القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء ٢

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام0%

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 672

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: الصفحات: 672
المشاهدات: 37541
تحميل: 3215


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 672 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 37541 / تحميل: 3215
الحجم الحجم الحجم
القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء 2

مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فأذاع الذراع ما فيه من شرّ

بنطق إخفاؤه ابداء

وبخلق من النبيّ كريم

لم تقاصص بجرحها العجماء

منّ فضلاً على هوازن إذ كا

ن له قبل ذاك فيهم رباء

وأتى السبى فيه أخت رضاع

وضع الكفر قدرها والسباء

فحباها برّاً توهّمت النا

س به إنّما السباء هداء

بسط المصطفى لها من رداء

أيّ فضل حواه ذاك الرداء

وغدت فيه وهي سيّدة النسـ

ـوة والسيّدات فيه إماء

فتنزّه في ذاته ومعانيـ

ـه استماعاً أن عزّ منها اجتلاء

واملاء السمع من محاسن يمليـ

ـها عليك الإنشاد والإنشاء

كلّ وصف له ابتدأت به استو

عب خير الصفات منه ابتداء

سيّدٌ ضحكه التبسّم والمشـ

ـي الهوينا ونومه الاغفاء

ما سوى خلقه النسيم ولا غيـ

ـر محياه الروضة الغناء

رحمة كلّه وحزم وعزم

ووقار وعصمة وحياء

لاتحل البأساء منه عرى الصبـ

ـر ولاتستخفّه السرّاء

كرمت نفسه فما يخطر السو

ء على قلبه ولا الفحشاء

عظمت نعمة الإله عليه

فاستقلّت لذكره العظماء

جهلت قومه عليه فأغضى

وأخو الحلم دأبه الإغضاء

وسع العالمين علماً وحلماً

فهو بحر لم تعيه الاعياء

مستقل دنياك أن ينسب الإمـ

ـساك منها إليه والإعطاء

شمس فضل تحقّق الظنّ فيه

أنّه الشمس رفعة والضياء

فإذا ما ضحا محا نوره الظلّ

وقد أثبت الظلال الضحاء

فكان الغمامة استودعته

من أظلّت من ظلّه الدفقاء

١٠١

خفيت عنده الفضائل وانجا

بت(١) به عن عقولنا الأهواء

أمع الصبح للنجوم تجل

أم مع الشمس للظلام بقاء

معجز القول والفعال كريم الـ

ـخلق والخلق مقسط معطاء

لاتقس بالنبيّ في الفضل خلقاً

فهو البحر والأنام أضاء

كلّ فضل في العالمين فمن فضـ

ـل النبيّ استعارت الفضلاء

شقّ عن صدره وشقّ له البد

رو من شرط كلّ شرط جزاء

ورمي بالحصى فأقصد جيشا

ما العصا عنده وما الإلقاء

ودعا للأنام إذ دهمتهم

سنة من محولها شهباء

فاستهلّت بالغيث سبعة أيّا

م عليهم سحابة وطفاء

تتحرّى مواضع الرعى والسقـ

ـى وحيث العطاش توهى السقاء

وأتى الناس يشتكون أذاها

ورخاء يؤذي الأنام غلاء

فدعا فانجلى الغمام فقل في

وصف غيث اقلاعه استسقاء

ثمّ أثرى الثرى وقرّت عيون

بقراها وأحييت أحياء

فترى الأرض غبه كسماء

أشرقت من نجومها الظلماء

تخجل الدرّ واليواقيت من نو

ر رباها البيضاء والحمراء

ليته خصّني برؤية وجه

زال عن كلّ من رآه الشقاء

مسفر يلتقى الكتيبه بسا

ما إذا أسهم الوجوه اللقاء

جعلت مسجداً له الأرض فاهتزّت

به للصلاة منها حراء

مظهر شبحة الجبين على البر

ء كما أظهر الهلال البراء

ستر الحسن منه بالحسن فأعجب

بجمال له الجمال وقاء

فهو كالزهرلاح من سجف(٢) الآكام(٣)

والعود شقّ عنه اللحاء(٤)

____________________

(١) انجابت: انخرقت.

(٢) السِجْف: الستر.

(٣) الآكام: جمع الأكَمَة: تلّ صغير.

(٤) اللحاء: قشر كلّ شيء.

١٠٢

كادها أن يغشي العيون سنى منه

لسرّفيه حكته ذكاء

صانه الحسن والسكينة أن تظهـ

ـهر فيه آثارها البأساء

وتخال الوجوه أن قابلته

ألبستها ألوانها الحرباء

فإذا شمت بشره ونداه

إذ هلتك الأنوار والانواء

أو بتقبيل راحة كان للَّه

وباللَّه أخذها والعطاء

تتّقي بأسها الملوك وتحظى

بالغنى من نوالها الفقراء

لاتسل سيل جودها إنّما يكـ

ـفيك من وكف سحبها الانداء

درّت الشاة حين مرّت عليها

فلها ثروة بها ونماء

نبع الماء أثمر النخل في عام

بها سبّحت بها الحصباء

أحيت المرملين من موت جهد

أعوز القوم فيه زاد وماء

فتغذّى بالصاع ألف جياع

وتروى بالصاع ألف ظماء

ووفى قدر بيضة من نضار

دين سلمان حين حان الوفاء

كان يدعى قنا فاعتق لما

أينعت من نخيله الاقناء

أفلا تعذرون سلمان لما

أن عرته من ذكره العرواء

أزالت بلمسها كلّ داء

أكبرته أطبّة واساء

وعيون مرت بها وهي رمد

فارتها مالم تر الزرقاء

وأعادت على قتادة عيناً

فهي حتّى مماته النجلاء

أو بلثم التراب من قدم لا

نت حياء من مشيها الصفواء

موطىء الأخمص الّذي منه للقلـ

ـب إذا مضجعى اقض وطاء

وخطى المسجد الحرام بممشا

ها ولم ينس خطوه إيلياء

ورمت إذ رمى بها ظلم الليـ

ـل إلى اللَّه خوفه والرجاء

دميت في الوغى لتكسب طيباً

ما أراقت من الدم الشهداء

فهي قطب المحراب والحرب كم دا

رت عليها في طاعة أرخاء

١٠٣

وأراه لو لم يسكن بها قبـ

ـل حراء ماجت بها الدأماء

عجباً للكفّار زادوا ضلالاً

بالّذي فيه للعقول اهتداء

والّذي يسألون منه كتابا

منزل قد أتاهموا وارتقاء

أو لم يكفهم من اللَّه ذكر

فيه للناس رحمة وشفاء

أعجز الإنس آية منه والجـ

ـنّ فهلّا تأتي به البلغاء

كلّ يوم تهدى إلى سامعيه

معجزات من لفظه القرّاء

تتحلّى به المسامع والأفـ

ـواه فهو الحليّ والحلواء

رق لفظاً وراق معنى فجأت

بحلاها وحليّها الخنساء

وأرتنا فيه غوامض فضل

رقة من زلالها وصفاء

إنّما تجتلى الوجوه إذا ما

جليت عن مراتها الأصداء

سور منه أشبهت صوراً منا

ومثل النظائر النظراء

والأقاويل عندهم كالتماثيـ

ـل فلا يوهمنّك الخطباء

كم أبانت آياته من علوم

عن حروف أبان عنها الهجاء

فهي كالحبّ والنوى أعجب الز

رّاع منه سنابل وزكاء

فأطالوا به التردّد والر

يب فقالوا سحر وقالوا افتراء

وإذا البيّنات لم تغن شيئاً

فالتماس الهدى بهنّ عناء

وإذا ضلّت العقول على علـ

ـم فماذا تقوله النصحاء

قوم عيسى عاملتمو قوم موسى

بالّذي عاملتكم الحنفاء

إلى أن قال:

وعليّ صنو النبيّ ومن ديـ

ـن فؤادي وداده والولاء

ووزير ابن عمّه في المعالي

ومن الأهل تسعد الوزراء

لم يزده كشف الغطاء يقيناً

بل هو الشمس ما عليه غطاء

١٠٤

إلى أن قال:

وباُمّ السبطين زوج علي

وبنيها ومن حوته العباء

إلى أن قال:

قد تمسّكت من ودادك بالحبـ

ـل الّذي استمسكت به الشفعاء

وأبى اللَّه أن يمسّنى السوء

بحال ولي إليك التجاء

إلى أن قال:

وبحبّ النبيّ فابغ رضا اللَّه

ففي حبّه الرضا والحياء

كيف يصدأ بالذنب قلب محبّ

وله ذكرك الجميل جلاء

هذه علّتي وأنت طبيبي

ليس يخفى عليك في القلب داء

إلى أن قال:

كيف يستوعب الكلام سجايا

ك وهل تنزح البحار الركاء؟(١)

ليس من غاية لمدحك ابغيـ

ـها وللقول غاية وانتهاء

فسلام عليك تترى من اللَّه

وتبقى به لك البأواء

وسلام عليك منك فما غيـ

ـرك منه لك السلام كفاء

وسلام من كلّ ما خلق اللَّه

لتحيا بذكرك الاملاء

وصلاة كالمسك تحمله منـ

ـني شمال إليك أو نكباء

وسلام على ضريحك تخضلـ

ـل به منه تربة وعساء(٢)

وثناء قدّمت بين يدى نجـ

ـواى إذ لم يكن لديّ ثراء

ما أقام الصلاة من عبداللَّه

وقامت بربّها الأشياء

____________________

(١) الركاء: جمع الركوة، وهي دلو صغير من جلد.

(٢) الأرض الوعساء: هي اللينة ذات الرمل.

١٠٥

الثاني

في فضل العلويّين

وقد ذكرنا نبذة من فضائلهم في المجلّد الأوّل من القطرة، ونبسط القول في هذا المجلّد إجابة لدعوة بعض أحبّتي وممتثلاً بقول اللَّه سبحانه وتعالى:( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) (١) ، ومقتصراً على أخبار غير مذكورة في ذاك المجلّد الأوّل وهي كثيرة.

٧٨٩/١ - في جامع الأخبار : عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: من رأى أولادي فصلّ عليّ طائعاً راغباً زاده اللَّه في السمع والبصر.(٢)

٧٩٠/٢ - في الروضة والفضائل : بحذف الإسناد، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: أيّها الناس، أترجى شفاعتي لكم وأعجز عن أهل بيتي؟ أيّها الناس، ما من أحد يلقى اللَّه غداً مؤمناً لايشرك به شيئاً إلّا أدخله(٣) الجنّة، ولو كان ذنوبه كتراب الأرض.

[أيّها النّاس، إنّي آخذ بحلقة باب الجنّة، ثمّ يتجلّى لي اللَّه عزّوجلّ فأسجد بين يديه، ثمّ يأذن لي في الشفاعة فلم اُوثر على أهل بيتي أحداً].

أيّها الناس، عظّموا أهل بيتي في حياتي وبعد مماتي، وأكرموهم وفضّلوهم، لايحلّ لأحد أن يقوم لأحد غير أهل بيتي.(٤)

____________________

(١) الضحى: ١١.

(٢) عنه ينابيع الحكمة: ٢٢٠/٣ ح ٢٢.

(٣) في المصدر: أجره.

(٤) الفضائل: ١٣٥ بإختلاف يسير، عنه البحار: ٢٩٥/٣٦ ضمن ح ١٢٤.

١٠٦

٧٩١/٣ - في جامع الأخبار : عنه صلى الله عليه وآله وسلم: من رأى أولادي ولم يقم بين يديه فقد جفاني، ومن جفاني فهو منافق.

وفي حديث آخر: من رأى أولادي ولا يقوم قياماً تامّاً ابتلاه اللَّه تعالى ببلاء لادواء له.(١)

٧٩٢/٤ - في مقتل الخوارزمي : عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: يقوم الرجل للرجل إلّا بني هاشم، فإنّهم لايقومون لأحد.(٢)

٧٩٣/٥ - في فضائل السادات : عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: من أكرم أولادي فقد أكرمني(٣) ، ومن أهانهم فقد أهانني.(٤)

٧٩٤/٦ - في كشف الغمّة : قال البرزون بن سيف النهدي واسمه جعفر قال: سمعت جعفر بن محمّد عليهما السلام يقول: احفظوا فينا ما حفظ العبد الصالح في اليتيمين [قال:]( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ) (٥) .

وقيل: إنّه كان جدّهما السابع رجلاً صالحاً.(٦)

٧٩٥/٧ - عن الشيخ الطوسي قدس سره في المصباح، والكفعمي في جنّة الأمان : في تعقيب صلاة العصر بعد سجدة الشكر وقال: ثمّ تدعو بدعاء [بعد] الفراغ من الصلاة والتعقيب، وفي آخره: «وصلّ على ذرّيّة نبيّك صلى الله عليه وآله وسلم».(٧)

____________________

(١) عنه ينابيع الحكمة: ٢٢٠/٣ ح ٢٣.

(٢) مقتل الخوارزمي: ١٠٠.

(٣) المستدرك: ٣٧٦/١٢ ح ٨.

(٤) عنه ينابيع الحكمة: ٢٢٠/٣ ح ٢٤.

(٥) الكهف: ٨٢.

(٦) كشف الغمّة: ١٦٢/٢، أمالي الطوسي: ٢٧٣ح ٥٢المجلس العاشر، عنه البحار: ٢٠٣/٢٧ح٤. وفي كشف الغمّة: ٥١/١ عن عليّ بن الحسين عليهما السلام في حديث قال: ألا إنّ اللَّه ذكر أقواماً بآبائهم فحفظ الأبناء بالآباء، قال اللَّه تعالى:( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ) ولقد أخبرني أبي، عن آبائه عليهم السلام:كان العاشر من ولده، ونحن عترة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فاحفظوا لرسول اللَّه.

(٧) مصباح الكفعمي: ٥٥، عنه البحار: ٤٢/٨٦.

١٠٧

وقد وقع هذا التعبير في آخر دعاء الكامل المعروف بدعاء الحريق.(١)

وكذا في دعاء التسبيح الوارد في أدعية كلّ يوم من شهر رمضان.(٢)

وكذا في دعاء السمات، وفيه: وباركت لحبيبك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته وذرّيّته.(٣)

٧٩٦/٨ - في الفقيه : إنّ النظر إلى الكعبة عبادة، والنظر إلى الوالدين عبادة والنظر إلى المصحف من غير قرائة عبادة، والنظر إلى وجه العالم عبادة، والنظر إلى آل محمّد عليهم السلام عبادة.(٤)

وعن الصدوق قدس سره أيضاً في العيون، عن الرضا عليه السلام أنّه قال: النظر إلى جميع ذرّيّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عبادة مالم يفارقوا منهاجه ولم يتلوّثوا بالمعاصي.(٥)

٧٩٧/٩ - روى العجلي في نكته : أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: النظر إلى وجه عليّ عليه السلام عبادة.(٦)

____________________

(١) مصباح المتهجّد: ١٠٧.

(٢) البحار: ١١٠/٩٨.

(٣) البحار: ٩٩/٩٠.

أقول: قد ورد هذا التعبير في كثير من الأدعية، نذكر بعضها اختصاراً.

في دعاء ليلة الأحد: أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الطَّاهِرينَ، وَذُرِّيَّتِهِ أَجْمَعينَ، البحار:٢٩٦/٩٧.

في تعقيب صلاة المغرب: أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبيِّ وَعَلى ذُرِّيَّتِهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ، البحار:٩٧/٨٦.

في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب: أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَذُرّيَّتِهِ - البحار: ٩٥/٨٦ ح ٣، و٥٨/٩٤ ح ٣٨.

(٤) الفقيه: ٢٠٥/٢.

(٥) عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٥١/٢، عنه البحار: ٢١٨/٩٦ ح ٣.

(٦) أمالي الطوسي: ٣٥٠ ح ٦٢ المجلس الثاني عشر، عنه البحار: ١٩٥/٣٨ ح١، ورواه الخوارزمي في المناقب: ٣٦١ ح ٣٧٣.

١٠٨

وعن أبي اُمامة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: من نظر إلى عليّ عليه السلام كتب اللَّه له بها ألف ألف حسنة، ومحى عنه ألف ألف سيّئة، ورفع له بها خمسمائة درجة، ومن نظر إلى أحد أولاد الحسن والحسين عليهما السلام كتب اللَّه له بها مائة حسنة، ومحى عنه مائة سيّئة، ورفع له مائة درجة.

أقول : ويفهم من ذكر أولاد الحسن عليه السلام في الرواية التعميم لجميع الذراري ولايختصّ بالأئمّه عليهم السلام.

٧٩٨/١٠ - في باب النوادر من الكافي : قال محمّد بن يعقوب قدس سره في حديث المعراج: ثمّ أوحى إليه: يا محمّد، صلّ على نفسك وعلى أهل بيتك، فقال: صلّى اللَّه عليّ وعلى أهل بيتي، وقد فعل.

ثمّ التفت فإذا الصفوف من الملائكة والمرسلين والنبيّين فقيل: يا محمّد، سلّم عليهم فقال: السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته، فأوحى اللَّه إليه: إنّي أنا السلام، والتحيّة والرحمة والبركات أنت وذرّيّتك.(١)

٧٩٩/١١ - في مكارم الأخلاق للطبرسي قدس سره: روي عن الفضل بن يونس قال: إنّي في منزلي يوماً فدخل عليَّ الخادم فقال: إنّ بالباب رجلاً يكنّى بأبي الحسن يسمّى موسى بن جعفر عليهما السلام فقلت: يا غلام، إن كان الّذي أتوهّم فأنت حرٌّ لوجه اللَّه.

قال: فبادرت إليه، فإذا أنا به عليه السلام فقلت: أنزل يا سيّدي، فنزل ودخل المجلس فذهبت لأرفعه في صدر البيت، فقال لي: يا فضل، صاحب المنزل أحقُّ بصدر البيت إلّا أن يكون في القوم رجل [يكون](٢) من بني هاشم، فقلت: فأنت إذا جعلت فداك، الخبر.(٣)

____________________

(١) الكافي: ١٣٥/٣، عنه البحار: ٣٦٠/١٨ ذح ٦٦، و٢٤٢/٨٢ ح١.

(٢) ليس في البحار.

(٣) مكارم الأخلاق: ١٤٨، عنه البحار: ٤٢٣/٦٦ ذح ٣٧.

١٠٩

٨٠٠/١٢ - في كتاب عمدة صحاح الأخبار في مناقب الأئمّة الأبرار : تأليف أبي الحسين يحيى بن الحسن بن محمّد البطريق الأسدي الحلّي قدس سره بالإسناد قال:وأخبرنا يعقوب بن السرى، أخبرنا محمّد بن عبداللَّه الجنيد، حدّثنا محمّد بن عبداللَّه بن أحمد بن عامر، حدّثني أبي، حدّثنا عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، حدّثني أبي موسى بن جعفر، حدّثني أبي جعفر بن محمّد، حدّثني أبي محمّد بن عليّ، حدّثني أبي عليّ بن الحسين، حدّثني أبي الحسين بن عليّ، حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليهم قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: حرّمت الجنّة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي، ومن صنع صنيعة إلى أحد من ولد عبدالمطّلب ولم يجازه عليها فأنا اُجازيه غداً إذا لقيني يوم القيامة.(١)

٨٠١/١٣ - في العلل : بإسناده عن محمّد بن مسلم أنّه قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: لفاطمة عليها السلام وقفة على باب جهنّم، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كلّ رجل مؤمن أو كافر، فيؤمر بمحبّ قد كثرت ذنوبه إلى النار، فتقرأ فاطمة عليها السلام بين عينيه محبّاً فتقول: إلهي وسيّدي، سمّيتني فاطمة، وفطمت بي من تولّاني وتولّى ذرّيّتي [من النار]، ووعدك الحقّ وأنت لاتخلف الميعاد.

فيقول اللَّه عزّوجلّ: صدقت يا فاطمة، إنّي قد سمّيتك فاطمة، وفطمت بك من أحبّك وتولّاك وأحبّ ذرّيّتك وتولّاهم من النار، ووعدي الحقّ وأنا لا اُخلف الميعاد، وإنّما أمرت بعبدي هذا [إلى] النار لتشفعي فيه فاُشفّعك، فليتبيّن لملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف موقفك منّي ومكانتك عندي، فمن قرأت بين عينيه مؤمناً فخذي بيده وأدخليه الجنّة.(٢)

____________________

(١) العمدة: ٥٢ ح ٤٩، عنه البحار: ٢٢٨/٢٦ ح ٨.

(٢) علل الشرائع: ١٧٩/١ ح ٦، عنه البحار: ٥٠/٨ ح ٥٨، و ١٤/٤٣ ح ١١.

١١٠

٨٠٢/١٤ - في الصواعق : وفي حديث قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، إنّ اللَّه قد غفر لك ولذرّيّتك ولولدك وأهلك ولشيعتك ولمحبّي شيعتك، فأبشر فإنّك الأنزع البطين(١) .(٢)

٨٠٣/١٥ - عن الشهيد الثاني قدس سره قال: وجدت في كتاب المدهش لأبي فرج بن الجوزي، قال بعض الصالحين: دخلت إلى مصر فوجدت بها حدّاداً يخرج الحديد من النار بيده ويقلّبه على السندان، ولايجد لذلك ألماً، فقلت في نفسي: هذا عبد صالح لاتعدو عليه النار.

فدنوت منه وسلّمت عليه، فردّ عليَّ السلام، فقلت: يا سيّدي، بالّذي منَّ عليك بهذه الكرامة إلّا ما دعوت لي، قال: فبكى وقال: واللَّه يا أخي ما أنا كما ظننت.

فقلت: يا أخي، إنّ هذا الّذي فعلته لايقدر عليه إلّا الصالحون، فقال: اسمع إنّ لهذا حديثاً عجيباً فقلت: إن رأيت أن تطرفني به فافعل.

فقال: نعم، كنت يوماً من الأيّام جالساً في هذا الدكّان، وكنت كثير التخليط، إذ وقفت على امرأة جميلة الصورة لم أرقطّ أحسن منها وجهاً، فقالت: يا أخي، هل عندك شيء للَّه عزّوجلّ، فلمّا نظرت إليها فتنت بها وقلت لها: هل لك أن تمضي معي إلى البيت وأرفع إليك ما يكفيك زماناً طويلا؟ فقالت: لست واللَّه، ممّن يفعل هذا، فقلت: فاذهبي عنّي، قال: فذهبت وغابت عنّي طويلاً، ثمّ رجعت وقالت: قد أحوجتني الضرورة إلى ما أردت.

____________________

(١) قال الجزري - في النهاية: ١٣٧/٤ - في صفة عليّ عليه السلام الأنزع البطين: وقيل: معناه الأنزع من الشرك، المملوء البطن من العلم والإيمان.

(٢) عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٤٧/٢ ح ١٨٢، عنه البحار: ٧٩/٢٧ ح ١٣، و ٥٢/٣٥ ح٦، أمالي الطوسي: ٢٩٣ ح ١٧ المجلس الحادي عشر، عنه البحار: ١٠١/٦٨ ح٩، وأخرجه في ٧٨/٤٠س٩ عن فردوس الأخبار، وأورده الديلمي رحمه الله في إرشاد القلوب: ٨٣/٢.

١١١

قال: فقفلت الدكّان ومضيت بها إلى البيت، قال: فقالت: يا هذا، إنّ أطفالاً قد تركتهم على فاقة، فإن رأيت أن تعطيني شيئاً أذهب به إليهم وأرجع إليك فافعل، فأخذت عليها العهود والمواثيق، ثمّ دفعت إليها دراهم، فمضت وغابت ساعة، ثمّ رجعت فدخلت إلى البيت وأغلقت الباب وسكرته، فقالت: لم فعلت هذا؟ فقلت:خوفاً من الناس، فقالت: ولم لاتخاف من ربّ الناس؟ فقلت: إنّه غفور رحيم.

ثمّ تقدّمت إليها فوجدتها تضطرب كما تضطرب السعفة(١) في يوم ريح عاصف، ودموعها تنحدر على خدّيها، فقلت: ممّا اضطرابك؟ قالت: يا هذا خوفاً من اللَّه عزّوجلّ.

ثمّ قالت: يا هذا، إن تركتني للَّه تعالى ضمنت لك أنّ اللَّه لايعذّبك بناره لا في الدنيا ولا في الآخرة، قال: فقمت ودفعت إليها جميع ما كان عندي وقلت: يا هذه اذهبي لسبيلك، قد تركتك خوفاً من اللَّه عزّوجلّ.

قال: فلمّا فارقتني غلبتني عيناي، فرأيت امرأة لم أر أحسن منها وجهاً، وعلى رأسها تاج من الياقوت! فقالت: يا هذا، جزاك اللَّه عنّا خيراً. فقلت لها: ومن أنت؟

قالت: اُمّ الصبيّة الّتي أتتك وتركتها خوفاً من اللَّه عزّوجلّ، لا أحرقك اللَّه بالنار لا في الدنيا ولا في الآخرة فقلت: ومن هي يرحمك اللَّه؟ فقالت: هي من نسل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم.

قال: فحمدت اللَّه عزّوجلّ إذ وفّقني وعصمني، ثمّ ذكرت قوله تعالى:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (٢) ثمّ أفقت من ذلك الوقت لم تعد عليّ النار في دار الدنيا، وأرجو أن لاتعدو عليّ في الآخرة.(٣)

____________________

(١) السَعَف: ورق النخل اليابس.

(٢) الأحزاب: ٣٣.

(٣) الإثنا عشريّة: ٤٢٥، فضائل السادات: ٢٤٠.

١١٢

٨٠٤/١٦ - في بشارة المصطفى للطبري قدس سره: عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم - في حديث طويل - وفي آخره قال صلى الله عليه وآله وسلم: فمن زارني بعد وفاتي فكأنّما زارني في حياتي ومن زار فاطمة عليها السلام فكأنّما زارني، ومن زار عليّ بن أبي طالب عليه السلام فكأنّما زار فاطمة عليها السلام، ومن زار الحسن والحسين عليهما السلام فكأنّما زار عليّاً عليه السلام، ومن زار ذرّيّتهما فكأنّما زارهما.(١)

٨٠٥/١٧ - عن والد الصدوق عليّ بن بابويه : حدّثنا سهل بن أحمد قال: حدّثني محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: عيادة بني هاشم فريضة وزيارتهم سنّة.(٢)

٨٠٦/١٨ - في ثواب الأعمال : عنه صلى الله عليه وآله وسلم: من زارني أو زار أحداً من ذرّيّتي زرته يوم القيامة فأنقذته من أهوالها.(٣)

وفي جامع الأخبار : عنه صلى الله عليه وآله وسلم: من زار واحداً من أولادي في الحياة وبعد الممات فكأنّما زارني، غفر له ألبتّة.

٨٠٧/١٩ - كتاب تحفة النجباء من مناقب أهل العباء، وكذا في الصواعق ، قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: من أراد التوصّل(٤) إليّ وأن يكون له عندي يد أشفع [له] بها يوم القيامة فليصل مع ذرّيّتي(٥) ويدخل السرور عليهم.(٦)

____________________

(١) بشارة المصطفى: ١٣٩، عنه البحار: ٥٨/٤٣ س ١٢، و ١٢٢/١٠٠ ضمن ح ٢٨.

(٢) جامع الأحاديث للقمي: ١٨، عنه البحار: ٢٣٤/٩٦ ح ٣٣، والمستدرك: ٧٩/٢ ح ٢١، أمالي الطوسي: ٣٣٥ ح ١٨ المجلس الثاني عشر (نحوه).

(٣) كامل الزيارات: ٤١ ح٤، عنه البحار: ١٢٣/١٠٠ ح ٣١.

(٤) في المصادر: التوسّل، وَسَّلَ فلان إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: عمل عملاً تقرّب به إليه.

(٥) في الأمالي: أهل بيتي.

(٦) أمالي الصدوق: ٤٦١ ح٥ المجلس الستّون، أمالي الطوسي: ٤٢٣ ح ٤ المجلس الخامس عشر، عنهما البحار: ٢٢٧/٢٦ ح١، كشف الغمّة: ٣٩٩/١.

١١٣

٨٠٨/٢٠ - في جامع الأخبار : قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: من أكل الطعام مع أولادي [الصالحون] حرّم اللَّه جسده على النار.

٨٠٩/٢١ - وفيه : عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: أكرموا أولادي الصالحون للَّه، والطالحون لي.(١)

٨١٠/٢٢ - في الروضة للكليني قدس سره: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن عبداللَّه بن بكير وثعلبة بن ميمون وعليّ بن عقبة، عن زرارة، عن عبدالملك قال: وقع بين أبي جعفر عليه السلام وبين ولد الحسن عليه السلام كلام فبلغني ذلك، فدخلت على أبي جعفر عليه السلام فذهبت أتكلّم.

فقال لي: مه، لاتدخل فيما بيننا، فإنّما مثلنا ومثل بني عمّنا كمثل رجل كان في بني إسرائيل، كانت له ابنتان فزوّج إحداهما من رجل زرّاع، وزوّج الاُخرى من رجل فخّار، ثمّ زارهما فبدأ بامرأة الزرّاع فقال لها: كيف حالكم؟ فقالت: قد زرع زوجي زرعاً كثيراً، فإن أرسل اللَّه السماء فنحن أحسن بني إسرائيل حالاً.

ثمّ مضى إلى امرأة الفخّار، فقال [لها]: كيف حالكم؟ فقالت: قد عمل زوجي فخاراً كثيراً، فإن أمسك اللَّه السماء فنحن أحسن بني إسرائيل حالاً، وانصرف وهويقول: اللهمّ أنت لهما، وكذلك نحن.(٢)

٨١١/٢٣ - في خلاصة المناقب - على ما نقل عنه القاضي نوراللَّه في مجالسه - عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: إنّ اللَّه [له الحمد] عرض حبّ عليّ وفاطمة عليهما السلام وذرّيّتهما على البريّة، فمن بادر منهم بالإجابة جعل منهم الرسل، ومن أجاب بعد ذلك جعل منهم الشيعة، ومن أجاب بعد ذلك جعل منهم الأصفياء، و[أنّ] اللَّه جمعهم في الجنّة.(٣)

____________________

(١) جامع الأخبار: ٣٩٣ ح٤، أخرجه في المستدرك: ٣٧٦/١٢ ح٨ عن الدرّة الباهرة.

(٢) الكافي: ٨٥/٨ ح ٤٥، وله بيان. ورواه في البحار: ٤٨٨/١٤ ح ٣ عن قصص الأنبياء.

(٣) المناقب المرتضويّة: ٩٧، عنه الإحقاق: ١٩١/٩.

١١٤

٨١٢/٢٤ - روى مؤلّف منتخب البصائر : عن كتاب الواحدة بإسناده عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام:

إنّ اللَّه تبارك وتعالى أحدٌ واحد، تفرّد في وحدانيّته، ثمّ تكلّم بكلمة فصارت نوراً، ثمّ خلق من ذلك النور محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم وخلقني وذرّيّتي.(١)

٨١٣/٢٥ - عن آية اللَّه الداماد في تقويم الإيمان : أنّه قال: في كثير من الكتب الجمهوريّة والخاصّة عن زيد بن أرقم: ماكنّا نعرف المنافقين ونحن مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إلّا ببغضهم عليّاً عليه السلام وولده.(٢)

٨١٤/٢٦ - في العيون الرضويّة : عن الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: بغض عليّ عليه السلام كفر، وبغض بني هاشم نفاق.(٣)

٨١٥/٢٧ - في جامع الأخبار : قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: عليكم بحبّ أولادي يدخلكم الجنّة لا محالة، وإيّاكم وبغض أولادي يدخلكم النار.

٨١٦/٢٨ - في العلل للصدوق قدس سره ، عن الرضا عليه السلام: إنّ الوزغ كان سبطاً من أسباط بني اسرائيل يسبّون أولاد الأنبياء ويبغضونهم، فمسخهم اللَّه أوزاغاً.(٤)

٨١٧/٢٩ - في الأمالي للصدوق قدس سره : بإسناده عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا قمت المقام المحمود تشفّعت في أصحاب الكبائر من اُمّتي، فيشفّعني اللَّه فيهم واللَّه لاتشفّعت فيمن آذى ذرّيّتي.(٥)

____________________

(١) مختصر البصائر: ٣٢، عنه البحار: ٤٦/٥٣ ح ٢٠، والبرهان: ٢٩٤/١ ح ٣، وأورده الاسترآبادي رحمه الله في تأويل الآيات: ١١٦/١ ح ٣٠، عنه البحار: ٢٩١/٢٦ ح ٥١ و ١٩٢/٥٧ح١٣٨.

(٢) رواه الخوارزمي في المناقب: ٣٣٢.

(٣) عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٦١/٢ ح ٢٣٩، عنه البحار: ٣٠٢/٣٩ ذح ١١٣، و ٢٢١/٩٦ ح ١١.

(٤) علل الشرائع: ٤٨٧/٢ ضمن ح٣، عنه البحار: ٢٢٢/٦٥ ح٣، وفي الأصل: وزغاً.

(٥) أمالي الصدوق: ٣٧٠ ح ٣ المجلس التاسع والأربعون، عنه البحار: ٢١٨/٩٦ ح٤.

١١٥

وبإزاء هذه الأخبار طائفة اُخرى تنافي ظواهر تلك الأخبار، نذكر جملة منها والتوفيق بينهما.

منها : ما وردت بنحو التعليق.

منها : ما ذكر ابن بابويه رضوان اللَّه عليه في اعتقاداته: عن الصادق عليه السلام في بيان المِطمَر(١) قال عليه السلام: فمن خالفكم وجازه فابرؤا منه وإن كان علويّاً فاطميّاً.(٢)

وقال عليه السلام لحمران أيضاً: فمن خالفك في هذا الأمر فهو زنديق، فقال حمران:وإن كان علويّاً فاطميّاً؟ فقال أبوعبداللَّه عليه السلام: وإن كان محمّديّاً علويّاً فاطميّاً.(٣)

وفي آخر، قال عليّ بن الحسين عليه السلام للأصمعي: يا أصمعي، إنّ اللَّه تعالى خلق الجنّة لمن أطاعه ولو كان عبداً حبشيّاً، وخلق النار لمن عصاه ولو كان شريفاً قرشيّاً.(٤)

أقول : إنّ هذه الأخبار كلّها وردت بنحو التعليق، ومن البديهي أنّ تعليق القضيّة من حيث هي لاتلازم وقوعها أو لا وقوعها، ولذا لايوجب ذلك الإزراء والمنقصة للمعلّق عليه.

ومنها : ما وردت بنحو المفهوم ونحوه، منه قوله تعالى:( فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ) (٥) .

والجواب عنه: أنّ الآية - كما في مسند فاطمة عليها السلام - مفسّرة بأنّه إذا قام القائم عليه السلام ورَّث الأخ في الدين، ولم يُورِّث الأخ في الولادة، وذلك قول اللَّه عزّوجلّ في كتابه:( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) (٦) ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ

____________________

(١) المطمر: خيط البنّاء.

(٢) معاني الأخبار: ٢٠٤ ح ٢، عنه البحار: ١٧٩/٤٦ ح ٣٨.

(٣) معاني الأخبار: ٢٠٤ ضمن ح١، عنه البحار: ١٧٩/٤٦ ح ٣٧، و ٤/٦٩ ضمن ح ٤و١٣٢/٧٢ح٦.

(٤) البحار: ٨٢/٤٦.

(٥) المؤمنون: ١٠١.

(٦) المؤمنون: ١.

١١٦

وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ) (١) .(٢)

فحينئذ لاترتبط الآية بالمقام.

ومنه : ما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم: يا فاطمة ابنة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، لا أغنى عنك من اللَّه شيئاً ويا خديجة ابنه خويلد، لا أغنى عنك من اللَّه شيئاً.

ومنه : ما روى الصدوق في معاني الأخبار في باب «معنى ما روي أنّ فاطمة عليها السلام أحصنت فرجها فحرّم اللَّه تعالى ذرّيّتها على النار»: حدّثنا بأسانيده المفصّلة عن الحسن [بن] موسى الوشّاء البغدادي قال: كنت بخراسان مع عليّ بن موسى الرضا عليه السلام في مجلسه، وزيد بن موسى حاضر، قد أقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول: نحن ونحن، وأبوالحسن عليه السلام مقبل على قوم يحدّثهم، فسمع مقالة زيد، فالتفت إليه فقال:

يا زيد، أغرّك قول بقّالي(٣) الكوفة: إنّ فاطمة عليها السلام أحصنت فرجها فحرّم اللَّه ذرّيّتها على النار، واللَّه، ما ذلك إلّا للحسن والحسين و ولد بطنها خاصّة، فأمّا أن يكون موسى بن جعفر عليهما السلام يطيع اللَّه ويصوم نهاره ويقوم ليله، وتعصيه أنت، ثمّ تجيئان يوم القيامة سواء، لأنت أعزّ على اللَّه عزّوجلّ منه، إنّ عليّ بن الحسين عليهما السلام كان يقول: لمحسننا كفلان من الأجر ولمسيئنا ضعفان من العذاب.

وقال الحسن الوشّاء: ثمّ التفت إليَّ فقال عليه السلام: يا حسن، كيف تقرؤون هذه الآية( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) (٤) ؟

[فقلت: من الناس من يقرأ «إنّه عملٌ غيرُ صالح»، ومنهم من يقرأ «إنّه عملُ غيرصالح»] فمن قرأ إنّه عملُ غير صالح نفاه عن أبيه.

____________________

(١) المؤمنون: ١٠١.

(٢) دلائل الإمامة: ٤٨٤ ضمن ح ٨٥، عنه المحجّة: ١٤٦.

(٣) في الأصل ومعاني الأخبار: ناقلي.

(٤) هود: ٤٦.

١١٧

أقول : أراد عليه السلام قرائته بنحو الإضافة.

فقال عليه السلام: كلّا لقد كان إبنه، لكن لمّا عصى اللَّه عزّوجلّ نفاه اللَّه عن أبيه، كذا من كان منّا لم يطع اللَّه عزّوجلّ فليس منّا، و أنت إذا أطعت اللَّه فأنت منّا [أهل البيت].(١)

ومنه: ما في العيون : إنّ إسماعيل قال للصادق عليه السلام: يا أبتاه، ما تقول في المذنب منّا ومن غيرنا؟ فقال عليه السلام:( لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ) (٢) .(٣)

ويجاب بأنّ إرادة الحسن والحسين عليهما السلام من قوله عليه السلام: «حرّم اللَّه ذرّيّتها على النار» لايثبت عدم الحرمة لمطلق أولادها إلّا بالمفهوم وهو غير ثابت.

وكذا عدم مجيء موسى بن جعفر عليهما السلام والعاصي من مطلق أولاد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة من حيث الجزاء بعملها، لايثبت مجازاة ما عداه بالنار كالسابق.

وقوله: «لمسيئنا ضعفان من العذاب» أعمّ من عذاب الدنيا والآخرة.

وقوله: «من لم يطع اللَّه فليس منّا» نفي الترخيص منهم على الذنب لا أنّهم يبقون كذلك إلى الممات.

وقوله تعالى:( مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ) قد فسّر بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: أبشروا وقاربوا وسدّدوا أنّه لايصيب أحداً منكم مصيبة إلّا كفّر اللَّه بها خطيئته حتّى الشوكة يشاكها أحدكم في قدمه.

أقول : معنى «قاربوا وسدّدوا»: اقتصدوا في اُموركم واطلبوا بأعمالكم السداد والإستقامة من غير غلوّ ولاتقصير.

وفي الكافي: عن الباقر عليه السلام: إنّ اللَّه تعالى إذا كان من أمره أن يكرم عبداً وله ذنب ابتلاه بالسقم، فإن لم يفعل ذلك له ابتلاه بالحاجة، فإن لم يفعل ذلك به شدّد

____________________

(١) معاني الأخبار: ١٠٤ ح١، عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٢٣٤/٢ ح١، عنهماالبحار: ٢٢١/٩٦ ح ١٤.

(٢) النساء: ١٢٣.

(٣) عيون أخبار الرضا عليه السلام: ٢٣٦/٢ ح٥، عنه البحار: ١٧٦/٤٦ ح ٢٩، و٢٢١/٩٦ ح ١٣.

١١٨

عليه الموت ليكافيه بذلك الذنب، الحديث.(١)

ونقول : حينئذ ليس بعزيز أنّ ذرّيّة الطيّبة الطاهرة أن يوفّقوا قبل موتهم - ولو بقدر فواق الناقة - على التوبة، كما اُشير إليه في تفسير قوله تعالى:( فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (٢) إكراماً وتعظيماً للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

ولذا قد ورد النهي في الإزراء والتنقيص عليهم عنهم عليهم السلام بقولهم: مهلاً، ليس لكم أن تدخلوا فيما بيننا إلّا بسبيل الخير.(٣)

وروى ابن بطريق في العمدة من تفسير الثعلبي: بإسناده عن عمرو بن موسى، عن زيد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن(٤) عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليهم قال: شكوت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم حسد الناس لي(٥) فقال صلى الله عليه وآله وسلم:

أما ترضى أن تكون رابع أربعة، أوّل من يدخل الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وعن شمائلنا، وذرّيّاتنا(٦) خلف أزواجنا، وشيعتنا خلف ذرّيّاتنا(٧) .(٨)

____________________

(١) الكافي: ٤٤٤/٢ ح ١.

(٢) البقرة: ١٣٢.

(٣) البحار: ١٧٨/٤٦ ح ٣٦.

(٤) في المصدر: عن جدّه: عليّ عليه السلام.

(٥) في المصدر: إيّاي.

(٦) في المصدر: ذرارينا.

(٧) في المصدر: وشيعتنا من ورائنا.

(٨) العمدة: ٢٦٢، تاريخ ابن عساكر: ٣١٨/٤، الكشّاف: ٢٢/٣، كنز العمّال: ٢١٨/٦، مستدرك الحاكم: ١٥١/٣، الصواعق المحرقة: ٢٣٢، أسعاف الراغبين: ١٤١، فرائد السمطين: ٤٢/٢مقتل الخوارزمي: ١٠٩، ينابيع المودّة: ٢٦٩، عنها الإحقاق: ٢٢٣ - ٢١٩/٩.

١١٩

تذييل

نذكر فيه اُموراً:

الأوّل: في كتاب مختار المختصر من تاريخ بغداد لأبي بكر أحمد بن عليّ الخطيب: دخل يحيى بن معاذ أبو زكريّا الرازي على علويّ ببلخ زائراً له ومسلّماً عليه، فقال له العلوي: أيّداللَّه الاستاذ، ما تقول فينا أهل البيت؟

قال: ما أقول في طين عجن بماء الوحي، وغرس بماء الرسالة، فهل تفوح منها إلّا مسك الهدى وعنبر التقى.

فحشى العلوي فاه بالدرّ، ثمّ زاره من الغد، فقال يحيى: إن زرتنا فبفضلك، وإن زرناك فلفضلك، فلك الفضل زائراً ومزوراً.(١)

الثاني: في مناقب القاضي : قال اللَّه تعالى:( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) (٢) .

قال أهل التفسير في ذلك: هذا في المؤمن تكون له الدرجة يبلغها بعمله في الجنّة، وتكون ذرّيّته لاتبلغ بأعمالها درجته تلك، فيرفعها اللَّه عزّوجلّ قد زادها اللَّه في الفضل مكانه، ولم يلته هو أي لم ينقصه، إذ ساوى بينها وبينه، لكنّه زاده بذلك فضلاً وشرفاً.

قال بعضهم : وإذا كان ذلك للمؤمنين فهو أحرى وأوجب أن يكون لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله الطيّبين، فيكون المؤمنون منهم المتّبعون لأمره، المسلّمون للفاضل منهم في كلّ عصر من بعده في الجنّة في درجته، وذرّيّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هم

____________________

(١) تاريخ بغداد: ٢١١/١٤.

(٢) الطور: ٢١.

١٢٠