زاد عاشوراء 1430 هـ

زاد عاشوراء 1430 هـ0%

زاد عاشوراء 1430 هـ مؤلف:
المحقق: معهد سيد الشهداء للمنبر الحسيني
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 168

زاد عاشوراء 1430 هـ

مؤلف: معهد سيد الشهداء للمنبر الحسيني
المحقق: معهد سيد الشهداء للمنبر الحسيني
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
تصنيف:

الصفحات: 168
المشاهدات: 20349
تحميل: 1996


توضيحات:

زاد عاشوراء 1429 هـ زاد عاشوراء 1430 هـ زاد عاشوراء 1431 هـ
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 168 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20349 / تحميل: 1996
الحجم الحجم الحجم
زاد عاشوراء 1430 هـ

زاد عاشوراء 1430 هـ

مؤلف:
الناشر: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
العربية

لثورة كربلاء بعد ظاهري كبير، فهي التي "أولدت الإسلام ولادة ثانية" كما عبّر الإمام الخمينيقدس‌سره .

"ولولا ثورة الحسين لم يبقِ‏َ للإسلام من أثر" كما عبّر عالم الأزهر الكبير الشيخ محمد عبده.

لكن منطلق الإمام الحسينعليه‌السلام في ثورته كان حبّه للَّه تعالى وإخلاصه له.

وكما صوَّر الشاعر دوافع الإمام الحسينعليه‌السلام :

إلهي تركت الخلق طراً في هواك‏ وأيتمت العيال لكي أراك‏

فلو قطّعتني بالحبّ إرباً لما مال الفؤاد إلى سواك

‏د- إخلاص أصحاب الإمام الحسينعليه‌السلام

كان الإمام الحسينعليه‌السلام يعرف عدم إمكانيّة الانتصار العسكري، لذا كان هدفه القيام مع أصحابه بعمليّة استشهادية كبرى، لذا اختلف موقف الإمام من أصحابه مع موقف طارق بن زياد.

فطارق بعد أن حطَّ وجيشه على ساحل البحر، أحرق السفن وأبقى القوت ليوم واحد، وخطب في جيشه: "هذا العدو أمامكم، والبحر وراءكم، إمّا أن تنتصروا، وإمّا أن تموتوا".

١٠١

أمّا الإمام الحسينعليه‌السلام فقد جمع أصحابه ليلة العاشر، وقال لهم: ".. وإنّي قد أذنت لكم، فانطلقوا جميعاً في حلّ‏ٍ ليس عليكم منّي ذمام، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً".

وعبَّرت مواقف الأصحاب عن ذلك الإخلاص الكبير:

- سعيد بن عبد اللَّه الحنفي: ".. واللَّه لو علمت أنّي أقتل، ثمّ أحيا، ثمّ أحرق حيّاً، ثمّ أذرى، يفعل ذلك بي سبعين مرّة لما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك".

- زهير بن القين: ".. واللَّه وددت أنّي قتلت، ثمّ نشرت، ثمّ قتلت حتى أُقتل كذا ألف مرة، وإنّ اللَّه عزَّ وجلّ‏َ يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك".

إنّهم حقّاً كما عبّر أمير المؤمنينعليه‌السلام : "عشّاق شهداء، لا يسبقهم من كان قبلهم، ولا يلحقهم من بعدهم".

مراجع مفيدة للموضوع

٭ رحلة الشهادة - إصدار معهد سيّد الشهداءعليه‌السلام

٭ رحلة السبي - إصدار معهد سيّد الشهداءعليه‌السلام

٭ بحار الأنوار ج ٤٤

٭ تاريخ النهضة الحسينية- إصدار معهد سيّد الشهداءعليه‌السلام

١٠٢

المحاضرة الثالثة

عنوان المحاضرة : التوبة إلى اللَّه

الهدف

حث الناس على التوبة واصلاح أنفسهم.

تصدير الموضوع

﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيما (١)

محاور الموضوع

أ- أثر الذنوب على قلب الإنسان:

عن الإمام الباقرعليه‌السلام : "ما من عبد إلا وفي قلبه نكتة بيضاء، فإذا أذنب ذنباً خرج في النكتة نكتة سوداء، فإن تاب ذهب ذلك السواد، وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض، فإذا غطَّى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبداً وهو قول اللَّه عزَّ وجلَّ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُون "(٢) .

____________________

١- النساء:٧١

٢- الكافي، ٢/٣٧٢

١٠٣

ب- الشهود على المعصية:

ذكرت الروايات ثلاثة أنواع من الشهود أمام اللَّه على معاصي الإنسان.

١- الملكان:﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ .

٢- الجوارح:﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١)

٣- الأرض:﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (٢) .

ج- المنقذ من الذنوب:

يوجد ثلاثة احتمالات:

١- الرحمة وهي محتملة للمذنب.

٢- الشفاعة وهي محتملة للمذنب.

٣- التوبة وهي مضمونة بقوله تعالى:﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ

____________________

١- يس:٥٦

٢- الزلزلة.

١٠٤

لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ .

د- معنى التوبة:

عن الإمام عليعليه‌السلام "التوبة ندم بالقلب واستغفار باللسان، وترك الجوارح، واضمار أن لا يعود".

ه- باب التوبة مفتوح:

عن الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : "من تاب قبل موته بسنة قبل اللَّه توبته، ثم قال إن السنة لكثيرة، من تاب قبل موته بشهر قبل اللَّه توبته، ثم قال:

إن الشهر لكثير، من تاب قبل موته بجمعة قبل اللَّه توبته، ثم قال إن الجمعة لكثير، من تاب قبل موته بيوم قبل اللَّه توبته، ثم قال: إن اليوم لكثير، من تاب قبل أن يعاين قبل اللَّه توبته".

و- شروط التوبة:

١- الندم على ما فرط في جنب اللّه.

٢- العزم على ترك الذنب وأن لا يعود إليه.

٣- تأدية الحقوق.

١٠٥

٤- أن يعمد إلى كل فريضة فيؤدي حقها.

٥- أن يذيب اللحم الذي نبت على الحرام.

٦- أن يذيق جسمه آلم الطاعة كما أذاقه لذة المعصية.

ز- توبة الحر في عاشوراء:

فلنعاهد الحسينعليه‌السلام أن نتوب إلى اللَّه ونسير على خطاه.

مراجع مفيدة للاطلاع:

١- الكافي، الشيخ الكليني، ج٢.

٢- الأربعون حديثاً، الإمام الخمينيقدس‌سره .

٣- تزكية النفس، السيد الحائري.

١٠٦

المحاضرة الاولى

كيف نكون في معسكر الحسينعليه‌السلام

الهدف:

تعريف الحضور بضرورة تحديد موقفنا في هذا العصر من قضية الإمام الحسينعليه‌السلام وكيفية ترجمة ذلك في حياتنا اليومية.

تصدير الموضوع:

عن هرثمة بن أبي مسلم قال: صرت إلى الحسينعليه‌السلام .. فقالعليه‌السلام : "معنا أنت أم علينا فقلت: لا معك ولا عليك خلفت صبية أخاف عليهم عبيد الله بن زياد قالد: فامض حيث لا ترى لنا مقتلا ولا تسمع لنا صوتا فو الذي نفس حسين بيده لا يسمع اليوم واعيتنا أحد فلا يعيننا إلا كبه الله لوجهه في نار جهنم"(١)

____________________

١- بحار الأنوار، ج٤٤، ص ٧٥٢، عن أمالي الشيخ الصدوق

١٠٧

محاور الموضوع:

١- موقفنا فيما لو كنا حاضرين في عصر الإمام الحسينعليه‌السلام

٭ هل وقفنا ملياً وحاولنا الدخول إلى دلالات ومضامين شعار يا ليتنا كنا معك فنفوز فوزاً عظيماً؟

- طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم وفزتم والله فوزا عظيما يا ليتني كنت معكم فأفوز معكم في الجنان مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا(١)

٭ هل كنا آثرنا البقاء معهد ونحن نسمعه يقول:

- "أما بعد: فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيتٍ أبر ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني جميعاً خيراً، ألا وإني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غداً، ألا وإني قد أذنت لكم. فانطلقوا جميعاً في حلٍ ليس عليكم مني ذمام، هذا الليل غشيكم فاتخذوه جملاً ثم ليأخذ كل رجلٍ منكم بيد رجلٍ من أهل بيتي، ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرِّج الله، فإن القوم إنما يطلبونني، ولو أصابوني للهوا عن طلب غيري."(٢)

٭ هل كنا آثرنا البقاء معه ونحن حينذاك على مفترق طريقين نخير انفسنا:

____________________

١- إقبال الأعمال، ص ٣٣٥، زيارة عرفة

٢- رحلة الشهادة، ص ٧٣

١٠٨

- بين الحياة والقتل.

- بين بهجة الدنيا وبهجة الآخرة.

- بين زخارف ملموسة محسوسة بهذه الحواس تبهرالألباب كما يقال وبين مواعيد الله الصادقة وما أعدّ للمتقين.

٢- ماذا تعني كلمة "يا ليتني كنت معك"؟

٭ تعني القدرة على اتخاذ القرار الحاسم الذي ترتعد منه الفرائص وحتى فرائص القائد العسكري المقدام كالحر بن يزيد الرياحي

٭ تعني في حال كانت صادقة نابعة من الروح والضمير والوجدان أننا عرفنا الدنيا على حقيقتها ظِلاً زائلاً وسراباً "بقيعة يحسبه الظمآن" ماء.

٭ تعني أننا عرفنا أن أعلى مراتب الحياة الحقيقية الحياة الطيبة هي تلك التي نقرع بابها من بين مشتبك القنا وصليل السيوف بل أزيز الرصاص ودويّ القذائف وتشجّي الجسد أشلاء مبعثرة على طريق الحسينعليه‌السلام وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسينعليه‌السلام .

١٠٩

٣- ماذا تعني كلمة "فأفوز فوزاً عظيما"؟

٭ تعني كلمة الفوز العظيم في الشعار عندما نردده أننا نعتبر القتل فوزاً.

٭ الفوز العظيم فيما يبدو في ضوء آيات كتاب الله أعلى درجات الفوز فقد بيّن عز وجل أن للفوز مراتب متعددة:

- الأولى: مرتبة الفوز

﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَ مَتَاعُ الْغُرُورِ (١)

﴿ لاَ يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُون (٢)

- الثانية: مرتبة الفوز الكبير

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (٣)

____________________

١- آل عمران: ١٨٥

٢- الممتحنة: ٢٠

٣- البروج: ١١

١١٠

- الثالثة: مرتبة الفوز المبين

﴿ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ٭مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (١)

- الرابعة: مرتبة الفوز العظيم

﴿ إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٢)

٤- كيف ندرك مرتبة الفوز العظيم؟

٭ أن لا نكون من أولئك الذين بيّن الله تعالى حبهم للدنيا وحرصهم عليها في حين أنهم يتكلمون بكلام الشهداء والمجاهدين.

﴿ وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِياً ٭وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً (٣)

____________________

١- الأنعام:١٥-١٦.

٢- يونس: ١١١

٣- النساء:٧٢-٧٣

١١١

٭ أن نتجاوز حالة المراوحة بين انشدادنا للدنيا وإدراكنا لعظمة الشهادة فنتخفف من أثقال الدنيا محلّقين في آفاق الرضوان والفوز العظيم.

٭ أن نشاطر الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف الحزن ونمضي في ساحات الجهاد سراعاً نلقى الله تعالى ونلقى الأحبة محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحزبه.

٭ أن نخوض غمرات الجهاد في مواجهة الظلم الذي يملأ الدنيا ويُدمي قلب مولانا صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.

٭ أن لا نقف مكتوفي الأيدي أمام كل كافر من خلف البحار نجس يتدخل في أدق تفاصيل شؤوننا العقيدية فضلاً عن الشؤون السياسية الداخلية.

٭ أن لا نمني النفس الصبر على مضض إذلال العدو وتبحث عن مبررات القعود والتعقّل الجبان المجنون.

٭ أن نستلهم أرواح أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام المقدسة ونسير على دربهم لنكون من أهل "يا ليتنا كنا معك سيدي فنفوز فوزاً عظيماً".

٭ أن نستلهم أرواح أصحاب الحسينعليه‌السلام في ذلك العصر

١١٢

الذين تحدوا كل ما خيّم عليهم من ضيّق الخناق ووقفوا وهم قلّة في وجه الدنيا وعبيدها الذين كان الدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم.

٥- من هم أصحاب مرتبة الفوز العظيم في هذا العصر؟

٭ استشهاديو المقاومة الإسلامية وشهداء العمليات النوعية هم أصحاب الفوز العظيم في هذا العصر.

٭ أبطال المقاومة الإسلامية المرابطين في خندق الشهادة الماضين كحدّ السيف في الدرب الكربلائي المردّدين بفوّار دمهم الزاكي "يا ليتنا كنا معك سيدي فنفوز فوزاً عظيماً" هم أصحاب الفوز العظيم.

مراجع مفيدة للموضوع

٭ رحلة الشهادة - إصدار معهد سيد الشهداءعليه‌السلام

٭ بحار الأنوار ج ٤٤

٭ تاريخ النهضة الحسينية- إصدار معهد سيّد الشهداءعليه‌السلام

٭ عوالم الإمام الحسينعليه‌السلام - البحراني

١١٣

المحاضرة الثانية

عنوان المحاضرة: الإيثار

الهدف:

تحفيز الناس على الإيثار بما يحبون في سبيل الله تعالى.

تصدير الموضوع:

قال تعالى:﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ (١)

محاور الموضوع:

أ- معنى الإيثار:

إيثار الشي‏ء تفضيله على غيره، فإيثار الغير بمعنى تقديم الغير على النفس.

ب- مكانة الإيثار:

عن أمير المؤمنين "عليه‌السلام ":

"الإيثار أعلى الإيمان".

"الإيثار أشرف الكرم".

____________________

١-الحشر،٩.

١١٤

"الإيثار أفضل عبادة وأجمل سيادة".

روي أن الله تعالى أوحى لنبيه موسى "عليه‌السلام ": "يا موسى لا يأتيني أحد منهم قد عمل به (أي بالإيثار) وقتاً من عمره إلا استحييت من محاسبته وبوأته من جنتي حيث يشاء".

ج- صفات المؤثرين:

١- كاملون: عن الإمام الصادق "عليه‌السلام " في وصف الكاملين من المؤمنين: "هم البررة بالإخوة في حال العسر واليسر، المؤثرون على أنفسهم في حال العسر كذلك وصفهم الله تعالى﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ .

٢- أهل الأعراف: عن الإمام علي "عليه‌السلام ": "المؤثرون رجال من الأعراف".

د- كيف نصل إلى أهل الإيثار:

١- اليقين بفضل الله تعالى، فعن الرسول الأكرم‏"صلى‌الله‌عليه‌وآله ": "من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة".

١١٥

قال الله عز وجل:﴿ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ .

٢- مقارعة هوى النفس، فعن الإمام الصادق‏"عليه‌السلام ": "لا تدع النفس وهواها، فإن هواها في رداها، وترك النفس وما تهوى أذاها، وكف النفس عما تهوى دواها".

ه- نماذج أهل الإيثار:

١- الإمام علي "عليه‌السلام "، الذي آثر حياة رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله " على حياته ليلة مبيته في فراش النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، فباهى الله تعالى به الملائكة وأنزل فيه:﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ (١)

٢- إيثار أهل البيت "عليه‌السلام "، عندما أطعموا المسكين واليتيم والأسير مما يحبون ويحتاجون للإفطار به عندما كانوا صائمين فأنزل الله تعالى

____________________

١- البقرة،٢٠٧.

١١٦

فيهم:﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا .

٣- إيثار أبي الفضل العباس "عليه‌السلام " في كربلاء، إذا تذكر عطش الإمام الحسين "عليه‌السلام " عندما وصل إلى الماء فرماه وأنشد قائلاً:

يا نفس من بعد الحسين هوني

وبعده لا كنت أن تكوني

هذا الحسين وارد المنون

وتشربين بارد المعين

٤- إيثار مجاهدي المقاومة الإسلامية، كان أحد أفراد المقاومة الإسلامية ضيفاً يتناول إفطاره بعد ليلة حافلة بالعمل الجهادي عند الشهيد الحاج حسين جواد وفيما كان الحاج حسين جواد في الحمّام يزيل ما علق على ثيابه وبدنه من وحول ليلة أمس وإذ ارتفعت فجأةً أصوات من الخارج وتوقفت سيارات بسرعة أمام المنزل، ثمّ أندفع جنود الاحتلال داخل البيت يصرخون وقد شهروا بنادقهم في وجه المجاهد قائلين: مين حسين جواد! فأجابهم المجاهد بهدوء وبدون تردد: أنا حسين جواد فيما كان نفس الحاج حسين جواد لا يزال في الحمام حذراً من احتمال اقتحام المكان

١١٧

عليه، ولكن الجنود ما لبثوا أن غادروا المنزل وقد كبّلوا يدي أسيرهم الموهوم (حسين جواد) ووضعوا كيساً في رأسه.

مراجع مفيدة للموضوع:

١- أصول الكافي، الشيخ الكليني، ج‏٢.

٢- تفسير الميزان، السيد الطباطبائي، ج‏٣.

٣ -جامع السعادات، الشيخ النراقي، ج‏٣.

٤- مقتل الحسين، للسيد المقرّم.

٥- ميزان الحكمة، الشيخ الريشهري.

٦- تاريخ النهضة الحسينية- إصدار معهد سيّد الشهداءعليه‌السلام

١١٨

المحاضرة الثالثة

عنوان المحاضرة : كربلاء مدرسة التضحية

الهدف المنشود

حثَّ الناس على الاستعداد للتضحية في سبيل اللَّه تعالى.

المحاور

أ- التضحية درس الأنبياء والأوصياء والعنوان البارز في عاشوراء.

شواهد:

قال الإمام الخمينيقدس‌سره : "لقد بُعث الأنبياء لاصلاح المجتمع، وكلهم كانوا يؤكِّدون أنه ينبغي التضحية بالفرد من أجل المجتمع مهما كان الفرد عظيماً، وحتى لو كان الفرد أعظم من في الأرض، فإذا اقتضت مصلحة المجتمع التضحية بهذا

١١٩

الفرد، فعليه أن يضحي، وعلى هذا الأساس نهض سيد الشهداءعليه‌السلام وضحى بنفسه وأصحابه وأنصاره".

"يُعدُّ شهر محرَّم بالنسبة لمدرسة التشيع الشهر الذي تحقق فيه النصر اعتماداً على التضحية والدماء".

ب- دوافع التضحية:

١- التعبُّد بالتكليف الإلهي.

قصة نبي اللَّه إبراهيمعليه‌السلام التي انطلقت من التعبُّد بأمر اللَّه تعالى "قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك "، "وقال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء اللَّه من الصابرين ".

٢- الرغبة في الثواب الإلهي:

قال تعالى:( إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ) .

٭ قال تعالى:( وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) .

٭ قال سعد بن عبد اللَّه الحنفي ليلة العاشر: واللَّه لا نخليك حتى يعلم اللَّه أنا قد حفظنا غيبة رسول اللَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيك، واللَّه لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق ثم أذرَّى، يفعل ذلك بي

١٢٠