الجيش شطرين

عايف حياته وانبرت وحده من الايدين

وانعقر غوجه ولا دخل خوف بجنانه

٧٧

ولن يسمع الحرمه تصيح بقلب مذعور

بعمود خيمتها تجول وما لها شعور

وتصيح والله حسين خلّى القلب مكسور

ياوهب جاهد عن حريمه وعن اخوانه

قلها يحرمه قبل ساعه انتي تمنعين

عن طلعتي وهسّا علىالعسكر تهجمين

ياوهب قالت نحّلتني نخوة حسين

بشفي غليل القلب من قوم الخيانه

لنّ الشّهيد حسين شاف الولد محتار

مقطوعه يمينه و هو يحارب باليسار

عنّه وعنها يدافع بسيفه الفجّار

جاهم بوسط المعركه وخلا مكانه

مصرع وهب

عاين ابن حيدر وهب بالكون محتار

بيمناه يدفع زوجته ويضرب باليسار

قلّه يبن حيدر ارجعها للصّواوين

عنّي وعنها مقدر ادفع هالملحدين

قلها السّبط ردّي الخدر ويّا النّساوين

واجرج على الزّهرا وعلى حيدر الكرّار

ردّي الحرب مكتوب بس عْلَى الرّجاجيل

وجر الذّيول على النّسا وندب المجاتيل

ردّت وعبرتها على وجناتها تسيل

وتصيح جاهد ياوهب عن بيت لَطهار

صوّل عليهم شاهر السّيف بيساره

عايف حياته وينتخي وسط المعاره

وامّه على باب الخبا ترقب اخباره

تنظر العركه والدّمع بالخد نثّار

وداروا عليه قوم البغي قطعوا شماله

من عقب ماجدّل من العسكر رجاله

وتوزّعت من وقع بالغبرا اوصاله

وذبّوا على امّه راس ابنها قوم لشرار

خلّت كريمه بحجرها وشوفه ذهلها

وظلّت على الخدّين عبرتها تهلها

تقلّه غريبه امّك من يردها لاهلها

والله تشعبون القلب يقصار الاعمار

ربّيت يبني وبالرّبا ماخاب ظنّي

نلت الشّهاده وجاهدت عنّك وعنّي

لكن فراقك نزع والله الرّوح منّي

والمصرعه فرّت ولنّه فوق الاوعار

شحال العجوز التنْظر مقطّع ولدها

للموت فارقها وخلّاها وحدها

تناديه يبني و الوجد مض بجبدها

لاهي بديره ولا أهل عدها ولا دار

وبن سعد يمشي وياه عبده وعاين الها

وأشّر العبده وقال هالحرمه اقتلها

وعفّر اللبوه ابن البغايا يم شبلها

يراويك ظلم الماجرى مثله ولا صار

٧٨

إعتراض الحر قافلة الحسين

وصّل الحر لحسين يتزعّم سريّه

وسلّم عليه وعظّمه وصلّوا سويّه

صلّوا سوا وعقب الفريضه تبادلوا الرّاي

قلّه انا مرسول الي وعلى الوعد جاي

وانت معارضني تريد الحرب ويّاي

قلّه حشا ما حاربك يبن الزجيّه

مابينهم دار الحجي وساقوا الظّعينه

و اختل نظام الظّعن وتعلّى حنينه

وبدر الهواشم شاهر السّيف بيمينه

و زينب تقلّه ريّضوا بينا شويّه

ريضوا يبو فاضل ظعينتنا عن السّوق

غيرك يباري هالظّعن ياخوي مَيْلوق

خوفي تثور المعركه واحنا على النّوق

قلها يبنت المرتضى امرك عليّه

أمر الظّعن بيدي يزينب لاتخافين

بشري بعزّج والخدر مادام حيّين

وسالم أنا يمخدره وسالم لك حسين

وجان الحريبه تصير برض الغاضريّه

هناك النزول يصير وتصير المعاره

و هناك يومٍ للحشر تبقى اخباره

قالت سلامه هناك لو نمشي يساره

عبّاس والله سفرةٍ قشره عليّه

سكّن قلبها من نخوته و واصلوا السّير

للطّف قصدوا والمنايا وْياهم تسير

والحر يمانع والقضيّه تريد تفكير

و تالي الامر فاز بسعاده سَرمَديّه

ومن شاف جيش اهل الغدر دار اعتقاده

و دار وخَذَا وليده وزارتّه السّعاده

ويَمَّمْ حبيب المصطفى قصده الشّهاده

وإيده على الهامه و دمعاته جريّه

وهو على سرج مطهّمه سلّم علىحسين

وقلّه أنا ومهجة افّادي ليك عانين

يابن الطّهر ينغسل جرمي بدم الاثنين

عندي مثل كاس العسل ورد المنيّه

مصرع الحر الرياحي

يحسين ياثالث اليِمَّه وشبل الاطهار

نادم نصيتَك ياخليفة حامي الجار

أنا الذي عارضت لك بالدّرب يحسين

و انا الذي روّعتها قلوب النّساوين

و ما جنت أظن اعليك تتعمّر ميادين

تجسر عليك وتستحل دمّك الفجّار

قلّه السّبط ياصاحب التّوبه من تكون

قلّه أنا الحر الذي عارضت لظعون

وعاكستك بمسراك يالجوهر المكنون

نادم ولا ظن النّدم ينجي من النّار

٧٩

قلّه التّوبه تنقبل والباب مفتوح

توبه وندامه يصير بيها الذّنب مصفوح

بس ماسمع قلّه تراني بايع الرّوح

وارجو الرّضا منّك يبن حيدر الكرّار

أخلص الربّه توبته وابرز وليده

و لبّسه سلاحه وحزّمه للموت بيده

وقلّه جريمتنا ترى يبني شديده

بالامس منّا تروّعت عترة المختار

جاهد عن ابن المصطفى الهادي وحريمه

بدمّي ودمّك يالولد غسل الجريمه

شد وخبصها ونالها موته كريمه

والحر يشوفه وانتخى وجرّد البتّار

صوّل على جمع العدا والقلب مجروح

نكّس رواياها وشال ابنه المذبوح

ينادي عَلَيْ راضي يمن تفدا لك الرّوح

قلّه رضيت اعليك ياضيغم يَمغوار

قَحَّمْ ردود مطهّمه ورجّ الميادين

من عقب ماصب الدموع وودّع حسين

وخلّى الدموم انهار من قوم الملاعين

ودارت عليه جيوش وتقنطر بالاوعار

وحسين يَمْ جسمه وقف والدّمع يجريه

عنّه مسح دمّه و وقف يمّه يحاجيه

يبن النّجيبه هالاسم صدقت ترى بيه

أمّك وحر انتَ يحر و ضنوة احرار

رفع جسد الحر عن المعركة

شالوا الحر من المعاره مغمّض العين

يعالج بروحه ومدّدوه ويا المطاعين

وسط الخبا وتجري دمومه من اكتاره

و ثارت العركه والسّبط ذبحت انصاره

وحسين ظل مطروح عاري بالمعاره

وجيش الدّعي ابن زياد وصّل للصّواوين

وبن سعد راح الخيمة القتلى ودخلها

و شاف الجسوم مطرّحه شبّان كلها

والحرم فرّن والجنايز محّد الها

وكلهم عليهم روس بس عبّاس وحسين

وآمر بعزل الرّوس ياويلي من الابدان

بيهم مشايخ دين وكهولٍ وشبّان

قسوه ورثها من سلالة آل سفيان

قطعوا الرّوس من الاجساد شلون جسرين

شافوا الحر مابينهم بعض النّفس بيه

قالوا الحر هذا نذبحه لو نخلّيه

ذبحوه لازم قلهم وراسه نودّيه

و من عزوته ثاروا ألف خيّال ظفرين

سلّوا الهنادي من مغامدها بحماسه

و قالوا الحر هيهات ماينقطع راسه

نحميه لازم والرّجس ضاقت انفاسه

شالوه قوّه وابعدوه من الميادين

أشحدّه يحز راسه ويمّه ألف خيّال

نهضة عشيره غير حرمه ولا لها رجال

٨٠