مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)0%

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه) مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 256

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيّد محمّد مير لوحي الأصفهاني
تصنيف: الصفحات: 256
المشاهدات: 62068
تحميل: 6697

توضيحات:

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 256 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 62068 / تحميل: 6697
الحجم الحجم الحجم
مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الشيخ رفيع الدرجة، والمؤيد بالتأييدات القدّوسية، الشيخ أبو جعفر الطوسي (عليه الرحمة) عنه في كتاب (الغيبة) بهذا الطريق: عنه، عن سيف بن عميرة، عن بكر بن محمّد الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (خروج الثلاثة: الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، فليس فيها راية بأهدى من راية اليماني تهدي إلى الحق) (1) .

فاعلم - يا محب سلطان الرجال - أنّ الأحاديث في باب علامات ظهور صاحب الزمان (عليه صلوات الله الرحمن) كثيرة، وقد ذكر بعضها الشيخ الجليل محمّد بن محمّد بن النعمان (رحمه الله) في كتاب (الإرشاد)، ولنكتف بها:

قال الشيخ:

من بعض علامات زمان قيام القائم (عليه السلام) (2) :

خروج السفياني، وقتل الحسني، واختلاف بني العباس في الملك الدنياوي، وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان، وخسوف القمر في آخره على خلاف العادات، وخسف بالبيداء، وخسف بالمغرب، وخسف بالمشرق، وركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر، وطلوعها من المغرب، وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام، وهدم سور الكوفة، وإقبال رايات سود من قبل خراسان، وخروج اليماني، وظهور المغربي بمصر وتملّكه للشامات،

____________________

(1) الغيبة / الطوسي: 446 و447 / تحت فقرة 443.

(2) يبدو أنَّ المؤلف قد اختصر عبارة الشيخ المفيد (قدس سرّه)، بينما النص هو كما يلي: (باب ذكر علامات قيام القائم (عليه السلام)، ومدّة أيام ظهوره، وشرح سيرته، وطريقة أحكامه، وطرف ممّا يظهر في دولته وأيامه (صلوات الله عليه): قد جاءت الأخبار (الآثار خ. ل) بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي (عليه السلام) وحوادث تكون أمام قيامه وآيات ودلالات، فمنها: خروج السفياني... إلخ).

الإرشاد / الشيخ المفيد 2: 368.

٢٠١

ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة، وطلوع نجم بالمشرق يُضيء كما يُضيء القمر، ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه، وحمرةٌ تظهر في السماء وتنتشر في آفاقها، ونار تظهر بالمشرق طولاً وتبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام، وخلع العرب أعنّتها وتملكها البلاد وخروجها عن سلطان العجم، وقتل أهل مصر أميرهم، وخراب الشام، واختلاف ثلاث رايات فيه، ودخول رايات قيس والعرب إلى مصر ورايات كندة إلى خراسان، وورود خيل من قبل المغرب حتى تُربط بفناء الحيرة، وإقبال رايات سودٍ من المشرق نحوها، وبثق في الفرات حتى يدخل الماء أزقّة الكوفة، وخروج ستين كذّاباً كلهم يدّعي النبوة، وخروج اثني عشر من آل أبي طالب كلهم يدّعي الإمامة لنفسه، وإحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولاء وخانقين، وعقد الجسر ممّا يلي الكرخ بمدينة السلام، وارتفاع ريح سوداء بها في أول النهار؛ وزلزلة حتى ينخسف كثير منها، وخوف يشمل أهل العراق، وموت ذريع فيه، ونقص من الأنفس والأموال والثمرات، وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه حتى يأتي على الزرع والغلاّت، وقلّة ريع لِمَا يزرعه الناس، واختلاف صنفين من العجم، وسفك دماء كثيرة فيما بينهم، وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم وقتلهم مواليهم، ومسخ لقوم من أهل البدع حتى يصيروا قردةً وخنازير، وغلبة العبيد على بلاد السادات، ونداء من السماء - حتى يسمعه أهل الأرض -: كل أهل لغةٍ بلغتهم، ووجه وصدر يظهران من السماء للناس في عين الشمس، وأموات ينشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون.

ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحيى بها الأرض من بعد موتها وتعرف بركاتها، وتزول بعد ذلك كل عاهةٍ عن معتقدي الحق من شيعة المهدي (عليه السلام)، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجّهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك الأخبار.

٢٠٢

ومن جملة هذه الأحداث محتومة، ومنها مشترطة، والله أعلم بما يكون، وإنّما ذكرناها على حسب ما ثبت في الأصول وتضمنها الأثر المنقول، وبالله نستعين وإيّاه نسأل التوفيق (1) .

وقد ذكر مؤلف كتاب كشف الغمة (رحمه الله) هذه العلامات أيضاً نقلاً عن الشيخ المفيد (عليه رحمة الملك المجيد)، ثم قال بعد ذلك: لا ريب أنّ هذه الحوادث فيها ما يحيله العقل، وفيها ما يحيله المنجّمون؛ ولهذا اعتذر الشيخ المفيد (رحمه الله) في آخر إيراده لها.

والذي أراه أنّه إذا صحت طرقات نقلها، وكانت منقولة عن النبي أو الإمام (عليهما السلام)، فحقّها أن تتلقى بالقبول؛ لأنّها معجزات، والمعجزات خواورق للعادات كانشقاق القمر وانقلاب العصا ثعباناً والله أعلم.

وقال الشيخ المفيد (رحمه الله): أخبرني أبو الحسن عليّ بن بلال المهلبي، يرفعه إلى إسماعيل بن الصباح، قال: سمعت شيخاً من أصحابنا يذكر عن سيف بن عميرة، قال:كنت عند أبي جعفر المنصور، فقال لي ابتداءً: يا سيف بن عميرة! لا بدّ من منادٍ ينادي من السماء باسم رجل من ولد أبي طالب.

فقلت: جعلت فداك - يا أمير المؤمنين - تروي هذا؟!

فقال: إي والذي نفسي بيده لسماع أذني له.

فقلت: يا أمير المؤمنين، إنّ هذا الحديث ما سمعته قبل وقتي هذا!

فقال: يا سيف، إنّه لحق، فإذا كان فنحن أوّل مَن يجيبه، أما إنّ النداء إلى رجل من بني عمّنا.

فقلت: إلى رجل من ولد فاطمة؟

فقال: نعم، يا سيف، لولا إنّني سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ يحدّثني به وحدّثني به أهل الأرض كلهم ما قبلته منهم؛ ولكنه محمّد بن عليّ!

____________________

(1) الإرشاد / الشيخ المفيد 2: 370.

٢٠٣

وعن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (لا تقوم الساعة حتى يخرج القائم المهدي من ولْدي، ولا يخرج المهدي حتى يخرج ستون كذّاباً كلهم يقول: أنا نبي) .

وعن أبي حمزة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): خروج الس فياني من المحتوم؟

قال: (نعم! والنداء من المحتوم، وطلوع الشمس من مغربها محتوم، واختلاف بني العبّاس في الدولة محتوم، وقتل النفس الزكية محتوم، وخروج القائم من آل محمّد محتوم) .

قلت: وكيف يكون النداء؟

قال: (ينادي منادٍ من السماء في أول النهار: ألا إنّ الحق مع علي وشيعته، ثمّ ينادي إبليس في آخر النهار من الأرض: ألا إنّ الحق مع عثمان وشيعته؛ فعندئذ يرتاب المبطلون) (1) .

ثم قال صاحب كشف الغمة بعد أن نقل هذا الحديث: لا يرتاب إلاّ جاهل؛ لأنّ منادي السماء أولى أن يقبل من منادي الأرض.

وعن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه) .

عن عليّ بن محمّد الأزدي، عن أبيه، عن جده قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (بين يدي القائم موت أحمر، وموت أبيض، وجراد في حينه، وجراد في غير حينه كألوان الدّم. فأمّا الأحمر فالسيف، وأمّا الموت الأبيض فالطاعون) .

وعن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (الزم الأرض، ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتّى ترى علامات أذكرها لك، وما أراك تدرك ذلك: اختلاف بني العباس، ومنادٍ ينادي من السماء، وخسف قرية من قرى الشام تسمّى

____________________

(1) كشف الغمة / المحقق الإربلي 2: 458 و459.

٢٠٤

الجابية، ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة، واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتى تخرب الشام، ويكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات فيها، راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني) .

وعن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) في قوله عزّ اسمه: ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتّى‏ يَتَبَيّنَ لَهُمْ أَنّهُ الْحَقّ ) (1) .

قال: (الفتن في الآفاق... الأرض، والمسخ في أعداء الحق) .

وعن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول في قوله تعالى: ( إِن نَشَأْ نُنَزّلْ عَلَيْهِم مِنَ السّماءِ آيَةً فَظَلّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) (2) .

قال: (سيفعل الله ذلك بهم) .

قلت: من هم؟

قال: (بنو أُميّة وشيعتهم) .

قلت: وما الآية؟

قال: (ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه، وذلك في زمان السفياني، وعنده يكون بواره وبوار قومه) .

وعن سعيد بن جبير: إنّ السنة التي يقوم فيها القائم (عليه السلام) تمطر الأرض أربعاً وعشرن مطرة، وترى آثارها وبركاتها.

عن ثعلبة الأزدي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): (آيتان تكونان قبل قيام القائم: كسوف الشمس في النصف من رمضان، والقمر في آخره) .

قال: قلت: يا ابن رسول الله! القمر في آخر الشهر، والشمس في النصف؟!

____________________

(1) فصلت: 53.

(2) الشعراء: 4.

٢٠٥

فقال أبو جعفر: (أنا أعلم بما قلت؛ إنّهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم (عليه السلام)) .

وعن صالح بن ميثم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: (ليس بين قيام القائم، وقتل النفس الزكية أكثر من خمس عشرة ليلة) (1) .

وقال مؤلف كتاب كشف الغمة (رحمه الله) بعد أن نقل هذه الرواية عن الشيخ المفيد (قدس سرّه):

(يُنظر في هذا، فإمّا أن يُراد بالنفس الزكية غير محمّد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وقتل في رمضان من سنة خمس أربعين ومائة؛ وإمَّا أن يتطرَّق الطعن إلى هذا الخبر). (2)

يقول جامع ومترجم هذا الأربعين: سوف يذكر بعض الكلام في المستقبل حول التردد لهذا الشيخ الجليل.

وروي عن جابر أنّه قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): متى يكون هذا الأمر؟

فقال: (أنّى يكون ذلك يا جابر ولمّا تكثُر القتلى بين الحيرة والكوفة؟!)

عن محمّد بن سنان، عن الحسين بن المختار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إذا هدم حائط مسجد الكوفة ممّا يلي دار عبد الله بن مسعود فعند ذلك زوال ملك القوم، وعند زواله خروج القائم (عليه السلام)) .

وسيف بن عميرة، عن بكر بن محمّد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (خروج الثلاثة: السفياني والخراساني واليماني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، وليس فيها راية أهدى من راية اليماني؛ لأنَّه يدعو إلى الحق) .

والفضل بن شاذان، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: لا يكون ما تمدوّن أعناقكم إليه حتى تُميَّزوا

____________________

(1) كشف الغمّة / الأربلي 2: 3459 و460.

(2) كشف الغمة / الأربلي 2: 460.

٢٠٦

وتمحصوا، فلا يبقى منكم إلاّ القليل) ، ثم قرأ: ( ألم * أَحَسِبَ النّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ ) (1) .

ثم قال: (إنّ من علامات الفرج حدثاً يكون بين المسجدين، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشاً من العرب) .

والفضل بن شاذان، عن ميمون بن خلاد، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: (كأنِّي برايات من مصر مقبلات خضر مصبّغات، حتى تأتي الشامات فتهدى إلى ابن صاحب الوصيّات).

وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لا يذهب مُلك هؤلاء حتى يستعرضوا الناس بالكوفة في يوم الجمعة؛ لكأنِّي أنظر إلى رؤوس تندر فيما بين باب الفيل وأصحاب الصابون) .

وعلي بن أسباط، عن الحسن بن الجهم قال: سأل رجل أبا الحسن (عليه السلام) عن الفرَج؟

فقال: (تريد الإكثار، أم أجْمِل لك؟).

فقال: بل تجمل.

قال: (إذا أُركزت رايات قيس بمصر، ورايات كندة بخراسان) .

والحسين بن أبي العلاء، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن لولد فلان عند مسجدكم (يعني مسجد الكوفة) لوقعة في يوم عروبة؛ يقتل فيها أربعة آلاف من باب الفيل إلى أصحاب الصابون، فإيّاكم وهذا الطريق فاجتنبوه، وأحسنهم حالاً من أخذ في درب الأنصار) .

وعلي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عنه (عليه السلام) قال: (إنّ قدّام القائم (عليه السلام) لسنة غيداقة (2) يفسد فيها الثمر في النخل، فلا تشكّوا في ذلك) .

____________________

(1) العنكبوت: 2.

(2) أي كثيرة الأمطار.

٢٠٧

عن إبراهيم بن محمّد، عن جعفر بن سعد، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (سنة الفتح تنبثق الفرات حتى تدخل أزقة الكوفة) .

وفي حديث محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إنّ قدّام القائم بلوى من الله) .

قلت: وما هو جعلت فداك؟

فقرأ: ( وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالّثمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ ) (1) .

ثم قال: (الخوف من ملوك بني فلان، والجوع من غلاء الأسعار، ونقص الأموال من كساد التجارات وقلّة الفضل فيها، ونقص الأنفس بالموت الذريع، ونقص الثمرات بقلّة ريع الزرع وقلّة بركة الثمار)، ثم قال: (وبشّر الصابرين عند ذلك بتعجيل خروج القائم (عليه السلام)) .

وعن الحسين بن يزيد، عن منذر الخوزي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: (يُزجر الناس قبل قيام القائم (عليه السلام) عن معاصيهم بنار تظهر في السماء، وحمرة تجلِّل السماء؛ وخسف ببغداد، وخسف ببلدة البصرة، ودماء تسفك بها، وخراب دورها، وفناء يقع في أهلها، وشمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار) (2) .

[سنة ظهور القائم (عليه السلام)]:

وقال الشيخ (عليه الرحمة) أيضاً:

فأمَّا السَّنة التي يقوم فيها (عليه السلام) واليوم بعينه، فقد جاءت فيه آثار عن الصادقين (عليهم السلام):

____________________

(1) البقرة: 155.

(2) كشف الغمة / المحقق الإربلي 2: 460 - 462.

٢٠٨

روى الحسن بن محبوب، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لا يخرج القائم (عليه السلام) إلاّ في وترٍ من السنين: سنة إحدى، أو ثلاثٍ، أو خمسٍ، أو سبع، أو تسع) .

الفضل بن شاذان، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (ينادى باسم القائم (عليه السلام) في ليلة ثلاث وعشرين، ويقوم في يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن عليّ (عليهما السلام)، لكأنّي به في يوم السبت العاشر من المحرم قائماً بين الركن والمقام، جبرئيل (عليه السلام) على يده اليمنى ينادي: البيعة لله، فتصير إليه شيعته من أطراف الأرض تطوى لهم طيّاً حتى يبايعوه، فيملأ الله به الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً) (1) .

يقول كاتب هذا الموجز: يُعلم من عدة أخبار أنّه سوف يكون النداء باسم الإمام القائم (عليه السلام) في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك، كما سوف يذكر ذلك إن شاء الله تعالى، ومن الممكن أنّ عبارة (شهر رمضان) كانت مذكورة في هذا الحديث، وقد سقطت سهواً من لسان الراوي، أو من قلم الكاتب.

وقال الشيخ المفيد (عليه الرحمة) أيضاً: وقد جاء الأثر بأنّه (عليه السلام) يسير من مكّة حتى يأتي الكوفة، فينزل على نجفها، ثم يفرّق الجنود منها في الأمصار.

وروى الحجال، عن ثعلبه، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: (كأنّي بالقائم (عليه السلام) على نجف الكوفة، قد سار إليها من مكّة في خمسة آلاف من الملائكة، جبريل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، والمؤمنون بين يديه، وهو يفّرق الجنود في البلاد) .

____________________

(1) الإرشاد / الشيخ المفيد 2: 378 و379.

٢٠٩

وفي رواية عمرو بن شمر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ذكر المهدي فقال: (يدخل الكوفة وبها ثلاث راياتٍ قد اضطربت، فتصفو له. ويدخل حتى يأتي المنبر، فيخطب فلا يدري الناس ما يقول من البكاء، فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلّي بهم الجمعة، فيأمر أن يخطّ له مسجد على الغري ويصلّي بهم هناك، ثم يأمر مَن يحفر من ظهر مشهد الحسين (عليه السلام) نهراً يجري إلى الغريين حتى ينزل الماء في النجف، ويعمل على فوهته القناطير والأرحاء، فكأنّي بالعجوز على رأسها مِكتل فيه بُر تأتي تلك الأرحاء فتطحنه بلا كراء) (1) .

يقول هذا المنكسر الحزين - وأعني جامع ومترجم هذا الأربعين -: إنّه ذكر في هذا الحديث: (فإذا كان الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلي بهم الجمعة) فيه نكتة لا يقف عليها إلاّ العارف بالحديث (2) .

وفي رواية صالح بن أبي الأسود، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكر مسجد السهلة فقال: (أمَا إنّه منزل صاحبنا إذا قَدِم بأهله) .

____________________

(1) المصدر السابق: 379 و380.

(2) يقصد بها: أنّ صلاة الجمعة لا تُشّرع إلاّ في عصر ظهوره (عليه السلام)، ولذلك يطلب الناس منه (عليه السلام) أن يقيمها. ولكنّك خبير أنّ الخبر لو خلّي وظاهره، فإنّه لا يدل على هذا المعنى إلاّ بتكلُّفٍ شديدٍ لا يستقيم مع ظهور الكلام؛ فهو لا يدل على أكثر من طلب إقامة الجمعة بإمامته (عليه السلام) التي هي أمل كل مؤمن. وليس معنى ذلك أنّ الجمعة لم تكن قائمةً بإمامة غيره (عليه السلام) من أئمّة الجمعة من نوّابه الخاصيّن في زمن حضوره، وبعد ظهوره (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

وأما سبب عدم ذكر المؤلف تفصيل النكتة واكتفى بالإشارة إليها؛ لأنّه قد ألّف هذا الكتاب في زمن الدولة الصفويّة، حيث كانت صلاة الجمعة من شعائر الدّين والدّولة، وكانت تقام بأمر شيوخ الإسلام ومراجع الدّين كالعلاّمة المجلسي (رحمه الله) الذي كان معاصراً للمؤلّف وغيره، فيبدو أنّه ترك التفصيل تقيةً، أو لأسباب أخرى، والله تعالى أعلم.

٢١٠

تعالى للقائم في الخروج، وصعد المنبر، فدعا الناس إلى نفسه، وناشدهم بالله، ودعاهم إلى حقه، وأن يسير فيهم بسيرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ويعمل فيهم بعمله.

فبعث الله (عزّ وجل) جبرئيل (عليه السلام) يأتيه، فنزل الحطيم، فيقول له: إلى أيّ شيء تدعو؟

فيخبره القائم (عليه السلام).

فيقول جبرائيل: أنا أوّل من يبايعك، ابسط يدك، فيمسح على يده وقد وافاه ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً، فيبايعونه.

يقيم بمكة حتى يتم أصحابه عشرة آلاف نفس، ثمّ يسير بها إلى المدينة.

وقال أيضاً في الكتاب المزبور:

حدّثنا صفوان بن يحيي ومحمّد بن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إذا خرج القائم (عليه السلام) من مكة ينادي مناديه: ألا لا يحملن أحدٌ طعاماً ولا شراباً).

وحمل معه حجر موسى بن عمران (عليه السلام)، وهو وقر بعير، لا ينزل منزلاً إلاّ انفجرت منه عيون، فمن كان جائعاً شبع، ومن كان ظمآناً روي، ورويت دوابهم حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة.

ثمّ قال: وحدّثنا محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله سواء.

وقال في الكتاب المذكور:

حدّثنا محمّد بن أبي عمير (رضي الله عنه) قال: حدّثنا عمر بن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (إنّ الله (عزّوجل) خلق أربعة عشر نوراً قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام، فهي أرواحنا.

فقيل له: يا ابن رسول الله، من الأربعة عشر؟

٢١١

فقال: محمّد، وعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، والأئمّة من ولد الحسين الذين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبة طويلة، فيقتل الدجال، ويطهر الأرض من كل جور وظلم).

وروى هذا الحديث ابن بابويه (رحمة الله عليه) أيضاً بسنده عن الإمام جعفر (عليه السلام). (1)

وقال بعد ذلك: حدّثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدّثنا الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال - في قول الله (عزّ وجل): ( يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ ) . (2) -: (الآيات (3) هم الأئمّة، والآية المنتظرة: القائم (عليه السلام) ( فيومئذ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل ) قيامه بالسيف، وإن آمنت بمن تقدمه من الأئمّة عليهم السلام). (4)

قال ابن شاذان (رضوان الله عليه):

حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن أسامة عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: (إذا قام القائم من آل محمّد (عليهم السلام) أقام خمسمئة من قريش فضرب أعناقهم، ثمّ أقام خمسمئة فضرب أعناقهم، ثم أقام خمسمئة أخرى، حتى يفعل ذلك خمس مرات.

____________________

(1) كمال الدين / الصدوق: 335 و336 / باب 33 / ح7، بالسند التالي: (حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسين بن يزيد الزيّات، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن ابن سماعة (وفي بعض النسخ: عليّ بن سماعة)، عن عليّ بن الحسن بن رباط، عن أبيه، عن المفضل بن عمر قال: قال الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السلام)... الحديث.

(2) الأنعام: 158.

(3) في بعض النسخ: (فقال (عليه السلام): الآيات... إلخ).

(4) كمال الدين / الصدوق: 336 / باب 33 / ح8.

٢١٢

فقيل له: يا ابن رسول الله يبلغ عدد هؤلاء هذا؟

قال: نعم، منهم ومن مواليهم) .

وقال (رحمه الله):

حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها قوم يقام لهم: (اليزيدية) عليهم السلاح؛ فيقولون له: ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا إلى بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتى يأتي إلى آخرهم، ثمّ يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب، ويهدم قصورهم ويقتل مقاتليها حتى يرضى الله عزّوجل).

ويستفاد من حديث آخر أنّ الكوفة سوف تعمر قبل ظهوره (عليه السلام).

وقال (رحمه الله):

حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن داود بن فرقد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: (يعطي الله تعالى لكل واحد من أصحاب قائمنا قوة أربعين رجلاً، ولا يبقى مؤمن إلاّ صار قلبه أشد من زبر الحديد).

وقال (قدس سرّه):

حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: (إذا قام القائم (عليه السلام) حكم بالعدل، وارتفع في أيامه الجور، وآمنت به السبل، وأخرجت الأرض بركاتها، وردّ كل حق إلى أهله، ولم يبقَ أهل دين حتى يظهروا الإسلام، ويعترفوا بالإيمان، أما سمعت الله (عزّوجل) يقول: ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) ، (1) وحكم في الناس بحكم داود (عليه السلام)، وحكم محمّد (صلّى الله عليه وآله)؛ فحينئذ تظهر الأرض كنوزها، وتبدي بركاتها، فلا يجد الرجل منكم يومئذ موضعاً لصدقته ولا لبرّه؛ لشمول الغنى جميع المؤمنين.

____________________

(1) آل عمران: 83.

٢١٣

ثمّ قال: إنّ دولتنا آخر الدول، ولم يبقَ أهل بيت لهم دولة إلاّ حكموا قبلنا، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله (عزّوجل): ( والعاقبة للمتّقين )) . (1)

وقد ضبط بعض الفضلاء من العلماء (ردّ كلّ حقٍ) على المبني للمجهول، وحينئذٍ فسوف يكون هناك تفاوت على التقديرين.

وقال:

حدّثنا عبدالله بن جبلة، عن علاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إذا قام القائم (عليه السلام) حكم بين الناس بحكم داود، لا يحتاج إلى بيّنة، يلهمه الله تعالى ليحكم بعلمه، ويخبر كل قوم بما استنبطوه، ويعرف وليّه من عدوه بالتوسم، قال الله (عزّوجل): ( إنّ في ذلك لآيات للمتوسّمين * وإنّها لبسبيلٍ مقيمٍ ) ). (2)

وقال (نورّ الله مرقده):

حدّثنا صفوان بن يحيى، عن القاسم بن الفضيل، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إذا قام القائم (عليه السلام) ضرب فساطيط لمن يعلّم الناس القرآن على ما أنزل الله تعالى، فأصعب ما يكون على من حفظه؛ لأنّه يخالف في التأليف).

وقال روّح الله روحه:

حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إذا قام قائمنا أشرقت الأرض بنوره، واستغنى العباد عن ضوء الشمس، وذهبت الظلمة، ويعمّر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ذكر، لا يولد له فيها أنثى، وتظهر الأرض كنوزها حتى يراها الناس على وجهها، ويطلب الرجل منكم من يصله بماله، ويأخذ منه زكاته، فلا يجد أحداً يقبل ذلك منه، استغنى الناس بما رزقهم الله من فضله).

____________________

(1) الأعراف: 128.

(2) الحجر: 75 و76.

٢١٤

وقال (عليه الرحمة والغفران):

حدّثنا صفوان بن يحيى،عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إذا قام القائم (عليه السلام) بنى في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب، واتصلت ببيوت أهل الكوفة بنهري كربلاء).

والسلام على من اتبع الهدى.

* * *

٢١٥

الحديث الأربعون:

المهدي (عليه السلام) يملك ثلاثمئة وتسع سنين

قال الشيخ الثقة الجليل أبو محمّد الفضل بن شاذان بن الخليل (قدس الله روحه، وزاد فتوحه):

حدّثنا عبد الرحمن بن أبي نجران، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال: (يملك المهدي ثلاثمئة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم، وتكون الكوفة دار ملكه، ويمضي قبل يوم القيامة بأربعين يوماً).

وقال: حدّثنا عليّ بن عبدالله، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي الجارود قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): (إنّ القائم يملك ثلاثمئة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم؛ يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ويفتح الله له شرق الأرض وغربها، ويقتل الناس حتّى لا يبقى إلاّ دين محمّد (صلّى الله عليه وآله)؛ يسير بسيرة سليمان بن داود)

  ثمّ قال الفضل: الحديث طويل أخذنا موضع الحاجة.

وروى الفضل بن شاذان (عليه الرحمة والغفران) حديثاً آخر في باب مدة ملك وحكم صاحب الزمان (صلنوات الله عليه)؛ وقال بعده: هذا حديث مأوّل.

٢١٦

ونقل الشيخ الطوسي (رحمة الله عليه) هذا الحديث عنه في آخر كتاب الغيبة. (1)

____________________

(1) الغيبة / الطوسي: 474 / فقرة رقم 497، عن الفضل بن شاذان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): كم يملك القائم؟

قال: (سبع سنين، يكون سبعين سنةً من سنيّكم هذه).

وقال في: 475، تحت رقم 498، عن الفضل بن شاذان، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر في حديث اختصرناه - قال: (إذا قام القائم (عليه السلام) دخل الكوفة، وأمر بهدم المساجد الأربعة حتى يبلغ أساسها، ويصيّرها عريشاً كعريش موسى، وتكون المساجد كلّها جمّاء لا شرف لها كما كانت على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ويوسّع الطريق الأعظم فيصير ستّين ذراعاً، ويهدم كلّ مسجد على الطريق، ويسدّ كلّ كوّة إلى الطريق، وكلّ جناح وكنيف وميزاب إلى الطريق، ويأمر الله الفلك في زمانه فيبطئ في دوره حتى يكون اليوم في أيّامه كعشرة من أيامكم، والشهر كعشرة أشهر، والسنة كعشر سنين من سنيّكم. ثمّ لا يلبث إلاّ قليلاً حتى يخرج عليه مارقة الموالي برميلة الدسكرة عشرة آلاف، شعارهم: يا عثمان، يا عثمان، فيدعو رجلاً من الموالي فيقلّده سيفه، فيخرج إليهم، فيقتلهم حتى لا يبقى منهم أحداً، ثمّ يتوجه إلى كابل شاه، وهي مدينة لم يفتحها أحد قط غيره فيفتحها، ثمّ يتوجه إلى الكوفة فينزلها وتكون داره، ويبهرج سبعين قبيلة من قبائل العرب).

ونقل في: 476 و477 / تحت رقم 502 عن الفضل، عن أحمد بن عمر بن مسلم، عن الحسن بن عقبة النهميّ، عن أبي إسحاق البنّاء، عن جابر الجعفيّ قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): (يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمئة ونيّف، عدّة أهل بدر، فيهم النجباء من أهل مصر، والأبدال من أهل الشام، والأخيار من أهل العراق، فيقيم ما شاء الله أن يقيم).

ونقل في: 478 و479 / تحت رقم 505: عن الفضل بن شاذان، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر الجعفيّ قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: (والله ليملكنّ منّا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمئة سنة يزداد تسعاً. =

٢١٧

وليعلم أنّ في مدة خلافته الظاهرية (عليه السلام) أقوال وأحاديث مختلفة في كتب علماء الإمامية، ففي بعض الروايات أنّ مدة حكومته (عليه السلام) سوف تكون سبعة سنوات، كل سنة منها تعادل سبع سنوات؛ وفي البعض الآخر من الأخبار أنّ مدة ملكه (عليه السلام) تسع سنوات كل سنة بمقدار عشر سنوات.

قال الشيخ المفيد (عليه الرحمة): قد روي أنّ مدة دولة القائم (عليه السلام) تسع عشرة سنة، يطول أيامها وشهورها على ما قدمناه. (1)

وأمّا عند جامع هذه الأربعين: فإنّ ما رواه الفضل بن شاذان عن زرارة ومحمّد بن مسلم الذي ذكر فيها عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال: (إنّ الإمام القائم (عليه السلام) سوف يملك ثلاثمئة وتسع سنين) هو المعتبر. (2)

قال الشيخ الجليل أبو محمّد الفضل بن شاذان بن الخليل (طيّب الله مرقده):

حدّثنا الحسن بن عليّ بن فضال، وابن أبي نجران، عن حماد بن عيسى، عن

____________________

= قلت: متى يكون ذلك؟

قال: بعد القائم (عليه السلام).

قلت: وكم يقوم القائم في عالمه؟

قال: تسع عشرة سنة، ثمّ يخرج المنتصر فيطلب بدم الحسين (عليه السلام) ودماء أصحابه، فيقتل ويسبي حتى السفاح).

(1) الإرشاد / المفيد 2: 386 و387، وتتمة كلامه (قدس سرّه): (وهذا أمر يغيب عنّا، وإنّما ألقي إلينا منه ما يفعله الله جلّ وعزّ بشرط يعلمه من المصالح المعلومة له جلّ اسمه، ولسنا نقطع على أحد الأمرين، وإن كانت الرواية بذكر سبع سنين أظهر وأكثر).

وكان (رحمه الله) قد ذكر قبل ذلك رواية السبع سنين حيث قال: روى عبدالكريم الخثعمي قال:

قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): كم يملك القائم (عليه السلام)؟

قال: (سمع سنين، تطول الأيّام والليالي حتّى تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم...)

(2) وهي الرواية التي نقلها تحت عنوان: الحديث الأربعون.

٢١٨

عبدالله بن مسكان، عن أبان بن تغلب، عن سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (ألا اُبشّركم أيُّها الناس بالمهدي؟

قالوا: بلى .

قال : فاعلموا أنّ الله تعالى يبعث في أمّتي سلطاناً عادلاً، وإماماً قاسطاً، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، وهو التاسع من ولد ولدي الحسين، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي؛ ألا ولا خير في الحياة بعده، ولا يكون انتهاء دولته إلاّ قبل القيامة بأربعين يوماً).

وليعلم أنّ هذا الحديث وعدّة من الأحاديث الأخرى التي تقدم بعضها تؤيد قول الشيخ المفيد (رضي الله عنه) في كتاب (الإرشاد) فيما قال في وصفه السلطان العادل.

وقد روى الشيخ المذكور حديث (لا خير في الحياة بعد المهدي) عن أمير المؤمنين والإمام الباقر والإمام جعفر الصادق (عليهم السلام).

وقال الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبدالله الأصفهاني (المعروف في هذا الزمان عند أهل أصفهان بـ (خواجة حافظ، ويقع قبره في الجهة الغربية خارج البلدة المذكورة) في الأربعين التي جمعها في تعريف صاحب الأمر (عليه السلام)، والتي نقلها صاحب كشف الغمة في كتابه بحذف إسنادها: الخامس والثلاثون في قوله (عليه السلام): (لا خير في العيش بعد المهدي) . (1)

____________________

(1) راجع: كشف الغمّة / الإربلي 2: 474. قال: (الخامس والثلاثون: في قوله: (لا خير في العيش بعد المهدي) وبإسناده عن عبدالله بن مسعود (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ ليلة لطوّل الله تلك الليلة حتّى يملك رجلٌ من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ويقسّم المال بالسوية، ويجعل الله الغنى في قلوب هذه الأمّة، فيملك سبعاً، أو تسعاً، لا خير في عيش الحياة بعد المهدي).

٢١٩

ونقل من كتاب محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي، الحديث الذي جاء فيه: (ثمّ لا خير في العيش بعده ، أو قال: ثمّ لا خير في الحياة بعده) . (1)

وروى ابن بابويه (عليه الرحمة) في كتاب كمال الدين بإسناده عن الإمام جعفر (عليه السلام) أنّه قال (عليه السلام): (ما زالت الأرض إلاّ ولله - تعالى ذكره - فيها حجة يعرف الحلال والحرام، ويدعو إلى سبيل الله جلّ وعزّ، ولا ينقطع الحجة من الأرض إلاّ أربعين يوماً قبل يوم القيامة...) إلى آخر الحديث. (2)

____________________

(1) راجع: البيان في أخبار صاحب الزمان / الكنجي الشافعي: 505 / المطبوع مع كتابه كفاية الطالب: الباب العاشر؛ قال: قرأت على الحافظ أبي عبّاس أحمد بن أبي المجد الحربي، أخبرنا: الحسن بن عليّ المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدّثنا: عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن المعلّى بن زياد، عن العلاء بن بشير، عن أبي الصدّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (اُبشركم بالمهدي يبعث في اُمّتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً؛ يرضى عنه ساكن السماء، وساكن الأرض؛ يقسّم المال صحاحاً.

فقال له رجل: ما صحاح؟

قال (صلّى الله عليه وآله): بالسّوية بين الناس.

قال (صلّى الله عليه وآله): ويملأ الله قلوب أمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) غنيّ، ويسعهم عدله، حتّى يأمر منادياً فينادي، فيقول: من له في المال حاجة؟

فما يقوم من الناس إلاّ رجلّ واحدٌ، فيقول: أنا.

فيقول: إئت السّدان - يعني الخازن - وقل له: إنّ المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً.

فيقول له: احث. حتى إذا جعله في حجره، وأبرزه ندم، فيقول: كنت أجشع أمّة محمّد (صلّى الله عليه وآله) نفساً، أو عجز عنّي ما وسعهم؟!

قال: فيردّه، فلا يقبل منه.

فيقول: إنّا لا نأخذ شيئاً أعطيناه.

فيكون كذلك سبع سنين، أو ثمان سنين، أو تسع سنين؛ ثمّ لا خير في العيش بعده؛ أو قال: لا خير في الحياة بعده). انتهى.

(2) راجع: كمال الدين / الصدوق: 229 / باب 22 / حديث 24.

٢٢٠