• البداية
  • السابق
  • 103 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 6102 / تحميل: 1829
الحجم الحجم الحجم
فضائل زيارة الإمام الحسين (عليه‌السلام)

فضائل زيارة الإمام الحسين (عليه‌السلام)

مؤلف:
العربية

ليلة الفطر وليلة الأضحى

قضاء ألف حاجة :

عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبدالله - الإمام جعفر الصادق - (عليه‌السلام ) : (( من زار قبر الحسين (عليه‌السلام ) ليلة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحدة ، كتب الله له ألف حجة مبرورة ، وألف عمرة متقبلة ، وقضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا والآخرة ))(١) .

غفران الله :

عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : قال أبو عبدالله - الإمام جعفر الصادق - (عليه‌السلام ) : (( من زار قبر الحسين (عليه‌السلام ) ليلة من ثلاث غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

قلت : أي الليالي جعلت فداك ؟

قال : ليلة الفطر وليلة الأضحى وليلة النصف من شعبان ))(٢) .

___________________

١- تهذيب الأحكام ، الشيخ الطوسي ٦ / ٥١.

٢- تهذيب الأحكام ، الشيخ الطوسي ٦ / ٤٩.

٨١

الجمعة

جار الحسين (عليه‌السلام ) في الجنة :

داود بن يزيد ، عن أبي عبدالله - الإمام جعفر الصادق - (عليه‌السلام ) قال : (( من زار قبر الحسين (عليه‌السلام ) في كل جمعة غفر الله له البتة ، ولم يخرج من الدنيا وفي نفسه حسرة منها ، وكان مسكنه مع الحسين بن علي.

قال : يا داود ، من لا يسره أن يكون في الجنة جار الحسين بن علي ؟

قلت : من لا أفلح ))(١) .

___________________

١- وسائل الشيعة ، الشيخ الحر العاملي ١٠ / ٣٧٤.

٨٢

الفصل الرابع

كيف نزور الإمام الحسين (عليه‌السلام )

٨٣

٨٤

حينما تطالع الآثار المروية عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وأئمة أهل البيت (عليهم‌السلام ) ، الناطقة بعظيم فضل زيارة الإمام الحسين (عليه‌السلام ) وجزيل ثوابه... عندها لايسعك إلا وترغب أن يكون ذلك من نصيبك. فتجد الشوق ينبعث في قلبك ، والهمة تنبعث في إرادتك... فتتجه إلى زيارته بكل وجودك ، دون أن تبالي بأية صعوبة تعترض طريقك....

غير أن كثيراً من الناس قد يتعذر عليهم الوصول إلى ضريح الإمام الحسين (عليه‌السلام ) ، وذلك لبعد المسافة الفاصلة بينهما. فماذا يمكنه أن يفعل لكي لا يفوته ثواب هذه الزيارة وفضلها ؟

جواب ذلك تجده في هذه الرواية الشريفة.

عن حنان ، عن أبيه قال : قال أبو عبدالله - الإمام جعفر الصادق - (عليه‌السلام ) : (( يا سدير ، تزور قبر الحسين (عليه‌السلام ) في كل يوم ؟

قلت : جعلت فداك لا.

قال : فما أجفاكم ! قال : فتزورونه في كل جمعة ؟

قلت : لا.

قال : فتزورونه في كل شهر ؟

قلت : لا.

قال : فتزورونه في كل سنة ؟

قلت : قد يكون ذلك.

قال : يا سدير ، ما أجفاكم للحسين (عليه‌السلام ) ! أما علمت أن لله عز وجل ألفي ألف ملك شعث غبر يبكون ويزورون لا يفترون ؟ وما عليك يا سدير أن تزور قبر الحسين (عليه‌السلام ) في كل جمعة خمس مرات وفي كل يوم مرة ؟

قلت : جعلت فداك ، إن بيننا وبينه فراسخ كثيرة.

٨٥

فقال لي : اصعد فوق سطحك ، ثم تلتفت يمنة ويسرة ، ثم ترفع رأسك إلى السماء ثم نحو القبر وتقول :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

تكتب لك زورة ، والزورة حجة وعمرة ))(١) .

ومع ذلك يبقى قلب الموالي ينبض حباً ويهتز شوقاً لزيارة مرقد الإمام الحسين (عليه‌السلام ) من قريب. لذا لم يبرح أن يشد الرحال إليه متى ما تهيأت له الأوضاع المناسبة والإمكانات الكافية. ولكنه قد يقف للحظة متسائلاً : يا ترى كيف أزور الإمام الحسين (عليه‌السلام ) ؟

هذا السؤال خطر من قبل في وجدان من سمع من المعصومين (عليهم‌السلام ) الأحاديث الشريفة في فضل زيارة الإمام الحسين (عليه‌السلام ) ، فبادروهم بالسؤال : كيف نزوره ؟

ولم يترك الأئمة الهداة (عليهم‌السلام ) هذا السؤال من دون جواب ، بل أرشدوا من سأل منهم ، وعبرهم أرشدونا إلى سبيل ذلك.

وقد ورد في أجوبتهم (عليهم‌السلام ) العديد من نصوص الزيارة : منها ما يزار بها بصورة مطلقة من دون تعيين وقت خاص بها ، ومنها ما خصص لوقت معين.

وإذا تأملنا ذلك نعي أن أئمة الهدى (عليهم‌السلام ) يدعوننا من خلال ذلك لزيارة الإمام الحسين (عليه‌السلام ) بمناسبة وغير مناسبة.

وقد سئل الإمام جعفر الصادق (عليه‌السلام ) عن زيارة أبي عبدالله الحسين (عليه‌السلام ) ، فقيل : هل في ذلك وقت هو أفضل من وقت ؟

فقال : (( زوروه (صلى الله عليه) في كل وقت ، وفي كل حين ، فإن زيارته (عليه‌السلام ) خير موضوع ، فمن أكثر منها استكثر

___________________

١- الكافي ، الشيخ الكليني ٤ / ٥٨٩.

٨٦

من الخير ، ومن قلل قلل له. وتحروا بزيارتكم الأوقات الشريفة ، فإن الأعمال الصالحة فيها مضاعفة ، وهي أوقات مهبط الملائكة لزيارته ))(١) .

ولما راجعنا نصوص الزيارات وجدناها ليست بالقليلة ، فعمدنا إلى إختيار بعضها ، لتكون لنا منهاجاً في زيارة الإمام الحسين (عليه‌السلام ).

___________________

١- بحار الأنوار ، الشيخ محمد باقر المجلسي ٩٨ / ٩٨-٩٩.

٨٧

١

عَنْ يُونُسَ الْكُنَاسِيّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ (عليه‌السلام ) قَالَ : إِذَا أَتَيْتَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ (عليه‌السلام فَائْتِ الْفُرَاتَ وَاغْتَسِلْ بِحِيَالِ قَبْرِهِ وَتَوَجَّهْ إِلَيْهِ وَعَلَيْكَ السَّكِينَةَ وَالْوَقَارَ حَتَّى تَدْخُلَ إِلَى الْقَبْرِ مِنَ الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ ، وَقُلْ حِينَ تَدْخُلُهُ : (( السّلامُ عَلَى مَلائِكَةِ اللَّهِ الْمُنْزَلِينَ ، السَّلامُ عَلَى مَلائِكَةِ اللَّهِ الْمُرْدِفِينَ ، السَّلامُ عَلَى مَلائِكَةِ اللَّهِ الْمُسَوِّمِينَ ، السَّلامُ عَلَى مَلائِكَةِ اللَّهِ الَّذِينَ هُمْ فِي هَذَا الْحَرَم مُقِيمُون.

فَإِذَا اسْتَقْبَلْتَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ (عليه‌السلام ) فَقُلِ : السَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَى أَمِينِ اللَّهِ عَلَى رُسُلِهِ وَعَزَائِمِ أَمْرِهِ وَالْخَاتَمِ لِمَا سَبَقَ وَالْفَاتِحِ لِمَا اسْتَقْبَلَ وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

ثُمَّ تَقُولُ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ وَأَخِي رَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ وَجَعَلْتَهُ هَادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَالدَّلِيلِ عَلَى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِكَ وَدَيَّانِ الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضَائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِكَ وَابْنِ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ وَجَعَلْتَهُ هَادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَالدَّليلِ عَلَى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسَالاتِكَ وَدَيَّانِ الدِّينِ

٨٨

بِعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضَائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

ثُمَّ تُصَلِّي عَلَى الْحُسَيْنِ وَسَائِرِ الأَئِمَّةِ (عليهم‌السلام ) كَمَا صَلَّيْتَ وَ سَلَّمْتَ عَلَى الْحَسَنِ (عليه‌السلام ) ، ثُمَّ تَأْتِي قَبْرَ الْحُسَيْنِ (عليه‌السلام ) فَتَقُولُ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِاللَّهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا أُمِرْتَ بِهِ وَلَمْ تَخْشَ أَحَداً غَيْرَهُ وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِهِ وَعَبَدْتَهُ صَادِقاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ. أَشْهَدُ أَنَّكَ كَلِمَةُ التَّقْوَى وَبَابُ الْهُدَى والْعُرْوَةُ الْوُثْقَى وَالْحُجَّةُ عَلَى مَنْ يَبْقَى وَمَنْ تَحْتَ الثَّرَى.

أشْهدُ أنّ ذَلِكَ سَابِقٌ فِيمَا مَضَى وَذَلِكَ لَكُمْ فَاتِحٌ فيمَا بَقِيَ. أَشْهَدُ أَنَّ أَرْوَاحَكُمْ وَطِينَتَكُمْ طَيِّبَةٌ طَابَتْ وَطَهُرَتْ هِيَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ مَنّاً مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةً. وَأُشْهِدُ اللَّهَ وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَلَكُمْ تَابِعٌ فِي ذَاتِ نَفْسِي وَشَرَائِعِ دِينِي وَخَاتِمَةِ عَمَلِي وَمُنْقَلَبِي وَمَثْوَايَ ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ الْبَرَّ الرَّحِيمَ أَنْ يُتِمَّ ذَلِكَ لِي. أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ عَنِ اللَّهِ مَا أَمَرَكُمْ بِهِ وَلَنْ تَخْشَوْا أَحَداً غَيْرَهُ وَجَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِهِ وَعَبَدْتُمُوهُ حَتَّى أَتَاكُمُ الْيَقِينُ. لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكُمْ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ أَمَرَ بِهِ ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَرَضِيَ بِهِ ؛ أَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ انْتَهَكُوا حُرْمَتَكُمْ وَسَفَكُوا دَمَكُمْ مَلْعُونُونَ عَلى لِسَانِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).

ثُمَّ تَقُولُ : اللَّهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ وَخَالَفُوا مِلَّتَكَ وَرَغِبُوا عَنْ أَمْرِكَ وَاتَّهَمُوا رَسُولَكَ وَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِكَ. اللَّهُمَّ

٨٩

احْشُ قُبُورَهُمْ نَاراً وَأَجْوَافَهُمْ نَاراً ، وَاحْشُرْهُمْ وَأَشْيَاعَهُمْ إِلَى جَهَنَّمَ زُرْقاً. اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ لَعْناً يَلْعَنُهُمْ بِهِ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَكُلُّ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ وَكُلُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ امْتَحَنْتَ قَلْبَهُ لِلإِيمَانِ. اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ فِي مُسْتَسِرِّ السِّرِّ وَفِي ظَاهِرِ الْعَلانِيَةِ. اللَّهُمَّ الْعَنْ جَوَابِيتَ هَذِهِ الأُمَّةِ وَالْعَنْ طَوَاغِيتَهَا وَالْعَنْ فَرَاعِنَتَهَا وَالْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْعَنْ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ وَعَذِّبْهُمْ عَذَاباً لا تُعَذِّبُ بِهِ أحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَنْصُرُهُ وَتَنْتَصِرُ بِهِ ، وَتَمُنُّ عَلَيْهِ بِنَصْرِكَ لِدِينِكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

ثُمَّ اجْلِسْ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقُلْ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَمِينُهُ ، بَلَّغْتَ نَاصِحاً وَأَدَّيْتَ أَمِيناً وَقُتِلْتَ صِدِّيقاً وَمَضَيْتَ عَلَى يَقِينٍ ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمًى عَلَى هُدًى وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إلَى باطِلٍ.

أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ وَتَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ وَدَعَوْتَ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ، وَجَزَاكَ اللَّهُ مِنْ صِدِّيقٍ خَيْراً عَنْ رَعِيَّتِكَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ الْجِهَادَ مَعَكَ جِهَادٌ وَأَنَّ الْحَقَّ مَعَكَ وَإِلَيْكَ وَأَنْتَ أَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ ، وَمِيرَاثَ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ وَعِنْدَ أَهْلِ بَيْتِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً. أَشْهَدُ أَنَّكَ صِدِّيقُ اللَّهِ وَحُجَّتُهُ عَلَى خَلْقِهِ.

وأشْهدُ أنّ دَعْوَتَكَ حَقٌّ وَكُلّ دَاعٍ مَنْصُوبٍ غَيْرَكَ فَهُوَ بَاطِل مَدْحُوضٌ. وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ.

ثُمَّ تَحَوَّل عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَتَخَيَّر مِنَ الدُّعَاءِ وَتَدْعُو لِنَفْسِكَ ، ثُمَّ تَحَوَّل عِنْدَ رَأْسِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عليهما‌السلام ) وَتَقُولُ : سَلامُ

٩٠

اللَّهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ ، يَا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ وَعِتْرَةِ آبَائِكَ الأَخْيَارِ الأَبْرَارِ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً.

ثُمَّ تَأْتِي قُبُورَ الشُّهَدَاءِ وَتُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ وَتَقُولُ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الرَّبَّانِيُّونَ أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ وَنَحْنُ لَكُمْ خَلَفٌ وَأَنْصَارٌ. أَشْهَدُ أَنَّكم أَنْصَارُ اللَّهِ وَسَادَةُ الشُّهَدَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، فَإِنَّكُمْ أَنْصَارُ اللَّهِ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : مَدْحُوضٌ وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ.

ثُمَّ تَحَوَّل عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَتَخَيَّر مِنَ الدُّعَاءِ وَتَدْعُو لِنَفْسِكَ ، ثُمَّ تَحَوَّل عِنْدَ رَأْسِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عليهما‌السلام ) وَتَقُولُ : سَلامُ اللَّهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ يَا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ وَعِتْرَةِ آبَائِكَ الأَخْيَارِ الأَبْرَارِ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً : ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا ﴾. وَمَا ضَعُفْتُمْ وَمَا اسْتَكَنْتُمْ حَتَّى لَقِيتُمُ اللَّهَ عَلَى سَبِيلِ الْحَقِّ وَنُصْرَةِ كَلِمَةِ اللَّهِ التَّامَّةِ. صَلَّى اللَّهُ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَأَبْدَانِكُمْ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً. أَبْشِرُوا بِمَوْعِدِ اللَّهِ الَّذِي لا خُلْفَ لَهُ إِنَّهُ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ وَاللَّهُ مُدْرِكٌ لَكُمْ بِثَارِ مَا وَعَدَكُمْ.

أنْتُمْ سَادَةُ الشُّهَدَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، أَنْتُمُ السَّابِقُونَ وَالْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ. أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ جَاهدَتُمْ

٩١

فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقُتِلْتُمْ عَلَى مِنْهَاجِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وَابْنِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وَسَلَّمَ تَسْلِيماً. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ وَأَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ.

ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَى الْقَبْرِ وَتَقُولُ : أَتَيْتُكَ يَاحَبِيبَ رَسُولِ اللَّهِ وَابْنَ رَسُولِهِ وَإِنِّي بِكَ عَارِفٌ وَبِحَقِّكَ ، مُقِرٌّ بِفَضْلِكَ ، مُسْتَبْصِرٌ بِضَلالَةِ مَنْ خَالَفَكَ ، عَارِفٌ بِالْهُدَى الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ. بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي ، اللَّهُمَّ إِنِّي أُصَلِّي عَلَيْهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَيْهِ أَنْتَ وَرَسُولُكَ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلاةً مُتَتَابِعَةً مُتَوَاصِلَةً مُتَرَادِفَةً تَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً ، لا انْقِطَاعَ لَهَا وَلا أَمَدَ وَلا أَجَلَ فِي مَحْضَرِنَا هَذَا وَإِذَا غِبْنَا وَشَهِدْنَا ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُوَدِّعَهُ فَقُلِ : السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَقرأ عَلَيْكَ السَّلامَ. آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ. اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا وَمِنْهُ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَنْفَعَنَا بِحُبِّهِ. اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً تَنْصُرُ بِهِ دِينَكَ وَتَقْتُلُ بِهِ عَدُوَّكَ وَتُبِيرُ بِهِ مَنْ نَصَبَ حَرْباً لآِلِ مُحَمَّدٍ ، فَإِنَّكَ وَعَدْتَ ذَلِكَ وَأَنْتَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ. السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. أَشْهَدُ أَنَّكُمْ شُهَدَاءُ نُجَبَاءُ جَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقُتِلْتُمْ عَلَى مِنْهَاجِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً ))(١) .

___________________

١- الكافي ، الشيخ الكليني ٤ / ٥٧٢.

٩٢

٩٣

٢

عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ ثُوَيْرٍ قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَيُونُسُ بْنُ ظَبْيَانَ وَالْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ وَأَبُو سَلَمَةَ السَّرَّاجُ جُلُوساً عِنْدَ أَبِي عَبْدِاللَّهِ (عليه‌السلام ) ، وَكَانَ الْمُتَكَلِّمُ مِنَّا يُونُسَ وَكَانَ أَكْبَرَنَا سِنّاً فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي أَحْضُرُ مَجْلِسَ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ يَعْنِي وُلْدَ الْعَبَّاسِ فَمَا أَقُولُ ؟

فَقَالَ: (( إِذَا حَضَرْتَ فَذَكَرْتَنَا فَقُلِ : اللَّهُمَّ أَرِنَا الرَّخَاءَ وَالسُّرُور ،َ فَإِنَّكَ تَأْتِي عَلَى مَا تُرِيدُ )).

فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي كَثِيراً مَا أَذْكُرُ الْحُسَيْنَ (عليه‌السلام ) فَأَيَّ شَيْ‏ءٍ أَقُولُ ؟

فَقَالَ : قُلْ : (( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِاللَّهِ. تُعِيدُ ذلِكَ ثَلاثاً ، فَإِنَّ السَّلامَ يَصِلُ إِلَيْهِ مِنْ قَرِيبٍ وَمِنْ بَعِيدٍ.

ثُمَّ قَالَ : إِنَّ أَبَا عَبْدِاللَّهِ الْحُسَيْنَ (عليه‌السلام ) لَمَّا قَضَى بَكَتْ عَلَيْهِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ وَمَنْ يَنْقَلِبُ فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ مِنْ خَلْقِ رَبِّنَا وَمَا يُرَى وَمَا لا يُرى. بَكَى عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ (عليه‌السلام ) إِلا ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ لَمْ تَبْكِ عَلَيْهِ.

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَمَا هَذِهِ الثَّلاثَةُ الأَشْيَاءِ ؟

قَالَ : لَمْ تَبْكِ عَلَيْهِ الْبَصْرَةُ وَلا دِمَشْقُ وَلا آلُ عُثْمَانَ ، عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ.

٩٤

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَزُورَهُ فَكَيْفَ أَقُولُ ، وَكَيْفَ أَصْنَعُ ؟

قَالَ : إِذَا أَتَيْتَ أَبَا عَبْدِاللَّهِ (عليه‌السلام ) فَاغْتَسِلْ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ ثُمَّ الْبَسْ ثِيَابَكَ الطَّاهِرَةَ ثُمَّ امْشِ حَافِياً فَإِنَّكَ فِي حَرَمٍ مِنْ حَرَمِ اللَّهِ وَحَرَمِ رَسُولِهِ. وَعَلَيْكَ بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّعْظِيمِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَثِيراً ، وَالصَّلاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ حَتَّى تَصِيرَ إِلَى باب الْحَيْرِ ، ثُمَّ تَقُولُ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا مَلائِكَةَ اللَّهِ وَزُوَّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ.

ثُمَّ اخْطُ عَشْرَ خُطُوَاتٍ ، ثُمَّ قِفْ وَكَبِّرْ ثَلاثِينَ تَكْبِيرَةً ، ثُمَّ امْشِ إِلَيْهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ ، فَاسْتَقْبِلْ وَجْهَكَ بِوَجْهِهِ ، وَتَجْعَلُ الْقِبْلَةَ بَيْنَ كَتِفَيْكَ ، ثُمَّ قُلِ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قَتِيلَ اللَّهِ وَابْنَ قَتِيلِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللَّهِ وَابْنَ ثَارِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَتْرَ اللَّهِ الْمَوْتُورَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ.

أَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الْخُلْدِ وَاقْشَعَرَّتْ لَهُ أَظِلَّةُ الْعَرْشِ ، وَبَكَى لَهُ جَمِيعُ الْخَلائق وَبَكَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ وَمَنْ يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ مِنْ خَلْقِ رَبِّنَا ، وَمَا يُرَى وَمَا لا يُرَى. أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ وَابْنُ حُجَّتِهِ. وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَتِيلُ اللَّهِ وَابْنُ قَتِيلِهِ. وَأَشْهَدُ أَنَّكَ ثَائِرُ اللَّهِ وَابْنُ ثَائِرِهِ. وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَتْرُ اللَّهِ الْمَوْتُورُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ

٩٥

بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ وَوَفَيْتَ وَأَوْفَيْتَ وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَضَيْتَ لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهِيداً وَمُسْتَشْهَداً وَشَاهِداً وَمَشْهُوداً.

أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَمَوْلاكَ وَفِي طَاعَتِكَ وَالْوَافِدُ إِلَيْكَ ، أَلْتَمِسُ كَمَالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ وَثَبَات الْقَدَمِ فِي الْهِجْرَةِ إِلَيْكَ وَالسَّبِيلَ الَّذِي لا يُخْتَلَجُ دُونَكَ مِنَ الدُّخُولِ فِي كَفَالَتِكَ الَّتِي أُمِرْتَ بِهَا ، مَنْ أَرَادَ اللَّهَ بَدَأَ بِكُمْ ؛ بِكُمْ يُبَيِّنُ اللَّهُ الْكَذِبَ ، وَبِكُمْ يُبَاعِدُ اللَّهُ الزَّمَانَ الْكَلِبَ ، وَبِكُمْ فَتَحَ اللَّهُ وَبِكُمْ يَخْتِمُ اللَّهُ ، وَبِكُمْ يَمْحُو مَا يَشَاءُ وَبِكُمْ يُثْبِتُ ، وَبِكُمْ يَفُكُّ الذُّلَّ مِنْ رِقَابِنَا ، وَبِكُمْ يُدْرِكُ اللَّهُ تِرَةَ كُلِّ مُؤْمِنٍ يُطْلَبُ بِهَا ، وَبِكُمْ تُنْبِتُ الأَرْضُ أَشْجَارَهَا ، وَبِكُمْ تُخْرِجُ الأَشْجَارُ أَثْمَارَهَا ، وَبِكُمْ تُنْزِلُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا وَرِزْقَهَا ، وبكُمْ يَكْشِفُ اللَّهُ الْكَرْبَ ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ اللَّهُ الْغَيْثَ ، وَبِكُمْ تَسِيخُ الأَرْضُ الَّتِي تَحْمِلُ أَبْدَانَكُمْ وَتَسْتَقِرُّ جِبَالُهَا عَنْ مَرَاسِيهَا. إِرَادَةُ الرَّبِّ فِي مَقَادِيرِ أُمُورِهِ تَهْبِطُ إِلَيْكُمْ وَتَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ وَالصَّادِرُ عَمَّا فَصَلَ مِنْ أَحْكَامِ الْعِبَادِ. لُعِنَتْ أُمَّةٌ قَتَلَتْكُمْ وَأُمَّةٌ خَالَفَتْكُمْ وَأُمَّةٌ جَحَدَتْ وَلايَتَكُمْ وَأُمَّةٌ ظَاهَرَتْ عَلَيْكُمْ وَأُمَّةٌ شَهِدَتْ وَلَمْ تُسْتَشْهَدْ. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْوَاهُمْ وَبِئْسَ وِرْدُ الْوَارِدِينَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَاعَبْدِ اللَّهِ. أَنَا إِلَى اللَّهِ مِمَّنْ خَالَفَكَ بَرِي‏ءٌ - ثَلاثاً - ثُمَّ تَقُومُ فَتَأْتِي ابْنَهُ عَلِيّاً (عليه‌السلام ) وَهُوَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ فَتَقُولُ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خَدِيجَةَ وَفَاطِمَةَ ، صَلَّى اللَّهُ

٩٦

عَلَيْكَ. لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ. تَقُولُهَا ثَلاثاً ، أَنَا إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ بَرِي‏ءٌ - ثَلاثاً -.

ثُمَّ تَقُومُ فَتُومِئُ بِيَدِكَ إِلَى الشُّهَدَاءِ وَتَقُولُ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ - ثَلاثاً - فُزْتُمْ وَاللَّهِ فُزْتُمْ وَاللَّهِ فَلَيْتَ أَنِّي مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً.

ثُمَّ تَدُورُ فَتَجْعَلُ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه‌السلام ) بَيْنَ يَدَيْكَ ، فَصَلِّ سِتَّ رَكَعَاتٍ ، وَقَدْ تَمَّتْ زِيَارَتُكَ فَإِنْ شِئْتَ فَانْصَرِفْ ))(١) .

___________________

١- الكافي ، الشيخ الكليني ٤ / ٥٧٥.

٩٧

٤

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ : قُلْتُ لأَبِي عَبْدِاللَّهِ (عليه‌السلام ) : مَا أَقُولُ إِذَا أَتَيْتُ قَبْرَ الْحُسَيْنِ (عليه‌السلام ) ؟

قَالَ : (( قُلِ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِاللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِاللَّهِ ، رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا عَبْدِاللَّهِ ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ شَرِكَ فِي دَمِكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِيَ بِهِ ، أَنَا إِلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ بَرِي‏ءٌ ))(١) .

___________________

١- كامل الزيارات ، الشيخ جعفر بن محمد بن قولويه / ٣٧٤.

٩٨

٥

عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِاللَّهِ (عليه‌السلام ) لِلْمُفَضَّلِ : (( كَمْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (عليه‌السلام ) ؟

قُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، يَوْمٌ وَبَعْضُ يَوْمٍ آخَرَ.

قَالَ: فَتَزُورُهُ ؟

فَقَلَت : نَعَمْ.

فَقَالَ : أَلا أُبَشِّرُكَ ، أَلا أُفَرِّحُكَ بِبَعْضِ ثَوَابِهِ ؟

قُلْتُ : بَلَى جُعِلْتُ فِدَاكَ.

فَقَالَ لِي : إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَأْخُذُ فِي جِهَازِهِ وَيَتَهَيَّأُ لِزِيَارَتِهِ فَيَتَبَاشَرُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ بَابِ مَنْزِلِهِ رَاكِباً أَوْ مَاشِياً وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ أَرْبَعَةَ آلافِ مَلَكٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُوَافِيَ الْحُسَيْنَ (عليه‌السلام ). يَا مُفَضَّلُ ، إِذَا أَتَيْتَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (عليهما‌السلام ) فَقِفْ بِالْبَابِ وَقُلْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ كِفْلاً مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ.

فَقُلْتُ : مَا هِيَ جُعِلْتُ فِدَاكَ ؟

قَالَ : تَقُولُ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ ،

٩٩

السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ عَلِيٍّ وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ الْحَسَنِ الرَّضِيِّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَاوَارِثَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَارُّ التَّقِيُّ ، السَّلامُ عَلَى الأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ وَأَنَاخَتْ بِرَحْلِكَ ، السَّلامُ عَلَى مَلائِكَةِ اللَّهِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ. أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

ثُمَّ تَسْعَى ، فَلَكَ بِكُلِّ قَدَمٍ رَفَعْتَهَا أَوْ وَضَعْتَهَا كَثَوَابِ الْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَإِذَا سَلَّمْتَ عَلَى الْقَبْرِ فَالْتَمِسْهُ بِيَدِكَ وَقُلِ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَاحُجَّةَ اللَّهِ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ.

ثُمَّ تَمْضِي إِلَى صَلاتِكَ ، وَلَكَ بِكُلِّ رَكْعَةٍ رَكَعْتَهَا عِنْدَهُ كَثَوَابِ مَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ أَلْفَ عُمْرَةٍ وَأَعْتَقَ أَلْفَ رَقَبَةٍ وَكَأَنَّمَا وَقَفَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَلْفَ مَرَّةٍ مَعَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ. فَإِذَا انْقَلَبْتَ مِنْ عِنْدِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (عليه‌السلام ) نَادَاكَ مُنَادٍ لَوْ سَمِعْتَ مَقَالَتَهُ لأَقَمْتَ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (عليه‌السلام ) وهُوَ يَقُولُ : طُوبَى لَكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ ، قَدْ غَنِمْتَ وَسَلِمْتَ ، قَدْ غُفِرَ لَكَ مَا سَلَفَ فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ. فَإِنْ هُوَ مَاتَ فِي عَامِهِ أَوْ فِي لَيْلَتِهِ أَوْ يَوْمِهِ لَمْ يَلِ قَبْضَ رُوحِهِ إِلا اللَّهُ ، وَتُقْبِلُ الْمَلائِكَةُ مَعَهُ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُوَافِيَ مَنْزِلَهُ ، وَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ : يَا رَبِّ ، هَذَا عَبْدُكَ وَافَى قَبْرَ ابْنِ نَبِيِّكَ وَقَدْ وَافَى مَنْزِلَهُ ، فَأَيْنَ نَذْهَبُ ؟

١٠٠