المجالس الحسنة في مناسبات السَّنَة

المجالس الحسنة في مناسبات السَّنَة0%

المجالس الحسنة في مناسبات السَّنَة مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 343

المجالس الحسنة في مناسبات السَّنَة

مؤلف: السيد أحمد الحكيم
تصنيف:

الصفحات: 343
المشاهدات: 38840
تحميل: 2380

توضيحات:

المجالس الحسنة في مناسبات السَّنَة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 343 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 38840 / تحميل: 2380
الحجم الحجم الحجم
المجالس الحسنة في مناسبات السَّنَة

المجالس الحسنة في مناسبات السَّنَة

مؤلف:
العربية

يجابر أيست وانگطع ظنّي

وصار البكه والنوح فنّي

راح حسين والعباس منّي

وقاسم راح مني وعلي الأكبر

هذا ما كان من جابر مع الامام زين العابدين، ولكن ما حال العقيلة زينب(ع) يقولون عندما رأت القبور رمت بنفسها من على ظهر الدابة وأقبلت ناعية باكية:

يانازلينَ بكربلاء هل عندكم

خبرٌ بقتْلانا وما أعلامُها

ما حالُ جثّةِ ميّتٍ في أرضِكُم

بقيت ثلاثاً لا يُزارُ مقامُها

باللَّهِ هل دُفنت جنازتُهُ وهل

صلّى صلاةَ الميّتينَ إمامُها

ورمت بنفسها على القبر ولسان الحال:

كنت غايبه والآن إجيتك

أربعين ليله فارگيتك

وسفه باللحد خويه لگيتك

يحسين لو بيدي الأمر كان

بنيت اعله گبرك بيت الأحزان

اويلاه يخويه المات عطشان

ولعبت عليه الخيل ميدان

يخويه وجوهكم نزهه

من الشام(١)

أشم گبوركم ما مل

من الشام

يخويه احكيلكم حزني

من الشام

حزن مثله أبد ما مرّ عليه

____________________

(١) من الشام هنا بمعنى نزهة من الشؤم.

٣٢١

سمعت بعض الرّاثين وهو يتصوّر الحسين(ع) وقد دار عينيه يتفقّد العيال والأطفال فلم تقع عينه على ابنته رقية فأخذ يسأل العقيلة بلسان الحال:

سمعت صوت ينشده يخيّه

وين عزيزتي وبنتي رقيه

صاحت والدمع يجري امن العين

ماتت ياعزيز الروح يحسين

من شافتك محزوز الوريدين

بالشام ودفناها بعزيه

يقولون دارت العقيلة زينب(ع) على جميع القبور التي عند قبر الحسين(ع) ثمّ قامت وهي تنظر يميناً وشمالاً فقال لها الإمام زين العابدين(ع): عمه زينب أنا أعلم عمّ تبحثين قالت خذ بيدي إلي قبر ابن والدي أبي الفضل، فجاء بها ورمت بنفسها على القبر الشريف:

شگولن لليناشدني من الناس

اخوك حسين وينه اوين عباس

اگول حسين ظل جثه بلا راس

وعباس البطل گطعوا يمينه

أخي انّ في قلبي أسىً لا أُطيقُهُ

وقد ضاقَ منّي في تحمّله الصّدرُ

أخي إن سرى جسمي فقلبي بكربلا

مقيمٌ إلى أن ينقضي منيَ العمر

باللَّه العليّ العظيم

وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون والعاقبة للمتقين

٣٢٢

الثامن والعشرون من صفر المجلس السادس

شهادة النبيِّ الأكرم محمّد(ص)

وأحسّت جزيرةُ العُربِ أنّ ال

بدرَ يمشي في جوّها مشلولا

شاحبَ اللونِ كالعليلِ براهُ

الداءُ بَرياً فردّهُ مهزولا

رجّةٌ هزّت الحجازَ ومادَ ال

ـقُطرُ منها شوامخاً وسهولا

كلُّ حيٍّ سوى المهيمنِ فانٍ

سنّةُ اللَّهِ لن ترى تبديلا

ماتَ ما بين فاطمٍ وعليٍّ

يالَقطبينِ يشهدانِ الأفولا

يادموعاً من الدّماءِ تلظت

وتهامت على الخدودِ شعيلا

يابكاءَ الحبيبةِ أبكى

كلَّ عينٍ دماً ودمعاً طليلا

فأميرُ الأحياءِ يغسلُ خيرَ

الناسِ حيّاً وخيرَ مَيْتٍ غسيلا

وحثَتْ فاطمُ الترابَ وداعاً

وأكَبّت على الثرى تقبيلا

كان يَبْساً فأمطرتهُ من ال

أجفانِ دمعاً فعادَ رطباً بليلا(١)

____________________

(١) ملحمةُ عيد الغدير / للشاعر اللبناني المسيحي بولس سلامة ص١٣٣ - ١٣٤.

وُلد في قرية (تبدين اللقش) لأبٍ ريفي وذلك سنة ١٩٠٢م، والتحق بمدارس القرية لتلقّي مبادئ العربية، ثمّ واصل دراسته بمعاهد الإرساليات في صيدا وبيروت وجونية ليتخرّج عام ١(ص)٥٠م من مدرسة الحقوق الفرنسية بشهادة (الليسانس).

وقد كانت المطالعة المنهلَ الآخر لثقافته، فقد تميّز بثقافةٍ متنوّعة تتعدّى السّير الشعبية إلى الدين والأدب والتأريخ والفلسفة، فانعكس كلّ ذلك بقوّةٍ على نتاجه الشعري.

اشتهر بملاحمِهِ منها: ملحمةُ عيد الرّياض، وملحمةُ عيد الغدير، وفي مقدمة ملحمة عيد الغدير يقول: قد يقول القائل، ولِمَ آثرتَ عليّاً دون سواه من أصحاب محمّد(ص) بهذه

٣٢٣

لبو ابراهيم من وافه المحتم

عليه الكون كلّه انرجن واظلم

* * *

أبو ابراهيم لمن فارگ الروح

عليه عجّت املاك السبع بالنوح

بكه عليه العرش والقلم واللوح

وما ظل گلب ما ذاب اوتولّم

* * *

____________________

الملحمة؟ ولا أُجيب على هذا السؤال إلّا بكلمات فالملحمةُ كلُّها جوابٌ عليه، وسترى في سياقها بعض عظمة هذا الرّجل الذي يذكره المسلمون فيقولون: (رضي‌الله‌عنه ، وكرّم وجهه، وعليه‌السلام ) ويذكره النصارى في مجالسهم فيتمثّلون بحكمه ويخشعون لتقواه، ويتمثّل به الزهّادُ في الصوامع فيزدادون زهداً وقنوتاً، وينظر إليه المفكّر فيستضي‏ء بهذا القطب الوضاء، ويتطّلع إليه الكاتب الألمعي فيأتمُّ ببيانهِ، ويعتمده الفقيه فيسترشد بأحكامه، وأما الخطيب فحسبه أن يقف على السفح ويرفع الرأس إلى هذا الطود لتنهلّ عليه الآيات من عَلو، وينطلق لسانه بالكلام العربي المبين.

بقي لك بعد هذا أن تحسبني شيعيّاً، فإذا كان التشيّعُ تنقصّاً لأشخاص، أو بغضاً لفئات، أو تهوّراً في المزالق الخطرة فلستُ كذلك، أما إذا كان التشيّعُ حُبّاً لعليٍّ وأهل بيته المطيّبين الأكرمين، وثورة على الظلم وتوجعاً لما حلّ بالحسين وما نزل بأولادِهِ من النكبات في مطاوي التأريخ فإني شيعي.

ومن شعره في (ملحمة الغدير):

هاتِ ياشعرُ من عيونك واهتف

باسم من أشبعَ السباسبَ رَيّا

باسمِ زينِ العصورِ بعد نبيٍّ

نوّرَ الشَّرْقَ كوكباً هاشميا

باسمِ ليثِ الحجازِ نسر البوادي

خيرِ من هزّ في الوغى سمهريّا

خير من جلّلَ الميادينَ غاراً

وانطوى زاهداً ومات أبيّا

كان ربَّ الكلام من بعد طه

وأخاه وصهرَهُ والوصيّا

بطلُ السيفِ والتقى والسجايا

ما رأت مثلَهُ الرّماحُ كميّا

ياسماءُ اشهدي ويا أرضُ قرّي

واخشعي انني أردتُ عليّا

توفي سنة ١٩٧٩م.

٣٢٤

تصيح ام الحسين بدمع جاري

يبويه اظلم على افراگك نهاري

يبو ابراهيم يارحمة الباري

عگب عيناك ريت الكون يعدم(١)

* * *

قال اللَّه تبارك وتعالى في القرآن الكريم:( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) (٢) .

قال شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي(ره) في تفسيره (التبيان) في ذيل هذه الآية الكريمة: هذا خطابٌ من اللَّه تعالى للمكلفين (فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) أي اقتداءٌ حسن في جميع ما يقوله ويفعلُهُ متى فعلتم مثله كان ذلك حسناً، والمراد بذلك الحثّ على الجهاد والصبر عليه في حروبه، والتسلية لهم في ما ينالهم من المصائب فإنّ النبيَّ(ص) شُجّ رأسُه وكسرت رَباعيتُه(٣) في يوم أحد وقتل عمُّه حمزة، فالتأسي بهِ في الصّبر على جميع ذلك من الأسوة الحسنة، وذلك يدلّ على أنّ الإقتداء بجميع أفعال النبيّ(ص) حسنٌ جائز إلّا ما قام الدليلُ على خلافه، ولا يدلّ على وجوب الإقتداء به وإنّما يعلم ذلك بدليلٍ آخر، فالأسوةُ حال لصاحبها يقتدي بها غيرُهُ في ما يقول به، فالأسوة تكون في إنسان أسوةٌ لغيره، فمن تأسى بالحسن ففعلُهُ حسن (لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ) فالرّجاء توقّع الخير، فرجاءُ اللَّه توقّع الخيرِ من قِبَلِهِ(٤) .

____________________

(١) منهل الشرع للمرحوم السيّد عبدالحسين الشرع ص٣.

(٢) سورة الأحزاب / ٢١.

(٣) الرَّباعِية: هي السن بين الثَّنية والناب. المنجد

(٤) التبيان في تفسير القرآن ج٨ ص٣٢٨.

٣٢٥

كان رسول اللَّه(ص) أحلمَ الناس، وأشجع الناس، وأعدلَ الناس، وأعفّ الناس لم تمس يدُهُ يدَ امرأةٍ قط لا يملك رقّها أو عصمة نكاحِها أو لاتكون ذاتَ رحمٍ مَحْرَمٍ عليه، وكان أسخى الناس لا يبيت عنده دينار ولادرهم، وان فَضُل ولم يجد مَن يعطيه فجاءه الليل لم يأوِ إلى منزلِهِ حتى يبرأ منه - يوصله - إلى من يحتاجُ إليه.

وكان(ص) يخصفُ النعلَ ويرقّعُ الثوب ويخدم مصالحَ أهلِهِ ويقطعُ اللحمَ معهنَّ، ويقبل الهدية ولو كانت جرعةَ لبن ويكافئ عليها، ويغضب لربّه ولا يغضب لنفسِهِ، وكان يعود المرضى، ويَشهدُ الجنائز، ويمشي بين أعدائه وحده من غير حارس كان أشدَّ الناسِ تواضعاً، وأسكنهم(١) في غير كبر، وأبلغهم من غير تطويل، وأحسنهم بِشراً.

وكان يعصبُ الحجرَ على بطنه من الجوع، ولم يشبع من خبز بُرٍّ ثلاثة أيام متوالية حتى لقيَ اللَّه تعالى إيثاراً على نفسِهِ لا فقراً ولا بخلاً، وكان يأكلُ ما حضَرَ ولا يردّ ما وجد.

وكان(ص) يركب ما أمكَنَه مرّةً فرساً ومرّة بعيراً ومرّةً بغلة ومرّة حماراً ومرّة يمشي راجلاً ليعود المرضى في أقصى المدينة، كان يحبّ الطِيب ويكره الروائح الكريهة.

وكان(ص) يجالس الفقراء، ويواكل المساكين، ويكرمُ أهلَ الفضل في أخلاقهم، ويتألّفُ(٢) أهلَ الشرفِ بالبرّ لهم، ويصلُ ذوي رحمِهِ من غير أن

____________________

(١) السكينة: الوقار والطمأنينة والمهابة. المنجد

(٢) تألّف: تكلّف الألفة والمداراة.

٣٢٦

يؤثرهم على من هو أفضلُ منهم، ولا يجفو أحداً، ويقبل معذرةَ المعتذرِ إليه، ولا يجزي بالسيّئةِ السيّئة ولكن يعفو ويصفح.

وكان(ص) يمزح ولا يقول إلّا حقّاً، ويضحك من غير قهقهة، وما لعنَ امرأةً ولا خادماً، وما كان يقوم ولا يجلس إلّا على ذكر اللَّه تبارك وتعالى، ولم يكن يعرف مجلسُهُ من مجلسِ أصحابه لأنه حيث ما انتهى به المجلس جلس فيه (وكان الأعرابي إذا دخل المسجد لا يميّز النبيّ(ص) حتى يسأل من منكم محمّد(ص)) وكان أكثر ما يجلس مستقبلَ القبلة، وكان يكرمُ مَن يدخل عليه حتى ربّما بسط ثوبَهُ لمن ليست بينه وبينه قرابة، وكان يؤثرُ الداخلَ عليه بالوسادة التي تكون تحته فإن أبى الضيف أن يقبلها عزم عليه حتى يقبل.

وعن أمير المؤمنين(ع) قال: لقد رأيتني يوم بدر ونحنُ نلوذُ بالنبيِّ(ص) وهو أقربنا إلى العدوِّ، وكان من أشدّ الناس يومئذٍ بأساً.

وعنه(ع) قال: كنّا إذا حميَ البأسُ ولقي القومُ العدوَّ اتقينا برسولِ اللَّه(ص) فما يكونُ أحدٌ أقربَ إلى العدوِّ منه.

وجاء النبيّ(ص) رجلٌ من الأعراب فلما نظر إليه ارتعد لهيبته فقال له النبيّ(ص) هوِّن عليك فلست بمَلَك، إنما أنا ابنُ امرأة من قريش كانت تأكلُ القديد(١) .

وكان(ص) إذا جلس مع الناس إن تحدثوا في معنى الآخرة أخذَ معهم، وإن تحدّثوا في طعامٍ أو شرابٍ تحدّث معهم، وإن تكلموا في الدنيا

____________________

(١) القديد: هو اللحم المقطّع المجفّف.

٣٢٧

تحدّث معهم رفقاً بهم وتواضعاً لهم صلوات اللَّه عليه وعلى أهل بيته الطاهرين(١) .

قال حسان بن ثابت فيه عليه وآله الصلاة والسلام:

وأجملَ منك لم ترَ قطّ عينٌ

وأحسنَ منك‏لم تلدِ النساءُ

خلقت مبرّءاً من كلِّ عيبٍ

كأنك قد خُلقت كما تشاءُ

ومن معاجزه(ص) ما في (إثبات الهداة) عن الامام أبي محمد الحسن العسكري عن آبائه عن أمير المؤمنين: في حديثٍ أنه أرى بعض اليونانيين معجزات تعجّب منها فقال اليوناني: أمثلك كان محمّد(ص)؟ فقال أميرُ المؤمنين(ع): وهل علمي إلّا من علمه، وعقلي إلّا من عقله، وقوّتي إلّا من قوته؟ ولقد أتاه ثقفي كان أطبّ العرب فقال له: إن كان بكَ جنون داويتُك؟! فقال له محمّد(ص) أتحبّ أن أريك آيةً تعلم بها غناي عن طبّك وحاجَتَك إلى طبّي؟ فقال: نعم قال: فأيّ آية تريد؟ قال: تدعو ذلك العِذْق(٢) وأشار إلى نخلةٍ بعيدة، فدعاها رسول اللَّه(ص)، فانقلع أصلُهُ من الأرض وجاءت وهي تخدّ الأرض خدّاً حتى وقفت بين يديه فقال النبيّ(ص): أكفاك؟ فقال: لا قال: فتريد ماذا؟ قال: تأمرها أن ترجع إلى حيث جاءت وتستقرّ في مقرّها الذي انقلعت منه، فأمرها النبيّ(ص) فرجعت واستقرّت في مقرّها(٣) .

____________________

(١) الأخلاق للمرحوم السيد عبداللَّه شبّر ص٦ - ٩.

(٢) العِذق: كلّ غصن له شُعب. المنجد

(٣) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات للحرّ العاملي(ره) م ١ ص٣٤٢.

٣٢٨

ومن غرر كلماته الحكمية الخالدة التي رواها العلّامة المجلسي(ره) في البحار: قوله(ص): (تركُ الغيبةِ أحبُّ إلى اللَّه عزّوجلّ من عشرة آلاف ركعة تطوّع)(١) .

أقول: نعلم من هذا الحديث الشريف شدّة مبغوضية إظهار عيوب الخلق للخالق تبارك وتعالى.

وقوله(ص) وقد جاءه أحد الأعراب فأخذ بغَرْز(٢) راحلته وهو يريد بعض غزواته فقال: يارسول اللَّه(ص) علّمني عملاً أدخلُ به الجنة؟ فقال: (ما أحببت أن يأتيه الناسُ إليك فأته إليهم، وما كرهت أن يأتيه إليك الناس فلاتأته إليهم خلّ سبيلَ الرّاحلة)(٣) .

وقوله(ص): (المؤمن بين مخافتين بين أجلٍ قد مضى لا يدري ما اللَّه صانعٌ فيه، وبين أجلٍ قد بقي لا يدري ما اللَّهُ قاضٍ فيه)(٤) .

وقوله(ص): (صديقُ عدوِّ عليٍّ عدوُّ عليٍّ(ع))(٥) .

أقول: الصديق يكون على شاكلةِ صديقه، فاذا انكشف لأحدهم عداوةَ صديقه لأمير المؤمنين(ع) ولم يقاطعه بل بقي على صداقته ومودّته عندها صار عدوّاً لأمير المؤمنين(ع) كصديقه، فإنّا أمرنا أن نحبّ ونصادق في

____________________

(١) البحار ج٧٥ ص٢٦١.

(٢) الغَرْز: ركاب الرّحل من جلد.

(٣) البحار ج٧٧ ص١٣٦.

(٤) البحار ج٧٧ ص١٧١.

(٥) البحار ج٧٧ ص١٧٢.

٣٢٩

اللَّه، ونبغض ونعادي في اللَّه تعالى، وتفسير ذلك هو الحبّ والمودّة لمحبّ أمير المؤمنين(ع)، والبغض والعداوة لمبغض أمير المؤمنين(ع) وكما في حديثٍ آخر مرويٍّ عن رسول اللَّه عندما سُئل عن معنى الحب والبغض في اللَّه قال: كن محبّاً لمحبٍّ هذا، ومبغضاً لمبغض هذا، وأشار إلى أمير المؤمنين(ع).

وعن سلمان المحمّدي ( رحمه‌ الله تعالى) قال: أوصاني خليلي رسول اللَّه(ص) بسبعة خصال لا أدعَهُنّ على كلّ حال، أوصاني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أحبّ الفقراء وأدنوَ منهم، وأن أقول الحقّ وإن كان مرّاً، وأن أصلَ رحمي وإن كانت مدبرة، ولا أسأل الناس شيئاً، وأوصاني أن أكثر من قول (لا حول ولا قوّةَ إلّا باللَّهِ العليِّ العظيم) فإنها من كنوز الجنة(١) .

أقول قوله: (وأن أحبّ الفقراء، وأدنوَ منهم) خصلتان لا واحدة، فيتمّ بهما العدد، وتكون الخصال سبعة، وقوله (أن أنظر إلى من هو دوني.. الخ) وذلك في الأمور الدنيوية لا الأخروية، من مال ومعاش ومكانه.

ومن جميل قصص الموعظة على عهد رسول اللَّه(ص) ماعن أبي ‏بصير قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر(ع) يقول: كان على عهدِ رسولِ ‏اللَّه(ص) مومنٌ فقيرٌ شديد الحاجة من أهل الصفّة(٢) ، وكان ملازماً

____________________

(١) البحار ج٧٧ ص١٣١.

(٢) أهل الصفّة: الصُفَّة: سقيفة في مسجد رسول اللَّه(ص) كانت مسكن الغرباء والفقراء، وأهل الصفّة من المهاجرين لم يكن لهم منازل ولا أموال. (مجمع البحرين)

٣٣٠

لرسول اللَّه(ص) عند مواقيت الصلاة كلّها لا يفقده في شي‏ء منها، وكان رسول اللَّه(ص) يرقُّ له وينظر إلى حاجته وغربته فيقول: ياسعدُ لو جاءني شي‏ءٌ لأغنيتك قال: فأبطأ ذلك على رسول اللَّه (ص) فاشتدّ غمّ رسول اللَّه(ص) لسعد، فعلم اللَّه تعالى ما دخل على رسوله(ص) من الغمِّ لسعد، فأهبط عليه جبرائيل(ع) ومعه درهمان فقال له: يامحمّد إنّ اللَّه عزّوجلّ قد علم ما دخلك من الغمّ بسعد أفتحبّ أن تغنيه؟ فقال: نعم فقال له: فهاك هذين الدرهمين فأعطهما إيّاه، ومرهُ أن يتجرَ بهما قال: فأخذهما رسول اللَّه (ص) ثمّ خرج لصلاة الظهر، وسعد قائم على باب حجرات رسول اللَّه(ص) ينتظره، فلمّا رآه النبيّ(ص) قال: ياسعد أتحسنُ التجارة؟ فقال: واللَّه ما أصبحتُ أملكُ مالاً أَتّجرُ به، فأعطاه رسول اللَّه(ص) الدرهمين وقال له: إِتّجرْ بهما وتصرّف لرزق اللَّه تعالى، فأخذهما سعد ومضى مع النبيّ(ص) حتى صلّى معهُ الظهر والعصر فقال له النبيّ(ص): قم فاطلب الرزق فقد كنت بحالك مغتماً ياسعد.

قال: فأقبل سعد لا يشتري بدرهم شيئاً إلّا باعَهُ بدرهمين، ولا يشتري شيئاً بدرهمين إلّا باعه بأربعة، وأقبلت الدنيا على سعد فكثر مالُهُ ومتاعُهُ وعظمت تجارتُهُ، فاتخذ على باب المسجد موضعاً وجلس فيه وجمع تجارته إليه، وكان رسول اللَّه(ص) إذا أذّنَ بلال للصلاة يخرج وسعد مشغول بالدنيا لم يتطهّر ولم يتهيّأ كما كان يفعل قبل أن يتشاغل بالدنيا، فكان النبي(ص) يقول له: ياسعد شغلتك الدنيا عن الصلاة فكان يقول ما أصنع أضيّع مالي؟ هذا رجلٌ قد بعتُهُ فأريدُ أن أستوفي منه، وهذا رجلٌ قد اشتريت منه فأريدُ أن أوفيه.

٣٣١

قال: فدخل رسولَ اللَّه(ص) من أمر سعد غمٌّ أشدُّ من غمّه بفقره، فهبط عليه جبرائيل(ع) فقال: يامحمّد(ص) إنّ اللَّهَ قد علمَ غمّك بسعد فأيما أحبّ إليك حاله الأولى أو حاله هذه؟ فقال له النبيّ(ص): ياجبرائيل بل حالُه الأولى قد ذهبت دنياه بآخرته فقال له جبرائيل(ع): إنّ حبّ الدنيا والأموال فتنةٌ ومشغلةٌ عن الآخرة قل سعد يردّ عليك الدرهمين اللذين دفعتهما إليه، فإن أمرَه سيصير إلى الحال التي كان عليها أوّلاً قال: فخرج النبيّ(ص) فمرّ بسعد فقال له: ياسعد أما تريد أن تردّ عليَّ الدرهمين اللذينَ أعطيتكهما؟ فقال سعد بلى ومأتين فقاله له: لست أريد منك ياسعد إلّا الدرهمين، فأعطاه سعد درهمين قال: فأدبرت الدنيا على سعد حتى ذهب ما كان معَهُ وعاد إلى حاله التي كان عليها(١) .

أقول: أدى النبيّ(ص) الأمانة التي حمّلها إيّاه ربّه تعالى على أحسن وجه، وأوصى إلى أمير المؤمنين(ع) بوصاياه، ودلّ الناس عليه على أنه خليفته بعده،وكان قد حجّ حجّة الوداع(ص) وإذا به قد وقع على فراش المنية وقد ثقل المرض عليه، ففي الرواية الشريفة أنّ رسول اللَّه(ص) قال لبلال: يابلال هلمّ عليَّ بالناس، فاجتمع الناس فخرج رسول اللَّه(ص) متعصّباً متوكياً حتى صعد المنبر فحمد اللَّه وأثنى عليه ثمّ قال: معاشرَ أصحابي أيُّ نبيٍّ كنت لكم؟ ألم أجاهد بين أظهركم؟ ألم تكسر رباعيتي؟ ألم يعفَّرْ جبيني؟ ألم تسِلْ الدّماءُ على وجهي ولحيتي؟ ألم أكابد الشدّة والجهدَ

____________________

(١) البحار ج٢٢ ص١٢٢.

٣٣٢

مع جهّال قومي؟ ألم أربط حجرَ المجاعةِ على بطني؟ قالوا: بلى يارسول اللَّه، لقد كنت للَّهِ صابراً، وعن المنكر ناهياً، فجزاك اللَّه عنّا أفضلَ الجزاء ثمّ قال: إنّ ربّي عزّوجلّ حكم وأقسم أن لا يجوزه ظلمُ ظالم فناشدتكم باللَّه أيّ رجلٍ منكم كانت له قبلي مظلمة إلّا قام واقتصّ مني، فالقصاص في دار الدنيا أحبّ إليّ من القصاص في دار الآخرة على رؤوس الملائكة والأنبياء، فقام إليه رجل يقال له سوادة بن قيس فقال له فداك أبي وأمي يارسول اللَّه إنك لما أقبلت من الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك، وبيدك القضيب الممشوق(١) فرفعته وأنت تريد الناقة فصار على بطني فقال النبيّ(ص): معاذ اللَّه أن أكونَ قد تعمّدت ذلك ثمّ قال: يابلال قم إلى منزل فاطمة فائتني القضيب الممشوق، فذهب بلال وجاء به فأخذه رسول اللَّه(ص) وقال: أين الشيخ؟ فقال ها أنا ذا يارسول اللَّه بأبي أنت وأمي فقال: تعال فاقتصّ مني حتى ترضى فقال: اكشف لي عن بطنكَ يارسول اللَّه، فكشف(ص) عن بطنه، فقال له بأبي أنت وأمي يارسول اللَّه أتأذنُ لي أن أضع فمي على بطنك؟ فأذنَ له فقال أعوذُ بموضع القصاص من بطن رسول اللَّه من النار فقال النبيّ(ص): ياسوادة بن قيس أتعفو أم تقتص فقال: بل أعفو يارسول اللَّه فقال: اللهمّ اعفُ عن سوادة بن قيس كما عفا عن نبيّك(ص)(٢) .

ثمّ عاد(ص) إلى منزله فاشتدّ عليه المرض ونعيت إليه نفسُهُ فغمّض عينيه فجاء الحسنان(ع) وهما يصيحان ويبكيان حتى وقعا على رسول اللَّه(ص)

____________________

(١) القَضيب: جمعه قُضبان هو الغصن المقطوع. المنجد

(٢) البحار ج٢٢ ص٥٠٧ ضمن ح ٩.

٣٣٣

فأراد أمير المؤمنين(ع) أن ينحيهما عنه ففتح النبيّ عينيه وقال: ياعلي دعني أشمهما ويشماني، وأتزوّد منهما ويتزوّدان مني أما انهما سيظلمان بعدي ويقتلان ظلماً فلعنةُ اللَّه على من يظلمهما يقول ذلك ثلاثاً، ثمّ نظر النبيّ(ص) فرأى فاطمة(ع) باكية فأومى إليها بالدنو منه فدنت منه فأسرّ إليها شيئاً فتهلّلَ وجهُها، ثمّ نزل جبرائيل وقال السلام عليك ياأبا القاسم فقال وعليك السلام ياجبرائيل ادنُ مني فدنى منه فقال له: عند الشدائد لا تخذلني ثمّ نزل ملكُ الموت وأقبل مستأذناً حتى وقف بين يدي رسول اللَّه(ص) وقال: إنّ اللَّه أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك فيما تأمرني، إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها وإن كرهت كرهتُها، فجلس جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وملك الموت بين يديه فقال النبي لملك الموت: امضِ لما أُمِرْتَ به، فتقدّم أمير المؤمنين(ع) ووضع فمه على فم رسول اللَّه(ص) وجعل يناجيه حتى فارقت روحه الشريفة جسدَه فانسلّ عليّ(ع) باكياً وقال: عظم اللَّه أجوركم في نبيّكم فإنه قد قبضه اللَّه إليه، فارتفت الأصوات بالضجّة والبكاء، وضجّ أهل المدينة وهم ينادون واسيّداه وامحمّداه وأبا القاسماه(١) وأنشأ أمير المؤمنين(ع):

الموتُ لا والداً يبقي ولا ولَداً

هذا السبيلُ إلى أن لا ترى أحدا

هذا النبيُّ ولم يخلد لأمّتِهِ

لو خلّدَ اللَّهُ خلقاً قبلَهُ خَلُدا

للموتِ فينا سهامٌ غيرُ خاطئةٍ

من فاتهُ اليومَ سهمٌ لم يفتهُ غدا

____________________

(١) الكوكبُ الدريّ للمرحوم الشيخ المازندراني ص١١٤.

٣٣٤

بعد وفاة النبي(ص) سئلت الصديقة فاطمة(ع) ماالذي أسرّ إليك رسول اللَّه(١) فسرى عنك به ما كنت عليه من الحزن قالت: إنّه أخبرني أنني أولُ أهلِ بيته لحوقاً به وانه لن تطول المدّةُ بي بعده حتى أدركه فسرى ذلك عني(٢) .

أقول: نعم ما بقيت بعد أبيها إلّا أياماً قليلة وكانت دائمة البكاء عليه في ليلها ونهارها حتى تأذّى أهل المدينة من بكائها، وجاء الشيخان إلى أمير المؤمنين وقالا: إن فاطمة آذتنا ببكائها فإمّا أن تبكي ليلاً وتدع البكاء نهارا، وإمّا أن تبكي نهاراً وتدع البكاء ليلاً.

ولما ذاكرها أمير المؤمنين قالت: ياأبا الحسن ما أقلّ مكثي بينهم فلاأسكت عن البكاء على أبي لا في الليل ولا في النهار فلم يمنعها عن ذلك ولكن بنى لها بيتاً آخر سماه (بيت الأحزان)(٣) .

مَن لحاها إذ بكت والدَها

قائلاً فلتبكِ ليلاً أو نهاراً

ويلهم ما ضرّهم لو بكيت

بضعةُ المختارِ أياماً قصارا

من سعى في ظلمها مَن راعها

مَن على فاطمةَ الزهراء جارا

____________________

(١) البحار ج٢٢ ص٥٢٢.

(٢) الكوكب الدري ص١١٥.

(٣) وفاة الصديقة الزهراء للمرحوم السيد عبدالرزاق المقرّم ص٩٧.

٣٣٥

نعي

بعد أبوهه شلون ذلّت

امن البكا ما يوم ملّت

وحين بالشجرة استظلت

عمدوا عليها گطعوها

* * *

طلعت البره المدينه

ناحله وتبكي وحزينه

ليت أبوها تشوف عينه

شلون من بعده ظلموها

* * *

وما برحت مظلومةً ذاتَ علّةٍ

تؤرّقها البلوى وظالمُها مغفي

إلى أن قضت مكسورةَ الضلعِ مسقطا

جنينٌ لها بالضربِ مسوّدةَ الكتفِ

لاحول ولا قوة إلا باللَّه العليّ العظيم

وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون والعاقبة للمتقين

٣٣٦

فهرس المصادر

- القرآن الكريم.

- أمالي الصّدوق، للشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين، مؤسسة الأعلمي - بيروت.

- أعيان الشيعة، للسيّد محسن الأمين العاملي، دار التعارف - بيروت.

- أدب الطفّ، للسيّد جواد شبر، دار المرتضى - بيروت.

- أصول الكافي، للشيخ محمد بن يعقوب الكليني، دار الكتب الإسلامية - طهران.

- الأخلاق، للسيّد عبداللَّه شبّر، مكتبة بصيرتي - قم ١٣٩٥ه

- أضواء على ثورة الإمام الحسين(ع)، السيد محمد الصدر، الشريف الرّضي - قم.

- إبصار العين في أنصار الحسين(ع)، للشيخ محمد السماوي، مكتبة بصيرتي - قم.

- اقناع اللائم على إقامة المآتم، للسيّد محسن الأمين العاملي، مؤسسة المعارف - قم.

- الإرشاد، للشيخ المفيد، مكتبة بصيرتي - قم.

- بحار الأنوار، للشيخ المجلسي، المكتبة الإسلامية - طهران.

- بطل العلقمي، للشيخ عبدالواحد المظفّر، منشورات الشريف الرضي - قم.

- تذكرة الخواص، للعلامة سبط ابن الجوزي الحنفي، مكتبة نينوى - طهران.

- جلاء العيون، للسيّد عبداللَّه شبّر، مكتبة بصيرتي - قم.

- چهرة درخشان، للشيخ علي ربّاني خلخالي، فارسي.

- خلاصة الأسرار من بحار الأنوار، للسيّد أحمد الحكيم، ذوي القربى - قم.

٣٣٧

- الخصال، للشيخ محمد بن علي بن الحسين الصدوق، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.

- رياض المدح والرّثاء، للشيخ حسين علي البحراني، منشورات الكاظمين - قم.س

- سفير الحسين، للشيخ عبدالواحد المظفر، منشورات الشريف الرّضي - قم.

- شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد، المكتبة العامة لآية اللَّه المرعشي النجفي - قم.

- الشهيد مسلم، للسيد عبدالرزاق المقرّم، المكتبة الحيدرية، النجف الأشرف.

- شجرة طوبى، للشيخ محمد مهدي المازندراني، منشورات الشريف الرّضي - قم.

- شرح رسالة الحقوق، للسيد حسن القبانچي، مؤسسة إسماعيليان - قم.

- الصحيفة المهدية، للسيّد مرتضى مجتهدي، الناشر حاذق - قم.

- الطفل بين الوراثة والتربية، للشيخ محمد تقي الفلسفي، دار المرتضى - مشهد.

- قمر بني هاشم، للسيّد عبدالرزاق المقرّم، منشورات الشريف الرّضي - قم.

- الكنى والألقاب، للشيخ عباس القمّي، مكتبة الصدر - طهران.

- كامل الزيارات، للشيخ جعفر بن قولويه القمّي، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.

- الكامل في التاريخ، لإبن الأثير، دار صادر - بيروت.

- لسان العرب، لإبن منظور، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

- لئالىُ الأخبار، محمد نبي التوسيركاني، مكتبة العلامة - قم.

- مجمع البيان، للشيخ الفضل بن حسن الطبرسي، منشورات مكتبة آية اللَّه المرعشي النجفي - قم.

- مجمع البحرين، للشيخ فخر الدين الطريحي، المكتبة المرتضوية - طهران.

- مفاتيح الجنان، الشيخ عباس القمّي، انتشارات سيد الشهداء - قم.

- معالي السبطين، للشيخ محمد مهدي المازندراني، مكتبة القرشي - تبريز.

٣٣٨

- الملهوف على قتلى الطفوف، للسيّد ابن طاووس، دار الأسوة للطباعة والنشر.

- المصباح، للكفعمي إبراهيم بن علي بن الحسن العاملي، مؤسسة الأعلمي - بيروت.

- مقتل الكعبي، للشيخ عبدالزهراء الكعبي، الشريف الرّضي - قم.

- مقتل المقرّم، للسيد عبدالرزاق المقرّم، مكتبة بصيرتي - قم.

- مقاتل الطالبيّين، لأبي الفرج الأصفهاني، مؤسسة دار الكتاب - قم - إيران.

- المصباح المنير، للفيومي أحمد بن محمد المقري، منشورات دار الهجرة - قم.

- معجم البلدان، لياقوت الحموي، دار صادر - بيروت.

- الإمام زين العابدين، للسيد عبدالرزاق المقرّم، دار الشبستري للمطبوعات - قم.

- المنجد في اللغة، لويس معلوف، انتشارات إسماعيليان - طهران.

- الميزان في تفسير القرآن، للسيد محمد حسين الطباطبائي، جماعة المدرسين - قم.

- المقبولة الحسينيّة، للشيخ هادي كاشف الغطاء، منشورات أنوار الهدى - قم.

- مسار الشيعة، للشيخ المفيد، مكتبة بصيرتي - قم.

- مناقب آل أبي طالب، لإبن شهرآشوب رشيد الدين محمد بن علي، مؤسسة انتشارات علامه - قم.

- مع الحسين في نهضته، للشيخ أسد حيدر، دار التعارف للمطبوعات - بيروت.

- من لا يحضره الخطيب، للسيّد داخل السيّد حسن، انتشارات المكتبة الحيدرية - قم.

- علي الأكبر، عبدالرزاق المقرّم، انتشارات المكتبة الحيدرية - النجف الأشرف.

- علل الشرائع، للشيخ الصّدوق محمد بن علي بن الحسين، المكتبة الحيدرية - النجف الأشرف.

٣٣٩

- ثمرات الأعواد، للسيّد علي الهاشمي، الشريف الرّضي - قم.

- النصاريات، للشيخ محمد نصار، انتشارات الشريف الرّضي - قم.

- النظام التربوي في الإسلام، للشيخ باقر شريف القرشي، دار التعارف للمطبوعات - بيروت.

- ديوان مع النبيّ وآله، للسيّد محمد جمال الهاشمي - قم.

- الفصول المهمّة، لإبن الصبّاغ المالكي علي بن محمد، منشورات الأعلمي - طهران.

- فوائد المشاهد، للشيخ جعفر الشوشتري، دار الإعتصام - قم.

- نور الحقيقة، لوالد الشيخ البهائي.

- نفس المهموم، للشيخ عباس القمي، مكتبة بصيرتي - قم.

- المجالس السَّنيّة، للسيّد محسن الأمين، الشريف الرّضي - قم.

- البابليات، للشيخ محمد عليّ اليعقوبي، دار البيان - قم.

- المحجة البيضاء، للفيض الكاشاني، دفتر انتشارات إسلامي - قم.

- الديوان المنسوب لأمير المؤمنين(ع)، انتشارات كتابخانه أروميه - قم.

- كشكول البحراني، للشيخ يوسف البحراني، مؤسسة الوفاء ودار النعمان.

- أعلام‏الدين في صفات‏المؤمنين، للديلمي الحسن بن أبي الحسن، مؤسسة آل البيت - قم.

- وسيلة الدارين الكبرى، الشيخ علي بازي، منشورات الشريف الرّضي - قم.

- الدُّر النَّضيد في معالي الشهيد، للسيّد محسن الأمين، مكتبة الداوري - قم.

- أبو الحسين زيد الشهيد، للسيّد محسن الأمين، مؤسسة آل البيت - قم.

- الأنوار البهيّة في ترجمة الحجج الإلهية، للشيخ عبّاس القمّي، دار الأضواء - بيروت.

- الفائزيات، للملا علي بن فايز، منشورات الشريف الرضي - قم.

٣٤٠