العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته

العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته9%

العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته مؤلف:
تصنيف: شخصيات إسلامية
الصفحات: 607

العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته
  • البداية
  • السابق
  • 607 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 67706 / تحميل: 5484
الحجم الحجم الحجم
العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته

العبّاس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

وكما ذكرنا أوّل البحث: الثامن عشر من ذي الحجّة من السنة العاشرة للهجرة، لا كما زعم بعضهم من حديث زيد بن حارثة! وأنّها تعني المعنى الذي ذكرناه في صدر البحث.

ومن قَبل المأمون، فقد احتجّ به عمرو بن العاص، وهو غير متّهم فيه، ولا يمكن لابن تيميه أن يقول إنّ عَمْراً قد صبا فصار رافضيّاً!

واحتجّ به سعد بن أبي وقّاص، وكان معتزلاً لعليّ، وكذلك معاوية.

احتجاج عمر بن عبد العزيز

أخرج أبو نعيم بسندين عن يزيد بن عمر بن مورق، قال: كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يُعطي الناس، فتقدّمت إليه فقال لي: ممّن أنت؟ قلت: من قريش. قال: من أيّ قريش؟ قلت: من بني هاشم. فقال: من أيّ بني هاشم؟ قلت: مولى عليّ، قال: فوضع يده على صدره فقال: أنا والله مولى عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه ؛ ثمّ قال: حدّثني عدّة إنّهم سمعوا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ثمّ قال: يا مزاحم - مولى عمر بن عبد العزيز - كم تعطي أمثاله؟ قال: مائة أو مائتي درهم. قال: أعطِه خمسين ديناراً، لولايته عليّ ابن أبي طالب. ثمّ قال الحق ببلدك، فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءَك.(1)

ربما قال النّاصبيّ: إنّ عمر بن عبد العزيز أمويّ، إلاّ أنّه ترفّض! بدليل: إبطاله سنّة معاوية في لعن عليّ بن أبي طالب على منابر المسلمين وفي خُطَب

____________________

(1) حلية الأولياء: 5: 364، فرائد السمطين 1: 66 - الباب العاشر، حديث 32.

٤٠١

الجُمَع؛ وإحسانه إلى بني هاشم ؛ وإظهاره ما كان يُبطنه من موالاته لعليّ بن أبي طالب ؛ ولذلك سقطت عدالتُه ورُدّت شهادته، ولا يمكن الاحتجاج به!

كلمات العلماء في الحديث

للعلماء الأعلام كلمات في الحديث، حيث صحّحوا الحديث فيها وجعلوه حُجّة في وِلاية عليّعليه‌السلام وخلافته، مع ما لهُ من الحُجج والفضائل الأخرى الخاصّة به، قد ذكرنا بعضها عَرَضاً، ونذكر العلاّمة المسعوديّ: قال عليّ بن الحسين المسعوديّ الشّافعيّ «المتوفّى سنة 346 هـ): والأشياء التي استحقّ بها أصحابُ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الفضلَ هي: السّبق إلى الإيمان، والهجرة، والنّصرة لرسول الله، والقربى منه، والقناعة، وبذل النّفس له، والعلم بالكتاب والتنزيل، والجهاد في سبيل الله ؛ والورع، والزهد، والقضاء، والحكم، العفّة، والعلم، وكلّ ذلك لعليّعليه‌السلام منه النصيب الأوفر، والحظّ الأكبر ؛ إلى ما ينفرد به من قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين آخى بين أصحابه: «أنت أخي» وهوصلى‌الله‌عليه‌وآله لا ضدّ له ولا ندّ. وقوله صلوات الله عليه: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي».

وقولهعليه‌السلام : «من كنت مولاه، فعليّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه». ثمّ دعاؤهعليه‌السلام وقد قدّم إليه أنسُ الطائرَ: «اللّهم أدخلْ إليَّ أحبَّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر» فدخل عليه عليّ.(1)

الحافظ الگنجي الشافعيّ:

____________________

(1) كفاية الطالب: محمّد بن يوسف الگنجي الشافعيّ: 64.

٤٠٢

والحافظ الگنجي الشافعيّ «المقتول سنة 658 هـ) كلام لطيف ينمّ عن إيمانٍ وعلمٍ، فهو بعد أن أورد حديث الغدير بطرقٍ كثرة قال: قلت: هذا حديث مشهور حسن، رواته الثقاة، وانضمام هذه الأسانيد بعضها إلى بعض حجّة في صحّة النقل. ولو لم يكن في محبّة عليّ إلاّ دعاء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لمُحبِّ عليّ بكلّ خيرٍ لكان فيه كفاية لمن وفّقه الله عزّ وجلّ فكيف وقد دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ربّه عزّوجلّ بموالاة من والاه وبمحبّة من أحبّه، وبنصر من نصره.(1)

ابن المغازليّ الشافعيّ:

وقال الفقيه ابن المغازليّ الشافعيّ بعد ذكره لطرق الحديث: قال أبو القاسم الفضل بن محمّد: هذا حديث صحيح عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد روى حديثَ غدير خمّ عن رسول الله نحوٌ من مائة نفس منهم العشرة، وهو حديث ثابت لا أعرف له علّة ؛ تفرّد عليّعليه‌السلام بهذه الفضيلة ليس يَشرَكُه فيها أحد.(2)

أحمد بن حنبل: حدّثنا حسين بن محمّد، وأبو نعيم المعنيّ قالا: حدّثنا فطر عن أبي الطّفيل قال: جمع عليّرضي‌الله‌عنه عنه الناس في الرحبة ثمّ قال لهم: أنشد الله كلّ امرئٍ مسلم سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يوم غدير خم ما سمع لمّا قام. فقام ثلاثون من الناس، وقال أبو نعيم: فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذه بيده، فقال للناس: «أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه».

____________________

(1) مروج الذهب: عليّ بن الحسين المسعوديّ 2: 425 - 426.

(2) مناقب الإمام عليّ: الفقيه عليّ بن محمّد الشافعيّ الشهير بابن المغازليّ: 27 / الرقم 39.

٤٠٣

قال: فخرجتُ وكأنّ في نفسي شيئاً، فلقيتُ  زيد بن أرقم فقلت له: إنّي سمعت عليّاًرضي‌الله‌عنه يقول كذا وكذا؟ قال: فما تُنكر؟! قد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول ذلك له.(1)

فضيلة صيام يوم الغدير:

أخرج الخطيب البغداديّ(2) عن أبي نصر حبشون بن موسى بن أيّوب الخلاّك(3) ، قال: حدّثنا عليّ بن سعيد الرمليّ، حدّثنا ضمرة بن ربيعة القرشيّ، عن ابن شوذب، عن مطر الورّاق، عن شهر بن حوشب، عن ابي هريرة قال: من صام يوم ثَمان عشرة من ذي الحجّة كُتب له صيام ستّين شهراً، وهو يوم غدير خمٍّ لمّا أخذ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد عليّ بن أبي طالب فقال: «ألستُ وليَّ المؤمنين؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «من كنت مولاه، فعليّ مولاه» فقال عمر بن الخطّاب: بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب، أصبحتَ مولاي ومولى كلّ مسلم فأنزل الله:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ

____________________

(1) مسند أحمد - مسند زيد 5: 498 / 18815.

(2) تاريخ بغداد: الخطيب البغداديّ 8: 290.

(3) قال الخطيب: حبشون بن موسى بن أيّوب، أبو نصر الخلاّل. سمع عليّ بن سعيد بن قتيبة الرملي، وحنبل بن إسحاق الشيبانيّ...، روى عنه أبوبكر بن شاذان، وأبو الحسن الدار قطنيّ، وأحمد بن الفرج بن الحجّاج، وأبو حفص بن شاهين... وكان ثقة يسكن باب البصرة.

«تاريخ بغداد 8: 29، والمناقب للخوارزميّ 156 / الحديث 184، ومناقب الإمام عليّ: ابن المغازليّ 18 / الحديث 24».

٤٠٤

دِينَكُمْ ) (1) .

حديث الثّقلين

قال رافض الحقّ ابن تيميه: قال الرافضيّ: العاشر - من أدلّة إمامة عليّعليه‌السلام ما رواه الجمهور من قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّي تارك فيكم ما إنّ تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب الله وعِتْرتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتّى يَرِدا علَيَّ الحَوْضَ». وقال: «أهلُ بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق». وهذا يدلّ على وجوب التمسّك بقول أهل بيته، وعليّ سيّدُهم ؛ فيكون واجب الطّاعة على الكلّ، فيكون هو الإمام.(2)

ابن تيميه: «والجواب» من وجوهٍ أحدها: أنّ لفظ الحديث الذي في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال: قام فينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خطيباً بماءٍ يُدعى خمّاً بين مكّة والمدينة، فقال: أيّها الناس، إنّما أنا بشرٌ يُوشِك أن يأتيني رسول ربيّ فأجيب ربّي، وإنّي تارك فيكم ثقلين: أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنّور فخُذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه. ثمّ قال: وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي».(3)

____________________

(1) المائدة: 3.

(2) منهاج السنّة 4: 104.

(3) منهاج السنّة 4: 105.

٤٠٥

قال: وهذا اللفظ يدلّ على أنّ الذي أمرنا بالتمسّك به، وجعل المتمسّك به لا يضلّ هو كتاب الله. وهكذا جاء في غير هذا الحديث كما في صحيح مسلم عن جابر في حجّة الوداع(1) ...

قال: وأمّا قوله: «وعترتي أهل بيتي وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض» فهذا رواه الترمذيّ. وقد سئل عنه أحمد بن حنبل فضعفّه! وضعّفه غير واحد من أهل العلم وقالوا: لا يصحّ.(2)

ثمّ خاض في تفسير العترة فقال: إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال عن عترته «أنّها والكتاب لن يفترقا حتّى يردا عليه الحوض...».

قال: لكن العترة هم. بنو هاشم كلّهم...(3)

قال: وأمّا قوله: «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح»، فهذا لا يعرف له إسناد صحيح، ولا هو في شيء من كتب الحديث التي يُعتمد عليها.(4)

وجوابنا من وجوه: العجب كلّه من تصديقه الحديث والإقرار بصحّته! فلم ينكره على عادته المألوفة وألفاظه المعروفة مثل: «وهذا كذب بالإجماع، كذب عند أهل العمل والمعرفة بالحديث...».

إلاّ أنّ الذي فيه ؛ حمَلَه على ذكر الحديث الذي في صحيح مسلم ولم يكن

____________________

(1) نفسه 105: 4.

(2) نفسه.

(3) نفسه.

(4) نفسه.

٤٠٦

أميناً في النقل! إذ لم يتمّ الحديثَ بما يُظهر منزلة أهل البيت: ؛ فانّ آخر الحديث: «ثمّ قال: وأهل بيتي أذكّركمُ اللهَ في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي».(1)

فإنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ذكر أهل بيته ثلاث مرّاتٍ لا مرّة واحدة كما أورده ابن تيميه، فماذا يعني ذكرهم هكذا؟

إنّه يعني: إظهار خطر منزلتهم في الأمّة، فليس في كلام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عبث، حاشا لله تعالى، فانّه أعلم أمّته في آخر حجّةٍ حجّها أنّه مفارقُهم وأنّه تاركٌ فيهم خليفتين وعلى الأمّة أن تحفظه فيهما ولا تضيّع وديعتيه، ثمّ أعلمهم بهما فذكر كتاب الله عزّ وجلّ وحثّ على التمسّك به، ثمّ ذكر أهل بيته بلا فصلٍ، فجعلهم عِدْل القرآن، ولم يشرك فيهما غيرهما، وذلك مثلما صنع يوم المباهلة إذ خرج بعليّ فأقامه مقام نفسه، وابنته الطّاهرة فاطمة فكانت نساءه يومئذ، وسبطيه الحسن والحسين فكانا ابناءه: أجمعين ؛ خرج بهم يتحدّى نصارى نجران، فغلبهم بهم وامتنع النّصارى من المباهلة وأعطوا الجزية، ولو كان أحد يعدلهم لأقامه مقامهم وأشركه معهم فكانوا: معجزةَ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يومئذٍ. ولمّا نزلت آية التطهير:( إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (2) ، جمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاً وفاطمة والحسن والحسين: وأغْدَف عليهم كساءً وقال: «اللّهم هؤلاء أهل بيتي فأذهِبْ عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً» ولما أرادت أمّهات

____________________

(1) صحيح مسلم 15: 180 ؛ ومسند أحمد بن حنبل 3: 492 / 18780.

(2) الأحزاب: 33.

٤٠٧

المؤمنين: أمّ سلمة، وعائشة أن يكنّ معهم، منعهنّ رسول الله(1) . وما ذكرناه وغيره دليلُ عصمتِهم: التي لا يشركهم فيها إلاّ نفسه الزكيّةصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وقوله: وهذا اللفظ يدلّ على أنّ الذي أمرنا بالتمسّك به، وجعل المتمسّك به لا يضلّ هو كتاب الله».

وإنّما أراد بذلك أن يدفع فضل أهلِ البيت:، بقَصْرِ التمسّك بكتاب الله، والذي في الحديث أنّه قرنهم بالقرآن من حيث التمسّك، فهم بابُ علم الله الذي يُؤتى منه لمعرفة أحكام الله وترجمة كتابه. وهم مع القرآن والقرآن معهم على ما نصّ عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسنذكر الأحاديث في معيّتهم مع القرآن ومعيّة القرآن معهم بعد حين.

ونذكّر هنا بحديث الغدير، الذي أنكره ابن تيميه - وتكلّمنا عليه بما فيه الكفاية - فإنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد أن حثّ الناس على التمسّك بالثقلين وأوضح بالبيان البليغ أنّهما القرآن وعترتُه أهلُ بيته، فقد نصب كبيرَ أهلِ البيت عليّاًعليه‌السلام علَماً وأقامه مقامَه في الإمامة الكبرى، وهذا يعني أنّ المنزلة الرفيعة التي هي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، هي لعليّ بعده «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى»(2) ، ومن بعد عليّ لوُلدِه الحسن والحسين:، فهم وفاطمةعليها‌السلام ، أهل البيت لا يشركهم غيرهم.

وممّا يثبت - وهو ثابت قطعاً - ما ذكرناه في شأن وجوب التمسّك بالقرآن وأهل البيت، ما ذكره النوويّ في شرحه لصحيح مسلم، قال: «قال العلماء: سُمّيا

____________________

(1) وسيأتي الكلام على الحديث في «حديث الكساء».

(2) حديث المنزلة مشهور متواتر وسيأتي الكلام عليه.

٤٠٨

ثقلين لِعظمهما، وقيل العمل بهما»(1) .

والوجه الآخر: قوله: وأمّا قوله: «وعترتي أهل بيتي وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض» فهذا رواه الترمذيّ.(2)

وهذا أيضاً عجب منه! إذ أقرّ بحديث الثقلين برواية الترمذيّ، إلاّ أنّه وعلى عادته المنتظمة لم يطق إلاّ أن يوهّن بالحديث! فقال: وقد سُئل عنه أحمد ابن حنبل فضعّفه، وضعّفه غير واحد من أهل العلم وقالوا: لا يصحّ!

وهذا هو دأبه في إنكار الحقائق فيلوذ بعلماء لا وجود لهم! بدليل أنّه لم يذكر واحداً من هؤلاء العلماء.

وأمّا أحمد بن حنبل، فقد ذكر الحديث في أكثر من موضع من مسنده من غير تضعيف! فِلمَ الافتراء المتعمّد عليه؟!

وهذه بعض طُرقه في المسند، لأحمد بن حنبل:

أبو إسرائيل - يعني إسماعيل بن أبي إسحاق المُلائي - عن عطيّة، عن أبي سعيد الخُدْريّ قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّي تارك فيكم الثّقلين أحدُهما أكبر من

____________________

(1) صحيح مسلم، بشرح النووي 15: 180. وقريب منه ما ذكره الصدوق (ت 381 هـ) في كتابه: (عيون أخبار الرضا: 57) قال: حدّثنا عليّ بن الفضل البغداديّ قال: سمعت أبا عمر صاحب أبي العبّاس تغلب يُسأل عن معنى إني تارك فيكم الثّقلين لِمَ سُمّيا بالثقلين؟ قال: لأنّ التمسّك بهما ثقيل».

(2) الجامع الصحيح: الترمذي 5: 328. والمستدرك على الصحيحين 3: 148، والمعرفة والتاريخ: الفسَوي 1: 295، ومناقب الإمام علي: ابن المغازليّ 234.

٤٠٩

الآخر، كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض».(1)

عن الأعمش، عن عطيّة العوفي، عن أبي سعيد الخدريّ، أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: «إنّي أوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي تارك فيكم الثّقلين: كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي، كتاب الله حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي وإنّ اللّطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، فانظروني بِمَ تخلُفُوني فيهما».(2)

ابن نمير، حدّثنا عبد الملك - ابن أبي سليمان - عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّي قد تركت فيكم الثّقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتابَ الله عزّ وجلّ، حبلٌ ممدودٌ من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض».(3)

فماذا بعد الحقّ إلاّ الضلال؟ فها هو أحمد يذكر الحديث من غير تضعيف، ولم يكن أحمد رافضيّاً! والعترة أهل البيت والقرآن، مُتلازمان لا يفترقان حتّى يردا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حوضَه في الجنّة، فهما خليفتا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أمّته اللّذان تُسأل عنهما يوم الحساب ويكون الجزاء ثواباً أو عقاباً بقدر التزامهما

____________________

(1) مسند أحمد بن حنبل 3: 388 / 10720.

وأبو إسرائيل، ذكره يحيى بن معين، قال: كوفيّ، ثقة. تاريخ يحيى 1: 199 / 1278.

(2) مسند أحمد 3: 393 / 10747. والطبقات الكبرى لابن سعد 2: 194.

(3) مسند أحمد 3: 408 / 10827.

٤١٠

والتمسّك بهما.

ثمّ ما العيب في الترمذيّ (ت 279 هـ) صاحب الجامع الصحيح، أليس هو من العلماء عند ابن تيميه إذ ذكر الحديث؟ فما قوله في ابن أبي شيبة، والدارميّ، والفسويّ، والبيهقيّ، والطبرانيّ، والطحاويّ، والحاكم، والقاضي عياض، والحسكانيّ الحنفيّ، والصدوق، هل هؤلاء أيضاً ليسوا علماء لأنّهم ذكروا الحديث؟ فإذا كانوا كذلك فماذا عن أحمد بن حنبل؟

ذكر ابن أبي شيبة بسنده قال: حدّثنا عمر بن سعد أبو داود الحَفَريّ(1) عن

____________________

(1) عمر بن سعد الحَفَريّ الكوفيّ وحَفَر موضع بالكوفة.

روى عن بدر بن عثمان (كوفيّ، تابعيّ، ثقة، تاريخ الثقات 78: 137، والبخاريّ الكبير 1: 139، وثقات ابن حبان 6: 116)، وحفص بن غياث، وسفيان الثّوريّ، وشريك ابن عبد الله، ومِسعَر بن كِدام، ومالك بن مِغْوَل، وغيرهم. كلّ هؤلاء مذكورون في الثقات والفضل وأهل العلم. ترجمنا لهم في غير هذا الموضع.

روى عنه: أحمد بن حنبل، وسفيان بن وكيع بن الجرّاح، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعليّ ابن المدينيّ، وغيرهم كثير. والقول في هؤلاء نفسه في السابقين. قال يحيى بن مَعين: ثقة. (تاريخ ابن مَعين 2: 484). وقال الدارميّ: ثقة. (تاريخه. الترجمة 97). وقال وكيع: إن كان يُدفع بأحدٍ في زماننا فبأبي داود. وعن عليّ بن المديني: لا أعلمني رأيتُ أعبد من أبي داود الحَفَريّ. (الأنساب للسمعاني 4: 173). وقال العجليّ: ثقةٌ، ثبت في الحديث وهو أثبت في سفيان من جماعة تاريخ الثقات 358 / 1231.

وقال أبو حاتم: صدوق رجل صالح. (الجرح والتعديل 6، الترجمة 596).

٤١١

الرُكَيْن(1) ، عن القاسم بن حسان(2) ، عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّي تاركٌ فيكم الخليفتين من بعدي: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا علَيَّ الحوضَ»(3) .

لقد كذب ابن تيميه عمداً أكثر من مرّة، إذ أقرّ بذكر الترمذيّ الحديث ثمّ عاد إلى الزعم بأنّ أحمد بن حنبل، وغيره من أهل العلم - كذا! - ضعّفوه، وقالوا: لا يصحّ!

ولقد وجدنا أحمد بن حنبل ذكره ولم يكذّبه! والحديث الذي ذكرناه عن المصنّف لابن أبي شيبة، المتقدّم على أحمد بن حنبل، وعلى الترمذيّ، وهو ذائع

____________________

(1) ترجمته في المعرفة والتاريخ في أجزائه الثلاث، وطبقات ابن سعد 6: 325، وثقات ابن حبّان 1: 133، وطبقات خليفة 164، ورجال صحيح مسلم 50... وهو الركين بن الربيع بن عُمَيْلة الفزاريّ الكوفيّ.

(2) روى عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر بن الخطّاب، وعَدِيّ بن ثابت، وعكرمة مولى ابن عبّاس، والقاسم بن حسان (مذكور في سند الحديث) ويحيى بن يعمر... ؛ وهؤلاء بين صحابيّ وتابعيّ.

روى عنه: سفيان الثّوريّ، شعبة بن الحجّاج، وعبد الرحمان بن عبد الله المسعوديّ، ومسعر بن كدام، شريك بن عبد الله، ومعتمر بن سليمان، وزائدة بن قدامة... (والقول في هؤلاء مثل القول في سابقيهم، فهم: ثقة، وثقة ثبت، ويكتب قوله ويحتجّ به، وفيهم المتعبّد الذي يأتيه سفيان يتبرّك به... (انظر كتب تراجم الرجال).

بقي من السند: القاسم بن حسان، وزيد بن ثابت. فأمّا القاسم فقد قال العجليّ: تابعيّ ثقة. تاريخ الثقات 386 / 1365. وأمّا زيد بن ثابت، فهو صحابيّ مشهور.

(3) المصنفّ لابن أبي شيبة (ت 235 هـ) 7: 418 / 41.

٤١٢

الصّيت في كتب الحديث والرجال ؛ ولذا أعرض الناصبيّ عنه.

ولم نجد في سند الحديث الذي ذكره ابن أبي شيبة أدنى ضعف، بل وقع إلينا بُعلوٍّ مُتَناهٍ.

و أيّ بيان أصرح من لفظه، يفهمه حتّى غير العربيّ ممّن تعلّم من العربيّة شيئاً، فإنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد استخلف على المسلمين خليفتين حاكمين بالحقّ: القرآن الكريم، والعِتْرة الطاهرة أهل بيته، أحدهما ملازم للآخر حتّى يردا عليه الحوض. وليس للأمّة مخالفته والخروج عليه.

احتجاج ابن عبّاس بالحديث:

ولو لم يكن الحديث في إظهار المنزلة الخاصّة لأهل البيت: على النحو الذي ذكرناه، لما حفلت به كتب الحديث المعتبرة وتكلّم عليه العلماء، وكان ممّا يُحتجّ به من الصدر الأوّل فالعصور التالية.

عن محمّد به سلمة(1) ، عن خُصَيف(2) ، عن مجاهد، قال: قيل لابن عبّاس: ما

____________________

(1) محمّد بن سَلَمة أبو عبد الله مولى لباهلة، وكان يسكن حرّان، وكان صدوقاً ثقة. وكان له فضل ورواية وفتوى. مات سنة إحدى وتسعين ومائة. طبقات ابن سعد 7: 336 / 3977. وذكره العجليّ في تاريخه قال: ثقة، وهو أرفع من عتاب بن بشير. تاريخ الثقات 326 / 1095.

(2) خُصَيف بن عبد الرحمان الجَزَريّ الحرّانيّ الأُمويّ، مولى عثمان بن عفّان، ويقال: كان مولى معاوية بن أبي سفيان. رأى أنس بن مالك. وروى عن: سعيد بن جُبير، وسفيان الثّوريّ وهو من شيوخه، ومجاهد بن جَبْر، وعِكرمة مولى ابن عبّاس، وعطاء بن أبي رباح، وأبي الزّبير محمّد بن مسلم المكّيّ، ومِقْسَم، وأبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود... ؛ روى عنه: إسرائيل بن يونس،=

٤١٣

تقول في عليّ بن أبي طالب؟ فقال: ذكرتَ واللهِ أحدَ الثّقلين، سَبقَ بالشّهادتين، وصلّى القَّبلتين، وبايع البيعتين، وأُعطي السِّبطين الحسن والحسين، ورُدّت عليه الشّمس مرّتين بعد ما غابت عن الثّقلين(1) ، فمَثَلُه في الأمّة مَثَلُ ذي القَرْنين، ذلك مولاي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .(2)

فهذه شهادةٌ من ابن عبّاس المُجمعِ على وثاقِته وحُجّية ما يروي، ابتدأها ببلاغتِه المعهودة، فشهد لعليّعليه‌السلام أنّه أحدُ الثّقلين، وترك للسّامع معرفَة الثّقل الثاني ألا وهو القرآن الكريم. ولمّا كان القرآن الكريم معصوماً من الخطأ لأنّه من لَدُن الله عزّ وجلّ ؛ كان عليٌّ معصوماً لذلك، يعضده نزول آية المباهلة في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وابنتِه الزهراء وبعلِها عليٍّ وابنيِه الحسن والحسين سبطي النبيّ، وحديث الكساء... وغير ذلك من الآيات والأحاديث الصريحة في عصمة أهل البيتعليهم‌السلام

____________________

= وحجّاج بن أرطاة، وسفيان الثّوريّ، وسفيان بن عُيينة، وشريك بن عبد الله النخعيّ، وعبد الله بن أبي نُجيح، وهو من أقرانه، وفضيل بن غزوان، ومحمّد بن إسحاق بن يسار، وهو من أقرانه، ومحمّد بن سَلَمة الحرّانيّ، ومعمر بن راشد...

طبقات ابن سعد 7: 482، وطبقات خليفة 319، والبخاريّ الكبير 3 / ترجمة 766. والمعرفة والتاريخ 2: 175، ومواضع أخرى، والتهذيب 8: 257 / 1693... قال العجليّ: ثقة. تاريخ الثقات 143 / 381. وكذلك قال ابن سعد. وأمّا مجاهد، وابن عبّاس، فنترك الحكم عليهما لابن تيميه! وقد ترجمنا لمجاهد في موضع آخر، وقد أجمعوا على توثيقه. ونترك لابن تيميه الحكم على ابن عبّاس! فربّما قال: إنّه ابن عمّ عليّ ولذلك ذكر هذه الأحاديث الكثيرة في فضائله!

(1) هما الإنس، والجنّ، فمثلما الإنس فيهم مؤمنون وفيهم فاسقون، كذلك الجنّ. انظر سورة (الجنّ).

(2) المناقب للخوارزميّ الحنفيّ 330 حديث 349، ومقتل الحسين، له 47.

٤١٤

وأنّهم حمَلة القرآن بحقٍّ.

وتضمّن حديث ابن عبّاس حقائق أخري منها: سبقُ عليٍّعليه‌السلام إلى الإسلام، وأنّ منه كان سبطا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وردّ الشّمس عليه بعدَ مغيبِها، وأنّ عليّاً مولاهُ، وهو إشارةٌ إلى حديث الغدير. هذه الحقائق أنكرها ابن تيميه! وأثبتها علماء المذاهب، وتحدّثنا عليها في مواضعها.

حديث أمّ سلمة

ويرد الحديث عن المرأة الصالحة أمّ المؤمنين أمّ سلمة، مع زيادة فعنها رضي الله عنها، قالت: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الذي قُبضَ فيه، وقد امتلأت الحُجرة من أصحابه: «أيّها الناسُ، يوشَك أن أُقبض قبضاً سريعاً، وقد قدّمتُ إليكم القولَ معذرةً إليكم، ألاَ إنّي مخلّف فيكم الثّقلين: كتاب الله عزّ وجلّ، وعترتي أهل بيتي، ثمّ أخذ بيد عليٍّ فقال: هذا عليٌّ مع القرآن، والقرآن مع عليٍّ، لا يفترقان حتّى يردا عَلَيّ الحوضَ فأسألُهما: ما أخْلَفتُم فيهما؟!».(1)

وهذا هو دأب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الأمور الخطيرة، يذكّر أمّته بها في أكثر من مرّة وأكثر من موطن، ومن ذلك حديث الثّقلين، فإنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله خطب المسلمين في آخر حجّةٍ حجّها ولذا سمّيت حجّة الوداع وذكر حديث الثّقلين ونصب من

____________________

(1) الصواعق المحرقة لابن حجر 75. وحديث معيّة عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ، أنكره الناصبيّ، يأتي الحديث عليه. وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله «معذرةً إليكم» أراد منه قطع المعاذير بعده على مَن يخرج على الثّقلين: القرآن وعليّ، وزاده بياناً: أنّ العِتْرة هي عليّ الملازم للقرآن».

٤١٥

الثّقل الثاني كبيرهم وأباهم عليّاً خليفةً. وها هوصلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر يومٍ من عمره الشريف يعيد حديث الثّقلين وينصب عليّاً من جديد ويؤكّد التلازم بين عليّ والقرآن وأنّهما واردان عليه حوضه.

عن أبي سعيد التيميّ، عن أبي ثابت، قال: كنت مع عليٍّ يومَ الجمَل، فلمّا رأيتُ عائشة واقفةً، دخلَني بعضُ ما يدخل الناسَ! فكشف الله عنّي عند صلاة الظّهر فقاتلتُ مع أميرالمؤمنين فلمّا فرغ ذهبت إلى المدينة فأتيتُ أمّ سلشمة فقلت: إنّي واللهِ ما جئت أسأل طعاماً ولا شراباً ولكنّي مولىً لأبي ذرّ، فقالت: مرحباً، فقصصتُ عليها قصّتي فقالت: أين كنتَ حين طارت القلوبُ مطائِرَها؟ قال: إلى حيث كشف الله ذلك عنّي عند زوال الشمس.

قالت أحسنتَ، سمعتُ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: «عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض».(1)

وقد ذكر الطحاويّ الحنفيّ حديث زيد بن أرقم، عن يزيد بن حيّان(2) ،

____________________

(1) المستدرك على الصحيحين 3: 134، والمعيار والموازنة 135، والمعجم الصغير للطبرانيّ 1: 255، وفرائد السمطين 1: 176، والتلخيص للذهبيّ هامش المستدرك للحاكم وقال: صحيح أبو سعيد عقيصا ثقة مأمون.

(2) يزيد بن حيّان التيميّ الكوفيّ، عمّ أبي حيّان التيميّ.

روى عن: زيد بن أرقم، وشُبرُمة بن الطّفيل، وعنبس بن عقبة وكدير الضّبيّ.

روى عنه: سليمان الأعمش، وسعيد بن مسروق الثّوريّ، وابن أخيه أبو حيّان التّيميّ. قال النسائيّ: ثقة. وذكره ابن حبّان في الثقات وروى له مسلم وأبو داود النّسائي. الثقّات لابن حبّان =

٤١٦

وحُصَين بن عُقبة(1) ، وعلّق عليه، قال: وطلبنا مَن روى عن يزيد بن حيّان سوى أبي حيان التيميّ ليكون قد حدّث عنه سوى أبي حيان مَن هو كأبي حيان في العدل فيكون قد حدّث عنه عَدْلان. فوجدنا الأعمش قد روى عنه كما قد: «...»(2) وما قد «...»(3) .

قال أبو جعفر الطحاويّ: فاحتمل في الرواية عنه الأعمش وابن حيّان ؛ فمَن أخرج عِتْرة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليهم، من المكان الذي جعلهم الله به على لسان نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ممّا قد ذكرنا في هذه الآثار فجعلهم كسواهم ممّن ليس من أهل بيته وعترته كان ملعوناً إذ كان قد خالف رسول الله فيما فعل من ذلك.(4)

وذكر الصدوق، قال: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير، عن غياث بن

____________________

= 3: 134 / 4508، و 4: 395 / 5283، والمعرفة والتاريخ 1: 103، والجرح والتعديل 9 / الترجمة 1074.

(1) حُصَيْن بن عقبة، فزاريّ كوفيّ. يروي عن سلمان الفارسيّ وسمرة بن جندب وعليّ بن أبي طالب.

يروي عنه: يزيد بن حيّان التيميّ، وصالح بن خبّاب، وابنه مالك بن حُصَين.

ذكره ابن حبّان في الثقات 2: 89 / 670. وترجم له ابن سعد في طبقاته 6: 180، والبخاريّ الكبير 3 / الترجمة 13، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3 / الترجمة 845.

(2) مشكل الآثار للطحاويّ 4: 254 / 3798.

(3) نفسه / 3799.

(4) مشكل الآثار 4: 254.

٤١٧

إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ:، قال: سُئل أمير المؤمنينعليه‌السلام عن معنى قول رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّي مخلّف فيكم الثقلين: كتاب الله وعِتْرتي، من العِتْرة؟ فقال: أنا والحسن والحسين والأئمّة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديّهم وقائمهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتّى يَرِدوا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حوضَه».(1)

حديث الفراقد

وبسندٍ عن مكحول، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «اهتدوا بالشّمس، فإذا غابت الشّمس فاهتدوا بالقمر، فإذا غاب القمر فاهتدوا بالزُّهرة، فإذا غابت الزُّهرة فاهتدوا بالفرقدين». فقيل: يا رسول الله، ما الشّمس، وما القمر...؟ قال: «الشّمس أنا، والقمر عليّ، والزّهرة فاطمة، والفرقدان الحسن والحسين»(2) .

سند حديث الفراقد:

مكحول الشاميّ(3) ، روى عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مرسلاً، وعن أُبَيّ بن كعب، ولم

____________________

(1) عيون أخبار الرضا للصدوق 57.

(2) شواهد التنزيل للحسكانيّ الحنفيّ 1: 77 حديث 91، ورواه الصدوق في معاني الأخبار 114.

(3) المعرفة والتاريخ 2: 232، 236، وطبقات ابن سعد 7: 453، وتاريخ عبّاس الدوري 2: 584، وتاريخ خليفة 206، و 345، وطبقاته 310، وتاريخ البخاريّ الكبير 8 / الترجمة 2008، وتاريخ =

٤١٨

يُدركه، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيّب، وواثلة بن الأسقع وأبي هريرة، وعُبادَة بن الصّامت، وطاووس بن كيسان، وعُروة بن الزّبير، وعكرمة مولى ابن عبّاس، وكُرَيب مولى ابن عبّاس، وشُرَحبيل بن السِّمط، وقبيصة بن ذُؤيب، وأبي إدريس الخولانيّ... وروى مرسلاً عن عائشة، وأمّ أيمن.

روى عنه: أسامة بن زيد الليثيّ، والحجّاج بن أرطاة، وحصين الفزاريّ، حُمَيد بن مسلم القرشيّ، وحُمَيد الطويل، وزيد بن واقد، وعبد الرّحمان الأوزاعيّ، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، و عبد القدّوس بن حبيب الشاميّ، ومحمّد بن إسحاق بن يَسار، ومحمّد بن مسلم بن شِهاب الزُّهريّ، والهيثم بن حُميد الغسّانيّ - وهو من أعلم الناس بقوله -، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ...

ذكره محمّد بن سعد في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام.(1)

وقال أبو حاتم: سمعت أبا مُسْهر وسألته فقال: سمع من أنس، ومن واثلة ابن الأسقع.(2)

وقال التّرمذيّ: سمِعَ من واثلة، وأنس، وأبي هند الدّاريّ ويقال: إنّه لم يسمع من أحدٍ من أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ من هؤلاء الثلاثة.(3)

____________________

= الثقات للعجليّ 439، والمعارف لابن قتيبة 452 - 453، والثقات لابن حبّان 5: 350، والجرح والتعديل 8 / الترجمة 1867، ورجال صحيح مسلم 179.

(1) طبقات ابن سعد 7: 453.

(2) الجرح والتعديل: 8 / الترجمة 1867.

(3) الترمذيّ 4: 27 / 2506.

٤١٩

وقال يونس بن بُكَير، عن محمّد بن إسحاق: سمعت مكحولاً يقول: طفت الأرض كلّها في طلب العلم(1) .

وعن الزّهريّ: العلماء أربعةٌ: سعيد بن المسيّب بالمدينة، وعامر الشّعبيّ بالكوفة، والحسن بن أبي الحسن بالبصرة، ومكحول بالشام.(2)

وذكره العجليّ في تاريخه، قال: مكحول الدمشقيّ تابعيّ ثقة.(3)

يعقوب بن سفيان الفسويّ قال: حدّثنا عليّ بن عثمان النّفيليّ قال: حدّثنا أبو مسهر، قال: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: لم يكن أحد في زمن مكحول أبصر بالفُتيا منه...(4) .

وقال أبو حاتم: ما أعلم بالشّام أفقه من مكحول(5) .

توفّي مكحول سنة ثماني عشرة ومائة(6) .

محمّد بن المنكدر(7) : ومحمّد بن المنكدر الذي روى حديث الفراقد عن

____________________

(1) الجرح والتعديل: 8 /  الترجمة 1867.

(2) نفسه، وحلية الأولياء 5: 179.

(3) تاريخ الثقات للعجليّ 439 / 1628.

(4) المعرفة والتاريخ للفسويّ 2: 232.

(5) الجرح والتعديل: 8 / الترجمة 1867.

(6) طبقات ابن سعد 7: 453.

(7) تاريخ الدوريّ 2: 540، وتاريخ خليفة 395، وطبقاته 268، وتاريخ البخاريّ الكبير 2 / الترجمة 691، والمعارف لابن قتيبة 461، وتاريخ الثقات للعجليّ 414 / 1506، والثقات 5: 350، =

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

(٤)

فهرس المواضع والبلدان والأيّام والوقائع

للصحن العباسيّ

٢٢٣

أنصاب الحرم

٤١

ـ بَجيلة

٨٧

بئر إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام = زمزم

٢٤

ـ البطحاء

٢٠

ب ئر «سجلة» حفرها قصيّ

٢٩

ـ بطن العقبة

٨١

بئر لابن مطيع

٧٩

ـ بلاد العرب

٤١

باب الخان محلّة في كربلاء

٢٢٣

ـ البِنْية = الكعبة

٢٠

باب الرضا عليه السلام المعروف بباب

ـ البيت = الكعبة

٢٩

العلقميّ للصحن العباسيّ

٢٢٣

ـ الجَمَل حرب!

٧٦

«باب الساعات» في دمشق

٢٢٠

ـ الحائر الحسيني : المنسوب إلى

باب السقيفة ، لضريح العبّاس

٢١٨

الإمام الحسين عليه السلام وحكمه

باب العلقميّ للصحن العباسيّ

٢٢٣

الخاصّ في صلاة المسافر في كربلاء

٢١٨

باب عليّ أمير المؤمنين عليه السلام

ـ الحائر محيطٌ بأصحاب الحُسين

رضي الله عنهم وأرضاهم

٢١٧

ـ الحِجْر

٣٦ و ٣٠ و ٢٤

ـ الحَجَرَ الأسود على الركن

٢٤

         
٤٦١

ـ حِرَاء

٢٤

ـ السقيفة على قبر العبّاس

٢١٨

الحَرَم (المكيّ)

٢٩

ـ سوق باب الخان في كربلاء

٢٢٣

حَرَمُكم زيّنوهُ وتمسّكوا به فسيّأتي

ـ شارع العلقميّ في كربلاء

٢٢٣

له نبأٌ عظيمٌ وسيخرجُ منه نبيٌّ كريمٌ :

ـ «الشاغور» في دمشق. نُقِل أُسارى

من خطبة كعب بن لؤيّ :

٣٢

أهل البيت إليه من «الخَراب» ومنه إلى

«الخَراب» أوّل ما أُنزل أُسارى أهل

السجّاد عليه السلام إلى المسجد الجامع

٢٢٠

البيت فيه ، وبِه باتُوا بُرهةً من الزمن

٢٢٠

ـ الشام

٢١٩

دار النَدْوة في جهة الحِجْر

ـ الشام حيث مساكن بني عُذْرَةَ

والميزاب وجعل بابَها إلى مسجد الكعبة

القُضاعيّ

٢٨

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٣٠ لقصيّ ٢٩ لم يكن يدخُلها من

ـ «شراف»

٨١ و ٨٢

قريشٍ من غير ولد قُصَيّ إلّا ابن أربعين

ـ الشريعة : النهر

٢١٧

سنة

٣٠

ـ شطّ الفُراتِ بِحِذاءِ الحائر ، فقف

ذو حُسْم

٧٩ و ٨١

على باب السقيفة

٢١٨

زمزم : عليها حوض

٢٣ و ٢٤

ـ شعب أبي طالب

٢٢

الجاهليّة

٧١

ـ صِفّين الوقعة على شاطئ الفرات :

سجلة بئر حفرها قصيّ

٢٩ و ٧١

٧٦

السرادق

٢١٣

ـ ضريحٌ داخل المشهد ونُقِشَ عليه

أسماءٌ كثيرةٌ لِشُهداء كربلاء ، ولكنّه منسوبٌ

               
٤٦٢

إلى الرؤوس الشريفة الثلاثة : العَبّاس ، وعليّ

ـ الكعبة المعظّمة

الأكبر ، وحبيب بن مظاهر

٢١٩

١٩ و ٢٤ و ٢٩ كساها عَدْنانُ

٤١

الطَفّ = كربلاء

٢١٦ و ٢١٩

ـ الكُناسة

٢٣١

العَتَبات المُقدّسة في العراق

١٢

ـ محراب مسجد الكوفة

١٩

العجول : بِئر حفرها قُصيّ

٢٩ و ٧١

ـ مدفَنُ رأسِ العَبّاس بن عليّ عليه السلام

الفرات شريعة في كربلاء :

٢١٩

٧٢ و ٧٦ و ٧٧ و ٩١ و ٩٢ و ٢١٣

ـ مدفَنُ رأس حبيب بن مظاهِر

٢١٩

قبر العَبّاس عليه السلام ليس يُفرَفُ في

ـ مدفَنُ رأس عليّ بن الحسين الأكبر عليه السلام

الطَفّ قبرُ أحدٍ ممّن قُتِلَ مع الحُسين عليه السلام إلّا

٢١٩

هذا القبر

٢١٦

ـ المرقد المقدّس للعبّاس عليه السلام

٢١٦

قبرُ العبّاس عليه السلام بين السرادق

ـ مرقد العبّاس ابن أمير المؤمنين عليهما السلام

والفرات

٢١٣

في كربلاء المقدّسة

١٢

قبرُ العبّاس عليه السلام مُفردٌ بِكربلاء

٢١٦

ـ مرقد العباس عليه السلام خارجٌ عن الحائر

قبور إخوة العَبّاس عليهم السلام الّذين

المعروف النسبة إلى الإمام الحسين عليه السلام

سمّيناهم إنّما يزورُهُم الزائِرُ من عند قبر

والّذي له حكمٌ خاصٌّ مذكورٌ في صلاة

الحُسين عليه السلام ويؤمِي إلى الأرض الّتي نحو

المسافر

٢١٨

رِجْليه بَالسلام عليهم وعليّ بن الحُسين من

ـ مرقد العبّاس عليه السلام كان في عصر

جملتهم

٢١٧

الإمام الصادق عليه السلام في بيتٍ مسقوفٍ وله

قمّ المُقدّسة

١٣ و ١٤

بابٌ

٢١٨

                     
٤٦٣

ـ المسجد الجامع في دمشق

٢٢٠

بن أبي طالب عليهما السلام

٢٢٠

مسجد الإمام زين العابدين عليه السلام الّذي

ـ مقام مدفن الرأس الشريف

بقي فيه أُسارى أهل البيت حين وَرَدُوا

للعبّاس عليه السلام في الشام :

٢١٩

دمشق

٢٢٠

ـ مقبرة (باب الصغير) بدمشق مشهد

مسجد الكعبة

٣٠

وضع فوق بابه صخرة كتب عليها : هذا

مسجد الكوفة

١٩

مدفَنُ رأسِ العَبّاس بن عليّ ، ورأس علي بن

مسجد في دمشق للإمام زين

الحسين الأكبر ، ورأس حبيب بن مظاهِر.

العابدين عليه السلام أَقْدَمُ مسجدٍ

٢٢٠

٢١٩

مشارف الشام

٧٣

ـ مقتل العباس عليه السلام عند شاطئ النهر

مشهد الرؤوس عليه قبّةٌ صغيرةٌ

٩٧

٢٢٠

ـ المكتبة العبّاسيّة

٩

مشهد في مقبرة (باب الصغير)

ـ مكّة الشريفة

٢٩ و ٣٧

بدمشق وضع فوق بابه صخرة كتب عليها

ـ موضع اليد اليُسرى للعبّاس عليه السلام

٢١٩

٢٢٣

معالم الحجّ أفضتْ من أوزاع مضر

ـ موضع اليد اليُمنى للعبّاس عليه السلام

إلى قريشٍ فولِيَها منهم كَعْبٌ

٣٢

٢٢٣

مقامُ رُؤوس الشُهداء الستّة عشر من

ـ الميزاب للكعبة

٣٠

أهل بيت النبيّ ، الّذين استشهدوا يوم طَفّ كربلاء

ـ (نَجْد) نجْدُ اليمن وهو في شرقي

مع الإمام الحسين عليه السلام ابن الإمام عليّ

تهامة

١٨٠

                 
٤٦٤

ـ النيرد بئر لهاشم

٢٦ و ٧١

يوم أُحُدٍ ، قُتِلَ فيه حمزةُ ابن

عَبْد المطّلب أسدُ الله وأسدُ رسوله

١٣٦

يوم الأربعين

١٠٦

يوم الجمعة كان يُسَمَّى عروبة

٣١

يوم الحسين عليه السلام ازدلَفَ إليه ثلاثون

ألْفِ يزعمون أنّهمْ من هذه الأُمّة!!؟؟

١٣٦

يوم مُؤتة قُتِلَ فيه جعفرُ بنُ

أبي طالب

ـ السجّاد عليه السلام ١٣٦

             

٤٦٥

(٥)

فهرس الأشعار والأراجيز

(مرتّبة حسب ورودها في صفحات الكتاب)

بني شيبة الحمد الكريمِ فعالُهُ

يُضيئُ ظلامَ الليلِ كالقَمَرِ البدرِ

لَساقي الحجيج ثمّ للشيخ هاشم

وعَبْد منافٍ ذلك السيّدِ الغمرِ

أبوهم قُصَيٌّ كانَ يُدعى مُجمّعاً

به جَمَعَ اللهُ القبائلَ من فهرِ

لحذافة بن غانم العدويّ. ونسب إلى الأخضر الّلَهَبِيّ ٢٣

وبلفظ (أبوكُم) إلى مطرود بن كعب الخُزاعيّ ٢٣

عَبْد شمسٍ قد أضرمت لبني ها

شم ناراً يشيبُ منها الوليدُ

فابنُ حربٍ للمصطفى وابنُ هندٍ

لعليٍّ وللحسينِ يزيدُ

لقائل ٢٥

إلى القمر الساري المُنير دعوته

ومُطعمهم في الأزل من قمع الجزرِ(١)

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ الخُزاعي : ٢٦

أبوكُمْ قُصَيٌّ كان يُدْعى «مُجَمِّعاً»

به جَمَعَ اللهُ القبائِلَ من فِهْرِ

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ الشاعر : ٢٩

حَكِيْمُ بْنُ مُرَّةَ سادَ الورى

ببذلِ النوالِ وكفِّ الأذى

أباحَ العشيرةَ إفضالَهُ

وجنّبَها طارِقاتِ الرَدى

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ الشاعر : ٣١

نهارٌ وليلٌ كلّ أوبٍ بِحادثٍ

سواءٌ علينا ليلُها ونهارُها

يؤوبانِ بالأحداثِ حينَ تأوّبا

وبالنعمِ الضافي علينا ستارُها

صروفٌ وأنباءٌ تغلّبَ أهلُها

لها عقدُ ما [لا] يستحلّ مرارُها

__________________

(١) فضل بني هاشم عَبْد شمس للجاحظ (ص ٤١٠) وقد سبق ذكر الشاعر مطرود الخزاعيّ.

٤٦٦

على غفلةٍ يأتي النَبيُّ محمّدٌ

يصدّق أخباراً صدوقاً خبارُها

كعب بن لؤيّ ٣٢

فياليتني شاهدٌ فحواء دعوتِه

وإذْ قريشٌ تُبَغّي الحقّ خِذْلانا

كعب بن لؤيّ ٣٢

فَكَمْ أَبٍ قَدْ عَلا بِابْنِ ذُرى شَرَفٍ

كَما عَلا بِرَسُول اللهِ عَدْنانُ

ابنُ الرُّوْميّ : ٤٢

إلى هُنا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ

واخْتَلَفُوْا مِنْ آدمٍ (*) إلَيهِ

(*) صَرَفَ (آدَمَ) لِمُراعاةِ الوَزْنِ.

لبعضهم بَعْدَ رَفْعِهِ نَسَبَ رسول الله صلى الله عليه وآله إلى عدنان : هـ ٣١

وما زال في الإسلام من آل هاشمٍ

دعائم عِزٍّ لا تُرامُ ومَفْخَرُ

بهاليلُ منهم جعفرٌ وابن أُمّه

عليٌّ ومنهم أحمدُ المُتَخَيَّرُ

حسّان شاعر النَبِيّ صلى الله عليه وآله : ٤٦

وحمزةُ والعَبّاسُ ثمّ عقيلُهم

مآثرُهُم في الصُحْفِ تُتلى وتُنْشَرُ

أُولئك أهلُ البيتِ آلُ مُحمَّدٍ

بِطُهْرِهِمُ القرآنُ أُنْزِلَ يُخْبِرُ

الجلاليُّ المؤلّف : ٤٦

نَحْنُ بَنُو أُمّ البَنِيْنَ الأرْبَعهْ

وَنحْنُ خَيْرُ عامِر بنِ صَعْصَعَهْ(١)

لَبيد الشاعر : ٥٤

أُمُّ الْبَنِيْنَ وَكَفاها فَخْرا

أنْ لَمْ تَلِدْ إلاّ فَتىً هِزَبْرا

فَيالَها كُنْيَةَ فَخْرٍ خَلَّدَتْ

لَها بِسِفْرِ الْمَكْرُماتِ ذِكْرا

أَضْحَتْ بِها «مَخْصُوْصَةً» حَيْثُ اغْتَدَتْ

أوْلى بِها مِنْ غَيْرِها وأحْرى

__________________

(١) وإنّما ذكر الشاعر (الأربعة) لضرورة الشعر ، إذ هم خَمْسة.

٤٦٧

إذْ وَلَدتْ أَرْبَعَةً قَد أَشْرَقُوا

في أُفُقِ الْمَجْدِ نُجُوْماً زُهْرا

مُجَزَّرِيْنَ كَالأَضاحِيِّ غَدَوْا

فَاحْتَسَبَهُمْ طاعَةً وَصَبْرا

جادُوْا عَنِ ابْنِ الْمُصْطَفى بِأَنْفُسٍ

نَفِيْسَةٍ سَمَتْ عُلاً وَقَدْرا

خَيْرُ قَرابِيْنَ بِطَفِّ كَرْبلا

بَعْدَ حُسَيْنٍ ؛ شَرَفاً وطُهْرا

بِالثُّكْلِ أَوْلاها الإِلهُ أَجْرَهُ

مُذْ واسَتِ الطُّهْرَ الْبَتُوْلَ الزَّهْرا

وَنالَتِ الزُّلْفى مِنَ اللهِ بِما

قَدْ أخْلَصَتْ سَرِيْرَةً وَجَهْرا

مِنْ رَبِّنا لا بَرِحَتْ بِمَنِّهِ

سَحائِبُ اللُّطْفِ عَلَيْها تَتْرى

للقائل ٥٥ و ٥٦

لا تَخْطِبَنَّ سِوى كَرِيْمَةِ مَعْشَرٍ

فَالْعِرْقُ دَسّاسٌ مِنَ الْجِهَتَيْنِ

أَوَ ما تَرى أنَّ النَّتِيجَةَ دائماً

تَبَعُ الأخَسِّ مِنَ الْمُقَدِّمَتَيْنِ

الشاعِرُ : هـ ٥٧

فَغُضَّ الطَّرْفَ إنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ

فلا كَعْباً بَلَغْتَ ولا كِلابا

جرير في هجاء الراعي النُّمَيريّ : هـ ٥٨

أعيذُهُ بِالواحِدِ

من عينِ كُلِ حاسِدِ

قائِمِهِمْ والقاعِدِ

مُسْلِمِهِمْ والجاحِدِ

صادِرِهِمْ والواردِ

مولُودِهِمْ والوالِدِ

أُمّ البَنِيْنَ الوحيديّة تزفن ابنها العبّاس ٧ : ٦٣

الله أيّ مُذَبِّبٍ عن حُرْمةٍ

أعني ابن فاطمةَ المُعِمَّ الُمخْوِلا

٤٦٨

السلميّ الشاعرُ : ٦٣

لَعَنَ اللهُ من يَسُبُّ عليّاً

وحُسَيْنا من سُوْقَةٍ وإمامِ

أَتَسُبُّ المُطيَّبينَ جُدوداً

والكَرِيمي الأخْوالِ والأعْمامِ

يأمنُ الظبيُ والحَمامُ ولا يأْ

مَنُ آلُ الرسولِ عندَ المَقامِ

حَفِظوا خاتَماً وسحقَ رداءٍ

وأضاعُوا قَرابَةَ الأرحامِ

طِبْتَ بَيْتاً وطابَ أهلك أهلاً(١)

أهْلَ بيتِ النَبِيِّ والإسْلامِ

رحمةُ اللهِ والسَلامُ عَلَيْكُمْ

كلَّما قامَ قائمٌ بِسَلامِ

كُثَيِّرٌ الخُزاعيُّ المُلَيْحِيُّ ، أو كثير بن كثير بن أبي وداع السهمي : ٦٣

ولهم زمزمٌ وجبرائيلُ

ومجدُ السقاية الغَراءِ

القائل في بني هاشم : ٧١

و«أبو الفَضْلِ» إنَّ ذِكرَهُمُ الحُلْـ

ـوَ يَفِيءُ الشِفاءَ لِلأَسْقامِ(٢)

الكميتُ الشاعر ١٠٥

«أبا الفَضْلِ» يا مَنْ أسّسَ الفَضْلَ والإبا

أَبَى الفَضْلُ إلاّ أنْ تكونَ لهُ أَبا(٣)

راضي القزويني البغدادي ١٠٥

فَفُزْ «أبا الفَضْلِ» بِالفَضْلِ الجسيمِ بِما

أَسْدَيْتَهُ فَعَلَيْكَ الفَضْلُ قد حُبِسا(٤)

الأمين العاملي ١٠٥

أبوهُ هُو الساقي على الحوضِ في غَدٍ

وساقي عطاشى كربلاءَ أبُو الفَضْلِ

١٦٢

وعلى الدَهْرِ من دِماءِ الشهيديـ

ـنِ عليٍّ ونجلِهِ شاهِدانِ

فهُما في أواخرِ الليلِ فَجْرا

نِ وفي أولَياتِهِ شَفَقانِ

__________________

(١) كذا في نسب قريش لكن في بطل العلقمي : ـ ـ ـ وطاب بيتك بيتاً.

(٢) كذا في ديوان الكميت ، ونقل : «شِفاءُ النفوسِ والأسقامِ» بدل (يفي ـ ـ ـ) فليلاحظ.

(٣) ديوان القزويني (٥).

(٤) فصول من حياة أبي الفضل ، للأُوردبادي (ص ١٠٩).

٤٦٩

ثَبَتَا فِي قَمِيصِهِ لِيَجِيءَ الحَشْـ

ـرَ مُسْتَعْدِياً إلى الرَحْمنِ

لأبي العلاء المعري ١٩١

يُدافِعُ عن أهلِ الهُدى وحريمِهِمْ

وأهدافِهِمْ بِالنَفْسِ والرِجْلِ واليَدِ

الجلاليّ المؤلّف ٢٠٠

أَقْسَمْتُ بِالله الأَعَزِّ الأعْظَمِ

وبِالحَجُونِ صادِقاً وزَمْزَمِ

وبِالحَطِيْمِ والفَنا المُحَرَّمِ

لَيُخْضَبَنَّ اليَومَ جِسْمِي بِدَمِي

دُوْنَ الحُسينِ ذِي الفَخارِ الأَقْدَمِ

إمامِ أَهْلِ الفَضْلِ والتَكَرُّمِ

العَبّاسُ عليه السلام وهو السقّاء يقول : ٢٠٧

لا أَرْهَبُ المَوْتُ زَقا

حتّى أُوارَى في المَصالِيتِ لُقى

نَفْسي لِنَفْسِ المُصْطَفى الطُهْرِ وِقى

إنّي أَنَا العَبّاسُ أَغْدُوْ بِالسِقا

ولا أَخافُ الشَرَّ يَوْمَ المُلْتَقى

العَبّاسُ عليه السلام يقولُ : ٢٠٨

فإنْ تكُ هامةٌ بِهراةَ تَزْقُو

فقدْ أزقيتُ بِالمروين هاما

قال الشاعر : هـ ٢٠٨

وإنا المصاليتُ يومَ الوغى

إذا ما المغاويرُ لم تُقْدِمِ

قال عامر بن الطفيل : هـ ٢٠٨

واللهِ إنْ قَطَعْتُمُوا يَمِيْنِي

إنّي أُحامِي أَبَداً عَنْ دِيْنِي

وعَن إمامٍ صادِقِ اليَقِيْنِ

نَجْلِ النَبِيِّ الطاهِرِ الأَمِيْنِ

حَمَلَ عليهم وهُوَ يرتَجِزُ : ٢٠٩

يا نَفْسُ ، لا تَخْشَيْ منَ الكُفّارِ

وأَبْشِرِيْ بِرَحْمَةِ الجَبّارِ

معَ النَّبِيّ المُصْطَفَى المُخْتارِ

قدْ قَطَعُوا بِبَغْيِهِمْ يَسارِيْ

فَأَصْلِهِمْ يا رَبِّ حَرَّ النارِ

العبّاس عليه السلام قالَ : ٢٠٩ و ٢١١

هوّنتَ بانَ أبي مصارعَ فِتيَتي

والجُرحُ يُسكِنُهُ الّذي هُوَ آلَمُ

السيّد جعفر الحلّي ٢١٥

٤٧٠

وقبّةٌ من بني عدنان ما نَظَرَتْ

عَنْنُ الغَزالة أَعْلى مِنهُمُ نُصُبَا

من كلِّ جسمٍ بوجهِ الأرضِ مُطَّرَحٍ

وكُلّ رأسٍ بِرأسِ لارُمْحِ قد نُصِبَا

شعر كتب على مشهد الرؤوس في دمشق الشام ٢٢٠

يا مَنْ رأى العبّاسَ كَرْ

رَ على جَماهيرِ النَقَدْ

ووراهُ مِنْ أبناءِ حَيـ

ـدَرَ كُلُّ ليثٍ ذِي لَبَدْ

أُنبئتُ أنّ ابْني أُصِيْـ

ـبَ بِرأسهِ مقطوعَ يَدْ

وَيْلِي لى شِبْلِي أما

لَ بِرأسِهِ ضَرْبُ العَمَدْ

لَوْ كانَ سيفُكَ في يَدَيْـ

ـكَ لَمَا دَنَا مِنْهُ أَحَدْ

أمّ البنين ٢٢٦ ـ ٢٢٧

لا تَدْعُوَنّي وَيْكِ أُمَّ البَنِينْ

تُذَكِّرِينِيْ بِلُيُوثِ العَرِيْنْ

كانَتْ بنونٌ لِيَ أُدعى بِهِمْ

واليومَ أصبحتُ ولا من بنينْ

أربعةٌ مثلُ نُسُورِ الرّبى

قد وَاصَلُوا الموتَ بِقَطعِ الوَتِينْ

تنازع الخرصانُ أشلاءَهُمْ

فكلّهمْ أَمسى صَرِيعاً طَعِيْنْ

يا ليتَ شِعْري أَكَما أَخبرُوا

بِأنّ عبّاساً قطيعُ اليَمِينْ(١)

أمّ البنين ٢٢٧

أحقّ الناسِ أنْ يُبكى عليهِ

فتىً أبكى الحسينَ بِكربلاءِ

أخوهُ وابنُ والدِهِ عليٍّ

أبُو الفضلِ المُضرّجُ بِالدّماءِ

ومَنْ واساهُ لا يَثنيه شيءٌ

وجاءَ لَهُ على عَطَشٍ بِماءِ

الفضل بن محمّد بن الفضل بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام ٢٢٨

و«أبو الفَضْلِ» إنَّ ذِكرَهُمُ الحُلْـ

ـوَ يَفِيءُ الشِفاءَ لِلأَسْقامِ

قُتِلَ الأدْعياءُ إذْ قَتَلُوهُ

أَكْرَمُ الشارِبِيْنَ صَوْبَ الغَمامِ

الكُميتُ بنُ زيد : ٢٢٨

__________________

(١) السّماوي إبصار العين (ص ٣١ ـ ٣٢) وانظر عنه : المظفّر ، بطل العلقمي (٣ / ٤٣١ ـ ٤٣٢).

٤٧١

بسم الله الرّحمن الرّحيم

(٦)

فهارس الملحق الثاني

٤٦٩ ـ ٥٥٤

(يحتوي على الفهارس التالية)

(الف) الأحاديث والآثار والأقوال : ٤٧٣

(با) الأعلام : ٤٧٥

(تا) المواضع والبلدان : ٥٤٣

(ثا) المصطلحات والألفاظ العامّة : ٥٥٠

(جا) الأشعار والأراجيز : ٥٥٤

٤٧٢

(الف)

فهرس الأحاديث والاثار والأقوال

«أَجِيبُوهُ وإنْ كان فاسِقاً فإنّهُ من بعض أَخْوالِكُم» الحُسينُ لإخوته : ٢٩٢

أُخرجُوا إليَّ ، فإنّكم آمِنُونَ ، ولا تقتلوا أنْفُسَكم معَ أَخِيكم شمِرُ ٢٩٢

«إذا أسف اللهُ على خلقٍ من خلقه ؛ فلم يعجل لهم النِقمةَ بمثل ما أهْلَكَ به الأُممَ من الريح وغيرها ؛ خَلَقَ لهم خَلقاً يُعذّبُهم لا يعرفون اللهَ عزّ وجلّ» ٣٣٢

«استوى الناس بعدك يابن عبّاس».

المأمون لعبد الله بن العبّاس بن الحسن ٢٩٦ و ٣٤٨

أُمّه «مليكة» الّتي يُقال لها في بعض الأيّام : «سوسن» ، وفي بعضها «ريحانة» وكان «صقيل» و«نرجس» أيضاً من أسمائها : أمّ المهديّ عليه السلام ٣٣٤

«انْظُرْ إِلَيَّ امرأةً قد وَلَدْتْها الفحولة من العرب لأتَزَوَّجَها ، فتلدَ لي غُلاماً فارساً».

أمير المؤمنين عليّ عليه السلام لأخيه ٢٩١

أينَ بَنُو أُختي؟ شمِرُ ٢٩١

تزوّج أُمّ البَنِيْنَ الكِلابية ؛ فإنّه ليسَ في العَرَبِ أَشْجَعَ من آبائِها عقيل ٢٩١

جاءت أُمُّ أسلم يوماً إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وهو في منزل أُمّ سلمة ، فسألتها عن رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت : خرج في بعض الحوائج والساعة يجيىء ، فانتظرته عند اُمّ سلمة حتّى جاء صلى الله عليه وآله. فقالت اُمّ أسلم : بأبي أنتَ وأُمّي يا رسول الله ، إنّي قد قرأتُ الكتب وعلمتُ كلّ نبيٍّ ووصيٍّ ، فموسى كان له وصيٌّ في حياته ، ووصيٌّ بعد موته ، وكذلك عيسى ، فمنْ وصيُّك؟ يا رسول الله؟ فقال لها : يا أُمّ أسلم! وصيِّ في حياتي وبعد مماتي واحدٌ ، ثمّ قال لها : يا أُمّ أسلم! مَنْ فَعَلَ فِعْلي هذا ؛ فهوَ وَصِيّي. ثمّ ضرب بيده إلى حصاةٍ من الأرض ، ففَرَكَها بإصبعه ؛ فجعلها شبه الدقيق ، ثمّ عَجَنَها ، ثمّ طبعها بخاتمه ، ثمّ قال : مَنْ فَعَلَ فِعْلي هذا فهو وصيّي في حياتي وبعد مماتي. [قالت :] فخرجتُ من

٤٧٣

عنده ، فأتيتُ أمير المؤمنين عليه السلام فقلتُ : بأبي أنت وأُمّي ، أنت وصيّ رسول الله صلى الله عليه وآله؟. قال : نعم ، يا أُمّ أسلم! ثمّ ضرب بيده إلى حصاةٍ ففَرَكَها ، فجعلها كهيئة الدقيق ، ثمّ عَجَنَها وخَتَمَها بخاتمه ، ثمّ قال : يا أُمّ أسلم! مَنْ فَعَلَ فِعلي هذا ؛ فهو وصيّي. فأتيتُ الحسنَ عليه السلام ـ وهو غُلام ـ فقلتُ له : يا سيّدي! أنتَ وصيّ أبيك؟ فقال : نعم ، يا أمّ أسلم ، وضرب بيده وأخذ حصاةً ، ففعل بها كفعلهما. فخرجتُ من عنده ، فأتيتُ الحسينَ عليه السلام ـ وإنّي لمُستَصْغِرةٌ لِسِنِّهِ ـ فقلتُ له : بأبي أنت وأُمّي ، أنت وصيّ أخيك؟ فقال : نعم ، يا أُمّ أسلم ، إيتيني بحصاةٍ ، ثمّ فعل كفعلهم. فعمّرتْ أُمّ أسلم حتّى لحقتْ بعليّ بن الحسين بعد قتل الحسين عليه السلام في منصرفه ، فسأَلَتْهُ : أنت وصيّ أبيك؟ فقال : نعم ، ثمّ فعل كفعلهم صلوات الله عليهم أجمعين ٣٣٤ و ٣٣٦

قَبُحْتَ وقَبُحَ ما جِئتَ بِهِ ، أنَتْرَكُ سيّدَنا وأخانا ونَخْرُجَ إلى أمانِكَ؟!

العباس واخوته : ٢٩٢

قد ولد وليّ الله وحجّته على عباده ، وخليفتي من بعدي ، مختوناً ، ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين عند طلوع الفجر ، وغسّلته عمّتي حكيمة بنت محمّد بن عليّ الرضا عليهم السلام أبو محمّد عليه السلام يقول : ٣٣٣

«يُعطى حمزةُ بن الحسن ؛ لشبهه بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام مائة ألْف درهم» : توقيعُ المأمون بخطّه ٢٩٤

٤٧٤

(با)

فهرس الأعلام

يظبلنت Error! Bookmark not defined.

آل أبي طالب عليهم السلام في سنة (٢٢٧) بالمدينة وسائر الأمصار كانوا (١٣٧٠) رجلاً ومن الإناث : (١٣٧٠) امرأة ومن وُلْدِ العَبّاسِ عليهم السلام : (١٤٠) رجلاً ومن الإناث : (١٣٠) امرأة ٢٧٠

أبا الطيّب ابن طاهر بن عَبْد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العَبّاس عليه السلام : ٢٩٩

أبا العبّاس تلميذ أحمد بن سهل الرازي ٣٠٦

أبا النار : الحسن بن أبي الفضل العبّاس ٣٤٦

الأبح : أحمد بن إبراهيم (جردقة) بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس السقّا عليه السلام ٢٧٥ و ٣٤٣ و ٣٤٤

إبراهيم بن إبراهيم (جردقة) بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس السقّا عليه السلام ٣٤٣

إبراهيم بن إسماعيل بن عليّ بن إبراهيم بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام ٣٠٥

إبراهيم بن جعفر بن عبد الله الشاعر الخطيب ٣٥١

إبراهيم (الأكبر) بن جعفر الجحش بن عبد الله بن العبّاس بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العَبّاس عليه السلام ٢٧٧ و ١٩٤

إبراهيم (جردقة) (١) ابن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس السقّا عليه السلام أبو محمّد ٢٧٠ و ٢٩٣ و ٢٩٤ و ٣٣٩ و ٣٤٣ المنتقلة ص ٦٧

إبراهيم بن الحَسَن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام ٢٧٤ وانظر المنتقلة ص ٢٧ و ٦٧

إبراهيم بن الحَسَن بن عليّ بن عَبْد الله بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام ٢٧٣

__________________

(١) في خص : حروقة في الموارد كلها فلا نعيد.

٤٧٥

ـ إبراهيم بن طاهر بن عبد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العَبّاس عليه السلام ٢٩٩

إبراهيم بن طاهر بن عبد الله بن عُبَيْد الله (الأصغر الثاني) ابن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس السقّا عليه السلام أبو الطيّب ٣٥٣

إبراهيم بن طاهر بن محمّد (الِّلحْيانيّ) ابن عبد الله بن عُبَيْد الله (الأصغر الثاني) ابن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام ٢٨٩ و ٣٥٣

إبراهيم بن العَبّاس بن الحسن بن عليّ بن إبراهيم (جردقة) ابن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس السقّا عليه السلام ٣٤٥

إبراهيم بن عَبْد الله أبي جعفر بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام ٢٧٣

إبراهيم بن عليّ بن إبراهيم (جردقة) ابن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس السقّا عليه السلام ٣٤٤

إبراهيم بن عليّ المكفل ٣٤٦

إبراهيم بن أبو الفتح بن فليتة بن محمّد بن المسلم بن محمّد بن أحمد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد الله بن العبّاس بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس السقّا عليه السلام ٣٥١

إبراهيم بن القاسم ، لم يُعْقِبْ ٢٧٧

إبراهيم بن القاسم بن عليّ المكفل ٣٤٦

إبراهيم بن المحسِّن بن الحسين بن (عليّ بن عُبَيْد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله) بن العبّاس عليه السلام العلوي ٣٠٦

إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم (جردقة) ابن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام ٢٧٥ و ٣٤٤

إبراهيم بن محمّد بن حمزة بن عَبْد الله الشّاعر ابن العبّاس بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليهما السلام أبو الطّيب في المنتقلة ص ٢٠٤

إبراهيم بن محمّد (الِّلحْيانيّ) ابن عبد الله بن عُبَيْد الله (الأصغر الثاني) ابن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام ٣٠٥ ٢٩٩ و ٣٥٣ و ٣٥٤ والمنتقلة ص ١٦٦

إبراهيم بن محمّد بن عَبْد الله بن عُبَيْد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام

٤٧٦

٢٨٨ و ٣٢١

إبراهيم بن محمّد بن عُبَيْد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام المنتقلة ص ١٠٧

إبراهيم بن موسى بن عليّ المكفل ٣٤٦

إبراهيم بن ناصر بن طباطبا أبو إسماعيل ٣٠١

إبراهيم بن هارون (الأصغر) ابن محمّد (الِّحْيانيّ) ابن عبد الله بن عُبَيْد الله (الأصغر) الثاني ابن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام أبو طاهر أبو إسحاق الكوفي الرقي ٣٥٤

إبراهيم بن يحيى (الملّاح الأطروش) ابن موسى بن محمّد بن إسماعيل بن عبد الله بن عُبَيْد الله (الأصغر الثاني) ابن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس السقّا عليه السلام ٣٥٣ والمنتقلة ص ٢٤٤

إبراهيم بن يحيى بن موسى بن إسماعيل بن عَبْد الله بن عُبَيْد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليهما السلام ٢٨٧

(الإبراهيميّ) جعفر بن علي العبّاسيّ الرقّي النحويّ ٢٧٩

(ابن الأفطسيّة) الحسن بن موسى بن عَبْد الله بن عُبَيْد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام ٢٨٧

(ابن الأفْطَسِيّة الشاعر) عَبْد الله بن العبّاس بن عَبْد الله بن العبّاس بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام ٢٨١ و ٢٩٦

(ابن أبي حاتم) ٣٣٣

(ابنة) الإمام موسى الكاظم عليه السلام ٢٥٧

(ابن خداع) أبي القاسم النسّابة ٢٨٢ و ٢٧٦ و ٢٩٢

(ابن الخزرجية) عُبَيْد الله بن عليّ بن إسماعيل بن عبد الله بن عُبَيْد الله (الأصغر) الثاني ابن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس السقّا عليه السلام ٣٥٣

(ابن دينار) النسّابة الأسديّ الكوفيّ ٢٨٤ و ٢٨٥

(ابن شهاب) العُكبَريّ ٢٩٢

(ابن الطبراني) محمّد بن حمزة بن عَبْد الله الشاعر ابن العبّاس بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليهما السلام أبو الطّيب ٢٨٢

٤٧٧

ـ (ابن عِنَبة) ٢٩٠

(ابن الفضل) عليّ بن الفضل القرمطي الحميري الخنفري اليمني ٣١٨

(ابن قانع) ٣٣٢

(ابن المعتزّ) ٢٨٨

(ابن الملطيّ) أبو الحسين (١) ٢٧٨

(ابن الهاشميّة) الفضل بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام ٢٧٤ و ٣٣٩

(أبو الحسن) الأشْنانيّ ٢٩٢

(أبو الحسن) النسّابة ٢٧٩

(أبو الحسن) النيليّ بالبصرة ٢٧٨

(أبو الحسن) ابن الملطيّ ٢٧٨

(أبو الحسن) عمر بن الحسن الأشنانيّ ٣٣٣

(أبو طالب) بن الحسين بن عليّ بن إسماعيل بن عَبْد الله بن عُبَيْد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العَبّاس عليه السلام : المنتقلة ص ١٩٢

(أبو الطّيب) أحمدُ بنُ عليّ ابن (جردقة) ٢٧٦

(أبو الطّيب) محمّد بن حمزة بن عَبْد الله الشّاعر ابن العبّاس بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام

(أبو العبّاس) الفضل بن محمّد بن الفضل الشاعر الخطيب ٣٢٦ و ٣٤٠

(أبو الغنائم) الحسنيّ ٢٨٠

(أبو الغنائم) العُمَريّ ٢٩٢

(أبو الفتح) النسّاج ابن فليتة بن محمّد بن المسلم بن محمّد بن أحمد بن عليّ بن عبد الله ابن العبّاس بن عبد الله بن العبّاس بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس السقّا عليه السلام أبو عبد الله ٣٥١

(أبو الفرج الأصفهاني) ٢٨٨

__________________

(١) في ك و(ش وخ) المطلي ، بتقديم الطاء على اللام.

٤٧٨

ـ (أبو الفضل) العبّاس بن الحسن بن عُبَيْد الله (الأمير) ابن العبّاس السقّا عليه السلام أبو محمّد ٣٣٩

(أبو الفضل) العبّاس بن عليّ ابن (جردقة) ٢٧٦

(أبو الفضل) العبّاسيّ ابن هارون (الأصغر) ابن محمّد (الِّحْيانيّ) ابن عبد الله بن عُبَيْد الله (الأصغر الثاني) ابن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام أبو طاهر الذي أعقب بالرحبة من ابنه محمّد ٣٥٤

(أبو القاسم) العَبّاس بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ٢٦٧

(أبو القاسم) حمزة (الأكبر الشبيه) ابن الحسن بن عُبَيْد الله (الأمير) ابن العبّاس عليه السلام ٣٣٩

(أبو القاسم) خرداذبه هـ ٢٥٥

(أبو المعالي) ابن أبو الفتح بن فليتة بن محمّد بن المسلم بن محمّد بن أحمد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد الله بن العبّاس بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس السقّا عليه السلام ٣٥١

(أبو اليقظان) سحيم بن حفص النّسّابة هـ ٢٥٥

(أبو جعفر) السمنانيّ القاضي بالموصل ٢٧٩

(أبو جعفر) عبد الله بن عُبَيْد الله بن العبّاس السقّا عليه السلام ٣٣٨

(أبو جفنة (١)) الفضل بن الحسن بن عُبَيْد الله (الأمير) ابن العبّاس السقّا عليه السلام أبو محمّد ٣٣٩

(أبو حرب زيد بن جعفر بن طاهر بن إبراهيم بن طاهر بن محمّد بن عَبْد الله بن عُبَيْد الله ٢٨٩

(أبو ختيلة) الحسن بن علي بن محمّد (الأكبر) ابن أحمد بن عبد الله بن العبّاس بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس السقّا عليه السلام الزراد ٣٤٨

(أبو طاهر) عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام هـ ٢٥٦

(أبو عَبْد الله العلويّ) محمّد بن عليّ بن حمزة ٣٣٢

__________________

(١) في المجدي في أنساب الطالبيين (أبو حنفنة) (ص ١٦٩).

٤٧٩

ـ (أبو محمّد) بن أبي حاتم ٣٣٣

(أبو محمّد) الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس السقّا عليه السلام ٣٣٨

(أبو محمّد) الدنداني النسّابة ٢٨١

(أبو محمّد) عُبَيْد الله بن العبّاس السقّا عليه السلام (الأمير) ٣٣٨

(أبو منصور) المرجعيّ ابن أبي الحسن عليّ (طليعات) ابن الحسن (الديبق) ابن أحمد ٢٨١

(أبو نصر) البخاري ٣٣٨

(أبو هاشم) ـ أقْعَدُ وُلد جعفر ـ داود بن القاسم الجعفريّ ٢٩٧

(أبو يَعلى) حمزة بن القاسم بن عليّ بن حمزة بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام ٢٩٦ و ٣٢٢

(أبي الحسن) قليعات ابن الحسن (الديبق) ابن أحمد (العجان) ابن الحسين بن عليّ بن عُبَيْد الله بن الحسين بن حمزة بن عبد الله بن العبّاس بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام ٣٥٠

(أبي الطيّب) محمّد بن حمزة بن العبّاس السقّا عليه السلام ٣٣٨

(أبي الغنائم) الحُسينيّ ٢٨٢

(أبي الفَضْل) العَبّاس عليه السلام ٢٦٣ و ٢٧١

(أبي القاسم) ٢٦٦

أبي القاسم) ابن خداع النسّابة ٢٨٠

(أبي عَبْد الله) الحُسَيْن عليه السلام ٢٩٠

(أبي عَبْد الله) ابن الداعي ٢٩٤

(أبي عثمان) المازنيّ النحويّ ٣٣٢ و ٣٣٣

(أبي محمّد) بن عليّ بن حمزة بن الحسن بن عُبَيْد الله بن العبّاس عليه السلام الهاشميّ أبو عَبْد الله العلويّ البغداديّ ٣٣٢

أجواد بني هاشم ذا جاهٍ ولين ٢٩٤

أحمد بن إبراهيم ٣٢٤

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607