مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)0%

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه) مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 256

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيّد محمّد مير لوحي الأصفهاني
تصنيف: الصفحات: 256
المشاهدات: 62035
تحميل: 6694

توضيحات:

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 256 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 62035 / تحميل: 6694
الحجم الحجم الحجم
مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

السماء، ثمّ سقط لوجهه ساجداً لربّه (عزّ وجلّ)، ثمّ رفع رأسه وهو يقول: ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (1) .

قال: وكان مولده يوم الجمعة (2) .

وقال ابن بابويه (رحمه الله) أيضاً: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان عن محمّد بن الحسين بن زيد، عن أبي أحمد [محمّد] بن زياد الأزديّ، قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) يقول لمَّا ولد الرضا (عليه السلام):

(إن ابني هذا ولد مختوناً طاهراً مطهّراً، وليس من الأئمّة أحد إلاَّ ويولد مختوناً طاهراً مطهّراً، ولكنّا سنمرّ المُوسَى عليه لإصابة السّنة واتباع الحنيفية) (3) .

* * *

____________________

(1) آل عمران: 18.

(2) كمال الدين / الصدوق: 433 / باب 42 / ح13.

(3) كمال الدين / الصدوق: 433 / باب 42 / ح15.

١٢١

الحديث الحادي والثلاثون:

أُمّ المهدي (عليه السلام) تخبر عمّا حدث حين ولادته (عليه السلام)

قال الشيخ الصدوق أبو جعفر بن بابويه (رحمة الله عليه وعلى أبويه): حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رضي الله عنه)، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار، قال: حدّثنا أبو عليّ الخيزرانيّ عن جارية له كان أهداها لأبي محمّد (عليه السلام)، فلمَّا أغار جعفر الكذّاب على الدار، جاءته فارّة من جعفر، فتزوَّج بها.

قال أبو عليّ: حدّثني أنّها حضرت ولادة السيّد (عليه السلام)، وأنّ اسم أمّ السيّد (عليه السلام) صقيل، وأنّ أبا محمّد (عليه السلام) حدّثها بما يجري على عياله، فسألته أن يسأل (1) الله (عزّ وجل) أن يجعل ميتتها (2) قبله، فماتت في حياة أبي محمّد (عليه السلام)، وعلى قبرها لوح مكتوب عليه: (هذا قبر أمّ محمّد).

قال أبو عليّ: وسمعت هذه الجارية تقول: (3) إنّه لمّا ولد السيّد (عليه السلام)، رأت له (4) نوراً ساطعاً قد ظهر منه، وبلغ أفق السماء، ورأت طيوراً بيضاء تهبط من السماء وتمسح أجنحتها على رأسه، ووجهه وسائر جسده، ثم تطير.

____________________

(1) في المصدر المطبوع: (يدعو) بدل (يسأل).

(2) في المصدر المطبوع: (منيتها) بدل (متتها).

(3) في المصدر المطبوع: (تذكر) بدل (تقول).

(4) في المصدر المطبوع: (لها) بدل (له).

١٢٢

فأخبرنا أبا محمّد (عليه السلام) بذلك، فضحك، فقال: (تلك الملائكة نزلت [ من السماء ] (1) للتبرّك بهذا المولود، وهي أنصاره إذا خرج) (2) .

عليه وعلى آبائه المعصومين صلوات الله تبارك وتعالى.

والسلام على مَن اتبع الهدى.

* * *

____________________

(1) سقطت من المصدر المطبوع.

(2) كمال الدين / الصدوق: 431 / باب 42 / ح7.

١٢٣

الحديث الثاني والثلاثون:

حديث نسيم ومارية الخادمتين عن ولادته (عليه السلام)

قال الشيخ الصدوق أبو جعفر ابن عليّ بن الحسين (قدس الله سرّهما): حدّثنا محمّد بن عليّ ماجليويه، وأحمد بن محمّد بن يحيى العطار (رضي الله عنه)، قالا: حدّثنا محمّد بن يحيى، قال: حدّثنا الحسن بن علي النيسابوري، عن إبراهيم بن محمّد بن عبدالله بن موسى بن جعفر بن محمّد (عليه السلام)، عن السيّاري قال: حدّثني نسيم ومارية، قالتا:

لمّا سقط صاحب الزمان (عليه السلام) من بطن أمّه، [سقط] (1) جاثياً على ركبتيه، رافعاً سبّابته (2) إلى السماء، ثم عطس، فقال: (الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّدٍ وآله، زعمت الظلمة أنّ حجّة الله داحضة. لو أذن الله لي في الكلام لزال الشكّ) .

قال إبراهيم بن محمّد بن عبد الله: وحدّثني نسيم خادمة (3) أبي محمّد (عليه السلام) قالت:

قال لي صاحب الزمان (عليه السلام) وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة، فعطست عنده، فقال لي: (يرحمك الله!)، قالت نسيم: ففرحت بذلك.

____________________

(1) سقطت من المصدر المطبوع.

(2) في المصدر المطبوع: سبّابتيه.

(3) في المصدر المطبوع: خادم.

١٢٤

فقال [لي] (1) (عليه السلام): (ألا أُبشرك في العطاس؟)

فقلت: بلى [بلى يا مولاي] (2) .

فقال: (هو أمان من الموت ثلاثة أيام) (3) .

وروى ابن بابويه (رحمة الله عليه) هذا الحديث في كتابه في محلٍ ثانٍ عن إبراهيم بن محمّد العلويّ، حيث قال هناك: وبهذا الإسناد عن إبراهيم بن محمّد العلويّ قال: حدّثني طريف أبو نصر، قال: دخلت على صاحب الزمان (عليه السلام) [وهو في المهد] (4) ، فقال: (عليّ بالصندل الأحمر) ، فأتيته به، ثمّ قال: (أتعرفني؟)، قلت: نعم. فقال: (مَن أنا؟)

فقلت: أنت سيّدي وابن سيّدي.

فقال: (ليس عن هذا سألتك) .

قال طريف: فقلت: جعلني الله فداك، فبيّن لي.

قال: (أنا خاتم الأوصياء، بي يدفع الله (عزّ وجلّ) البلاء عن أهلي وشيعتي) (5) .

وقال الشيخ الجليل محمّد بن الحسن الطوسي (نور الله مرقده):

وفي رواية أخرى عن جماعة من الشيوخ: أنَّ حكيمة حدّثت بهذا الحديث (أي حديث ولادة الصاحب (عليه السلام))، وذكرت أنَّه كان ليلة النصف

____________________

(1) سقطت من النسخة.

(2) سقطت من النسخة.

(3) كمال الدين / الصدوق: 430 / باب 42 / ح5.

أقول: ورواه الشيخ الطوسي في الغيبة / ص 245، تحت فقرة رقم 211، وفي 232 / فقرة رقم 200؛ إثبات الوصية / للمسعودي: ص 261 / ط مؤسسة أنصاريان / قم 1417 هـ؛ وفي إعلام الورى / للطبرسي: 2/217، وفي الخرائج والجرائح / للراوندي: 2 / 693 و694؛ وفي الثاقب في المناقب / للفقيه عماد الدين الطوسي المعروف بابن حمزة: 203 / ح180 / الفصل 11 / ح9.

(4) سقطت من المصدر المطبوع.

(5) كمال الدين / الصدوق: 441 / باب 43 / ح12.

١٢٥

من شعبان، وأنَّ أمّه نرجس، وساقت الحديث إلى قولها: فإذا أنا بحسّ سيّدي، وبصوت أبي محمّد (عليه السلام) وهو يقول: (يا عمتي، هاتي ابني إليّ) .

فكشفت عن سيّدي، فإذا هو ساجد متلقياً الأرض بمساجده، وعلى ذراعه الأيمن مكتوب: ( جَاءَ الْحَقّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ) (1) .

فضممته إليّ، فوجدته مفروغاً منه، فلففته في ثوب، وحملته إلى أبي محمّد (عليه السلام).

وذكروا الحديث إلى قوله: (أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله، وأنّ عليّاً أمير المؤمنين حقّاً) . ثمّ لم يزل يعدّ السادة، والأوصياء إلى أن بلغ إلى نفسه ودعا لأوليائه بالفرج على يديه، ثمّ أحجم.

وقالت: ثم رُفع بيني وبين أبي محمّد (عليه السلام) كالحجاب، فلم أرَ سيّدي، فقلت لأبي محمّد (عليه السلام): يا سيدي أين مولاي؟

فقال: (أخذه من هو أحقّ منك ومّنا).

[ثم] (2) وذكروا الحديث بتمامه وزادوا فيه:

فلمَّا كان بعد أربعين يوماً دخلت على أبي محمّد (عليه السلام)، فإذا مولانا الصاحب (عليه السلام) يمشي في الدار، فلم أرَ وجهاً أحسن من وجهه، ولا لغة أفصح من لغته، فقال أبو محمّد (عليه السلام): (هذا المولود الكريم على الله (عزّ وجلّ)) .

فقلت: سيّدي أرى من أمره ما أرى وله أربعون يوماً؟!

فتبسّم وقال: (يا عمّتي، أما إنّا - معاشر الأئمّة - ننشؤ في اليوم ممَّا ينشؤ غيرنا في السنة؟!)

فقمت وقبَّلت رأسه، وانصرفت، ثمّ عدتّ وتفقدته، فلم أره؛ فقلت لأبي محمّد (عليه السلام): ما فعل مولانا؟

____________________

(1) بني إسرائيل: 81.

(2) هذه الزيادة في المصدر.

١٢٦

فقال: (يا عمّة، استودعناه الذي استودعت أُمّ موسى (عليه السلام)) (1) .

وكان الهدف من كتابة هذا الحديث شيئين:

أوّلهما: أنَّه عندما ولد (عليه السلام) كان مكتوباً على ذراعه بقلم القدرة: ( جَاءَ الْحَقّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنّ الْبَاطِلَ كَاًنَ زَهُوقا ) (2) .

ثانيهما: أنَّ السيّدة حكيمة قال: فلمّا كان بعد أربعين يوماً، دخلت على أبي محمّد (عليه السلام)، فإذا مولانا الصاحب (عليه السلام) يمشي في الدار، فلم أر وجهاً أحسن من وجهه، ولا لغةً أفصح من لغته؛ فقال أبو محمّد (عليه السلام): (هذا المولود الكريم على الله (عزّ وجلّ))، فقلت: سيدي أرى من أمره ما أرى وله أربعون يوماً! فتبسمّ، وقال: (يا عمّتي؛ أما علمت إنّا معاشر الأئمّة ننشؤ في اليوم ما ينشؤ غيرنا في السنة) . فقمت، وقبَّلت رأسه، وانصرفت، ثمّ عدت وتفقدته فلم أره، فقلت لأبي محمّد (عليه السلام): ما فعل مولانا؟ فقال: (يا عمّة، استودعناه الذي استودعت أمّ موسى (عليه السلام)) .

وجاء في رواية أخرى ما خلاصته: أنَّ الإمام الحادي عشر أمَرَ روح القدس الذي ظهر على صورة الطير، أن يأخذه (عليه السلام)، وكان باقي الملائكة تنزّلت على صورة الطيور، فاتبعته، فبكت السيدة نرجس، فسلاّها الإمام (عليه السلام)، فقال لها: (اسكتي، فإن الرضاع [محرّم] عليه إلاَّ من ثدييك، وسيعاد إليك كما ردّ موسى (عليه السلام) إلى أُمه، وذلك قول الله (عزّ وجلّ): ( فَرَدَدْنَاهُ إِلَى‏ أُمّهِ كَيْ تَقَرّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ ) (3) .

ومَن أراد تفصيل هذا الحديث فليرجع إلى كتاب (كمال الدين وتمام النعمة)، وكتاب (الفرج الكبير) (4) .

____________________

(1) الغيبة / الطوسي: 239 و240 / فقرة رقم 207.

(2) بني إسرائيل: 81.

(3) القصص: 13.

(4) كمال الدين / الصدوق: 426 - 430 / باب 42 / ح2. وكما قدَّمنا فإنَّ كتاب (الفرج الكبير) قد فجعنا بفقده، وأنَّه كان موجوداً عند المؤلِّف.

١٢٧

قال الشيخ الصدوق أبو جعفر بن بابويه (رحمه الله): حدّثنا محمّد بن عليّ ماجليويه، ومحمّد بن موسى المتوكّل، وأحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رضي الله عنهم)، قالوا: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، قال: حدّثني إسحاق بن روح البصري، عن أبي جعفر العمري، قال:

لما ولد السيّد (عليه السلام)، قال أبو محمد (صلوات الله عليه): (ابعثوا إليّ بأبي عمرو) (1) .

فبعث إليه، فصار إليه، فقال له: (اشتر عشرة آلاف رطل خبزاً، وعشرة آلاف رطل لحماً وفرّقه) .

قال: أحسبه، قال: (على بني هاشم، وعقّ عنه بكذا وكذا شاة) (2) .

قال الفضل بن شاذان: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن فارس النيسابوري، قال:

لمَّا همّ الوالي عمرو بن عوف بقتلي، وهو رجل شديد النصب، وكان مولعاً بقتل الشيعة، فأُخبرت بذلك، وغلب عليّ خوف عظيم، فودّعت أهلي وأحبائي، وتوجَّهت إلى دار أبي محمد(عليه السلام) لأودّعه، وكنت أردت الهرب، فلمَّا دخلت عليه رأيت غلاماً جالساً في جنبه، وكان وجهه مضيئاً كالقمر ليلة البدر، فتحيّرت من نوره وضيائه، وكاد أن أنسى ما كنت فيه من الخوف والهرب، فقال: (يا إبراهيم، لا تهرب؛ فإنّ الله تبارك وتعالى سيكفيك شره).

فازداد تحيُّري، فقلت لأبي محمّد (عليه السلام): يا سيّدي! جعلني الله فداك، مَن هو، وقد أخبرني بما كان في ضميري؟

فقال: (هو ابني وخليفتي من بعدي، وهو الذي يغيب غيبة طويلة، ويظهر بعد امتلاء الأرض جوراً وظلماً، فيملؤها عدلاً وقسطاً) .

فسألته عن اسمه؛ قال: (هو سميّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وكنيّه. لا يحل لأحد

____________________

(1) في المصدر المطبوع: (ابعثوا إلى أبي عمرو) .

(2) كمال الدين / الصدوق: 430 و431 / باب 42 / ح6.

١٢٨

أن يسمّيه باسمه، أو يكنّيه بكنيته، إلى أن يظهر الله دولته وسلطنته، فاكتم - يا إبراهيم - ما رأيت وسمعت عنّا اليوم إلاَّ عن أهله) .

فصلّيت عليهما وآبائهما، وخرجت مستظهراً بفضل الله تعالى، واثقاً بما سمعته من الصاحب (عليه السلام)، فبشّرني عمّي علي بن فارس بأنَّ المعتمد قد أرسل أبا أحمد أخاه، وأمره بقتل عمرو بن عوف، فأخذه أبو أحمد في ذلك اليوم وقطّعه عضواً عضواً، والحمد لله رب العالمين.

وبما أنَّه أُشير في الحديث العشرين والحادي والثلاثين إلى قبائح جعفر الكذّاب؛ فلذلك نذكر في هذا المقام بعد حديث وفاة الإمام الحسن بن عليّ العسكري (عليهما السلام) نبذة من الصفات الذميمة لجعفر المذكور.

نقل الشيخ أبو عبد الله محمّد بن هبة الله الطرابلسي في كتاب (الفرج الكبير)، وروى بسنده عن أبي الأديان وكان خادم الإمام (عليه السلام) أنَّه قال (1) : (...

____________________

(1) نظراً لضياع كتاب (الفرج الكبير) للطرابلسي، وعدم وجود نسخة له كحال الكتب الثمينة التي ضاعت ولم تصل إلينا، فلذلك ارتأينا أن نترجم النص ونرجعه إلى لغته الأصلية العربية؛ وبما أنَّ الأقرب لها هي الرواية التي نقلها الشيخ الصدوق في كمال الدين؛ فنحن ننقل الترجمة عن النّص الموجود في (كمال الدين)، ونسقط منه الأشياء التي هي غير موجودة في الترجمة؛ ليكون النص الجديد أقرب إلى ما في (الفرج الكبير) والله تعالى أعلم.

ولأنَّنا وجدنا المؤلف لا يلتزم بالترجمة الحرفية، فلذلك احتملنا أن تكون بعض الزيادات هنا ناتجة لتسامحه في الترجمة، فلذلك احتطنا فنقلنا النص كما في كمال الدين / الصدوق: 475 و476.

(وحدّثنا أبو الأديان قال: كنت أخدم الحسين بن عليّ بن محمّد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وأحمل كتبه إلى الأمصار، فدخلت عليه في علّته التي توفِّي فيها (صلوات الله عليه)، فكتب معي كتاباً، وقال: (امض بها إلى المدائن، فإنّك ستغيب خمسة عشر يوماً وتدخل إلى سرّ من رأى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل).

قال أبو الأديان: فقلت: يا سيدي، فإذا كان ذلك فمَن؟ قال: (من طالبك بجوابات كتبي، فهو القائم من بعدي) ، فقلت: زدني، فقال: (مَن يصلِّي عليّ فهو القائم من بعدي) ، فقلت: زدني، فقال: (مَن أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي) ، ثم منعتني هيبته أن أسأله عمّا في الهميان. =

١٢٩

دخلت [على الإمام (عليه السلام)] في علّته التي توفِّي فيها (صلوات الله عليه)، فكتب معي كتباً وقال: (أمض بها إلى فلان وفلان وكثير من أصحابنا. واعلم أنَّك

____________________

= وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها، ودخلت سرّ من رأى يوم الخامس عشر كما ذكر لي (عليه السلام)، فإذا أنا بالواعية في داره، وإذا به على المغتسل، وإذا أنا بجعفر بن عليّ أخيه بباب الدار والشيعة من حوله يعزّونه ويهنّونه، فقلت في نفسي: إن يكن هذا الإمام فقد بطلت الإمامة؛ لأنّي كنت أعرفه يشرب النبيذ، ويقامر في الجوسق، ويلعب بالطنبور، فتقدّمت فعزّيت وهنّيت، فلم يسألني عن شيء، ثم خرج عقيد فقال: يا سيدي، قد كُفِّن أخوك، فقم وصلِّ عليه. فدخل جعفر بن عليّ والشيعة من حوله يقدمهم السمّان والحسن بن عليّ، قتيل المعتصم المعروف بسلمة.

فلمَّا صرنا في الدار، إذا نحن بالحسن بن عليّ (صلوات الله عليه) على نعشه مكفَّناً، فتقدَّم جعفر بن عليّ ليصلّي على أخيه. فلمّا همّ بالتكبير، خرج صبيّ بوجهه سمرة، بشعره قطط، بأسنانه تفليج، فجذب برداء جعفر بن عليّ وقال: (تأخر - يا عمّ - فأنا أحقّ بالصلاة على أبي) ، فتأخَّر جعفر، وقد اربدّ وجهه واصفرّ.

فتقدَّم الصبي وصلّى عليه ودُفن إلى جانب قبر أبيه (عليهما السلام)، ثمّ قال: (يا بصريّ، هات جوابات الكتب التي معك، فدفعتها إليه) ، فقلت في نفسي: هذه بيّنتان، بقي الهميان.

ثم خرجت إلى جعفر بن عليّ وهو يزفر، فقال له حاجز الوشاء: يا سيدي، من الصبي لنقيم الحجة عليه؟ فقال: والله ما رأيته قطّ ولا أعرفه. فنحن جلوس، فقدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن عليّ (عليهما السلام)، فعرفوا موته، فقالوا: فمَن [نعزِّي]؟ فأشار الناس إلى جعفر بن عليّ فسلّموا عليه وعزّوه وهنّوه، وقالوا: إن معنا كتباً ومالاً، فتقول ممَّن الكتب؟ وكم المال؟، فقام ينفض أثوابه ويقول: تريدون منّا أن نعلم الغيب، قال: فخرج الخادم فقال: معكم كتب فلان وفلان [وفلان]، وهميان فيه ألف دينار وعشرة دنانير فيها مطلية. فدفعوا إليه الكتب والمال وقالوا: الذي وجه بك لأخذ ذلك هو الإمام، فدخل جعفر بن عليّ على المعتمد وكشف له ذلك، فوجه المعتمد بخدمه فقبضوا على صقيل الجارية، فطالبوها بالصبي، فأنكرته وادعت حبلاً بها لتغطّى حال الصبيّ، فسُلِّمت إلى ابن أبي الشوارب القاضي، وبغتهم موت عبيد الله بن يحيى بن خاقان فجأة، وخروج صاحب الزّنج بالبصرة، فشغلوا بذلك عن الجارية، فخرجت عن أيديهم، والحمد لله رب العالمين.

١٣٠

الحديث الثالث والثلاثون:

الإمام العسكري يعرض ولده المهدي على أحمد بن إسحاق

قال الصدوق (عليه رحمة الله الملك الغفور) في كتابه المزبور: حدّثنا عليّ بن عبد الله الورّاق، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري، قال:

دخلت على أبي محمّد الحسن بن عليّ (عليهما السلام) وأنا أُريد أن أسأله عن الخلف من بعده، فقال لي مبتدئاً: (يا أحمد بن إسحاق، إنّ الله تبارك وتعالى لم يُخلِ الأرض منذ خلق آدم (عليه السلام)، ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة، من حجّة لله على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الأرض، وبه ينزّل الغيث، وبه يخرج بركات الأرض) .

قال: فقلت له: يا ابن رسول الله، فمَن الخليفة والإمام بعدك؟

فنهض (عليه السلام) مسرعاً، فدخل البيت، ثمّ خرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر، من أبناء الثلاث سنين، فقال: (يا أحمد بن إسحاق، لولا كرامتك على الله (عزّ وجلّ) وعلى حججه، ما عرضت عليك ابني هذا؛ إنَّه سمّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وكنّيه، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلمّاً.

يا أحمد بن إسحاق، مثله في هذه الأُمّة كمثل الخضر (عليه السلام)، ومثله مثل ذي القرنين. والله، ليغيبنّ غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلاَّ مَن ثبّته الله (عزّ وجلّ) على القول بإمامته، ووفَّقه للدّعاء بتعجيل فرجه) .

١٣١

قال (1) أحمد بن إسحاق: قلت: (2) يا مولاي، هل (3) من علامة يطمئن إليها قلبي؟

فنطق الغلام (عليه السلام) بلسان عربي فصيح، فقال: (أنا بقيّة الله في أرضه، والمنتقم من أعدائه؛ فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق!)

[فقال أحمد بن إسحاق]: (4) فخرجت فرحاً مسروراً (5) .

فلمّا كان من الغد، عدت إليه، فقلت (6) : يا ابن رسول الله، لقد عظم سروري بما مننت [به] عليّ، فما السُنة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟

فقال: (طول الغيبة، يا أحمد)

فقلت [له] (7) : يا ابن رسول الله، وإنَّ غيبته لتطول؟

قال: (إي وربّي، حتّى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به، فلا يبقى إلاَّ مَن أخذ الله عهده بولايتنا، وكتب في قلبه الإيمان، وأيَّده بروح منه.

يا أحمد بن إسحاق، هذا أمرٌ من [أمر] الله جلّت عظمته، وسرٌّ من سرّ الله، وغيب من غيب الله، فخذ ما آتيتك، واكتمه، وكن من الشاكرين، تكن معنا [غداً] في علِّيِّين) (8) .

اللَّهُم ارزقنا جوار أصفيائك الطاهرين برحمتك يا أرحم الراحمين.

والسلام على مَن اتبع الهدى.

____________________

(1) في المصدر: فقال.

(2) في المصدر: فقال له.

(3) في المصدر: فهل.

(4) سقطت من النسخة.

(5) في المصدر: فخرجت مسروراً فرحاً.

(6) في المصدر: فقلت له.

(7) سقطت من المصدر.

(8) كمال الدين / الصدوق: 384 و385 / باب 38 / ح1.

١٣٢

الحديث الرابع والثلاثون:

رشيق المادراني يهجم على بيت الإمام (عليه السلام)

قال أبو محمّد بن شاذان (عليه رحمة الله المَلِك المنان): حدّثنا محمّد بن عبدالله بن الحسين بن سعد الكاتب (رضي الله عنه)، قال: قال أبو محمّد (عليه السلام):

(قد وضع بنو أُميَّة وبنو العباس سيوفهم علينا لعلَّتين:

إحداهما: أنّهم كانوا يعلمون أنَّه ليس لهم في الخلافة حقّ، فيخافون من ادعائنا إيَّاها وتستقر في مركزها.

وثانيتهما: أنّهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة على أنَّ زوال مُلك الجبابرة والظلمة على يد القائم منّا، وكانوا لا يشكّون أنّهم من الجبابرة والظلمة، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وإبادة نسله؛ طمعاً منهم في الوصول إلى منع تولّد القائم (عليه السلام) أو قتله، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد منهم إلاَّ أن يتم نوره ولو كره المشركون) .

ومن مؤيِّدات هذا الحديث، ما نقله الشيخ الطوسي (1) ، والشيخ الطرابلسي، والشيخ الراوندي (2) ، وكثير غيرهم (3) ، عن رشيق المادرائي، ما مضمونه بما يوافق

____________________

(1) الغيبة / الطوسي: 248 و249 / تحت فقرة 218.

(2) الخرائج و الجرائح / الراوندي: 1 / 460 / ح5.

(3) فرج المهموم / السيد ابن طاووس: 248؛ منتخب الأنوار المضيئة / النيلي: 140؛ إثباة الهداة / الحر العاملي: 3 / 683 / ح92.

١٣٣

نقل بعضهم، أنه حدّث رشيق حاجب المادراني قال: (بعث إلينا المعتضد وأمرنا أن نركب ونحن ثلاثة نفر، ونخرج مخفّين على السروج ونجنب أخرى، وقال: الحقوا بسامراء، واكبسوا دار الحسن بن عليّ فإنَّه توفِّي، ومَن رأيتم في داره فأتوني برأسه.

فكبسنا الدار كما أمرنا، فوجدناها داراً سريّة كأنَّ الأيدي رفعت عنها في ذلك الوقت، فرفعنا الستر وإذا سرداب في الدار الأخرى، فدخلناها وكأنَّ بحراً فيها وفي أقصاه حصير، وقد علمنا أنَّه على الماء، وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة، قائمٌ يصلِّي، فلم يلتفت إلينا ولا إلى شيء من أسبابنا؛ فسبق أحمد بن عبد الله ليتخطَّى، فغرق في الماء، وما زال يضطرب حتى مددت يدي إليه فخلَّصته وأخرجته، فغشي عليه وبقي ساعة.

وعاد صاحبي الثاني إلى فعل ذلك، فناله مثل ذلك.

فبقيت مبهوتاً، فقلت لصاحب البيت: المعذرة إلى الله وإليك، فوالله ما علمت كيف الخبر وإلى مَن نجئ، وأنا تائب إلى الله.

فما التفت إليَّ بشيء ممَّا قلت؛ فانصرفنا إلى المعتضد، فقال: اكتموه وإلاّ ضُربت رقابكم (1) . (فما جسرنا أن نحدِّث به إلاَّ بعد موته) (2) .

الحمد لله الذي يصون حجته من شرّ الأعداء.

والسلام على مَن اتبع الهدى.

* * *

____________________

(1) كشف الغمة / المحقق الإربلي 2: 499 و500.

(2) الغيبة / الطوسي: 250.

١٣٤

الحديث الخامس والثلاثون:

رؤية الأودي للمهدي (عليه السلام) في الطواف

قال عماد الدين أبو جعفر بن بابويه (رحمة الله عليه) في كتاب (كمال الدين): حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنه)، قال: حدّثنا أبو القاسم عليّ بن أحمد الخديجي الكوفي، قال: حدّثنا الأودي، قال:

بينا أنا في الطواف وقد طفت ستاً، وأنا أُريد أن أطوف السابع، فإذا بحلقة عن يمين الكعبة وشابٌّ حسن الوجه، طيّب الرائحة، هيوب، ومع هيبته متقرّبٌ إلى الناس يتكلَّم؛ فلم أرَ أحسن من كلامه، ولا أعذب من منطقه، وحسن جلوسه، فذهبت أكلمّه، فزبرني الناس، فسألت بعضهم: مَن هذا؟

فقالوا: هذا ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، يظهر للناس في كل سنة يوماً لخواصّه يحدّثهم.

فقلت: يا سيدي! أتيتك مسترشداً، فأرشدني هداك الله (عزّ وجلّ)، فناولني (عليه السلام) حصاة، فحوّلت وجهي.

فقال لي بعض جلسائه: ما الّذي دفع إليك؟

فقلت: حصاة وكشفتُ يدي عنها، فإذا أنا بسبيكة ذهب، فذهبت فإذا أنا به (عليه السلام) قد لحقني، فقال لي: (ثبتت عليك الحجّة، وظهر لك الحقّ، وذهب عنك العمى، أتعرفني؟)

١٣٥

قلت: لا.

فقال (عليه السلام): (أنا المهدي، وأنا قائم الزمان، أنا الّذي أملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً؛ إنّ الأرض لا تخلو من حجّة، ولا يبقى الناس في فترة، فهذه أمانة تُحدِّث بها إخوانك (1) من أهل الحق) (2) .

والسلام على على مَن اتبع لهدى.

* * *

١٣٦

الحديث السادس والثلاثون:

المهدي (عليه السلام) يغيث رجلاً من الشيعة

قال الحسن بن حمزة العلوي الطبري (قدس سرّه) في كتابه الموسوم بكتاب (الغيبة): حدّثنا رجل صالح من أصحابنا، قال: خرجت سنة من السنين حاجّاً إلى بيت الله الحرام، وكانت سنة شديدة الحر، كثيرة السموم؛ فانقطعت عن القافلة، وضللت الطريق، فغلب عليّ العطش حتى سقطت، وأشرفت على الموت، فسمعت صهيلاً، ففتحت عيني، فإذا بشاب حسن الوجه، حسن الرائحة، راكب على دابة شهباء، فسقاني ماءً أبرد من الثلج، وأحلى من العسل، ونجّاني من الهلاك.

فقلت: يا سيدي مَن أنت؟

قال: (أنا حجّة الله على عباده، وبقية الله في أرضه، أنا الذي أملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، أنا ابن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام)).

ثم قال: (أخفض عينيك) . فخفضتها. ثم قال: (افتحهما) . ففتحتهما، فرأيت نفسي في قدام القافلة؛ ثم غاب عن نظري.

صلوات الله عليه وعلى جميع الأنبياء والأوصياء.

والسلام على مَن أتبع الهدى.

* * *

١٣٧

الحديث السابع والثلاثون:

بعض مَن رأى الإمام المهدي (عليه السلام)

قال أبو محمّد ابن شاذان (رفع الله رتبه في الجنان): حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر (صلّى الله عليه وآله)، قال: حدّثنا حماد بن عيسى، قال: حدّثنا عبد الله بن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد (عليهما السلام): (ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء إلاَّ يظهر الله تبارك وتعالى مثلها على يدٍ قائمنا لإتمام الحجّة على الأعداء) .

والسلام على من اتبع الهدى.

انقدح في ذهن القاصر أن أذكر في ضمن هذا الحديث بعض مَن وفّق بشرف رؤية الحجة (عجَّل الله تعالى فرجه الشريف) مع قليل من المعجزات الباهرات لمنتجب خالق الأرض والسماوات.

[رؤية محمّد بن إسماعيل للحجة (عليه السلام)]:

قال الشيخ الجليل محمّد بن محمّد بن النعمان الملقَّب بالمفيد (عليه رحمة الله الملك المجيد) في كتاب (الإرشاد) (باب ذكر مَن رأى الإمام الثاني عشر (عليه السلام) وطرف من دلائله وبيِّناته): وبعد ذكر سند روايته عن محمّد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر (عليهما السلام)، قال: (وكان أسنّ شيخ من ولد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بالعراق)، ثم نقل قوله أنَّه قال: (رأيت ابن الحسن بن عليّ بن محمّد (عليهم السلام) بين المسجدين وهو غلام) (1) .

____________________

(1) الإرشاد / الشيخ المفيد 2: 351.

١٣٨

[رؤية حكيمة عمّة العسكري (عليه السلام) للحجة (عليه السلام)]:

وقال الشيخ (رحمة الله عليه) أيضاً ما ملخّصه: إنَّ حكيمة بنت محمد بن عليّ قد رأت القائم (عليه السلام) ليلة مولده وبعد ذلك.

وروى الشيخ ما مجمله: أنَّ حكيمة بنت محمّد بن عليّ قد رأته (عليه السلام) ليلة مولده وبعد ذلك (1) .

وعن عليّ بن محمّد، عن حمدان القلانسي أنَّه قال: قلت لأبي عمرو العمري: قد مضى أبو محمّد؟

فقال لي: قد مضى، وذلكنَّ قد خلّف فيكم مَن رقبته مثل هذه - وأشار بيده - (2) .

وقال فتح مولى الزراري، قال: سمعت أبا عليّ بن مطهّر يذكر أنَّه رآه، ووصف له قدّه (3) .

وروى محمّد بن شاذان بن نعيم النيسابوري، عن خادمةٍ لإبراهيم بن عبدة النيشابوري - وكانت من الصالحات - أنَّها قالت: كنت واقفةً مع إبراهيم على الصفا، فجاء صاحب الأمر (عليه السلام) حتى وقف معه وقبض على كتاب مناسكه، وحدّثه بأشياء (4) .

وروى عن أبي عبد الله بن صالح: أنَّه رآه بحذاء الحجر والناس يتجاذبون عليه، وهو يقول: (ما بهذا أمروا) (5) .

____________________

(1) الإرشاد / المفيد 2: 351، قال: (أخبرني أبو القاسم، عن محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن الحسين بن رزق الله قال: حدّثني موسى بن محمّد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر قال: حدّثني حكيمة بنت محمّد بن علي - وهي عمّة الحسن (عليه السلام) - أنَّها رأت القائم (عليه السلام) ليلة مولده وبعد ذلك.

(2) الإرشاد / الشيخ المفيد 2: 351 و352.

(3) الإرشاد / الشيخ المفيد 2: 352.

(4) الإرشاد / الشيخ المفيد 2: 352.

(5) الإرشاد / الشيخ المفيد 2: 352 و353.

١٣٩

وروى عن أحمد بن إبراهيم بن إدريس، عن أبيه أنَّه قال: رأيته (عليه السلام) بعد مضيّ أبي محمّد حين أيفع، وقبّلت يده ورأسه (1) .

وروى عن القنبري قال: جرى حديث جعفر بن علي فذّمه، فقلت: فليس غيره؟

قال: بلى.

قلت: فهل رأيته؟

قال: لم أره، ولكن غيري رآه.

قلت: مَن غيرك؟

قال: قد رآه جعفر مرّتين (2) .

ورآه (عليه السلام) أبو نصر طريف الخادم أيضاً.

وأمثال هذه الأخبار في هذا المعنى كثيرة، وهو كافٍ لِمَا رمناه من الاختصار؛ لأنّنا ذكرنا قبل هذا أهمّ المطالب في باب وجوده وإمامته (عليه السلام)، وما سوف يأتي بعد هذا فهو زيادة في التأكيد.

ثمّ ذكر الشيخ (رحمة الله عليه) بعد ذلك بعض معجزاته (عليه السلام)، ومن جملة معاجزه (عليه السلام)، التي رواها الشيخ (عليه الرحمة) وغيره:

أنَّ محمّد بن أبي عبد الله السياري قال: أوصلت أشياءً للمرزباني الحارثي فيها سوار ذهب، فقبلت وردّ عليّ السوار، وأُمرت بكسره فكسرته، فإذا في وسطه مثاقيل حديد ونحاس وصفر، فأخرجته وأنفذت الذهب بعد ذلك فقَبِل (3) .

والرواية الأخرى: أوصل رجل من أهل السواد مالاً، فردّ عليه، وقيل له: (أخرج حقّ ولد عمّك منه، وهو أربعمئة درهم) .

____________________

(1) الإرشاد / الشيخ المفيد 2: 353.

(2) الإرشاد / الشيخ المفيد 2: 353.

(3) الإرشاد / الشيخ المفيد 2: 356.

١٤٠