الحسين عليه السلام وبطلة كربلاء

الحسين عليه السلام وبطلة كربلاء11%

الحسين عليه السلام وبطلة كربلاء مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
ISBN: 964-465-169-3
الصفحات: 528

الحسين عليه السلام وبطلة كربلاء
  • البداية
  • السابق
  • 528 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 68953 / تحميل: 4504
الحجم الحجم الحجم
الحسين عليه السلام وبطلة كربلاء

الحسين عليه السلام وبطلة كربلاء

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
ISBN: ٩٦٤-٤٦٥-١٦٩-٣
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

قوله تعالى (قربات) هو مفعول ثان ليتخذ و (عند الله) صفة لقربات أو ظرف ليتخذ أو لقربات (وصلوات الرسول) معطوف على ماينفق تقديره: وصلوات الرسول قربات، و (قربة) بسكون الراء وقرئ بضمها على الاتباع.

قوله تعالى (والسابقون) يجوز أن يكون معطوف على قوله " من يؤمن " تقديره: ومنهم السابقون، ويجوز أن يكون مبتدأ، وفى الخبر ثلاثة أوجه: أحدها (الاولون) والمعنى: والسابقون إلى الهجرة الاولون من أهل الملة، أو والسابقون إلى الجنة الاولون إلى الهجرة.

والثانى الخبر (من المهاجرين والانصار) والمعنى فيه الاعلام بأن السابقين من هذه الامة هم من المهاجرين والانصار.

والثالث أن الخبر (رضى الله عنهم) ويقرأ والانصار بالرفع على أن يكون معطوفا على السابقون، أو أن يكون مبتدأ والخبر رضى الله عنهم، وذلك على الوجهين الاولين.

وبإحسان حال من ضمير الفاعل في اتبعوهم (تجرى تحتها) ومن تحتها، والمعنى فيهما واضح.

قوله تعالى (وممن) من بمعنى الذى، و (منافقون) مبتدأ وما قبله الخبر، و (مردوا) صفة لمبتدأ محذوف تقديره: ومن أهل المدينة قوم مردوا، وقيل مردوا صفة لمنافقون، وقد فصل بينهما، ومن أهل المدينة خبر مبتدأ محذوف تقديره: من أهل المدينة قوم كذلك (لاتعلمهم) صفة أخرى مثل مردوا، وتعلمهم بمعنى تعرفهم، فهى تتعدى إلى مفعول واحد.

قوله تعالى (وآخرون اعترفوا) هو معطوف على منافقون، ويجوز أن يكون مبتدأ، واعترفوا صفته، و (خلطوا) خبره (وآخر سيئا) معطوف على عملا، ولو كان بالباء جاز أن تقول خلطت الحنطة والشعير، وخلطت الحنطة بالشعير، (عسى الله) الجملة مستأنفة، وقيل خلطوا حال، وقد معه مرادة: أى اعترفوا بذنوبهم قد خلطوا، وعسى الله خبر المبتدأ.

قوله تعالى (خذ من أموالهم) يجوز أن تكون من متعلقة بخذ، وأن تكون حالا من (صدقة تطهرهم) في موضع نصب صفة لصدقة، ويجوز أن يكون مستأنفا والتاء للخطاب: أى تطهرهم أنت (وتزكيهم) التاء للخطاب لا غير لقوله (بها) ويجوز أن يكون " تطهرهم وتزكيهم بها " في موضع نصب صفة لصدقة مع قولنا إن التاء فيهما للخطاب، لان قوله

٢١

تطهرهم تقديره: بها، ودل عليه بها الثانية، وإذا كان فيهما ضمير الصدقة جاز أن يكون صفة لها، ويجوز أن تكون الجملة حالا من ضمير الفاعل في خذ.

قوله تعالى (إن صلاتك) يقرأ بالافراد والجمع وهما ظاهران، و (سكن) بمعنى مسكون إليها، فلذلك لم يؤنثه، وهو مثل القبض بمعنى المقبوض.

قوله تعالى (هو يقبل) هو مبتدأ، ويقبل الخبر. ولايجوز أن يكون هو فصلا، لان يقبل ليس معرفة ولا قريب منها.

قوله تعالى (وآخرون مرجون) هو معطوف على وآخرون اعترفوا. ومرجون بالهمز على الاصل ويغير همز وقد ذكر أصله في الاعراف (إما يعذبهم وإما يتوب عليهم) إما هاهنا للشك والشك راجع إلى المخلوق، وإذا كانت إما للشك جاز أن يليها الاسم، وجاز أن يليها الفعل، فإن كانت للتخيير ووقع الفعل بعدها كانت معه أن كقوله: أما أن تلقى، وقد ذكر.

قوله تعالى (والذين اتخذوا) يقرأ بالواو. وفيه وجهان: أحدهما هو معطوف على وآخرون مرجون: أى ومنهم الذين اتخذوا. والثانى هو مبتدأ، والخبر: أفمن أسس بنيانه: أى منهم فحذف العائد للعلم به، ويقرأ بغير واو وهو مبتدأ، والخبر أفمن أسس على ماتقدم (ضرارا) يجوز أن يكون مفعولا ثانيا لاتخذوا وكذلك مابعده وهذه المصادر كلها واقعة موضع اسم الفاعل: أى مضرا ومفترقا، ويجوز أن تكون كلها مفعولا له.

قوله تعالى (لمسجد) اللام لام الابتداء، وقيل جواب قسم محذوف. و (أسس) نعت له، و (من أل) يتعلق بأسس، والتقدير عند بعض البصريين من تأسيس أول يوم، لانهم يرون أن " من " لاتدخل على الزمان، وإنما ذلك لمنذ وهذا ضعيف هاهنا لان التأسيس المقدر ليس بمكان حتى تكون " من " لابتداء غايته ويدل على جواز دخول " من " على الزمان ماجاء في القرآن من دخولها على قبل التى يراد بها الزمان، وهو كثير في القرآن وغيره والخبر (أحق أن تقوم) و (فيه) الاولى تتعلق بتقوم، والتاء لخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيه رجال) فيه ثلاثة أوجه: أحدها هو صفة لمسجد جاء‌ت بعد الخبر. والثانى أن الجملة حال من الهاء في فيه الاولى. والعامل فيه تقوم. والثالث هى مستأنفة.

٢٢

قوله تعالى (على تقوى) يجوز أن يكون في موضع الحال من الضمير في أسس أى على قصد التقوى، والتقدير: قاصدا ببنيانه التقوى، ويجوز أن يكون مفعولا لاسس (جرف) بالضم والاسكان وهما لغتان: وفى (هار) وجهان: أحدهما أصله هور أو هير على فعل، فلما تحرك حرف العلة، وانفتح ماقبله قلب ألفا وهذا يعرف بالنصب(١) والرفع والجر مثل قولهم كبش صاف: أى صوف، ويوم راح: أى روح.

والثانى أن يكون أصله هاورا أو هايرا، ثم أخرت عين الكلمة فصارت بعد الراء وقلبت الواو ياء لانكسار ماقبلها، ثم حذفت لسكونها وسكون التنوين، فوزنه بعد القلب قالع، وبعد الحذف قال، وعين الكلمة واو أو ياء يقال تهور البناء وتهير (فانهار به) به هنا حال: أى فانهار وهو معه.

_____________________

(١) (قوله وهذا يعرف بالنصب الخ) الاولى تأخيره بعد قوله والثانى أن يكون إلى تمام التصريف اه‍ مصححه. (*)

٢٣

قوله تعالى (بأن لهم الجنة) الباء هنا للمقابلة. والتقدير: باستحقاقهم الجنة (يقاتلون) مستأنف (فيقتلون ويقتلون) هو مثل الذى في آخر آل عمران في وجوه القراء‌ة (وعدا) مصدر: أى وعدهم بذلك وعدا، و (حقا) صفته.

قوله تعالى (التائبون) يقرأ بالرفع: أى هم التائبون، ويجوز أن يكون مبتدأ، والخبر (الآمرون بالمعروف) ومابعده وهو ضعيف، ويقرأ بالياء على إضمار أعنى أو أمدح، ويجوز أن يكون مجرورا صفة للمؤمنين، (والناهون عن المنكر) إنما دخلت الواو في الصفة الثامنة إيذانا بأن السبعة عندهم عدد تام، ولذلك قالوا سبع في ثمانية: أى سبع أذرع في ثمانية أشبار، وإنما دلت الواو على ذلك لان الواو تؤذن بأن مابعدها غير ماقبلها، ولذلك دخلت في باب عطف النسق.

قوله تعالى (من بعد ماكاد يزيغ قلوب فريق منهم) في فاعل كاد ثلاثة أوجه: أحدها ضمير الشأن، والجملة بعده في موضع نصب. والثانى فاعله مضمر تقديره: من بعد ماكاد القوم، والعائد على هذا الضمير في منهم. والثالث فاعلها القلوب، ويزيغ في نية التأخير، وفيه ضمير فاعل، وإنما يحسن ذلك على القراء‌ة بالتاء، فأما على القراء‌ة بالياء فيضعف أصل هذا التقدير، وقد بيناه في قوله " ماكاد يصنع فرعون ".

قوله تعالى (وعلى الثلاثة) إن شئت عطفته على النبى صلى الله عليه وسلم: أى تاب على النبى وعلى الثلاثة، وإن شئت على عليهم: أى ثم تاب عليهم وعلى الثلاثة (لا ملجأ من الله) خبر " لا " من الله (إلا إليه) استثناء مثل لاإله إلا الله.

قوله تعالى (موطئا) يجوز أن يكون مكانا فيكون مفعولا به، وأن يكون مصدرا مثل الموعد.

قوله تعالى (فرقة منهم) يجوز أن يكون منهم صفة لفرقة، وأن يكون حالا من (طائفة).

قوله تعالى (غلظة) يقرأ بكسر الغين وفتحها وضمها وكلها لغات.

قوله تعالى (هل يراكم) تقديره: يقولون هل يراكم.

قوله تعالى (عزيز عليه) فيه وجهان: أحدهما هو صفة لرسول، ومامصدرية موضعها رفع بعزيز.

والثانى أن (ماعنتم) مبتدأ، وعزيز عليه خبر مقدم، والجملة صفة لرسول (بالمؤمنين) يتعلق ب‍ (رء‌وف).

٢٤

سورة يونسعليه‌السلام

بسم اللّه الرحمن الرحيم

قد تقدم القول على الحروف المقطعة في أول البقرة والاعراف، ويقاس الباقى عليهما، و (الحكيم) بمعنى المحكم، وقيل هو بمعنى الحاكم.

قوله تعالى (أكان للناس عجبا أن أوحينا) اسم كان، وخبرها عجبا، وللناس حال من عجب، لان التقدير: أكان عجبا للناس، وقيل هو متعلق بكان، وقيل هو يتعلق بعجب على التبيين، وقيل عجب هنا بمعنى معجب، والمصدر إذا وقع موقع اسم مفعول أو فاعل جاز أن يتقدم معموله عليه كاسم المفعول (أن أنذر الناس) يجوز أن تكون أن مصدرية، فيكون موضعها نصبا بأوحينا، وأن تكون بمعنى أى فلا يكون لها موضع.

قوله تعالى (يدبر الامر) يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون خبرا ثانيا، وأن يكون حالا.

قوله تعالى (وعد الله) هو منصوب على المصدر بفعل دل عليه الكلام، وهو قوله " إليه مرجعكم " لان هذا وعد منه سبحانه بالبعث، و (حقا) مصدر آخر تقديره: حق ذلك حقا (أنه يبدأ) الجمهور على كسر الهمزة على الاستئناف، وقرئ بفتحها، والتقدير: حق أنه يبدأ فهو فاعل، ويجوز أن يكون التقدير لانه يبدأ وماضى يبدأ بدأ، وفيه لغة أبدأ (بما كانوا) في موضع رفع صفة أخرى لعذاب، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف.

قوله تعالى (جعل الشمس ضياء) مفعولان، ويجوز أن يكون ضياء حالا، وجعل بمعنى خلق، والتقدير: ذات ضياء، وقيل الشمس هى الضياء، والياء منقلبة عن واو لقولك ضوء، والهمزة أصل، ويقرأ بهمزتين بينهما ألف، والوجه فيه أن يكون أخر الياء وقدم الهمزة، فلما وقعت الياء ظرفا بعد ألف زائدة قلبت همزة عند قوم، وعند آخرين قلبت ألفا، ثم قلبت الالف همزة لئلا يجتمع ألفان (والقمر نورا) أى ذا نور، وقيل المصدر بمعنى فاعل: أى منيرا (وقدره منازل) أى وقدر له فحذف حرف الجر، وقيل التقدير: قدره ذا منازل، وقدر على هذا متعدية إلى مفعولين لان معناه جعل وصير، ويجوز أن يكون قدر متعديا إلى واحد بمعنى خلق ومنازل، حال: أى منتقلا.

٢٥

قوله تعالى (إن الذين لايرجون) خبر إن (أولئك مأواهم النار) فأولئك مبتدأ ومأواهم مبتدأ ثان، والنار خبره، والجملة خبر أولئك (بما كانوا) الباء متعلقة بفعل محذوف دل عليه الكلام: أى جوزوا بما كانوا يكسبون.

قوله تعالى (تجرى من تحتهم) يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا من ضمير المفعول في يهديهم والمعنى يهديهم في الجنة إلى مراداتهم في هذه الحال (في جنات) يجوز أن يتعلق بتجرى، وأن يكون حالا من الانهار، وأن يكون متعلقا بيهدى، وأن يكون حالا من ضمير المفعول في يهدى، وأن يكون خبرا ثانيا لان.

قوله تعالى (دعواهم) مبتدأ (سبحانك) منصوب على المصدر، وهو تفسير الدعوى لان المعنى: قولهم سبحانك اللهم، و (فيها) متعلق بتحية (أن الحمد) أن مخففة من الثقيلة، ويقرأ أن بتشديد النون وهى مصدرية، والتقدير: آخر دعواهم حمد الله.

قوله تعالى (الشر) هو مفعول يعجل، و (استعجالهم) تقديره: تعجيلا مثل استعجالهم، فحذف المصدر وصفته المضافة، وأقام المضاف إليه مقامهما.

وقال بعضهم: هو منصوب على تقدير حذف حرف الجر: أى كاستعجالهم، وهو بعيد، إذ لو جاز ذلك لجاز زيد غلام عمرو: أى كغلام عمرو، وبهذا ضعفه جماعة، وليس بتضعيف صحيح إذ ليس في المثال الذى ذكر فعل يتعدى بنفسه عند حذف الجار، وفى الآية فعل يصح فيه ذلك وهو قوله " يعجل " (فنذر) هو معطوف على فعل محذوف تقديره: ولكن نمهلهم فنذر، ولايجوز أن يكون معطوفا على يعجل إذ لو كان كذلك لدخل في الامتناع الذى تقتضيه لو، وليس كذلك لان التعجيل لم يقع، وتركهم في طغيانهم وقع.

قوله تعالى (لجنبه) في موضع الحال: أى دعانا مضجعا ومثله (قاعدا أو قائما) وقيل العامل في هذه الاحوال مس، وهو ضعيف لامرين: أحدهما أن الحال على هذا واقعة بعد جواب " إذا " وليس بالوجه، والثانى أن المعنى كثرة دعائه في كل أحواله، لا على أن الضر يصيبه في كل أحواله. وعليه جاء‌ت آيات كثيرة في القرآن (كأن لم يدعنا) في موضع الحال من الفاعل في مر (إلى ضر) أى إلى كشف ضر، واللام في " لجنبه " على أصلها عند البصريين، والتقدير دعانا ملقيا لجنبه.

٢٦

قوله تعالى (من قبلكم) متعلق بأهلكنا وليس بحال من القرون لانه زمان. و (جاء‌تهم رسلهم) يجوز أن يكون حالا: أى وقد جاء‌تهم، ويجوز أن يكون معطوفا على ظلموا.

قوله تعالى (لننظر) يقرأ في الشاذ بنون واحدة وتشديد الظاء، ووجهها أن النون الثانية قلبت ظاء وأدغمت.

قوله تعالى (ولا أدراكم به) هو فعل ماض من دريت، والتقدير: لو شاء الله لما أعلمكم بالقرآن ويقرأ: ولادراكم به على الاثبات.

والمعنى: ولو شاء الله لاعلمكم به بلا واسطة، ويقرأ في الشاذ " ولا أدرأكم به " بالهمزة مكان الالف، قيل هى لغة لبعض العرب يقلبون الالف المبدلة من ياء همزة، وقيل هو غلط لان قارئها ظن أنه من الدرء وهو الدفع، وقيل ليس بغلط، والمعنى: ولو شاء الله لدفعكم عن الايمان به (عمرا) ينتصب نصب الظروف: أى مقدار عمر أو مدة عمر.

قوله تعالى (مالا يضرهم) " ما " بمعنى الذى، ويراد بها الاصنام، ولهذا قال تعالى (هؤلاء شفعاؤنا) فجمع حملا على معنى " ما ".

قوله تعالى (وإذا أذقنا) جواب " إذا " الاولى (إذا) الثانية. والثانية للمفاجأة والعامل في الثانية الاستقرار الذى في (لهم) وقيل " اذا " الثانية زمانية أيضا، والثانية ومابعدها جواب الاولى.

قوله تعالى (يسيركم) يقرأ بالسين من السير، وينشركم من النشر: أى يصرفكم ويبثكم (وجرين بهم) ضمير الغائب، وهو رجوع من الخطاب إلى الغيبة، ولو قال بكم لكان موافقا لكنتم، وكذلك (فرحوا) ومابعده (جاء‌تها) الضمير للفلك، وقيل للريح.

قوله تعالى (إذا هم) هو جواب لما، وهى للمفاجأة كالتى يجاب بها الشرط (بغيكم) مبتدأ، وفى الخبر وجهان: أحدهما (على أنفسكم) وعلى متعلقة بمحذوف. أى كائن لا بالمصدر، لان الخبر لايتعلق بالمبتدأ ف‍ (متاع) على هذا خبر مبتدأ محذوف: أى هومتاع أو خبر بعد خبر.

والثانى أن الخبر متاع، وعلى أنفسكم متعلق بالمصدر، ويقرأ متاع بالنصب، فعلى هذا على أنفسكم خبر المبتدأ، ومتاع منصوب على المصدر: أى يمتعكم بذلك متاع، وقيل هو مفعول به، والعامل فيه بغيكم، ويكون البغى هنا بمعنى الطلب: أى طلبكم على أنفسكم

٢٧

متاع الحياة الدنيا، فعلى هذا على أنفسكم ليس بخبر، لان المصدر لايعمل فيما بعد خبره، بل على أنفسكم

متعلق بالمصدر، والخبر محذوف تقديره: طلبكم متاع الحياة الدنيا ضلال ونحو ذلك ويقرأ متاع بالجر على أنه نعت للانفس، والتقدير: ذوات متاع، ويجوز أن يكون المصدر بمعنى اسم الفاعل، أى ممتعات الدنيا، ويضعف أن يكون بدلا إذ قد أمكن أن يجعل صفة.

قوله تعالى (فاختلط به نبات الارض) الباء للسبب: أى اختلط النبات بسبب اتصال الماء به، وقيل المعنى خالطه نبات الارض، أى اتصل به فرباه، و (مما يأكل) حال من النبات (وازينت) أصله تزينت، ثم عمل فيه ماذكرنا في " ادارأتم فيها " ويقرأ بفتح الهمزة وسكون الزاى وياء مفتوحة بعدها خفيفة النون والياء: أى صارت ذات زينة كقولك: أجرب الرجل إذا صار ذا إبل جربى، وصحح الياء، والقياس أن تقلب ألفا، ولكن جاء مصححا كما جاء استحوذ، ويقرأ و " ازيأنت " بزاى ساكنة خفيفة بعدها ياء مفتوحة بعدها همزة بعدها نون مشددة والاصل وازيانت مثل احمارت ولكن حرك الالف فانقلبت همزة كما ذكرنا في الضالين (تغن بالامس) قرئ في الشاذ " تتغن " بتاء‌ين وهو في القراء‌ة المشهورة والامس هنا يراد به للزمان الماضى لاحقيقة أمس الذى قبل يومك، وإذا أريد به ذلك كان معربا. وكان بلا ألف ولام ولاإضافة نكرة.

قوله تعالى (ولايرهق وجوههم) الجملة مستأنفة، ويجوز أن يكون حالا، والعامل فيها الاستقرار في الذين: أى استقرت لهم الحسنى مضمونا لهم السلامة ونحو ذلك، ولايجوز أن يكون معطوفا على الحسنى لان الفعل إذا عطف على المصدر احتاج إلى أن ذكرا أو تقديرا، وإن غير مقدرة لان الفعل مرفوع.

قوله تعالى (والذين كسبوا) مبتدأ، وفى الخبر وجهان: أحدهما هو قوله " مالهم من الله من عاصم " أو قوله " كأنما أغشيت " أو قوله " أولئك أصحاب " ويكون (جزاء سيئة بمثلها) معترضا بين المبتدأ وخبره.

والثانى الخبر جزاء سيئة، وجزاء مبتدأ. وفى خبره وجهان، أحدهما بمثلها والباء زائدة كقوله: وجزاء سيئة سيئة مثلها، ويجوز أن تكون غير زائدة، والتقدير: جزاء سيئة مقدر بمثلها. والثانى أن تكون الباء متعلقة بجزاء والخبر محذوف: أى وجزاء سيئة بمثلها واقع (وترهقهم ذلة) قيل هو معطوف على كسبوا، وهو ضعيف لان المستقبل لايعطف على

٢٨

الماضى، وإن قيل هو بمعنى الماضى فضعيف أيضا، وقيل الجملة حال (قطعا) يقرأ بفتح الطاء وهو جمع قطعة، وهو مفعول ثان لاغشيت، و (من الليل) صفة لقطع، و (مظلما) حال من الليل، وقيل من قطعا أو صفة لقطعا وذكره لان القطع في معنى الكثير، ويقرأ بسكون الطاء فعلى هذا يكون مظلما صفة لقطع، أو حالا منه أو حالا من الضمير في من، أو حالا من الليل.

قوله تعالى (مكانكم) هو ظرف مبنى لوقوعه موقع الامر: أى الزموا، وفيه ضمير فاعل، و (أنتم) توكيد له والكاف والميم في موضع جر عند قوم، وعند آخرين الكاف للخطاب لاموضع لها كالكاف في إياكم (وشركاؤكم) عطف على الفاعل (فزيلنا) عين الكلمة واوا لانه من زال يزول، وإنما قلبت ياء لان وزن الكلمة فيعل: أى زيولنا مثل بيطر وبيقر فلما اجتمعت الياء والواو على الشرط المعروف قلبت ياء، وقيل هو من زلت الشئ أزيله، فعينه على هذا ياء، فيحتمل على هذا أن تكون فعلنا وفيعلنا.

قوله تعالى (هنالك تبلوا) يقرأ بالباء: أى تختبر عملها، ويقرأ بالتاء: أى تتبع، أو تقرأ في الصحيفة.

قوله تعالى (أنهم لايؤمنون) أن وماعملت فيه في موضع رفع بدلا من كلمة، أو خبر مبتدأ محذوف، أو في موضع نصب: أى لانهم أو في موضع جر على إعمال اللام محذوفة.

قوله تعالى (أمن لايهدى) فيها قراء‌ات قد ذكرنا مثلها في قوله " يخطف أبصارهم " ووجهناها هناك، وأما (إلا أن يهدى) فهو مثل قوله " إلا أن يصدقوا " وقد ذكر في النساء، وله نظائر قد ذكرت أيضا (فمالكم) مبتدأ وخبره: أى أى شئ لكم في الاشراك، و (كيف تحكمون) مستأنف: أى كيف تحكمون بأن له شريكا.

قوله تعالى (لايغنى من الحق شيئا) في موضع المصدر: أى إغناء، ويجوز أن يكون مفعولا ليغنى، ومن الحق حال منه.

قوله تعالى (وماكان هذا القرآن) هذا اسم كان، والقرآن نعت له أو عطف بيان، و (أن يفترى) فيه ثلاثة أوجه: أحدها أنه خبر كان: أى وماكان القرآن افتراء، والمصدر هنا بمعنى المفعول. أى مفترى.

والثانى التقدير: ماكان القرآن ذا افتراء.

٢٩

والثالث أن " أن " خبر كان محذوف، والتقدير: ماكان هذا القرآن ممكنا أن يفترى، وقيل التقدير: لان يفترى، و (تصديق) مفعول له: أى ولكن أنزل للتصديق، وقيل التقدير: ولكن كان التصديق الذى: أى مصدق الذى

(وتفصيل الكتاب) مثل تصديق (لاريب فيه) يجوز أن يكون حالا من الكتاب والكتاب مفعول في المعنى، ويجوز أن يكون مستأنفا (من رب العالمين) يجوز أن يكون حالا أخرى، وأن يكون متعلقا بالمحذوف: أى ولكن أنزل من رب العالمين.

قوله تعالى (كيف كان) كيف خبر كان، و (عاقبة) اسمها.

قوله تعالى (من يستمعون إليك) الجمع محمول على معنى " من " والافراد في قوله تعالى (من ينظر) محمول على لفظها.

قوله تعالى (لايظلم الناس شيئا) يجوز أن يكون مفعولا: أى لاينقصهم شيئا، وأن يكون في موضع المصدر.

قوله تعالى (كأن لم يلبثوا) الكلام كله في موضع الحال، والعامل فيه يحشرهم وكأن هاهنا مخففة من الثقيلة، واسمها محذوف: أى كأنهم، و (ساعة) ظرف ليلبثوا، و (من النهار) نعت لساعة، وقيل كأن لم صفة اليوم، والعائد محذوف أى لم يلبثوا قبله، وقيل هو نعت لمصدر محذوف: أى حشرا كأن لم يلبثوا قبله، والعامل في يوم اذكر (يتعارفون) حال أخرى، والعامل فيها يحشرهم، وهى حال مقدرة. لان التعارف لايكون حال (قد خسر) يجوز أن يكون مستأنفا ويجوز أن يكون التقدير: يقولون قد خسر، والمحذوف حال من الضمير في يتعارفون.

قوله تعالى (ثم الله شهيد) ثم هاهنا غير مقتضية ترتيبا في المعنى، وإنما رتبت الاخبار بعضها على بعض كقولك: زيد عالم ثم هو كريم.

قوله تعالى (ماذا يستعجل) قد ذكرنا في ماذا في البقرة عند قوله تعالى " ماذا ينفقون " قولين، وهما مقولان هاهنا، وقيل فيها قول ثالث وهو أن تكون " ماذا " اسما واحدا مبتدأ، ويستعجل منه الخبر، وقد ضعف ذلك من حيث إن الخبر هاهنا جملة من فعل وفاعل، ولاضمير فيه يعود على المبتدأ، ورد هذا للقول بأن العائد الهاء في منه فهو كقولك: زيد أخذت منه درهما.

٣٠

قوله تعالى (آلآن) فيها كلام قد ذكر مثله في البقرة، والناصب لها محذوف تقديره: آمنتم الآن.

قوله تعالى (أحق هو) مبتدأ وهو مرفوع به، ويجوز أن يكون هو مبتدأ، وأحق الخبر، وموضع الجملة نصب بيستنبئونك، و (إى) بمعنى نعم.

قوله تعالى (وأسروا الندامة) مستأنف، وهو حكاية مايكون في الآخرة. وقيل هو بمعنى المستقبل. وقيل قد كان ذلك في الدنيا.

قوله تعالى (وشفاء) هو مصدر في معنى الفاعل: أى وشاف، وقيل هو في معنى المفعول: أى المشفى به.

قوله تعالى (فبذلك) الفاء الاولى مرتبطة بما قبلها، والثانية بفعل محذوف تقديره: فليعجبوا بذلك فليفرحوا، كقولهم: زيدا فاضربه: أى تعمد زيدا فاضربه، وقيل الفاء الاولى زائدة، والجمهور على الياء وهو أمر للغائب، وهو رجوع من الخطاب إلى الغيبة، ويقرأ بالتاء على الخطاب كالذى قبله.

قوله تعالى (أرأيتم) قد ذكر في الانعام (آلله) مثل آلذكرين، وقد ذكر في الانعام.

قوله تعالى (في شأن) خبر كان (وما تتلوا) ما نافية، و (منه) أى من الشأن، أى من أجله، و (من قرآن) مفعول تتلو، ومن زائدة (إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون) ظرف لشهودا (من مثقال) في موضع رفع بيعزب، ويعزب بضم الزاى وكسرها لغتان وقد قرئ بهما (ولاأصغر. ولاأكبر) بفتح الراء في موضع جر صفة لذرة أو لمثقال على اللفظ، ويقرآن بالرفع حملا على موضع من مثقال، والذى في سبأ يذكر في موضعه إن شاء الله تعالى (إلا في كتاب) أى إلا هو في كتاب، والاستثناء منقطع.

قوله تعالى (الذين آمنوا) يجوز أن يكون مبتدأ، وخبره (لهم البشرى) ويجوز أن يكون خبرا ثانيا، لان أو خبر ابتداء محذوف: أى هم الذين، ويجوز أن يكون منصوبا بإضمار أعنى، أو صفة لاولياء بعد الخبر، وقيل يجوز أن يكون في موضع جر بدلا من الهاء والميم في عليهم.

قوله تعالى (في الحياء الدنيا) يجوز أن تتعلق في بالبشرى، وأن يكون حالا منها، والعامل الاستقرار، و (لاتبديل) مستأنف.

قوله تعالى (إن العزة) هو مستأنف، والوقف على ماقبله.

٣١

قوله تعالى (وما يتبع) فيه وجهان: أحدهما هى نافية، ومفعول يتبع محذوف دل عليه قوله " إن يتبعون إلا الظن" و (شركاء) مفعول يدعون، ولايجوز أن يكون مفعول يتبعون، لان المعنى يصير إلى أنهم لم يتبعوا شركاء وليس كذلك. والوجه الثانى أن تكون " ما " استفهاما في موضع نصب بيتبع.

قوله تعالى (إن عندكم من سلطان) إن هاهنا بمعنى " ما " لا غير، (بهذا) يتعلق بسلطان أو نعت له.

قوله تعالى (متاع في الدنيا) خبر مبتدأ محذوف تقديره افتراؤهم أو حياتهم أو تقلبهم ونحو ذلك.

قوله تعالى (إذ قال لقومه) " إذ " ظرف، والعامل فيه نبأ، ويجوز أن يكون حالا (فعلى الله) الفاء جواب الشرط، والفاء في (فاجمعوا) عاطفة على الجواب، وأجمعوا بقطع الهمزة من قولك أجمعت على الامر إذا عزمت عليه، إلا أنه حذف حرف الجر فوصل الفعل بنفسه، وقيل هو متعد بنفسه في الاصل، ومنه قول الحرث: أجمعوا أمرهم بليل فلما * أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء وأما (شركاء‌كم) فالجمهور على النصب، وفيه أوجه: أحدها هو معطوف على أمركم تقديره: وأمر شركائكم، فأقام المضاف إليه مقام المضاف.

والثانى هو مفعول معه تقديره: مع شركائكم.

والثالث هو منصوب بفعل محذوف: أى وأجمعوا شركاء‌كم، وقيل التقدير: وادعوا شركاء‌كم، ويقرأ بالرفع وهو معطوف على الضمير في أجمعوا، ويقرأ فاجمعوا بوصل الهمزة وفتح الميم، والتقدير ذوى أمركم، لانك تقول جمعت القوم وأجمعت الامر، ولاتقول جمعت الامر على هذا المعنى وقيل لاحذف فيه لان المراد بالجمع هنا ضم بعض أمورهم إلى بعض (ثم اقضوا إلى) يقرأ بالقاف والضاد من قضيت الامر، والمعنى: أقضوا ماعزمتم عليه من الايقاع بى، ويقرأ بفتح الهمزة والفاء والضاد، والمصدر منه الافضاء، والمعنى: صلوا إلى ولام الكلمة واو، يقال فضا المكان يفضوا إذا اتسع.

قوله تعالى (من بعده) الهاء تعود على نوح عليه السلام (فما كانوا) الواو ضمير القوم، والضمير في (كذبوا) يعود على قوم نوح، والهاء في (به) لنوح، والمعنى: فما كان قوم الرسل الذين بعد نوح ليؤمنوا بالذى كذب به قوم نوح: أى بمثله، ويجوز أن تكون الهاء

٣٢

لنوح، ولايكون فيه حذف، والمعنى: فما كان قوم الرسل الذين بعد نوح ليؤمنوا بنوحعليه‌السلام .

قوله تعالى (أتقولون للحق لما جاء‌كم) المحكى بيقول محذوف: أى أتقولون له هو سحر ! ثم استأنف فقال (أسحر هذا) وسحر خبر مقدم، وهذا مبتدأ.

قوله تعالى (الكبرياء في الارض) هو اسم كان، ولكم خبرها، وفى الارض ظرف للكبرياء منصوب بها، أو بكان، أو بالاستقرار في لكم، ويجوز أن يكون حالا من الكبرياء، أو من الضمير في لكم.

قوله تعالى (ماجئتم به السحر) يقرأ بالاستفهام فعلى هذا تكون " ما " استفهاما، وفى موضعها وجهان: أحدهما نصب بفعل محذوف موضعه بعد ماتقديره: أى شئ أتيتم به وجئتم به يفسر المحذوف، فعلى هذا في قوله السحر وجهان، أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف: أى هو السحر. والثانى أن يكون الخبر محذوفا: أى السحر هو، والثانى موضعها رفع بالابتداء وجئتم به الخبر، والسحر فيه وجهان: أحدهما ماتقدم من الوجهين.

والثانى هو بدل من موضع " ما " كما تقول ماعندك أدينار أم درهم؟ ويقرأ على لفظ الخبر وفيه وجهان: أحدهما استفهام أيضا في المعنى، وحذفت الهمزة للعلم بها. والثانى هو خبر في المعنى، فعلى هذا تكون " ما " بمعنى الذى. وجئتم به صلتها، والسحر خبرها، ويجوز أن تكون " ما " استفهاما، والسحر خبر مبتدأ محذوف.

قوله تعالى (وملئهم) فيما يعود الهاء والميم إليه أوجه: أحدها هو عائد على الذرية، ولم تؤنث لان الذرية قوم فهو مذكر في المعنى. والثانى هو عائد على القوم والثالث يعود على فرعون، وإنما جمع لوجهين: أحدهما أن فرعون لما كان عظيما عندهم عاد الضمير إليه بلفظ الجمع، كما يقول العظيم نحن نأمر.

والثانى أن فرعون صار اسما لاتباعه، كما أن ثمود اسم للقبيلة كلها، وقيل الضمير يعود على محذوف تقديره من آل فرعون وملائهم: أى ملا الآل، وهذا عندنا غلط لان المحذوف لايعود إليه ضمير، إذ لو جاز ذلك لجاز أن تقول زيد قاموا، وأنت تريد غلمان زيد قاموا (أن يفتنهم) هو في موضع جر بدلا من فرعون تقديره: على خوف فتنة من فرعون، ويجوز أن يكون في موضع نصب بخوف: أى على خوف فتنة فرعون.

قوله تعالى (أن تبوآ) يجوز أن تكون أن المفسرة ولايكون لها موضع من الاعراب، وأن

٣٣

تكون مصدرية فتكون في موضع نصب بأوحينا، والجمهور على تحقيق الهمزة، ومنهم من جعلها ياء وهى مبدلة من الهمزة تخفيفا (لقومكما) فيه وجهان: أحدهما اللام غير زائدة، والتقدير: أتخذ لقومكما بيوتا، فعلى هذا يجوز أن يكون لقومكما أحد مفعولى تبوآ، وأن يكون حالا من البيوت.

والثانى اللام زائدة، والتقدير: بوئا قومكما بيوتا: أى أنزلاهم، وتفعل وفعل بمعنى مثل علقها وتعلقها، فأما قوله بمصر يجوز أن يتعلق بتبوآ، وأن يكون حالا من البيوت،

وأن يكون حالا من قومكما، وأن يكون حالا من ضمير الفاعل في تبوآ وفيه ضعف (واجعلوا. وأقيموا) إنما جمع فيهما، لانه أراد موسى وهارون صلوات الله عليهما وقومهما، وأفرد في قوله (وبشر) لانه أراد موسى عليه السلام وحده، إذ كان هو الرسول وهارون وزيرا له، فموسى عليه السلام هو الاصل.

قوله تعالى (فلايؤمنوا) في موضعه وجهان: أحدهما النصب وفيه وجهان: أحدهما هو معطوف على ليضلوا، والثانى هو جواب الدعاء في قوله اطمس واشدد. والقول الثانى موضعه جزم، لان معناه الدعاء كما تقول لاتعذبنى.

قوله تعالى (ولاتتبعان) يقرأ بتشديد النون، والنون للتوكيد، والفعل مبنى معها، والنون التى تدخل للرفع لاوجه لها هاهنا لان الفعل هنا غير معرب، ويقرأ بتخفيف النون وكسرها.

وفيه وجهان: أحدهما أنه نهى أيضا، وحذف النون الاولى من الثقيلة تخفيفا، ولم تحذف الثانية لانه لو حذفها لحذف نونا محركة واحتاج إلى تحريك الساكنة، وحذف الساكنة أقل تغيرا. والوجه الثانى أن الفعل معرب مرفوع وفيه وجهان: أحدهما هو خبر في معنى النهى كما ذكرنا في قوله " لاتعبدون إلا الله " والثانى هو في موضع الحال، والتقدير: فاستقيما غير متبعين.

قوله تعالى (وجاوزنا ببنى إسرائيل) الباء للتعدية مثل الهمزة كقولك: أجزت الرجال البحر (بغيا وعدوا) مفعول من أجله، أو مصدر في موضع الحال.

قوله تعالى (آلآن) العامل فيه محذوف تقديره: أتؤمن الآن.

قوله تعالى (ببدنك) في موضع الحال: أى عاريا، وقيل بجسدك لاروح فيه، وقيل بدرعك.

٣٤

قوله تعالى (مبوأ صدق) يجوز أن يكون مصدرا، وأن يكون مكانا.

قوله تعالى (إلا قوم يونس) هو منصوب على الاستثناء المنقطع، لان المستثنى منه القرية وليست من جنس القوم، وقيل هو متصل لان التقدير: فلولا كان أهل قرية، ولو كان قد قرئ بالرفع لكانت إلا فيه بمنزلة غير فيكون صفة.

قوله تعالى (ماذا في السموات) هو استفهام في موضع رفع بالابتداء. والسموات الخبر وانظروا معلقة عن العمل، ويجوز أن تكون بمعنى الذى، وقد تقدم أصل ذلك (وماتغنى) يجوز أن تكون استفهاما في موضع نصب، وأن تكون نفيا.

قوله تعالى (كذلك حقا) فيه ثلاثة أوجه: أحدها أن كذلك في موضع نصب صفة لمصدر محذوف: أى إنجاء كذلك وحقا بدل منه. والثانى أن يكونا منصوبين

بينجى التى بعدهما. والثالث أن يكون كذلك للاولى وحقا للثانية، ويجوز أن يكون، كذلك خبر المبتدأ: أى الامر كذلك، وحقا منصوب بما بعدها.

قوله تعالى (وأن أقم وجهك) قد ذكر في الانعام مثله.

سورة هودعليه‌السلام

بسم اللّه الرحمن الرحيم

إن جعلت هودا اسما للسورة لم تصرفه للتعريف والتأنيث، ويجوز صرفه لسكون أوسطه عند قوم، وعند آخرين لايجوز صرفه بحال لانه من تسمية المؤنث بالمذكر، وإن جعلته للنبى عليه السلام صرفته.

قوله تعالى (كتاب) أى هذا كتاب، ويجوز أن يكون خبر " الر " أى " الر " وأشباهها كتاب (ثم فصلت) الجمهور على الضم والتشديد، ويقرأ بالتخفيف وتسمية الفاعل، والمعنى: ثم فرقت كقوله " فلما فصل طالوت " أى فارق (من لدن) يجوز أن يكون صفة، أى كائن من لدن، ويجوز أن يكون مفعولا، والعامل فيه فصلت، وبنيت لدن وإن أضيفت، لان علة بنائها خروجها عن نظيرها، لان لدن بمعنى عند، ولكن هى مخصوصة بملاصقة الشئ وشدة مقاربته، وعند ليست كذلك بل هى للقريب ومابعد عنه وبمعنى الملك.

قوله تعالى (أن لاتعبدوا) في " أن " ثلاثة أوجه: أحدها هى مخففة من الثقيلة.

٣٥

والثانى أنها الناصبة للفعل، وعلى الوجهين موضعها رفع تقديره هى أن لاتعبدوا، ويجوز أن يكون التقدير: بأن لاتعبدوا، فيكون موضعها جرا أو نصبا على ماحكينا من الخلاف.

والوجه الثالث أن تكون " أن " بمعنى أى، فلا يكون لها موضع، ولاتعبدوا نهى، و (منه) أى من الله، والتقدير: نذير كائن منه، فلما قدمه صار حالا، ويجوز أن يتعلق بنذير، ويكون التقدير: إننى لكم نذير من أجل عذابه.

قوله تعالى (وأن استغفروا) " أن " معطوفة على " أن " الاولى، وهى مثلها مما؟؟ ذكر (وإن تولوا) أى يتولوا.

قوله تعالى (يثنون) الجمهور على فتح الياء وضم النون، وماضيه ثنى، ويقرأ كذلك إلا أنه بضم الياء وماضيه أثنى، ولا يعرف في اللغة إلا أن يقال معناه عرضوها للاثناء، كما تقول أبعت الفرس إذا عرضته للبيع.

ويقرأ بالياء مفتوحة وسكون الثاء ونون مفتوحة وبعدها همزة مضمومة بعدها نون مفتوحة مشددة مثل يقرء‌ون، وهو من ثنيت، إلا أنه قلب الياء واوا لانضمامها ثم همزها لانضمامها، ويقرأ يثنونى مثل يعشوشب وهو يفعوعل من ثنيت، والصدور فاعل.

ويقرأ كذلك إلا أنه بحذف الياء الاخيرة تخفيفا لطول الكلمة.

ويقرأ بفتح الياء والنون وهمزة مكسورة بعدها نون مرفوعة مشددة، وأصل الكلمة يفعوعل من الثنى، إلا أنه أبدل الواو المكسورة همزة، كما أبدلت في وسادة فقالوا إسادة، وقيل أصلها يفعال مثل يحمار، فأبدلت الالف همزة كما قالوا ابياض (ألا حين) العامل في الظرف محذوف: أى ألا حين يستغشون ثيابهم يستخفون، ويجوز أن يكون ظرفا ليعلم.

قوله تعالى (مستقرها ومستودعها) مكانان، ويجوزأن يكونا مصدرين كما قال الشاعر * ألم تعلم مسرحى القوافى * أى تسرحى.

قوله تعالى (ولئن) اللام لتوطئة القسم، والقسم محذوف وجوابه (ليقولن) ومثله " ولئن أذقنا " وجواب القسم " إنه ليئوس " وسد القسم وجوابه مسد جواب الشرط.

قوله تعالى (ألا يوم يأتيهم) يوم ظرف ل‍ (مصروفا) أى لايصرف عنهم يوم يأتيهم، وهذا يدل على جواز تقديم خبر ليس عليها. وقال بعضهم: العامل فيه محذوف دل عليه الكلام: أى لايصرف عنهم العذاب يوم يأتيهم، واسم ليس مضمر فيها: أى ليس العذاب مصروفا.

٣٦

قوله تعالى (لفرح) يقرأ بكسر الراء وضمها وهما لغتان، مثل يقظ ويقظ وحذر وحذر.

قوله تعالى (إلا الذين صبروا) في موضع نصب وهو استثناء متصل، والمستثنى منه الانسان وقيل هو منفصل، وقيل هو في موضع رفع على الابتداء، و (أولئك لهم مغفرة) خبره.

قوله تعالى (وضائق به صدرك) صدرك مرفوع بضائق لانه معتمد على المبتدإ وقيل هو مبتدإ وضائق خبر مقدم، وجاء ضائق على فاعل من ضاق يضيق (أن يقولوا) أى مخافة أن يقولوا، وقيل لان يقولوا: أى لان قالوا فهو بمعنى الماضى.

قوله تعالى (وباطل) خبر مقدم، و (ماكانوا) المبتدإ والعائد محذوف: أى يعملونه، وقرئ باطلا بالنصب، والعامل فيه يعملون، ومازائدة.

قوله تعالى (أفمن كان) في موضع رفع بالابتداء والخبر محذوف تقديره: أفمن كان على هذه الاشياء كغيره (ويتلوه) في الهاء عدة أوجه: أحدها يرجع على " من " وهو النبى صلى الله عليه وسلم، والتقدير: ويتلو محمدا: أى صدق محمد (شاهد منه) أى لسانه، وقيل الشاهد جبريل عليه السلام، والهاء في منه لله، وفى (من قبله) للنبى، و (كتاب موسى) معطوف على الشاهد، وقيل الشاهد الانجيل، والمعنى أن التوراة والانجيل يتلوان محمدا صلى الله عليه وسلم في التصديق، وقد فصل بين حرف العطف والمعطوف بقوله " من قبله " أى وكتاب موسىعليه‌السلام من قبله.

والوجه الثانى أن الهاء للقرآن: أى ويتلو القرآن شاهد من محمد صلى الله عليه وسلم وهو لسانه، وقيل جبريلعليه‌السلام .

والثالث أنها تعود على البيان الذى دلت عليه البينة، وقيل تمام الكلام عند قوله منه ومن قبله كتاب موسىعليه‌السلام ابتداء وخبر، و (إماما ورحمة) حالان، وقرئ كتاب موسى بالنصب: أى ويتلو كتاب موسى (في مرية) يقرأ بالكسر والضم وهما لغتان.

قوله تعالى (يضاعف لهم) مستأنف (ماكانوا) في " ما " ثلاثة أوجه: أحدها هى بمعنى الذى، والمعنى: يضاعف لهم بما كانوا، فلما حذف الحرف نصب. والثانى هى مصدرية، والتقدير: مدة ماكانوا يستطيعون. والثالث هى نافية أى من شدة بغضهم له لم يستطيعوا الاصغاء إليه.

٣٧

قوله تعالى (لاجرم) فيه أربعة أقوال: أحدها أن " لا " رد لكلام ماض: أى ليس الامر كما زعموا، وجرم فعل وفاعله مضمر فيه، و (أنهم في الآخرة) في موضع نصب، والتقدير: كسبهم قولهم خسرانهم في الآخرة.

والقول الثانى أن لاجرم كلمتان ركبتا وصارتا بمعنى حقا، وأن في موضع رفع بأنه فاعل لحق: أى حق خسرانهم.

والثالث أن المعنى لامحالة خسرانهم، فيكون في موضع رفع أيضا، وقيل في موضع نصب أو جر إذ التقدير: لامحالة في خسرانهم.

والرابع أن المعنى لامنع من أنهم خسروا فهو في الاعراب كالذى قبله.

قوله تعالى (مثل الفريقين) مبتدأ، والخبر (كالاعمى) والتقدير: كمثل الاعمى، وأحد الفريقين الاعمى والاصم والآخر البصير والسميع (مثلا) تمييز.

قوله تعالى (إنى لكم) يقرأ بكسر الهمزة على تقدير: فقال إنى، وبفتحها على تقدير: بأنى، وهو في موضع نصب: أى أرسلناه بالانذار: أى منذرا.

قوله تعالى (أن لاتعبدوا) هو مثل الذى في أول السورة.

قوله تعالى (مانراك) يجوز أن يكون من رؤية العين، وتكون الجملة بعدها في موضع الحال، وقد معه مرادة، ويجوز أن يكون من رؤية القلب، فتكون الجملة في موضع المفعول الثانى.

والاراذل جمع أرذال، وأرذال جمع رذل، وقيل الواحد أرذل والجمع أراذل، وجمع على هذه الزنة وإن كان وصفا لانه غلب فصار كالاسماء ومعنى غلبته أنه لايكاد يذكر الموصوف معه، وهومثل الابطح والابرق (بادى الرأى) يقرأ بهمزة بعد الدال، وهو من بدأ يبدأ إذا فعل الشئ أولا، ويقرأ بياء مفتوحة.

وفيه وجهان: أحدهما أن الهمزة أبدلت ياء لانكسار ماقبلها. والثانى أنه من بدا يبدو إذا ظهر، وبادى هنا ظرف، وجاء على فاعل كما جاء على فعيل نحو قريب وبعيد، وهو مصدر مثل العافية والعاقبة، وفى العامل فيه أربعة أوجه: أحدها نراك أى فيما يظهر لنا من الرأى، أو في أول رأينا.

فإن قيل، ماقبل " إلا " إذا تم لايعمل فيما بعدها كقولك: ماأعطيت أحدا إلا زيدا دينارا، لان إلا تعدى الفعل ولاتعديه إلا إلى واحد كالواو في باب المفعول معه، قيل: جاز

٣٨

ذلك هنا لان بادى ظرف أو كالظرف، مثل جهد رأيى أنك ذاهب: أى في جهد رأيى، والظروف يتسع فيها.

والوجه الثانى أن العامل فيه اتبعك: أى اتبعوك في أول الرأى أو فيما ظهر منه من غير أن يبحثوا.

والوجه الثالث أنه من تمام أراذلنا: أى الاراذل في رأينا.

والرابع أن العامل فيه محذوف: أى يقول ذاك في بادى الرأى به، والرأى مهموز وغير مهموز.

قوله تعالى (رحمة من عنده) يجوز أن تكون من متعلقة بالفعل، وأن تكون من نعت الرحمة (فعميت) أى خفيت (عليكم) لانكم لم تنظروا فيها حق النظر وقيل المعنى عميتم عنها كقولهم: أدخلت الخاتم في أصبعى، ويقرأ بالتشديد والضم: أى أبهمت عليكم عقوبة لكم، و (أنلزمكموها) الماضى منه ألزمت، وهو متعد إلى مفعولين، ودخلت الواو هنا تتمة للميم، وهو الاصل في ميم الجمع، وقرئ بإسكان الميم الاولى فرارا من توالى الحركات.

قوله تعالى (تزدرى) الدال بدل من التاء، وأصلها تزترى وهو يفتعل من زريت، وأبدلت دالا لتجانس الزاى في الجهر، والتاء مهموسة فلم تجتمع مع الزاى.

قوله تعالى (قد جادلتنا) الجمهور على إثبات الالف، وكذلك (جدالنا) وقرئ " جدلتنا " فأكثرت جدلنا بغير ألف فيهما، وهو بمعنى غلبتنا بالجدل.

قوله تعالى (إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله) حكم الشرط إذا دخل على الشرط أن يكون الشرط الثانى والجواب جوابا للشرط الاول كقولك إن أتيتنى إن كلمتنى أكرمتك، فقولك إن كلمتنى أكرمتك جواب إن أتيتنى، وإذا كان كذلك صار الشرط الاول في الذكر مؤخرا في المعنى حتى لو أتاه ثم كلمه لم يجب الاكراه، ولكن إن كلمه ثم أتاه وجب إكرامه، وعلة ذلك أن الجواب صار معوقا بالشرط الثانى، وقد جاء في القرآن منه.

قوله تعالى " إن وهبت نفسها للنبى إن أراد النبى ".

قوله تعالى (فعلى إجرامى) يقرأ بكسر الهمزة وهو مصدر أجرم، وفيه لغة أخرى " جرم " ويفتح الهمزة وهو جمع جرم.

٣٩

قوله تعالى (إنه لن يؤمن) يقرأ بفتح الهمزة، وإنه في موضع رفع بأوحى ويقرأ بكسرها، والتقدير: قيل إنه، والمرفوع بأوحى.

قوله تعالى (إلى نوح إلا من قد آمن) استثناء من غير الجنس في المعنى، وهو فاعل لن يؤمن.

قوله تعالى (بأعيننا) في موضع الحال من ضمير الفاعل في اصنع: أى محفوظا.

قوله تعالى (من كل زوجين اثنين) يقرأ كل بالاضافة، وفيه وجهان: أحدهما أن مفعول احمل اثنين تقديره: احمل فيها اثنين من كل زوج، فمن على هذا حال لانها صفة للنكرة قدمت عليها. والثانى أن " من " زائدة والمفعول " كل " واثنين توكيد، وهذا على قول الاخفش، ويقرأ " من كل " بالتنوين، فعلى هذا مفعول احمل زوجين، واثنين توكيد له، ومن على هذا يجوز أن تتعلق باحمل، وأن تكون حالا.

والتقدير: من كل شئ أو صنف (وأهلك) معطوف على المفعول، و (إلا من سبق) استثناء متصل (ومن آمن) مفعول احمل أيضا.

قوله تعالى (بسم الله مجراها) مجراها مبتدأ، وبسم الله خبره، والجملة حال مقدرة، وصاحبها الواو في اركبوا، ويجوز أن ترفع مجراها بسم الله على أن تكون بسم الله حالا من الواو في اركبوا، ويجوز أن تكون الجملة حالا من الهاء تقديره: اركبوا فيها وجريانها بسم الله: وهى مقدرة أيضا، قيل مجراها ومرساها ظرفا مكان

وبسم الله حال من الواو: أى مسمين موضع جريانها، ويجوز أن يكون زمانا: أى وقت جريانها، ويقرأ بضم الميم فيهما، وهو مصدر أجريت مجرى، وبفتحهما، وهو مصدر جريت ورسيت، ويقرأ بضم الميم وكسر الراء والسين وياء بعدهما، وهو صفة لاسم الله عزوجل.

قوله تعالى (وهى تجرى بهم) يجوز أن تكون الجملة حالا من الضمير في بسم الله، أى جريانها بسم الله، وهى تجرى بهم، ويجوز أن تكون مستأنفة، وبهم حال من الضمير في تجرى: أى وهم فيها (نوح ابنه) الجمهور على ضم الهاء، وهو الاصل، وقرئ بإسكانها على إجراء الوصل مجرى الوقف، ويقرأ ابنها يعنى ابن امرأته، كأنه توهم إضافته إليها دونه لقوله " إنه ليس من أهلك " ويقرأ بفتح الهاء من غير ألف وحذف الالف تخفيفا، والفتحة تدل عليها، ومثله " ياأبت " فيمن فتح، ويقرأ " ابناه " على الترئى ليس بندبة، ولان

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

__________________

ـجانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ) القصص : ٢٩.

فأهل موسى عليه‌السلام في الآية الكريمة هي الزّوجة الّتي خرج بها عائدا من مدين إلى مصر ، وليس يصحبه أحد سواها ، فلا تنصرف كلمة «أهله» إلى معنى آخر. (انظر تفسير السّيّد عبد الله شبّر : ٣٧٣ الطّبعة الثّالثة دار إحياء التّراث).

وقال تعالى : ( قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) يوسف : ٢٥.

والأهل هنا أيضا تعني الزّوجة ، وهي زوّجة عزيز مصر لا غير.

وأمّا قوله تعالى : ( إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ ) العنكبوت : ٣٣ ، وقوله تعالى :

( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها ) . طه : ١٣٢. فكلمة «الأهل» في الآيتين الشّريفتين تعني الأسرة المكوّنة من الزّوجين ، والأولاد ، ومتعلّقي الرّجال ، على الرّغم من استثناء زوّجة لوط عليه‌السلام فنالها العذاب.

وأمّا قوله تعالى : ( وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) هود : ٤٥ و ٤٦ ، فكلمة «الأهل» هنا تعني اسرة الرّجل السّالكين لدربه ، والسّائرين على خطّه ، ولذا خرج ابنه عن الأسرة ، ولذا لم يعد أحد أبنائه ، لأنّه خرج عن خطّ أبيه عليه‌السلام . وكان نوح عليه‌السلام يحمل زوّجه وأولاده وزوّجات أولاده. (لا حظ تفسير الآية في كتب التّفسير وخاصّة تفسير الجلالين).

أمّا قوله تعالى : ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها ) النّساء : ٣٥.

وقوله تعالى : ( وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها ) يوسف : ٢٦ ، فكلمة «الأهل» في الآية الأولى تعني أقارب وعشيرة الزّوجين. أمّا في الآية الثّانية فتعني أقارب وعشيرة إمرأة عزيز مصر. (لا حظ تفسير الآية في كتب التّفسير وخاصّة تفسير الجلالين ، ولا حظ تفسير الميزان : ١٢ / ١٤٢).

وأمّا قوله تعالى : ( فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ ) الأنبياء : ٨٤ ، فكلمة «أهل» في الآية هنا تشير إلى أبناء النّبيّ أيوب عليه‌السلام بعد كشف الضّرّ عنه.

أمّا قوله تعالى : ( وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ) فاطر : ٤٣ ، وقوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) النّساء : ٥٨ ، وقوله تعالى : ( قالَ أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها ) الكهف : ٧١ ، ـ

٦١

__________________

ـ فكلمة «أهل» في هذه الآيات الشّريفة تعني أصحاب الشّيء أو أصحاب العمل.

والخلاصة : أنّ كلمة «أهل» قد وردت في القرآن الكريم (٥٤) مرّة (انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمّد فؤاد عبد الباقي).

أمّا كلمة «بيت» الّتي وردت في مواطن عديدة من كتاب الله تعالى وسنّة نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أيضا حملت عدّة معان ، منها : المسجد الحرام. ومنها : البيت النّسبي ، ومنها : البيت المادّي المعدّ للسكن ، وغير ذلك. فقد وردت بمعنى المسجد الحرام (١٥) مرّة ؛ (انظر ، البقرة : ١٢٥ و ١٢٧ و ١٥١ ، الأنفال : ٢٥ ، هود : ٧٣ ، الحجّ : ٢٦ و ٢٩ و ٣٣ ، آل عمران : ٩٦ و ٩٧ ، المائدة : ٢ و ٩٧ ، الأحزاب : ٣٣ ، الطّور : ٤ ، إبراهيم : ٢٧) لأنّها من الألفاظ المشتركة.

أمّا إذا أضفنا كلمة «البيت» إلى الأهل فقد وردت في القرآن الكريم مرّتين كما في قوله تعالى :( رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ) هود : ٧٣. وقوله تعالى :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) الأحزاب : ٣٣.

أمّا كلمة «أهل البيت» في السّنّة المطهّرة فكثيرة الورود ، ولا يمكن لنا استعراضها ، لإستلزام ذلك مراجعة قوله ، وفعله ، وتقريرهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذا ممّا لا يمكن حصره.

وبما أنّ المدلول الحقيقي لهذا المصطلح الجليل قد تعرّض لحملة من التّزوير ، والتّشويه ، وهو مدار بحثنا فيقتضي التّنويه عمّا ورد عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله على سبيل الإجمال لا التّفصيل. فقد ورد عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن طريق أهل السّنّة والشّيعة ما يقارب الثّمانين ، روى منها أهل السّنّة ما يقرب من أربعين حديثا. وروى أهل الشّيعة أكثر من ثلاثين طريقا (راجع تفسير الميزان : ١٦ / ٣٢٩). وعلى الرّغم من ذلك فقد تمخّض عن إهمال القرينة قيام عدّة آراء ومذاهب كلّ منها تزعم سلامة الإتّجاه والتّفسير لهذا المصطلح.

فمنهم من يقول : إنّ أهل البيت الّذين عنتهم آية التّطهير هم : بنو هاشم ـ أي بنو عبد المطّلب جميعا ـ

ومنهم من قال : إنّهم مؤمنو بني هاشم وعبد المطّلب دون سائر أبنائهما (انظر ، روح المعاني للآلوسي : ٢٤ / ١٤).

ومنهم من يقول : إنّهم العبّاس بن عبد المطّلب وأبناؤه (انظر ، المصدر السّابق).

ومنهم من يقول : هم الّذين حرموا من الصّدقة : آل عليّ ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل العبّاس (انظر ، تفسير الخازن : ٥ / ٢٥٩).

ومنهم من يقول : هم نسآء النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين : (انظر ، تفسير الخازن : ـ

٦٢

__________________

ـ ٥ / ٢٥٩ ، تفسير الكشّاف : ٣ / ٦٢٦ ، فتح القدير للشّوكاني : ٤ / ٢٧٨ و ٢٨٠).

ومنهم من يقول : هم نسآء النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله خاصّة ، حتّى أنّ عكرمة كان يقول : من شاء باهلته بأنّها نزلت بأزوّاج الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ولسنا بصدد مناقشة هذه الأقوال ، ولكن نذكّر القارىء الكريم بأنّ عكرمة بن عبد الله يرى رأي نجدة الحروريّ وهو من أشدّ الخوارج بغضا لعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام . ويرى أيضا كفر جميع المسلمين من غير الخوارج. وهو القائل في موسم الحجّ : وددت أنّ بيدي حربة فأعترض بها من شهد الموسم يمينا وشمالا. وهو القائل أيضا عند ما وقف على باب المسجد الحرام : ما فيه إلّا كافر.

ومن مفاهيمه الإعتقادية : إنّما أنزل الله متشابه القرآن ليضلّ به. وقد اشتهر بكذبه ووضعه للحديث ابن عبّاس ، وابن مسعود ، ولذا وصفه يحيى بن سعيد الأنصاري بأنّه كذّاب. (انظر ، ترجمة عكرمة في ميزان الإعتدال للذّهبي : والمعارف لابن قتيبة : ٤٥٥ الطّبعة الأولى قم منشورات الشّريف الرّضي ، طبقات ابن سعد). أفيصحّ بعد هذا أن نأخذ بحديث يرويه؟!

أمّا الرّاوي الثّاني بعد عكرمة فهو مقاتل بن سليمان البلخي الأزديّ الخراساني ، كان مفسّرا للقرآن الكريم على طريقته الخاصّة ، حتّى قال فيه ابن المبارك : ما أحسن تفسيره لو كان ثقة. (انظر ، ميزان الإعتدال للذّهبي : ٤ / ١٧٣ الطّبعة الأولى بيروت ، تهذيب العمّال في اسماء الرّجال للحافظ الخزرجي الأنصاري). وكان من غلاة المجسّمة يشبّه الخالق بالمخلوقين ، حتّى قال أبو حنيفة : أفرط جهم في نفي التّشبيه حتّى قال : إنّه تعالى ليس بشيء ، وأفرط مقاتل في الإثبات حتّى جعله مثل خلقه. (انظر ، المصدر السّابق). وقال النّسائي : والكذّابون المعروفون بوضع الحديث : ابن أبي يحيى بالمدينة ، والواقدي ببغداد ، ومقاتل بن سليمان. (ميزان الإعتدال : ٣ / ٥٦٢ في ترجمة محمّد بن سعيد المصلوب). وكان مقاتل على مذهب المرجئة. (الفصل لابن حزم : ٤ / ٢٠٥) ، ويأخذ عن اليهود ، والنّصارى ويغرّر بالمسلمين ، حتّى قال فيه الذّهبي : كان مقاتل دجّالا جسورا. (انظر ، ميزان الإعتدال : ٣ / ٥٦٢).

عود على بدء : كيف يفسّر عكرمة أو مقاتل بأنّ الآية نزلت في نسآء النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله خاصّة مع أنّ المراد من الرّجس هو مطلق الذّنب؟! وهذا يلزم إذهاب الرّجس عنهنّ وبالتّالي لا يصحّ أن يقال : ( يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ) الأحزاب : ٣٢ ، ولما صحّ قوله تعالى : ( يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً ) الأحزاب : ٣٠.

٦٣

__________________

ـ وكيف يفسّران إيذاء هنّ لهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع إذهاب الرّجس عنهنّ؟! حيث ذكر البخاريّ : إنّ النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هجر عائشة ، وحفصة شهرا كاملا ، وذلك بسبب إفشاء حفصة الحديث الّذي أسرّة لها إلى عائشة ، فقالت للنّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا. (انظر ، صحيح البخاريّ : ٣ / ٣٤). وفي رواية أنس: قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «آليت منهنّ شهرا». (انظر ، نفس المصدر السّابق). وها هو ابن عبّاس يقول : لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن الخطّاب عن المرأتين من أزوّاج النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله اللّتين قال الله تعالى فيهما :( إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما ) التّحريم : ٤. حتّى حجّ وحججت معه حتّى قال ابن عبّاس : فقلت للخليفة : من المرأتان؟ فقال عمر بن الخطّاب : وا عجبا لك يا ابن العبّاس! هما عائشة وحفصة. (انظر ، لمصدر السّابق : ٧ / ٢٨ ـ ٢٩ ، و : ٣ / ١٣٣). وها هي عائشة وتعقّبها للنّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ما فقدته في ليالي نوبتها ، وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله لها : «ما لك يا عائشة! أغرت؟ فقالت : ومالي أن لا يغار مثلي على مثلك؟! فقال لهاصلى‌الله‌عليه‌وآله : أفأخذك شيطانك؟! (انظر ، مسند أحمد : ٦ / ١١٥ ، تفسير الطّبريّ : ٢٨ / ١٠١ ، طبقات ابن سعد : ٨ / ١٣٥ طبعة أوربا ، وصحيح البخاريّ : ٣ / ١٣٧ ، و : ٤ / ٢٢ ، صحيح مسلم كتاب الطّلاق ح ٣١ ـ ٣٤).

وكيف يفسّران قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً ) الأحزاب : ٥٧ ، وقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) التّوبة : ٦١ ، وقوله تعالى : ( عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ ) التّحريم : ٥ ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأمّ سلمة عند ما سألته : يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال : أنت إلى خير إنّك من أزوّاج النّبيّ. وما قال : إنّك من أهل البيت؟! (انظر ، شواهد التّنزيل للحاكم الحسكاني : ٢ / ١٢٤ تحقّيق الشّيخ المحمودي نقلا عن كتاب معجم الشّيوخ : ٢ / الورق ٧ من المصوّرة ، تفسير الطّبريّ : ٢٢ / ٧).

أمّا المدلول الحقيقي لأهل البيت بعد تخصيص هذا التّعميم وتقييد الإطلاق في الآية الكريمة من خلال القرينة الّتي ترافق الإستعمال ، وكذلك من خلال الأحاديث النّبويّة المحدّدة للمراد من أهل البيت في آية التّطهير ، وهي ما أجمعت عليه الأمّة من خلال كتب الحديث المعتبرة أو كتب التّفسير فإنّه يظهر لنا أنّ هذه الآية نزلت في خمسة ، وهم : محمّد ، وعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين :. ومصادر تلك الأحاديث غير محصورة ، ولكن نشير إلى ما هو متداول ومنشور منها :

١ ـ روت أمّ المؤمنين أمّ سلمة بشأن نزول هذه الآية : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ ـ

٦٤

__________________

ـالْبَيْتِ ) قالت : إنّها نزلت في بيتي ، وفي البيت سبعة : جبريل ، وميكال ، وعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين رضي الله عنهم وأنا على باب البيت ، قلت : يا رسول الله ، ألست من أهل البيت؟ قال : إنّك إلى خير ، إنّك إلى خير! إنّك من أزوّاج النّبيّ. (انظر ، الدّر المنثور للسّيوطي : ٤ / ١٩٨ ، ومشكل الآثار : ١ / ٢٣٣ ، ورواية أخرى في سنن التّرمذي : ١٣ / ٢٤٨ ، ومسند أحمد : ٦ / ٣٠٦ ، اسد الغابة : ٤ / ٢٩ ، وتهذيب التّهذيب : ٢ / ٢٩٧).

٢ ـ وروى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال : لمّا نظر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الرّحمة هابطة قال : ادعوا لي ، ادعوا لي ، فقالت صفيّه بنت حيي بن أخطب زوّج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من يا رسول الله؟ قال : أهل بيتي : عليّا ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين. (انظر ، مستدرك الصّحيحين : ٣ / ١٤٧ ، صحيح مسلم : ٥ / ١٥٤ ، مسند أحمد : ١ / ٩ ، سنن البيهقيّ : ٦ / ٣٠٠). فجيء بهم ، فألقى عليهم النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كساءه ، ثمّ رفع يديه ، ثمّ قال : أللهمّ هؤلاء آلي فصلّ على محمّد وآل محمّد. فنزل قول الله عزوجل :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) .

٣ ـ وروت أمّ المؤمنين عائشة بشأن نزول هذه الآية قالت : خرج رسول الله غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله ، ثمّ جاء الحسين فدخل معه ، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ، ثمّ جاء عليّ فأدخله. (انظر ، مستدرك الصّحيحين : ٣ / ١٤٧ طبعة حيدر آباد ، تفسير الطّبريّ : ٢٢ / ٥ طبعة بولاق) ، ثمّ قال :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

٤ ـ وعن أنس بن مالك قال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يمرّ بباب فاطمة ستة أشهر كلّما خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصّلاة يا أهل البيت ، ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) . (انظر ، المصادر السّابقة ، وتفسير ابن كثير : ٣ / ٤٨٣ ، والدّر المنثور ، ٥ / ١٩٩ ، ومسند الطّيّالسي : ٨ / ٢٧٤).

فهؤلاء أهل بيت النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين : كما جاء في النّقل المتواتر الّذي لا يقبل اللّبس ، وكما هو معروف من أحوال النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وسيرته معهم.

ونظرا لكثرة المصادر التّأريخية ، والحديثية ، والتّفسيرية نكتفي بذكرها فقط دون تدوين الواقعة.

أوّلا : بدء بالسّيّدة عائشة زوّجة النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله واعترافها بأنّ أهل البيت هم : عليّ ، وفاطمة ، والحسن والحسين عليهم‌السلام ، وهي خارجة عنهم ، أي لم تشملها الآية.

٦٥

__________________

ـ انظر ، صحيح مسلم باب فضائل أهل البيت : ٢ / ٢٦٨ طبعة عيسى الحلبي بمصر ، و : ١٥ / ١٩٤ طبعة مصر أيضا بشرح النّووي ، فتح البيان لصدّيق حسن خان : ٧ / ٣٦٥ ، فتح القدير للشّوكاني : ٤ / ٢٧٩ ، شواهد التّنزيل للحسكاني الحنفي : ٢ / ٥٦ ح ٦٧٦ ـ ٦٨٤ تحقّيق الشّيخ المحمودي ، المستدرك للحاكم : ٣ / ١٤٧ ، الدّر المنثور للسّيوطي : ٥ / ١٩٨ ، كفاية الطّالب للحافظ الكنجي الشّافعي : ٥٤ و ٣٧٣ و ٣٧٤ طبعة الحيدرية ، نظم درّر السّمطين للزّرندي الحنفي : ١٣٣.

وثانيا : اعتراف أمّ المؤمنين أمّ سلمة زوّج النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّ أهل البيت هم : عليّ ، وفاطمة ، والحسن والحسين عليهم‌السلام ، وهي خارجة عنهم.

انظر ، شواهد التّنزيل للحسكاني الحنفي : ٢ / ٣٩ ح ٦٥٩ و ٧٠٦ و ٧٠٧ ـ ٧١٠ و ٧١٣ و ٧١٤ و ٧١٧ و ٧٢٠ و ٧٢٢ و ٧٢٤ و ٧٢٥ و ٧٢٦ و ٧٢٩ و ٧٣١ و ٧٣٧ و ٧٣٨ و ٧٤٠ و ٧٤٧ و ٧٤٨ و ٧٥٢ و ٧٥٥ و ٧٥٧ ـ ٧٦١ و ٧٦٤ و ٧٦٥ و ٧٦٨ ، الرّياض النّضرة لمحبّ الدّين الطّبريّ الشّافعي : ٢ / ٢٤٨ الطّبعة الثّانية ، مطالب السّؤول لابن طلحة الشّافعي : ١ / ١٩ طبعة النّجف ، سنن التّرمذي : ٥ / ٣٢٧ ح ٣٢٠٥ ، صحيح التّرمذي : ٥ / ٣١ ح ٣٢٥٨ و ٣٢٨ ح ٣٨٧٥ و ٣٦١ ح ٣٩٦٣.

وانظر ، فتح البيان لصدّيق حسن خان : ٧ / ٣٦٤ ، فتح القدير للشّوكاني : ٤ / ٢٧٩ ، مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي الشّافعي : ٣٠٣ ح ٣٤٧ و ٣٤٩ ، تفسير ابن كثير : ٣ / ٤٨٤ ، الدّر المنثور للسّيوطي : ٥ / ١٩٨ ، نظم درّر السّمطين للزّرندي الحنفي : ٢٣٨ ، كفاية الطّالب للحافظ الكنجي الشّافعي : ٣٧٢ طبعة الحيدرية ، ينابيع المودّة للحافظ القندوزي الحنفي : ١٠٧ و ٢٢٨ و ٢٣٠ و ٢٩٤ طبعة اسلامبول ، اسد الغابة لابن الأثير : ٢ / ١٢ ، و : ٣ / ٤١٣ ، و : ٤ / ٢٩ ، السّيرة النّبويّة بهامش السّيرة الحلبية : ٣ / ٣٣٠ طبعة البهية بمصر ، تفسير الطّبريّ : ٢٢ / ٧ ، إسعاف الرّاغبين بهامش نور الأبصار : ٩٧ طبعة عثمانيّة.

وثالثا : اختصاص أهل البيت بعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم‌السلام من خلال قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا. وقريب منه ألفاظ أخرى كما ورد عن جابر بن عبد الله : أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دعا عليّا ، وابنيه وفاطمة ، فألبسهم من ثوبه ، ثمّ قال : أللهمّ هؤلاء أهلي ، هؤلاء أهلي.

انظر ، شواهد التّنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي : ٢ / ٢٨ تحقّيق الشّيخ المحمودي ح ٦٤٧ ـ ٦٤٩ و ٦٥٤ و ٦٥٩ و ٦٧٠ و ٦٧٢ و ٦٧٣ و ٦٧٥ و ٦٨٢ و ٦٨٤ و ٦٨٦ و ٦٨٩ و ٦٩١ ـ ٦٩٣ و ٧١٨ ـ

٦٦

__________________

ـ ٧٢٢ و ٧٢٤ و ٧٢٦ و ٧٣١ و ٧٣٢ و ٧٣٤ و ٧٣٧ ـ ٧٤١ و ٧٤٣ و ٧٥٤ و ٧٥٨ ـ ٧٦١ و ٧٦٥ و ٧٦٨ ، فرائد السّمطين : ١ / ٣١٦ ح ٢٥٠ و ٣٦٨ ح ٢٩٦ ، و : ٢ / ١٤ ح ٣٦٠ ، الرّياض النّضرة لمحبّ الدّين الطّبريّ الشّافعي : ٢ / ٢٤٨ الطّبعة الثّانية ، السّيرة الحلبية للحلبي الشّافعي : ٣ / ٢١٢ طبعة البهية بمصر ، صحيح التّرمذي : ٥ / ٣١ ح ٣٢٥٨ و ٣٢٨ ح ٣٨٧٥ و ٣٦١ ح ٣٩٦٣ ، صحيح مسلم باب فضائل عليّ بن أبي طالب : ١٥ / ١٧٦ طبعة مصر بشرح النّووي.

وانظر أيضا ، مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي الشّافعي : ٣٠٢ ح ٣٤٦ ـ ٣٥٠ ، مطالب السّؤول لابن طلحة الشّافعي : ١ / ١٩ طبعة النّجف ، المناقب للخوارزمي الحنفي : ٦٠ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ١ / ٧٥ ، خصائص أمير المؤمنين للنّسائي : ٤ و ١٦ طبعة القاهرة وص ٤٦ بتحقّيق الشّيخ المحمودي ، المستدرك على الصّحيحين للحاكم : ٢ / ١٥٠ و ٤١٦ ، و : ٣ / ١٠٨ و ١٤٦.

وانظر كذلك ، السّيرة النّبويّة لزين دحلان بهامش السّيرة الحلبية : ٣ / ٣٣٠ طبعة البهية بمصر ، فتح البيان لصدّيق حسن خان : ٧ / ٣٦٤ ، فتح القدير للشّوكاني : ٤ / ٢٧٩ ، الدّر المنثور للسّيوطي : ٥ / ١٩٨ ، تفسير ابن كثير : ٣ / ٤٨٣ ، مجمع الزّوائد : ٧ / ٩١ ، تأريخ الخلفاء للسّيوطي : ١٦٩ ، ينابيع المودّة للحافظ القندوزي الحنفي : ١٠٧ و ١٠٨ و ١٩٤ و ٢٢٨ ـ ٢٣٠ و ٢٤٤ و ٢٨١ و ٢٩٤ طبعة اسلامبول ، مسند أحمد : ١ / ١٨٥ ، و : ٣ / ٢٥٩ ، و : ٦ / ٢٩٨ طبعة الميمنية بمصر ، مشكاة المصابيح للعمري : ٣ / ٢٥٤ تأريخ ابن عساكر الشّافعي : ١ / ٢١ ح ٣ وص ١٨٤ و ٢٤٩ و ٢٧١ ـ ٢٧٣ ، تفسير الفخر الرّازي : ٢ / ٧٠٠ ، اسد الغابة لابن الأثير : ٢ / ١٢ ، و : ٣ / ٤١٣ ، و : ٤ / ٢٦ ، و : ٥ / ٦٦ و ١٧٤ و ٥٢١ و ٥٨٩.

وراجع منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد : ٥ / ٥٣ ، مصابيح السّنّة للبغوي الشّافعي : ٢ / ٢٧٨ طبعة محمّد عليّ صبيح ، المعجم الصّغير للطّبراني : ١ / ٦٥ ، نظم درّر السّمطين للزّرندي الحنفي : ١٣٣ و ٢٣٨ و ٢٣٩ ، معالم التّنزيل للبغوي الشّافعي مطبوع بهامش تفسير الخازن : ٥ / ٢١٣ ، الصّواعق المحرقة لابن حجر : ١١٩ و ١٤١ ـ ١٤٣ و ٢٢٧ طبعة المحمّدية ، تفسير الخازن : ٥ / ٢١٣ ، مرآة الجنان لليافعي : ١ / ١٠٩ ، التّأريخ الكبير للبخاري : ١ / ق ٢ / ٦٩ رقم ١٧١٩ و ٢١٧٤ طبعة سنة ١٣٨٢ ه‍. أسباب النّزول للواحدي : ٢٠٣ ، الإتحاف للشّبراوي الشّافعي : ٥ ، الاسيعاب لابن عبد البرّ بهامش الإصابة : ٣ / ٣٧ طبعة السّعادة ، كفاية الطّالب للحافظ الكنجي الشّافعي : ٥٤ و ١٤٢ و ١٤٤ و ٢٤٢ طبعة الحيدرية.

٦٧

__________________

ـ ورابعا : اختصاص أهل البيت بعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين : وذلك من خلال أقوالهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند ما يخرج للصلاة ، ويمرّ بباب عليّ وفاطمة عليهما‌السلام ، كرواية أنس بن مالك قال : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يمرّ بباب فاطمة ستة أشهر ، فإذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصّلاة يا أهل البيت ،( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

انظر ، شواهد التّنزيل للحسكاني الحنفي : ٢ / ١٨ ح ٦٣٧ ـ ٦٤٠ و ٦٤٤ و ٦٩٥ و ٦٩٦ و ٧٧٣ تحقّيق الشّيخ المحمودي ، مطالب السّؤول لابن طلحة الشّافعي : ١ / ١٩ ، صحيح التّرمذي : ٥ / ٣ ح ٣٢٥٩ ، مسند أحمد : ٣ / ٢٥٩ و ٢٨٥ طبعة الميمنية بمصر ، منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد : ٥ / ٩٦ ، الدّر المنثور للسّيوطي : ٥ / ١٩٩ ، تفسير الطّبريّ : ٢٢ / ٦ ، مجمع الزّوائد للهيثمي الشّافعي : ٩ / ١٦٨ ، تفسير ابن كثير : ٣ / ٤٨٣ و ٤٨٤ ، المستدرك للحاكم : ٣ / ١٥٨ ، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي : ١٩٣ و ٢٣٠ طبعة اسلامبول ، فتح البيان لصدّيق حسن خان : ٧ / ٣٦٥ طبعة القاهرة ، أنساب الأشراف للبلاذري : ٢ / ١٠٤ ح ٣٨ ، اسد الغابة لابن الأثير : ٥ / ٥٢١.

وخامسا : اختصاص أهل البيت بعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم‌السلام من خلال سبب النّزول ، وما قالهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيهم كحديث أمّ سلمة : إنّ النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان في بيتها ، على منامة له ، عليه كساء خيبري ، فجاءت فاطمة ببرمة فيها خزيرة ، فقال : ادعي زوّجك وابنيك ، فدعتهم ، فبينّما هم يأكلون إذ نزلت على النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) . فأخذ النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بفضلة الكساء فغشّاهم إيّاها ، ثمّ قال : أللهمّ هؤلاء أهل بيتي وحامّتي فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا. قالها النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاث مرّات. قالت أمّ سلمة : فأدخلت رأسي في البيت ، فقلت : وأنا معكم يا رسول الله؟ قال : إنّك إلى خير.

انظر ، شواهد التّنزيل للحاكم الحسكاني : ٢ / ١٣ ح ٦٣٧ ـ ٦٤١ و ٦٤٤ و ٦٤٨ ـ ٦٥٣ و ٦٥٦ ـ ٦٦١ و ٦٦٣ ـ ٦٦٨ و ٦٧١ ـ ٦٧٣ و ٦٧٥ و ٦٧٨ و ٦٨٠ و ٦٨١ و ٦٨٦ و ٦٨٩ و ٦٩٠ و ٦٩١ و ٦٩٤ و ٧٠٧ و ٧١٠ و ٧١٣ و ٧١٤ و ٧١٧ و ٧١٨ و ٧٢٩ و ٧٤٠ و ٧٥١ و ٧٥٤ ـ ٧٦٢ و ٧٦٤ و ٧٦٥ و ٧٦٧ و ٧٦٩ و ٧٧٠ و ٧٧٤ طبعة وزارة الثّقافة والإرشاد الإسلامي ، صحيح مسلم : فضائل أهل البيت ٢ / ٣٦٨ طبعة عيسى الحلبي ، صحيح التّرمذي : ٥ / ٣٠ ح ٣٢٥٨ ، و : ٥ / ٣٢٨ ح ٣٨٧٥ طبعة دار الفكر ، مسند أحمد : ١ / ٣٣٠ طبعة الميمنية بمصر ، فرائد السّمطين للحمويني الشّافعي : ١ / ٣١٦ ح ٢٥٠ ، و : ٢ / ٩ ح ٣٥٦ و ٣٦٢ و ٣٦٤ ، إسعاف الرّاغبين للصبّان بهامش نور الأبصار : ١٠٤ و ١٠٥ ـ

٦٨

أهل البيت جرما أن يقول عنهم الرّسول الأعظم : «مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق»(١) ؟! وماذا أبقى إذن إلى غيرهم؟ ألا يكفي

__________________

ـ و ١٠٦ طبعة السّعيدية ، فتح القدير للشّوكاني : ٤ / ٢٧٩.

وانظر كذلك ، نور الأبصار للشّبلنجي : ١٠٢ طبعة السّعيدية ، فتح البيان لصدّيق حسن خان : ٧ / ٣٦٣ ـ ٣٦٥ ، الرّياض النّضرة لمحبّ الدّين الطّبريّ الشّافعي : ٢ / ٢٤٨ الطّبعة الثّانية ، فضائل الخمسة : ١ / ٢٢٤ ـ ٢٤٣ ، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي : ١٠٧ و ١٠٨ و ٢٢٨ ـ ٢٣٠ و ٢٤٤ و ٢٦٠ و ٢٩٤ طبعة اسلامبول. العقد الفريد لابن عبد ربّه المالكي : ٤ / ٣١١ طبعة لجنة التّأليف والنّشر بمصر ، الاسيعاب لابن عبد البرّ بهامش الإصابة : ٣ / ٣٧ طبعة السّعادة ، خصائص أمير المؤمنين للنسّائي الشّافعي : ٧٢ تحقّيق الشّيخ المحمودي ، منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد بن حنبل : ٥ / ٩٦. وانظر أيضا ، السّيرة النّبويّة لزين دحلان بهامش السّيرة الحلبية : ٣ / ٣٢٩ و ٣٣٠ طبعة البهية بمصر ، كفاية الطّالب للحافظ الكنجي الشّافعي : ٥٤ و ٣٧٢ ـ ٣٧٥ ، اسد الغابة في معرفة الصّحابة لابن الأثير الشّافعي : ٢ / ١٢ ـ ٢٠ ، و : ٣ / ٤١٣ ، و : ٥ / ٥٢١ و ٥٨٩ ، أسباب النّزول للواحدي : ٢٠٣ طبعة الحلبي بمصر ، الصّواعق المحرقة لابن حجر الشّافعي : ٨٥ و ١٣٧ طبعة الميمنية بمصر ، الإتقان في علوم القرآن للسّيوطي : ٤ / ٢٤٠ مطبعة المشهد الحسيني بمصر ، التّسهيل لعلوم التّنزيل للكلبي : ٣ / ١٣٧ ، التّفسير المنير لمعالم التّنزيل للجاوي : ٢ / ١٨٣ ، أحكام القرآن للجصّاص : ٥ / ٢٣٠ طبعة عبد الرّحمان محمّد ، مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي الشّافعي : ٣٠١ ح ٣٤٥ و ٣٤٨ ـ ٣٥١. وراجع مصابيح السّنّة للبغوي الشّافعي : ٢ / ٢٧٨ طبعة محمّد عليّ صبيح ، رواية عن عمرو بن يزيد عن مكحول وفيها قال جبريل : وأنا منكم يا محمّد ، مجمع البيان : ٧ ـ ٨ : ٣٥٦ و ٣٥٧ طبعة إحياء التّراث العربي بيروت ، تفسير الشّوكاني : ٤ / ٢٨٠ ، المستدرك للحاكم : ٣ / ١٤٦ ، تفسير جامع البيان : ١ / ٢٩٦ دار المعرفة ، تفسير النّيسابوري : ٢٢ / ١٠ ، تفسير الطّبريّ : ٢٢ / ٦ و ٧ و ٢٨ طبعة مصر ، الدّر المنثور للسّيوطي : ٥ / ١٩٨ و ١٩٩ ، مشكاة المصابيح للعمري : ٣ / ٢٥٤ ، الكشّاف للزّمخشري : ١ / ١٩٣ طبعة مصطفى محمّد ، تفسير القرطبي : ١٤ / ١٨٢ الطّبعة الأولى بالقاهرة ، تفسير ابن كثير : ٣ / ٤٨٣ ـ ٤٨٥ و ٤٩١ الطّبعة الثّانية بمصر ، تذكرة الخواصّ للسّبط بن الجوزي الحنفي : ٢٣٣ ، مطالب السّؤول لابن طلحة الشّافعي : ١ / ١٩ و ٢٠ طبعة دار الكتب في النّجف ، أحكام القرآن لابن عربي : ٢ / ١٦٦ طبعة مصر.

(١) انظر ، مستدرك الصّحيحين : ٢ / ٣٤٣ ، طبعة حيدرآباد سنة ١٣٢٤ ه‍. وفي رواية : كمثل ، وفي

٦٩

عليّ من الذّنوب والعيوب أن يقول النّبيّ :

«أنا مدينه العلم ، وعليّ بابها»(١) . وأن يقول له : «أنت أخي في الدّنيا

__________________

ـ ورواية اخرى : عن البزّار عن ابن عبّاس وعن ابن الزّبير. وللحاكم عن أبي ذّرّ مثلها.

وعن عليّ عليه‌السلام : ومن تعلّق بها فاز ، ومن تخلّف عنها زجّ في النّار. (ذخائر العقبى : ٢٠). وفي رواية عن عليّ عليه‌السلام : ومن تخلّف عنها اولج ـ يعني دخل ـ. مودّة القربى : ١٣ ، كنز العمّال : ١٢ / ١٠٠ / ٣٤١٨٠ ، و : ١٦ / ١٥٣ ، و : ١٢ / ٩٥ فضل أهل البيت ح ٣٤١٥١ ، وانظر جمع الفوائد : مناقب أهل البيت وأصهاره : ٢ / ٢٣٦ ، القول المبين في فضائل أهل البيت المطهرين : ، محمّد بن عبد الله سليمان العزيّ : ٢٩ ، مجمع الزّوائد : ٩ / ١٦٨ ، المعجم الكبير للطّبراني : ٣ / ٤٥ / ٢٦٣٦ ، منتخب كنز العمّال بهامش أحمد : ٥ / ٩٢ ، الفضائل لأحمد : ٢ / ٧٨٥ / ١٤٠٢ ، الجامع الصّغير : ٢ / ٥٣٣ / ٨١٦٢ ، حلية الألياء لأبي نعيم : ٤ / ٣٠٦ ، تأريخ بغداد للخطيب : ١٢ / ١٩ ، مجمع الزّوائد للهيثمي : ٩ / ١٦٨ ، فرائد السّمطين : ٢ / ٢٤٢ / ٥١٦ ، و : ٢ / ٢٤٧ ، جواهر العقدين : ٢ / ١٩٠ ، المناقب لابن المغازلي : ١٣٢ / ١٧٣ ـ ١٧٧ ، شواهد التّنزيل : ١ / ٣٦١ ، الدّر المنثور : ١ / ٧١ ، مناقب آل أبي طالب : ٣ / ٣٩ ، بلوغ الأرب وكنوز الذّهب في معرفة المذهب : ٧٣ ، من هم الزّيديّة : ١١٨ ، كتاب الأصول : ٤٢ ، الأمالي لأبي طالب : ١٠٥.

(١) لقد وصل إلينا الحديث متواترا عن طريق الشّيعة ، والسّنّة كما صرح بذلك أكثر الفقهاء ، والعلماء ، وأصحاب الحديث ، والسّنن مع وجود بعض الإختلاف في اللّفظ. انظر ، تأريخ دمشق / ترجمة الإمام عليعليه‌السلام : ٣ / ٤٦٧ ، والمناقب لابن المغازلي : ٨١ ، وصحيح التّرمذي : ٢ / ٢٩٩ ح ٣٨٠٧ ، سنن التّرمذي : ٥ / باب ٨٧ / ٣٠١ ، وأخرجه الطّبراني في المعجم الكبير : ٣ / ١٠٨ ، و : ١١ / ٥٥ / ١١٠٦١ عن ابن عبّاس ، الحاكم في المناقب : ٢٢٦ ، مستدرك الصّحيحين : ٣ / ١٢٦ و ١٢٧ و ١٢٩ ، أسنى المطالب للجزري : ٧٠ و ٧١ ، تأريخ بغداد : ١١ / ٢٠٤ و ٤٨ و ٤٩ و : ٢ / ٣٧٧ و : ٤ / ٢٤٨ ، و : ٧ / ١٧٢ ، لسان الميزان لابن حجر : ١ / ١٩٧ تحت رقم ٦٢٠ ، الصّواعق المحرقة : ٧٣ و ١٢٠ و ١٢٢ / ٩ طبعة المحمّدية أورد الحديثين «أنا مدينة العلم ...» و «أنا دار الحكمة ...».

وانظر تهذيب التّهذيب : ٦ / ٣٢٠ ، و : ٧ / ٤٢٧ ، تذكرة الحفّاظ : ٤ / ٢٨ طبعة حيدر آباد ، الفردوس لأبي شجاع الدّيلمي : ١ / ٧٦ / ١٠٩ ، مودّة القربى : ٢٤ ، مصابيح السّنّة للبغوي : ٢ / ٢٧٥ ، الجامع الصّغير للسّيوطي : ١ / ٣٧٤ ح ٢٧٠٥ و ٢٧٠٤ طبعة مصطفى محمّد ، منتخب كنز العمّال بهامش مسند ـ

٧٠

والآخرة»(١) «من كنت مولاه فعليّ مولاه»(٢) . ولم يقل هذا في حقّ أحد

__________________

ـ أحمد : ٥ / ٣٠ ، وكنز العمّال : ٦ / ١٥٢ و ١٥٦ ، و ١١ / ٦١٤ / ٣٢٩٧٩ ، و ٦٠٠ / ٣٢٨٨٩ ، و : ١٣ / ١٤٧ / ٣٦٤٦٢ و ٣٦٤٦٣ ، و : ١٥ / ١٢٩ / ٣٧٨ الطّبعة الثّانية ، الفتح الكبير للنّبهاني : ١ / ٢٧٢ و ٢٧٦ ، البداية والنّهاية لابن كثير : ٧ / ٣٥٨ ، مجمع الزّوائد للهيثمي : ٩ / ١١٤ ، حلية الأولياء : ١ / ٦٤ و ٦٣ ، فرائد السّمطين : ١ / ٩٨ ، شواهد التّنزيل للحافظ الحسكاني : ١ / ٣٣٤ / ٤٥٩ و ٨١ / ١١٨ و ٨٢ / ١١٩ و ١٢٠ و ١٢١ طبعة أخرى ، الرّياض النّضرة : ٢ / ١٩٣ و ٢٥٥ الطّبعة الثّانية.

وراجع فضائل الخمسة : ٢ / ٢٤٨ و ٢٥٠ ، جامع الأصول : ٩ / ٤٧٣ / ٦٤٨٩ ، شرح النّهج لابن أبي الحديد : ٢ / ٢٣٦ طبعة بيروت ، و : ٧ / ٢١٩ طبعة مصر بتحقّيق محمّد أبو الفضل ، ميزان الإعتدال للذّهبي : ١ / ٤١٥ و ٤٣٦ تحت رقم ٤٢٩ ، و : ٢ / ٢١٥ ، و : ٣ / ١٨٢ ، و : ٤ / ٩٩ ، اسد الغابة : ٤ / ٢٢ ، تأريخ دمشق لابن عساكر الشّافعي / ترجمة الإمام علي عليه‌السلام : ٢ / ٤٥٩ / ٩٨٣ و ٤٦٤ و ٤٧٦ حديث ٩٨٤ و ٩٨٦ و ٩٩٧.

(١) انظر ، سنن التّرمذي : ٥ / ٢٠ ح ٣٨٠٤ ، صحيح البخاريّ : ٢ / ٢٩٩ ، و : ٥ / ٣٠٠ / ٣٨٠٤ و ٦٣٦ / ٣٧٢٠ ، جامع التّرمذي : ٢ / ٢١٣ ، مستدرك الحاكم : ٣ / ١٤ ، تيسير الوصول : ٣ / ٢٧١ ، مشكاة المصابيح هامش المرقاة : ٥ / ٥٦٩ الطّبعة الثّانية ، الرّياض النّضرة : ٢ / ١٦٧ و ٢١٢ ، تأريخ مدينة دمشق : ١ / ١٠٩ ح ١٤٩ ، الاسيعاب بهامش الإصابة : ٣ / ٣٥ ، مسند أحمد : ١ / ٢٣٠.

(٢) لم يكتف الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بأبداء التّوجيهات ، وإصدار التّحذيرات ، بل اتّخذ إلى جانب ذلك مواقف عملية من أجل صيانة وحدة الأمّة ويأتي في مقدّمة تلك المواقف موقفه بشأن الإمامة والخلافة من بعده ، فأنّ المتتبع لسيرة الرّسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يجد فيها اهتماما بشيء كالإهتمام بخلافة الإمام عليّعليه‌السلام من بعده بنصوص لا يبلغها الحصر والإحصاء بعضها في الإشادة بالإمام ، وبيان فضله ومنزلته ومزايا شخصيته ، وبعضها الآخر في تعيينه خليفة ، وإماما للمسلمين من بعده ، وأهمّ وأبرز تلك المواقف موقفه يوم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر حجّة حجّها إلى بيت الله الحرام في مكّة المكّرمة ، والّتي تسمّى بحجّة الوداع. «أيّ بلد هذا ، أليست بالبلدة الحرام»؟.

قلنا : بلى يا رسول الله!.

قال : «إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ..».

قالوا : نشهد أنّك بلّغت ونصحت فجزاك الله خيرا ؛ ـ

٧١

__________________

ـ قال : «أليس تشهدون أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله ....؟».

قالوا : بلى نشهد ذلك.

قال : «أللهمّ اشهد».

ثمّ قال : «ألا تسمعون؟».

قالوا : نعم.

قال : «يا أيّها النّاس إنّي فرط ، وأنتم واردون عليّ الحوض ...». انظر ، الأمالي الخميسيّة : ١ / ١٥٦ ، مجمع الزّوائد : ٩ / ١٦٢ ، مستدرك الحاكم : ٣ / ١٠٩ ، ابن كثير : ٥ / ٢٠٩.

ثمّ قال : «ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟».

قالوا : بلى يا رسول الله! انظر ، مسند أحمد : ١ / ١١٨ ، سنن ابن ماجه : ١ / ٤٣ ح ١١٦ ، ابن كثير : ٥ / ٢٠٩.

قال : «ألستم تعلمون ـ أو تشهدون ـ أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟».

قالوا : بلى يا رسول الله. انظر ، مسند أحمد : ٤ / ٢٨١ و ٣٦٨ و ٣٧٠ ، ابن كثير : ٥ / ٢٠٩ و ٢١٢.

ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب بضبعيه فرفعها حتّى نظر النّاس إلى بياض إبطيهما.

انظر ، الأمالي لأبي طالب : ٣٥ ، أمالي المؤيد بالله : ١٠٤ ، مستدرك الحاكم الحسكاني : ١ / ١٩٠ و ١٩٣ ، كتاب الأصول : ٣٨ ـ ٣٩.

ثمّ قال :

«أيّها النّاس! الله مولاي وأنا مولاكم ؛ فمن كنت مولاه ، فهذا عليّ مولاه. اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأحبّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه».

ثمّ قال : «اللهمّ اشهد». انظر ، مسند أحمد : ١ / ١١٨ و ١١٩ و : ٤ / ٢٨١ ، تذكرة الخواص للسّبط الجوزي الحنفي : ٣٠ ، السّيرة الحلبية : ٣ / ٢٥٧ ، السّيرة النّبوّية لزيني دحلان بهامش الحلبية : ٣ / ٣. انظر ، مسند أحمد : ١ / ١١٨ ، بلوغ الأرب وكنوز الذّهب في معرفة المذهب : ١٣٢ ، كتاب الأصول : ٣٨ ـ ٣٩ ، الأمالي لأبي طالب : ٣٣ ، أمالي المؤيد بالله : ٩٠ ، مجمع الزّوائد : ٩ / ١٠٤ و ١٠٥ و ١٠٧ ، شواهد التّنزيل : ١ / ١٩٣ ، تأريخ ابن كثير : ٥ / ٢١٠. انظر ، شواهد التّنزيل للحسكاني : ١ / ١٩١ ، تأريخ ابن كثير : ٥ / ٢١٠.

ثمّ لم يتفرّقا ـ رسول الله وعليّ ـ حتّى نزلت هذه الآية : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ ـ

٧٢

سوى عليّ. ألا يكفي عليّ عيبا أن يقول عنه سيّد الرّسل حين برز عمرو بن ودّ : «برز الإيمان كلّه إلى الشّرك كلّه»(١) ؟! أمّا ذنب عليّ الّذي لا كفّارة له أبدا فهو

__________________

ـنِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ) . المائدة : ٣.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

«الله أكبر على إكمال الدّين ، وإتمام النّعمة ، ورضا الرّبّ برسالتي ، وبالولاية لعليّ من بعدي. ثمّ قال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه ، أللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله».

(١) فقد روى المؤرّخون في مبارزة عليّعليه‌السلام يوم الخندق ، وأنّها أفضل من أعمال الأمّة إلى يوم القيامة بألفاظ مختلفة تؤدّي إلى نفس المعنى. فقد روى صاحب المستدرك عن سفيان الثّوري أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال ذلك لعليّعليه‌السلام يوم الخندق. ورواه الخطيب البغدادي في تأريخ ه : ١٣ / ١٩ عن إسحاق بن بشر القرشيّ. وذكره الفخر الرّازي في تفسيره الكبير : ٣٢ / ٣١ ، وفي ذيل تفسير سورة القدر ورد بلفظ :لمبارزة عليّ عليه‌السلام مع عمرو بن عبد ودّ أفضل من عمل أمّتي إلى يوم القيامة. وذكر ابن أبي الحديد في شرح النّهج أيضا : ١٩ / ٦١ أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال حين برز عليّ عليه‌السلام لعمرو بن عبدودّ : برز الإيمان كلّه إلى الشّرك كلّه. وقال الإيجي في شرح المواقف : ٦١٧ قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لضربة عليّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثّقلين. وفي السّيرة الحلبية بهامش السّيرة النّبويّة : ٢ / ٣٢٠ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : قتل عليّ لعمرو بن عبدودّ أفضل من عبادة الثّقلين.

وقال الفخر الرّازي في نهاية العقول في دراية الاصول : ١١٤ أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لضربة عليّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثّقلين ، تأريخ دمشق ترجمة الإمام عليّ عليه‌السلام : ١ / ١٥٥ ، وفرائد السّمطين : ١ / ٢٥٥ ح ١٩٧ ، وهامش تأريخ دمشق : ١٥٥ ، وشواهد التّنزيل : ٢ / ١٤ ح ٦٣٦ ، والمناقب للخوارزمي : ١٦٩ ح ٢٠٢ و ٥٨ الفصل ٩ ، في كتاب المواقف : ٣ / ٢٧٦ ، وهداية المرتاب : ١٤٨ ، وكنز العمّال : ٦ / ١٥٨ الطّبعة الأولى ، شرح المختار قال ابن أبي الحديد في (٢٣٠) في باب قصار كلام أمير المؤمنين من نهج البلاغة : ٥ / ٥١٣ تعدل أعمال المهاجرين والأنصار وطاعاتهم كلّها ، الدّر المنثور : ٥ / ١٩٢.

وها هو عليه‌السلام يقول : نشدتكم الله ، أفيكم أحد يوم عبر عمرو بن عبدودّ الخندق وكاع عنه جميع النّاس فقتله غيري؟ قالوا : أللهمّ لا. (انظر ، تأريخ بغداد : ١٣ / ١٩ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ٤٥ ، ـ

٧٣

أن يسأل الله النّاس غدا عن ولايته ومتابعته ، كما يسألون عن الإيمان بالله ، والرّسول ، واليوم الآخر ، قال ابن حجر ، وهو من علماء السّنّة في كتابه الصّواعق المحرقة : أنّ قوله تعالى :( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) (١) ، نزلت في عليّ ، وأنّ

__________________

ـ تلخيص المستدرك : ٣ / ٣٢). ويوم الخندق لمّا سكت كلّ منهم ولم يجب طلب عمرو بن عبد ودّ العامري. وكادت تكون هزيمة نكراء لو لم ينهض بها عليّ بن أبي طالب ، وبهذا قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : برز الإيمان كلّه إلى الشّرك كلّه.

وبهذا وذاك تذهب أدراج الرّياح إيرادات ، وإشكالات ، وتبريرات ابن تيمية حين قال كما ورد في السّيرة الحلبية ومعها هامش السّيرة النّبويّة : ٢ / ٣٢٠ : إنّها أي ضربة عليّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثّقلين ـ من الأحاديث الموضوعة الّتي لم ترد في شيء من الكتب الّتي يعتمد عليها ولا بسند ضعيف ، وكيف يكون قتل كافر أفضل من عبادة الثّقلين الإنس والجنّ ومنهم الأنبياء؟! ثمّ قال : بل إنّ عمرو بن عبدودّ هذا لم يعرف له ذكر إلّا في هذه الغزوة.

والجواب نحن لسنا بصدد هذا الكلام ومناقشته بل نورد ما قاله العلّامة برهان الدّين الحلبي الشّافعي في نفس كتابه السّيرة الحلبية وفي نفس الجزء والصّفحة : إنّ عمرو بن عبد ودّ هذا لم يعرف له ذكر إلّا في هذه الغزوة ، قيل وليس له أصل ، وكان عمرو بن عبدودّ قد قاتل يوم بدر حتّى أثبتته الجراحة فلم يشهد يوم أحد ، فلمّا كان يوم الخندق خرج معلّما وأنّه نذر لا يمسّ رأسه دهنا حتّى يقتل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وقوله «كيف يكون قتل كافر أفضل من عبادة الثّقلين» فيه نظر لأنّ قتل هذا كان فيه نصرة للدّين وخذلان الكافرين وقال الشّيخ المظفر في دلائل الصّدق : ٢ / ٤٠٢ : لمبارزة عليّ لعمرو أفضل من فكان هو السّبب في بقاء الإيمان واستمراره وهو السّبب في تمكين المؤمنين من عبادتهم إلى يوم الدّين ، لكن هذا ببركة النّبيّ الحميد ودعوته وجهاده في الدّين وانظر أيضا المعيار والموازنة : ٩١ ، حياة الحيوان الكبرى للدّميري : ١ / ٢٣٨ طبعة مصر عام ١٣٠٦ ه‍ ، المطبعة المشرفية ، عليّ بن أبي طالب بقية النّبوّة : ١٤٥ طبع مصر عام ١٣٨٦ ه‍ ، مطبعة السّنّة المحمّدية ، الإمام عليّ أسد الله ورسوله : ٢٨ ، الإمام عليّ رجل الإسلام المخلّد لعبد المجيد لطفي : ٧٥ ، خاتم النّبيين لمحمّد أبو زهره : ٢ / ٩٣٨.

(١) الصّافّات : ٢٤.

٧٤

النّاس مسئولون عن ولايته(١) . هذي هي عيوب الإمام ، وهذي هي ذنوب أبنائهعليهم‌السلام !

قال الإمام أحمد بن حنبل لمّا سئل عن معاوية : «أنّ قوما أبغضوا عليّا ، فتطلبوا له عيبا فلم يجدوه ، فعمدوا إلى رجل قد ناصبه العداوة ، فأطروه كيدا لعليّ»(٢) .

أجل ، أنّهم لم يجدوا. ولن يجدوا عيبا واحدا للإمام ، ولو حرصوا كلّ الحرص ، ولكن هذا لا يمنعهم من الإفتراءات والأكاذيب ، كما لم يمنعهم مقام الرّسالة عمّا نسبوه إلى النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من أن هوى إمرأة زيد ابن حارثة ، وأنّه لم يزل بها حتّى استخلصها لنفسه. واقرأ معي هذه الفرية لتعرف جرائمهم على الله والرّسول :

كان هاشم المرقال(٣) بطلا شجاعا ، ومؤمنا صادقا ، وكان من أفاضل أصحاب النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصاحب لواء الإمام يوم صفّين قاتل قتالا شديدا حتّى قتل في نصرة

__________________

(١) انظر ، الصّواعق المحرقة لابن حجر : ٩٠ طبعة الميمنيّة بمصر و : ١٤٧ طبعة المحمّديّة ، نظم درّر السّمطين : ١٠٩ ، شواهد التّنزيل : ٢ / ٧٨٥ ـ ٧٨٩ ، كفاية الطّالب : ٢٤٧ طبعة الحيدريّة و ١٠٥ طبعة الغري ، فرائد السّمطين : ١ / ٧٩ ، تذكرة الخواصّ : ١٧.

(٢) انظر ، النّصائح الكافية لمحمّد بن عقيل : ٢٢.

(٣) طعنه الحرث بن المنذر في بطنه فسقط على الأرض ، وقد رأى عبيد الله بن عمر صريعا إلى جانبه ، فجشى حتّى دنا منه وعضّ على ثدييه حتّى تبيّنت فيه أنيابه ، ثمّ مات هاشم ، وهو على صدر عبيد الله. (منه قدس‌سره». انظر ، تأريخ الطّبري : ٦ / ٢٤ ، وقعة صفّين : ٣٥٦ ، اسد الغابة : ٥ / ٤٩ ، المستدرك : ٣ / ٣٩٦ ، الإصابة : ٣ / ٥٩٣ ، الإستيعاب بهامش الإصابة : ٣ / ٦١٦ ، تأريخ الخطيب البغدادي : ١ / ١٩٦ ، البداية والنّهاية : ٧ / ١٩٦ ، مروج الذّهب : ٢ / ٣٨٥ ، الفتوح لابن أعثم : ٢ / ٤٣٧ ، الأخبار الطّوال : ١٦٧.

٧٥

الإمام في اليوم الّذي استشهد فيه عمّار بن ياسر ، وفي ذات يوم رأى شابّا يخرج من عسكر الشّام يضرب عسكر الإمام بسيفه ضزرب المستميت ، ومن غير وعي ، فأتاه وكلّمه بهدوء ، وقال له : يا هذا! أنّك تقف موقفا غريبا ، أنت مسئول عنه غدا. فقال له الشّاب : لقد قيل لي : أنّ صاحبكم لا يصلّي! فقال له هاشم : أنّهم خدعوك ، فعليّ ولد في الكعبة ، وأوّل من صلّى مع الرّسول إلى القبلة ، وقاتل معاوية وأباه من أجل الصّلاة ، ولو رأيت عسكر عليّ في ظلام اللّيل لرأيت التّهجد ، والتّضرع ، والصّلوات ، وتلاوة القرآن ، فاقتنع الشّاب ، وترك القتال(١) .

__________________

(١) انظر ، هذه القصّة في تأريخ الطّبري : ٣ / ٩٤ ، ووقعة صفّين : ٤٠٢ طبعة مصر ، الكامل في التّأريخ :

٣ / ١٣٥ ، المعيار والموازنة : ١٦٠ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ٢٧٨.

وهو هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص الزّهري ، الملقّب بالمرقال ، وكان مع عليّ عليه‌السلام يوم صفّين ، ومن أشجع النّاس ، وكان أعور ، وهو القائل :

أعور يبغي أهله محلّا

قد عالج الحياة حتّى ملّا

لا بدّ أن يغلّ أو يغلّا

وقيل هكذا ترتيب الأبيات كما ورد في مروج الذّهب : ٢ / ٢٢ ، والطّبريّ : ٦ / ٢٢.

قد أكثروا لومي وما أقلّا

إنّي شريت النّفس لن أعتلّا

أعور يبغي نفسه محلّا

لا بدّ أن يغلّ أو يغلّا

قد عالج الحياة حتّى ملّا

أشدّهم بذي الكعوب شلّا

وفي الطّبريّ : ٦ / ٢٤ : يتلّهم بذي الكعوب تلّا.

فقتل من القوم تسعة نفر أو عشرة وحمل عليه الحارث بن المنذر التّنوخي فطعنه فسقط ؛ ، وقد رثاه الإمام عليّ عليه‌السلام فقال كما ذكر نصر بن مزاحم في وقعة صفّين : ٣٥٦.

جزى الله خيرا عصبة أسلمية

صباح الوجوه صرّعوا حول هاشم

ولكن ما أن سقط هاشم ؛ فأخذ رايته ابنه عبد الله بن هاشم وخطب خطبة عظيمة وقال فيها : إنّ هاشما كان عبدا من عباد الله الّذين قدّر أرزاقهم ، وكتب آثارهم ، وأحصى اعمالهم ، وقضى آجالهم ، فدعاه ـ

٧٦

وقال الشّمر أو من هو على شاكلته ، قال للحسين ، وهو يصلّي في قلب المعركة قبل مصرعه ، صلّ يا حسين ، إنّ صلاتك لا تقبل»(١) . الله أكبر! لا يقبل الله صلاة الحسين ، ويقبل من الشّمر قتل الحسين! وقال ابن زياد حين بلغه قتل الحسين : الحمد لله الّذي قتل حسينا ، ونصر أمير المؤمنين يزيد»(٢) ! وعند ما أوتي بمسلم بن عقيل لابن زياد ، وكان قد آلمه العطش من أثر القتال ، فرأى قلّة ماء فطلب أن يسقوه منها ، فقال له باهلي : «لا تذوق منها قطرة حتّى تذوق الحميم في نار جهنّم»(٣) ، وكان يزيد ينكث ثنايا الحسين بقضيب مكتوب عليه : «لا إله إلّا الله محمّد رسول الله»(٤) ، وسجد معاوية شكرا لله بعد أن قتل الحسن بالسّم(٥) ، وهكذا يدلسون ويموهون ، ليثق بهم السّذّج البسطاء ، ويثنوا المخلصين عن طريق الحقّ ، والجهاد في سبيله ؛ ولكنّ الله ، وهو أحكم الحاكمين ، قد فضحهم إلى يوم يبعثون ، وعاملهم بخلاف قصدهم ، أمّا

__________________

ـ ربّه الّذي لا يعصى فأجابه ولهاشم المرقال مواقف كثيرة ذكرها ابن نصر في وقعة صفّين : ٩٢ و ١٥٤ و ١٩٣ و ٢٠٥ و ٢٠٨ و ٢١٤ و ٢٥٨ و ٣٢٦ و ٣٢٨ و ٣٣٥ و ٣٤٠ و ٣٤٦ و ٣٤٨ و ٣٥٣ و ٣٥٩ و ٣٨٤ و ٤٠١ ـ ٤٠٥ و ٤٢٦ و ٤٢٨ و ٤٣١ و ٤٥٥.

انظر ترجمته في اسد الغابة : ٥ / ٤٩ ، والمستدرك : ٣ / ٣٩٦ ، وتأريخ الطّبريّ : ٥ / ٤٤ ، الإصابة: ٣ / ٥٩٣ ، الاستيعاب بهامش الإصابة : ٣ / ٦١٦ ، وتأريخ الخطيب البغدادي : ١ / ١٩٦.

(١) انظر ، ينابيع المودّة : ٣ / ٧١ طبعة اسوة.

(٢) انظر ، تأريخ الطّبري : ٤ / ٣٥١ ، جواهر المطالب في مناقب أمير المؤمنين عليّ : ٢ / ٢٩٢.

(٣) انظر ، تأريخ الطّبريّ : ٤ / ٢٨١ ـ ٢٨٢.

(٤) انظر ، اسد الغابة : ٢ / ٢١ ، تأريخ الطّبري : ٤ / ٣٤٩ ، مناقب التّرمذي : ٥ / ٦٦٠ ح ٣٧٨٠.

(٥) انظر ، مروج الذّهب : ٢ / ٣٠٥ ، الإستيعاب : ١ / ٣٧٤ ، كفاية الطّالب : ٢٦٨ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ١ / ١٤١ الفتوح لابن أعثم : ٢ / ٣٢٣ هامش رقم «٣».

٧٧

المخلصون فلم يكترثوا.

يزري الجبان بسيف عن

تر والبخيل بجود حاتم

ومهما تكن الدّعايات ، والإفتراءات فلا تستطيع الصّمود أمام الحقيقة ، أمام عظمة الإمام وأبناء الإمام. فهذه المحافل في كلّ مكان ، وهذه الدّموع الجارية أنهرا على الحسين ، وهذه الأصوات المدويّة بالصّلاة عليهم ، واللّعنة على أعدائهم وقاتليهم ، وهذه القباب الذّهبية الّتي تناطح السّحاب ، وهذه الوفود الّتي تؤمّها من كلّ حدب وصوب ، كلّ هذه وما إليها إن هي إلّا صواعق ، وقنابل تنهال على أعداء أهل البيت ، وأناشيد الخلود يردّدها الدّهر إلى يوم يبعثون.

أجل ، لقد قتل الحسين ، وغرق جسمه الشّريف في بحر من دمائه ، أمّا روحه وذكراه ، أمّا مبدأه وعمله ففي بحر من عطر ونور.

إن يبق ملقى بلا دفن فإنّ له

قبرا بأحشاء من والاه محفورا

٧٨

ما هذا البكاء

لك عندي ما عشت يا ابن رسول

الله حزن يفي بحقّ ودادي

ناظر بالدّموع غير بخيل

وحشي بالسّلو غير جواد

هذا هو شعار الشّيعة : قلب حزين ، وطرف دامع على مصاب أهل البيتعليهم‌السلام .

وقال قائل : ألا يجد الشّيعة سبيلا يعبّرون به عن ولائهم لأهل البيت غير البكاء والدّموع؟!.

قلت : أجل : نعبّر أيضا عن ولائنا لهم بالصّلوات إلى مقاماتهم المقدّسة ، والتّبرك بأضرحتهم ، وبشدّ الرّحال إلى مقاماتهم المقدّسة ، والتّبرك بأضرحتهم الشّريفة.

قال : تعيشون في عصر الذّرّة والكواكب ، ثمّ تبكون على من مات من مئات السّنين ، وتشدّون الرّحال إلى الأحجار والصّخور؟!.

قلت : أمّا البكاء على الحسينعليه‌السلام فليس بكاء على من مات ، كما يفهمها الجاهلون ، ولا هو بكاء الذّل والإنكسار ، وإنّما هو احتجاج صارخ على الباطل وأهله ، أنّه صواعق تنهال على رؤوس الطّغاة الظّالمين في كلّ زمان ومكان ، أنّه تعبير صادق عن الإخلاص للحقّ ، والنّقمة على الجور ، أنّه تعظيم للتّضحية والفداء ، والحقّ والواجب ، والشّجاعة على الموت ، وإكبار للأنفة من الضّيم ،

٧٩

والصّبر في المحنة ، والشّدائد. أنّ الّذين ينشدون في محافل التّعزية :

لا تطهر الأرض من رجس العدى أبدا

ما لم يسل فوقها سيل الدّم العرم(١)

لا يبكون بكاء الذّل والضّعف ، بل ينظمون نشيد الحماسة من دموعهم ، ويردّدون هتاف الحقّ والعدل من الحسرات والزّفرات.

أمّا زيارات الأماكن المقدّسة ، أمّا الصّخور والأحجار فليست الهدف ، والغاية ، ولو كانت هي القصد لكان في هذه الجبال الشّامخات غنى عن مشقّة السّفر والتّرحال ، أنّ المقصود بالذّات هو صاحب المقام ، أمّا الأحجار فلها شرف الإنتساب ، تماما كالأحجار الّتي بني منها البيت الحرام ، ومسجد الرّسول ، وسائر المعابد ، وكجلد القرآن الكريم(٢) . وقد رأينا كيف تحتفظ الشّعوب والدّول ببيوت الأدباء الكبار ، كشكسبير ، ولامرتين ، وهوغو وغيرهم ، وتحيطها بهالة من التّقديس والتّعظيم. ولو عرض للبيع ساعة أو حذاء أو أي شيء ينسب لعظيم قديم لبذل في سبيله أغلى الأثمان ، وما ذاك إلّا لشرف الإنتساب.

جاء في التّأريخ أنّه حين أتي برأس الحسين إلى يزيد كان يتّخذ مجالس الشّرب ، والرّأس الشّريف بين يده ، فصادف أن دخل عليه رسول ملك الرّوم ،

__________________

(١) انظر ، ديوان سيّد حيدر الحلّي (قدس‌سره) من قصيدة في رياض المدح والثّناء : ٥٥.

(٢) حكم الفقهاء بتحريم تنجيس المساجد أرضها ، وحيطانها ، وحصيرها ، وفرشها ، وأوجبوا إزالة النّجاسة ، وقالوا : بتحريم مس كتابة القرآن الكريم إلّا مع الوضوء ، وقال الشّافعيّة : لا يجوز مس جلده أيضا ، حتّى ولو انفصل عنه ، ولا مس علّاقته ما دام القرآن معلّقا بها. (منهقدس‌سره ).

انظر ، السّنن الكبرى للبيهقي : ١ / ٨٧ ، تنوير الحوالك : ١ / ٣٠٣ ، سنن الدّار قطني : ١ / ١٢١ ، أحكام القرآن للجصّاص : ٥ / ٣٠٠ ، تفسير الثّعالبي : ٤ / ٣٥٧ ، المطالب العالية : ١ / ٢٨.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528