شبهات وردود - الحلقة الرابعة الجزء ٤

شبهات وردود - الحلقة الرابعة0%

شبهات وردود - الحلقة الرابعة مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 218

  • البداية
  • السابق
  • 218 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 9224 / تحميل: 1731
الحجم الحجم الحجم
شبهات وردود - الحلقة الرابعة

شبهات وردود - الحلقة الرابعة الجزء 4

مؤلف:
العربية

في اخ ولا قرابة )(١) .

قول الاشعري القمي :

وقال الاشعري القمي في المقالات والفرق :

( ففرقة منها وهي المعروفة بالامامية قالت لله في ارضه بعد مضي الحسن بن علي حجة على عباده وخليفة في بلاده ، قائم بامره من ولد الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا ،.على المنهاج الاول والسنن الماضية من الائمة الجارية ، فيمن مضى منهم القائمة فيمن بقى منهم ، الى ان تقوم الساعة من وتيرة الاعقاب ، ونظام الولادة ، ولا ينتقل ولا يزول عن حالها ، ولا يكون الامامة ولا يعود في اخوين بعد الحسن والحسين ، ولا يجوز ذلك ولا يكون الا في عقب الحسن بن علي بن محمد الى فناء الخلق وانقطاع امر الله ونهيه ورفعه التكليف عن عباده ، متصل ذلك ما اتصلت امور الله ، ولو كان في الارض رجلان كان احدهما الحجة ، ولو مات احدهما لكان الباقي منهما الحجة ، ما اتصل امر الله ودام نهيه في عباده ، وما كان تكليفه قائماً في خلقه ،

و لا يجوز ان تكون الامامة في عقب من يموت في حياة ابيه ، ولا في وصىّ له من اخ ولا غيره، اذا لم تثبت للميت في حياه ابيه في نفسه امامةولم يلزم العباد به حجة.

وذلك ان المأثور عن الائمة الصادقين مما لا دفع بين هذه العصابة

____________________

(١) إكمال الدين للصدوق /٩٢.

٤١

من الشيعة الامامية ، ولا شك فيه عندهم ولا ارتياب ، ولم يزل اجماعهم عليه لصحة مخرج الاخبار المروية فيه وقوة اسبابها ، وجودة اسانيدها وثقة ناقليها )(١) .

قول علي بن الحسن النوبختي :

وقال علي بن الحسن النوبختي في فرق الشيعة :

« قالت الفرقة الثانية عشرة وهم ( الامامية ) ليس القول كما قال هؤلاء كلهم بل لله عز وجل في الارض حجة من ولد الحسن بن علي وامر الله بالغ وهو وصي لابيه على المنهاج الاول والسنن الماضية ولا تكون الامامة في اخوين بعد الحسن والحسين (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).ولا يجوز ذلك ولا تكون الا في عقب الحسن بن علي الى ان ينقضي الخلق متصلا ذلك ما اتصلت امور الله تعالى.ولو كان في الارض رجلان لكان احدهما الحجة ولو مات احدهما لكان الاخر الحجة ما دام امر الله ونهيه قائمين في خلقه.ولا يجوز ان تكون الامامة في عقب من لم تثبت له امامة ولم تلزم العباد به حجة ممن مات في حياة ابيه ولا في ولده.

وهذا الذي ذكرناه هو المأثور عن الصادقين الذي لا تدافع له بين هذه العصابة ولا شك فيه لصحة مخرجه وقوة اسبابه وجودة اسناده(٢) .

وفي ضوء ذلك فان الشيخ الطوسي كان قوله مؤكدا لما نقله

____________________

(١) المقالات والفرق /١٠٣.

(٢) فرق الشيعة /١١١ ، أوردناه إلى جنب كتاب المقالات والفرق على فرض تعددهما.

٤٢

النوبختي والاشعري القمي وليس مؤسسا ».

نموذج من الروايات :

أما الاخبار في ذلك فكثيرة نذكر منها ما رواه الكليني في الكافي بأسانيد صحيحة.

عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة ، عن أبى عبد الله (عليه‌السلام ) قال لا تعود الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين أبدا ، إنما جرت في علي بن الحسين كما قال الله تبارك وتعالى "واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله" فلا تكون بعد علي بن الحسين (عليه‌السلام ) إلا في الاعقاب وأعقاب الاعقاب(١) .

وعن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن ابي نجران ، عن سليمان بن جفعر الجعفري ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي عبد الله (عليه‌السلام ) أنه قال لا تجتمع الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين إنما هي في الاعقاب وأعقاب الاعقاب(٢) .

وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي الحسن الرضا (عليه‌السلام ) أنه سئل أتكون الامامة في عم أو خال ؟ فقال لا ، فقلت ففي أخ ؟ قال لا ، قلت ففي من ؟ قال في ولدي ، وهو يومئذ لا ولد له(٣) .

____________________

(١) الكافي ج ١ ص ٢٨٥.

(٢) الكافي ج ١ ص ٢٨٦.

(٣) الكافي ج ١ ص ٢٨٦.

٤٣

الفصل الثالث

روايات اهل البيت (ع) في تشخيص هوية الامام المهدي (ع)

٤٤

قوله : اما الروايات الواردة حول الغيبة والغائب فهي لا تتحدث عن غائب بالتحديد.وهي لا تتحدث عن أمر قبل وقوعه حتى يكون ذلك إعجازا ودليلا على صحة الغيبة كما قال الشيخ الصدوق.

أقول : إن روايات أهل البيت المتداولة عند الشيعة في القرن الثاني الهجري تتحدث عن غائب بالتحديد وهو الامام الثاني عشر من أئمة أهل البيت والخامس من ولد الصادق (عليه‌السلام ) ، وانه يغيب غيبتين إحداهما طويلة ثم يقوم بعدها ، وبالتالي فهي تتحدث عن أمر قبل وقوعه ، وفيما يلي طرف مما رواه الحسن بن محبوب السرّاد (١٤٩- ٢٢٤ هجرية) في كتابه المشيخة وغيره من كتبه وكتب غيره التي كانت متداولة عند الشيعة قبل ولادة المهدي بنصف قرن تقريبا.

٤٥

٤٦

نص الشبهة

قال : ( اما الروايات الواردة حول الغيبة والغائب فهي لا تتحدث عن غائب بالتحديد.وهي لا تتحدث عن أمر قبل وقوعه حتى يكون ذلك إعجازا ودليلا على صحة الغيبة كما قال الشيخ الصدوق ) ص ١٩٧بيروتية.

( إن تحديد هوية الامام المهدي بالثاني عشر من إئمة أهل البيت قد حدث في وقت متأخر بعد وفاة الامام الحسن العسكري بفترة طويلة إي في بداية القرن الرابع الهجري ).

ولو كانت هوية المهدي قد تحددت من قبل منذ زمان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أو الائمة الاحد عشر السابقين لما اختلف المسلمون ولا الشيعة ولا الامامية ولا شيعة الحسن العسكري في تحديد هوية المهدي (١٨٢).

الرد على الشبهة

أقول : إن روايات أهل البيت (عليهم‌السلام ) المتداولة عند الشيعة في القرن الثاني الهجري والربع الاول من القرن الثالث الهجرري تتحدث عن غائب بالتحديد وبالتالي فهي قد أخبرت عن أمر قبل وقوعه.

٤٧

وقد ذكرت هذه الروايات ان القائم المهدي الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم هو الثاني عشر من أهل البيت وهو التاسع من ذرية الحسين وفي بعضها هو السابع من ذرية الباقر وفي بعضها هو السادس من ذرية الصادق وفي بعض هذه الروايات هو الخامس من ولد الكاظم هذا مضافا الى روايات كثيرة جدا تشير الى أن هذا القائم له غيبة طويلة ، وفي روايات اخرى ان له غيبتين إحداهما طويلة يقال له فيها مات أو هلك ، وفي بعضها انه تخفى ولادته على الناس ، وفي بعضها هو الذي يقول الناس عنه لم يولد بعد وفي بعضها انه اصغر الائمة سنا وأخملهم ذكرا.

وليس بعد هذه الاوصاف من غموض كما يدعي الاستاذ الكاتب مضافا الى ذلك العلامات التي ذكرت كمقدمة لظهوره من قبيل زوال ملك بني العباس وخروج السفياني والصيحة في شهر رمضان وانه لا يقوم حتى يذهب ثلثا الناس وانه لاتبقى فئة من الناس لا تجرب حظها من الحكم والسيرة بين الناس وانه يظهر في زمانه عيسى ويصلي خلفه.

ان هذه الصفات و العلامات لاتبقي مجالا للقول ان الروايات الواردة في المهدي غامضة ولم تحدد هويته كما ادعى ذلك الاستاذ الكاتب.

وقد ذكر تلك الروايات علماء الشيعة الاقدمين وقدموها كظاهرة ملفتة للنظر وعلامة من علامات صدق إمامة أهل البيت (عليهم‌السلام ).

٤٨

تعليق الشيخ ابي سهل النوبختي على أخبار الغيبتين :

قال الشيخ أبي سهل النوبختي (رحمه‌الله ) : « وصحة غيبته بالاخبار المشهورة في غيبة الامام (عليه‌السلام ) وان له غيبتين إحداهما اشد من الاخرى.

ومذهبنا في غيبة الامام في هذا الوقت لا يشبه مذهب الممطورة في موسى(١) بن جعفر لان موسى مات ظاهراً ورآه الناس ميتاً ودفن دفناً مكشوفا ومضى لموته اكثر من مائة سنة وخمسين سنة لا يدعي احد انه يراه ولا يكاتبه ولا يراسله ، ودعواهم انه حي فيه اكذاب الحواس التي شاهدته ميتاً وقد قام بعده عدة ائمة فأتوا من العلوم بمثل ما أتى به موسى وليس في دعوانا هذه غيبة الامام اكذاب للحس ولا محال ولا دعوى تنكرها العقول ولا تخرج من العادات وله الى هذا الوقت من يدَّعي من شيعته الثقات المستورين انه باب اليه وسبب يؤدي عنه الى شيعته امره ونهيه ولم تطل المدة في الغيبة طولاً يخرج من عادات من غاب.

فالتصديق بالاخبار يوجب : اعتقاد امامة ابن الحسن (عليه‌السلام ) على ما شرحت.

وانه قد غاب كما جاءت الاخبار في الغيبة فانها جاءت مشهورة متواترة وكانت الشيعة تتوقعها وتترجاها كما ترجوا بعد هذا من قيام القائم (عليه‌السلام ) بالحق واظهار العدل.

____________________

(١) هم الواقفية وهو لقب غلب عليها.

٤٩

ونسأل الله عز وجل توفيقا وصبراً جميلاً برحمته»(١) .

تعليق النعماني على اخبار الغيبتين :

وقال النعماني (رحمه‌الله ) معلقا على أخبار الغيبتين :

« هذه الاحاديث التى يذكر فيها أن للقائم (عليه‌السلام ) غيبتين أحاديث قد صحت عندنا بحمد الله ، وأوضح الله قول الائمة (عليهم‌السلام ) وأظهر برهان صدقهم فيها.

فأما الغيبة الاولى : فهي الغيبة التى كانت السفراء فيها بين الامام (عليه‌السلام ) وبين الخلق قياما منصوبين ظاهرين موجودي الاشخاص والاعيان ، يخرج على أيديهم غوامض العلم ، و عويص الحكم ، والاجوبة عن كل ما كان يسأل عنه من المعضلات والمشكلات ، و هى الغيبة القصيرة التى انقضت أيامها وتصرمت مدتها(٢) .

والغيبة الثانية : هي التى ارتفع فيها أشخاص السفراء والوسائط للامر الذي يريده الله تعالى ، والتدبير الذى يمضيه في الخلق ، ولوقوع التمحيص والامتحان و البلبلة والغربلة والتصفية على من يدعي هذا الامر كما قال الله عزوجل " ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب.وما كان الله ليطلعكم على الغيب " وهذا زمان ذلك قد حضر ، جعلنا الله فيه من الثابتين على الحق ، وممن لا

____________________

(١) اكمال الدين للشيخ الصدوق /٩٢.

(٢) يدل كلامه هذا انه ألف كتابه (الغيبة) بعد وفاة النائب الرابع علي بن محمد السمري أي بعد سنة ٣٢٩هجرية.

٥٠

يخرج في غربال الفتنة.

فهذا معنى قولنا " له غيبتان " ونحن في الاخيرة نسأل الله أن يقرب فرج أوليائه منها ويجعلنا في حيز خيرته وجملة التابعين لصفوته ، ومن خيار من ارتضاه وانتجبه لنصرة وليه وخليفته فإنه ولي الاحسان ، جواد منان ».

وقال (رحمه‌الله ) معقبا على اخبار علامات الظهور وبعض صفات القائم (عليه‌السلام ) :

« العلامات التي ذكرها الائمة : مع كثرتها واتصال الروايات بها وتواترها واتفاقها موجبة ألا يظهر القائم إلا بعد مجيئها وكونها ، إذ كانوا قد أخبروا أن لابد منها وهم الصادقون ، حتى إنه قيل لهم " نرجو أن يكون ما نؤمل من أمر القائم (عليه‌السلام ) ولا يكون قبله السفياني " فقالوا " بلى والله إنه لمن المحتوم الذي لابد منه ".ثم حققوا كون العلامات الخمس التي أعظم الدلائل والبراهين على ظهور الحق بعدها ، كما أبطلوا أمر التوقيت وقالوا " من روى لكم عنا توقيتا فلا تهابوا أن تكذبوه كائنا من كان فإنا لا نوقت " وهذا من أعدل الشواهد على بطلان أمر كل من ادعى أو ادعي له مرتبة القائم ومنزلتهوظهر قبل مجيء هذه العلامات ، لا سيما وأحواله كلها شاهدة ببطلان دعوى من يدعى له ، ونسأل الله أن لا يجعلنا ممن يطلب الدنيا بالزخارف في الدينوالتمويه على ضعفاء المرتدين ، ولا يسلبنا ما منحنا به من نور الهدى وضيائه ، وجمال الحق وبهائه بمنه وطوله.

انظروا رحمكم الله - يا معشر الشيعة إلى ما جاء عن الصادقين (عليهم‌السلام )

٥١

في ذكر سن القائم (عليه‌السلام ) وقولهم إنه وقت إفضاء أمر الامامةإليه أصغر الائمة سنا وأحدثهم ، وإن أحدا ممن قبله لم يفض إليه الامر في مثل سنه ، وإلى قولهم " واخملنا ذكرا " يشيرون بخمول ذكره إلى غيبة شخصه واستتاره ، وإذا جاءت الروايات متصلة متواترة بمثل هذه الاشياء قبل كونها، وبحدوث هذه الحوادث قبل حدوثها ، ثم حققها العيان والوجود ، وجب أن تزول الشكوك عمن فتح الله قلبه ونوره وهداه ، وأضاء له بصره.

والحمد لله الذي يختص برحمته من يشاء من عباده بتسليمهم لامره وأمر أوليائه ، وإيقانهم بحقيقة كل ما قاله ، واثقا بحقيقة كل ما يقول الائمة من غير شك فيه ولا ارتياب ، إذ كان الله عزوجل قد رفع منزلة حججه.وجعل الجزاء على التسليم لقولهم والرد إليهم الهدى والثواب وعلى الشك والارتياب فيه العمى وأليم العذاب ، وإياه نسأل الثواب على ما من به ، والمزيد فيما أولاه وحسن البصيرة فيما هدى إليه فإنما نحن به وله ».

تعليق الشيخ الصدوق على أخبار الغيبة :

قال الشيخ الصدوق (رحمه‌الله ) :

( أن الائمة (عليهم‌السلام ) قد أخبروا بغيبتة ووصفوا كونها لشيعتهم فيما نُقِل عنهم واستُحفِظ في الصحف ودُوِّن في الكتب المؤلفة من قبل أن تقع الغيبة بمائتي سنة أو أقل أو أكثر.

فليس أحد من أتباع الائمة (عليهم‌السلام ) إلا وقد ذكر ذلك في كثير من كتبه

٥٢

ورواياته ودونه في مصنفاته وهي الكتب(١) التي تعرف بالاصول مدوَّنة مستحفظة عند شيعة آل محمد (عليهم‌السلام ) من قبل الغيبة بما ذكرنا من السنين ، وقد أخرجت ما حضرني من الاخبار المسندة في الغيبة في هذا الكتاب في مواضعها.

فلا يخلو حال هؤلاء الاتباع المؤلفين للكتب أن يكونوا علموا الغيب بما وقع الان من الغيبة ، فألفوا ذلك في كتبهم ودونوه في مصنفاتهم من قبل كونها ، وهذا محال عند أهل اللب والتحصيل.

أو أن يكونوا ( قد ) أسسوا في كتبهم الكذب فاتفق الامر لهم كما ذكروا وتحقق كما وضعوا من كذبهم على بعد ديارهم واختلاف آرائهم وتباين أقطارهم ومحالهم ، وهذا أيضا محال كسبيل الوجه الاول.

فلم يبق في ذلك إلا أنهم حفظوا عن أئمتهم المستحفظين للوصية (عليهم‌السلام ) عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من ذكر الغيبة وصفة كونها في مقام بعد مقام إلى آخر المقامات مادونوه في كتبهم وألفوه في اصولهم.

وبذلك وشبهه فلج الحق وزهق الباطل.إن الباطل كان زهوقا )(٢) .

تعليق الطبرسي في إعلام الورى على أخبار الغيبة :

قال الطبرسي ( رح ) مما يدل على صحة إمامته (عليه‌السلام ) النص عليه بذكر غيبته ، و صفتها التي يختصها ووقوعها على الحد المذكور من غير

____________________

(١) أقول ستأتي طرف من أحاديث هذه الكتب في الغيبة مما أشار اليه الشيخ الصدوق وحياة اصحابها بين السنوات (١٤٥-١٦٠) - والسنوات (٢١٠- ٢٣٠).

(٢) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص ١٩.

٥٣

اختلاف حتى لم يخرم منه شيئا وليس يجوز في العادات أن تولد جماعة كثيرة كذبا يكون خبرا عن كائن فيتفق ذلك على حسب ما وصفوه.

وإذا كانت أخبار الغيبة قد سبقت زمان الحجة (عليه‌السلام ) بل زمان أبيه وجده حتى تعلقت الكيسانية والناووسية والممطورة(١) بها وأثبتها المحدِّثون من الشيعة في اصولهم المؤلفة في أيام السيدين الباقر والصادق (صلى‌الله‌عليه‌وآله )(٢) وأثروها عن النبي و الائمة (عليهم‌السلام ) واحد بعد واحد صح بذلك القول في إمامة صاحب الزمان بوجود هذه الصفة له والغيبة المذكورة ، في دلائله وأعلام إمامته ، وليس يمكن أحدا دفع ذلك.

ومن جملة ثقات المحدثين والمصنفين من الشيعة الحسن بن محبوب السراد وقد صنف كتاب المشيخة الذي هو في اصول الشيعة أشهر من كتاب المزني و أمثاله قبل زمان الغيبة بأكثر من مائة سنة فذكر فيه بعض ما أوردناه من أخبار الغيبة فوافق المخبر ، وحصل كما تضمنه الخبر بلا اختلاف(٣) .

أقول :

وفيما يلي طرف مما رواه الحسن بن محبوب السراد ( ١٤٩- ٢٢٤

____________________

(١) هم الواقفية.

(٢) من قبيل أصل زرارة وأصل محمد بن مسلم وابراهيم بن عمر وابي حمزة الثمالي وعبد الله بن بكير وأبان بن عثمان وغيرهم.

(٣) بحار الانوار ج ٥١ ص ٣٦٤ عن إعلام الورى للطبرسي.

٥٤

هجرية ) في كتاب مشيخته المشهور المتداول عند الشيعة قبل ولادة المهدي بنصف قرن تقريبا وطرف مما رواه ايضا معاصرو الحسن بن محبوب في كتبهم أمثال محمد بن ابي عمير ( ت٢١٧ )، و صفوان بن يحيى ( ت٢١٠ ) ومحمد بن اسماعيل بن بزيع ، وعبد الله بن سنان ( ت٢٢٠ )، ومحمد بن سنان ، والحسن بن ايوب ، وعبد الله بن حماد الانصاري ، وأحمد بن الحسن الميثمي ، والعباس بن عامر القصباني ، وعثمان بن عيسى ، والحسن بن علي بن فضال ( ت٢٢٤ )، وعبد الله بن جبلة ( ت٢١٩ )، وعلي بن حسان.

روايات الحسن بن محبوب السّرّاد ومعاصريه في المهدي (عليه‌السلام )

الغيبة الكبرى :

الحسن بن محبوب (١) عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي إسحاق السبيعى قال سمعت من يوثق به من أصحاب أمير

____________________

(١) يكنى أبا علي، مولى بجيلة كوفي يعد ابرز أربعة وجوه شيعية إمامية في عصره ، روى عن ستين رجلا من أصحاب أبي عبدالله (عليه‌السلام )، وروى عن الامام الكاظم والرضا (عليه‌السلام ) ، وكان جليل القدر ، ، وعدَّه الكشي من الفقهاء الذين أجمع الشيعة على تصحيح ما يصح عنهم عند تسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، له كتب كثيرة ، منها : كتاب المشيخة ، كتاب الحدود ، كتاب الديات ، كتاب الفرائض ، كتاب النكاح ، كتاب الطلاق، كتاب النوادر ، نحو ألف ورقة ، وزاد ابن النديم : كتاب التفسير ، وله كتاب العتق.جاءت أخباره في المهدي (عليه‌السلام ) ضمن كتابه (المشيخة) الذي يقول عنه الطبرسي في كتابه (إعلام الورى) : (هو في اصول الشيعة أشهر من كتاب المزني).

٥٥

المؤمنين (عليه‌السلام ) يقول قال أمير - المؤمنين (عليه‌السلام ) في خطبة خطبها بالكوفة طويلة ذكرها " اللهم لابد لك من حجج في أرضك حجة بعد حجة على خلقك ، يهدونهم إلى دينك ، ويعلمونهم علمك لكيلا يتفرق أتباع أوليائك ، ظاهر غير مطاع ، أو مكتتم خائف يترقب.(١) .

وعنه عن علي بن رئاب ، عن زرارة قال سمعت أبا جعفر (عليه‌السلام ) يقول إن للقائم غيبة قبل ظهوره ، قلت ولم ؟ قال يخاف - وأومأ بيده إلى بطنه.- قال زرارة يعني القتل(٢) .

محمد بن أبي عمير (٣) عن جميل بن دراج ، عن زرارة قال قال أبو

____________________

(١) محمد بن ابراهيم النعماني- كتاب الغيبة ص ١٣٦ قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدثنا محمد بن المفضل و سعدان بن إسحاق ; وأحمد بن الحسين بن عبد الملك ; ومحمد بن أحمد القطواني قالوا : حدثنا الحسن بن محبوب.

(٢) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص ٤٨١ : عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار (رضي‌الله‌عنه ) قال : حدثنا علي ابن محمد بن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن محبوب.

(٣) قال النجاشي : " محمد بن أبي عمير زياد بن عيسى ، أبوأحمد الازدي ، بغدادي الاصل والمقام ، لقي أبا الحسن موسى (عليه‌السلام ) ، وسمع منه أحاديث ، وروى عن الرضا (عليه‌السلام ).جليل القدر ، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين ، الجاحظ يحكي عنه في كتبه ، وقد ذكره في المفاخرة بين العدنانية والقحطانية ، وقال في البيان والتبيين : حدثني إبراهيم بن داجة ، عن ابن أبي عميروكان وجها من وجوه الرافضة.وكان حبس في أيام الرشيد فقيل ليلي القضاء ، وقيل إنه ولي بعد ذلك ، وقيل بل ليدل على مواضع الشيعة ، وأصحاب موسى بن جعفر (عليه‌السلام ) ، وروي أنه ضرب أسواطا بلغت منه فكاد أن يقر لعظيم الالم ، فسمع محمد بن يونس بن عبدالرحمان وهو يقول : إتق الله يا محمد بن أبي عمير ، فصبر ففرج الله.وروي أنه حبسه المأمون حتى ولاه قضاء بعض البلاد ، وقيل إن اخته دفنت كتبه في حالة استتارها وكونه في الحبس أربع سنين ، فهلكت الكتب ، وقيل بل تركتها في غرفة فسال عليها المطر ، فهلكت ، فحدث من حفظه ، ومما كان سلف له في أيدي الناس ، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله ، وقد صنف كتبا كثيرة.صنف أربعة وتسعين كتابا، منها : كتاب الملاحم ، المغازي وكتاب الكفر والايمان ، وكتاب البداء ، كتاب الاحتجاج في الامامة ، كتاب الحج ، كتاب فضائل الحج.كتاب المتعة ، كتاب الاستطاعة ، كتاب يوم وليلة ، كتاب الصلاة ، كتاب مناسك الحج ، كتاب الصيام ، كتاب اختلاف الحديث ، كتاب المعارف ، كتاب التوحيد ، كتاب النكاح ، كتاب الطلاق ، كتاب الرضاع ، النوادر وغيرها.مات محمد بن أبي عمير سنة (٢١٧) ".

٥٦

عبد الله (عليه‌السلام ) يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم ، فقلت له ما يصنع الناس في ذلك الزمان ؟ قال يتمسكون بالامر الذي هم عليه حتى يتبين لهم(١) .

وعنه عن صفوان بن مهران الجمال قال قال الصادق جعفر بن محمد (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أما والله ليغيبن عنكم مهديكم حتى يقول الجاهل منكم ما لله في آل محمد ، ثم يقبل كالشهاب الثاقب فيملاها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما(٢) .

صفوان بن يحيى (٣) عن ابن بكير ، عن زرارة قال سمعت أبا

____________________

(١) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص ٣٥٠ : حدثنا أبي (رضي‌الله‌عنه ) قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أيوب بن نوح ، عن محمد بن أبي عمير.

(٢) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص ٣٤١ : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رضي‌الله‌عنه ) قال : حدثنا أبي ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن أبي عمير.

(٣) قال النجاشي : " صفوان بن يحيى أبومحمد البجلي بياع السايري ، كوفي ، ثقة ثقة ، عين ، روى أبوه عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، وروى هو عن الرضا (عليه‌السلام ) ، وكانت له عنده منزلة شريفة ، ذكره الكشي في رجال أبي الحسن موسى (عليه‌السلام ) ، وقد توكل للرضا وأبي جعفر (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وسلم مذهبه من الوقف ، وكانت له منزلة من الزهد والعبادة ، وكان جماعة الواقفة بذلوا له مالا كثيرا ، وكان شريكا لعبد الله بن جندب وعلي بن النعمان ، وروي أنهم تعاقدوا في بيت الله الحرام أنه من مات منهم صلى من بقي صلاته وصام عنه صيامه وزكى عنه زكاته ، فماتا وبقى صفوان ، فكان يصلي في كل يوم مائة وخمسين ركعة ، ويصوم في السنة ثلاثة أشهر ويزكي زكاته ثلاث دفعات ، وكل ما يتبرع به عن نفسه مما عدا ما ذكرناه تبرع عنهما مثله.وحكى بعض أصحابنا أن إنسانا كلفه حمل دينارين إلى أهله إلى الكوفة ، فقال : إن جمالي مكراة وأنا أستأذن الاجراء ، وكان من الورع والعبادة على مالم يكن عليه أحد من طبقته (رحمه‌الله ) ، وصنف ثلاثين كتابا ، كما ذكر أصحابنايعرف منها الان : كتاب الوضوء ، كتاب الصلاة ، كتاب الصوم ، كتاب الحج ، كتاب الزكاة، كتاب النكاح ، كتاب الطلاق ، كتاب الفرائض ، كتاب الوصايا ، كتاب الشراء والبيع ، كتاب العتق والتدبير، كتاب البشارات ، نوادر ، مات صفوان بن يحيى (رحمه‌الله ) سنة عشرة ومائتين".

٥٧

جعفر (عليه‌السلام ) يقول إن للقائم غيبة قبل أن يقوم ، قال قلت ولم ؟ قال يخاف - وأومأ بيده إلى بطنه -(١) .

عثمان بن عيسى الكلابي (٢) عن خالد بن نجيح ، عن زرارة بن أعين قال سمعت أبا عبد الله (عليه‌السلام ) يقول إن للقائم غيبة قبل أن يقوم ، قلت له ولم ؟ قال يخاف - وأومأ بيده إلى بطنه -.ثم قال يا زرارة وهو المنتظر ، وهو الذي يشك الناس في ولادته ، منهم من يقول هو حمل ، ومنهم من يقول هو غائب ، ومنهم من يقول ما ولد ، ومنهم من يقول ولد قبل وفاة أبيه بسنتين.غير أن الله تبارك وتعالى يحب أن يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون.قال زرارة فقلت جعلت فداك فإن أدركت

____________________

(١) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص ٤٨١ : - وبهذا الاسناد ، عن محمد بن مسعود قال : حدثني محمد بن إبراهيم الوراق قال : حدثنا حمدان بن أحمد القلانسي ، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى.

(٢) قال النجاشي : " عثمان بن عيسى أبو عمرو العامري الكلابي ، ثم من ولد عبيد بن رؤاس ، فتارة يقال الكلابي وتارة العامري وتارة الرؤاسي ، والصحيح : أنه مولى بني رؤاس وكان شيخ الواقفة ووجهها ، وأحد الوكلاء المستبدين بمال موسى بن جعفر (عليه‌السلام ) ، روى عن أبى الحسن (عليه‌السلام ) ، ذكره الكشي في رجاله وذكر نصر بن الصباح ، قال : كان له (يعني الرضا (عليه‌السلام )) في يده مال فمنعه فسخط عليه ، وقال : ثم تاب وبعث إليه بالمال ، وكان يروى عن أبي حمزة ، وكان رأى في المنام أنه بموت بالحائر على صاحبه السلام ، فترك منزله بالكوفة واقام بالحائر حتى مات ، ودفن هناك صنف كتبا ، منها : كتاب المياه.وكتاب القضايا والاحكام ، وكتاب الوصايا ، وكتاب الصلاة.

٥٨

ذلك الزمان فأي شيء أعمل قال يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فأدم هذا الدعاء " اللهم عرفني نفسك ، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك فانك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني(١) .

الحسن بن علي بن فضال (٢) عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة بن

____________________

(١) اكمال الدين ٣٤٢ حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رضي‌الله‌عنه ) قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى الكلابي.ورواه بسند آخر قال وحدثنا بهذا الحديث أيضا محمد بن إسحاق (رضي‌الله‌عنه ) قال : حدثنا أبوعلي محمد ابن همام قال : حدثنا أحمد بن محمد النوفلي قال : حدثني أحمد بن هلال ، عن عثمان ابن عيسى الكلابي ، عن خالد بن نجيح ، عن زرارة بن أعين ، عن الصادق جعفر بن محمد (عليهم‌السلام ).

(٢) قال النجاشي : " الحسن بن علي بن فضال ، كوفي يكنى أبا محمد.ابن عمرو ابن أيمن مولى تيم الله ، لم يذكره أبوعمرو الكشي في رجال أبي الحسن الاول (عليه‌السلام ).قال أبوعمرو : قال الفضل بن شاذان : كنت في قطيعة الربيع في مسجد الربيع أقرأ على مقريء يقال له : إسماعيل بن عباد ، فرأيت قوما يتناجون ، فقال أحدهم : بالجبل رجل يقال له ابن فضال أعبد من رأينا أو سمعنا به ، قال : فإنه ليخرج إلى الصحراء فيسجد السجدة، فيجيء الطير فيقع عليه فما يظن إلا أنه ثوب أو خرقة ، وإن الوحش لترعى حوله فما تنفر منه لما قد أنست به ، وإن عسكر الصعاليك ليجيئون يريدون الغارة أو قتال قوم فاذا رأوا شخصه طاروا في الدنيا فذهبوا.قال أبومحمد (هو الفضل بن شاذان) : فظننت أن هذا رجل كان في الزمان الاول، فبينما أنا بعد ذلك بيسير قاعد في قطيعة الربيع مع أبي (رحمه‌الله ) ، إذ جاء شيخ حلو الوجه حسن الشمائل عليه قميص نرسي ورداء نرسي وفي رجله نعل مخضر فسلم على أبي ، فقام إليه أبي فرحب به وبجله ، فلما أن مضى يريد ابن أبي عمير قلت : من هذا الشيخ ؟ فقال : هذا الحسن بن علي بن فضال ، قلت : هذا ذاك العابد الفاضل ؟ قال : هو ذاك ، قلت : ليس هو ذلك ، ذاك بالجبل ، قال : هو ذاك كان يكون بالجبل قال : ما أغفل (أقل) عقلك من غلام ، فأخبرته بما سمعت من القوم فيه ، قال : هو ذلك.فكان بعد ذلك يختلف إلى أبي ثم خرجت إليه بعد إلى الكوفة فسمعت منه كتاب ابن بكير وغيره من الاحاديث ، وكان يحمل كتابه ويجيء إلى الحجرة فيقرأه علي ، فلما حج ختن طاهر بن الحسين وعظمه الناس لقدره وماله ومكانه من السلطان ، وقد كان وصف له فلم يصر إليه الحسن فأرسل إليه : أحب أن تصير إلي فإنه لا يمكنني المصير إليك فأبى، وكلمه أصحابنا في ذلك ، فقال : مالي ولطاهر لا أقربهم ليس بيني وبينهم عمل ، فعلمت بعد هذا أن مجيئه إلي كان لدينه ، وكان مصلاه بالكوفة في الجامع عند الاسطوانة التي يقال لها السابعة ويقال لها اسطوانة إبراهيم (عليه‌السلام ) ، وكان يجتمع هو وأبومحمد الحجال وعلي بن أسباط ، وكان الحجال يدعي الكلام فكان من أجدل الناس ، فكان ابن فضال يغري بيني وبينه في الكلام في المعرفة وكان يحبني حبا شديدا.وكان الحسن عمره كله فطحيا مشهورا بذلك حتى حضره الموت فمات وقد قال بالحق (رضي‌الله‌عنه ).أخبرنا محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبوالحسن بن داود ، قال : حدثنا أبي عن محمد بن جعفر المؤدب ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن علي بن الريان ، قال : كنا في جنازة الحسن ، فالتفت محمد بن عبدالله بن زرارة إلي وإلى محمد بن الهيثم التميمي فقال لنا ألا أبشركما ؟ فقلنا له: وما ذاك ؟ فقال : حضرت الحسن بن علي قبل وفاته وهو في تلك الغمرات وعنده محمد بن الحسن بن الجهم ، قال : فسمعته يقول له : يا أبا محمد تشهد ، فقال : فتشهد الحسن فعبر عبدالله ، وصار إلى أبي الحسن (عليه‌السلام ) ، فقال له محمد بن الحسن : وأين عبدالله ؟ ! فسكت ثم عاد فقال له : تشهد فتشهد وصار إلى أبي الحسن (عليه‌السلام ) ، فقال لهوأين عبدالله ؟!=

٥٩

أعين ، عن الصادق جعفر بن محمد (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أنه قال إن للقائم غيبة قبل أن يقوم - وذكر الحديث مثله سواء(١) .

____________________

(١) الشيخ الصدوق- كمال الدين وتمام النعمة ص ٣٤٢وحدثنا محمد بن الحسن (رضي‌الله‌عنه )قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن علي بن محمد الحجال ، عن الحسن بن علي بن فضال.

= يردد ذلك ثلاث مرات.فقال الحسن : قد نظرنا في الكتب فما رأينا لعبد الله شيئا.قال أبوعمرو الكشي : كان الحسن بن علي فطحيا يقول بإمامة عبدالله ابن جعفر فرجع ، قال ابن داود في تمام الحديث : فدخل علي بن أسباط ، فأخبره محمد بن الحسن بن الجهم الخبر ، قال : فأقبل علي بن أسباط يلومه ، قال : فأخبرت أحمد بن الحسن بن علي بن فضال ، بقول محمد بن عبدالله ، فقال : حرف محمد ابن عبدالله على أبي ، قال : وكان والله محمد بن عبدالله أصدق عندي لهجة من أحمد بن الحسن فإنه رجل فاضل دين.وذكره أبوعمرو في أصحاب الرضا (عليه‌السلام ) خاصة ، قال : الحسن بن علي بن فضال مولى بني تيم الله بن ثعلبة كوفي وله كتب الزيارات ، البشارات ، النوادر ، الرد على الغالية ، الشواهد من كتاب الله ، المتعة ، الناسخ والمنسوخ ، الملاحم ، الصلاة ، كتاب يرويه القميون خاصة عن أبيه علي ، عن الرضا (عليه‌السلام ) فيه نظروكتاب الرجال مات الحسن سنة أربع وعشرين ومائتين".

٦٠