• البداية
  • السابق
  • 369 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 24066 / تحميل: 5009
الحجم الحجم الحجم
دائرة المعارف الحسينية معجم الشعراء الناظمين في الحسين (عليه‌السلام) الجزء الأوّل

دائرة المعارف الحسينية معجم الشعراء الناظمين في الحسين (عليه‌السلام) الجزء الأوّل

مؤلف:
الناشر: المركز الإسلامي للدراسات
العربية

تعالى :( لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلّا مَنْ ظُلِمَ ) (١) .

٤ - نحاول جهد الإمكان أن نتجنّب نقل شعر الهجاء في ترجمة الشاعر إلّا إذا جدبت المعلومات في حقّه ، أو اقتضت الضرورة ، وكذا الحال في شعر المدح ، وبالأخص مدح الملوك والسلاطين إلّا لحكمة أو ما شابه ذلك ، ويستثنى من ذلك مدح الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) والأئمّة (عليهم‌السلام ).

كما نحاول عدم نقل الشعر ذي الاتجاه الديني لاكتفائنا بما نقلناه في ديوان القرون ، والمهم التعرّف على الشاعر من خلال بقيّة أغراضه إلّا في حالة جدب المعلومات أو ضرورة ذلك.

٥ - إنّ اختيار عيّنات من الشعر بغرض ثبتها في ترجمة الشاعر ليس بالأمر الهيّن ، وبالأخصّ فيما إذا كان الشاعر مكثراً ، فربما أخذ منّا يوماً كاملاً ، كما أنّ الحصول على شعر المقل في بعض الأحيان يكون كخرط القتاد(٢) ؛ لأنّ المصادر شحيحة فلا بدّ من بقر بطون الكتب والمؤلّفات للحصول على بعض الأبيات.

والأصعب من ذلك محاولة إعطاء صورة صحيحة وكاملة عن الشاعر من خلال قراءة مختارات من شعره ضمن عشرة صفحات ، وهذا ما يجعلنا أن نقول بأنّ الاختيار أمر شاقّ ، ويزيد في ذلك عدم إمكانية إرضاء القرّاء لاختلاف أذواقهم ، ولكنّها تبقى محاولة في طريقها الصحيح إن شاء الله.

٦ - لقد كان أمامنا خياران في ترتيب المعجم ، تنظيمه حسب سنة وفاة الشاعر ، أو تنظيمه حسب الحروف الهجائية ، وقد عدلنا عن الأوّل لأسباب(٣) ، أهمها :

أنّ الغالب في الناس عدم حفظ تاريخ وفاة الشاعر ، وهذا يسبب إرباكاً لهم لدى الحاجة إلى مراجعة ترجمته ، وإمكانية وضع

____________________

١- سورة النساء / ١٤٨.

٢- مثل يُضرب للأمر دونه موانع ، والخرط : هو قشر الورق عن الشجر اجتذاباً بالكفّ.والقتاد شجر لَهُ شوك أمثال الأبر ( المنجد / ٩٨٤ ).

٣- من تلك الأسباب عدم العثور على تاريخ وفاته ، أو وقوع الاختلاف في تاريخ وفاته.

٤١

فهرس لذلك يخفف من الصعوبة هذه ، ولكنّها لا تصل إلى حدّ السهولة المطلوبة حيث إنّ الباحث لا بدّ وأن يراجع الفهرس أوّلاً ؛ ليصل إلى موضع ترجمته في المعجم ، بينما عند الترتيب وفق الحروف الهجائية يمكنه الرجوع إلى المعجم مباشرة.

هذا وقد اعتمدنا في عنوان الترجمة على الاسم الثلاثي ، أي ذكر اسمه واسم أبيه ولقبه المعروف به ، مراعين في ذلك ترتيب الحروف الهجائية في الأسماء الثلاثة جميعاً ، وإذا خفي على الباحث اسم الشاعر ، وكان على معرفة بلقبه فعليه حينئذ مراجعة الفهرسة للحصول على اسمه الثلاثي.

٧ - إنّ كثيراً من أسماء الأعلام تأتي مركّبة ، وهو الذي أربك أصحاب التراجم في التعامل معها في ترتيب معاجمهم ، وكان سبباً لاختلافهم في موضع ثبتها لها.

وفي الحقيقة أنّ الاسم المركّب على شكلين : فقد يكون المضاف جزءاً حقيقياً لا يمكن فصله ، بل يتغيّر معناه فيما إذا جُرّد عن المضاف إليه ، فهذا مما لا شك في عدم إمكان تجريده كما في عبد الله ، وما يمكن فصله كعبد الحسين.

ومن الجدير ذكره أنّ هناك مَنْ اشتهر بالمضاف إليه ، ولكن جاء في واقعة مركّباً كعبد المجيد الذي قد يشتهر بمجيد تخفيفاً على اللسان ؛ وذلك لأنّ المجيد من أسماء الله التي لا تستخدم كعلم للإنسان ، ولذلك تبقى السجلات تحمل كلمة العبودية كجزء لا يتجزّأ من علم تلك الشخصيّة ، وعليه الاعتماد في ترتيب المعجم.

وهناك من أسماء الله قد توضع علماً للإنسان باعتبار معناها اللغوي كالجواد مثلاً ، فعندها لا بدّ من مراعاة التسمية ثمّ الشهرة ، وفي مثل هذه التسميات مناقشة فقهية وعقائدية تطرّقنا إليها بشيء من التفصيل في محلّه(١) .

وأمّا الشكل الآخر من الأسماء المركّبة ، فهي التي لا يوجب تجريد

____________________

١- راجع مقدّمة باب معجم مَنْ سُمّي بالحسين من هذه الموسوعة.

٤٢

الجزء الأوّل منها إلى تغيير في المعنى ، أو ما شابه ذلك ؛ فإنّه على نوعين :

الأوّل : ما شاع تسميته مركباً ، كمحمد علي فالاعتماد عليه.

والثاني : الأسماء المركّبة ، مثل محمد إبراهيم ، ومحمد حسين وأضرابهما ، فالاعتماد فيها على الحقيقة إن توصّلنا إليها ، ثمّ على الشهرة ، فتوضعان في حرف الميم إن كانت حقيقة التسمية أو الشهرة مركباً ، وإلّا فيوضع الأوّل في حرف الألف ، والثاني في حرف الحاء ، خلافاً لبعض المؤلّفين حيث حذفوا المضاف من هذه الأسماء في ترتيب معاجمهم ، وأشاروا إليها لدى الحديث عن تلك الشخصيّة(١) .

وأمّا بالنسبة إلى الأعلام المركبة المشابهة للكُنى ، فتثبت كما هي ؛ إذا ثبت علميتها خلافاً لبعض المؤلّفين حيث اعتمد على الجزء الثاني منها ، وأثبت مثلاً أبو بكر ، وأبو القاسم في بكر والقاسم(٢) ، ولكنّنا أثبتناهما في حرف الألف.

نعم ، إذا كانت كُنية فالاعتماد حينئذ على الاسم دون الكُنية.

كما إنّنا لا نُراعي في ترتيب المعجم الاعتبارات الدينية التي سلك عليها بعض المؤلّفين ، من تقديم ما شمل على العبودية لاسم الجلالة على غيرها من أسماء الله تعالى ، فيقدّمون عبد الله على عبد الحميد مثلاً(٣) ، وهنا مَنْ يقدّم في حرف العين عبد الله ، وأمثال ذلك على عامر وأمثاله لاعتبارات دينية.

وهناك مَنْ يقدّم مَنْ سُمّي بمحمد على كلّ الأسماء فيبدأ معجمه بهم(٤) .

كما إنّ هناك مَنْ يقدّم الأب على الابن باعتبار الرتبي(٥) ، فيقدّم أبو بكر على ابن بكر مثلاً.

وبما أنّ هذه الاعتبارات توجب إرباك المحقّق والباحث ، أعرضنا عنها

____________________

١- راجع طبقات أعلام الشيعة - للطهراني.

٢- راجع الأعلام - للزركلي.

٣- راجع تهذيب التهذيب.

٤- راجع الوافي بالوفيات.

٥- راجع الكُنى والألقاب.

٤٣

ونتعامل مع العلم بترتيب الحروف الهجائية دون غيرها من الاعتبارات.

ولا يخفى أنّ هذا الأسلوب لا يختصّ بهذا المعجم فحسب ، بل يشمل كلّ المعاجم في هذه الموسوعة.

٤٤

لكلّ جواد كبوة

ويُقال أيضاً : الجواد قد يكبو ، هذا المثال صادق تماماً على الشاعر العبقري الذي يرتجل الشعر ارتجالاً ، فربما اصطدم بلحظة لا يقدر فيها على نظم الشعر ، بل قد يتوقّف عند الصدر ويعجز عن إلحاق العجز به ، شأنه شأن الكاتب ، بل شأن كلّ محترف في عمله تأتيه ساعة يشعر بالعجز.

وفي ذلك يقول الفرزدق : أنا عند الناس أشعر الناس ، وربما مرّت عليّ ساعة وزع(١) ضرس أهون عليّ من أنْ أقول بيتاً واحداً.

وقال العجاج(٢) : لقد قلت أرجوزتي التي أوّلها :

بكيتُ والمحتزن البكي(٣)

وإنّما يأتي الصبا(٤) الصبي

أطرباً وأنتَ قنسري(٥)

والدهرُ بالإنسانِ دواري

وأنا بالرّمل(٦) في ليلة واحدة ، فانثالت على قوافيها انثيالاً ، وإنّي لأريد اليوم دونها في الأيام الكثيرة فما أقدر عليه.

____________________

١- الوزع : الزجر ، ويصح «وجع» أيضاً.

٢- العجاج : هو عبد الله بن رؤبة بن لبيد السعدي التميمي ، المتوفّى عام ٩٠ه ، ولد في الجاهلية ، وقال الشعر فيها ثمّ أسلم ، وهو أوّل مَنْ رفع الرجز وشبهه بالقصيد ، وهو والد رؤبة الراجز المشهور ، وله ديوان شعر في جزأين.

٣- البكي : الكثير البكاء.

٤- الصِبا : بالكسر الشوق.

٥- القنسري : الكبير المسن.

٦- الرمل : اسم موضع.

٤٥

وقال أبو يعقوب الخريمي(١) : خرجت من منزلي أريد الشماسية(٢) ، فابتدأت القول في مرثية لأبي التختاخ(٣) ، فرجعت والله وما أمكنني بيت واحد.

ويقول الشاعر - من الطويل - :

وق-د يقرضُ الشعرُ البكي(٤) لسانه = وتعيي القوافي المرء وهو خطيبُ(٥)

٨ - من الجدير ذكره أنّ المعجم يحتوي على أقسام مختلفة ، كلّ قسم تضمّن ترجمة مجموعة من الشعراء ، فلا بدّ من مراجعة القسم المطلوب ، وقد ميّزنا كلاً منها في بداية كلّ جزء من أجزاء المعاجم.

والأقسام هي كالآتي :

قسم مَنْ نظم بالعربية الفصحى.

قسم مَنْ نظم بالعربية الدارجة.

قسم مَنْ نظم بالفارسية.

قسم مَنْ نظم بألأوردو.

وهكذا...

والسبب لفصل الأقسام يعود إلى أنّ نمط الترجمة حيث يختلف الأمر بين الأقسام ، وحتى لا تتغيّر الموجة عند القارئ ، ولا يتأثّر باختلاف سياق الترجمة ، وضع لكلّ قسم معجماً خاصّاً به.

٩ - ولا يخفى أنّ هذا المعجم خاصّ بمَنْ نظم في الإمام الحسين (عليه‌السلام ) ولو بنصف بيت ، ولا مجال لترجمة مَنْ لم ينظم في الإمام شيئاً ، فهو ضمن دائرة المعارف الحسينية ، وليس عامّاً ليشمل كلّ الشعراء

____________________

١- الخريمي : هو إسحاق بن حسان بن قوهي ، المتوفّى عام ٢١٢ه ، أصله من خراسان ، ولد في الجزيرة وسكن بغداد ، كان من شعراء الدولة العباسية.

٢- الشماسية : بفتح أوّله وتشديد ثانيه ، صحراء كانت في أعلى بغداد.

٣- أبو التختاخ :

٤- البكي : المقل غير المعطاء.

٥- البيان والتبيين : ١/١٤٣.

٤٦

والناظمين ، ولكن قد نترجم شاعراً لم يرد شعره في الدواوين الموضوعة ضمن هذه الموسوعة ؛ وذلك لأنّ عدداً من الشعراء نظموا في الإمام الحسين (عليه‌السلام ) ، أو نهضته المباركة ، أو أهل بيته أو أنصاره إلّا أنّ أشعارهم اختفت ، ولم تصلنا سوى أخبارها ، فنقوم بترجمته رغم عدم العثور على شعره الحسيني على أمل اكتشافها في المستقبل.

١٠ - لم نتوقّف عن ترجمة الأحياء من الشعراء كما جرى ديدن الكثير من المترجمين في هذا الحقل ، شأنه شأن الحقول الأُخرى ؛ للصدمة التي أصابتهم من جرّاء ذلك ، ولعلّها تكمن في التخوّف من الأمور التالية :

أ - عدم إمكانية إرضاء صاحب الترجمة ، وربما أدّى ذلك إلى القطيعة فيما إذا كانا على صلة مسبقة ، وقديماً قالوا : رضى الناس غاية لا تُدرك(١) .

ب - عدم إمكانية استيفاء ترجمته ؛ لأنّه لا زال على قيد الحياة ، فلم تكتمل سيرته وصورته ، ولم يتوقف عطاؤه ، فلربما واصل تطوّره الأدبي وحاز قصب السبق ، فتظل ترجمته قاصرة وناقصة.

ج - قد تعوق المصالح السياسية أو الاجتماعية في إعطاء صورة واضحة عن سيرته وهو على قيد الحياة.

ولكنّنا تجاوزنا ذلك بروح رياضية عالية ؛ حيث وضعنا نصب أعيننا العديد من الأمور ، والتي منها :

أ - ضرورة تكريم الرجل في حياته ومواكبة سيرته ؛ طمعاً لمزيد من العطاء ، وحتى لا يشملنا هجاء الشاعر في قوله - من البسيط - :

ال-مرءُ م-ا دامَ حيّاً يستهانُ به = ويعظمُ الرزءُ فيهِ حين يُفتقدُ(٢)

ب - ثبت المعلومات في أوانها ؛ حتى لا تصبح عرضة للنسيان.

ج - أخذ المعلومات من منابعها الصافية ؛ لترتفع نسبة وثاقتها نسبة

____________________

١- وفي حديث الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه‌السلام ) لعلقمة : (( يا علقمة ، إنّ رضى الناس لا يُملك ، وألسنتهم لا تُضبط )) (البحار ٦٧ / ٢).

٢- مقدّمة ريحانة الأدب ١ / ١٣.

٤٧

عالية ، كما عالجنا حدّ الإمكان تلك السلبيات التي قد تقف سدّاً لذلك بالشكل الآتي :

أ - تجنّب السلبيات والاقتصار على الجانب الإيجابي في ظلّ الأدب.

ب - عدم اللجوء إلى استخدام أدوات المدح أو الذم لدى التعريف بالشاعر ، من ألقاب وصفات قد تؤدّي إلى المزايدات ، بل نقتصر على بيان الحقائق وسرد الوقائع ولا نتعدّاهما.

ج - التحلّي بسعة الصدر لقبول النقد البناء والإعراض عن غيره.

١١ - من الشعراء مَنْ اختار لنفسه اسماً مستعاراً ؛ ليستر به شخصيّته خوفاً على حياته ، أو حياة ذويه حيث لا زالت هناك سلطات تلاحق مَنْ نظم في الإمام الحسين (عليه‌السلام ) باعتباره رمز الرفض والإباء ، فقد أعرضنا عن ترجمته تحت اسمه المستعار إلى أن تزول الغمّة عن شخصه ، أو ينكشف لنا حقيقة اسمه ، وإلّا فسنلحق ترجمته بآخر المعجم إن شاء الله تعالى.

ومن الجدير الإشارة إليه أيضاً أنّ هناك إرباكاً ربما سيحصل بالنسبة إلى بعض الأسماء المستعارة ، ولكنّا قدر الإمكان سنحاول الوصول إلى حقيقتها ، أو إرجاءها على الأقل إلى آخر المطاف ، ومن تلك مثلاً ( إبراهيم رفاعة ) والذي نشر شعره في بعض الصحف العربية الصادرة في طهران(١) ، فبعد التحقيق تبيّن أنّ هذه الشخصية الأدبية انتحل هذا الاسم بشكل مؤقت لأسباب خاصّة ، وقد رأينا أنّه من الضروري الإشارة إلى ذلك ؛ كي لا يلتبس الأمر على القارئ الكريم أو الباحث النبيل.

وأخيراً لا بدّ من الإشارة إلى أنّنا نحتمل أن يكون قد سقطت ترجمة بعض الشعراء رغم كلّ المحاولات الحثيثة والاستقصاء الممكن ، ومع هذا نأمل الحصول على أسماء بعض الشخصيّات التي فاتتنا ترجمتها من خلال التحقيق والتنقيب ، إلى جانب ظهور شخصيّات أُخرى جديدة على الساحة

____________________

١- مجلة التوحيد - السنة ٣ ، العدد ١٨ / ١٩٦.

٤٨

الأدبية ممّا لم يتمّ وضع ترجمتها في محلّها ، والتي سنضطر إلى وضعها في حقل المستدركات.

وفي نهاية الأمر ربما لم يستحسن البعض هذا الأسلوب الذي تبنيناه في ترجمة الشخصيّات بشكل عام ؛ سواء الشعراء أو الخطباء أو المؤلّفين أو غيرهم ، وربما ينتقدوا فيها مسألة عدم الحداثة ، وأوردوا عليها بأنّه أسلوب قديم على أقل التقادير ، وربما أثاروا مسألة عدم انتهاجنا المنهج العلمي (الأكاديمي) في دراسة شخصيّة المترجم له في الاتجاه المحدّد له وتحليله.

وفي الحقيقة أنّ تبنّي هذه المنهجية لم يأتِ عن فراغ ، بل عن قناعة ودراسة ، وبالإجمال : إنّ هذا النوع من الترجمة لا شك أنّه أقرب إلى الواقع الذي لا بدّ أن يتعرّف عليه كلّ مَنْ أراد معرفة هذه الشخصيّة أو تلك ، بعيداً عن التحليلات التي قد تبعد الإنسان عن واقعه وحقيقته.

مضافاً إلى أنّه أسرع الطرق إلى معرفة تلك الشخصيّة دون لف أو دوران ، بالإضافة إلى ذلك فإنّنا تجنّبنا مسألة الحكم على تلك الشخصيّة ، وتركنا الأمر إلى القارئ والباحث.

وإذا ما لوحظت مسألة أُخرى أنّنا نعمل في إطار موسوعي ومعجمي الذي ينبغي فيه الاختصار والإيجاز ، وهذا يتطلب منّا أن لا نختار إلّا ما اخترناه ، ومع هذا فلم نترك الأمر سدى ، بل عالجناه في مكان آخر لدى المقارنات والدراسات التي نختتم بها الأبواب الرئيسية من هذه الموسوعة ، والله من وراء القصد.

٤٩

نهاية المطاف

لقد اختلف الأدباء والكتّاب حول استخدام حرف الجر ( من ) ، أو ( في ) مع كلمة ( تخرّج ) فيما إذا أنهى الشخص دراساته العليا لدى تخصّصه بعلم من العلوم ، فمنهم مَنْ قال على سبيل المثال : تخرّج زيد من كلّية الآداب ، ومنهم مَنْ قال : تخرّج زيد في كلّية الآداب ، وبما أنّ الجامعة والكلّية والتخرّج مصطلحات جديدة واكبت تقنين العلوم عبرها ؛ فلذلك وقع الخلاف فيه ، والنصوص القديمة خالية منها.

ولقد اختارت المدرسة العراقية بتوجيه لغوِّيها المشهور مصطفى جواد(١) استخدام حرف ( في ) بينما ظلّت المدارس الأُخرى تستخدم حرف ( من ).

وبما أنّ أمر هذه المسألة يتعلّق بالصرف والنحو ، واللغة والذوق ، فنقول بعد أخذ هذه الأمور بعين الاعتبار : أنّ مادة ( خ - ر - ج ) يتعدّى بالحروف التالية من ، في ، على ، الباء ، عن ، إلى ، اللام ، ولكن شاع استخدامه مع الأوّل ، ثمّ الثاني ، ثمّ الثالث ، وللمثال نقول :

١ - خرج زيد من البيت - وهي لابتداء الغاية.

٢ - خرج زيد في الفقه - أي نبغ فيه.

٣ - خرج زيد على الأمير - أي ثار ضدّه.

٤ - خرج زيد بردائه - أي متلبّساً به.

٥ - خرج زيد عن طوره - أي تجاوز حدّه ، أو تجاوز المألوف.

____________________

١- هو مصطفى بن جواد بن مصطفى بن إبراهيم التركماني (١٣٢٥ - ١٣٨٩ه) ، شاعر وكاتب ولغوي عراقي ، له مؤلّفات منها : سيّدات البلاط العباسي ، معجم البلدان العراقية التاريخية.

٥٠

٦ - خرج زيد إلى الحرب - أي توجه نحو ساحة الوغى.

٧ - خرج زيد ليلعب - أي خرج لأجل اللعب.

ورغم إمكانية تقدير حرف ( من ) في بعضها إلّا أنّ جواز عدم التقدير كان في الأمر.

هذا في صيغة الثلاثي المجرد ، وأمّا إذا أريد أن يُبنى منه صيغة المزيد من باب التفعّل ، أي بزيادة حرفين على المجرّد ؛ ليصبح ( تخرّج ) بتشديد الراء فإنّ هذا الباب يأتي للأغراض التالية :

١ - للدلالة على المطاوعة ، مثل : علّمته فتعلم.

٢ - للدلالة على التكلّف ، مثل : تشجّع ، أي تكلّف ؛ ليكون شجاعاً ، أو تكلّف الشجاعة.

٣ - للدلالة على التظاهر بالشيء ، مثل : تزّهد ، أي أظهر الزهد.

٤ - للدلالة على الطلب ، مثل : تعظّم ، أي طلب لأنّ يكون عظيماً.

٥ - للدلالة على التمهّل ، مثل : تجرّع الماء ، أي شرب الماء شيئاً فشيئاً.

٦ - للدلالة على أنّ الفاعل جانب الفعل ، مثل : تهجّد ، أي جانب الهجود.

٧ - للدلالة على أنّ الفاعل اتّخذ المفعول فعلاً ، مثل : توسّدته ، أي اتخذته وسادة.

ومن المعلوم أنّ هذه المعاني لا تُطابق مع الفعل ( تخرّج ) فيما نحن فيه إلّا في الدلالة الأولى حيث يمكن القول : خرّجته في الأدب فتخرّج ، كما ورد في اللغة.

وبما أنّ أصل الفعل ومادّته الأصلية يستخدم مع ( من ) فيما إذا كان متعلّقه المكان ؛ فنرجّح استخدام ( من ) بدل ( في ).

وهذا لا يعني نفي صحة استخدام ( في ) ولكنّه مفضول ، وادّعاء أنّ استخدام ( من ) يعني الانفصال عن الشيء مردود ؛ بأنّه إن كان المراد الانفصال النهائي فهو غير حاصل ، ولا مقصود فيما استخدم مع الثلاثي المجرّد ، كما لو قلت : خرجت من البيت ، حيث لا تريد انفصاله عنه نهائياً ، بل فترة عدم تواجده في البيت.

٥١

مضافاً إلى أنّ نتيجة التخرّج هو الانفصال عن هذه الكلّية التي تعلّم فيها ؛ إذ المفروض أنّ المتخرّج لا يعاود الدراسة فيها ثانية.

نعم ، يصح أن يُقال : تخرّجت في الفقه من كلّية الشريعة ، كما يصح أن يُقال : تخرّجت في كربلاء من كلّية الآداب ، أو تخرّجت في الصيف من كلّية الاقتصاد ، ولا نرجّح القول : تخرّجت في كربلاء ، أو تخرّج في كلّية الشريعة إلّا بالتقدير ، وإنّما جاز في المثال الأوّل ؛ لأنّه أراد بالجزء الأوّل تحديد الموضوع ، وبالجزء الثاني تحديد المعهد ، وإنّما جاز ذلك في المثال الثاني رغم أنّ متعلّقه المكان ؛ لأنّه أراد تحديد المدينة والمعهد معاً.

ولو قيل : بأنّ كلاً من الحرفين يأتي بمعنى الحرف الآخر فيصح على كلا الوجهين.

فنقول : بأنّه لا يخرجه عن الضعف ؛ إذ أنّ الغالب في حرف ( في ) الظرفية ، وفي حرف ( من ) ابتداء الغاية ، وإلّا فهو جائز ، والله أعلم.

واستناداً إلى ما قدّمناه فقد استخدمنا حرف ( من ) مع كلمة ( تخرّج ) في هذا المعجم كما في غيره من هذه الموسوعة.

٥٢

شعراء قيد الدرس

ومن خلال متابعاتنا الحثيثة في مسير علمنا الحسيني ، واطلاعنا على الاضطهاد الذي مورس بالنسبة إلى تراث أهل البيت (عليهم‌السلام ) ، وإلى أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم‌السلام ) منذ القرن الأوّل الهجري وإلى يومنا هذا والذي قد أشرنا إلى جملة منها في مقدّمات دواوين القرون ، يمكننا الجزم بأنّ الشعر الحسيني قد تعرّض لعملية الاغتيال ، وقد تمكّنا من تحديد بعض الموارد والتي قد أثبتناه في محلّه(١) .

وقد ساقنا هذا الاستقصاء إلى القول بأنّ عدم الاكتراث بشكل عام قد تحالف مع الاضطهاد الذي مارسه الطرف الآخر ، فأصبح نتاج عدد غير قليل من الشعراء الذين نظموا في الإمام الحسين (عليه‌السلام ) أثراً بعد عين.

وقد حاولنا الإشارة إلى الموارد المحتملة ذات النسبة العالية تاركين ما انخفضت نسبته ، بأمل أن يولي القارئ والباحث اهتمامه بذلك ، علّنا نحصل على جلّها إن لم نتمكّن الحصول على كلّها.

ومن تلك الموارد(٢) :

١ - إبراهيم بن إبراهيم بن فخر الدين البازوري العاملي من شعراء القرن الثاني عشر الهجري ، ولد في البازورية(٣) ، ونشأ بها ، وأخذ المبادئ بها ، ثمّ أكمل دراسته في بلاده ، انتقل إلى طوس (المشهد) وتوفّي بها.

____________________

١- راجع مقدّمات دواوين القرون.

٢- سنذكرهم حسب الحروف الهجائية مواكبين مع تراجم الشعراء ، وعليه فسنذكر هنا كلّ مَنْ اسمه إبراهيم.

٣- البازورية : بلدة على ساحل البحر الأبيض من توابع مدينة صور.

٥٣

قال عنه الحرّ العاملي(١) : كان فاضلاً صدوقاً ، صالحاً شاعراً أديباً من المعاصرين ، وله ديوان شعر صغير عندي بخطّه من جملة ما اشتريته من كتبه - بعد وفاته - ، وله - كتاب - رحلة المسافر وغنية المسامر(٢) .

ونقل الحرّ العاملي والأمين خمسة قصائد من شعره ، كلّها في مدح ورثاء علماء جبل عامل ، مطلع إحداها من البسيط :

اقضوا عليّ أهيلَ الودِّ أو زوروا

إلى متى وعدكم لي بالوفا زورُ(٣)

ومطلع ثانيها من البسيط :

قد أضرمتْ في الحشا من هجركم نار

يا جيرةً في الهوى بعدَ الوفا جاروا(٤)

ومن ثالثة من البسيط :

لا زالَ إنسانُ عينِ الدهرِ ما رشفت

شمسُ الضحى من ثغورِ الزهرِ ريقَ ندا(٥)

ومن رابعة من الطويل :

إذا تليتُ في الناسِ آياتِ ذكركم

لها سجدتْ أخيارها وطغامُها(٦)

ومن خامسة من البسيط :

الثامنُ الضامنُ الجنّاتِ أجمعها

يومَ القيامةِ من جودٍ لزوارِ(٧)

____________________

١- الحرّ العاملي : هو محمد بن الحسن العاملي ، يصل نسبه إلى الحرّ بن يزيد الرياحي شهيد كربلاء (١٠٣٣ - ١١٠٤ه) ، ولد في مشغرة وتوفّي في طوس ، من كبار علماء الإمامية ومحدّثيها ، له مؤلّفات بلغت ٥٥ مؤلّفاً ، أشهرها : وسائل الشيعة ، إثبات الهداة ، الفصول المهمّة ، وله ديوان شعر.

٢- أمل الآمل ١ / ٢٥.

٣- أعيان الشيعة ٢ / ١٠٧ وهي في مدح الشيخ زين الدين بن حسن العاملي صاحب المعالم.

٤- أعيان الشيعة ٢ / ١٠٧ وهي أيضاً في مدح الشيخ زين الدين.

٥- أمل الآمل ١ / ٢٦ ، أعيان الشيعة ٢ / ١٠٧ ، وهي في مدح السيد حسين بن محمد الموسوي العاملي.

٦- أمل الآمل ١ / ٢٦ ، وهي في مدح الشيخ زين الدين بن محمد العاملي.

٧- أمل الآمل ١ / ٢٦ وهي في رثاء الشيخ محمد بن الحسين البهائي العاملي.

٥٤

٢ - إبراهيم الحرّ الصوري العاملي من شعراء القرن الثاني عشر الهجري ، وهو ليس من أسرة الحرّ العاملي مؤلّف وسائل الشيعة(١) ، ولعلّ أباه كان يُسمّى حرّاً ، فهو إذاً إبراهيم ابن الحرّ الصوري.

كان شاعراً مجيداً ، وعالماً فاضلاً من أهل صور جبل عامل بلبنان ، ردّ على قصيدة الشيخ عبد الغني النابلسي(٢) ، المتوفّى عام ١١٣٦ه والتي في التصوّف ، وهي من الهزج ومطلعها :

وجودي حلّ عن جسمي

وعن روحي وعن عقلي

فجاء الردّ من المترجم له بقصيدة من الهزج أيضاً وأوّلها :

رويداً يا أخا الفضل

مزجت الشَهْد بالخلِ

أذعت السرّ يا هذا

شربت الجورَ بالعدلِ

فتحتَ القفلَ يا شامي

فقدتَ العلمَ بالجهلِ

إلى أن يقول في آخرها :

لقد حازت بهِ ألبا

بُ أهلِ العلمِ والعقلِ

وأصحابَ النُهى طرا

مع الأملاكِ والرسلِ(٣)

٣ - إبراهيم بن علي بن الحسن الحرّ العاملي الشامي من شعراء القرن ١٢ه.

قال عنه الحرّ العاملي المتوفّى عام ١١٠٤ه : عالم فاضل ، ماهر معاصر ، أديب شاعر ، سكن قسطنطنية.

وله مؤلّفات منها : كتاب الصبح المبني عن حيثية المتنبي ، رأيت هذا الكتاب وفيه فوائد كثيرة غير أحواله - المتنبي(٤) -.

٤ - إبراهيم بن حسن بن محمد علي بن يوسف بن محمد بن

____________________

١- تاريخ جبل عامل / ٢٨٦.

٢- النابلسي : هو عبد الغني بن إسماعيل المولود عام ١٠٥٠ه ، شاعر أديب ، وعالم متصوّف ، ولد وتوفي بدمشق ، له مصنّفات من أشهرها : الحضرة الإنسيّة ، ذخائر المواريث ، نفحات الأزهار ، توفّي عام ١١٤٣ه.

٣- أعيان الشيعة ٢ / ١٢٢.

٤- أمل الآمل ١ / ٣٠ ، أعيان الشيعة / ١٩٥.

٥٥

إسماعيل بن إبراهيم عزّ الدين العاملي المتوفّى عام ١٣٣٣ه ، درس في مدرسة حنويه قرب صور اللبنانية ، ثمّ هاجر إلى النجف بعد وفاة جدّه الشيخ محمد علي مؤسس مدرسة حنويه ، ثمّ رجع إلى مسقط رأسه بعد وفاة والده ، وتولّى إدارة شؤون المدرسة.

كانت له مصنّفات في النحو والمنطق ، وله ديوان شعر كبير.

قال عنه الأمين(١) : لم يتّفق لنا الوقوف عليه.

وكان جدّه وأبوه ممّن نبغ في الشعر والأدب(٢) .

٥ - إبراهيم بن سعيد (سعد) بن الطيّب الرفاعي المتوفّى عام ٤١١ه.

قال عنه أبو غالب(٣) : ما رأيت قطّ أعلم منه ، وكان شاعراً حسن الشعر جيّده ، ومن شعره من الكامل :

وأحبّة ما كنتُ أحسبُ أنّني

أبلى بينهم فبنتُ وبانوا

نأتِ المسافةُ فالتذكّرُ حظّهم

منّي وحظّي منهمُ النسيانُ(٤)

كان من أدباء الإمامية ، سكن واسط العراق فاضطُهد.

وقال أبو نعيم(٥) : رأيت جنازة أبي إسحاق الرفاعي مع غروب الشمس تخرج إلى الجبّانة ، وخلفها رجلان فحدّثت بها شيخنا أبا الفتح ابن المختار النحوي(٦) فقال : سَمَّى لك الرّجُلين ؟

فقلت : لا.

فقال : كنت أنا أحدهما وأبو غالب بن

____________________

١- الأمين : هو محسن بن عبد الكريم العاملي (١٢٨٤ - ١٣٧١ه) ، ولد في شقراء وتوفّي في بيروت ، ودفن في صحن السيّدة زينب (عليها‌السلام ) بدمشق ، من علماء الإمامية.له مؤلّفات جمّة ، منها : المجالس السنية ، خطط جبل عامل ، أصدق الأخبار.

٢- راجع تاريخ جبل عامل / ٢٤٤ ، ٢٨٩ ، أعيان الشيعة ٢ / ١٢٧.

٣- أبو غالب : هو ابن بشران.

٤- أعيان الشيعة ٢ / ١٤٧ عن معجم الأدباء / ١٥٥ - ١٥٧.

٥- أبو نعيم : هو أحمد بن علي ابن أخي سدّة المقرئ.

٦- أبو الفتح :

٥٦

بشران الآخر ، وما صدّقنا أنّا نَسْلَمُ خوفاً أن نُقْتل.

ومن عجائب ما اتّفق أنّ هذا الرجل توفّي وكان على هذا الوصف من الفضل فكانت هذه حاله ، وتوفّي في غدٍ يوم وفاته رجل من حشو العامّة يُعرف بِدَناءَة ، كان سواديّاً فأُغلق البلد لأجله ، وصلّى عليه الناس كافّة ، ولم يوصل إلى جنازته من كثرة الزحام(١) .

٦ - إبراهيم بن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى ابن الإمام الحسن (عليه‌السلام ) ، المستشهد في ذي القعدة من عام ١٤٥ه.

كان أديباً شاعراً ، متضلّعاً باللغة العربية وأسرارها ، عارفاً بأخبار العرب وأيّامهم وأشعارهم ، وكان مجاهداً شجاعاً ، عالماً بالدين والرواية ، من أصحاب الإمام الصادق (عليه‌السلام ).

٧ - إبراهيم بن علي الجصّاني : كان من شعراء جصّان(٢) وفقهائها ، وشاعراً أديباً ، وخطيباً مفوّهاً ، ينظم الشعر باللهجتين الفصحى والدارج ، له ديوان من ثلثمئة صفحة(٣) .

____________________

١- أعيان الشيعة ٢ / ١٤٠ عن معجم الأدباء ١ / ١٥٧.

٢- جصّان : قضاء تابع لمحافظة الكوت جنوب العراق ، تقع على نهر الغرّاف ، أغلبية سكّانها من الأكراد الفيليين ، اشتهرت بالفواكه والتمور ، وبالأخص التمر الأشرسي.

٣- أعيان الشيعة ٢ / ١٨٤ عن مجلة العرفان العدد ١٠ - ١١ / ٥٤٤.

٥٧

٨ - إبراهيم بن محمد حمام الجبشيتي العاملي المتوفّى عام ١٣٣٤ه.

قال الأمين : كان أديباً شاعراً ، مغرماً بالتاريخ وجمع الأشعار واختيارها ، وله مجموعة اختيار فيها قصائد ومقاطيع.

له نظم جيّد وغزل جميل ، وكان يحذو بشعره حذو قدماء الشعراء ، كأبي تمّام(١) والمتنبي(٢) ، وقد أدركته حرفة الأدب ، وقد عيّن معلّماً للمدرسة الابتدائية التي في الزوارية ، ونقل إلى طيردبا(٣) في زمن الأتراك - العثمانيين - وتوفّي بتلك المدّة أيام الحرب.

٩ - إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة بن حبيب بن المهلّب بن أبي صفرة العتكي الأزدي الواسطي البغدادي (٢٤٤ - ٣٢٢ه) ، ولد في واسط وتوفّي في بغداد ١٢ / ربيع الأوّل.

قال المرزباني : كان يقول من الشعر المقطعات في الغزل والنسيب وما جرى مجراهما كما قال المتأدّبون.

____________________

١- أبو تمام : هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي (١٨٨ - ٢٣١ه) من فحول الشعراء ، ولد في ضواحي حوران بسورية ، وسكن مصر وبغداد وتوفّي في الموصل.له ديوان الحماسة ، مختار أشعار القبائل.

٢- المتنبي : هو أحمد بن علي بن حسن الجعفي الكوفي (٣٠٣ - ٣٥٤ه) من فحول الشعراء وحكمائهم ، ولد في الكوفة ، قصد حلب والقاهرة ثمّ بغداد ، وزار بلاد فارس.قُتل بالنعمانية بين بغداد وكربلاء.له ديوانه المعروف باسمه.

٣- طيردبا : قرية على فرسخ من صور إلى جهة الشرق.

٥٨

١٠ - إبراهيم بن محمد بن علي بن مطهر بن نوفل التعلبي الأدفوني الصعيدي المصري قطب الدين ، المتوفى يوم عرفة من عام ٧٣٧ه.

قيل عنه : إنّه كان في شبابه يتعاطى الغناء ، ثمّ عكف على حفظ كتاب الله واستمر في ذلك ، ولازم الصلاة والتلاوة والعبادة.

كان من أتباع أهل البيت (الشيعة) ، ومن شعره قصيدة - من الخفيف - أوّلها :

ظهرَ النورُ عند رفعِ الحجاب

فاستنارَ الوجودُ من كلّ باب

وأتانا البشيرُ يخبرُ عنهم

ناطقاً عنهم بفصلِ الخطاب(١)

١١ - إبراهيم بن محمد معصوم بن فصيح بن أولياء الحسيني القزويني ، ويقال له : محمد إبراهيم ، المتوفّى عام ١١٤٥ه.

قال ولده(٢) : له قصائد في مدائح الأئمّة ومراثيهم (عليهم‌السلام ) بالعربية والفارسية ، وفي تتمّة الأمل : له أشعار بالعربية ، منها : قصيدة عارض بها قصيدة البهائي(٣) ، وفي صاحب الزمان (عليه‌السلام ).

له تواليف وتصانيف حسنة ، منها : مقامات كمقامات الحريري(٤) ، مجاميع تتضمّن رسائل من العلوم

____________________

١- أعيان الشيعة ٢ / ٢١٧ عن الطالع السعيد في فضلاء الصعيد.

٢- ولده : هو حسين بن إبراهيم المتوفّى عام ١٢٠٨ه ، عالم فاضل ، وفقيه عارف ، من مصنّفاته : معارج الأحكام ، الدرّ الثمين ، اللآلئ الثمينة.

٣- البهائي : هو محمد بن الحسين بن عبد الصمد الجبعي العاملي الحارثي (٩٥٣ - ١٠٣١ه) ، من أعلام الإمامية ، له عدّة مصنّفات ، منها : الجامع العباسي ، الكشكول ، تشريح الأفلاك.ولد في بعلبك وتوفّي في أصفهان ودُفن في طوس.

٤- أعيان الشيعة ٢ / ٢٢٨.

٥٩

وأشعاراً وفوائداً(١) .

١٢ - إبراهيم بن نصر الله بن إبراهيم بن يحيى بن محمد بن سليمان الطيبي العاملي ، المتوفّى عام ١٢٧٠ه.

قال عنه الأمين : كان عالماً صالحاً ، شاعراً أديباً ، وقد ختم الله له بالشهادة فقُتل في قرية عثرون من جبل عامل.

____________________

١- أعيان الشيعة ٤ / ٢٣٢.

وهناك عدد من الشعراء يحملون اسم إبراهيم إلّا أنّ احتمال نظمهم في الإمام الحسين (عليه‌السلام ) ضعيف ؛ إمّا لأنّه ليس على خلاف في المعتقد ، أو أنّه تخصّص بغرض من الأغراض الشعرية ، أو أنّ تخصّصه بعلم من العلوم كالنحو فنظم فيه دون غيره أو غيرها.

٦٠