قد يتّفق إنّنا قد تطرّقنا إليها في مجال آخر فلا نودّ إعادة تلك المعلومات وثبتها في حقلين ؛ تجنّباً من التكرار الممل والمعيب معاً ، فعندها نخضع للأمر الواقع وننتظر أن يكشف لنا المستقبل ما يمكن كشفه.
وإذا ما اتّفق أنّ المترجم له وردت ترجمته في أكثر من مجال في هذه الموسوعة ، كالشاعر الخطيب ، والشاعر المؤلّف ، والشاعر من أنصار الحسين (عليهالسلام
) فهذا بالطبع يترجم في كلّ هذه الحقول ، ولكن نوعية الترجمة تختلف اختلافاً كلّياً ؛ فترجمة الشاعر تخصّص بالجانب الأدبي من الشعر دون غيره ، وترجمة الخطيب تقتصر على الجانب الخطابي وهكذا.
ومع هذا فإنّ هناك بعض المعلومات لا بدّ وأن تتكرّر ؛ لأنّها ملازمة لمعرفة تلك الشخصية ، كالاسم والنسب ، وتاريخ الولادة وبلدها ، والنشأة وتاريخ الوفاة ، وهذا هو القاسم المشترك بين التراجم كلّها.
ب - هناك شخصيات تأخذ مساحة أكبر من الذي حدّدناه للجدل القائم في الشخص مثلاً ، أو في نتاجه الأدبي ونسبته إليه ، أو في معتقده فيما إذا ساعدنا ذلك على كشف الغموض عن حياته الأدبية ، وعندها نترك العنان لحدّ التواصل إلى المقصود مع مراعاة عدم الإسهاب في ذلك.
٢ - من خلال دراستنا للمعاجم الأخرى لفت انتباهنا أنّ بعض أصحاب المعاجم أخذتهم الحمية في ترجمة بني قومه أو طائفته ، أو بلدته أو قوميّته أو ما إلى ذلك ، فأسهب إلى حدّ الإفراط ، وتحدّث عن الواحد منهم بعشرات الصفحات حتى كادت ترجمته تكوّن مجلداً مستقلاً ، بينما أجحف في حقّ غيره دون أن يقدّم سبباً مقنعاً لذلك.
وقد لاحظت من أحدهم كيف يميّز بين المترجمين ويجعلهم في درجات مختلفة حسب الترتيب التالي : بنو قومه ، بنو بلدته ، بنو قوميّته ، بنو المهجر ، ولا يتورّع من الطعن في غيره.
وقد زاد استغرابي حين قرأت لبعضهم عن شخصيّة ليست من بني قوميّته فتعرّض لأمور أقلّها أنّها لا تطابق ، وقول الرسول (صلىاللهعليهوآله
) : (( ليس لعربي على عجمي فضل إلّا بالتقوى ))
، وهذا لا اختصاص بقوميّة دون أخرى ، بل
____________________