قصة وعبرة
ماتوا جميعاً عطشاً إيثاراً منهم على إخوانهم
في غزوة (أحد) صرع نفر من أصحاب الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم
وكانت الحياة باقية في أبدان بعض منهم، فأُتي إلى واحد من المصروعين بما يشربه، كي لا يفارق هذه الدنيا عطشاناً فأبى أن يشرب.
وقال: ناولوا الماء لهذا المصروع بجنبي، فلعله أشد عطشاً مني!
أتوا بالماء إلى الثاني فأبى أن يشرب في حين أن بقية المصروعين عطاشى وأشار إليهم أن يعطوا الماء لمصروع آخر يعاني سكرات الموت قائلاً: لعل عطشي يكون اقل من عطشه!
جاؤا بالماء إلى الثالث، فقال: أن في رمق من الحياة؛ فقدموا لذلك الصريع بجنبي فلعله أكثر عطشاً مني.
فذهبوا بالماء إلى الرابع.
وإلى الخامس…
وإلى السادس..
وإلى السابع..
وكلهم يمتنعون عن شرب الماء قبل أخيهم المصروع بجنبهم خوفاً من أن يكون أظمأ منهم ويحولون بالماء إلى الآخر.
فلما وصل الماء إلى الصريع السابع.. حوله إلى ذلك الصريع الأول..
فجاؤا به إلى الأول فلقوه ميتاً..
ثم أتوا به إلى الثاني فإذا هو ميت..
وإلى الثالث..
وإلى الرابع..وهكذا.. إلى السابع
فما وجدوا واحداً منهم حياً!
وفارقت روحهم الدنيا عطشاً من دون أن يذوقوا الماء وإيثاراً وإشفاقاً على إخوانهم!!
هكذا كان المسلمون الأول حتى استطاعوا أن يتربعوا على الحكم العالمي في مدة قليلة.. وقليلة جداً وهم قليلون بواسطة هكذا توجيهات نبوية طبقوها على حياتهم العملية، فلم أصبحنا - نحن المسلمين اليوم - مستعمرين ضعفاء أذلاء، ورغم كثرة عددنا؟