• البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 21833 / تحميل: 2574
الحجم الحجم الحجم

١٤ - جامع الطهراني

أوقفه السيد صالح فوزي الطهراني سنة ١٢٤٣ه ، موقعه في سوق النجّارين في محلّة العباسيّة الغربيّة ، وأصبح تحت إشراف مديرية أوقاف كربلاء منذ سنة ١٩٤٣ م.

١٥ - جامع الترك

أوقفه محمّد جعفر الترك وذلك في العهد العثماني ، موقعه في محلّة العباسيّة الغربيّة عند نهاية سوق النجّارين ، وقد أصبح تحت إشراف مديرية الأوقاف منذ سنة ١٩٤٣ م.

١٦ - جامع الحاج نصر الله

قام بإنشائه الحاج نصر الله ابن الحاج عبد الكريم وذلك سنة ١٣٤٣ ه ، موقعه في شارع العباس قرب سراي الحكومة. وتنصّ الكتيبة المنقوشة على جبهة بابه أنّ المتولّي كاظم الحاج حسن. جُدّد بناؤه سنة ١٣٨٣ ه.

١٧ - جامع ماهي كليب

أوقفه المرحوم الحاج ماهي بن كليب جدّ أسرة آل ماهي الجيلاوي في كربلاء وذلك سنة ١٢٩٩ ه. موقعه في سوق العلاوي بمحلّة باب النجف ، وتهدّم أخيراً وجدّد بناءه الحاج مجيد العبايجي.

١٨ - جامع السيد هاشم فتح الله

يقع هذا الجامع في شارع الناحية بمحلّة باب الخان ، وقام بتشييده المرحوم السيد هاشم السيد حسين السيد فتح الله آل طعمة(١) , أوقفه سنة ١٣٢٢ ه.

____________________

(١) كان أحد وجوه كربلاء ، وله مشاريع إصلاحية مهمّة ، وقد جلب عدّة مكائن للطحين والهبش ، وأسس معملاً للثلج ، وكان يُكرم العلماء بالثلج مجاناً ، توفي سنة ١٣٤٩ ه.

ومن الآثار المطبوعة التي ظهرت له كتابان ألّفهما باللغة الفارسية ؛ الأوّل باسم ( رومان هاشمي ) طُبع سنة ١٣٣١ ه واُعيد طبعه سنة ١٣٤٧ ه ، والثاني باسم ( نتائج أفكار ) طُبع سنة ١٣٤٧ ه.

٢٢١

وقد أرّخ أحد الشعراء عام تشييده بأبيات نُقشت على كُتيبة من القاشاني ، فقال:

هاشم بن الحسين فتح الله

قد بنى مسجداً له التقوى

قلت فيه مؤرّخاً ( اتلو

مسجدٌ اُسس على التقوى )

١٣٢٢ ه

كما قام المرحوم السيد هاشم بتشييد جامع آخر مقابل مغتسل المخيّم الحالي.

١٩ - جامع السيد جواد الصافي

وهو من المساجد الشهيرة يقع في سوق الحسين خلف ( حمام المالح ) ، شيّده المرحوم السيد جواد السيد مهدي الصافي سنة ١٣٢٩ ه. وقد أرّخ عام بنائه الشاعر الكربلائي الشيخ مهدي الخاموش بأبيات كُتبت بالحجر القاشاني على جبهة بابه من الخارج:

هلّلَ الدينُ وكبّر

حينَ وجهُ الحقِّ أسفر

بنجومِ الأرضِ آل الـ

ـمصطفى والطهر حيدر

سادة فيهم مدى الأيّـ

ـام أضحى الفخر يفخر

سادة ليس يجاري مجـ

ـدهم كسرى وقيصر

سادة فيهم قضى الرحـ

ـمان ما شاءَ وقدّر

كوّنوا من قبلتكويـ

ـن الورى في عالمِ الذر

آل صافي خير مَنْ قد

شاد للأخرى وعمّر

هم أشادوا باب قدس

لابن داحي باب خيبر

شادها المهدي كيما

عندها إن ماتَ يقبر

كي ليسقيه حسين جدّ

ه في الحشرِ كوثر

واقتدى فيهِ جوادٌ

شبلهُ الندب ليؤجر

عمّر المسجدَ شوقاً

نِعْمَ ما شادَ وعمّر

٢٢٢

كي بهِ الإسلام طرّاً

لصلاةِ الخمسِ تحضر

والتقى فيهِ ينادي

معلناً اللهُ أكبـر

قائلاً أرّخ ( لمسجد

فيه اسم الله يُذكر )

١٣٢٩ ه

وقد تهدّم هذا الجامع مؤخّراً من قبل مديرية أوقاف كربلاء.

٢٠ - جامع الشهيد الثاني

وهو جامع قديم يقع في زقاق العكيسة بمحلّة باب السلالمة ، اُسس تيمّناً باسم الشيخ زين الدين بن نور الدين العاملي ، المنعوت بالشهيد الثاني المستشهد سنة ٩٦٥ ه.

٢١ - جامع المخيّم

وهو المسجد المعروف في محلّة المخيّم ، تمّ تشييده سنة ١٣٨٠ ه ، وكتبت على جبهة بابه من الخارج الأبيات التالية ، وهي للخطيب الشيخ محمّد علي اليعقوبي:

مسجدُ قدسٍ قامَ بـنيانه

على التقى والرشدِ بين الأنام

بـخيرِ أرضٍ قد سمت رفعةً

على ذرى البيتِ وركنِ المقام

قد فاز مَنْ صلّى بمحرابه

للهِ في صبحٍ بدا والظلام

٢٢ - جامع الكرامة

يقع في نهاية سوق الحسين في طريق محلّة باب السلالمة عند باب البويبة ، سعى بإنشائه السيد محمّد علي السيد يوسف الأشيقر , جُدّد بناؤه سنة ١٣٨٨ ه - ١٩٦٨ م ، وقد نُقشت على واجهة بابه بالقاشاني أبيات للشاعر الكربلائي السيد مرتضى الوهاب هي:

مسجد شادهُ الأوائل وقفاً

لم يزل خالداً ليومِ القيامه

أسسوهُ على التقى ليقيموا

لفروضِ الصلاةِ فيهِ دعامه

منتهاهُ بابُ الكرامةِ للسبـ

ـ طِ وحصنُ العباسِ عال أمامه

٢٢٣

وكرامٌ قد جدّدوه فأرّخ

صلّ فيهِ هذا مصلّى الكرامه

١٣٨٨ ه

الحسينيّات

بالإضافة إلى المساجد المذكورة فقد اُسست الحسينيّات ؛ حيث شيّدت على التقوى لنزول زوار الإمام الحسين (عليه‌السلام ) فيها ، وحلولهم لأيام معدودات في الغرف المعدّة لهم ، وقد يكون فيها جامع خاص لأداء فريضة الصلاة.

ومن هذه الحسينيّات الشهيرة:

١ - حسينيّة السيد محمّد صالح

شيّدت في عهد المرحوم الحاج السيد محمّد صالح البلور فروش(١) وذلك في سنة ١٣٤٤ ه , تقع في شارع المخيّم ، وهي ذات فناء رحب ومصلّى واسع ، وهي معدّة لإيواء الزوار على أن لا يمكثوا فيها أكثر من خمسة أيام كما تنصّ الكُتيبة الموجودة في مدخل الحسينيّة ، وقد جدّدت وعمّرت مراراً.

أمّا الطابق العلوي الذي يشرف على الشارع فهو من موقوفات السيد عبد الحسين آل طعمة سادن الروضة الحسينيّة حيث كانت داره ومكتبته.

٢ - حسينيّة الحاج حنن

أوقفها الحاج حنن ابن الحاج فليح من أهالي الحلّة لأجل عموم زوار الحسين (عليه‌السلام ) مع موقوفاتها العائدة إليها في سنة ١٣٤٥ ه ، وقام بتعميرها الحاج فليح سنة ١٣٧٧ ه. تقع الحسينيّة في الشارع المؤدّي إلى الهنديّة ( طويريج ).

____________________

(١) كان نائباً لسادن الروضة الحسينيّة ، توفي يوم الأربعاء ٤ شهر صفر سنة ١٣٥٤ ه ، وأعقب ولده السيد عبد الحسين.

٢٢٤

٣ - حسينيّة الأسكوئي الحائري

موقعها في مدخل زقاق الداماد ، تأسست سنة ١٣٤٥ ه من قبل الشيخ ميرزا علي ابن الميرزا موسى الأسكوئي الحائري.

وقد أنشأ فيها مكتبة عامة باسم ( مكتبة العلّامة الحائري ) ، وهي ذات طابق واحد وساحة واسعة تُقام فيها المآتم.

٤ - حسينيّة المازندراني

تشتمل على المسجد والمدرسة والمكتبة والمقبرة ، أسسها الشيخ محمّد مهدي الواعظ المازندارني الحائري في شهر شوال سنة ١٣٧٢ ه كما تنصّ الكُتيبة المنقوشة بالحجر القاشاني على جبهة بابها ، موقعها خلف المخيّم الحسيني بأمتار.

وقد اُنشئت في السنوات الأخيرة حسينيّات فخمة كلّفت مبالغ باهظة ، أخصّ بالذكر منها الحسينيّة الأصفهانية ، والحسينيّة الطهرانية ، وحسينيّات أخرى شيّدت خصّيصاً للزوار والمواكب التي تفد إلى كربلاء في الزيارات المخصوصة لا سيما أيام أربعين الإمام الشهيد الحسين (عليه‌السلام ) التي تصادف في العشرين من صفر في كلّ عام.

٢٢٥

الفصل السادس:تاريخ الحركة العلميّة

من الواضح أنّ كربلاء هي المدينة الشامخة المجد في دنيا العلم والأدب والجهاد منذ أقدم العصور والأزمنة ؛ فقد ازدهرت فيها الحركة العلميّة في أواخر القرن الثالث ومطلع القرن الرابع الهجري على أثر نبوغ الزعيم الديني حميد بن زياد النينوي مؤسس جامعة العلم في كربلاء.

ونينوى إذ ذاك إحدى قرى كربلاء المجاورة , حيث تمتدّ من جنوب سدّة الهنديّة حتّى مصبّ نهر العلقمي كما مرّ بنا أنفاً ، ولعلّ أصدق وصف لما بلغته كربلاء من مكانة علمية وتجارية في ذلك الزمن ما جاء في كتاب ( مدينة الحسين ): ولا يغرب عن البال أنّ كربلاء كانت خلال القرن الثالث مزدحمة بالزائرين الذين يفدونها من كلّ حدب وصوب لزيارة مرقد الإمام الحسين (عليه‌السلام ) ، وكانت أسواق كربلاء عامرة تسودها الطمأنينة فتؤمّها القوافل ، ومنهم مَنْ يؤثر السكنى , وآخر مَنْ يعود إلى بلاده ، وهنا كثرت فيها القبائل العلوية وغير العلوية ، وأخذت تتمصّر شيئاً فشيئاً.

ويستطرد المؤلّف قائلاً: وكذلك زارها كبار رجال الحديث والسير من رجال الإمامية ، وأخذوا في تدريس مسائل الدين والفقه لسكّانها المجاورين والزائرين ؛ فاتّسعت

٢٢٦

الحركة العلميّة فيها ، وصار الطلبة يقصدونها من مختلف الأمصار(١) .

ومن الأعلام الذين زاروا كربلاء في هذه الحقبة ، أعني بها المئة الثالثة ، زيد المجنون ومحمد بن الحسين الأشتياني ، وفي مطلع القرن الرابع الهجري زار عضد الدولة البويهي مدينة كربلاء فأحيا فيها حركة العلم والعمران.

يؤيّد ما ذهبت إليه الدكتور عبد الجواد الكليدار في كتابه ( تاريخ كربلاء وحائر الحسين) فيقول: وقد ازدهرت كربلاء في عهد البويهيِّين ، وتقدّمت معالمها الدينيّة والاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصادية ؛ فاتسعت تجارتها ، وأخضلت زراعتها ، وأينعت علومها وآدابها ، فبدت في جسمها روح الحياة والنشاط ، فتخرّج منها علماء فطاحل ، وشعراء مجيدون ، وتفوّقت في مركزها الديني المرموق(٢) .

ومن هنا حازت كربلاء على الرئاسة العلميّة والزعامة الدينيّة ، ومن ثمّ انتقلت الحركة الدينيّة إلى النجف الأشرف وذلك في مطلع القرن الخامس الهجري حيث هبط إليها من بغداد الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي سنة ٤٤٣ ه ، ولبثت فيها هذه الحركة فترة قصيرة.

وفي هذا القرن برز في كربلاء الشيخ هشام بن إلياس الحائري صاحب ( المسائل الحائرية ) المتوفّى حدود سنة ٤٩٠ ه ، ومحمد بن علي بن حمزة الطوسي المكنّى بابن الحمزة صاحب كتاب ( الوسيلة ) ، ومع كلّ هذا فإنّ الحلّة الفيحاء كانت محتفظة بزعامتها الدينيّة والعلميّة.

ويحدّثنا التاريخ أنّ القرن السادس كان حافلاً بشعراء فطاحل في كربلاء ، وقد تأسست مدارس علمية يديرها العلماء ، وأهم ما يثبت احتفاظ كربلاء بمركزها العلمي في فترة القرن السابع الهجري ظهور علماء كبار بمكانة مرموقة في التاريخ ، كالسيد فخار بن معد الحائري الموسوي المتوفّى سنة ٦٣٠ ه ، وعزّ الدين حسن بن نائل المولود سنة ٦٥٦ ه , وغيرهما ممّن انتقلوا إلى الحائر الشريف لأجل الدراسة وطلب

____________________

(١) مدينة الحسين (عليه‌السلام ) - محمّد حسن الكليدار آل طعمة ٢ / ٩٩.

(٢) تاريخ كربلاء وحائر الحسين - للدكتور عبد الجواد الكليدار آل طعمة / ١٧١.

٢٢٧

العلم ليس إلّا.

أمّا في مطلع القرن الثامن الهجري فقد زار كربلاء الرحالة الشهير ابن بطوطة سنة ٧٢٦ ه ونوّه بوجود مدرسة عظيمة وزاوية كريمة فيها الطعام للوارد والصادر ؛ فالمدرسة العظيمة التي يقصدها في مسجد ابن شاهين الملحق بالروضة الحسينيّة المار ذكره ، وإنّ الزاوية الكريمة هي ( دار السيادة ) ، وقد أقامها السلطان محمود غازان خان ، وجعلها وقفاً للفقراء والمساكين وأبناء السبيل ؛ فكان يرتاد مسجد ابن شاهين هذا عدد هائل من طلبة العلم للارتشاف من مناهل الفكر الإسلامي ما يسدّ حاجاتهم.

ومن أعلام كربلاء في هذا القرن العالم الفاضل الأديب الشاعر السيد عميد الدين عبد المطلب ابن السيد مجد الدين أبي الفوارس من سلالة الحسين الأصغر ابن الإمام زين العابدين (عليه‌السلام ) , ومنها الشيخ عزّ الدين أبي محمّد الأسدي ، والشيخ علي ابن الخازن الحائري ، والحسين بن سعد الله الحسيني العبدلي ، والشيخ ابن دريد الحائري ، والسيد جلال الدين عبد الحميد بن فخار الموسوي ، والشيخ علي بن الحسن الحائري وغيرهم كثيرون.

ثمّ انتقل بعض رجال الفكر إلى النجف الأشرف فتعهّدوا فيها إحياء الحركة العلميّة ، وما لبثت أن انتقلت إلى الحلّة الفيحاء التي أنجبت رهطاً كبيراً من فطاحل العلماء والشعراء وأساطين الأدب(١) .

وانتقلت الموجة الفكرية في منتصف القرن التاسع الهجري إلى كربلاء بسبب انتقال الزعيم الديني الشيخ أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي الأسدي , المتولد سنة ٧٥٧ ه والمتوفّى سنة ٨٤١ ه , وبروز علماء آخرين كالشيخ إبراهيم الكفعمي المتوفّى سنة ٩٠٠ ه ، والسيد حسين بن مساعد الموسوي المتوفّى سنة ٩١٠ ه وغيرهم.

وبقيت الدراسة العلميّة في كربلاء بين مدّ وجزر حتّى القرن الثاني عشر الهجري ، ثمّ انتقلت إلى النجف الأشرف على إثر انتقال زعيم الحركة العلميّة السيد مهدي بحر العلوم المولود في كربلاء سنة ١١٥٥ ه.

وفي هذه الفترة

____________________

(١) لضرورة الاطّلاع على تاريخ اليقظة الفكرية والزعامة الدينيّة في الحلّة آنذاك يراجع كتاب ( فقهاء الفيحاء ) - للفاضل السيد هادي السيد حمد كمال الدين ( بغداد ١٩٦٢ م ) ، وكتاب ( تاريخ الحلّة ) - للاُستاذ يوسف كركوش , في جزئين ( النجف ١٩٦٥ ).

٢٢٨

وصلت الحركة العلميّة في كربلاء إلى حدّ لم يسبق له مثيل ، فكانت كربلاء في هذا العصر محوراً للدراسات ، ومنتجعاً لروّاد العلم ، وقد انتشرت حرية الأفكار فيها ، وقصدها العلماء من مختلف الأقطار فتعهّدوا الحركة العلميّة.

وكان أبرز هؤلاء الذين لمع نجمهم في تلك الفترة السيد نصر الله بن الحسين الفائزي الحائري ، المدرّس في الروضة الحسينيّة ، المقتول سنة ١١٦٨ ه ، والشيخ مهدي الفتوني المتوفّى سنة ١١٨٣ ه ، والشيخ يوسف البحراني المتوفّى سنة ١١٦٨ ه ، والمؤسس الوحيد الآقا باقر البهبهاني المتوفّى سنة ١٢٠٥ ه ، الذي أصبح إماماً بالعلم والفقه ، والشيخ محمّد باقر الغروي أحد أساتذة السيد مهدي بحر العلوم ، والعلّامة الجزائري ، والسيد علي الطباطبائي صاحب الرياض المتوفّى سنة ١٢٣١ ه ، وابنه السيد محمّد المجاهد الطباطبائي المتوفّى سنة ١٢٤٢ ه ، والشيخ شريف العلماء المتوفّى سنة ١٢٤٥ ه ، والشيخ خلف بن عسكر الحائري المتوفّى سنة ١٢٤٦ ه ، والسيد كاظم الرشتي المتوفّى سنة ١٢٥٩ ه ، والشيخ محمّد حسين الأصفهاني صاحب الفصول المتوفّى سنة ١٢٦١ ه.

والسيد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط المتوفّى سنة ١٢٦٢ ه ، والمولى محمّد صالح البرغاني المتوفّى سنة ١٢٨٣ ه ، والشيخ عبد الحسين الطهراني المتوفّى سنة ١٢٨٦ ه ، والشيخ محمّد صالح گدا علي المتوفّى سنة ١٢٨٨ ه ، والسيد ميرزا علي نقي الطاطبائي المتوفّى سنة ١٢٨٩ ه ، والشيخ حسين الأردكاني المتوفّى سنة ١٣٠٢ ه ، والسيد ميرزا صالح الداماد المتوفّى سنة ١٣٠٣ ه ، والشيخ زين العابدين المازندراني المتوفّى سنة ١٣٠٩ ه ، والسيد محمّد حسين المرعشي المتوفّى سنة ١٣١٥ ه.

والسيد مرتضى الكشميري المتوفّى سنة ١٣٢٣ ه ، والسيد محمّد باقر الحجة الطباطبائي المتوفّى سنة ١٣٣١ ه ، والشيخ محمّد تقي الشيرازي المتوفّى سنة ١٣٣٨ ه , وسواهم من فطاحل العلماء الأفذاذ الذين نشروا العلم والفقه في طول البلاد وعرضها ، وخلدوا آثاراً فكرية ما زال يرتوي من معينها الطلاب.

من أقطاب الفكر

امتازت كربلاء بقدسيتها ومكانتها الدينيّة والعلميّة والتاريخيّة ؛ لوجود مرقد

٢٢٩

أبيّ الضيم الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما‌السلام ) ؛ فكانت تحجّ إليها الوفود من مختلف أصقاع المعمورة ، ويؤمّها العلماء من كلّ فجّ عميق رغبة في مجاورة العتبات المقدّسة.

وفي أواخر القرن الثالث الهجري كانت مدرسة فكرية عامة ، أمّا في القرون التي تلته فقد بزغ فيها علماء وشعراء ومفكّرون ممّا ستقرأ سيرهم وتراجمهم في هذا الفصل ، على أنّي أشرت إلى مشاهيرهم والمبرزين في كلّ أسرة علمية ، وقد اقتبست المعلومات عنهم من شتى المصادر المطبوعة والمخطوطة والمراجع العربية والفارسية ، وأثبتّ هذه التراجم حسب تاريخ وفاة صاحبها.

غير أنّ هناك أعلاماً آخرين لم ترد أسماؤهم في كتب الرجال ودوائر المعارف ، كموسوعة ( أعيان الشيعة ) للسيد محسن الأمين العاملي ، و( طبقات أعلام الشيعة ) للشيخ آقا بزرك الطهراني ، و( الكُنى والألقاب ) للشيخ عبّاس القمي ، و( روضات الجنات ) للسيد محمّد باقر الخونساري وسواها من المراجع ، فقد أعرضنا عنها ريثما يتمّ لنا التحقيق عنها في المستقبل لإصدار كتاب خاص بأعلام كربلاء قديماً وحديثاً.

القرن الثالث الهجري

حميد بن زياد النينوي

لقد نشطت الحركة العلميّة في كربلاء في أواخر القرن الثالث الهجري ، وذلك في أيام المنتصر العباسي , حيث كانت من قبل تحت سيطرة الاُمويِّين ، ومن ثمّ في عهد خلفاء بني العباس. أمّا بعد ذلك بقليل فقد ازدهرت الحركة العلميّة والأدبيّة في هذا البلد ؛ حيث أخذت كربلاء تعجّ بالعلماء والفلاسفة ، كيف لا وهي قبلة أنظار العالم الإسلامي المتعطّش للثقافة والعلم.

وفي أواسط القرن الثالث الهجري ، أي بعد مقتل المتوكّل العباسي ، وعلى عهد المنتصر أخذت جموع غفيرة من العلويِّين تفد إلى كربلاء للسكنى بجوار قبر جدّهم الإمام الحسين (عليه‌السلام ) ؛ حيث تولّوا إدارة شؤون حراسة الروضة الحسينيّة والعباسيّة حتّى القرن الرابع الهجري.

٢٣٠

وفي عهد الدولة البويهي ازدادت نسبة وفود العلويِّين من ذرّيّة الإمام موسى الكاظم (عليه‌السلام ) ، كما ارتحل إليها كثير من طلاب العلم من الأقطار النائية القريبة , فكان العلم يحتل جانباً مهماً في كربلاء ؛ فتعقد حلقات أهل الفضل والأدب الواسعة بشكل يدعو إلى الإعجاب ، وبذلك حازت كربلاء الرئاسة العلميّة منذ ذلك الحين ، ذلك على إثر نبوغ العالم الكبير المحدّث الشهير حميد بن زياد النينوي ، نسبة إلى نينوى قرية إلى جانب الحائر على نهر العلقمي.

والشائع على ألسنة الباحثين والمؤرّخين أنّ كربلاء كانت في مطلع القرن الثالث مملوءة بالأكواخ وبيوت الشعر التي كان يشيّدها المسلمون الذين يفدون إلى قبر الحسين (عليه‌السلام ) ، وهكذا ظلّت كربلاء حتّى مطلع القرن الرابع الهجري ؛ إذ تمصّرت على عهد البويهيِّين الذين كان لهم فضل كبير في تشييد هذا البلد المقدّس وعمارته ، وإحياء التراث العلمي وتشجيع الحركة العلميّة.

في قرية نينوى العامرة المجاورة للحائر ، وفي هذه البقعة المباركة بزغ نجم عالم فذ فكان مولده أملاً مشرقاً يزخر بالنور ويرفل بالإيمان ، وكان نبوغه دعامة لتركيز نهضة علمية في كربلاء بلد العلم والعرفان ، ودوّى له في الأوساط العلميّة ومجالات الثقافة صدى يجلجل الآذان.

فهو من فطاحل علماء عصره ، ومن كبار المحقّقين والرواة ، ذكره السيد محسن الأمين في ( أعيان الشيعة ) قائلاً: حميد بن زياد بن حمّاد ( مكرّراً ) ابن هواز الدهقان أبو القاسم من أهل نينوى ، توفي سنة ٣١٠ ه ، وفي حاشية الخلاصة للشهيد الثاني أنّ بخطّ السيد ( ابن طاووس ) في كتاب النجاشي سنة ٣٢٠ ه(١) .

وقال الشيخ في الفهرست: حميد بن زياد من أهل نينوى قرية إلى جانب الحائر (على ساكنه السّلام) ثقة كثير التصانيف ، روى الاُصول أكثرها ، له كتب كثيرة على عدد كتب الاُصول ، أخبرني برواياته ، وكتب أحمد بن عبدون عن أبي

____________________

(١) أعيان الشيعة - للسيد محسن الأمين ٢٨ / ٩٥.

٢٣١

طالب الأنباري ، عن حميد ، وأخبرني عدّة من أصحابنا عن أبي المفضل ، عن حميد ، وأخبرنا بها أيضاً أحمد بن عبدون ، عن أبي القاسم علي بن حبش بن قوني بن محمّد الكاتب ، عن حميد ، وذكره في رجاله فيمَنْ لم يرو عنهم (عليهم‌السلام ) ، فقال: حميد بن زياد من أهل نينوى , قرية إلى جانب الحائر (على ساكنه السّلام). عالم جليل ، واسع العلم ، كثير التصانيف ، قد ذكرنا طرفاً من كتبه في الفهرست(١) .وقال النجاشي: حميد بن زياد بن حمّاد بن زياد الدهقان أبو القاسم ، سكن سوراء ، وانتقل إلى نينوى قرية إلى جانب الحائر (على ساكنه السّلام). كان ثقة واقفاً فيهم ، سمع الكتب وصنع وصنّف(٢) .وفي الخلاصة - القسم الأول - حميد زياد من أهل نينوى ، ثقة عالم جليل ، واسع العلم ، كثير التصانيف ، قاله الشيخ الطوسي , ثمّ نقل كلام النجاشي إلى قوله وجهاً فيهم ، ثمّ قال: فالوجه عندي أنّ روايته مقبولة إذا خلت عن المعارض.وقال الشهيد الثاني في الحاشية: لا وجه لذكره في هذا القسم معقود لمثله ، ولكنّ المصنف ذكر جماعة فيه كذلك , واُجيب بأنّ القسم الأوّل معقود لمـّنْ تُقبل روايته(٣) .وفي رجال المامقاني(٤) ترجمة وافية عنه ، وتعداد لتلامذته وآثاره ، وقد تخرّج عليه جماعة من الفطاحل ، هم: الحسين بن علي بن سفيان ( سفين ) ، أبو المفضل الشيباني أجازه سنة ٣١٠ ه ، وأبو الحسن علي بن حاتم أجازه سنة ٣٠٦ ه ، وأحمد بن جعفر بن سفيان.

أمّا أشهر آثاره فهي:

١ - الجامع من أنواع الشرائع.

٢ - الخمس.

٣ - الدعاء.

٤ - الرجال.

٥ - مَنْ روى عن الإمام جعفر الصادق (عليه‌السلام ).

٦ - الفرائض.

٧ - الدلائل.

٨ - ذمّ مَنْ خالف الحقّ وأهله.

٩ - فضل العلم والعلماء.

١٠ - الثلاث والأربع.

١١ - النوادي , وهو كتاب كبير.

____________________

(١) الفهرست - لشيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي.

(٢) رجال النجاشي ( طبع حجر ).

(٣) الخلاصة / القسم الأول.

(٤) الرجال - للمامقاني - الجزء الأول.

٢٣٢

إنّ هذه الآثار الفكرية التي خلّفها هذا العالم المجاهد والمفكر الموهوب سوف تخلّده مدى الزمن.

القرن الخامس الهجري

الشيخ هشام بن إلياس الحائري

كان أحد أعلام القرن الخامس الهجري ، له إحاطة بشتى العلوم والفنون ، ومن آثاره الفكرية مصنّفه ( المسائل الحائرية)(١) .

وقد ذكره الشيخ الحرّ العاملي في ( أمل الآمل ) ما هذا نصّه: الشيخ إلياس بن هشام الحائري عالم فاضل جليل ، يروي عن الشيخ أبي علي ابن الشيخ هشام أبي جعفر الطوسي ، ويحتمل اتحاده مع سابقه بأنّ تكون النسبة هنا إلى الحدّ(٢) .

وأطراه السيد محسن الأمين في موسوعته قائلاً: ثقة عين قاله منتجب الدين ، وفي نسخة ابن همّام , لكن يظهر ممّا يأتي عن أمل الآمل أنّ الذي في نسخته ابن هشام ، وفي مشيخة مستدركات الوسائل الشيخ أبو محمّد إلياس بن محمّد بن هشام الحائري العالم الفاضل الجليل ، يروي عنه الشيخ أبو محمّد عربي بن مسافر العبادي الحلّي ، ويروي هو عن الشيخ أبي الحسن ابن شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد الطوسي.

وفي بعض إجازات أصحابنا وصف إلياس بن هشام الحائري بالفقيه ، وفي بعضها أنّه يروي أيضاً السيد الموفّق أبي طالب بن مهدي السليقي العلوي عن الشيخ أبي جعفر الطوسي(٣) .

وقال عنه السيد علي الطباطبائي في كتابه (رياض العلماء ): جاء في بعض

____________________

(١) ذكره شيخنا آقا بزرك الطهراني في موسوعته ( الذريعة ) ٦ / ٤ , فقال: المسائل الحائرية للشيخ هشام بن إلياس الحائري ، حكاه كذلك الحرّ في ( أمل الآمل ) عن بعض الإجازات ، واحتمل أنّ هشاماً هذا هو ابن الشيخ أبي محمّد بن إلياس بن محمّد بن هشام الحائري الذي كان تلميذ الشيخ أبي علي ابن شيخ الطائفة الطوسي.

(٢) أمل الآمل - للشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي ٢ / ٤٠.

(٣) أعيان الشيعة - للسيد محسن الأمين العاملي ١٢ / ٤٥٥.

٢٣٣

الإجازات أنّ اسمه إلياس بن هشام الحائري ، فلعلّ المراد ابنه أيضاً كذا أفادنا أحد تلامذة الشيخ علي الكركي في رسالته المعمولة في ذكر أسامي مشايخ أصحابنا , ومنهم الشيخ هشام بن إلياس الحائري ، وهو صاحب المسائل الحائرية ، وهو تلميذ أبي علي ابن الشيخ الطوسي , توفي في حدود عام ٤٩٠ ه ودفن في الحائر الحسيني(١) .

لقد كان صاحب الترجمة فاضلاً جليلاً ، ومصنّفاً مشهوراً ، اشتهر بغزارة علمه ، وطول باعه ، وسعة اطّلاعه.

عماد الدين الطوسي

هو عماد الدين محمّد بن علي بن حمزة الطوسي المكنّى بابن الحمزة. وكان فقيهاً عالماً فاضلاً من تلامذة الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، أحد أعلام الإمامية في القرن الخامس الهجري المدفون في وادي أيمن(٢) بكربلاء ، وقبره مزار معروف ، لم يتيسر لنا التعرّف على تاريخ مولده ووفاته بالضبط.

ومن مصنّفاته المعروفة ( الوسيلة ) في الفقه ، و( الرابع في الشرايع ) ، و( المثالب والمناقب ) وفيه بعض المعجزات الغريبة. وقد ورد ذكره في كتاب ( فلك النجاة ) ما نصه: محمّد بن علي بن حمزة الطوسي قبره في كربلاء خارج البلد ، وهو من تلامذة محمّد بن الحسن الطوسي(٣) . وجاء في ( الكنى والألقاب ) أنّه عماد الدين محمّد بن علي بن محمّد الطوسي المشهدي ، فقيه عالم فاضل ، وله تصانيف ، ونوّه

____________________

(١) رياض العلماء - للسيد علي الطباطبائي ( طبع حجري ).

(٢) كان هذا الوادي مقبرة واسعة موقعه في باب طويريج بكربلاء ، وقد سعى بتجديد المقبرة السلطان ناصر الدين شاه القاجاري عند تشرّفه كربلاء سنة ١٢٨٧ ه , وبقيت مدفناً حتّى سنة ١٣٢٥ ه ، وبعد هذا التاريخ اُدخلت ضمن المدينة بغية توسيع الشارع.

(٣) فلك النجاة - للسيد محمّد مهدي القزويني.

٢٣٤

عنه في الحاشية أنّه غير الشيخ الإمام العلّامة نصير الدين عبد الله بن حمزة الطوسي المشهدي الثقة الفقيه الجليل(١) .

وفي كتاب (أمل الآمل): الشيخ الإمام عماد الدين أبو جعفر محمّد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي , فقيه عالم واعظ ، له تصانيف ، منها: الوسيلة ، الواسطة ، الرابع في الشرايع ، مسائل في الفقه قاله منتجب الدين(٢) . وله ترجمة في كتاب مدينة الحسين ٢ / ١١٨ وغيرها من كتب السير والتواريخ.

القرن السادس الهجري

السيد أحمد بن إبراهيم الموسوي

شخصية لامعة ذكرها السيد محسن الأمين في موسوعته , فقال: الشريف أبو جعفر أحمد بن إبراهيم العلوي الموسوي النقيب بالحائر (على ساكنه السّلام). في جمال الأسبوع في عمل ليلة السبت عمل وصلاة للفرج عن المسجون مروي عن الإمام الكاظم (عليه‌السلام ).

ثمّ قال: ذكر رواية بهذه الصلاة والدعاء ليلة السبت بشرح وتفصيل وزيادة في دعائها الجميل ، وجدناها في كتب أمثالها من العبادات مروية عن مولانا موسى بن جعفر (عليه أفضل الصلاة) ، وهذا لفظها: حدّثنا الشريف أبو جعفر أحمد بن إبراهيم العلوي الموسوي النقيب بالحائر (على ساكنه السّلام) ، قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن الحسن بن إسماعيل الأسكاف ، يرفعه بإسناده إلى الربيع ، قال: استدعاني الرشيد الخبر(٣) .

____________________

(١) الكنى والألقاب - للشيخ عبّاس القمي ١ / ٢٦٢.

(٢) أمل الآمل - للشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي ٢ / ٢٨٥.

(٣) أعيان الشيعة - للسيد محسن الأمين العاملي ٢١ / ٤٧٧ - ٤٧٨.

٢٣٥

القرن السابع الهجري

السيد فخار بن معدي الحائري

إحدى شخصيات العلم المعروفة ، ومن أعلام الفكر الإسلامي في المئة السابعة للهجرة , حظي بمكانة محترمة في الأوساط الكربلائيّة العلميّة آنذاك ؛ فهو النسّابة العالم المحدّث السيد شمس الدين علي بن فخار بن معد بن فخار بن معد بن أحمد بن محمّد بن محمّد بن أبي الغنائم بن الحسين الموسوي من سلالة السيد إبراهيم المجاب بن محمّد العابد ابن الإمام موسى بن جعفر (عليه‌السلام ).

جاء في عمدة الطالب: فخار بن معد الموسوي السيد السعيد ، العلّامة المرتضى ، إمام الأدباء ، والنسّاب والفقهاء شمس الدين صاحب (الشرايع) ، وهو يروي عن محمّد بن إدريس ، وعن ابن شهر آشوب المازندراني ، أو شاذان بن جبريل القمي ، مات سنة ثلاثين وأربعمئة. (نظام الأقوال)(١) .

وكان أحد أقطاب العلم والفضل ، حلقة فريدة في الحديث والرواية والنسب والرجال ، ومن أعيان الشعراء والأدباء وأكابر الفقهاء في عصره , قال فيه تاج الدين الدين بن زهرة الحسيني: وبيت فخار في الحلّة ، ومنهم شمس الدين النسّابة السيد الفاضل الدين الفقيه ، الأديب الشاعر المؤرّخ ، كان سيداً جليلاً ، فقيهاً نبيلاً , نسّابة , عالماً بالاُصول والفروع ، متورّعاً ديّناً ، مؤرّخاً صادقاً أميناً(٢) .

ومن شعره قوله:

سأغسلُ أشعاري الحسانَ وأهجر الـ

ـقوافي وأقلي ما حييت القوافيا

وألوي عن الآداب عنقي وأعتذر

لها بـعد حتماً ما أرى القوم قاليا

____________________

(١) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ، عن هامش الأصل - للسيد أحمد الداودي / ٢١٦ ( طبع النجف ).

(٢) غاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار - ابن زهرة الحسيني نقيب حلب / ٨٨ ( طبع النجف ).

٢٣٦

فإنّي أرى الآدابَ يا أمّ مالكٍ

تزيد الفتى ممّا يروم تنائيا(١)

ومن أشهر تصانيف السيد فخار كتابه ( الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب ) المطبوع سنة ١٣٥١ ه ، دحض فيه آراء المتطرّفين الذين ذهبوا إلى تكفير أبي طالب ، وقد أثبت فيه بأنّ أبا طالب قد مات وهو يؤمن بالإسلام إيماناً عميقاً لا شائبة فيه ؛ إذ كانت مواقفه المشرّفة في الدفاع عن ابن أخيه محمّد بن عبد الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) تعدّ من مآثره التي خلّدته على مرّ العصور.

تعرّض لذكره جمع من المؤرّخين منهم في الفوائد الرضوية / ٣٤٦ ، وتجارب السلف / ٣٣٦ ، وأمل الآمل ٢ / ٢١٤ ، و دائرة المعارف الإسلاميّة - لعبد العزيز الجواهري ( فارسي ) ١ / ١٨٧ ، و مستدرك الوسائل - للشيخ النوري / ٤٧٩ ، و أعلام العرب - لعبد الصاحب الدجيلي ٣ / ٢٥ وغيرهم.

القرن الثامن الهجري

عز الدين الحسيني العبدلي الحائري

كان أحد أعلام كربلاء في القرن الثامن الهجري , وردت ترجمته في كتاب ( تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب ) لابن الفوطي , وهذا نصّها: عزّ الدين أبو عبد الله الحسين بن سعد الله بن حمزة بن سعد الله بن أبي السعادات الحسيني العبدلي من سكّان المشهد الحائري (على حالّه أفضل السّلام والتحية) ، رأيته بتبريز سنة سبع وسبعمئة , وهو من التجار الذين يترددون إلى بلاد الشام ، وهو شريف النفس(٢) .

____________________

(١) روضات الجنات - للسيد محمّد باقر الخونساري ٥ / ٥٠٩.

(٢) تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب - لابن الفوطي - تحقيق الدكتور مصطفى جواد - القسم الأول ٤ / ١٢١.

٢٣٧

الشيخ أبو طالب بن دريد الحائري

هو الشيخ أبو طالب إبراهيم بن سيفي بن إبراهيم بن علي بن دريد الحائري , من علماء عصر فخر المحقّقين ، وقد كتب الجزء الأول من مختلف العلّامة لنفسه في الحائر الشريف ، وفرغ من تعليقه لنفسه في عاشر ربيع الأول سنة ٧٧٤ ه ، رأيته في كتب السيد محمّد الطباطبائي اليزدي(١) .

السيد عبد الحميد بن فخار الحائري

هو السيد جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار بن أحمد الموسوي من مشايخ السعيد أبي عبد الله محمّد بن مكي الشهيد سنة ٧٨٦ ه ، وهو مروي عن والده الأجل السيد فخار بن معد الموسوي , كذا عن شيخنا في الخاتمة ثامن مشايخ الشهيد ، لكنّه سهو من قلمه الشريف ؛ لأنّ السيد تاج الدين معية الذي هو من مشايخ الشهيد يروي عن ولد صاحب الترجمة ، هو السيد علم الدين المرتضى علي بن عبد الحميد بن فخار ، فكيف يروي الشهيد عن الوالد مع رواية شيخه عن الولد ؟!

وبالجملة: صاحب الترجمة من المئة السابعة كوالده السيد فخار الذي توفي سنة ٦٣٠ ه(٢) ، وترجم له الشيخ محمّد ابن الحرّ العاملي في كتابه (أمل الآمل ) ٢ / ١٥٥ ، والسيد محسن الأمين في ( أعيان الشيعة ) ٣٧ / ١٥٥ وغيرهما.

الشيخ علي بن الحسن الحائري

الشيخ علي بن الحسن الحائري , له حواشٍ نافعة مفيدة على منهاج الوصول إلى

____________________

(١) الحقائق الراهنة في تراجم أعيان المئة الثامنة - للشيخ آقا بزرك الطهراني ( مخطوط ) / ١٠.

(٢) الحقائق الراهنة ( مخطوط ) / ٥٧.

٢٣٨

علم الاُصول للقاضي البيضاوي ، كتبها على هامش النسخة التي كتبها بنفسه سنة ٧٧٧ه الموجودة في المدرسة الفاضلية بالمشهد الرضوي ، وله أيضاً حواشٍ على تهذيب الوصول للعلاّمة ، كتبها بخطّه على النسخة التي كتبها أيضاً بخطّه في سنة ٧٧٧ه وقابلها ، وقرأها على شيخه الشيخ علي بن عبد الجليل الحائري.

وكتب الاُستاذ المذكور القراءة والبلاغ بخطّه على النسخة ٧٧٨ ه ، وهي في المدرسة الفاضلية ، والظاهر أنّه غير ابن الخازن المشهور بهذا العنوان(١) .

الشيخ علي ابن الخازن الحائري

كان أحد أعلام القرن الثامن الهجري ، وكان على جانب عظيم من الفضل والورع والتقى والصلاح , ذكره صاحب روضات الجنات فقال: كان (رحمه‌الله ) من المحقّقين الفضلاء ، حاله في الفضل والنبالة ، والعلم والفقه ، والفصاحة والأدب والإنشاء معلوماً معروفاً عند العامة والخاصة ، وكفاه فخراً تتلمذ على شيخنا الشهيد الأوّل وأجازه(٢) .

وقال فيه صاحب كتاب ( فوائد الرضوية ): علي ابن الخازن الحائري زين الدين أبو الحسن , فقيه فاضل ، عالم كامل ، اُستاذ الشيخ أحمد بن فهد الحلّي تلميذ الشيخ الشهيد.

قال شيخنا الشهيد في إجازته له: ولمـّا كان المولى الشيخ العالم التقي ، الورع المحصّل ، القائم بأعباء العلوم ، الفائق أولي الفضل والفهوم زين الدين أبو الحسن علي ابن المرحوم السعيد الصدر الكبير العالم عزّ الدين بن محمّد ابن المرحوم المغفور سيدنا الإمام شمس الدين محمّد الخازن بالحضرة الشريفة المقدّسة(٣) .

وتعرّض لذكره شيخنا آقا بزرك الطهراني فقال: الشيخ زين الدين أبو الحسن

____________________

(١) الحقائق الراهنة ( مخطوط ) / ٨٠.

(٢) روضات الجنات - للسيد محمّد باقر الخونساري ٥ / ١١٨.

(٣) فوائد الرضوية - للشيخ عبّاس القمي / ٢٩٠.

٢٣٩

علي ابن الخازن الحائري كما يعبّر به في بعض الإجازات هكذا ، ومرّ بعنوان علي بن الحسين بن محمّد الخازن(١) ، كما تطرّق إلى ترجمته السيد محمّد حسن آل طعمة في كتابه ( مدينة الحسين) فقال: ومن جملة الذين يروي عنه هذا الشيخ الجليل هو العلّامة الهمام أحمد بن فهد الحلّي الذي أخذ منه الإجازة بالرواية في سنة ٧٩١ ه في الحائر الحسيني. توفي علي ابن الخازن الحائري كما في بعض النسخ سنة ٧٩٣ه(٢) .

هذا وقد دوّنت ترجمة الشيخ علي ابن الخازن في الكثير من كتب المراجع ، نخصّ بالذكر منها: الكنى والألقاب ١ / ٢٧٣ ، وهدية الأحباب / ٥٦ ، وروضات الجنات ٤ / ١١٨ ، والروضة البهية / ١١٠ ، وريحانة الأدب ٥ / ٣٢١ ، وأمل الآمل ٢ / ١٨٦ وغيرها.

الشيخ علي بن عبد الجليل الحائري

من علماء عصره , وقد قرأ عليه تلميذه الشيخ علي بن الحسن الحائري تهذيب الوصول إلى علم الاُصول للعلاّمة الحلّي الذي كتبه لتلميذه سنة ٧٧٧ه ، وكتب صاحب الترجمة بخطّه شهادة القراءة والبلاغ على النسخة في ٧٧٨ ه ، وهي في مدرسة الفاضلية(٣) .

الشيخ جلال الدين محمّد الحائري

الشيخ جلال الدين محمّد ابن الشيخ شمس الدين محمّد بن أحمد الكوفي الهاشمي الحائري من مشايخ السعيد أبي عبد الله محمّد بن مكي الشهيد في ٧٨٦ ه(٤) .

____________________

(١) الحقائق الراهنة (مخطوط) / ٨٢.

(٢) مدينة الحسين (عليه‌السلام ) - محمّد حسن الكليدار آل طعمة ٢ / ١٣٨ - ١٣٩.

(٣) الحقائق الراهنة (مخطوط) / ٨٢.

(٤) الحقائق الراهنة (مخطوط) / ١٠١.

٢٤٠