تنزيه القران عن المطاعن

تنزيه القران عن المطاعن0%

تنزيه القران عن المطاعن مؤلف:
الناشر: دار النهضة الحديثة
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 501

تنزيه القران عن المطاعن

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: عماد الدين أبي الحسن عبد الجبّار بن أحمد
الناشر: دار النهضة الحديثة
تصنيف: الصفحات: 501
المشاهدات: 64473
تحميل: 1921

توضيحات:

تنزيه القران عن المطاعن
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 501 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 64473 / تحميل: 1921
الحجم الحجم الحجم
تنزيه القران عن المطاعن

تنزيه القران عن المطاعن

مؤلف:
الناشر: دار النهضة الحديثة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

سورة قريش

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ) كيف يصح ذلك ومعلوم أن فيهم من لم يطعمه الله من جوع كالذين يقطعون الطريق ويفسدون في الارض وفيهم من لم يؤمنه من خوف كالذين يخافون الفتن وغيرها في تلك البقعة وغيرها؟ وجوابنا أنّ قوله تعالى( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ ) مخصوص لأنه راجع إلى قوله تعالى( لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ ) فانما ورد في هؤلاء التجار وهؤلاء لا يمتنع أن يكون ما ذكره الله تعالى واقعا فيهم فأطعمهم الله جميعهم من جوع وآمنهم من خوف، فان قيل فان كان الله تعالى أطعمهم فيجب أن يكون هو الخالق للأكل فيهم كما يقوله أهل الاجبار؟ وجوابنا أنّه من جهة العادة يقال ان فلانا أطعم القوم إذا مكنهم من الأكل وأباح ذلك لهم فلما كان تعالى أباح لهم التصرف في التجارات وغيرها ورزقهم من ارباحها ما يكون طعاما لهم جاز أن يصف نفسه بأنه اطعمهم من الجوع وآمنهم من الخوف ومعلوم أنه قد خص الله تعالى هذه البقعة من الأمن بما باينت به غيرها من البقاع ولم يقل تعالى وآمنهم من كل خوف فورود بعض أسباب الخوف عليهم لا يخرجهم من أن يكونوا قد آمنوا من بعض آخر.

تنزيه القرآن (٣١)

٤٨١

سورة الماعون

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) كيف يصح مع السهو ؛ والسهو من قبل الله تعالى والساهي معذور فيما سها عنه فكيف يكون له الويل؟ وجوابنا أنّ المراد بقوله تعالى( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ) ليس هو السهو الذي يفعله تعالى فيهم بل هو ما ينالهم من الغفلة لقلة توفرهم على الصلاة وقد اوجب الله تعالى على المكلف ان يتوفر بقلبه وبدنه ولسانه على الصلاة فاذا قصر في ذلك مع التمكن جاز ان يوصف بأنه سها عن صلاته فهذا هو المراد ولذلك قال تعالى بعده( الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ ) والمرائي بما يفعله لا يجوز ان يكون ساهيا على الوجه الذي يكون معذورا معه في تلك العبادة.

٤٨٢

سورة الكوثر

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) ما وجه تعلق النحر بالصلاة حتّى يعطف عليها وما وجه تعلق هذا الامر بانعام الله تعالى عليه بالكوثر؟ وجوابنا أنّه قد روي عن امير المؤمنين أن المراد به وضع احدى اليدين على الاخرى عند الصدر ولذلك تعلق بالصلاة لأنه أحد ما سن فيها على ما روى عنه صلّى الله عليه وسلم أنه قال ثلاث من سنن المرسلين احدهما وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة وقد قيل أنّ المراد بهذا النحر ما له تعلق بالصلاة يوم الاضحى وفي المناسك وقيل إنه تعالى ذكر في العبادات ما هو الاشق من الصلاة وأتبعه بما هو الأشق في نفار الطبع.

٤٨٣

سورة الكافرون

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ) كيف يحسن ذلك في الحكمة مع التكرار الذي فيه؟ وجوابنا أنّه لا تكرار في ذلك لان قوله تعالى( لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ) المراد به في المستقبل وقوله تعالى( وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ ) المراد به في الحال( وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ ) المراد به في المستقبل وفي الحال أي لا أعبد ما تقدمت عبادتكم له، ومن يعد ذلك تكرارا فمن قلة معرفته وتدبره لأنه ينظر إلى اللفظ ويعدل عن تأمل المعنى.

٤٨٤

سورة النصر

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( إذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ) ما وجه تعلق الأمر بأن سبح بما تقدم ذكره ومعلوم أنه مأمور بذلك في كل حال؟ وجوابنا أنّ المراد( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ) لاجل هذه النعمة العظيمة وهي النصر والفتح وتوفر الناس على الدخول في الدين لأن كل ذلك من النعم الزائدة على محمّد صلّى الله عليه وسلم وعند كل نعمة متجددة يجب الشكر المتجدد فأمره الله تعالى بذلك وبالتوبة والانابة لأنه ما من حال يجب فيها شكره وتنزيهه الا ويجب معها التوبة وقد قيل ان السورة نزلت آخرا وقد نعى إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم نفسه فنبه بهذا الكلام على ما ينبغي أن يتسدد فيه عند مفارقة الدنيا.

٤٨٥

سورة المسد

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) كيف يصح أن يعرّفه الله تعالى بأنه سيصلى النار وأنه لا يؤمن ومثل ذلك إذا عرفه المرء صار كالصّارف عن الإيمان والإغراء بالكفر؟ وجوابنا أنّ في العلماء من قال ان هذا الخبر مشروط كما شرط الله تعالى في الوعد الثبات على الطاعة واجتناب الكبائر وشرط الله تعالى في الوعيد أن لا يتوب ولا يأتي بطاعة أعظم من معاصيه واذا كان مشروطا فيجوز أن يؤمن فيخرج عن أن يكون خاسرا وأن يكون ممن يصلى النار قطعا ومن العلماء من قال يجوز أن يكون مقطوعا به وإعلامه بذلك لعلم الله تعالى فيه أنه لا يؤمن ولا يمنع ذلك من حسن التكليف لانه في أن لا يؤمن إنما يؤتى من قبل نفسه وعلى هذا اختلفوا أيضا في تعريف الله له هل هو بأنه لا يؤمن أو بأنه يبقى إلى حين.

٤٨٦

سورة الاخلاص

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( اللهُ الصَّمَدُ ) أليس في الرواية أنه المصمت الذي لا جوف له وذلك يدل على ما تقوله المشبهة؟ وجوابنا أنّ المروى عن ابن عباس أن الصمد السيد والمروى عن الحسن وغيره أنه الذي يصمد اليه في الحوائج ويفزع اليه في الطلبات وكلاهما من أوصاف الله تعالى التي تمنع من أن يكون جسما لان السيد الذي لا يتقدمه غيره في السؤدد وغيره لا يجوز أن يكون جسما ولأن من يفزع في الامور على كل حال لا يجوز أن يكون جسما. وفي الخبر ان بعض أهل الكتاب قالوا للنبي صلّى الله عليه وسلم أنعت لنا ربك أمن ذهب أم فضة فأنزل الله تعالى هذه السورة وبين لهم فيها فساد ما اعتقدوه لان قوله تعالى( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) يتضمن أنه الذي تحقّ له العبادة وذلك لا يصح إلا للقدرة على خلق من يستحق أن يعبده والانعام عليه بالعقل وغيره ثمّ قال في وصفه إنه أحد ولا يكون واحدا لا عديل له إلا وهو قديم لا يشبه الاجسام ولا مثل له ولا نظير في الآلهية وثمّ قال تعالى( اللهُ الصَّمَدُ ) فأعاد ذكر الآلهية عند وصفه إليه في الأمور ثمّ قال تعالى( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ) فبيّن أن ذلك مستحيل عليه ولو كان جسما لم يستحل عليه ذلك ثمّ قال تعالى( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) ليعلم انه لا نظير له ينازعه في الملك وهذا إذا تأمله المرء عرف دخول كل أوصاف الله تعالى من الوحدة والعدل في جملته لأن الآلهية تقتضي على الاجسام والفعل والحياة وغيرهما وتقتضي العلم بأن المكلف كيف يعبد وكيف

٤٨٧

يصل إلى الثواب ويقتضي ذلك أنه حيّ لان القادر العالم يجب أن يكون حيّا ؛ والحي إذا انتفت عنه الآفات يجب أن يكون سميعا بصيرا مدركا للمدركات ولا بد من أن يكون موجودا ليصح أن يكون قديما موصوفا هذه الاوصاف والالهية تفيد الحكمة، والحكمة تقتضي أن لا يفعل القبيح فليس لأحد أن يقول كيف يصح في هذه السورة أن تكون جوابنا لقولهم الذي قالوا.

٤٨٨

سورة الفلق

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ ) إن ذلك يدل على أن الشر من قبله كما أن الخير من قبله؟ وجوابنا أنّه لو كان كما قالوا لوجب ان يكون شرّيرا لكثرة الشر الذي يقع منه وأن يوصف بأنه من الاشرار فالمراد من شر خلقه، فالشر يضاف إلى خلقه لا إليه. تعالى الله عن ذلك وفي جملة ما خلق ما يكون الشر منه كالحيّات والعقارب وغيرهما وعلى هذا الوجه أمر الله تعالى بأن يتعوذ من شرّ حاسد إذا حسد، ومعلوم انه ليس يقع منه عند الحسد إلا ما يجري مجرى الحيل ونبه تعالى بذلك على ان الواجب التحذر مما يضر في الدنيا بالقول كما ينبغي ان يتحرز بالفعل وجعل ذلك كالسبب في التحرز من المعاصي لأنه إذا شدّد في التحرز من هذه الامور التي تقل مضارها كان التحرز من عقاب الآخرة أقرب.

٤٨٩

سورة الناس

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ ) أليس ذلك يدل على ان الشيطان يؤثر في الانسان حتّى أمرنا بأن نتعوذ من شرّه وانتم تقولون إنه لا على شيء من ذلك؟ وجوابنا أنّه تعالى بيّن أن هذا الوسواس من الجنّة والناس ومعلوم ان من يوسوس من الناس لا يخبط ولا يحدث فيمن يوسوس له تغيير عقل وجسم فكذلك حال الشيطان ومع ذلك فلا بد في وسوستهم من أن يكون ضرر يصح ان يتعوذ بالله تعالى منه وهذا يدل إذا تأمله المرء على قولنا بان العبد مختار لفعله وذلك لأنه تعالى لو كان يخلق كل هذه الامور فيه لم يكن لهذا التعوذ معنى لأنه إن اراد خلق ما يضره فيه وخلق المعاصي فيه فهذا التعوذ وجوده كعدمه وإنّما ينفع ذلك متى كان العبد مختارا فاذا أتى بهذا التعوذ كان أقرب إلى ان لا يناله من قبل الجنة والناس ما كان يناله لو لا ذلك. وقد ذكرنا في أوّل هذا الكتاب ان التالي للقرآن يجب أن يتأمل أسماء الله تعالى وأوصافه ويعرف معانيها على الجملة لينتفع بالدعاء والثناء ونحن الآن نذكرها على اختصار فإنا إن بسطنا القول فيها كان كتابا مجردا فاعلم أن في أم الكتاب خمسة أسماء منها قوله الله ومعناه أن العبادة لا تحق إلاّ له من حيث انعم علينا بما لا يصح إلاّ منه. من الخلق والقدرة والآلة والعقل حتّى صرنا ممن يصح أن يعبده ويقوم بشكره. ومنها الرب ومعناه المالك لوجوه التصرف فيما هو ربه. ومنها الرحمن ومعناه المتناهى في الانعام إلى الحد الذي لا

٤٩٠

يصح إلا منه. ومنها الرحيم ومعناه المكثر من فعل النعم. ومنها الملك والمالك ومعناه القادر على التصرف في الاجساد إذا كانت معدومة وبالتقليب من حال إلى حال إذا كانت موجودة وعلى هذا الوجه قال تعالى( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ويوم الدين هو يوم القيامة وهو معدوم الآن فأما في سورة البقرة فأسماء كثيرة. منها المحيط وهذا الاسم حقيقة انما يصح في الاجسام التي تحتوي على الشيء كاحتواء الظرف على ما فيه ويقال ذلك في الله من حيث يعلم أحوال العباد من كل وجه فيجب أن يريد الداعي بهذه اللفظة ما ذكرنا وإنّما قال تعالى( وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ ) ليكون ردعا لهم عن الاقدام على المعاصي. ومنها القدير وذلك حقيقة في الله يفيد المبالغة في القدرة. ومنها العليم وهو للمبالغة في كونه عالما ومنها الحكيم ويقال ذلك على وجهين أحدهما بمعنى عالم والآخر بمعنى أنه فاعل لحكمة وكل ذلك صحيح. ومنها التوّاب ومعناه المبالغة في قبول التوبة من العباد وذلك كالمجاز الذي قد صار بالعرف كالحقيقة. ومنها البصير ومعناه أنه يدرك المبصرات إذا وجدت. ومنها الواسع وذلك مجاز في الأصل لأنه يستعمل في نقيض الضيق فهو حقيقة في الاجسام فيراد به كثرة رحمته وجودة إنعامه وافضاله ومنها البديع والمراد بذلك المبالغة في اختراع الأمور من الاجسام وغيرها. ومنها السميع والمراد بذلك أنه يدرك المسموعات إذا وجدت. ومنها الكافي والمراد بذلك أنه متفضل على العباد بمقادير كفايتهم إما بسبب أو بغير سبب. ومنها الرءوف وفائدته الاكثار من فعل الرأفة. ومنها الشاكر وذلك في الله مجاز وإن كثر فيه التعارف لأن الشاكر في الاصل هو المنعم عليه إذا اعترف بالنعمة وذلك محال في الله تعالى فالمراد به أنه مقابل على الشكر بالثواب كما يفعله الشاكر في مقابلة النعم أو يكون المراد أنه المجازى على الشكر وقد يجري اسم الشيء على ما هو جزاء عليه. ومنها الواحد والمراد بذلك انه لا ثاني له في قدمه وأوصافه. ومنها الغفور والمراد بذلك انه لا يفعل بالعصاة إذا تابوا وكانت معاصيهم صغيرة ما يظهر به حالهم فهو مأخوذ من الستر كما يقال ذلك في المغفرة وغيرها وذلك وان كان مجازا في الأصل فقد صار

٤٩١

في التعارف كالحقيقة. ومنها الحليم وفائدته أنه لا يتعجّل العقوبة خشية الفوت كما يفعله أحدنا. ومنها القائم والمراد بذلك الدائم الذي لا يجوز عليه الفناء وهو مخالف لقولنا قائم بمعنى مضاد قاعد. ومنها الباسط والمراد بذلك بسطه النعم والارزاق لخلقه وذلك أيضا من حيث التعارف كالحقيقة. ومنها الحي والمراد بذلك أنه مباين لـما لا يصح أن يكون قادرا عالما. ومنها القيّوم وهو مبالغة في دوام الوجود. ومنها العليّ والمراد بذلك الرفيع في قدرته وسلطانه. ومنها العظيم والمراد بذلك عظم شأنه في قدرته وعلمه. ومنها الوالي والمراد بذلك توليه لمن يطيعه. ومنها الغنيّ والمراد بذلك نفي وجوه الحاجات عنه مع كونه حيّا. ومنها الحميد وهو مبالغة فيما يلزم من الشكر والحمد له ومبالغة في إكرامه لمن أطاعه من عباده. وفي آل عمران أسماء. منها القائم وقد مضى معناه. ومنها الوهاب وفائدته المبالغة في الانعام الذي هو تفضل من الله. ومنها السّريع. وذلك كالمجاز في الاصل والمراد به نفي التأخير عن تفضّله بالأرزاق وغيرها. ومنها المجير. وفي النساء اسماء. منها المقيت ومعناه القيّم بالأمور. ومنها الوكيل ولا يقال ذلك في الله مطلقا بل يقال هو وكيل علينا. ومنها الحسيب وهو المبالغة في معرفة أحوال الخلق. ومنها الشهيد وهو مبالغة في العلم بأحوال المكلفين. ومنها العفو ومعناه معنى الغفور ومنها الرقيب ومعناه المعرفة بأحوال الخلق. وفي الانعام اسماء. منها الفاطر ومعناه المخترع للأشياء. ومنها الظاهر والمراد به القاهر الذي لا يجوز المنع عليه ومنها القادر والمراد به صحّة الأفعال. ومنها اللطيف والمراد بذلك المبالغة في اللطف والاحسان الواقعين منه. ومنها الخبير ومعناه انه عالم بالامور لا يخفى عليه منها خافية. وفي سورة الأعراف المحيي ومعناه فاعل الحياة فينا. ومنها المميت ومعناه فاعل الاماتة وكلاهما نعمة لأن الموت وإن قطع عن نعمة الدنيا فله حظّ عظيم في التوصّل به ومعه إلى نعمة الآخرة. وفي الانفال المولى والنصير ومعنى الأوّل الناصر لنا في أمر الدين والدنيا إذا لم يكن ذلك من باب الفساد والنصير يفيد المبالغة في النصرة. وفي

٤٩٢

سورة هود الحفيظ وهو مبالغة في دفع الآفات عنا وعلى هذا الوجه نسأل الله ان يحفظنا في السفر والحضر والقريب والمراد به العالم بأحوال العباد وهو في الأصل تشبيه لمن يقرب فيعرف بقربه حال غيره ثمّ صار كالمتعارف. والمجيب وفائدته انه يجيب ادعية عباده وينيلهم ما يطلبون من قبله بشرط الصّلاح. والقويّ والمراد به انه قادر. والمجيد والمراد به انه كريم عزيز وعلى هذا الوجه وصف تعالى القرآن بأنه مجيد. والودود والمراد به المبالغة في محبة من أطاعه وإرادة الاحسان اليهم. والفعّال وهو مبالغة في الاكثار من الفعل لكنه يقل دخوله في الاسماء التي تجري مجرى الثناء إلا انه يقبل. وفي سورة الرعد الكبير المتعال والمراد بالاول انه عظيم الشأن في قدرته وعلمه والمراد بالثاني انه منزّه عما لا يليق به. وفي الحجر الخلاق والمراد به المبالغة في الاكثار من الخلق وفي مريم الصادق والمراد به إثبات اخباره صدقا. والوارث والمراد بذلك عود النعم التي ملكها العباد إلى ان تكون ملكا لله. وفي الحج الباعث والمراد به بعثته للرسل والى الرسل وبعثته بعد الاماتة ليوم الحشر. وفي سورة المؤمنين الكريم والمراد به انه عزيز أو المراد به الاكثار من فعل الكرم وفي سورة النور الحق وهو في الاصل مجاز لأنه حقيقة فيما يضاد الباطل من الاعتقادات والمذاهب وغيرها فإنما يوصف تعالى بذلك على وجه المجاز ويراد به ان الحق من قبله وأنه لا باطل في افعاله أو يراد به انه مما لا يجوز ان يفنى فيجب ان يبقى. وفي هذه السورة المبين والمراد به الفاعل لـما به يتبين الخلق أحوال الاشياء وأحكامها. ومنها النور وذلك مجاز ولا يجوز أن يستعمل في الله تعالى على حقيقته لقوله( اللهُ نُورُ السَّماواتِ ) فإن معناه منوّرها بما خلقه من شمس وقمر أو يكون المراد به أنه بالادلة قد صيّر ما دل عليه منكشفا كما ينكشف الشيء بالنور وفي الفرقان الهادي والمراد بذلك أنه فعل هداية الخلق ليفصلوا بين الحق والباطل وفي سبأ الفتّاح والمراد به أنه يفتح لخلقه طريق الخير والمعرفة ويفتح عليهم بالنّصرة ما طلبوا منه. وفي المؤمن الغفار ومعناه ما تقدم في غفور وفيه القابل ومعناه قبوله للطاعات

٤٩٣

والتوبة ومجازاته عليهما. وفيه الشديد وذلك مجاز لأن أصله الصلابة في الاجسام فقيل في الله تعالى لشدّة عقابه على وجه الردع. وفي الذاريات الرزّاق وفائدته المبالغة في فعل الرزق وفيه ذو القوة ومعنى ذلك أنه قادر قوي. وفيه المتين وذلك مجاز لان المتانة إنما تصحّ في الاجسام الشّديدة فلا يجوز إطلاق ذلك على حقيقته. وفي الطور البرّ والمراد بذلك إكثاره من فعل البر والإنعام على خلقه. وفي اقتربت المليك ومعناه ملك ومالك على ما قدمنا. وفيه المقتدر ومعناه المبالغة في قدرته على الاشياء. وفي سورة الرحمن الباقي والمراد أنه لا يجوز عليه تجدد الوجود والحدوث أبدا لم يزل ولا يزال. وفيها : ذو الجلال ومعناه معنى قولنا عظيم وكبير وجليل وفيها : ذو الإكرام ومعناه انه فاعل لذلك وأنه يليق به ما تأتيه من المدح والثناء عليه. وفي الحديد الأوّل والمراد به الموجود قبل كل موجود. والآخر والمراد به الموجود بعد الموجودات كلها. والباطن والمراد به أنه عالم بالسرّ والظاهر وقد مضى معناه في سورة الانعام. وفي الحشر القدوس وفائدته المبالغة في تنزيهه عما لا يليق به. والسّلام والمراد به ان السّلامة من قبله وهو مجاز في الاصل. والمؤمن والمراد به انه امّن من غيره من الخوف وغيره وفيه. المهيمن ويقرب معناه مما ذكرنا وفيه. العزيز والمراد به انه لا يضام ولا يمنع من مراده وفيه. الجبار والمراد به انه يقهر غيره ولا يصح ان يقهره وفيه. المتكبر والمراد به المبالغة في صفات المدح وذلك كالذم فينا لأنا إذا تكبّرنا صوّرنا انفسنا بحالة ارفع مما نحن عليه ولا حال يليق بالله تعالى ولا حال أرفع منه وفيه. الخالق والمراد به إيجاده للمخلوقات وفيه. البارئ ومعناه ابتداعه لـما خلق وفيه. المصور والمراد به فعله لهذه الصور العجيبة وفي البروج. المبدئ المعيد. والمراد بالأول أنه تعالى المبتدئ بالخلق. والمراد بالثاني أنه بعد الفناء يعيدهم. وفي الاخلاص الاحد. معناه ما قد ذكرنا والصّمد وقد ذكرنا معناه قال وهذه الاسماء وغيرها مما لم يذكر فإنما يذكر في الدّعاء وفي مقدمات ما يطلب من قبل الله تعالى ليكون الدعاء أقرب إلى الاجابة ولو قال قائل يا الله يا رحمن اغفر ذنوبنا لحسن

٤٩٤

ذلك ولو قال يا موجود يا شيء لقبح ذلك. وإنّما يحسن أيضا من المرء أن يطلب من الله ما يحسن ان يفعله دون ما يكون فسادا فالداعي يجب ان ينوي ذلك ويقصده أو يظهر ذلك بكلام فلو قال الدّاعي أللّهمّ ارزقني اولادا وفي المعلوم انه إن رزق يرهقونه طغيانا وكفرا لم يحسن ذلك فيجب ان ينوي إن لم يكن فسادا في دينه وكذلك القول في سائر ما نطلبه من الله تعالى وعلى هذا الوجه لا يحسن منا أن نقول أللّهمّ اغفر للكفّار والفسّاق ويحسن ذلك في المؤمنين وعلى هذا الوجه قال تعالى حكاية عن إبراهيم7 ( فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ) في قوله( وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ ) وعلى هذا الوجه ايضا قال تعالى لرسوله صلّى الله عليه وسلم( إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ) وكذلك القول فيما يتصرف فيه لان التاجر يجب ان يطلب الربح في تجارته بشرط أن لا يكون فسادا وكذلك الحرّاث والمحترف فالفعل في ذلك إذا كان يطلب بدعاء شرط ان لا يكون المطلوب فيه فساد في الدين وينبغي للمؤمن ان يتفكر في ذات الخالق تعالى لئلا يؤدي به إلى الكفر. قال تعالى( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً ) مدحهم تعالى على تفكّرهم فبيّن انه ينبغي أن ينظروا ليعلموا انه تعالى ما خلق ذلك باطلا ليصحّ منهم هذا القول وليصحّ منهم ان يقولوا( سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ ) لأن ذلك تنزيه به عمّا لا يليق به فيجب ان تتقدم المعرفة في ذلك. وإنّما عظّم شأن القرآن لا لأنه يتلى ويحفظ فربّ صبيّ لم يبلغ حدّ كمال العقل يسابق الكبار من العقلاء في حفظه وإنّما عظّم ذلك من حيث إذا تدبّره المرء وتمسك بآدابه وأحكامه عظم نفعه دينا ودنيا. وقد ذكرنا هذا في الكتاب والحمد لله على نعمه ما ينبه من نظر فيه على عظم شأن القرآن من أدلة على معرفته وعلى معرفة عدله ومن

٤٩٥

ضروب من التنبيه على ما اودعه من وعظ وتذكير وانذار وتبشير ووعد ووعيد. وذكرنا أيضا على وجه الاختصار ما يعرف به عظيم الغلط ممن طعن في القرآن بذكر الشبه دون قصد الاستعلام على ما ظن أنه بخلاف الحكم الشرعي اما ذكر الشبه للاستعلام أو لبيان اجوبتها فلا يعدّ من الطعن في القرآن ؛ قال تعالى( فَسْئَلُوا أهل الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) . والحمد لله الذي اعانني على إتمام هذا الكتاب وخدمة القرآن الكريم.

٤٩٦

الفهرس

سورة الحمد ٩

سورة البقرة ١١

سورة آل عمران ٥٧

سورة النساء ٨٧

سورة المائدة ١٠٩

سورة الأنعام ١٢٧

سورة الاعراف ١٤٣

سورة الأنفال ١٥٧

سورة التوبة ١٦٣

سورة يونس ١٧٥

سورة هود ١٨١

سورة يوسف ١٨٧

سورة الرعد ١٩٩

سورة ابراهيم ٢٠٧

سورة الحجر ٢١٣

سورة النحل ٢١٧

سورة الاسراء ٢٢٥

سورة الكهف ٢٣٥

سورة مريم ٢٤٥

سورة طه ٢٥٣

سورة الانبياء ٢٥٩

٤٩٧

سورة الحج ٢٦٩

سورة المؤمنون ٢٧٧

سورة النور ٢٨٣

سورة الفرقان ٢٨٩

سورة الشعراء ٢٩٥

سورة النمل ٣٠١

سورة القصص ٣٠٧

سورة العنكبوت ٣١٣

سورة الروم ٣١٩

سورة لقمان ٣٢٥

سورة السجدة ٣٢٩

سورة الاحزاب ٣٣٣

سورة سبأ ٣٣٧

سورة فاطر ٣٤٣

سورة يس ٣٤٧

سورة الصافات ٣٥٣

سورة ص ٣٥٧

سورة الزمر ٣٦١

سورة غافر ٣٦٥

سورة فصلت ٣٦٩

سورة الشورى ٣٧٣

سورة الزخرف ٣٧٧

سورة الدخان ٣٨٣

سورة الجاثية ٣٨٥

٤٩٨

سورة الاحقاف ٣٨٧

سورة محمّد صلّى الله عليه وسلم ٣٨٩

سورة الفتح ٣٩٣

سورة الحجرات ٣٩٥

سورة ق ٣٩٧

سورة الذاريات ٤٠١

سورة الطور ٤٠٣

سورة النجم ٤٠٥

سورة القمر ٤٠٧

سورة الرحمن ٤٠٩

سورة الواقعة ٤١٣

سورة الحديد ٤١٥

سورة المجادلة ٤١٨

سورة الحشر ٤٢٠

سورة الممتحنة ٤٢٢

سورة الصف ٤٢٣

سورة الجمعة ٤٢٤

سورة المنافقين ٤٢٥

سورة التغابن ٤٢٦

سورة الطلاق ٤٢٧

سورة التحريم ٤٢٨

سورة الملك ٤٢٩

سورة ن ٤٣١

سورة الحاقة ٤٣٢

٤٩٩

سورة المعارج ٤٣٤

سورة نوح ٤٣٦

سورة الجن ٤٣٨

سورة القيامة ٤٤٠

سورة المزّمل ٤٤١

سورة المدّثر ٤٤٢

سورة الانسان ٤٤٣

سورة المرسلات ٤٤٥

سورة عمّ يتساءلون ٤٤٦

سورة النازعات ٤٤٨

سورة عبس ٤٥٠

سورة التكوير ٤٥٢

سورة الانفطار ٤٥٣

سورة المطففين ٤٥٤

سورة الانشقاق ٤٥٥

سورة البروج ٤٥٧

سورة الطارق ٤٥٨

سورة الأعلى ٤٥٩

سورة الغاشية ٤٦١

سورة والفجر ٤٦٢

سورة البلد ٤٦٣

سورة والشمس ٤٦٤

سورة والليل ٤٦٥

٥٠٠