• البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 21855 / تحميل: 2587
الحجم الحجم الحجم

الفصل الخامس

المعاهد العلميّة في كربلاء

المدارس الدينيّة

في هذا الباب استقصاء لأشهر المدارس العلميّة والدينيّة التي كانت تعجّ بالفكر ، وتمدّ العالم الإسلامي بأضواء العلم المشرقة ، وتبثّ العلوم والثقافة الدينيّة العربية.

إنّ تاريخ تأسيس المعاهد العلميّة والمدارس الدينيّة يرجع إلى القرن السادس الهجري ؛ فقد كانت الروضة الحسينيّة المشرّفة بادئ ذي بدء محطّ أنظار العلماء وأساطين الفكر ؛ لأنّ من أروقتها كانت تتوزّع أنوار المعرفة ، ثمّ بعد ذلك تأسّست الجوامع والمدارس الخيرية في كربلاء , فانتشرت الدعوة الإسلاميّة وأخذت تبثّ الوعي الإسلامي ، وتلقن الناس دروس الفقه والدين واللغة.

إنّ الكتب المقرّرة للدراسة في هذه المعاهد الدينيّة تحتوي على علوم النحو والصرف , والمنطق ، والمعاني والبيان ، والفلسفة والحكمة ، واللغة واُصول الفقه ، وأخيراً الفقه وهو الهدف الأسمى.

ولكلّ مادة من المواد الآنفة الذكر مراجع كثيرة ومتشعبة ينبغي على الطلاب دراستها بإتقان ، وبعد هضمها واستيعاب دراسة

٢٠١

الفقه بصورة خاصة تمنح إجازة الاجتهاد ، وذلك بعد مضي فترة دراسية طويلة تختلف باختلاف فهم الطالب وقوّة استنباطه الأحكام من الأدلّة.

أمّا أشهر المعاهد العلميّة ( الدينيّة ) في كربلاء هي:

١ - مدرسة السردار حسن خان

يرجع تاريخ تأسيسها إلى سنة ١١٨٠ ه ، وتقع في الزاوية الشماليّة الشرقيّة من صحن الحسين (عليه‌السلام ) ، وتخرّج منها رعيل من أساطين العلم والجهابذة الثقاة ، أمثال مصلح الشرق جمال الدين الأفغاني(١) والشيخ شريف العلماء. وقد أنفق السردار حسن خان القزويني المبالغ الطائلة في إنشائها وتأسيس الأوقاف لها ، وبوشر بهدم بنائها في ١٦ محرّم سنة ١٣٦٨ ه الموافق ١٨ / ١١/ ١٩٤٨(٢) .

وكانت المدرسة واسعة عامرة بأهل العلم ، وكانت تحتوي على ٧٠ غرفة ، فهي أعظم مؤسسة دينية في كربلاء قلّ ما تضاهيها مدرسة مثلها في العتبات المقدّسة ، تخرّج منها فحول العلماء قديماً وحديثاً. وقد ذهبت موقوفاتها ضمن شارع الحائر الحسيني ، ولا تزال البقيّة الباقية من آثارها قائمة حتّى اليوم ، وعدد غرفها ١٦ غرفة.

إنّ أجمل ما يلاحظ في هذه المدرسة التاريخيّة الجدران المكسوة

____________________

(١) جاء في مجلة ( الحبل المتين ) العدد ٤ السنة ١٨ ص ١ الصادرة في ١٠ رجب سنة ١٣٢٨ ه - ١٩١٠ م ما نصّه: « ولد جمال الدين الأفغاني في شهر شعبان سنة ١٢٥٤ ه ، وبعد تحصيل الدروس الابتدائيّة ومقدّمات اللغة العربية والفارسية هاجر إلى العتبات المقدّسة وسكن كربلاء ، وواصل دراسته في تحصيل العلوم الدينيّة ، وبعد ذلك سافر عن طريق الخليج العربي إلى الهند ، وبقي هناك عدّة شهور في مدينة كلكته في دار الحاج ميرزا عبد الكريم التاجر الشيرازي.

روى بعض المعمّرين في كربلاء أنّهم شاهدوا السيد جمال الدين الأفغاني يتلقّى العلم في مدرسة السردار حسن خان ، وللحقيقة أثبتنا ذلك.

(٢) تاريخ كربلاء وحائر الحسين - للدكتور عبد الجواد الكليدار آل طعمة / ٢٧٠.

٢٠٢

بالزخارف الهندسية البديعة بأشكال متقنة وبديعة ، تعلوها كتابات من الآيات الكريمة ونقوش وزخارف رائعة الصنع.

٢ - مدرسة المجاهد

تمّ تأسيسها حدود سنة ١٢٧٠ ه كما تنصّ بذلك الوقفية الخاصة بها ، وهي اليوم موئل رواد أهل العلم ورجال الدين. تخرّج منها عدد لا يُستهان به من أرباب الفكر ، موقعها في سوق التجار الكبير بالقرب من مرقد السيد محمّد المجاهد الطباطبائي.

٣ - مدرسة صدر الأعظم النوري

شيّدها العلّامة الشيخ عبد الحسين الطهراني من ثلث الأمير الميرزا تقي خان الصدر الأعظم المقتول سنة ١٢٦٨ ه ، وكان موقعها غرب الصحن الحسيني ، وهي من اُمّهات المعاهد العلميّة العامرة بأهل العلم.

تخرج منها رعيل من أساطين الفكر. ومن أساتذتها يومذاك الشيخ أبو القاسم الخوئي المتوفّى سنة ١٣٦٤ ه ، والشاعر السيد عبد الوهاب الوهاب المتوفّى سنة ١٣٢٢ه.

٤ - مدرسة الزينبيّة

سمّيت بهذه التسمية نسبة لموقعها عند باب الزينبيّة للصحن الحسيني من جهة الغرب , وكانت آهلة بطلاب العلم إلّا أنّها ذهبت ضحية الشارع المحيط بالروضة الحسينيّة. ومن الذين قاموا بالتدريس فيها الشاعر الشيخ جعفر الهر المتوفّى سنة ١٣٤٧ ه ، وتلميذه الشيخ محمّد الخطيب المتوفّى سنة ١٣٨٠ ه.

٥ - مدرسة الهنديّة

وهي من أشهر المعاهد العلميّة الدينيّة اليوم ، موقعها في زقاف الزعفراني بالقرب من المشهد الحسيني , تمّ تأسيسها في أواخر القرن الثالث عشر الهجري كما تنصّ بذلك الوقفية الخاصة بها ، وهي ذات طابقين ، وتحتوي على (٢٢)

٢٠٣

غرفة ، يدرّس فيها مختلف العلوم ، كالفقه والاُصول والحديث والتفسير وما إلى ذلك.

وفي المدرسة مكتبة عامة تُعرف باسم ( المكتبة الجعفرية ) ، ومن الآثار الفكرية التي صدرت عن المدرسة المذكورة مجلة ( أجوبة المسائل الدينيّة ).

٦ - مدرسة الباد كوبه ( ترك )

وهي من مدارس كربلاء الشهيرة ، تأسست سنة ١٢٧٠ كما تنصّ بذلك الوقفية الخاصة بها. موقعها في زقاق الداماد ، وهي آهلة بحملة العلم ورجال الدين ، وفيها ( ٣٠ ) غرفة. وفي المدرسة مكتبة عامة عامرة بالكتب القيّمة.

ومن الآثار الفكرية التي صدرت كتاباً شهريّاً لكلّ مؤلّف.

٧ - مدرسة مرزا كريم الشيرازي

وهي مدرسة واسعة ذات ساحة فسيحة ، وفيها مصلّى كبير , تأسست سنة ١٢٨٧ ه ، وتمّ تعمير المصلّى بسعي السيد الموسوي ميرزا علي محمّد الشيرازي في رجب سنة ١٣٠٨ ه كما تنصّ الكُتيبة في داخله. وموقعها في محلّة العباسيّة الشرقيّة ، وتشتمل على طابق واحد ، ومن مدرسيها الخطيب الشيخ عبد الزهراء الكعبي ، والشيخ محمّد علي الخليق.

٨ - مدرسة البقعة

تأسست في منتصف القرن الثالث عشر الهجري ، موقعها في شارع الإمام علي (عليه‌السلام ) ، مجاورة لمرقد السيد محمّد المجاهد الطباطبائي. وهي ذات طابقين ، وفيها (٢٠) غرفة , تخرج فيها لفيف من العلماء ؛ كالسيد محسن الكشميري ، والسيد مرتضى الطباطبائي ، والشيخ عبد الرحيم القمّي.

ومن الآثار الفكرية التي صدرت عن هذه المدرسة مجلة دينية باسم ( صوت المبلّغين ).

٢٠٤

٩ - مدرسة السليميّة

أسسها الحاج محمّد سليم خان الشيرازي سنة ١٢٥٠ ه. موقعها في زقاق جامع الميرزا علي نقي الطباطبائي. وهي تشمل على طابقين ، غير أنّ مساحتها صغيرة ، وتحوي على (١٣) غرفة. ولم يكتفِ مؤسسها ببناء المدرسة فحسب بل خصّص رواتب شهرية للطلبة الذين يواصلون دراساتهم فيها ، وكانت النفقات تُصرف بتوسّط العلّامة السيد حسن آقا مير القزويني.

ومن أشهر أساتذتها الشيخ يوسف الخراساني ، والسيد محمّد علي البحراني. ومن الآثار التي صدرت عن هذا المعهد مجلة ( الأخلاق والآداب ).

١٠ - مدرسة المهدية

شيّدها الشيخ مهدي ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء سنة ١٢٨٤ ه ، كما شيّد مدرسة اُخرى في النجف. وأمّا موقعها فهو في الزقاق المجاور لديوان السادة آل الرشتي ، وهي ذات طابقين ، يسكنها طلبة العلم. ومن أساتذتها الشيخ عبد الحسين الدارمي ، والشيخ علي العيثان البحراني ، والشيخ عبد الحميد الساعدي ، والشيخ محمّد شمس الدين ، والشيخ حسين البيضاني.

١١ - مدرسة الهنديّة الصغرى

تأسست سنة ١٣٠٠ ه ، أوقفتها امرأة صالحة تُعرف بـ ( تاج محل ) الهنديّة على العلّامة السيد علي نقي الطباطبائي كما تنصّ بذلك الوقفية الخاصة بها. وتحوي المدرسة على ٧ غرف ، يسكنها أهل العلم من الأفغان والهنود ، ومن أساتذتها السيد محمّد حسين الكشميري ، والسيد مرتضى الطباطبائي ، والسيد مرتضى الواجدي.

١٢ - مدرسة ابن فهد الحلّي

موقعها في شارع الحسين الممتد من باب القبلة ، وفيها مزار العالم العارف الشيخ أحمد بن فهد الحلّي الأسدي , المولود سنة ٧٥٧ ه والمتوفّى سنة ٨٤١ ه. وللمدرسة

٢٠٥

مسجد يُصلّى فيه ، وفيها ساحة واسعة ذات طابقين ، وتحوي على (٤٠) غرفة ، يسكنها طلبة العلم ، وكان التجديد الأوّل لهذا البناء سنة ١٣٥٨ ه.

أمّا التجديد الثاني للمدرسة فقد تمّ على نفقة جمع من المؤمنين بينهم المرجع الديني الأكبر السيد محسن الطباطبائي الحكيم وذلك سنة ١٣٨٤ ه ، وقد حوت المدرسة مكتبة عامة باسم ( مكتبة الرسول الأعظم ).

١٣ - مدرسة شريف العلماء

وهي إحدى المدارس الدينيّة المعروفة ، موقعها في زقاق كدا علي المتفرّع من شارع الحسين (عليه‌السلام ) ، وإلى جانب المدرسة يقع مرقد العلّامة الشيخ شريف العلماء ( المولى شريف الدين محمّد بن حسن علي الآملي المازندراني الحائري , المتوفّى سنة ١٢٤٥ ه ).

والمدرسة ذات طابقين ، تحوي على (٢٢) غرفة ، يسكنها بعض طلبة العلم الأجانب , قام بتأسيسها فقيه العصر السيد محسن الطباطبائي الحكيم وقفاًً على طلاب العلوم الدينيّة في كربلاء والنجف الأشرف سنة ألف وثلاثمئة وأربع وثمانين ١٣٨٤ ه.

١٤ - مدرسة البروجردي

أنشأها المرجع الديني الأكبر السيد آقا حسين البروجردي سنة ١٣٨١ ه ، وقد أنفق على تشييدها مبالغ باهضة ، وكانت الأرض من الممتلكات العائدة لورثة آل الأشيقر في شارع المخيّم , فجاءت البناية على غاية من الإبداع في الطراز الهندسي والفنّ المعماري.

وهي ذات طابقين ، وتحوي على (٢٠ ) غرفة يسكنها بعض أهل العلم. وقيل في تاريخ تشييدها:

زعامة الحسين لم تنصرمْ

عنّا بـرغم الموتِ أيامُها

قد أعلن التاريخ ( في هدمها

زُفت بنصر الله أعلامُها )

١٣٨١ ه

٢٠٦

١٥ - مدرسة الإمام الباقر (عليه‌السلام )

أسّسها السيد عماد الدين ابن السيد محمّد طاهر البحراني سنة ١٣٨١ ه ، موقعها في محلّة باب الخان قرب الفسحة , وتحوي على عدّة غرف يسكنها طلبة العلم , واُنشئت فيها مكتبة عامة.

ومن نشاطات المدرسة إقامة الحفلات في المناسبات الدينيّة ، وإصدار بعض الكتب الخاصة بالتعاليم الدينيّة.

١٦ - المدرسة الحسنية

أنشأها الكسبة والتجار الكربلائيون سنة ١٣٨٨ ه ، وتقع على بعد ٣٠ متراً شمال الروضة العباسيّة ، ومساحتها ٤٠٠ متراً ، وفيها ٢٨ غرفة يسكنها أهل العلم.

وأهم ما يُدرّس فيها الفقه والاُصول والنحو والمنطق والتفسير والأخلاق , وتُقام فيها الشعائر الدينيّة والاحتفالات الخاصة بالمناسبات ، مثل العشرة الأولى من محرّم ، وفي رمضان وغيرها.

المدرسة الحسنية

٢٠٧

الحلقات الدينيّة (الدراسات العليا)

تعقد في أرجاء المدينة المقدّسة وفي زوايا الروضتين الحسينيّة والعباسيّة بعض الحلقات الدينيّة التي يقوم بالتدريس فيها بعض أساطين العلم المعمّرين الذين أكملوا دراساتهم العليا ، أمثال آية الله السيد حسن آقا مير القزويني ، والشيخ محمّد رضا الأصفهاني ، والشيخ يوسف الخراساني ، والشيخ محمّد علي سيبويه ، والسيد محمّد علي خير الدين ، والسيد مرتضى الطباطبائي ، والشيخ جعفر الرشتي ، والسيد عبد الرضا المرعشي ، والشيخ محمّد الشاهرودي ، والسيد محمّد الشيرازي وغيرهم.

إنّ مدّة الدراسة تتوقّف على إكمال الكتب المقرّرة ضمن عشر سنوات حتّى تبلغ عام الخمسين تقريباً.

وهناك مدرسة دينية اُخرى بَيْدَ أنّها رسمية ، وهي:

١ - مدرسة الخطيب

أسسها الشيخ محمّد بن داود الخطيب سنة ١٣٥٧ ه - ١٩٣٧ م , ومقرّها في محلّة المخيّم. وفترة الدراسة المقرّرة بها خمس سنوات ، يتلقّى الطلاب في صفوفها العلوم العربية والدين.

٢ - مدرسة الامام الصادق (عليه‌السلام )

اُسست بجهود نخبة من علماء كربلاء ، ومقرّها في شارع الحسين (عليه‌السلام ) بمحلّة العباسيّة الغربيّة ، وفترة الدراسة المقرّرة لها ست سنوات ، وعيّن لها السيد مرتضى القزويني مديراً ، ثمّ تولاّها السيد محمّد ابن السيد مرتضى الطباطبائي.

المدارس الأهلية والحكوميّة

لقد تأسست في كربلاء قبل الانقلاب العثماني وما بعده عدّة مدارس ، سعى بتشييدها رجالات كربلاء ، كما قامت مدارس أجنبيّة فيها بعد الانقلاب العثماني

٢٠٨

وإعلان المشروطة سنة ١٩٠٨ م.

وفي هذا البحث يطّلع القارئ على نشأة المدارس في كربلاء وتأسيسها ، وهي:

١ - المدرسة الرشدية

تعتبر من أقدم المدارس الحكوميّة في كربلاء ، تأسست سنة ١٩٠٨ م , وكان موقعها خلف مديرية البريد والبرق والهاتف.

إنّ مدّة الدراسة فيها أربع سنوات ، كان يدرس الطالب في السنة الأولى منها مبادئ القراءة والكتابة ، وكان ( الملاّ ) هو المسؤول عن تدريس الطالب ، وتُطلق على تسمية هذا الصف بـ ( الاحتياط ) ، وبعد أن يتمّ الطالب دراسته فيها يُمنح الشهادة الابتدائيّة.

أمّا المواضيع والدروس التي يتلقّاها فهي اللغة التركية ، كما وتدرّس اللغة الفرنسية والفارسية أيضاً ، بَيْدَ أنّ قواعد اللغة العربية كانت تُترجم إلى اللغة التركية باعتبارها اللغة الرسمية الشائعة. والطالب المتخرّج من هذه المدرسة يحقّ له الدخول إلى دار المعلمين الابتدائيّة والمدارس الأهلية والعسكرية التركية.

وكان ممّن قضى شطراً في هذه المدرسة الدكتور السيد عبد الجواد الكليدار ، والسيد عبد الرزاق السيد عبد الوهاب ، والسيد جواد السيد مهدي النقيب ، والسيد هاشم الخطيب وغيرهم.

٢ - المدرسة الابتدائيّة

تأسست هذه المدرسة من قبل الدولة العثمانيّة أيضاً ، وذلك سنة ١٩١٠ م ، وكانت تشتمل على أربعة صفوف ، تُدرّس فيها اللغة التركية. ومن أبرز طلابها آنذاك السيد كاظم السيد أحمد النقيب ، وعزيز أسد خان ، والسيد إبراهيم شمس الدين القزويني ، والسيد عبد الرزاق السيد عبد الوهاب وغيرهم.

٣ - المدرسة الحسينيّة

تأسست في ١٥ شعبان سنة ١٣٢٧ ه المصادف سنة ١٩٠٨ م ، وكانت بمستوى المدارس الابتدائيّة ، وعيّن لها السيد ميرزا هادي الشهرستاني مديراً ، وبعد تأسيس الحكم الوطني في العراق أصبحت هذه المدرسة تُدار من قبل وزارة المعارف

٢٠٩

الإيرانيّة على أساس المقابلة بالمثل بالنسبة للمدارس العراقيّة في إيران , ومن طلابها السيد عبد الرزاق السيد عبد الوهاب ، والسيد صادق السيد حسون آل طعمة.

٤ - المدرسة الابتدائيّة النموذجية

وخلال الحرب العلميّة الأولى مزجت المدرسة الرشدية بالمدرسة الابتدائيّة ، وكانت مؤلّفة من ستة صفوف ، تشغل قسماً من بناية المدرسة الابتدائيّة الأولى للبنين مع نادي الطلاب ، أي ( مديرية البريد والبرق والهاتف حالياً ).

أمّا بناية المدرسة الابتدائيّة فكانت في محلّة العباسيّة الشرقيّة على مقربة من نهر الحلّة ، وكانت تلقّن الطلاب ثلاثة دروس عملية صباحاً ، ودرساً للمطالعة , ودرسين عمليين عصراً.

٥ - المدرسة الجعفرية

تأسست في كربلاء سنة ١٩١٢ م - ١٣٢٨ ه ، وقد أشرف على تأسيسها الحاج محمّد مهدي الحائري ، وكانت تقبل التلاميذ من أجناس مختلفة بحيث تكون الدراسة مجاناً ، واُطلق على تسميتها آنذاك اسم ( مكتب الهنود ).

ذكرها الأب أنستاس الكرملي ، فقال: أسس الهنود مكتباً مجّانيّاً يُقبل فيه التلميذ من أي رعية كان ، وقد أدخلوا فيه تعليم اللغة الإنكليزية ، وفي المكتب الآن نحو ١٣٠ طالباً ، وأغلبهم من رعية الدولة البريطانية ، وكذلك أغلب معلميهم(١) .

ولم يطل العهد بهذه المدرسة ؛ وذلك بسبب إعلان الحرب العظمى على إنكلترا وحلفائها في سنة ١٣٣٣ ه - ١٩١٧ م ممّا أدّى إلى إغلاق المدرسة المذكورة من قبل السلطة المحلّية.

____________________

(١) مجلة ( لغة العرب ) - للأب أنستاس ماري الكرملي ٣ / ١١٨ , السنة الثانية - رمضان ١٣٣٠ ه - أيلول ١٩١٢ م.

٢١٠

٦ - مدرسة السادة الأيتام

وفي سنة ١٩١٥ م احترقت المدرسة الابتدائيّة القديمة من قِبل الزوار ، وافتتحت مدرسة السادة الأيتام بسعي أحد الأثرياء الهنود ، وكانت مدرسة أهلية تمنح لطلاّبها مساعدة مالية , إلّا أنّها تهدّمت أخيراً ، ولم يكن باستطاعة مؤسسها فتحها ثانية ؛ وذلك لندرة المخصّصات المالية ، وبعد ذلك أخذت مديرية المعارف توزّع المخصّصات على الطلاب الفقراء في هذا البلد.

وبعد الاحتلال البريطاني سنة ١٩١٨ م افتتحت المدرسة الابتدائيّة ثانية بأربعة صفوف في بناية أهلية ، وهي الدار المسمّاة بدار شمس الدولة ( حسينيّة ربيعة حالياً ).

وفي عام ١٩٢٠ م نُقلت إلى محلّة باب النجف ، وكانت مناهج دراستها صعبة ، وتدرّس فيها اللغة الإنكليزية ابتداء من الصف الأول. وقد اُغلفت المدارس الابتدائيّة عامة في هذا العام بسبب نشوب الثورة العراقيّة الكبرى سنة ١٩٢٠ م ، وعندما أطلّ عام ١٩٢٢ م تمّ فتح المدارس ومن ضمنها هذه المدرسة , حيث افتتحت بخمسة صفوف وأصبحت مدرسة كاملة.

ومن الطريف أنّه كان عدد طلاب الصف السادس فيها آنذاك أربعة طلاب , هم السادة محمّد علي السعيد ، ومحمد حسين السعيد آل طعمة ، وماجد سليم ، وتقي المصعبي ، ونجح منهما اثنان فقط.

٧ - المدرسة الأحمديّة

تأسست هذه المدرسة سنة ١٩٢١ م واستمرت لغاية سنة ١٩٢٢ م ، ومؤسسها الشيخ مهدي الرئيس صاحب ( المكتبة العلميّة ) ، وقد سعى طالب باشا النقيب بفتحها عندما كان وزيراً للداخليّة ، ومنحها مبلغاً مقداره ألف روبية لغرض صرفها على المدرسة.

٨ - المدرسة الفيصلية

تأسست سنة ١٩٢٢ م بإشراف هيئة مؤسسة من رجالات كربلاء ، وهم:

٢١١

الشيخ عمر العلوان ، والشيخ محمّد حسن أبو المحاسن الذي تولّى وزارة المعارف ، والشيخ محمّد علي أبو الحبّ ، والشيخ عبد الرضا مال الله ، والسيد محمود الكليدار آل طعمة سكرتير لجنة التأسيس وأحد خريجي جامعة السوربون بباريس ، فأخذوا على عاتقهم صرف المبالغ اللازمة لها.

روى بعض المعمّرين أنّ أساتذتها هم: السيد مجيد السيد جواد آل طعمة ، والشيخ عبد الأمير الحداد ، والشيخ محمّد علي القاضي (قصير الأدباء) ، وكان يتقاضى كلّ منهم راتباً شهرياً قدره ستون روبية.

ولدى مجيء جلالة الملك فيصل الأوّل إلى كربلاء كان بصحبته معالي السيد هبّة الدين الحسيني وزير المعارف آنذاك ، طلب منه عمر الحاج علوان أن تكون هذه المدرسة رسمية فلبّى الملك طلبه وذلك سنة ١٩٢٤ م.

ونظراً لعجز الهيئة الإدارية عن إدارتها من الناحية المالية تولّت إدارتها وزارة المعارف ؛ اُسوة ببقية المدارس الحكوميّة ، وأصبحت ذات صفّين ، كان ذلك سنة ١٩٢٥ م.

٩ - المدرسة الجعفرية

تأسست سنة ١٩٢٨ م ، وكانت مدرسة أهلية مديرها الشيخ محمّد مهدي محمّد كاظم الحائري ، وأوّل اسم لها ( المدرسة الجعفرية ) ، ثمّ مدرسة (كربلاء الأولية الأولى) , ومديرها السيد محمّد نوري أيضاً ، وتبدّلت باسم (باب الطاق) , ومديرها السيد هاشم الخطيب ، ثم تبدلّت أخيراً باسم (مدرسة السبط) , ومديرها السيد يحيى محمّد علي آل طعمة.

تخرّج منها نخبة من التلاميذ الذين تسنّموا مناصب رفيعة في الدولة ، وانتقلت إلى بنايتها الجديدة في محلّة باب السلالمة وذلك سنة ١٩٥١ م. من المعلّمين الذين اشتغلوا فيها عبد المنعم الكاظمي ، والسيد ذاكر السيد حسين ، وعبد الرسول إسماعيل ، ومهدي جاسم الشماسي ، وجواد باقر ، والسيد أحمد نعمة الوكيل.

انقسمت على نفسها سنة ١٩٦٠ - ١٩٦١ م , والتحق مديرها المرحوم السيد يحيى محمّد علي آل طعمة إلى وظيفته في التفتيش

٢١٢

بتاريخ ١٥ / ١١/ ١٩٦٢ م ، وكان هذا ذا همّة عالية ، وقد أحرز شهرة ذائعة ومنزلة رفيعة وشخصية محبّبة.

١٠ - المدرسة المتوسطة

ولجهود السيد جلال بابان أحد رجالات الثورة العراقيّة ومتصرّف لواء كربلاء آنذاك تمّ تأسيس المدرسة المتوسطة في سنة ١٩٣٠ م. وكان أوّل مدير لها الاُستاذ شاكر جاسم ، وبعد عدّة سنوات أصبحت ثانوية ، وافتتح فيها فرع للأدبي ، ثمّ فُتح فرع للعلمي ، ويُطلق عليها اليوم إعدادية كربلاء للبنين. وهناك في مركز كربلاء مدارس كثيرة منها ابتدائيّة ومتوسطة وإعدادية , وكذلك في القرى المجاورة للمدينة.

ومنذ تأسيس الحكم الوطني في العراق قامت الحكومات برعاية هذه المدارس والاهتمام بها ، وبعد ثورة الرابع عشر من تموز ١٩٥٨ م أولت الحكومات جانب التعليم أهمية خاصة ، حيث رصدت حصة الأسد لجانب وزارة التربية ؛ من ذلك إدخال العلم إلى كلّ بيت وقرية وجعلته إلزامياً.

مدارس البنات

بعد أن كان التعليم النسوي في كربلاء مقتصراً على بعض النساء المتعلّمات اللواتي يقمنَ بتعليم البنات القرآن الكريم فقط في دور صغيرة ، أصبح نطاق التعليم واسعاً ، والإقبال على دخول المدارس بشكل متزايد.

ومن هذه المدارس التي تأسست هي:

١ - المدرسة الابتدائيّة الأولى

في عام ١٩١٠ م وبعد جهود كبيرة استطاعت الحكومة أن تفتح مدرسة ابتدائيّة للبنات باسم ( الابتدائيّة الأولى ) , يُدرّس فيها اللغة التركية والعربية ، ثمّ اُغلقت لقلّة الإقبال عليها ، واُعيد فتحها بعد حصول العراق على الحكم الوطني

٢١٣

سنة ١٩٢٩ م ، وبقيت مستمرة في سيرها. وقد تبدّل اسم المدرسة اليوم إلى مدرسة خديجة الكبرى.

٢ - العباسيّة الابتدائيّة

وتأسست بعد ذلك سنة ١٩٤٢ م مدرسة ابتدائيّة للبنات باسم ( العباسيّة الأولى ) , وراحت تستقبل الطالبات ، وواجهت إقبالاً شديداً من قبل كافة الأهلين لإلحاق بناتهم في المدرسة , ثمّ تعددت بعدها المدارس على اختلاف مراحلها ؛ حيث تمّ فتح مدرسة الأحداث الحسينيّة , ومدرسة الأحداث العباسيّة وغيرهما , وبمرور الزمن شيّدت مدارس للبنات في مركز المدينة ، ثمّ شملت القرى المجاورة.

متوسطة البنات

اتسع نطاق التعليم بشكل ملحوظ حيث تأسست في سنة ١٩٤٢ م أوّل متوسطة للبنات ، ثمّ اتسعت وأصبحت ثانوية بفرعيها العلمي والأدبي ، ولم يمضِ وقت على إنشائها حتّى شهدت إقبالاً منقطع النظير من طالبات المدارس الابتدائيّة ، وهكذا أخذت تتوسّع تدريجياً.

علماً بأنّ مديريات المعارف لم تكن قد شملت ألوية العراق كلّها كما هو آلان ؛ حيث كانت المراجعات مع مديرية معارف لواء بغداد ، ثمّ تحوّلت المراجعات إلى مديرية معارف الحلّة سنة ١٩٢١ م التي تشمل منطقة الفرات الأوسط ، وفي سنة ١٩٤٣ م تأسست أوّل مديرية المعارف في لواء كربلاء.

الكتاتيب

لقد جاء افتتاح المدارس في كربلاء متأخّراً بسبب انتشار الكتاتيب فيها ، ولاسيما في الروضتين المقدّستين. والمعروف أنّ الطلاب في الكتاتيب يتلقّون

٢١٤

القرآن الكريم ومبادئ الحساب الأولية والخطّ العربي ، وكان عددهم يفوق عدد طلاب المدارس.

وقد وجدت الحكومة صعوبة بالغة في فتح المدارس لعدم الإقبال عليها حتّى اضطرت إلى غلق الكتاتيب ، وإجبار أولياء اُمور الطلاب بإدخال أبنائهم إلى المدارس الحكوميّة.

وفي سنة ١٩٤٢ م اُجريت إحصائية بعدد طلاب المدارس الحكوميّة في كربلاء , فكانت النتيجة قد بلغت أربعمئة طالب فقط ، بينما بلغ عدد طلاب الكتاتيب خمسمئة.

ويلاحظ في سنة ١٩٣٦ م عندما تولّى الاُستاذ صالح جبر منصب متصرّف كربلاء دعا إلى تشكيل لجنة خاصة مكوّنة من مدير المتوسطة ومدير مدرسة الابتدائيّة ومفتّش المعارف السيد عبد الهادي المختار , حيث امتنعت الكتاتيب نهائياً.

٢١٥

الجوامع والحسينيّات

تشتهر كربلاء إلى جانب معاهدها العلميّة بكثرة جوامعها وكذلك حسينيّاتها ؛ ففي كلّ منعطف طريق يُشاهد المرء مسجداً اُقيم للعبادة وتأدية شعائر الإسلام.

ونحن هنا لا يمكننا حصرها في هذا الباب ؛ لأنّ قسماً منها اُنشئت من قبل أصحابها ، والقسم الآخر وضِع تحت إشراف مديرية أوقاف كربلاء كما تثبت ذلك السجّلات التي اطّلعنا عليها في المديرية المذكورة.

ولكنّنا نذكر الشهيرة منها والقديمة والمندرسة:

١ - جامع رأس الحسين (عليه‌السلام )

سمّي بذلك نسبة لموقعه في جهة رأس الإمام الحسين (عليه‌السلام ) بالقرب من باب السدرة ، وكان من أقدم الجوامع الأثرية العظيمة ، وفي وسط هذا الجامع التاريخي مقام رأس الحسين (عليه‌السلام ) ، وقد شمله الهدم بسبب افتتاح شارع الحائر الحسيني.

٢ - جامع عمران بن شاهين

من أقدم مساجد كربلاء ، شيّده عمران بن شاهين أمير البطائح في القرن الثامن الهجري ، وهو الملحق بالحرم الحسيني الشريف ، وكان له شأن كبير في توسيع وانتشار الحركة العلميّة والدينيّة.

٢١٦

٣ - جامع الميرزا شفيع خان

يقع على نهر الهنيدية في المرحلة الأولى ما بين كربلاء وخان النخيلة ، أي ( خلف معمل اليشماغ حالياً ). ويرجع تاريخه إلى عهد الميرزا شفيع خان(١) صدر الأعظم ، رئيس وزراء إيران السابق أيام القاجاريِّين الذي زار كربلاء وأقام على نهر الهنيدية في طريقه إلى النجف ، ودُفن في المسجد المذكور كما جاء في مجموعة السيد عبد الحسين الكليدار.

ولدى زيارة السلطان ناصر الدين شاه القاجاري لمدينة كربلاء مرّ بأراضي ( السنقر ) التي تقع على نهر الهنيدية في طريقه إلى النجف الأشرف ، وسار في سفح هذا النهر مارّاً بالمقبرة القديمة كما ذكر ذلك في رحلته المسمّاة ( سفرنامه ناصري ) بالفارسية , وكذلك عند تشييد مقبرة وادي أيمن في أثناء غرق كربلاء سنة ١٣٠٥ه اتخذت الأراضي الواقعة بالقرب منها مقبرة وادي أيمن الحالية للسبب المذكور.

وقد جدّد بناء هذا الجامع المرحومان الحاج علي وأخيه الحاج آقا جان في سنة ١٣١٩ ه ، ونُقشت على الباب كُتيبة من القاشاني دوّنت فيها أبيات شعر بالفارسية ، وأوّلها:

حبذا أين مسجد عالي كه اندر كربلا است

قامت افلا كيان درنزد محرايش دوتا است

ومادة التاريخ هو سنة ١٣٠٩ ه كما يتضح من البيت الأخير:

____________________

(١) ذكر صاحب ( المنجد ) المطبوع في بيروت سنة ١٩٥٦ في مادة كربلاء / ٤٥٣: أنّ الميرزا شفيع خان رئيس الفرقة الشيخية دُفن في كربلاء ، غير أنّ السيد محمّد حسن مصطفى الكليدار يُخالف هذا الرأي ؛ فقد ذكر في كتابه (مدينة الحسين ج ٣) أنّ الميرزا شفيع خان الذي يعنيه صاحب ( المنجد ) بأنّه رئيس الطريقة الشيخية هو غير صحيح ؛ إذ إنّ الميرزا طاهر شفيعي خان الحكاك الإصبهاني هو مؤسس الطريقة المعروفة باسمه ( الشفيعية ) ، وقد قُتل في اسطنبول شرّ قتلة سنة ١٢٦٢ ه.

٢١٧

خواستم آرم مثالي بهر سالش عقل گفت

مسجد أقصى بود كه در وادى صفا است

كما نُقشت على بابه كُتيبتان تاريخ الأولى سنة ١٣٠٩ ه ، وتاريخ الثانية سنة ١٣١٩ ه. وإلى جانب المسجد المذكور مقبرة خاصة عليها قبّة من القاشاني تهدّم القسم العلوي منها ، ودُفن فيها العالم الجليل السيد هاشم الحسيني الجهرمي الحائري المتوفّى سنة ١٣٢٢ ه.

٤ - جامع السردار حسن خان

من المساجد القديمة ، وكان يعدّ آيّة في الفنّ المعماري البديع ، وكان ملحقاً بالمدرسة الدينيّة المعروفة باسمه(١) ، وأصبح اليوم أثراً بعد عين.

٥ - الجامع الناصري

من أهم المساجد التي شيّدها السلطان ناصر الدين شاه القاجاري سنة ١٢٧٦ هجرية ، وكان موقعه إلى شمال الروضة الحسينيّة المقدّسة ، وقد اندرست آثاره وطُمست معالمه اليوم.

٦ - جامع الآقا باقر البهبهاني

موقعه إلى جوار مدرسة الهنديّة , أسسه حامل لواء النهضة العلميّة في القرن الثاني عشر الوحيد الآقا باقر البهبهاني ، وقد اُسس على العلم والتقوى في عهده ، ولم يزل أثره قائماً حتّى اليوم.

____________________

(١) اطّلعت على ورقة إعلام مصدّقة من قبل العلّامة السيد علي نقي الطباطبائي ، والعلّامة السيد مهدي القزويني وغيرهما من رجالات كربلاء ، تاريخها الثاني عشر من شهر محرّم الحرام السنة السابعة والستون بعد الألف والمئتين من هجرة سيد الثقلين (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، تنصّ على بناء عمارة المدرسة الواقعة فوق مسجد حسن خان ، وقد أنشأها العلّامة السيد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط ، وأنّ الإعلام صادر بعد وفاة السيد المذكور بستة أعوام.

٢١٨

٧ - جامع صاحب الحدائق

شيّده الشيخ يوسف البحراني الشهير بصاحب الحدائق المتوفّى سنة ١١٨٦ ه ، وموقعه في الواجهة الأمامية لمدرسة الهنديّة وجامع البهبهاني المذكور ، واُعيد بناؤه مؤخّراً.

٨ - جامع الشيخ خلف

من أشهر المساجد القديمة التي شيّدها الشيخ خلف بن عسكر الحائري المتوفّى سنة ١٢٤٦ ه. موقعه في شارع السدرة بمحلّة باب السلالمة ، وقد جدّد سنة ١٣٧١ ه , ثمّ شمله الهدم بسبب توسيع الشارع المذكور.

٩ - جامع الشهرستاني

كان يُعرف قديماً بجامع الشيخ عبد الرحيم. موقعه قرب باب الشهداء عند صحن الحسين (عليه‌السلام ) , قام بتشييده السيد ميرزا مهدي الموسوي الشهرستاني وذلك في سنة ١١٨٩ ه.

وقد أرّخ أحد الشعراء عام تشييده ، قائلاً:

ذا مسجدٌ أسسه من قبل ذا

مهديُّ آل الصفوة الأماجد

وكان فيما قد مضى مشتهراً

تاريخه ( معظّم المساجد )

١١٨٩ ه

وفي سنة ١٣٥٦ ه جُدّد بناؤه وذلك في عهد عبد الرزاق الأزري متصرّف لواء كربلاء ، فنظم أحد الشعراء مؤرّخاً تجديده بهذه الأبيات:

سعادة الأزري لمـّا جاءه

بـناه للذكرِ الجميلِ الخالد

يا قارئ التاريخ ( قل ذا جا

معٌ جدّده لراكع وساجد )

١٣٥٦ ه

وبسبب توسيع الشارع الذي يربط الحرمين الشريفين تهدّم المسجد المذكور سنة ١٣٩٩ ه وأصبح أثراً بعد عين.

٢١٩

١٠ - جامع الميرزا علي نقي الطباطبائي

موقعه في الواجهة الأمامية لمدرسة السليمية بالقرب من سوق التجار الكبير. وهو واسع المصلّى ، وقام بتشييده السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض في شهر ربيع الثاني سنة ١٢١٠ ه ، وعُرف بعد وفاته باسم حفيده السيد علي نقي الطباطبائي. وقد طرأ على هذا المسجد تغيير كبير في الأيام الأخيرة ، وفي سنة ١٣٨٢ ه شيّد على طراز صحي جميل.

١١ - جامع الأردبيلية

من الجوامع القديمة ، يقع على الطريق المؤدّي لمقام ابن الحمزة ، وهو ذو مصلّى واسع. وفيه غرف جانبية تحوي قبور عدّة من العلماء ، منها قبر حسين علي شاه رئيس الطريقة الصوفية المتوفّى سنة ١٢٣٤ ه ، وقبر ميرزا نصر الله صدر الممالك المتوفّى سنة ١٢٨٥ ه ، وقبر ميرزا محمّد هادي صدر الممالك المتوفّى ١٣ شعبان سنة ١٣١٠ ه ، وقبر محمّد تقي ابن الحاج عبد الكريم تبريزي المتوفّى سنة ١٣٣٢ ه ، وقبر ميرزا محمّد علي ابن المرحوم الحاج رضا الهمداني المتوفّى سنة ١٢٩٣ ه.

١٢ - جامع الحميدية

أسسه خليفة آل عثمان السلطان عبد الحميد الثاني ، وقد هُدم سنة ١٩١٥ م , واستقطعت قطعة من أرضه لبناية مديرية أوقاف كربلاء في شارع الناحية ، وهو من الأوقاف المضبوطة ، ذو ساحة كبيرة ومصلّى واسع.

وقد اُجري عليه تغيير كبير ؛ فجُدّد بناؤه سنة ١٩٦٠ م - ١٩٦١ م ، واستبدل اسمه باسم ( المسجد الحسيني ) ، وشيّدت فيه مكتبة عامة باسم مكتبة الإمام علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ).

١٣ - جامع العباسيّة

تأسس في العهد العثماني ، وهو من الأوقاف المضبوطة ، موقعه في محلّة العباسيّة الغربيّة.

٢٢٠