لقد قُتل الحسين (عليه السّلام) ولم يشهد أحد من المؤمنين هذه الجريمة إلاّ حرائر أهل بيت النبوّة ، مَنْ ينعاك إذاً يا أبا عبد اللّه إلاّ بنات علي وفاطمة ؟
ها هي زينب (عليها السّلام) حتى تمرّ بالحسين (عليه السّلام) صريعاً فتبكيه ، وتقول : يا محمداه ! يا محمداه ! صلّى عليك ملائكة السماء ، هذا الحسين بالعراء ، مرمل بالدماء ، مقطّع الأعضاء يا محمداه ! وبناتك سبايا ، وذريّتك مقتلّة ، تسفي عليها الصبا
فأبكت واللّه كلّ عدوّ وصديق(١٤)
ثمّ ها هي أسيرة في مجلس ابن زياد ، فيسأل : مَنْ هذه الجالسة ؟
فلم تكلّمه ، فقال ذلك ثلاثاً كلّ ذلك لا تكلّمه ، فقال بعض إمائها : هذه زينب ابنة فاطمة
فقال لها عبيد اللّه : الحمد للّه الذي فضحكم وقتلكم ، وأكذب أُحدوثتكم
فقالت : الحمد للّه الذي أكرمنا بمحمد (صلّى اللّه عليه وآله) ، وطهّرنا تطهيراً ، لا كما تقول أنت ، إنّما يُفتضح الفاسق ، ويُكذب الفاجر
قال : كيف رأيتِ صُنع اللّه بأهل بيتكِ ؟
قالت : كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع اللّه بينك وبينهم ، فتُحاجّون إليه ، وتُخاصمون عنده
قال : فغضب ابن زياد واستشاط
قال له عمر بن حريث : أصلح اللّه الأمير ، إنّما هي امرأة ، وهل تؤاخذ المرأة بشيء من منطقها ؟!
فقال لها ابن زياد : قد أشفى اللّه نفسي من طاغيتكِ ، والعصاة والمردة من أهل بيتكِ
فبكت ثمّ قالت : لعمري ! لقد قتلت كهلي ، وأبّرت أهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ، فإن يشفك هذا فقد اشتفيت