مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)0%

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه) مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 256

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيّد محمّد مير لوحي الأصفهاني
تصنيف: الصفحات: 256
المشاهدات: 62006
تحميل: 6691

توضيحات:

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 256 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 62006 / تحميل: 6691
الحجم الحجم الحجم
مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

مختصر كفاية المهتدي لمعرفة المهدي (عجّل الله فرجه)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الحديث الثاني عشر:

المهدي (عليه السلام) التاسع من ولد الحسين (عليه السلام)

قال أبو محمّد بن شاذان (أمطر الله عليه شآبيب الغفران): حدّثنا الحسن بن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن أبي حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):

(لمّا خلق الله الدنيا، ا طلع على الأرض ا طلاعة، فاختارني منها فجعلني نبياً. ثم اطلع ثانية، فاختار منها علياً فجعله إماماً. ثمّ أمرني أن أتخذه أخاً ووصياً وخليفة ووزيراً. فعليٌ مني وأنا من عليّ، وهو زوج ابنتي، أبو سبطيّ: الحسن والحسين.

ألا إنَّ الله تبارك وتعالى جعلني وإيَّاهم حججاً على عباده، وجعل من صلب الحسين أئمّة يقومون بأمري ويحفظون وصيتي، التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهدي أُمتي، أشبه الناس في في شمائله وأقواله وأفعاله، يظهر بعد غيبة طويلة وحيرة مضلّة. فيعلن أمر الله، ويظهر دين الله، ويُؤيَّد بنصر الله، وينصر بملائكة الله، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً) .

(وقد علّق المؤلف على قول الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) الذي جاء في الحديث: (وجعل من صلب الحسين أئمّة يقومون بأمري ويحفظون وصيتي) (1) .

____________________

(1) هذه الزيادة منّا.

٨١

يقول جامع هذه الأربعين: إنّ هذا هو المعنى الذي أقل ما ذكر في كتاب (رياض المؤمنين)، أن كل ما كان النبي (صلّى الله عليه وآله) يقوم به فهو ما يقوم به الإمام (عليه السلام) أيضاً، والفرق بينهما أنَّه لا واسطة من البشر بين النبي (صلّى الله عليه وآله) وبين الله تعالى، بينما توجد واسطة من البشر - وهو النبي (صلّى الله عليه وآله) - بين الإمام (عليه السلام) والله تعالى.

وهذا المعنى ظاهر وواضح في كثير من الأحاديث: أنَّ أمر النبي (صلّى الله عليه وآله) يتعلَّق من بعده بالأئمّة الهداة (صلوات الله عليهم أجمعين).

والسلام على مَن اتبع الهدى.

* * *

٨٢

الحديث الثالث عشر:

الأوصياء اثنا عشر، والمهدي (عليه السلام) التاسع من ولد الحسين (عليه السلام)

قال أبو محمّد بن شاذان (عليه الرحمة والغفران): حدّثنا عليّ بن الحكم (رضي الله عنه)، عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن سعيد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن سلمان الفارسي (رضوان الله عليه)، قال: خطبنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال:

(معاشر الناس ، إنّي راحل عن قريب ومنطلق إلى الغيب، أوصيكم في عترتي خيراً، إيّاكم والبدع، فإنَّ كل بدعة ضلالة، ولا محالة أهلها في النار.

معاشر الناس، من فقد الشمس فليستمسك بالقمر، ومن فقد القمر فليستمسك بالفرقدين، فإذا فقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة بعدي.

أقول لكم فاعلموا أنّ قولي قول الله، فلا تخالفوه فيما آمركم به، والله يعلم أنّي بلغت إليكم ما أمرني به، فأشهد الله عليّ وعليكم) .

قال: فلمّا نزل عن المنبر تبعته حتى دخل بيت عائشة، فدخلت عليه وقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، سمعتك تقول: (إذا فقدتم الشمس فتمسكوا بالقمر، وإذا فقدتم القمر فتمسكوا بالفرقدين، وإذا فقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم) ، فقد ظننت أن يكون في هذه الإبانة إشارة؟

قال: (قد أصبت يا سلمان) .

فقلت: بيّن لي يا رسول الله: مَ الشمس والقمر، و مَ الفرقدان، و مَ النجوم الزاهرة؟

فقال: (أنا الشمس، وعليّ القمر. فإذا فقدتموني فتمسكوا به بعدي.

وأمَّا

٨٣

الفرقدان، فالحسن والحسين، فإذا فقدتم القمر فتمسكوا بهما. وأمَّا النجوم الزاهرة، فهم الأئمّة التسعة من صلب الحسين، والتاسع مهديّهم) .

ثم قال (صلّى الله عليه وآله): (إنّهم هم الأوصياء والخلفاء بعدي. أئمّة أبرار، عدد أسباط يعقوب وحواريي عيسى).

فقلت: فسمّهم لي يا رسول الله.

قال: (أوّلهم وسيّدهم عليّ بن أبي طالب، وبعده سبطاي: الحسن والحسين، وبعدهما عليّ بن الحسين زين العابدين، وبعده محمّد بن عليّ باقر علم النبيين، وبعده الصادق جعفر بن محمّد، وبعده الكاظم موسى بن جعفر، وبعده الرضا عليّ بن موسى الذي يقتل بأرض الغربة، ثمّ ابنه محمّد، ثم ابنه عليّ، ثمّ ابنه الحسن، ثمّ ابنه الحجّة القائم المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره. فإنّهم عترتي من لحمي ودمي، علمهم علمي، وحكمهم حكمي، مَن آذاني فيهم فلا أناله الله شفاعتي) .

والسلام على مَن أتبع الهدى.

* * *

٨٤

الحديث الرابع عشر:

النبي (صلّى الله عليه وآله) يبشر الزهراء (عليها السلام) بالمهدي (عليه السلام)

قال ابن شاذان (عليه رحمة الله الملك المنان): حدّثنا عثمان بن عيسى (رضي الله عنه) قال: حدّثنا أبو حمزة الثمالي، قال: حدّثنا أسلم، قال: حدّثنا أبو الطفيل، قال: حدّثنا عمار بن ياسر، قال: لمَّا حضرت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الوفاة، دعا بعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فسارّه طويلاً، ثمّ رفع صوته وقال: (يا عليّ، أنت وصيّي ووارثي، قد أعطاك الله تعالى علمي وفهمي، فإذا متّ ظهرت لك ضغائن في صدور قوم وغصب على حقك).

فبكت فاطمة (عليها السلام)، وبكى الحسن والحسين (عليهما السلام)، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لفاطمة: (يا سيّدة النّساء، ممّ بكاؤك؟) ، قالت: (يا أبتِ، أخشى الضيعة بعدك) .

قال: (أبشري يا فاطمة، فإنَّك أوّل مَن يلحقني من أهل بيتي، لا تبكي ولا تحزني؛ فإنّك سيدة نساء أهل الجنة، أباك سيد الأنبياء، وابن عمك سيد الأوصياء، وابنيك سيدا شباب أهل الجنّة، ومن صلب الحسين يخرج الله الأئمّة التسعة المطهرين المعصومين، ومنا مهدي هذه الأُمّة) .

الحمد لله الذي جعل سادتي وقادتي هؤلاء الأصفياء.

والسلام على مَن اتبع الهدى.

* * *

٨٥

الحديث الخامس عشر:

للنبي (صلّى الله عليه وآله) اثنا عشر خليفة

قال ابن شاذان (عليه الرحمة والغفران): حدّثنا الحسن بن عليّ بن فضال (رضي الله عنه)، عن عبد الله بن بكير، عن عبد الملك بن إسماعيل الأسدي، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، قال: قيل لعمار بن ياسر: ما حملك على حبّ عليّ بن أبي طالب؟ قال: قد حملني الله ورسوله، وقد أنزل الله تعالى فيه آيات جليلة، وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فيه أحاديث كثيرة.

فقيل له:هلاّ تحّدّثنا بشيء عمّا قال فيه رسول الله؟

قال: ولم لا أحدّث، ولقد كنت بريئاً من الذين يكتمون الحق ويظهرون الباطل، ثم قال:

كنت مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فرأيت عليّاً (عليه السلام) في بعض الغزوات قد قتل عدة من أصحاب ألوية قريش، فقلت لرسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا رسول الله، إن علياً قد جاهد في الله حقّ جهاده.

فقال: (وما يمنعه عنه؟ إنّه منّي وأنا منه، إنّه وارثي، وقاضي ديني، ومنجز وعدي، وخليفتي من بعدي، ولولاه لم يعرف المؤمن المحض في حياتي وبعد وفاتي. حربه حربي، وحربي حرب الله. وسلمه سلمي، وسلمي سلم الله. ويخرج الله من صلبه الأئمّة الراشدين. فاعلم يا عمار، أنَّ الله تبارك وتعالى عهد إلى أن يعطيني اثنى عشر خليفة، منهم عليّ، وهو أوّلهم وسيدهم) .

فقلت: ومن الآخرون يا رسول الله؟

٨٦

قال:

(الثاني منهم: الحسن بن عليّ بن أبي طالب، والثالث منهم: الحسين بن عليّ بن أبي طالب، والرابع منهم: عليّ بن الحسين زين العابدين، والخامس منهم: محمّد بن عليّ، ثمّ ابنه جعفر، ثمّ ابنه موسى، ثمّ ابنه عليّ، ثمّ ابنه محمّد، ثمّ ابنه عليّ، ثمّ ابنه الحسن، ثمّ ابنه الذي يغيب عن الناس غيبةً طويلة، وذلك قول الله تبارك وتعالى: ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ) (1) ، ثمّ يخرج ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

يا عمار! سيكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فاتبع علياً وحزبه، فإنَّه مع الحقّ والحقّ معه، وإنَّك ستقاتل الناكثين والقاسطين معه، ثمّ تقتلك الفئة الباغية، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه) .

قال سعيد بن جبير: فكان كما أخبره رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

  صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم وصلَّى الله عليه وآله النجباء.

والسلام على مَن اتبع الهدى.

* * *

____________________

(1) الملك: 30.

٨٧

الحديث السادس عشر:

حديث إنِّي تارك فيكم الثقلين

قال أبو محمّد بن شاذان (أسكنه الله في أعلى درجات الجنان): حدّثنا محمّد بن عمير (رضي الله عنه)، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ (عليه السلام)، قال: (سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن معنى قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (إنِّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي) من العترة؟

فقال: أنا والحسن والحسين والأئمّة التسعة من ولد الحسين، تاسعهم مهديهم، لا يفارقون كتاب الله (عزَّ وجلَّ)، ولا يفارقهم حتّى يردوا على رسول الله حوضه) .

روى ابن بابويه (رحمة الله عليه) في كتاب (كمال الدين) حديث (إني تارك فيكم الثقلين) بأسانيد كثيرة (1) ، وقد ضبط هذا الحديث الصحيح. وإنَّه من الأحاديث المتواترة في كتب أخرى (2) .

والسلام على مَن اتبع الهدى.

* * *

____________________

(1) راجع: كمال الدين: الباب 22، وفيه أحاديث كثيرة منها: الحديث 44 و45 و46 و48 و49 و50 و51 و52 و53 و54 و55 و56 و57 و58 و59 و60 و61 و62 و64.

وذكر الصدوق في: كمال الدين: 241 (معنى العترة والآل والأهل والذرية والسلالة).

وذكر الحديث أيضاً في: 244.

(2) ومن أهمِّها ما كتبه الإمام السيد حامد اللكهنوي في مجلدات (حديث الثقلين) في كتابه الشريف (عبقات الأنوار).

٨٨

الحديث السابع عشر:

الخضر (عليه السلام) يشهد أنَّهم (عليهم السلام) القائمون

قال أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه (رحمة الله عليه) في كتاب (كمال الدين): حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن (رحمهما الله)، قالا: حدّثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمّد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعاً، قالوا: حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدّثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني محمّد بن عليّ (عليهما السلام)، قال:

(أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم ومعه الحسن بن عليّ، وسلمان الفارسي (رضي الله عنه)، وأمير المؤمنين (عليه السلام) متكئ على يد سلمان، فدخل المسجد الحرام، فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس، فسلّم على أمير المؤمنين (عليه السلام)، فردّ عليه السلام، فجلس، ثمّ قال: يا أمير المؤمنين، أسألك عن ثلاث مسائل، إن أجبتني بهنّ علمت أنّ القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم، أنّهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم، وإن تكن الأخرى علمت أنّك وهم شرع سواء.

فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): سلني عمّا بدا لك، فقال: أخبرني عن الرّجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرّجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرّجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟

[ قال: ] (1) فالتفت أمير المؤمنين (عليه السلام) [ إلى أبي محمّد الحسن ] (2) فقال: يا أبا محمّد، أجبه.

____________________

(1) سقطت من المصدر المطبوع.

(2) سقطت من النسخة.

٨٩

فقال: أمّا ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه، فإنّ روحه متعلّقة بالريح، والرّيح متعلّقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فإن أذن الله (عزّ وجلّ) بردّ تلك الرّوح إلى صاحبها، جذبت الرّوح الرّيح، وجذبت تلك الرّيح الهواء، فرجعت الرّوح إلى صاحبها، فأسكنت في بدنه؛ (1) . وإن لم يأذن الله [ عزّ وجلّ ] (2) بردّ تلك الرّوح إلى صاحبها جذب الهواء الرّيح، وجذبت الرّيح الرّوح، فلم تردّ إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث.

وأمّا ما ذكرت من أمر الذّكر والنسيان: فإنّ قلب الرّجل في حقٍّ، وعلى الحقّ طبق، فإن صلّى الرّجل عند ذلك على محمّد وآل محمّد صلاة تامّة، انكشف ذلك الطّبق عن ذلك الحقّ فأضاء القلب [ ممَّا يلي القلب خ. ل]، وذكر الرّجل ما كان نسيه. وإن هو لم يصلّ على محمّد وآل محمّد، أو نقص من الصّلاة عليهم، انطبق ذلك الطّبق على ذلك الحقّ فأظلم القلب، ونسي الرّجل ما كان ذكر.

وأمّا ما ذكرت من أمر المولود الّذي يشبه أعمامه وأخواله، فإنّ الرّجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن، وعروق هادئة، وبدن مضطرب، فأسكنت تلك النطفة في جوف الرّحم، خرج الولد يشبه أباه وأُمه. وإن هو أتاها بقلب غير ساكن، وعروق غير هادئة، وبدن مضطرب، اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق. فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه؛ وإن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الرّجل أخواله) .

فقال الرّجل: أشهد أنّ لا إله إلاّ الله، ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله، ولم أزل أشهد بها؛ وأشهد أنّك وصيّه، والقائم بحجّته [ بعده ] - وأشار [ بيده ] إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) - ولم أزل أشهد بها.

وأشهد أنّك وصيّه، والقائم بحجّته، وأشار [بيده] إلى الحسن (عليه السلام).

____________________

(1) في المصدر المطبوع بدل (بدنه) (بدن صاحبها).

(2) سقطت من النسخة.

٩٠

وأشهد أنّ الحسين بن عليّ وصيّ أبيك، والقائم بحجّته بعدك.

وأشهد على عليّ بن الحسين أنّه القائم بأمر الحسين بعده.

وأشهد على محمّد بن عليّ أنّه القائم بأمر عليّ بن الحسين.

وأشهد على جعفر بن محمّد أنّه القائم بأمر محمّد بن عليّ.

وأشهد على موسى بن جعفر أنّه القائم بأمر جعفر بن محمّد.

وأشهد على عليّ بن موسى أنّه القائم بأمر موسى بن جعفر.

وأشهد على محمّد بن علي أنّه القائم بأمر عليّ بن موسى.

وأشهد على عليّ بن محمّد أنّه القائم بأمر محمّد بن عليّ.

وأشهد على الحسن بن عليّ أنّه القائم بأمر عليّ بن محمّد.

وأشهد على رجل من ولد الحسن بن عليّ لا يكنّى، ولا يسمّى حتّى يظهر أمره، فيملأ الأرض [ قسطاً خ.ل] وعدلاً، كما ملئت جوراً.

والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. ثمّ قام، فمضى.

فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أبا محمّد اتبعه، فانظر أين يقصد.

فخرج الحسن (عليه السلام) في أثره. قال: فما كان إلاّ أن وضع رجله خارج المسجد، فما دريت أين أخذ من أرض الله (عزّ وجلّ). فرجعت إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، فأعلمته، فقال: يا أبا محمّد أتعرفه؟

فقلت: الله، ورسوله، وأمير المؤمنين أعلم.

فقال: هو الخضر (عليه السلام) (1) .

وقد روى هذا الحديث الشريف عماد الدين محمّد بن بابويه (رحمة الله عليه) في كتاب (عيون أخبار الرضا (عليه السلام)) (2) ، وفي عدّة كتب أخرى من مؤلفاته (3) . وثبَّـته ثقة

____________________

(1) كمال الدين / الصدوق: 314 و315 / الباب 29 / ح1.

(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) / الصدوق: 1/ 65 - 68/ الباب 6 / ح35.

(3) علل الشرائع / الصدوق: 96 / ح6.

٩١

الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني (رضي الله عنه) في كتاب (الكافي) (1) ، والشيخ الطبرسي (طيَّب الله رمسه) في كتاب (الاحتجاج) (2) ، كما سجّل عدّة آخرين من أكابر علماء الإمامية هذا الخبر المعتبر بأسانيد صحيحة في مؤلَّفاتهم، كما هو ظاهر للمتتبِّع الماهر (3) .

وقد نثر شيخنا الشيخ بهاء الدين محمّد العاملي (غفر الله له) عند شرحه هذا الحديث جواهر عجيبة.

وعدّ سيدنا الأمير محمّد باقر الداماد (روّح الله روحه) في كتاب (شرعة التسمية) هذا الحديث من مؤيدات النهي عن التسمية وتكنية الإمام الحجة (عليه السلام) في زمان الغيبة، وقد أفاد عدة كلمات عاليات في شرح هذا الحديث، إلاّ أنه لم يبيِّن علاقة الأعمام والأخوال (4) .

أمَّا من النكات الموجودة في هذا الحديث، وقد تركت مغطاة لم يكشف عنها، فقد ذكر هذا الفقير (الذي هو من أقل قطاف عناقيد محصول هذين النحريرين عديمي النظير) في تعريف الروح كلمة وجيزة في رسالة (إدراء العاقلين وإخزاء المجانين)، وقد توسَّع في تعريف الروح في كتاب (رياض المؤمنين وحدائق المتَّقين).

والسلام على مَن اتبع الهدى.

* * *

____________________

(1) راجع: الكافي / الكليني: 1 / 525 / ح1.

(2) راجع: الاحتجاج / الطبرسي: 1 / 395.

(3) راجع: الغيبة / الطوسي: 154 و155 / تحت فقرة 114؛ وفي المحاسن / البرقي: 2 / 332 / ح99؛ وفي الغيبة / النعماني: 58 / ح 2؛ وفي الإمامة والتبصرة / الحسين بن بابويه (والد الصدوق): 106 / ح93 / طبعة مؤسسة الإمام المهدي (عليه السلام)؛ وفي دلائل الإمامة / الطبري: 68؛ وفي إثبات الهداة / الحر العاملي: 2 / 283 / ح 72؛ وفي إثبات الوصية للمسعودي: 136 / الطبعة الأولى؛ وفي تفسير القمي / عليّ بن إبراهيم: 2 / 44 باختلاف؛ وغيرها.

(4) راجع: شرعة التسمية / السيد محمّد باقر الداماد: 25 - 44 / الطبعة الأُولى / 1409 هـ / مؤسسة المهدية مير داماد / أصفهان.

٩٢

الحديث الثامن عشر:

الأئمّة (عليهم السلام) اثنا عشر، عدد أسباط يعقوب

قال ابن شاذان (عامله الله بالفضل والإحسان): حدّثنا عبدالله بن جبلة، عن عبدالله بن المستنير، عن المفضل بن عمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن عبد الله بن العباس، قال: دخلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والحسن على عاتقه، والحسين على فخذه، يلثمهما ويقبلهما ويقول: (اللَّهُم والِ مَن والاهما، وعاد مَن عادهما) . ثم قال: (يا ابن عباس، كأنّي أنظر إلى شيبة ابني الحسين، تخضب من دمه، يدعو فلا يجاب، فيستنصر فلا ينصر).

قلت: ومَن يعمل ذلك؟

قال: (أشرار أمتي، لا أنالهم الله شفاعتي).

ثم قال: (يا ابن عباس، مَن زاره عارفاً بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة وألف عمرة. ألا ومَن زاره فقد زارني، ومَن زارني فكأنَّما قد زار الله، وحق الزائر على الله أن لا يعذِّبه بالنار. ألا وإن الإجابة تحت قبته، والشفاء في تربته، والأئمّة من ولده) .

قال: قلت يا رسول الله فكم الأئمّة بعدك؟

قال: (بعدد أسباط يعقوب، ونقباء بني إسرائيل، وحوارييّ عيسى) .

قال: قلت يا رسول الله فكم كانوا؟

قال: (كانوا اثني عشر والأئمّة [بعدي] اثنا عشر ، أوّلهم عليّ بن أبي طالب، وبعده سبطاي: الحسن والحسين. فإذا انقضى الحسين فابنه عليّ، فإذا انقضى عليّ فابنه محمّد،

٩٣

فإذا انقضى محمّد فابنه جعفر، فإذا انقضى جعفر فابنه موسى، فإذا انقضى موسى فابنه عليّ، فإذا انقضى عليّ فابنه محمّد، فإذا انقضى محمّد فابنه عليّ، فإذا انقضى عليّ فابنه الحسن، فإذا انقضى الحسن فابنه الحجة).

قال: قلت: يا رسول الله، أساميّ لم أسمع بهنّ قط؟

قال: (هم الأئمّة بعدي وإن قُهروا. معصومون، نجباء، أخيار.

يا بن عبّاس! مَن أتى يوم القيامة عارفاً بحقِّهم، أخذت بيده فأدخلته الجنة.

يا بن عباس! مَن أنكرهم؛ أو ردّ واحداً منهم، فكأنما قد أنكرني وردّني؛ ومَن أنكرني وردّني فكأنَّما قد أنكر الله وردّه.

يا بن عباس! سوف يأخذ الناس يميناً وشمالاً، فإذا كان ذلك فاتبع علياً وحزبه؛ فإنَّه مع الحق والحق معه، فلا يتفرقان حتى يردا عليّ الحوض.

يا بن عباس! ولايتهم ولايتي، وولايتي الله، وحربهم حربي، وحربي حرب الله، وسلمهم سلمي، وسلمي سلم الله.

ثمّ تلا (صلّى الله عليه وآله): ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) (1) .

اللَّهُم احشرنا مع أحبَّائهم بحرمة حبيبك المصطفى وآله الأئمّة النجباء.

والسلام على مَن اتبع الهدى.

* * *

____________________

(1) التوبة: 32.

٩٤

الحديث التاسع عشر:

الحسين (عليه السلام) يخبر أصحابه ليلة عاشوراء عن الأئمّة (عليهم السلام)

قال ابن شاذان (نوّر الله مرقده): حدّثنا الحسن بن محبوب (رضي الله عنه)، عن مالك بن عطية، عن أبي صفية ثابت بن دينار، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:

(قال الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) لأصحابه قبل أن يُقتل بليلة واحدة: إنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال لي: يا بني، إنَّك ستساق إلى العراق، وتنزل في أرض يقال لها عمورا وكربلاء، وإنَّك تستشهد بها ويستشهد معك جماعة.

وقد قرب ما عهد إليّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وإنّي راحل إليه غداً، فمَن أحبّ منكم الانصراف فلينصرف في هذه الليلة، فإنّي قد أذنت له وهو منّي في حل.

وأكد فيما قاله تأكيداً بليغاً، فلم يرضوا، وقالوا: والله، ما نفارقك أبداً حتى نرد موردك. فلمَّا رأى ذلك قال: فابشروا بالجنة، فو الله إنَّما نمكث ما شاء الله تعالى بعد ما يجري علينا، ثم يخرجنا الله وإياكم حين يظهر قائمنا، فينتقم من الظالمين، وأنا وأنتم نشاهدهم في السلاسل والأغلال وأنواع العذاب والنكال.

فقيل له: مَن قائمكم يا ابن رسول الله؟

قال: السابع من ولد ابني محمّد بن عليّ الباقر، وهو الحجّة بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ ابني، وهو الذي يغيب مدّة طويلة، ثمّ يظهر ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً) .

والسلام على مَن اتبع الهدى.

* * *

٩٥

الحديث العشرون:

الإمام السجاد (عليه السلام) يخبر الكابلي عن الأئمّة وغيبة المهدي (عليه السلام)

قال أبو محمّد بن شاذان (طيّب الله مضجعه): حدّثنا صفوان بن يحيى (رضي الله عنه)، عن إبراهيم بن أبي زياد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي، قال: دخلت على سيدي عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقلت: يا ابن رسول الله، أخبرني بالذين فرض الله تعالى طاعتهم، ومودَّتهم، وأوجب على عباده الإقتداء بهم بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

فقال: (يا كابلي، إنّ أولي الأمر الذين جعلهم الله (عزّ وجل) أئمّة الناس، وأوجب عليهم طاعتهم: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، ثمّ الحسن عمّي، ثمّ الحسين أبي، ثمّ انتهى الأمر إلينا) وسكت.

فقلت له: يا سيدي! روي لنا عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (أنّ الأرض لا تخلو من حجة لله (عزَّ وجلَّ) على عباده) ، فمَن الحجّة والإمام بعدك؟

فقال: (ابني محمّد، واسمه في الصحف الأولى باقر؛ يبقر العلم بقراً، هو الحجّة بعدي، ومن بعد محمّد ابنه جعفر. واسمه عند أهل السماء الصادق) .

قلت: يا سيدي؛ وكيف صار اسمه الصادق وكلكم صادقون؟

قال: (حدّثني أبي، عن أبيه، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، قال: إذا ولد ابني جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام) فسمّوه: الصادق، فإنَّ الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتراءً على الله وكذباً

٩٦

عليه، فهو عند الله جعفر الكذَّاب المفتري على الله (جلَّ جلاله)، والمدَّعي ما ليس له بأهل، المخالف لأبيه، والحاسد لأخيه، وذلك الذي يروم كشف سر الله (عزّوجلّ) عند غيبة ولي الله.

ثم بكى عليّ بن الحسين بكاءً شديداً، ثم قال:

(كأني بجعفر الكذَّاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر وليّ الله، والمغيب في حفظ الله، والتوكيل بحرم الله؛ جهلاً منه برتبته، وحرصاً على قتله إن ظفر به، وطمعاً في ميراث أخيه، حتى يأخذه بغير حقّ) .

فقال أبو خالد: فقلت: يا ابن رسول الله، وأنّ ذلك لكائن؟!

فقال: (إي وربي، إنّ ذلك لمكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

فقال أبو خالد: فقلت: يا ابن رسول الله، ثمّ يكون ماذا؟

قال: (ثمّ تمتد الغيبة بوليّ الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والأئمّة بعده.

يا أبا خالد، إنّ أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره، أفضل من أهل كل زمان؛ فإنَّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والإفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة [عندهم] بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بالسيف. أولئك المخلصون حقاً، وشيعتنا صدقاً، والدعاة إلى دين الله (عزّ وجلّ) سراً وجهراً) .

وقال (عليه السلام): (انتظار الفرج من أفضل الفرج) .

نرجو الحق تعالى أن يكرّم جميع الشيعة الأجر العظيم في هذا الانتظار.

والسلام على مَن اتبع الهدى.

* * *

٩٧

الحديث الحادي والعشرون:

ثواب من ثبت على ولاية القائم (عليه السلام) في الغيبة

قال الشيخ عماد الدين أبو جعفر بن بابويه (رحمه الله) في كتاب (كمال الدين): حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني [(رضي الله عنه)] (1) ، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن بسطام بن مرّة، عن عمرو بن ثابت قال: قال عليّ بن الحسين سيد العابدين [(عليهما السلام)] (2) : (مَن ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا، أعطاه الله (عزّ وجلّ) أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر وأحد) (3) .

والسلام على مَن اتبع الهدى.

* * *

الحديث الثاني والعشرون:

ثواب مَن ثبت على ولاية القائم (عليه السلام) في الغيبة

قال الشيخ المذكور (عليه رحمة الله الملك الغفور) في الكتاب المزبور: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد [(رضي الله عنه)] (4) ، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ، عن أبيه، عن المغيرة، عن

____________________

(1) ثبتت في المصدر المطبوع.

(2) ثبتت في المصدر المطبوع.

(3) كمال الدين / الصدوق: 323 / باب 31 / ح7.

(4) سقطت من النسخة.

٩٨

المفضّل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، أنّه قال: (يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، فطوبى (1) للثابتين على أمرنا في ذلك الزّمان: إنّ أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم البارئ (جلَّ جلاله)، فيقول: عبادي وإمائي! آمنتم بسرّي، وصدّقتهم بغيبي، فابشروا بحسن الثواب منّي، فأنتم عبادي وإمائي حقّاً. منكم أتقبّل، وعنكم أعفو، ولكم أغفر، وبكم أسقي عبادي الغيث، وأدفع عنهم البلاء. ولولاكم لأنزلت عليهم عذابي) .

قال جابر: فقلت: يا ابن رسول الله! فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟

قال: (حفظ اللّسان، ولزوم البيت) (2) .

والسلام على مَن اتبع الهدى.

* * *

____________________

(1) في المصدر المطبوع بدل (فطوبى): (فيا طوبى).

(2) كمال الدين / الصدوق: 330 / باب 32 / ح15.

٩٩

الحديث الثالث والعشرون:

الأئمّة (عليهم السلام) اثنا عشر

قال أبو محمّد ابن شاذان (أسكنه الله في أعلى درجات الجنان): حدّثنا عليّ بن الحكم (رضي الله عنه)، عن سيف بن عميرة، عن علقمة بن محمّد الحضرمي، عن الصادق (عليه السلام)، قال: (الأئمّة اثنا عشر) .

قلت: يا ابن رسول الله، فسمّهم لي فداك أبي وأُمي.

قال: (من الماضين عليّ بن أبي طالب، والحسن، والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، ثمّ أنا).

قلت: مَن بعدك يا ابن رسول الله؟

فقال: (إنّي أوصيت إلى ولدي موسى، وهو الإمام [من] بعدي) .

قلت: فمَن بعد موسى؟

قال: (عليّ ابنه يدعى الرّضا، يدفن في أرض الغربة من خراسان، ثم من بعد عليّ ابنه محمّد، وبعد محمّد ابنه عليّ، وبعد عليّ الحسن ابنه، وبعد الحسن المهدي ابنه. وإنّه إذا خرج يجتمع عليه ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً عدد رجال بدر. وإذا كان وقت خروجه، يكون له سيف مغمود خرج من غمده، فناداه: قم يا وليّ الله، اقتل أعداء الله) .

والسلام على مَن اتبع الهدى.

* * *

١٠٠