زاد المناسبات

زاد المناسبات0%

زاد المناسبات مؤلف:
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 274

زاد المناسبات

مؤلف: المركز الإسلامي للتبليغ
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
تصنيف:

الصفحات: 274
المشاهدات: 37997
تحميل: 2238

توضيحات:

زاد المناسبات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 274 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 37997 / تحميل: 2238
الحجم الحجم الحجم
زاد المناسبات

زاد المناسبات

مؤلف:
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
العربية

خاتم الصدقة

المناسبة: أسبوع الصدقة

(تصدّق أمير المؤمنينعليه‌السلام بالخاتم أثناء صلاته)

التاريخ: ٢٤ ذو الحجة.

تصدُّق أمير المؤمنينعليه‌السلام بخاتمه أثناء صلاته في الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة فأنزل الله تعالى آية الولاية فقال عزّوجلّ:﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ(١) .والخطاب في هذه الآية المباركة يحصر الولاية بثلاثة هم: " الله والرسول والذين آمنوا" وقد كرَّم الله تعالى صاحب الصدقة فعبَّر عنه بصيغة الجمع وكرَّم من يتولّاه بعد الله ورسوله فسمّاهم " حزب الله" ووصفهم بالغالبين.

____________________

١- المائدة: ٥٥-٥٦.

٢٤١

قصة الآية:

تكاثرت الروايات على أنّ الآيتين السابقتين نزلتا في أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام لمـّا تصدق بخاتمه وقام صحابة النبي الكرام بنقل قصّة التصدّق هذه، وعلى رأس هؤلاء الصحابي الجليل أبو ذرّ الغفاري الذي كان يصرّ على نشر هذه القصّة المباركة إيماناً منه أنّها واحدة من القيم الكبرى والفضائل العظمى التي أرادها الله خالدة خلود القرآن الكريم فقال (رضوان الله عليه):

صلّيت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوماً من الأيام صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهمّ اشهد أنّي سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئاً، وكان عليعليه‌السلام راكعاً فأومأ إليه بخنصره اليمنى، وكان يتختّم فيها، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره وذلك بعين النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلمّا فرغ النبي من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال: " اللهمّ موسى سألك فقال: ربّ اشرح لي صدري، ويسّر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي، اشددْ به أَزْري و أشرِكْهُ في

٢٤٢

أمري، فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً: سنشدُّ عَضُدُكَ بأخيكَ ونجعل لكما سلطاناً فلا يصِلون إليكما بآياتنا...اللهمّ وأنا محمّد نبيك وصفيُّك، اللهمّ واشرح لي صدري، ويسّر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي علياً اشددْ به ظهري"(١) .

قال أبو ذرّ: فما استتمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الكلمة حتى نزل جبرائيل من عند الله تعالى إلى الرسول الأكرم وقال يا محمّد اقرأ: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ(٢) .

أهميّة الصدقة:

إنّ نزول آية الولاية في تصدَّق أمير المؤمنينعليه‌السلام يدلّ على القيمة الكبرى للصدقة في الإسلام والتي ورد فيها أحاديث كثيرة تدلّ على مكانتها عند الله تعالى فهي كما ورد على لسان الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : " تقع في يد الله قبل أن تقع في

____________________

١- القمي الشيرازي- محمد طاهر- كتاب الاربعين - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ١٠٥

٢- المائدة: ٥٥- ٥٦

٢٤٣

يد العبد"(١) و" تطفئ غضب الربّ"(٢) و" تدفع البلاء"(٣) ، وهي كما أكّد نبيّنا الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّها سبب لإستنزال الرزق..ومداواة المرض..ورحمة للموتى، وهي ذات الآثار الجليلة التي عبَّر عنها الإمام الصادقعليه‌السلام بقوله:

"الصدقَّة تدفع ميتة السوء وتدفع سبعين نوعاً من البلاء "(٤)

" أرض القيامة نار ما خلا ظل المؤمن فإن صدقته تظله"(٥) .

الصدقة بين القيمة والإخلاص:

إن نزول آية الولاية بعد تصدق أمير المؤمنينعليه‌السلام بخاتمه يدل على مكانة التصدَّق، إلا أن المكانة والقيمة الحقيقية ليست لهذا العمل المجرَّد بل للخلفية الإيمانية والروحية التي حركت الإمام عليعليه‌السلام للتصدُق بخاتمه، وهذا ما لم يفهمه بعض من عاصر النبي الأعظم صلوات الله عليه وآله وفاجأه نزول آية الولاية بسبب تصدُق الإمامعليه‌السلام فقال:

____________________

١- السيد البروجردي - جامع أحاديث الشيعة - ج ٨ - مكتبة أهل البيتعليهم‌السلام -٣٤٣

٢- العلامة المجلسي - بحار الانوار - ج ٩٣ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام -١٢٩

٣- العلامة المجلسي - بحار الانوار - ج ٥٩ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام -٢٦٤

٤- العلامة المجلسي - بحار الانوار - ج ٩٣ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام -١٢٩

٥- العلامة المجلسي - بحار الانوار - ج ٧ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام -١٢٠

٢٤٤

" تصدقت بأربعين خاتماً وأنا أصلِّي لينزل فيَّ ما نزل في أميرالمؤمنين فلم ينزل"(١) . ولم يدرك هؤلاء أن الله تعالى لا ينظر لصورة العمل وكميته بل لمدى الإخلاص الذي انطلق منه ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى.

____________________

١- العلامة المجلسي - بحار الانوار - ج ٣٥ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام -١٨٣

٢٤٥

زواج النورين

المناسبة: زواج الإمام عليعليه‌السلام من السيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام

التاريخ: ٢٤ ذو الحجة.

طمح الكثيرون في نيل شرف المصاهرة لخاتم الأنبياءصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بخطبة ابنته الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، لكنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يردّهم بلطف قائلاً: " أمرها إلى ربّها"(١) .

كفؤ الزهراء:

وتقدَّم أمير المؤمنين عليعليه‌السلام لخطبة السيدة الزهراءعليها‌السلام ليجد فيه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الكفؤ الوحيد لها بين الرجال، بل إنّ هذا كان خطاباً من الملك جبرائيل حين هبط على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قائلاً: " يا محمد، إنّ الله جلّ جلاله يقول: لو لم أخلق

____________________

١- العلامة المجلسي - بحار الانوار- ج ٤٣ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ١٢٤

٢٤٦

علياً لما كان لفاطمة ابنتك كفؤ على وجه الأرض آدم فمن دونه"(١) .

لذا كان حقيقاً بثغر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يبتسم حين علم برضى ابنته الزهراءعليها‌السلام وأن يقول: " إنّي سألت ربّي أن يزوّجها خير خلقه"

مهر الزواج:

وقدَّم أمير المؤمنينعليه‌السلام مهر اً متواضعاً هو قيمة درعه الذي ما كان يملك غيره مع السيف لتلك المرأة الحقيقية الكاملة والنسخة الإنسانيّة المتكاملة كما كان يعبّر عنها الإمام الراحل{، ليعيشا في بيت متواضع كان الإمام عليعليه‌السلام يأتي إليه بالحطب ويكنسه فيما كانت زوجته الصدّيقة الكبرى تطحن فيه وتعجن وتخبز في أجواء أسريّة تمثّل المصداق الحيّ الناطق لتعاليم الإسلام الحنيف التي وضعت خطوط النور للحياة الزوجيّة الهادفة، والتي تجلَّت في كلمات أهل بيت العصمةعليه‌السلام التي تخاطب الزوج قائلة: " لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها

____________________

١- العلامة المجلسي - بحار الانوار- ج ٤٣ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٩٢

٢٤٧

موافقتها ومحبّتها وهواها.وحسن خلقه معها، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها، وتوسعته عليها"(١) .

كما تخاطب هذه التعاليم الحنيفة الزوجة قائلة: " أيّما امرأة خدمت زوجها سبعة أيّام أغلق الله عنها سبعة أبواب النّار وفتح لها ثمانية أبواب الجنة تدخل من أيّها شاءت"(٢) .

وكانت حياة النورين العظيمينعليه‌السلام المثال الأعلى للحياة الزوجيّة التي حدّث عنها أمير المؤمنينعليه‌السلام في كلامه عن السيدة الزهراءعليها‌السلام : " فوالله ما أغضبتها، ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عزّ وجلّ، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عنّي الهموم والأحزان"(٣) .

الزوجة الصابرة:

وكانت السيدة الزهراءعليها‌السلام الزوجة الصابرة في بيتها حتى ورد عن أبي سعيد الخدري قوله: " أصبح علي بن أبي طالب ساغباً (أي جائعاً)، فقالعليه‌السلام : " يا فاطمة، هل عندك شيء

____________________

١- العلامة المجلسي - بحار الانوار- ج ٧٥ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٢٣٧

٢- الريشهري - محمد - ميزان الحكمة- ج ٢ - مكتبة أهل البيتعليهم‌السلام - ص ١١٨٦

٣- العلامة المجلسي - بحار الانوار- ج ٤٣ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ١٣٤

٢٤٨

تغذينه؟ قالتعليه‌السلام : لا والذي أكرم أبي بالنبوّة، وأكرمك بالوصيّة، ما أصبح الغداة عندي شيء، وما كان شيء أطعمناه من يومين إلّا شيء كنت أؤثرك به على نفسي، وعلى ابنيّ هذين الحسنعليه‌السلام والحسينعليه‌السلام ، فقال عليعليه‌السلام : يا فاطمة، ألا كنت أعلمتيني فأبغيكم شيئاً، فقالتعليه‌السلام : يا أبا الحسن، إني لأستحي من إلهي أن أكلّف نفسك ما لا تقدر عليه"(١) .

إنّها سيرة للاقتداء والتأسّي فإنّ " أبغض الناس إلى الله عزّ وجلّ من يقتدي بسنّة إمامٍ ولا يقتدي بأعماله"(٢) .

____________________

١- العلامة المجلسي - بحار الانوار- ج ٤٣ - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ٥٩

٢- الشيخ الصدوق- الخصال - مكتبة اهل البيتعليهم‌السلام - ص ١٨

٢٤٩

أهل البيتعليهم‌السلام في آية المباهلة

المناسبة: يوم المباهلة

التاريخ: ٢٥ ذو الحجة

قال تعالى: ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ(١) .

قصة الآية:

في السنة التاسعة أو العاشرة للهجرة في ٢٥ من شهر ذي الحجة وقعت حادثة تاريخية خلَّدها الله تعالى في كتابه ورواها المحدثون والمؤرخون والمفسرون والعلماء على مختلف مذاهبهم كشفت عن عظيم مقام وقدر علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام .

____________________

١- آل عمران:٦١

٢٥٠

يقول الزمخشري في تفسير الكشَّاف عند تفسيره للسورة " وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء".

إذ أن مما لا شك فيه ولا جدال أن هذه الآية نزلت في حق الخمسة الأطهار الميامين أهل الكساء.

وقد ذكر ذلك الرازي في تفسيره، وأبو إسحاق الثعلبي في كشف البيان، والسيوطي في الدر المنثور، وابن حجر المكي في الصواعق المحرقة، والقندوزي في ينابيع المودة، والطبري ومسلم في صحيحه، والترمذي في صحيحه، وغيرهم الكثير.

وعبَّر الإمام عبد الحسين شرف الدين في الكلمة الغراء ب-:" أجمع أهل القبلة حتى الخوارج منهم على أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يدعُ للمباهلة من النساء سوى بضعته الزهراء وعلي والحسن والحسين فقط".

هذا الحديث الذي احتَّج به عليعليه‌السلام يوم الشورى حسبما رواه في الصواعق عن الدارقطني يوم الشورى فقال لهم:" أنشدكم الله هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله في الرحم مني ومن جعله نفسه وابناه ابناه ونساءه نساءه غيري " قالوا: اللهم لا.

٢٥١

وتفاصيله أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعا نصارى نجران إلى الإسلام فأقبلت شخصياتهم، وكان العدد يربوا على السبعين، ولما وصلوا المدينة المنورة التقوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجالسوه مراراً وسمعوا حديثه ودلائله وما كان عندهم رد وجواب.

يقول الرازي في تفسيره لما أورد الدلائل على نصارى نجران قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " إن الله أمرني إن لم تقبلوا الحجة أن أباهلكم "(١) ،إلى أن قال، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج وعليه مرط من شعر أسود، وكان قد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعليعليه‌السلام خلفها وهو يقول إذا دعوت فأَمِّنوا، فقال أسقف نجران إني لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الارض نصراني إلى يوم القيامة، إلى أن قال: ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي ناراً، ولاستأصل الله نجران حتى الطير على رؤوس الشجر، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا...وعقب الرازي على الرواية واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير و الحديث.

____________________

١- الخراساني - الشيخ وحيد -منهاج الصالحين - ج ١ - مكتبة أهل البيتعليهم‌السلام - ص ١٩٠

٢٥٢

بعض دلائل آية المباهلة:

هذا النص لا شك أنه يحمل العديد من الدلالات الهامة والعلامات التي تستوقف الإنسان:

إن معنى المباهلة كما في الكشَّاف للزمخشري، ثم نبتهل، ثم نتباهل بأن نقول: بَهلةُ الله على الكاذب منا، ومنكم والبهلةُ بالفتح والضم: اللَّعنه وبَهَلَهُ الله: لعنهُ وابعدهُ من رحمته من قولك: " أبهلة" إذا أهمله...واصل الابتهال هذا ثم استعمل في كل دعاء يجتهد فيه ولم يكن التعاناً.

إن هذا برهان واضح على صحة نبوة نبينا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنه من الواضح فيما ذكره كل من تحدث عن المباهلة انهم لم يستجيبوا للمباهلة والتقوا بأن يصالحوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

إن تعيين شخصيات المباهلة لم تنشأ من حالة عفوية ارتجالية أو تأثيرات عائلية بل بتوجه إلهي واختيار رباني هادف فقد تحدى بهم أعداء الإسلام وجعل خصومهم كاذبين معرضَّين للعنة والعذاب...

وقد ورد عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حينما سُئل عن هذا الاختيار قوله:" لو علم الله تعالى أن في الأرض عباداً أكرم من علي وفاطمة

٢٥٣

والحسن والحسين لأمرني أن أباهل بهم، ولكن أمرني بالمباهلة مع هؤلاء فغلبت بهم النصارى".

٢٥٤

رؤية الإمام الخمينيقدس‌سره لحقيقة الثورة

المناسبة: ذكرى انتصار الثورة

التاريخ: ١١ شباط

لقد كانت الثورة الإٍسلامية نهضة للإسلام في عصر احتكار السلطة على العالم وحصرها بيد المستكبرين وفي زمن سيطرة الأفكار المادية على الفكر وسطوة المادة التي استعبدت شعوب الأرض وجاء الإمام الخمينيقدس‌سره بثورة الإسلام في إيران لتصويب التوجهات الإنسانية وإعادة الاعتبار للدين والروحانيات من هنا فإن الإمام كان يرى حقيقة الثورة كما يلي:

١- ثورة إلهّية:

يشير الإمام إلى الفاعل الأساسي في الكون والوجود

٢٥٥

بمقتضى عقيدة التوحيد فينسب النصر إلى الله قائلاً: " إن التحوّل الذي حصل لشعبنا من الخوف إلى الإقتدار ومن الضعف إلى القوة إنما كان تحوّلاً إلهياً".

٢- ثورة عقائديّة:

يقول الإمامقدس‌سره : " لنضحي في سبيل حراسة الثورة الإسلامية ولنسعى في حفظ هذه العقيدة المجيدة التي تمثّل رسالة الخلاص لمستضعفي العالم وسلاح القضاء على المستكبرين".

٣- ثورة معنويّة وروحيّة:

فالثورة إعادة لقيم الأخلاق والدين والروحانية وعن ذلك يقول الإمامقدس‌سره : " إنّ ثورتنا الإسلاميّة الكبرى هي ثورة معنويّة روحيّة قبل أن تكون سياسيّة واجتماعيّة".

٤- ثورة إيمانيّة:

عن ذلك يقول الإمامقدس‌سره : " إنّ السرّ في انتصاركم هو الإيمان بالله والتوجّه إليه" ويقول أيضاً: " لقد انتصرنا بقدرة الإيمان..ولم ننتصر بالعدد والعدّة".

٢٥٦

٥- ثورة الحقّ على الباطل:

عن ذلك يقولقدس‌سره : " إنّنا على الحقّ والحقّ منتصر على الباطل".ويقول أيضاً: " إنّكم على الحقّ وقد وقفتم بوجه الباطل، والحقّ منتصر لا محالة".

حفظ الثورة:

الثورة نعمة إلهيّة كبرى تقتضي المعرفة بقيمتها العمل على حفظها وتنميتها وتقويتها، وعن هذا الواجب يقول الإمامقدس‌سره : " إنّ الثورة كالطفل تحتاج إلى التربية والحضانة لتنمو وتكبر" أمّا كيف تحفظ فيلفت الإمام إلى عناوين فيها:

ضمانة الإيمان:

يقولقدس‌سره : " لقد سلمت إيران مهمة حفظ الثورة إلى أشخاص مؤمنين، والثورة تتقدم الآن أيضاً على أيدي أولئك المؤمنين".ويقول أيضاً:"..الله أكبر ووحدة الكلمة هي التي نصرتنا وسلاحنا الآن هو الله أكبر".

التضحية وعدم اليأس:

يقول الإمام: " لا بد من التضحية بالنفس وتقديم الضحايا

٢٥٧

والقرابين في طريق الثورة.."، ويقول:"...سيروا في هذه النهضة ولا تتركوا اليأس يتسرّب إلى أنفسكم فإن اليأس من جنود الشيطان".

وأخيراً:

متى يتحقّق النصر الإلهي الأكبر؟

إنّ انتصار الثورة في إيران في نظر الإمام هو محطة ومرحلة في مشروع الإسلام وعن ذلك يقول الإمامقدس‌سره : " الانتصار النهائي يتحقّق عندما يطبّق الإسلام في إيران بجميع أبعاده وجميع أهدافه وبجميع أحكامه والنصر الأكبر يتحقّق عندما يحكم الإسلام كلّ أقطار العالم".

٢٥٨

الحفاظ على النصر

المناسبة: عيد المقاومة التحرير

التاريخ: ٢٥ أيار

أكّد القرآن الكريم أنّ السبب الحقيقي لصنع النصر هو الله تعالى فقال عزّ وجلّ:﴿وَمَا النَّصْرُ إِلّا مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ(١) ، كما أكّد على حتميّةِ النصرِ حينَ يأخُذُ المؤمنون بأسبابهِ ويحقِّقون شروطَه، وذلك بقوله تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ(٢)

أسباب النصر:

ومن مستنزِلات النصرِ الإلهي أمور:

منها الولاية التي قرنها الله تعالى بالنصر في أكثر من آية

____________________

١- آل عمران : ١٢٦

٢- الروم: ٤٧

٢٥٩

كقوله عزّ وجلّ:﴿..وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا(١)

ومنها الوحدة التي أكّد الله عليها في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ(٢)

ومنها الصبر الذي ربط الله ُتعالى الغلبةَ به في قوله جلَّ شأنهُ: ﴿فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ(٣)

لحفاظ على النصر:

وحينما ينزل الله ُتعالى نصرَه، يبقى على الأمةِ أن تحافِظَ على هذهِ النعمةِ من خلال المحافظةِ على قوَّتِها وثباتِها كما يوضِّح لنا قائدُ مسيرتنا الراحل الإمامُ الخمينيقدس‌سره بقوله: " ما أكثرَ الانتصاراتِ التي تُحقِّقُها الشعوبُ ثمّ تفقُدها نتيجةَ ضعفِها وعدمِ ثباتِها على ما حقَّقته".

فلئن كان النصرُ أمراً يشكِّل تحقيقُه ميلاً بشرياً تحبُّه وتطلبه وترغبُ فيه كلّ المجتمعات، كما يحدّثنا الله تعالى بقوله:

____________________

١- النساء: ٤٥

٢- الصف: ٤

٣- الأنفال: ٦٦

٢٦٠