• البداية
  • السابق
  • 423 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 21853 / تحميل: 2587
الحجم الحجم الحجم

١ - المكتبة المركزية

وهي من أشهر المكتبات في كربلاء ، تأسست عام ١٩٤٤ م ، بلغ مجموع كتبها أكثر من (١٥) ألف كتاب ، أودعت إليها مجاميع كثيرة منها مكتبة ندوة الشباب العربي.

وقد بذلت مديرية معارف لواء كربلاء في حينها جهوداً مشكورة بإمدادها بالكتب والمجلاّت ، وكان اسمها السابق ( مكتبة المعارف العامّة) ، وإبان ثورة تموز ١٩٥٨ م بدّل اسمها إلى ( المكتبة المركزية ) , وهي اليوم تابعة للإدارة المحلّية.

تفتقر المكتبة إلى الكتب الحديثة التي طُبعت في الآونة الأخيرة ، وقد علمنا أنّ هناك قوائم اُعدت لشراء هذه الكتب بمبلغ محترم إلّا أنّنا نأمل أن تُشترى في أقرب وقت ممكن , وكذلك تفتقر إلى المواد المشوّقة ( السمعية والبصرية ) التي يجب توفّرها في المكتبات الحديثة ، وفعلاً تمّ تزويد بعض مكتبات الألوية بهذه الوسائل. أمّا موقع المكتبة فهو في ساحة الإمام علي (عليه‌السلام ).

٢ - مكتبة سيد الشهداء الحسين (عليه‌السلام )

اُنشئت سنة ١٣٧٦ ه ، ويبلغ عدد كتبها ( ٧٥٠٠ ) كتاباً ويرتادها المطالعون مساء كلّ يوم ، وإنّ معظم كتبها قيّمة ، وقد اُهديت إليها مجاميع نادرة من مختلف الجهات الرسمية وغير الرسمية ، لا سيما من جامعة طهران ، ووزارة الإرشاد العراقيّة ، ومديريات التربية والتعليم في العراق ، ومن الهند.

وفيها أكثر من خمسمئة كتاب مخطوط ، يظهر بينها نسخ نادرة الوجود ، وتُلقى فيها كلّ أسبوع محاضرات دينية ، يحضرها النشء الجديد من الشباب المتحمّس للقضايا الإسلاميّة لإعادة التراث الإسلامي. وقد سعى بإنشاء هذه المكتبة سماحة السيد نور الدين نجل آية الله السيد هادي الميلاني. كان موقعها في محلّة العباسيّة الغربيّة ، ولا وجود لها اليوم.

٣ - مكتبة أبي الفضل العباس (عليه‌السلام )

وهي من أشهر مكتبات البلد ، يؤمّها يومياً عشرات المثقفين وروّاد العلم والفضيلة ، ويرتادها الزائرون والوفود من كلّ حدب وصوب. تأسست سنة ١٣٨٢ ه - ١٩٦٣ م , وذلك بالهمّة المشكورة التي بذلها سيادة السيد بدر الدين آل

٣٤١

جانب من مكتبة أبي الفضل العباس (عليه‌السلام )

ضياء الدين سادن الروضة العباسيّة , وتبرّع عدد لا يُستهان به من أهالي كربلاء بالكتب والمخطوطات القيّمة ، وقد بلغ عدد كتبها اليوم ( أربعة آلاف ) كتاباً , كما وتشكّلت فيها ندوة علمية لغرض تشجيع الحركة العلميّة في البلد ورفع المستوى الثقافي. وتقع المكتبة عند مدخل باب قبلة سيدنا العباس (عليه‌السلام ).

٤ - المكتبة الجعفرية

إنّ هذه المكتبة تحوي ما يقرب من ( أربعة آلاف ) كتاباً بين مخطوط ومطبوع. تأسست سنة ١٣٧٢ ه بجهود لجنة علمية في كربلاء ؛ وذلك حفظاً للتراث العلمي والأدبي من الضياع ، وصيانة لتلك الآثار القيّمة من الاندراس ؛ وقد سمّيت بهذا الاسم تيمّناً برئيس مذهب الإمامية الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه‌السلام ). وموقعها في مدرسة الهنديّة.

٥ - مكتبة النهضة الإسلاميّة

تأسست عام ١٣٨٠ ه وهي زاخرة بالكتب الثقافية المختلفة ، ويربو عدد كتبها على ثلاثة آلاف كتاباً في مختلف الفنون الثقافية ، ومجموعة كبيرة من

٣٤٢

المجلاّت ، كما احتوت على كتب خطّية ثمينة. موقعها في مسجد الشهرستاني مقابل باب الصافي , ولا وجود لها اليوم بسبب فتح الشارع الذي يربط بين الروضتين.

٦ - مكتبة العلّامة الحائري

أسسها الشيخ ميرزا علي ابن الحاج ميرزا موسى بن محمّد باقر بن محمّد سليم الأسكوئي الحائري المتوفّى ٢٥ رمضان سنة ١٣٨٦ ه. موقعها في حسينيّة الحائري عند مدخل طاق الداماد ، وهي من المكتبات التي يستفيد منها كلّ طالب ومثقف ، ولا وجود لها اليوم.

٧ - مكتبة السيدة زينب الكبرى العامة

أنشأها في كربلاء الخطيب السيد أحمد السيد هادي الحسيني المرعشي الشهرستاني سنة ١٣٨٦ ه - ١٩٦٦ م. موقعها في الزقاق المقابل لباب الزينبيّة ، وقد احتوت على ( ١٦٠٠ ) كتاباً في شتى فنون المعرفة ، وقد اُغلقت أخيراً.

٨ - مكتبة القرآن الحكيم العامة

تأسست سنة ١٣٨٧ ه - ١٩٦٧ م ، ومقرّها خلف المخيّم الحسيني في بناية خاصة لها على حساب واقفها. وقد فتحت أبوابها للمطالعين كلّ يوم ، ويربو عدد كتبها على ٧٠ ألفاً في مواضيع شتى ، ولا وجود لها اليوم.

٩ - مكتبة مدرسة البادكوبة

موقعها في مدرسة البادكوبة المعروفة بمدرسة الترك ، أو مدرسة أهل البيت في زقاق الداماد , وهي تعدّ من المكتبات القديمة التي يتوافد عليها رجال العلم والثقافة ، وفيها مراجع حسنة في اللغة والأدب ، والتاريخ والتراجم ، والدين في العربيّة والفارسيّة ، ولا وجود لها اليوم.

١٠ - مكتبة الرسول الأعظم (صلى‌الله‌عليه‌وآله )

أسسها فريق من الشباب الكربلائي ، موقعها حالياً في مدرسة العلّامة ابن

٣٤٣

فهد الحلّي ، وهي حافلة بمختلف الكتب القيّمة , تدور موضوعاتها على علوم الدين من تفسير وفقه ، وتاريخ ولغة وأدب ، ولا وجود لها اليوم.

١١ - مكتبة غرفة تجارة كربلاء

مقرّها في بنايتها الواقعة في شارع بغداد ، وقد انتقلت مؤخّراً إلى عمارة التأميم. تحوي على ( ٤٠٠٠ ) كتاباً في الأدب والتاريخ ، والاقتصاد والعلوم الاُخرى.

١٢ - مكتبة دور الثقافة الجماهيرية

مقرّها في محلّة العباسيّة الغربيّة بمديرية دور الثقافة الجماهيرية. وتمّ إنشاؤها سنة ١٩٧٤ م ، وفيها أكثر من ١٠٠٠ كتاباً في شتى فنون المعرفة.

١٣ - مكتبة الروضة الحسينيّة

تأسست سنة ١٣٩٩ ه - ١٩٧٩ م من قبل وزارة الأوقاف ، مقرّها جوار الروضة الحسينيّة ، وفيها زهاء خمسة عشر ألف كتاب مطبوع ، بالإضافة إلى ذلك فقد جُلبت إليها الكتب المخطوطة.

خزائن الكتب المدرسية

يتبيّن للقارئ أنّ كلّ مدرسة من مدارس كربلاء الرسمية اُنشئت فيها مكتبة ، ونحن [ إن ] أردنا جرد محتويات المكتبات المدرسية في المحافظة وما فيها من الكتب المتصلة بالمناهج المدرسية لاحتجنا إلى جهد جهيد.

وتدلّ الإحصائية الأخيرة لمديرية تربية كربلاء إلى وجود أكثر من ثلاثين مكتبة مدرسية عامرة بالكتب والمجلاّت ، يفد إليها عدد كبير من الطلاب والطالبات الذين لا تتوفّر لديهم المصادر والمراجع الكافية لتدوين المعلومات واستكمال بحوثهم ودراساتهم.

وقسم من هذه المكتبات لها غرف خاصة بها في المدارس ، وتمّ تزويدها بمراجع علمية وأدبيّة بغية الاستفادة منها , وقد صُنّفت الكتب حسب تقسيمات ديوي العشرية للعلوم.

٣٤٤

أمّا محتويات كلّ مكتبة فقد يصل إلى عدّة آلاف كتاب في مختلف اللغات ، علاوة على المجلاّت والصحف ، وطبيعي أنّ عدد الكتب في هذه المكتبات ينمو باطّراد ، واستكمالاً للبحث نرى من الواجب أن نجمل التعريف بأهمّ هذه المكتبات ، وهي:

١ - مكتبة إعدادية كربلاء للبنين

وهي مكتبة حافلة باُمّهات الكتب والمجاميع الهامة , وفيها ما يربو على ٤٦٨٨ كتاباً , تدور موضوعاتها على كتب الدين والفلسفة ، والرياضيات والشعر ، والتاريخ واللغة وغيرها , وفيها ما يُدهش المتأمّل من آثار نادرة في بابها. تقع في غرفة واسعة الأرجاء حسنة التنظيم.

٢ - المكتبة المهنية

وهي من المكتبات العامرة اليوم ، ذات بناية خاصة ، تقع مقابل مديرية تربية كربلاء ، يقبل عليها عدد كبير من أفراد الاُسرة التعليمية وطلاب وطالبات المدارس للتزود والانتهال من مناهل المعرفة والاستعارة الخارجية. ويبلغ تعداد كتبها ٣٠٥٠ كتاباً في شتى العلوم ، وقد ضُمّت إليها مكتبة دار المعلّمين ودار المعلّمات.

٣ - مكتبة إعدادية كربلاء للبنات

وفي هذه المكتبة كتب نفيسة جيدة يبلغ مجموعها ١٩٣٨ كتاباً في مختلف العلوم والفنون , وهي ضمن بناية إعدادية البنات.

٤ - مكتبة مدرسة السبط الابتدائيّة للبنين

احتوت ما ينيف على ١٩٨٧ كتاباً في سائر الفنون , جمعت فيها الكتب والمصنّفات القديمة والحديثة حتّى أصبحت كما هي عليه الآن ، يستفيد منها كلّ طالب ومثقف ، ولها فهارس صنّفت على الطريقة الحديثة.

٣٤٥

٥ - مكتبة متوسطة الثورة للبنين

وهي مكتبة جامعة لكثير من الكتب المهمّة المطبوعة والمخطوطة حديثاً , تضمّ محتوياتها حوالي ١٦٣٨ كتاباً في سائر الفنون , ينتهل منها رواد العلم والآداب من الدارسين والطلاب.

٦ - مكتبة مدرسة الحسين (عليه‌السلام ) الابتدائيّة للبنين

وهي من المكتبات العامرة المهمّة ، يبلغ عدد كتبها ١٣٢٥ كتاباً ، يجد فيها المطالع نفائس الكتب ونوادرها في شتى العلوم والفنون.

٧ - مكتبة ثانوية النجاح للبنات

وفيها طائفة حسنة من الكتب الحديثة ، يبلغ عدد كتبها اليوم زهاء ١٢٧٥ كتاباً.

٨ - مكتبة متوسطة القدس للبنين

وهي مكتبة في غاية الجودة ، وكلّها كتب حديثة ، احتوت ما ينيف على ١٠٥٠ كتاباً في سائر العلوم واللغات.

٩ - مكتبة مدرسة العزّة الابتدائيّة للبنين

وهي مكتبة مهمّة تفيد المثقفين ، وفيها كثير من الكتب الأدبيّة والتاريخيّة المطبوعة ، ويبلغ عدد كتبها ١١٢٠ كتاباً في شتى العلوم.

١٠ - مكتبة ثانوية حي الحسين للبنين

وهي مكتبة جامعة لكثير من الكتب المطبوعة النادرة ، يبلغ مجموعها ١٠٧٥ كتاباً.

١١ - مكتبة متوسطة الوحدة للبنين

وفيها نفائس الأسفار ما لا يُستهان بها , شملت محتوياتها ١٠٥٠ كتاباً في سائر الفنون.

٣٤٦

١٢ - مكتبة إعدادية الزراعة

وهي من المكتبات التي تمّ أنشاؤها حديثاً ، جُهّزت بمجموعة من أنفس الكتب المختلفة ، ففيها ما يربو على ٩٠٠ كتاباً في فنون مختلفة.

هذا وللقارئ سرد عام بأسماء المكتبات الاُخرى وعدد محتوياتها:

اسم عدد

المدرسة الكتب

العلقمي ٦٥٠

العباس ٧٢٥

الطفّ ٥٣٠

ثانوية الحسينيّة ٥٠٠

المخيّم ٦٢٥

النظامية ٦٢٠

الهاشمية ٨٢٥

الاعتماد ٦١٠

الفنون ٥٩٠

اُمّ سلمة ٥٠٠

خديجة الكبرى ٦٣٠

المفاخر ٣٥٠

التوجيه ٢٧٠

قرطبة ٤٥٠

الكرامة ٧٠٠

متوسطة المعارف ٧٥٠

الزرقاء ٣٢٥

الفرزدق ٣٨٠

ثانوية الزهراء ٤٥٠

متوسطة رفح ٥٦٠

٣٤٧

ولا شك ، لقد بقيت مكتبات اُخرى لم أسجّلها ؛ وذلك لقلّة محتوياتها ، أو تعرّضها للزيادة والنقصان.

تاريخ الطباعة في كربلاء

كانت كربلاء ولا تزال مصدر إشعاع فكري في العراق منذ عدّة قرون خلت ، وقد أنجبت رهطاً كبيراً من العلماء والشعراء والمفكّرين الذين حفلت الكتب بتراجمهم وتعداد مآثرهم. وقد سعت كربلاء منذ قرن أو أكثر بنشر العلوم والمعارف ، وتعميم الثقافة بين الناس عن طريق الطباعة التي هي أهم وسائل النشر والثقافة في العالم.

وقد اُنشئت المطابع في الموصل وكربلاء سنة ١٨٥٦ م ، وفي بغداد على أشهر المصادر سنة ١٨٦٠ م(١) .

وأشهر هذه المطابع هي:

١ - المطبعة الحجرية: وهي أوّل مطبعة دخلت العراق واستقرت في كربلاء وذلك عام ١٢٧٣ هجرية. ومن الكتب المهمّة التي طُبعت فيها كتاب (مقامات الآلوسي) الذي تطرق إليه كثير من المؤرّخين والباحثين , كما طُبع فيها كتاب ( خلاصة الأخبار ) للسيد محمّد مهدي سنة ١٨٧٩ م(٢) ، وهو من الكتب التي تعني بحياة الأئمّة (عليهم‌السلام ).

وقد جاء ذكر هذه المطبعة في مجلة ( لغة العرب ) هذا نصّه: مطبعة كربلاء هي أوّل مطبعة حجرية جُلبت إلى بلاد العراق وصاحبها أحد أكابر كربلاء ، اُنشئت في موقع قرب كربلاء سنة ١٢٧٣ ه - ١٨٥٦ م في عهد ولاية المشير محمّد باشا حاكم العراق ، وكان من ذوي المدارك النيرة , محبّاً للعلوم ، منشطاً

____________________

(١) راجع كتاب « الشعر السياسي العراقي » - للاُستاذ إبراهيم الوائلي / ١٠١ حاشية.

(٢) راجع كتاب ( عقيدة الشيعة ) - تأليف دواينت م. رونلدسن / ٣٦٤.

٣٤٨

لرجال الأدب ، وأكثر مطبوعاتها مناشير تجارية وكتب أدعية ورسائل دينية حاوية لآداب زيارة عتبات أهل البيت (رضي‌ الله ‌عنهم ) ، وليس بين مطبوعاتها كتاب يستحق الذكر غير كتاب مقامات الآلوسي في ١٣٤ صفحة , طبع فيها سنة ١٨٧٣ م ، وهي الآن متروكة لخلل في إداراتها(١) .

٢ - مطبعة الحسيني: وهي مطبعة حجرية أيضاً ، صاحبها المرحوم محمود المظفري ، وقد تأسست عام ١٣٢٩ ه في دار شمس الدولة. ومن الكتب المهمّة التي طُبعت فيها كتاب ( تباشير المحرورين ) , تأليف الحاج الشيخ محمّد الواعظ(٢) ، كما طُبعت فيها مطبوعات أخرى لا تحضرني أسماؤها الآن.

٣ - مطبعة الشباب: أسسها الصحفي المعروف عبّاس علوان الصالح سنة ١٣٥٤ ه - ١٩٣٥ م. ومن الكتب التي طُبعت فيها الجزء الثالث من كتب ( كربلاء في التاريخ ) للمؤرّخ المرحوم السيد عبد الرزاق الوهاب آل طعمة ، وجريدة ( الغروب ) الكربلائيّة لصاحب المطبعة نفسه ، وأعداد من مجلة ( الاقتصاد ) البغدادية ، وكراس ( تاريخ المطبعة) وغيرها من المطبوعات.

٤ - مطبعة الثقافية: صاحبها محسن عبد الرضا ، اُسست عام ١٣٦٠ ه - ١٩٤١ م ، وقد طُبعت فيها أعداد من جريدة ( الندوة ) الكربلائيّة ، وكتاب ( رسالة الأخيضر ) للاُستاذ عبّاس علوان الصالح وغيرها من الكتب والمطبوعات التجارية.

____________________

(١) مجلة لغة العرب - للأب أنستاس ماري الكرملي ٧ / ٣٠٩ , السنة ٢ , صفر ١٣٣١ ه - كانون الثاني ١٩١٣ م.

(٢) هو صدر الواعظين الحاج الشيخ محمّد بن إسماعيل الواعظ اليزدي الحائري المهاجر إلى كربلاء سنة ١٣١٢ والمتوفّى سنة ١٣٣٧ ه ، له تصانيف مطبوعة , منها ( تباشير المحرورين ) المطبوع بكربلاء في ذي القعدة الحرام سنة ١٣٣١ ه ، و ( دوحة الأنوار في كشف أسرار أخبار الأئمّة الأطهار) طبع بمبي ١٣٦٩ ق. ومن آثاره الخيرية تشييده الجامع الواقع على نهر الحسينيّة قرب قنطرة باب الطاق وذلك بتاريخ ١٣٣٦ ه.

٣٤٩

٥ - مطبعة الطفّ: تأسست عام ١٣٦٠ ه - ١٩٤١ م صاحبها المرحوم الشيخ إبراهيم الكتبي. ومن الكتب المطبوعة فيها رواية أدبيّة اجتماعيّة باسم ( في سبيل العفّة ) للاُستاذ عبد الجليل مصطفى البياتي ، وكتاب ( تنبيه الأمّة ) للسيد مهدي شمس الفقهاء ؛ ونظراً لفشل هذه المطبعة لم تترك للمطبوعات أثراً يُذكر ، وكانت مقتصرة على المطبوعات التجارية.

٦ - مطبعة أهل البيت (عليهم‌السلام ): تأسست عام ١٩٥٦ م صاحبها الحاج جاسم الكلكاوي. ومن الكتب القيّمة التي طُبعت فيها ( منهاج الشيعة ) تأليف العلّامة الشيخ علي الحائري ، وكتاب ( الكلمات المحكمة ) للمؤلّف نفسه ، وكتاب ( دراسات أدبيّة ) في أدباء كربلاء المعاصرين - ج ٢ للاُستاذ غالب الناهي , والجزء الأول من ديوان حسين الكربلائي ، وبعض أجزاء ( المنظورات الحسينيّة ) ، و ( الأغاريد الشعبية ) للشاعر الشعبي كاظم منظور ، وكتاب ( تنبيه الغافلين ) للعلاّمة الفيلسوف الشيخ محمّد رضا الأصفهاني , وغيرها من المطبوعات والمجلاّت والكراسات المهمّة , ولا تزال هذه المطبعة تواصل نشاطها باستمرار ، وهي مقدمة على التوسيع لسدّ حاجيات البلد.

٧ - مطبعة كربلاء: أسسها السيد جواد السيد كاظم الموسوي وذلك في عام ١٩٦٢ م - ١٣٨١ ه. ومن الكتب المطبوعة فيها ( أبو المحاسن ) لمؤلّف هذا الكتاب ، وقد طُبع في ١٠ آب ١٩٦٢ م , وكتاب (البيوتات العلوية في كربلاء) ج ١ للسيد إبراهيم شمس الدين القزويني ، وطُبع في شوال ١٣٨٢ ه - ١٩٦٣ م ، والجزء الثاني من كتاب ( بحوث في علم النفس ) ، إضافة إلى الكراسات والمطبوعات التجارية الاُخرى.

٨ - مطبعة تموز: أسسها المحامي محسن المعمار عام ١٩٧٠ م - ١٣٩٠ ه ، طُبع فيها كتاب ( مدينة الحسين ) الجزء الرابع للسيد محمّد حسن الكليدار آل طعمة ، وكتاب ( مَنْ كنت مولاه ) الجزء ٩ لعبد المنعم الكاظمي وغيرها.

٣٥٠

تاريخ الصحافة في كربلاء

لعبت الصحافة في كربلاء دوراً كبيراً في مضمار الحياة الفكرية ، وكان لها نصيب وافر ونشاط ملموس في دفع زخم الحركة الثقافية إلى التطوّر والتقدّم والازدهار , فليست الصحافة بحديثة العهد ؛ إذ إنّ جذورها تمتدّ إلى عشرات السنين المنصرمة ، ولم تكن أقل شأناً من أخواتها الصحف المحلّية التي ساهمت في رفع المستوى الثقافي والفكري في سائر أنحاء المدن العراقيّة ؛ كبغداد والموصل والبصرة وغيرها.

وكلّنا يعلم أنّ كربلاء ذات أمجاد ثورية خالدة ، لها ماضيها التليد وحاضرها المشرق ؛ فهي بحقّ معين الثقافة ومنبع الحضارة نظراً لمكانتها العلميّة المرموقة ؛ ولأنّها محطّ رحال المسلمين منذ أمد طويل ، فلا غرو إذا انبثقت منها بين حين وآخر صحف ومجلاّت تعبّر عن أماني أبنائها الأحرار الذين يتطلّعون بشوق ورغبة إلى مستقبل وضّاء.

وما دمنا بصدد حديث الصحافة الكربلائيّة لا بدّ لنا أن نستعرض تاريخ صدور هذه الصحف والمجلاّت ، وما أدّته من خدمة نافعة في تطوير الحياة الأدبيّة والعلميّة والسياسيّة خلال الحقبة التي صدرت فيها تلك الصحف ، وأشهرها هي:

١ - الاتفاق: جريدة عربيّة أنشأها في كربلاء الحاج ميرزا علي الشيرازي ، وبرز عددها الأوّل في ٧ آذار ١٩١٦م(١) .

وأثنى عليها الشاعر محمّد حسن أبو المحاسن بقوله:

قل لـمَنْ حاول مجداً أنّه

ثمرٌ حلو الجنى حلو المذاقْ

ما جنته أمّة قبلُ ولا

يجتنى إلّا بجدو ( اتفاقْ )(٢)

____________________

(١) راجع كتاب ( تاريخ الصحافة العراقيّة ) - للسيد عبد الرزاق الحسني / ٦٠.

(٢) ديوان أبي المحاسن الكربلائي - تحقيق الشيخ محمّد علي اليعقوبي / ١٦٦.

٣٥١

٢ - الغروب: وهي جريدة اُسبوعيّة سياسية جامعة ، صاحبها ومدير شؤونها عبّاس علوان الصالح ، ومديرها المسؤول المحامي حسن محمّد علي. صدر عددها الأوّل في ٢٢ ربيع الثاني سنة ١٣٥٤ ه - ٢٤ تموز سنة ١٩٣٥ م ، وقد نشرت مختلف البحوث الاجتماعيّة ، وأصدرت عدداً خاصاً بالنهضة العربيّة.

وكانت تُطبع في مطبعة الشباب بكربلاء لصاحب الجريدة نفسه ، وظلّت تصدر في كربلاء حتّى عام ١٩٣٧ م ، ومن ثمّ غربت عن أنظار القرّاء ، وقد ورد لها ذكر في ( الدليل العراقي )(١) .

٣ - الندوة: وفي سنة ١٩٤١ م - ١٣٦٠ ه تأسست في كربلاء جمعية أدبيّة باسم ( ندوة الشباب العربي ) ، وأصدرت جريدة يومية أدبيّة جامعة باسم ( الندوة ) ، وكان مديرها المسؤول المحامي السيد محمّد مهدي الوهاب آل طعمة.

وساهم في تحريرها نخبة من رجالات كربلاء المثقفين ، أخص بالذكر منهم الشيخ محسن أبو الحبّ ، ومشكور الأسدي ، والمحامي حمزة بحر وغيرهم ، وتوقّفت عن الصدور بعد عمر قصير ، وقد نشرت بعض المقالات السياسيّة عن حركة رشيد عالي الكيلاني.

٤ - الأسبوع: وهي جريدة اُسبوعيّة أدبيّة جامعية ، أصدرها الاُستاذ عبّاس علوان الصالح عام ١٩٤٣ م ، وكانت تضمّ بحوثاً أدبيّة ممتعة ، وتراثاً علمياً ضخماً ، ثم انتقلت إلى بغداد حيث استأنفت صدورها هناك ، ونشر صاحبها كتاباً تناول فيه المعاهدة العراقيّة الإنكليزية فصادرته وزارة الداخلية ، وألغت امتياز جريدته.

٥ - القدوة: وصدرت عام ١٩٥١ م جريدة اُسبوعيّة أدبيّة جامعة باسم ( القدوة ) صاحبها الاُستاذ رحيم خضير الكيال ، ومديرها المسؤول المحامي حسن عبد الله ، وقد ضمّت صفحاتها مواداً أدبيّة ذات مفاهيم وقيم ، وكانت

____________________

(١) الدليل العراقي سنة ١٩٣٥ م / ٧٥٢.

٣٥٢

منبراً لأقلام كبار الكتاب والأدباء والباحثين ، أمثال حسين فهمي الخزرجي ، وصالح جواد آل طعمة ، وحسن عبد الأمير ، وزكي الصرّاف ، ومهدي جاسم ، وعباس أبو الطوس ، ومحمد القريني وغيرهم.

وكان لها تأثير كبير في تكوين الأذواق وتهذيب النفوس ، واستمرت حتّى عام ١٩٥٣ ، كما أصدرت أعداداً خاصة بالإمام الحسين (عليه‌السلام ) ، وأخيراً احتجبت عن الأنظار بعد أن صدر منها ٦٠ عدداً.

٦ - رسالة الشرق: مجلة أدبيّة شهرية ، صاحبها السيد صدر الدين الحكيم الشهرستاني ، ومديرها المسؤول المحامي حسن حيدر. صدر عددها الأوّل في ٢٠ جمادى الثانية سنة ١٣٧٣ ه واستمرت عاماً واحداً ، ساهم في تحريرها الدكتور عبد الجواد الكليدار ، وعبد الرزاق الوهاب ، ومحمد القريني وغيرهم ، وبسبب صدور القانون العام للمطبوعات اُلغي امتيازها.

٧ - شعلة الأهالي: جريدة سياسية اُسبوعيّة ، صاحبها ورئيس تحريرها المحامي السيد عبد الصاحب الأشيقر ، صدرت سنة ١٣٧٩ ه - ١٩٦٠ م.

كانت تعكس في صفحاتها إخلاص وتفاني الكربلائيين في دعم كيان هذا البلد ، وقد برهنت أعدادها القليلة على سلوكها النبيل في النهج الديمقراطي السليم. انقطعت عن الخدمة العامة بعد أن صدر منها ٢٨ عدداً.

٨ - أجوبة المسائل الدينيّة: نشرة شهرية دينية ، صاحبها السيد عبد الرضا المرعشي الشهرستاني. صدرت سنة ١٣٧١ ه - ١٩٥١ م ، واستمرت ١٤ عاماً ، وكان مقرّ إصدارها المدرسة الهنديّة.

٩ - الأخلاق والآداب: نشرة شهرية دينية ، صاحبها الشيخ محمّد حسين الأعلمي ، صدر عددها الأوّل سنة ١٣٧٧ ه - ١٩٥٧ م واستمرت ثلاثة سنوات ، ثمّ توقّفت عن الصدور.

١٠ - صوت المبلّغين: نشرة دينية شهرية ، أصدرتها مدرسة البقعة سنة ١٩٦٠ م ، واستمرت سنتين فقط ، ثم توقّفت عن الصدور.

٣٥٣

١١ - منابع الثقافة الإسلاميّة: نشرة فكرية , أصدرتها مدرسة البادكوبة سنة ١٩٦٠ واستمرت أكثر من ٧ سنوات، ثمّ توقّفت عن الصدور.

١٢ - الاقتصاد: صحيفة اقتصادية جامعة نصف شهرية ، أصدرتها غرفة تجارة كربلاء ، صدر عددها الأوّل في ١٥ تموز سنة ١٩٦٠ ، صدر منها ٩ أعداد فقط.

١٣ - المجتمع: جريدة أدبيّة سياسية اجتماعيّة اُسبوعيّة ، صاحبها الحاج جاسم الكلكاوي ، ومديرها المحامي جواد الظاهر ، صدرت في تموز سنة ١٩٦٣ م ، واحتجبت وعاودت الصدور سنة ١٩٦٩ م بإدارة عبد الجبّار عبد الحسين الخضر ، ثمّ احتجبت أواخر سنة ١٩٧٢.

١٤ - الرائد: مجلة أدبيّة تربوية علمية ، أصدرها فرع نقابة المعلمين في كربلاء ، صدر عددها الأوّل في تموز ١٩٦٨ م واستمرت حتّى عام ١٩٧٠ حيث صدر منها ٦ أعداد فقط.

١٥ - الحرف: وهي مجلة فكرية تربوية تصدرها مديرية كربلاء ، صدر عددها الأوّل ١٣٨٩ ه - ١٩٦٩ م ، احتوى المجلد الأوّل منها على ٦ أعداد ضخمة ، وصدر العدد الأوّل للمجلد الثاني في سنة ١٩٧٥ , ثمّ توقّفت عن الصدور.

١٦ - صوت الإسلام: مجلة دينية علمية أدبيّة عامة تصدرها جمعية النهضة الإسلاميّة ، رئيس تحريرها الشيخ عبد اللطيف الدارمي ، سكرتيرها عدنان الدارمي ، صدر عددها الأوّل للسنة الأولى سنة ١٩٧٢ ، وهي اليوم دخلت عامها السابع ، وما تزال ثرّة العطاء.

٣٥٤

الفصل التاسع

الوقائع والحوادث السياسيّة

تعدّ كربلاء من أقدس البقاع الإسلاميّة وأهم المراكز الدينيّة العظيمة ، وقد شهدت أرضها الطيّبة أحداثاً جساماً ، ووقائع حربية أدمت القلوب وأفزعت النفوس منذ أن طلّ دم الحسين الزكي في أرض الطفّ ، وكانت تلك الحادثة هي بداية المعارك الدامية سنة ٦١ ه.

وقد أعقبت حادثة الطفّ الكثير من الغارات والأحداث التاريخيّة الهامّة ، والانقلابات السياسيّة الخطيرة ، والثورات الاجتماعيّة التي غيّرت مجرى التاريخ ، وأدّت إلى نتائج عظيمة تصدّعت فيها وحدة المسلمين ، ونجم عنها خسائر فيها في الأرواح. وقد حاولنا في هذا الفصل ضبط الوقائع ، وتمحيص الروايات ، وإيضاح الأسباب والنتائج عن طريق المراجع المتوفّرة التي سجّلت لنا تلك الأحداث التاريخيّة الهامة ، وكانت قد حدثت معظمها أيام الدولة العثمانيّة.

تلك الدولة التي كانت ترزح تحت وطئتها كافة الأقطار والبلدان العربيّة لا سيما العراق ، فقد كان القرن السابق زاخراً بالانقلابات السياسيّة الخطيرة ، والثورات القومية والاجتماعيّة التي غيّرت مجرى التاريخ ممّا نجم عن ذلك خسارة تراثنا الفكري القيّم.

٣٥٥

أمّا التسلسل الزمني لهذه الحوادث فهي كما يلي:

ذكر السيد أمير علي في كتابه ( مختصر تاريخ العرب ) ما هذا نصّه: وبينما كان عبد الله بن مروان ويزيد عامل العراق يزحفان على نهاوند ، وكان قحطبة يشدّد الحصار عليها حتّى فتحها عنوة قبيل وصول الإمدادات إليها من أيّ من الجانبين ، ثمّ أرسل فصيلة بقيادة أبي عون لمقاتلة عبد الله بن مروان ، بينما التفّ هو بجيشه الرئيس حول يزيد الذي كان معسكراً في جلولاء.

وعندما انتهت هذه الخطّة إلى مسامع يزيد الذي سارع إلى رمي نفسه بين الكوفة وبين عدوّه ، ووصل قحيطبة إلى الفرات بعد يزيد ، ثمّ عبر النهر وعسكر في بقعة بعيدة عن متناول يزيد.

هذا وقد التقى الجيشان في البقعة نفسها التي قُتل فيها الحسين ، ودارت بينهما معركة رهيبة أسفرت عن هزيمة الاُمويِّين ، وخسر فيها العباسيون قائدهم قحطبة , فتولى القيادة ابنه الحسن وطرد يزيد من معسكره ، وأجبره على التراجع إلى واسط ، وهي مدينة قويّة التحصين بناها الحجّاج بن يوسف في وسط الطريق بين الكوفة والبصرة ، وهكذا سقطت الكوفة دون مقاومة تذكر في يد الحسين(١) .

ثورة يزيد بن المهلب

ويروي لنا السيد أمير علي نفسه عن هذه الحادثة فيقول: وكان الإمام الحسن البصري مؤسس المدرسة الفقهية يعيش عندئذ في البصرة , فأهاب بمواطنيه إلّا ينحازوا إلى أحد الطرفين ، ولكن شجاعة ابن المهلب وأخيه وكرمهما اللذين كان لهما أكبر التأثير على العقل العربي أشعلا حماس أهل البصرة , فهبّوا إلى نجدتهما وأقسموا لهما يمين الولاء.

ولكن يزيد الأموي أرسل قوّة كبيرة على رأسها مسلمة بن عبد الملك وعباس بن الوليد لسحق الثورة ، والتقى الجيشان في ميدان العقر

____________________

(١) مختصر تاريخ العرب - للسيد أمير علي مؤلّف روح الإسلام - نقله إلى العربيّة عفيف البعلبكي / ١٧٢ - ١٧٣.

٣٥٦

بالقرب من كربلاء على ضفة الفرات اليمنى ، ودارت بينهما معركة رهيبة أسفرت عن هزيمة الثوّار ، وقُتل يزيد وأخوه حبيب بعد أن فرّ معظم رجالهما ، وهرب سائر إخوانهما إلى كرمان حيث قُتل بعضهم في معركة ثانية نشبت بينهم وبين جيوش الخليفة ، والتجأ الباقون إلى خاقان الترك.

ومع أنّ ثورة يزيد بن المهلب التي كادت أن تقوّض دعائم الخلافة الاُمويّة قد سُحقت فقد كانت لها نتائج بعيدة الأثر، كما إنّ القضاء على أزد اليمانية التي ينتسب إليها يزيد بن المهلب في كرمان والعراق قد هزّ العالم العربي بأسره ، وأشعل نار العداوة والبغضاء بين اليمانيين والحميريين في أسبانيا وإفريقية والمشرق , وانتصر أعداء المسلمين في كلّ مكان، بينما شجّع عجز الخليفة ومستشاريه وتولية الحكّام من غير الأكفاء الاضطرابات والفتن في البلاد ، ومنيت الحملة على أذربايجان بالهزيمة المنكرة على يدي الخزر والقنجاق سكان قرقاسية(١) ... إلخ.

خروج الديزج على كربلاء

سير المتوكّل العباسي عمر بن فرج الرجحي مع جماعة من اليهود يتبعون الديزج ، وقد ترأس الحملة هارون المعري ، فنزل الديزج الكوفة وأخذ جماعة معه من الفعلة ومعهم المساحي توجهوا بها نحو كربلاء فوصلوها عند المساء ، فتقدّم الديزج بنفسه وأخذ يحفر موضع القبر ، وأمر غلمانه بتخريب قبر الحسين (عليه‌السلام ) ثمّ كربه ومخره.

وأخذ غلمانه يشرعون بالتخريب حتّى بلغوا موضع القبر نفسه فلم يجرأ على التقدّم أحد حتّى استولى عليهم الرعب فاستبدلوا باليهود ، فلمـّا تقدّموا وبأيديهم المساحي شاهدوا قوماً يحولون بينهم وبين قبر الحسين (عليه‌السلام ) ، وأخذوا يرمونهم بالنبال والسهام فقلّت ضوضاؤهم.

روى العلّامة المجلسي بسنده عن جعفر بن محمّد بن فرج الرجحي قال: روى

____________________

(١) مختصر تاريخ العرب - للسيد أمير علي / ١٣٣.

٣٥٧

عمّي عمر بن فرج الرجحي أنّ المتوكّل العباسي أمرني أن اُرافق الديزج لهدم قبر الحسين في كربلاء ، ولمـّا تركني الديزج بعد أن اشتدّت عليه وطأة الحمّى بقيت على رأس الفعلة والغلمان والبرزكاريون إلى غداة الغد.

فلمـّا أصبح الصبح أمرت بالقبر فمرّت على القبور كلّها فلمـّا بلغت قبر الحسين (عليه‌السلام ) لم تمرّ عليه ، فأخذت العصا بيدي فما زلت أضربها حتّى تكسّرت العصا في يدي فوالله ما جازت على القبر ولا تخطّته ، فعند ذلك أمرت بإرسال الماء عليه من نهر العلقمي فحار الماء بقدرة الله تعالى على بعد من القبر باثنين وعشرين ذراعاً.

وفي رواية اُخرى: اثني عشر ذراعاً ، وصار الماء كالحائط واستدار حول القبر.

ويشير الشيخ محمّد السماوي إلى هذا الحادث بقوله:

والحادث الثالث فعلُ جعفرِ

بـالهدم والحرث لتلك الأقبرِ

والمخر بالماء على ما قد حُرثْ

وقتله المجاورين للجدثْ

و قد سمعت من حديثِ الديزجِ

وغيره كل مريع مزعجِ(١)

ومَنْ أراد التفصيل فليراجع حوادث سنة ٢٣٦ في ( تاريخ الطبري ١١ / ٤٤ ) ، و ( مقاتل الطالبيين - لأبي الفرج الأصفهاني / ٣٨٠ ) ، و ( الأمالي - لأبي علي الحسن بن محمّد الطوسي / ٣٠٧٠ ).

غارة ضبّة بن محمّد الأسدي

من الحوادث التي ترويها لنا الأسفار التاريخيّة في غارة ضبة بن محمّد الأسدي على كربلاء سنة ٣٦٩ هجرية ؛ فقد كان ضبة أميراً لعين التمر أغار على كربلاء ونهبها وحمل أهلها اُسارى إلى قلعته عين التمر(٢) .

وقد حدّثنا ابن الجوزي قائلاً:

____________________

(١) مجالي اللطف بأرض الطفّ - للشيخ محمّد السماوي / ٥٥.

(٢) الكامل - لابن الأثير ٧ / ١٥٣.

٣٥٨

أنّه جرى بين ضبة وبين أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الجعفي الشهير بالمتنبّي مشاجرة عنيفة , هجاه المتنبّي على أثرها بقصيدة مطلعها:

ما أنصفَ القومَ ضبّه

واُمّه الطوطبه

ولمـّا بلغ ضبة مقالة أبي الطيّب أقام له في الطريق رجالاً من بني أسد فقتلوه وقتلوا ولده وأخذوا مَنْ معه , وكان ذلك سنة ٣٥٤ ه(١) ، غير أنّ عضد الدولة أبي شجاع فناخسرو سار إليه بجيش يُقارب العشرة آلاف فارس ، فهجم على عين التمر وحاصر قلعتها مدّة من الزمن فرّ خلالها ضبة قافزاً بجواده من أعلى سور القلعة ، واستولى عضد الدولة على القلعة المذكورة ، وأخذ أهلها اُسارى إلى كربلاء وأرجع أهالي كربلاء الموجودين في أسر ضبة إلى مدينتهم ، وعيّن عضد الدولة أحد العلويِّين رئيساً لعين التمر يدير شؤونها ، كما يوضّحه العلّامة الشيخ محمّد السماوي في اُرجوزته بقوله:

و الحارث الرابع نهب الأسدي

ضبة ذو العين لأهل البلدِ

وسلبه في الدور والأسواقِ

وقتله كلّ فتى يلاقي

ونهبه من روضة الحسينِ

مصوغة النضّار واللجينِ

وعوده للعين من غير بصرْ

في قومه المبتهجين بالظفرْ

فانصبّ فنا خسرو مثل الصقرِ

عليه حتّى اجتاح عين التمرِ

وفرّ ضبة الشقي وحدَه

وعاف فيها أهله وجندَه

فاستأصل الأخيار والرجالا

وأسر النساء والعيالا

وبـاعهم في كربلاء جهرا

وقسّم الأنفال فيهم جبرا

وردّ ما قد سلبوه من حلي

وخوّل العين لأبـناء علي

و ذاك في الثلاث من مئيها

والتسع والستين من سنيها(٢)

____________________

(١) المنتظم - لابن الجوزي المجلد ٦.

(٢) مجالي اللطف بأرض الطفّ - للشيخ محمّد السماوي / ٥٥ - ٥٦.

٣٥٩

وذكر الكامل أيضاً: أرسل عضد الدولة سرية إلى عين التمر وبها ضبة بن محمّد الأسدي ، وكان يسلك سبل اللصوص وقطّاع الطريق , فلم يشعر إلّا والعساكر معه ، فترك أهله وماله فنجا بنفسه غريباً ، واُخذ ماله وأهله وملك عين التمر ، وكان قبل ذلك قد نهب مشهد الحسين بكربلاء فعوقب بهذا(١) .

غارة خفاجة(٢) على كربلاء

في عام ٤٧٩ هجرية تولّى إمارة الحلّة سيف الدولة صدقة بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي , حيث أغارت في زمنه خفاجة على إمارته في ربيع ٤٨٩ ه ، ولمـّا بلغ الخبر سيف الدولة هذا أرسل ابن عمّه قريش بن بدران على رأس جيش لمحاربتهم ، فاندحر جيشه ووقع أسيراً حيث اُطلق سراحه بعد ذلك.

وأعادت خفاجة الكرّة وهاجمت كربلاء , وأعملت في رقاب أهلها السيف , فغضب سيف الدولة وجهّز لهم جيشاً حاصرهم في الحائر الحسيني ، وقتل منهم خلقاً كبيراً ، ولم يسلم منهم أحداً ، وأعاد الطمأنينة إلى مدينة كربلاء ، ثمّ كرّ راجعاً إلى الحلّة حيث أمر بتعويض خسائر أهل الحائر من خزانته الخاصة.

ذكر ابن الأثير في ( الكامل في التاريخ ) أنّ خفاجة أغارت على بلد سيف الدولة صدقة بن مزيد فأرسل في أثرهم عسكراً مقدّمه ابن عمّه قريش بن بدران بن دبيس بن مزيد , فأسرته خفاجة وأطلقوه ، وقصدوا مشهد الحسين بن علي فتظاهروا فيه بالفساد والمنكر ، فوجه إليهم ( صدقة ) جيشاً فكبسوهم وقتلوا منهم قتلاً كثيراً في المشهد حتّى عند الضريح ، وألقى رجل منهم نفسه وهو على فرسه من على

____________________

(١) الكامل - لابن الأثير ٩ و ١٠ / ١٠٨.

(٢) ورد لخفاجة ذكر في « تاريخ العراق بين احتلالين » - للأستاد عبّاس العزاوي ٣ / ٦٥: « قبيلة خفاجة من قبائل العراق القديمة ، موطنها في أنحاء المنتفق في قضاء الشطرة ، وتفرّق منها جماعات كبيرة وصغيرة في جهات اُخرى ؛ كالحلّة وكربلاء وبغداد وديالى »... ، وقد تفرّعت من خفاجة بعض عشائر كربلاء , وهي: الوزون , والطهامزة ، والصلخة , والبهادرية.

٣٦٠