القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء ٢

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام0%

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 672

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله العلّامة السيّد أحمد المستنبط رحمة الله عليه
الناشر: سليمان زاده
تصنيف: الصفحات: 672
المشاهدات: 36810
تحميل: 3012


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 672 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 36810 / تحميل: 3012
الحجم الحجم الحجم
القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام

القطرة من بحار مناقب النبيّ والعترة عليهم السلام الجزء 2

مؤلف:
الناشر: سليمان زاده
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قلت: نعم، يابن رسول الله. قال: هذا التسبيح الأعظم.(١)

٩٨٦/١٤ - في أمالي أبي جعفر الطوسي: قال:خرج عليّ بن الحسين عليهما السلام إلى مكّة حاجّاً حتّى انتهى إلى واد بين مكّة والمدينه، فإذا هو برجل يقطع الطريق، قال: فقال لعليّ عليه السلام أنزل. قال:تريد ماذا؟ قال: اُريد أن أقتلك وآخذ ما معك.

قال: فأنا اُقاسمك ما معي واُحلّلك، قال: فقال اللصّ: لا. قال: فدع(٢) معي ما أتبلّغ به(٣) ، فأبى [عليه](٤) . قال: فأين ربّك؟ قال: نائم.

قال: فإذا أسدان مقبلان بين يديه، فأخذ هذا برأسه، وهذا برجليه، قال [فقال:](٥) : زعمت أنّ ربّك عنك نائم.(٦)

يقول المؤلّف : ولقد اقتبس من هذه الأخلاق المملوءة بالعطف الإنساني أحد أولاده آية الله السيّد مرتضى الكشميري قدس سره حيث كان في طريقه إلى زيارة مسجد سهيل في احدى ليالي الأربعاء بأن صادفه أحد اللصوص وأراد يأخذ ملابسه منه بالقسر(٧) فقال له قدس سره: دعنى اُقدّمها لك هدية منّي لتصل إليك من طريق حلال بدلاً من الطريق الحرام فأعطاها إيّاه كذلك.

٩٨٧/١٥ - إعلام الورى والإرشاد : روي أنّ عليّ بن الحسين عليهما السلام دعا مملوكه مرّتين فلم يجبه، فلمّا(٨) أجابه في الثالثة فقال له: يا بنيّ؛ أما سمعت صوتي؟ قال: بلى.

____________________

(١) المناقب: ١٣٦/٤، عنه البحار: ٣٧/٤٦ ح ٣٣.

(٢) في الأمالي: دع.

(٣) تبلّغ بكذا: اكتفى به.

(٤) من الأمالي.

(٥) من الأمالي.

(٦) أمالي الطوسي ٦٧٣ ح ٢٨ المجلس السادس والثلاثون، عنه المناقب: ١٤٠/٤، والبحار: ٤١/٤٦ ح٣٦.

(٧) أخذت شيئاً قَسْراً: أي قهراً وإكراهاً.

(٨) في إعلام الورى والإرشاد: ثمّ.

٣٤١

قال: فما لك(١) لم تجبني؟ قال: أمنتك. قال: الحمدللَّه الّذي جعل مملوكي يأمنني.(٢)

٩٨٨/١٦ - في العيون للشيخ الصدوق قدس سره :الحسين بن أحمد البيهقي، عن محمّد بن يحيى الصولي، عن الجوهري(٣) ، عن أحمد بن عيسى بن زيد بن عليّ، عن عمّه، عن الصادق عليه السلام قال:

كان عليّ بن الحسين عليهما السلام لايسافر إلّا مع رفقة لايعرفونه ويشترط عليهم أن يكون من خدم الرفقة فيما يحتاجون [إليه].

فسافر مرّة مع قوم فرآه رجل فعرفه، فقال لهم: أتدرون من هذا؟ فقالوا: لا. قال: هذا عليّ بن الحسين عليهما السلام، فوثبوا [إليه](٤) فقبّلوا يده ورجله، وقالوا: يابن رسول الله؛ أردت أن تصلينا نار جهنّم لو بدرت(٥) منّا إليك يدأو لسان، أما كنّا قد هلكنا [إلى](٦) آخر الدهر؟ فما الّذي يحملك على هذا؟

فقال: إنّي كنت قد سافرت مرّة مع قوم يعرفونني فأعطوني برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لا استحقّ [به] فإنّي أخاف أن تعطوني مثل ذلك فصار كتمان أمري أحبّ إليّ.(٧)

٩٨٩/١٧ - في علل الشرائع للصدوق قدس سره : عنه، عن الصفّار، عن عليّ بن إسماعيل، عن محمّد بن عمر، عن أبيه، عن عليّ بن المغيرة، عن أبان بن تغلب

____________________

(١) في إعلام الورى والإرشاد: فما بالك.

(٢) إعلام الورى: ٤٩١، الإرشاد: ٢٥٨، عنهما البحار:٥٦/٤٦ ح٦، شرح الأخبار: ٢٦٠/٣ ح ١١٦٣ (نحوه).

(٣) في العيون: محمّد بن زكريّا الغلابي.

(٤) ليس في العيون.

(٥) بدرت منه توادر غضب: خطأ وسقطات عند ما احتدّ.

(٦) ليس في العيون.

(٧) العيون: ١٤٣/٢ ح ١٣، عنه البحار: ٦٩/٤٦ ح ٤١.

٣٤٢

قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنّي رأيت عليّ بن الحسين عليهما السلام إذا قام في الصلاة غشي لونه لون آخر.

فقال لي: و الله؛ إنّ عليّ بن الحسين عليهما السلام كان يعرف الّذي يقوم بين يديه.(١)

٩٩٠/١٨ - دعوات الراوندي : عن الباقر عليه السلام قال: قال عليّ بن الحسين عليهما السلام: مرضت مرضاً شديداً، فقال لي أبي عليه السلام: ما تشتهي؟

فقلت: أشتهي أن أكون ممّن لا أقترح على الله ربّي ما يدبّره لي.

فقال لي: أحسنت؛ ضاهيت إبراهيم الخليل صلوات الله عليه حيث قال جبرئيل عليه السلام: هل من حاجة؟ فقال: لا أقترح على ربّي، بل حسبي الله ونعم الوكيل.(٢)

٩٩١/١٩ - في فتح الأبواب، للسيّد بن طاووس : ذكر محمّد بن أبي عبد الله من رواه أصحابنا في أماليه، عن عيسى بن جعفر، عن العبّاس بن أيّوب، عن أبي بكر الكوفي، عن حمّاد بن حبيب العطّار الكوفي، قال:

خرجنا حجّاجاً فرحلنا من زُبالة(٣) ليلاً، فاستقبلنا ريح سوداء مظلمة فتقطّعت القافلة فتهت في تلك الصحاري والبراري، فانتهيت إلى واد قفر، فلمّا أن جنّ(٤) الليل آويت إلى شجرة عادية، فلمّا [أن] اختلط الظلام إذا أنا بشابّ قد أقبل، عليه الخمار أبيض(٥) تفوح منه رائحة المسك.

فقلت في نفسي: هذا وليّ من أولياء الله [تعالى] متى ما أحسّ بحركتي خشيت نفاره وأن أمنعه عن كثير ممّا يريد فعاله، فأخفيت نفسي ما استطعت، فدنا إلى الموضع فتهيّأ للصلاة، ثمّ وثب قائماً وهو يقول:

____________________

(١) العلل: ٢٣١/١ ح٧، عنه البحار: ٦٦/٤٦ ح ٣٠.

(٢) البحار: ٦٧/٤٦ ح ٣٤، وقد تقدّمت في الصفحة:٣٣٦ ح ٩٧٩ من هذا المجلّد.

(٣) زبالة: إسم موضع بطريق مكّة.

(٤) في المصدر: أن جنّني.

(٥) في المصدر والبحار: أطمار بيض، الطِمر - بالكسر -:الثوب الخلق العتيق.

٣٤٣

يا من أحار(١) كلّ شيء ملكوتاً، وقهر كلّ شيء جبروتاً، أولج(٢) قلبي فرح الإقبال عليك، وألحقني بميدان المطيعين لك.

قال: ثمّ دخل في الصلاة، فلمّا أن رأيته قد هدأت أعضاؤه، وسكنت حركاته، قمت إلى الموضع الّذي تهيّأ للصلاة، فإذا بعين تفيض بماء أبيض فتهيّأت للصلاة، ثمّ قمت خلفه، فإذا أنا بمحراب كأنّه مثّل في ذلك الوقت، فرأيته كلّما مرّ بآية فيها ذكر الوعد والوعيد يردّدها بأشجان الحنين. فلمّا أن تقشّع(٣) الظلام وثب قائماً وهو يقول:

يا من قصده الطالبون فأصابوه مرشداً، وأمّه(٤) الخائفون فوجدوه متفضّلاً ولجأ إليه العابدون فوجدوه [موئلاً](٥) نوالاً [متى راحة من نصب لغيرك بدنه ومتى فرح من قصد سواك بنيّته،

إلهي قد تقشّع الظلام ولم أقض من خدمتك وطراً ولا من حاض مناجاتك صدراً، صلّ على محمّد وآله، وافعل بي أولي الأمرين بك يا أرحم الرّاحمين](٦) .

فخفت أن يفوتني شخصه، وأن يخفى عليّ أثره فتعلّقت به فقلت له: بالّذي أسقط عنك ملال التعب، ومنحك شدّة شوق لذيذ الرعب إلّا ألحقتني منك جناح رحمة، وكنف رقّة، فإنّي ضالّ، وبغيتي(٧) كلّما صنعت، ومناي(٨) كلّما نطقت.

فقال: لو صدق توكّلك ما كنت ضالّاً، ولكن اتّبعني واقف أثري.

فلمّا أن صار بجنب(٩) الشجرة أخذ بيدي فخيّل لي(١٠) أنّ الأرض تمدّ من تحت قدمي، فلمّا انفجر عمود الصبح قال لي: أبشر فهذه مكّة.

____________________

(١) في البحار: أحاز.

(٢) في المصدر: ألج.

(٣) تقشّع السحاب: تصدّع وأتلع. وقشعت الريح السحاب:كشفته.

(٤) أمّه وأمّمه: قصده.

(٥) ليس في المصدر والبحار.

(٦) أثبتناه من البحار.

(٧) في المصدر: وبعيني.

(٨) في المصدر: وبأذني.

(٩) في المصدر: تحت.

(١٠) في المصدر: فتخيّل إليّ.

٣٤٤

قال: فسمعت الضجّة(١) ورأيت المحجّة، فقلت: بالّذي ترجوه يوم الآزفة ويوم الفاقة، من أنت؟

فقال لي: أمّا إذا أقسمت فأنا عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.(٢)

٩٩٢/٢٠ - في الإقبال : بإسنادنا إلى هارون بن موسى التلعكبري رضي الله عنه بإسناده إلى محمّد بن عجلان قال: سمعت أباعبد الله عليه السلام يقول:

كان عليّ بن الحسين عليهما السلام إذا دخل شهر رمضان لايضرب عبداً له ولا أمة، وكان إذا أذنب العبد والأمة يكتب عنده أذنب فلان، أذنبت فلانة يوم كذا وكذا، ولم يعاقبه فيجتمع عليهم الأدب، حتّى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان دعاهم وجمعهم حوله ثمّ أظهر الكتاب، ثمّ قال:يا فلان؛ فعلت كذا وكذا ولم اُؤدّ بك أتذكر ذلك؟

فيقول: بلى يابن رسول الله؛ حتّى يأتي على آخرهم، ويقرّرهم جميعاً. ثمّ يقوم وسطهم ويقول لهم: إرفعوا أصواتكم وقولوا: يا عليّ بن الحسين، إنّ ربّك قد أحصى عليك كلّما [عملت كما] أحصيت علينا كلّما عملنا، ولديه كتاب ينطق عليك بالحقّ، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ممّا أتيت إلّا أحصاها، وتجد كلّما عملت لديه حاضراً، كما وجدنا كلّما عملنا لديك حاضراً، فاعف واصفح كما ترجو من المليك العفو، وكما تحبّ أن يعفو المليك عنك فاعف عنّا تجده عفوّاً وبك رحيماً، ولك غفوراً ولا يظلم ربّك أحداً، كما لديك كتاب ينطق بالحقّ علينا لايغادر صغيرة ولا كبيرة ممّا أتيناها إلّا أحصاها.

فاذكر يا عليّ بن الحسين، ذلّ مقامك بين يدي ربّك الحكم [العدل] الّذي لايظلم مثقال حبّة من خردل، ويأتي بها يوم القيامة وكفى بالله حسيباً وشهيداً،

____________________

(١) في المصدر: الصيحة.

(٢) فتح الأبواب: ٢٤٨ - ٢٤٥، عنه البحار: ٧٧/٤٦ ح٧٣.

٣٤٥

فاعف واصفح يعف عنك المليك ويصفح، فإنّه يقول:( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (١) .

[قال:](٢) وهو ينادي بذلك على نفسه ويلقّنهم وهم ينادون معه وهو واقف بينهم يبكي وينوح ويقول: ربّ إنّك أمرتنا أن نعفو عمّن ظلمنا [فقد ظلمنا أنفسنا فنحن](٣) ، و [قد] عفونا عمّن ظلمنا كما أمرت فاعف عنّا فإنّك أولى بذلك منّا ومن المأمورين، وأمرتنا أن لانردّ سائلاً عن أبوابنا [وقد أتيناك سؤّالاً ومساكين](٤) وقد أنخنا بفنائك وببابك نطلب نائلك ومعروفك وعطاءك، فامنن بذلك علينا ولاتخيّبنا فإنّك أولى بذلك منّا ومن المأمورين، إلهي كرمت فأكرمني إذ كنت من سؤّالك وجدت بالمعروف فاخلطني بأهل نوالك يا كريم.

ثمّ يقبل عليهم فيقول: قد عفوت عنكم، فهل عفوتم عنّي وممّا كلّف منّي إليكم(٥) من سوء ملكة، فإنّي مليك سوء لئيم ظالم مملوك لمليك كريم جواد عادل محسن متفضّل؟

فيقولون: قد عفونا عنك يا سيّدنا و [ما] أسأت.

فيقول لهم: قولوا: اللهمّ اعف عن عليّ بن الحسين كما عفا عنّا، وأعتقه من النار كما أعتق رقابنا من الرقّ، فيقولون ذلك.

فيقول: اللهمّ آمين [يا] ربّ العالمين، إذهبوا فقد عفوت عنكم، وأعتقت رقابكم رجاء للعفو عنّي وعتق رقبتي فيعتقهم.

فإذا كان يوم الفطر أجازهم بجوائز تصونهم وتغنيهم عمّا في أيدي الناس وما من سنة إلّا وكان يعتق فيها في آخر ليلة من شهر رمضان مابين العشرين رأساً إلى أقلّ أو أكثر.

____________________

(١) النور: ٢٢.

(٢، ٣) من المصدر.

(٤) من المصدر والبحار.

(٥) في المصدر: فهل عفوتم عنّي ممّا كان منّي إليكم.

٣٤٦

وكان يقول: إنّ للَّه تعالى في كلّ ليلة من شهررمضان عند الإفطار سبعين ألف ألف عتيق من النار كلّاً قد استوجب(١) النار، فإذا كان آخر ليلة من شهر رمضان أعتق فيهما مثل ما أعتق في جميعه، وإنّي لاُحبّ أن يراني الله وقد أعتقت رقاباً في ملكي في دار الدنيا رجاء أن يعتق رقبتي من النار.

وما استخدم خادماً فوق حول، كان إذا ملك عبداً في أوّل السنة أو في وسط السنة إذا كان ليلة الفطر أعتق واستبدل سواهم في الحول الثاني ثمّ أعتق، كذلك كان يفعل حتّى لحق بالله تعالى.

ولقد كان يشترى السودان وما به إليهم من حاجة يأتي بهم عرفات فيسدّ بهم تلك الفرج والخلال، فإذا أفاض أمر بعتق رقابهم وجوائزلهم من المال.(٢)

٩٩٣/٢١ - في مسكن الفؤاد للشهيد قدس سره : وروي أنّ قوماً كانوا عند عليّ بن الحسين عليهما السلام فاستعجل خادماً [له] بشواء كان في التنّور فأقبل به مسرعاً فسقط من يده على بن لعليّ بن الحسين عليهما السلام فأصاب رأسه فقتله.

فوثب عليّ بن الحسين عليهما السلام فلمّا رأى ابنه ميّتاً قال للغلام: أنت حرّ، أما إنّك لم تتعمّده، وأخذ في جهاز إبنه.(٣)

٩٩٤/٢٢ - روي : أنّه عليه السلام قال: إنّي لأدعو لمذنبي شيعتنا في اليوم والليلة مائة مرّة.

أقول : هل يقدر الموالي بعد أن يقرء هذاالعطف والحنان من الأئمّة عليهم السلام التأخّر عن القيام بنصرتهم بجميع أنحائها؟

٩٩٥/٢٣ - في الصراط المستقيم : لقيه عليه السلام عبدالملك بن مروان في الطواف، فقال: ما يمنعك أن تصير إلينا لتنال من دنيانا؟

____________________

(١) في المصدر: استوجبوا.

(٢) الإقبال: ٥٦١ - ٥٦٠، عنه البحار: ١٠٣/٤٦ ح ٩٣.

(٣) أورد الإربلى في كشف الغمّة: ٨١/٢ (نحوه)، عنه البحار: ٩٩/٤٦ ضمن ح ٨٧.

٣٤٧

فبسط رداءه وقال: اللهمّ أره حرمة أوليائك، فإذا رداؤه مملوء درّاً.

فقال: من يكون هذه حرمته عند الله لايحتاج إلى دنياك. ثمّ قال: اللهمّ خذها فلا حاجة [لي] فيها.(١)

٩٩٦/٢٤ - وفيه : حبس هشام بن عبدالملك الفرزدق لمّا قال في زين العابدين عليه السلام:

هذا الّذي تعرف البطحاء وطأته

[والبيت يعرفه والحلّ والحرم]

إلى آخرها.

فلمّا طال حبسه شكى ذلك إلى الإمام عليه السلام فدعا له فخلّص، فقال: إنّه محا إسمي من الديوان فأعطاه الإمام عليه السلام رزق أربعين سنة، وقال عليه السلام: لو علمت أنّك تحتاج أكثر منه لأعطيتك، فمات بعد الأربعين.(٢)

٩٩٧/٢٥ - في الوسائل : عن العلل، عن محمّدبن القاسم الاسترآبادي، عن عليّ بن محمّد بن يسار(٣) ، عن محمّد بن يزيد المنقري، عن سفيان بن عينية قال: قلت للزهري: لقيت عليّ بن الحسين عليهما السلام؟

قال: نعم، لقيته، وما لقيت أحداً أفضل منه و [الله] ما علمت له صديقاً في السرّ، ولا عدوّاً في العلانية.

فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: لأنّي لم أجد(٤) أحداً وإن كان يحبّه إلّا وهو لشدّة معرفته بفضله يحسده، ولا رأيت أحداً وإن كان يبغضه إلّا وهو لشدّة مداراته له يداريه.(٥)

____________________

(١) الصراط المستقيم: ١٨٠/٢ ح ١، وأخرج الراوندي في الخرائج: ٢٥٥/١ ح ١ (نحوه)، عنه البحار: ١٢٠/٤٦ح ١١.

(٢) الصراط المستقيم: ١٨١/٢ ح٩. الخرائج: ٢٦٧/١ ح١٠، عنه البحار: ١٤١/٤٦ ح ٢٢، مع اختلاف.

(٣) في العلل: سيار، وفى البحار: بشّار.

(٤) في المصدر والبحار: لم أر.

(٥) علل الشرائع: ٢٣٠/١ح٤، عنه البحار: ٦٤/٤٦ ح ٢١.

٣٤٨

فائدتان يناسب ذكرهما الباب

الأوّل : وذكرت الصحيفة السجّاديّة عند بليغ في البصرة فقال: خذوا عنّي حتّى أملي عليكم، وأخذ القلم وأطرق رأسه فما رفعه حتّى مات.

أقول : ولا غرو في ذلك فإنّ في هذه الصحيفة الشريفة دورة كاملة لاُصول الإنسانيّة دنيويّة واُخرويّة، ومسحة من العلم الإلهي، وعتبة من الكلام النبوي.

كيف لا؟ وهي قبس من نور مشكاة الرسالة، ونفحة من شميم رياض الإمامة، حتّى قال بعض العارفين: إنّها تجري مجري التنزيلات السماويّة وتسير مسير الصحف اللوحيّة والعرشيّة لما اشتملت عليه من أنوار حقائق المعرفة، وثمار حدائق الحدائق الحكمة.

وكان أخيار العلماء وجهابذة(١) القدماء من السلف الصالح يلقّبونها بزبور آل محمّد عليهم السلام وإنجيل أهل البيت عليهم السلام.

وأمّا بلاغة بيانها؛ فعندها تسجد سحرة الكلام، وتذعن بالعجز مدارة الأعلام، وتعترف بأنّ النبوّة غير الكهانة، ولايستوى الحقّ والباطل في المكانة، ومن حام حول(٢) سمائها بغاسق(٣) فكرة الواقب(٤) رمي من رجوم الخلان بشهاب ثاقب.

الثانية: في الإحتجاج : بالإسناد إلى أبي محمّد العسكري عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام

____________________

(١) الجِهباذ: النقّاد الخبير بغوامض الاُمور، جمعة: جَهابذة.

(٢) حام حول الشيء: دار.

(٣) الغاسق: الليل إذا غاب الشفق واشتدّت ظلمته.

(٤) الوَقْبُ: النذل الدنيء.

٣٤٩

قال: دخل محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري على عليّ بن الحسين عليهما السلام وهو كئيب(١) حزين، فقال له زين العابدين عليه السلام: ما بالك مغموماً؟

قال: يابن رسول الله؛ غموم وهموم تتوالي عليّ لما امتحنت به من جهة حسّاد نعمي والطامعين فيّ وممّن أرجوه، وممّن أحسنت إليه فيخلف ظنّي.

فقال له عليّ بن الحسين عليهما السلام: إحفظ عليك لسانك تملك به إخوانك.

قال الزهري: يابن رسول الله؛ إنّي أحسن إليهم بما يبدر من كلامي.

قال عليّ بن الحسين عليهما السلام: هيهات هيهات!إيّاك وأن تعجب من نفسك [بذلك]، وإيّاك أن تتكلّم بما يسبق إلى القلوب إنكاره، وإن كان عنك(٢) إعتذاره فليس كلّ من تسمعه شرّاً يمكنك أن توسعه عذراً.

ثمّ قال: يا زهري؛ من لم يكن عقله من أكمل ما فيه كان هلاكه من أيسر ما فيه.

ثمّ قال: يا زهري؛ أما عليك أن تجعل المسلمين منك بمنزلة أهل بيتك، فتجعل كبيرهم منك بمنزلة والدك، وتجعل صغيرهم منهم منك بمنزلة ولدك، وتجعل تربك(٣) بمنزلة أخيك، فأيّ هؤلاء تحبّ أن تظلم؟ وأيّ هؤلاء تحبّ أن تدعو عليه؟ وأيّ هؤلاء تحبّ أن تهتك ستره؟

وإن عرض لك إبليس لعنة الله بأنّ لك فضلاً على أحد من أهل القبلة فانظر إن كان أكبر منك فقل: قد سبقني بالإيمان والعمل الصالح فهو خير منّي، وإن كان أصغر منك فقل: قد سبقته بالمعاصي والذنوب فهو خير منّي، وإن كان تربك فقل: أنا على يقين من ذنبي وفي شكّ من أمره، فما لي أدع يقيني لشكّي.

وإن رأيت المسلمين يعظّمونك ويوقّرونك ويبجّلونك فقل: هذا فضل

____________________

(١) الكآبة والكآب: الغم وسوء الحال والإنكسار من الحزن.

(٢) في المصدر: عندك.

(٣) أي: مثلك.

٣٥٠

أخذوا به، وإن رأيت منهم جفاءاً وانقباضاً عنك فقل: هذا الذنب أحدثته، فإنّك إذا فعلت ذلك سهّل الله عليه عيشك، وكثر أصدقاؤك، [وقلّ أعداؤك](١) وفرحت بما يكون من برّهم ولم تأسّف على مايكون من جفائهم.

واعلم إنّ أكرم الناس على الناس من كان خيره عليهم فائضاً، وكان منهم(٢) مستغنياً متعفّفاً، وأكرم الناس بعده عليهم من كان متعفّفاً(٣) ، وإن كان إليهم محتاجاً فإنّما أهل الدنيا يعتقبون(٤) الأموال، فمن لم يرحمهم(٥) فيما يعتقبونه كرم عليهم، ومن لم يزاحمهم فيها ومكّنهم من بعضها كان أعزّ وأكرم.(٦)

____________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) في المصدر: عنهم.

(٣) في المصدر: مستعففاً.

(٤) في المصدر: يتعقبون.

(٥) في المصدر: لم يزدحمهم.

(٦) الإحتجاج: ٥٢ - ٥١/٢. وأورد المجلسي رحمه الله في البحار: ٢٢٩/٧١ ح٦ و٢٤٢/٩٢ و٢٤٣ ضمن ح ٤٨ (نحوه).

٣٥١

الباب السابع

في ذكر قطرة من بحر مناقب

باقر علم النبيّين محمّد بن عليّ بن الحسين

عليه صلوات المصلّين

٩٩٨/١ - في دلائل الإمامة للطبري : روى عليّ بن الحكم، عن مثنّى الحنّاط عن أبي بصير قال:دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت له: أنتم ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: نعم.

قلت: ورسول الله وارث الأنبياء على ما علموا وعملوا؟ قال [لي]: نعم.

قلت: [فأنتم] فتقدرون على أن تحيوا الموتى، وتبرؤا الأكمه والأبرص؟ قال: نعم، بإذن الله.

ثمّ قال: أدن [منّي] يا أبامحمّد؛ فدنوت، فمسح يده على عيني فأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكلّ شيء في الدار.

ثمّ قال لي: أتحبّ(١) أن تكون على هذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم

____________________

(١) في المصدر: قال: فقال: تحبّ.

٣٥٢

القيامة، أو تعودكما كنت ولك الجنّة خالصة؟

قلت: أعود كما كنت.

[قال]: فمسح يده على عيني فعدت [كما كنت].(١)

٩٩٩/٢ - في الثاقب في المناقب : قد سمعت شيخي أباجعفر محمّد بن الحسين(٢) الشوهاني رضي الله عنه بمشهد الرضا عليه الصلاة والسلام في داره وهو يقرأ في كتابه - وقد ذهب عنّي إسم الراوي -: أنّ فتى من أهل الشام كان يكثر الجلوس عند أبي جعفر صلوات الله عليه فقال ذات يوم: و الله، ما أجلس إليك حبّاً لك، وإنّما أجلس إليك لفصاحتك وفضلك. فتبسّم صلوات الله عليه ولم يقل شيئاً.

ثمّ فقده بعد ذلك بأيّام(٣) فسأل عنه فقيل له: مريض، فدخل عليه إنسان وقال له: يابن رسول الله؛ إنّ الفتى [الشامي](٤) الّذي كان يكثر الجلوس إليك قد قضى وقد أوصى إليك أن تصلي عليه.

فقال صلوات الله عليه: إذا غسّلتموه فدعوه على السرير ولا تكفّنوه حتّى آتيكم.

ثمّ قام فتطهّر وصلّى ركعتين ودعا وسجد بعده فأطال السجود، ثمّ قام فلبس نعليه وتردّى برداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومضى إليه، فلمّا وصل ودخل البيت الّذي يغسل فيه وهو على سريره [و] قد فرغ من غسله ناداه بإسمه فقال: يا فلان، فأجابه ولبّاه ورفع رأسه وجلس، فدعا صلوات الله عليه بشربة سويق فسقاه، ثمّ سأله: ما لك(٥) ؟

فقال: إنّه قد قبض روحي بلا شكّ منّي، وإنّي لمّا قبضت سمعت صوتاً ما

____________________

(١) دلائل الإمامة: ٢٢٦ ح ١٧، وأورد الراوندي في الخرائج: ٢٧٤/١ ح٥ (نحوه)، عنه البحار: ٢٤٩/٤٦ح ٤٢، وما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: الحسن.

(٣) في المصدر: أيّاماً.

(٤) ليس في المصدر.

(٥) في المصدر: ما حالك؟

٣٥٣

سمعت قطّ أطيب منه: ردّوا إليه روحه فإنّ محمّد بن عليّ قد سألناه.(١)

١٠٠٠/٣ - في الكافي : بأسانيده المفصّلة وكذا في نسخة مخطوطة عتيقة - لعلّها نسخت قبل ثلاثمائة سنة - عن بعض علمائنا الإماميّة وفيها:

روي عن أبي جعفر عليه الصلاة والسلام قال: كانت اُمّي قاعدة عند جدار فتصدّع الجدار وسمعنا هدّة شديدة، فقالت بيدها: [لا] وحقّ المصطفى ما أذن الله لك في السقوط، فبقي معلّقاً [فى الجوّ] حتّى جازته، فتصدّق عنها أبي عليه الصلاة والسلام بمائة دينار.

[قال أبو الصباح:] وذكرها الصادق صلوات الله وسلامه عليه [جدّته اُمّ أبيه] يوماً، فقال: كانت صدّيقة لم تدرك في آل الحسن عليه الصلاة والسلام امرأة مثلها.(٢)

١٠٠١/٤ - عن جابر الجعفي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إنّي امرء ضرير البصر كبير السنّ، والشقة فيما بيني وبينكم بعيدة، وإنّما(٣) اُريد أمراً أدين الله به واحتجّ به وأتمسّك به وأبلغه من خلّفت.

قال: فأعجب بقولي، فاستوى جالساً فقال: يا أبا الجارود؛ كيف قلت؟ ردّ عليَّ، قال: فرددت عليه.

فقال: نعم يا أبا الجارود؛ شهادة أن لا إله إلّا الله وحده لاشريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحجّ البيت، وولاية وليّنا، وعداوة عدوّنا، والتسليم لأمرنا، وانتظار قائمنا عليه السلام، والورع والاجتهاد.(٤)

____________________

(١) الثاقب في المناقب: ٣٦٩ ح٢.

(٢) الكافي: ٤٦٩/١ ح١، وأورده الراوندي في الدعوات:٦٨ ح ١٦٥، عنه البحار: ٢١٥/٤٦ ح ١٤، وما بين المعقوفين عن الكافي.

(٣) في المصدر: وأنا.

(٤) الدعوات: ١٣٥ ح ٣٣٥، عنه البحار: ١٣/٦٩ ح ١٤، مع إختلاف يسير.

٣٥٤

١٠٠٢/٥ - في بصائر الدرجات وعيون المعجزات : روي أنّ حبابة الوالبيّة رحمها الله بقيت إلى إمامة أبي جعفر عليه السلام فدخلت عليه، فقال: ما الّذي أبطأ بك يا حبابة؟ قالت: كبر سنّي وابيضّ رأسي وكثرت همومي.

فقال عليه السلام: أدني منّي، فدنت منه، فوضع يده عليه السلام في مفرق رأسها ودعا لها بكلام لم نفهمه، فاسودّ شعر رأسها وعاد حالكاً(١) وصارت شابّة، فسرّت بذلك وسرّ أبوجعفر عليه السلام لسرورها.

فقالت: بالّذي أخذ ميثاقك على النبيّين أيّ شيء كنتم في الأظلّة؟

فقال: يا حبابة؛ نوراً قبل أن خلق الله آدم عليه السلام نسبّح الله سبحانه فسبّحت الملائكة بتسبيحنا ولم تكن قبل ذلك، فلمّا خلق الله تعالى آدم عليه السلام أجرى ذلك النور فيه.(٢)

١٠٠٣/٦ - في الإختصاص المنسوب إلى الشيخ المفيد وبصائر الدرجات الحسن بن محمّد بن سلمة: عن محمّد بن المثنّى، عن أبيه، عن عثمان بن زيد، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: دخلت عليه فشكوت إليه الحاجة، [قال](٣) : فقال: يا جابر؛ ما عندنا درهم.

[قال:](٤) فلم ألبث أن دخل عليه الكميت، فقال له: جعلت فداك، إن رأيت(٥) أن تأذن لي حتّى اُنشدك قصيدة؟

قال: فقال عليه السلام: اُنشد، فأنشده قصيدة، فقال:يا غلام، أخرج من ذلك البيت بدرّة فادفعها إلى الكميت.

قال: فقال له: جعلت فداك، إن رأيت أن تأذن لي اُنشدك قصيدة اُخرى؟

____________________

(١) أي سواداً.

(٢) البحار: ٢٨٤/٤٦ ح٨٧، بصائر الدرجات: ٢٧٠ ح٣، عنه البحار: ٢٣٧/٤٦ ح١٦ (قطعة).

(٣) ليس في الإختصاص.

(٤) من الإختصاص.

(٥) في الإختصاص: أرأيت، وكذا ما بعدها.

٣٥٥

قال: اُنشد، فأنشده اُخرى فقال: يا غلام، أخرج من ذلك البيت بدرّة فادفعها إلى الكميت، قال: فأخرج بدرّة فدفعها إليه.

قال: فقال له: جعلت فداك، إن رأيت أن تأذن لي اُنشدك ثالثة؟ قال له: اُنشد [فأنشده](١) فقال:يا غلام اُخرج من ذلك البيت بدرّة فادفعها إليه، قال: فأخرج بدرّة فدفعها إليه.

فقال [له] الكميت: جعلت فداك، و الله ما أحبّكم لغرض الدنيا(٢) وما أردت بذلك إلّا صلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما أوجب(٣) الله عليّ من الحقّ.

قال: فدعا له أبو جعفر عليه السلام ثمّ قال: يا غلام ردّها مكانها.

قال [جابر](٤) : فوجدت في نفسي وقلت: قال ليس عندي درهم وأمر للكميت بثلاثين ألف درهم.

[قال: فقام الكميت وخرج، قلت له: جعلت فداك، قلت: ليس عندي درهم وأمرت للكميت بثلاثين ألف درهم؟!](٥)

فقال لي: يا جابر؛ قم وأدخل البيت. قال: فقمت ودخلت البيت فلم أجد منه شيئاً، [قال:](٦) فخرجت إليه فقال لي: يا جابر؛ ما سترنا عنكم أكثر ممّا أظهرنا لكم.

فقام فأخذ بيدي وأدخلني البيت، ثمّ قال:وضرب برجله الأرض فإذا(٧) شبيه بعنق البعير قد خرجت من ذهب، ثمّ قال لي: يا جابر؛ انظر إلى هذا ولا تخبر به

____________________

(١) من الإختصاص.

(٢) في الإختصاص: ما امتدحتكم لغرض دنيا أطلبه منكم.

(٣) في الإختصاص: وما أوجبه.

(٤) من الإختصاص.

(٥) ليس في الإختصاص.

(٦) ليس في البصائر.

(٧) في الإختصاص: ثمّ أخذ بيدي فأدخلني البيت فضرب برجله فإذا.

٣٥٦

أحداً إلّا من تثق به من إخوانك، إنّ الله أقدرنا على ما نريد، ولو شئنا أن نسوق الأرض بأزمّتها(١) لسقناها.(٢)

١٠٠٤/٧ - في الخرائج للقطب الراوندي قدس سره :روي عن الحلبي، عن الصادق عليه السلام قال: دخل الناس على أبي عليه السلام قالوا: ما حدّ الإمام؟

قال: حدّ عظيم، إذا دخلتم عليه فوقّروه وعظّموه، وآمنوا بما جاء [به] من شيء، وعليه أن يهديكم، وفيه خصلة إذا دخلتم عليه لم يقدر أحد أن يملأ عينه منه إجلالاً وهيبة، لأنّ رسول [الله] صلى الله عليه وآله وسلم كذلك كان، وكذلك يكون الإمام.

قال:(٣) فيعرف شيعته؟ قال: نعم ساعة يراهم.

قالوا: فنحن لك شيعة؟ قال: نعم كلّكم.

قالوا: أخبرنا بعلامة ذلك؟ قال: أخبركم بأسمائكم وأسماء آبائكم وقبائلكم.

قالوا:أخبرنا. فأخبرهم، قالوا: صدقت.

و [قال:] أخبركم عمّا أردتم أن تسألوا عنه في قوله تعالى:( كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ) (٤) [قالوا: صدقت، قال: نحن الشجرة الّتي قال الله تعالى:( أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ) ](٥) نحن نعطي شيعتنا من نشاء من علمنا.

ثمّ قال: يُقنعكم؟ قالوا: في دون هذا نقنع(٦) .(٧)

أقول : وروي هذا الحديث أيضاً في الصراط المستقيم.(٨)

____________________

(١) الأزمّة: جمع زمام ككتاب: للبعير، وزممته زمّاً:شددت عليه زمامه.

(٢) الإختصاص: ٢٦٥ و٢٦٦، بصائر الدرجات: ٣٧٥ح٥، عنهما البحار: ٢٣٩/٤٦ ح ٢٣.

(٣) في بعض نسخ المصدر: قالوا.

(٤) إبراهيم: ٢٤.

(٥) أثبتناه من المصدر.

(٦) في المصدر: مقنع.

(٧) الخرائج: ٥٩٦/٢ ح٨، عنه البحار: ٢٤٤/٤٦ ح ٣٢.

(٨) الصراط المستقيم: ١٨٤/٢ ح ١٨ (مختصراً).

٣٥٧

١٠٠٥/٨ - وفيه أيضاً : روي عن الأسود بن سعيد قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال - ابتداء من غير أن أسأله -: نحن حجّة الله، [ونحن باب الله، ونحن لسان الله] ونحن وجه الله، ونحن عين الله في خلقه، ونحن ولاة أمر الله في عباده.

ثمّ قال: إنّ بيننا وبين كلّ أرض تُرّاً مثل ترّ البنّاء، فإذا أمرنا في الأرض بأمر أخذنا ذلك التُرّ فأقبلت إلينا الأرض بكلّيتها وأسواقها وكورها حتّى ننفذ فيها من أمر الله ما أمر(١) ، وإنّ الريح كما كانت مسخّرة لسليمان فقد سخّرها الله لمحمّد وآله.(٢)

بيان : الترّ - بالضمّ -: خيط البنّاء. والكورة - بالضمّ -: المدينة والصقع.

١٠٠٦/٩ - في المناقب : حبابة الوالبيّة قالت:رأيت رجلاً بمكّة أصيلاً في الملتزم(٣) ، أو بين الباب والحجر على صعدة من الأرض، وقد حزم وسطه على المئزر بعمامة خزر(٤) ، [و] الغزالة تخال على قلل الجبال كالعمائم على قمم الرجال وقد صاعد كفّه وطرفه نحو السماء ويدعو.

فلمّا انثال الناس عليه يستفتونه عن المعضلات ويستفتحون أبواب المشكلات، فلم يرم حتّى أفتاهم في ألف مسألة، ثمّ نهض يريدرحله ومناد ينادي بصوت صهل:

ألا إنّ هذا النور الأبلج المسرح(٥) والنسيم الأرج، والحقّ المرج.

وآخرون يقولون: مَن هذا؟

فقيل: محمّد بن عليّ الباقر عَلَم العلم والناطق عن الفهم محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.

____________________

(١) في المصدر: ما نؤمر به.

(٢) الخرائج: ٢٨٧/١ ح ٢١، عنه البحار: ٢٥٥/٤٦ ح٥٣.

(٣) في المصدر: بالملتزم.

(٤) في المصدر والبحار: خزّ.

(٥) في المصدر والبحار: المسرّج.

٣٥٨

وفي رواية أبي بصير : ألا إنّ هذا باقر علم الرسل، وهذا مبيّن السبل، هذا خير من رسخ في أصلاب أصحاب السفينة، هذا ابن فاطمة الغرّاء العذراء الزهراء، هذا بقيّة الله في أرضه، هذا ناموس الدهر، هذا ابن محمّد وخديجة وعليّ وفاطمة عليهم السلام هذا منار الدين القائمة.(١)

البيان : الأصيل: وقت العصر وبعده.

والغزالة: الشمس.

والقمم - بكسر [القاف] وفتح الميم - جمع قمّة: وهي أعلى الرأس، أي كانت الشمس في رؤوس الجبال تتخيّل كأنّها عمامة على رأس رجل لاتّصالها برؤوسها وقرب اُفولها. والغرض بيان كون الوقت آخر اليوم، ومع ذلك أفتى في ألف مسألة.

ويقال: ما رِمت المكان - بالكسر - أي ما برحت.

والصهَل - محركة -: حدّة الصوت مع بحح.

والأبلج: الواضح والمضيء.

والتسريح: الإرسال والإطلاق أي المرسل لهداية العباد، أو بالجيم من الإسراج بمعنى إيقاد السراج، وهو أنسب.

والأرج - بكسر الراء - من الأرج بالتحريك:وهو توهّج ريح الطيب.

والمرج: إمّا بضمّ الميم وكسر الراء وتشديد الجيم من الرجّ وهو التحرّك والإهتزاز، لتحرّكه بين الناس، أو لاضطرابه من خوف الأعداء، أو بفتح الميم وكسر الراء وتخفيف الجيم من قولهم: مرج الّذين إذا فسد، أي الّذي ضاع بين الناس قدره.

و [قوله]: عَلم [العلم]، بتحريك المضاف.

____________________

(١) المناقب: ١٨٣ - ١٨٢/٤، عنه البحار: ٢٥٩/٤٦ ح٦٠.

٣٥٩

والناموس: صاحب سرّ الملك، أي مخزن أسرار الله في الدهر.

١٠٠٧/١٠ - في البحار : عليّ بن أبي حمزة وأبوبصير قالا: كان لنا موعد على أبي جعفر عليه السلام فدخلنا عليه أنا وأبو ليلى فقال: يا سكينة؛ هلمّي المصباح، فأتت بالمصباح، ثمّ قال: هلمّي بالسفط(١) الّذي في موضع كذا وكذا، قال: فأتته بسفط هندي أو سندي، ففضّ خاتمه ثمّ أخرج منه صحيفة صفراء.

فقال عليّ: فأخذ يدرّجها من أعلاها وينشرها من أسفلها، حتّى إذا بلغ ثلثها أو ربعها نظر إليّ، فارتعدت فرائصي حتّى خفت على نفسي، فلمّا نظر إليّ في تلك الحال وضع يده على صدري فقال: أبرأت أنت؟ قلت: نعم جعلت فداك قال:ليس عليك بأس.

ثمّ قال: اُدنه فدنوت، فقال لي: ما ترى؟قلت: اسمي واسم أبي وأسماء أولادي(٢) لا أعرفهم.

فقال: يا عليّ لولا أنّ لك عندي ما ليس لغيرك ما اطّلعتك على هذا، أما إنّهم سيزدادون على عدد ما هاهنا.

قال عليّ بن أبي حمزة: فمكثت و الله بعد ذلك عشرين سنة ثمّ ولد لي أولاد بعدد ما رأيت بعيني في تلك الصحيفة، الخبر.(٣)

١٠٠٨/١١ - وفيه : أبوعيينة وأبوعبد الله عليه السلام: إنّ موحّداً أتى الباقر عليه السلام وشكى عن أبيه ونصبه وفسقه وأنّه أخفى ماله عند موته، فقال له أبوجعفر عليه السلام: أفتحبّ أن تراه وتسأله عن ماله؟ فقال الرجل: نعم وإنّي لمحتاج فقير.

فكتب إليه أبوجعفر عليه السلام كتاباً بيده في رقّ أبيض وختمه بخاتمه، ثمّ قال:

____________________

(١) السفط: وعاء يوضع فيه الأشياء.

(٢) في البحار: أولاد لي.

(٣) المناقب: ١٩٣/٤، عنه البحار: ٢٦٦/٤٦ ضمن ح٦٥.

٣٦٠