مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٢

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام10%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 571

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 571 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 75934 / تحميل: 4306
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

حكم المتّقي بصحة الحديث

وقد وافق الشيخ علي المتّقي ابن أبي شيبة والسّيوطي في الحكم بتصحيح الحديث فقد جاء في كتابه: « علي منّي وأنا من علي وعلي وليّ كلّ مؤمن بعدي.

ش، في المصنّف، عن عمران بن حصين. صحيح »(١). .

حكم البدخشي بصحة الحديث

وتبعهم محمّد بن معتمد خان البدخشي في غير واحدٍ من كتبه:

ففي ( مفتاح النجا ): « وعند ابن أبي شيبة بسندٍ صحيح عنه مرفوعاً: علي منّي وأنا من علي وعلي وليّ كلّ مؤمن بعدي ».

وفي ( تحفة المحبّين ): « علي منّي وأنا من علي وعلي ولي كلّ مؤمن بعدي. شب بسند صحيح. عم في فضائل الصّحابة، كلاهما عن عمران بن حصين ».

حكم القاضي ثناء الله بصحّة الحديث

وكذا حكم القاضي سناء الله بصحّة سند حديث ابن أبي شيبة، وردّ بذلك بصراحة على قدح نصر الله الكابلي فيه، وهذه ترجمة عبارته في كتابه ( سيف مسلول ):

__________________

(١). كنز العمال ١١ / ٦٠٨ رقم ٣٢٩٤١.

٨١

« الثالث: حديث بريدة عن النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - قال: علي منّي وأنا من علي وهو وليّ كلّ مؤمنٍ بعدي. قالوا: الولي هو الأولى بالتصرّف فهو الإِمام. لكن في إسناده الأجلح الشيعي وهو متّهم، فلا يحتج بخبره. كذا قال الملّا نصر الله الكابلي رحمة الله عليه.

لكنّ هذا الحديث رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح عن عمران بن حصين ».

الحديث في المصنّف بألفاظ عديدة

ثمّ إنَّ هذا الحديث أخرجه أبو بكر ابن أبي شيبة في كتابه ( المصنف ) بألفاظ مختلفة.

منها: اللفظ الذي تقدّم.

ومنها: « لا تقع في علي فإنّه منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي. ش عن عبد الله بن بريدة عن أبيه » قاله المتقي(١). .

ومنها: « عن عمران بن حصين: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سرية واستعمل عليها علياً فغنموا، فصنع عليٌّ شيئاً أنكروه - وفي لفظٍ: فأخذ علي من الغنيمة جارية - فتعاقد أربعة من الجيش إذا قدموا على رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أن يعلموه، وكانوا إذا قدموا من سفرٍ بدءوا برسول الله فسلّموا عليه ونظروا إليه ثم ينصرفون إلى رحالهم. فلما قدمت السرية سلّموا على رسول الله فقام أحد الأربعة فقال:

يا رسول الله، ألم تر أن عليّاً قد أخذ من الغنيمة جاريةً؟ فأعرض عنه.

ثم قام الثاني فقال مثل ذلك. فأعرض عنه.

__________________

(١). كنز العمال ١١ / ٦٠٨ رقم ٣٢٩٤٢.

٨٢

ثم قام الثالث فقال مثل ذلك. فأعرض عنه.

ثم قام الرابع، فأقبل إليه رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - ويعرف الغضب في وجهه فقال: ما تريدون من علي!! علي منّي وأنا من علي وعلي وليّ كلّ مؤمن بعدي.

ش. وابن جرير وصحّحه »(١). .

(٣)

رواية أحمد بن حنبل

وهذا الحديث أخرجه أحمد في ( مسنده ) عن عمران بن حصين فقد جاء فيه:

« حدّثنا عبد الرزاق وعفان المعنى. وهذا حديث عبد الرزاق قالا: ثنا جعفر بن سليمان قال: حدّثني يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سرية وأمّر عليهم علي بن أبي طالب -رضي‌الله‌عنه - فأحدث شيئاً في سفره، فتعاهد - وقال عفان: فتعاقد - أربعة من أصحاب محمّد صلّى الله عليه وسلّم أن يذكروا أمره لرسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال عمران: وكنّا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله فسلّمنا عليه. قال: فدخلوا عليه فقام رجل منهم فقال:

يا رسول الله، إن عليّاً فعل كذا وكذا. فأعرض عنه.

ثم قام الثاني فقال: يا رسول الله، إنّ عليا فعل كذا وكذا فأعرض عنه.

ثم قام الثالث فقال: يا رسول الله، إنّ علياً فعل كذا وكذا فأعرض عنه.

ثم قام الرابع فقال: يا رسول الله، إنّ علياً فعل كذا وكذا.

__________________

(١). كنز العمال ١٣ / ١٤٢ رقم ٣٦٤٤٤.

٨٣

قال: فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الرابع - وقد تغيّر وجهه - فقال: دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، إنّ عليّاً منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي »(١). .

الكلمات في وثاقة رجال سند أحمد

ورجال سند رواية أحمد بن حنبل كلّهم من المشاهير الثقات المقبولين وهم:

١ - عبد الرزاق بن همام

فأمّا عبد الرزاق فهذه بعض الكلمات في مدحه والثناء عليه:

١ - اليافعي: « الحافظ العلّامة المرتحل إليه من الآفاق، الشيخ الإِمام، عبد الرزاق بن همام اليمني الصنعاني الحميري صاحب المصنفات.

روى عن: معمر، وابن جريج، والأوزاعي، وطبقتهم، ورحل إليه الأئمة إلى اليمن.

قيل: ما رحل الناس إلى أحد بعد رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - مثل ما رحلوا إليه.

روى عنه خلائق عن أئمة الإِسلام، منهم: الإِمام سفيان بن عيينة، والإِمام أحمد، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وعلي المديني، ومحمود بن غيلان »(٢). .

__________________

(١). مسند أحمد ٤ / ٤٣٨ - ٤٣٨.

(٢). مرآة الجنان - حوادث ٢١١.

٨٤

٢ - السمعاني: « أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني. قيل: ما رُحل إلى أحدٍ بعد رسول الله -صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم - مثلما رُحل إليه »(١). .

٣ - ابن خلكان: « أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الصنعاني: قيل: ما رحل الناس ...»(٢). .

٢ - عفّان بن مسلم

وهو من رجال الصحيحين. ومن الثقات الأثبات:

١ - المقدسي: « عفّان بن مسلم الصفّار الأنصاري، مولى عزرة بن ثابت، كنيته أبو عثمان، سمع: وهيب بن خالد، وصخر بن جويرية، وغير واحد، عندهما مات ببغداد سنة ٢٢٠ وهو ابن ٨٦ سنة »(٣). .

٢ - الذهبي: « عفان بن مسلم، الحافظ الثبت، أبو عثمان الأنصاري مولاهم، البصري، الصفّار، محدّث بغداد قال يحيى القطّان: إذا وافقني عفّان فلا اُبالي من خالفني. وقال العجلي: عفّان ثقة ثبت صاحب سنّة »(٤). .

٣ - الذهبي أيضاً: « عفان بن مسلم الصفار، أبو عثمان، الحافظ. عن: هشام الدستوائي، وهمام، والطبقة. وعنه: البخاري، وإبراهيم الحربي، وأبو زرعة، واُمم. وكان ثبتاً في أحكام الجرح والتعديل. مات سنة ٢٢٠ »(٥). .

__________________

(١). الأنساب - الصنعاني ٨ / ٩٢.

(٢). وفيات الأعيان ٣ / ٢١٦.

(٣). الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٤٠٧.

(٤). تذكرة الحفّاظ ١ / ٣٧٩.

(٥). الكاشف ٢ / ٢٣٦.

٨٥

٣ - جعفر بن سليمان

١ - ابن حبان: « جعفر بن سليمان الضبعي الحرشي من أهل البصرة، وكنيته أبو سليمان، ينزل في بني ضبيعة فنسب إليها، يروي عن: ثابت، ومالك ابن دينار. روى عنه: ابن المبارك، وأهل العراق. ومات في رجب سنة ١٧٨.

وكان يبغض الشيخين:

حدّثنا الحسن بن سفيان، حدّثنا إسحاق بن أبي كامل، ثنا جرير بن يزيد ابن هارون - بين يدي أبيه - قال: بعثني أبي إلى جعفر بن سليمان الضبعي فقلت له: بلغنا أنك تسبّ أبا بكر وعمر. قال: أما السبّ فلا، ولكن البغض ما شئت. قال: وإذا هو رافضي مثل الحمار.

قال أبو حاتم: وكان جعفر بن سليمان من الثّقات المتقنين في الروايات، غير أنه كان ينتحل الميل إلى أهل البيت، ولم يكن بداعيةٍ إلى مذهبه.

وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصّدوق المتقن إذا كان فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها أنّ الإحتجاج بأخباره جائز فإذا دعا إلى بدعته سقط الاحتجاج بأخباره. ولهذه العلّة تركنا حديث جماعةٍ ممن كانوا ينتحلون البدع ويدعون إليها وإنْ كانوا ثقات، واحتججنا بأقوامٍ ثقات، انتحالهم سوء غير أنهم لم يكونوا يدعون إليه، وانتحال العبد بينه وبين ربّه، إنْ شاء عذّبه عليه وإنْ شاء غفر له، وعلينا قبول الروايات عنهم إذا كانوا ثقات على حسب ما ذكرنا في غير موضع من كتبنا »(١). .

٢ - المقدسي: « جعفر بن سليمان الحرشي الضّبعي، نزيل بني ضبيعة، البصري، كنيته أبو سليمان، سمع: ثابت البناني، والجعد بن عثمان، وأبا

__________________

(١). الثقات. كتاب اتباع التابعين ٦ / ١٤٠.

٨٦

عمران الجوني، ويزيد الرشك، وسعيد الجريري. روى عنه: قطن بن نسير، ويحيى بن يحيى، وقتيبة، ومحمّد بن عبيد بن حسان »(١). .

٣ - السمعاني: « روى عنه: ابن المبارك، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وعبيد الله بن عمر القواريري، وأهل العراق. مات سنة ١٧٨. وكان يبغض الشيخين أبا بكر وعمر »(٢). .

٤ - الذهبي: « ثقة، فقيه، ومع كثرة علومه قيل: كان اُميّاً، وهو من زهّاد الشيعة »(٣). .

٥ - ابن حجر: « صدوق زاهد، لكنه يتشيّع »(٤). .

٤ - يزيد الرّشك

روى عنه أصحاب الصحاح كلّهم:

الذهبي: « ع - يزيد بن أبي يزيد الضّبعي الرّشك. عن مطرف ومعاذ.

وعنه شعبة وابن علية. ثقة متعبّد. مات سنة ١٣٠ »(٥). .

٥ - المطرف بن عبد الله

وهو أيضاً من رجال الصّحاح كلّها:

١ - المقدسي: « مطرف بن عبد الله بن الشخير العامري، أبو عبد الله

__________________

(١). الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٧١.

(٢). الأنساب - الضبعي ٨ / ١٤١.

(٣). الكاشف ١ / ١٢٩.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ١٣١.

(٥). الكاشف ٣ / ٢٥٢.

٨٧

ويقال إنّه من بني حريش. سمع عمران بن حصين عندهما مات سنة ٩٥ »(١).

٢ - الذهبي: « ع - مطرف بن عبد الله وكان من عبّاد أهل البصرة »(٢). .

٣ - الذهبي أيضاً: « ع - مطرف بن عبد الله بن الشخير الحرشي العامري، أبو عبد الله، أحد الأعلام »(٣). .

٤ - ابن حجر: « ثقة، عابد، فاضل »(٤). .

فظهر ان رمي الحديث بالكذب والبطلان محض الزور والبهت والخسران

* و أخرجه عن بريدة بالسند الآتي:

« حدّثنا ابن نمير، حدّثني أجلح الكندي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة قال: بعث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - إلى اليمن بعثين، على أحدهما علي بن أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد. فقال: إذا التقيتم فعليّ على الناس وإن افترقتم فكلّ واحد منكم على جنده. قال: فلقينا بني زيد من أهل اليمن فاقتتلنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذريّة، فاصطفى علي امرأةٍ من السّبي لنفسه. قال بريدة: فكتب معي خالد ابن الوليد إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يخبره بذلك، فلمـّا أتيت النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - دفعت الكتاب، فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فقلت: يا رسول الله هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به. فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: لا تقع في علي فإنّه منّي وأنا منه وهو وليّكم

__________________

(١). الجمع بين رجال الصّحيحين ٢ / ٥٠٢.

(٢). تذهيب التهذيب مخطوط.

(٣). الكاشف ٣ / ١٣٢.

(٤). تقريب التهذيب ٢ / ٢٥٣.

٨٨

بعدي »(١). .

الكلمات في وثاقة سنده الثاني

ورجال هذا السند أيضاً من كبار الثقات المعتمدين وهم:

١ - عبد الله بن نمير

١ - الذهبي: « عبد الله بن نمير، الحافظ الإِمام، أبو هشام الهمداني ثم الخارفي الكوفي، والد الحافظ الكبير محمد، حدّث عن: هشام بن عروة، والأعمش، وأشعث بن سوار، وإسماعيل بن أبي خالد، ويزيد بن أبي زياد، وعبيد الله بن عمر، وعدة. وعنه: أحمد وابن معين، وإسحاق الكوسج، وأحمد ابن الفرات، والحسن بن علي بن عفان، وخلق.

وثّقه يحيى بن معين وغيره. وكان من كبار أصحاب الحديث، توفي في سنة ١٩٩ »(٢). .

٢ - الذهبي أيضاً: « عنه: ابنُه، وأحمد، وابن معين. حجّة. توفي سنة ١٩٩ »(٣). .

٣ - ابن حجر: « ثقة صاحب حديث، من أهل السنة من كبار التاسعة »(٤). .

__________________

(١). مسند أحمد ٥ / ٣٥٦.

(٢). تذكرة الحفّاظ ١ / ٣٢٧.

(٣). الكاشف ٢ / ١٢٢.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٤٥٧.

٨٩

٢ - أجلح بن عبد الله

١ - الذهبي: « بخ ٤ - أجلح بن عبد الله بن حجيّة الكندي، عن الشعبي وعكرمة. وعنه: القطّان، وابن نمير، وخلق. وثّقه ابن معين وغيره، وضعّفه النسائي وهو شيعي، مع أنه روى عنه شريك أنه قال: سمعنا أنّه ما سبّ أبا بكر وعمر أحد إلّا افتقر أو قتل. مات سنة ١٤٥ »(١). .

٢ - ابن حجر: « بخ ٤ صدوقٌ شيعي، من السابعة، مات سنة ٤٥ »(٢). .

وسيأتي مزيد من البحث حول وثاقة هذا الرجل

٣ - عبد الله بن بريدة

١ - الذهبي: « ع - عبد الله بن بريدة قاضي مرو، عن: أبيه، وعمران بن حصين، وعائشة، وسمرة. وعنه: مالك بن مغول، وحسين بن واقد، وأبو هلال. ثقة. ولد سنة ١٥ ومات سنة ١١٥ وله مائة »(٣). .

٢ - ابن حجر: « ثقة »(٤). .

* و أخرجه عن ابن عباس بالسند الآتي:

« حدّثنا يحيى بن حماد، حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا أبو بلج، حدّثنا عمرو ابن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس، إذْ أتاه تسعة رهطٍ فقالوا: يا ابن عباس إمّا أن تقوم معنا وإمّا أنْ تخلونا من هؤلاء. قال فقال ابن عباس: بل أقوم

__________________

(١). الكاشف ١ / ٥٣.

(٢). تقريب التهذيب ١ / ٤٩.

(٣). الكاشف ٢ / ٦٦.

(٤). تقريب التهذيب ١ / ٤٠٣.

٩٠

معكم. قال - وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - قال: فانتدوا فتحدّثوا فلا ندري ما قالوا. قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أُفٍ وتف! وقعوا في رجلٍ له عشر:

وقعوا في رجلٍ قال له النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -: لأبعثنَّ رجلاً لا يخزيه الله أبداً يحبّ الله ورسوله. قال: فاستشرف لها من استشرف. قال: أين علي؟ قالوا: هو في الرحل يطحن. قال: وما كان أحدكم ليطحن؟ قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر، قال: فنفث في عينيه، ثم هزّ الرّاية ثلاثاً فأعطاها إيّاه، فجاء بصفيّة بنت حيي.

قال: ثمّ بعث فلاناً بسورة التوبة فبعث عليّاً خلفه فأخذها منه، قال: لا يذهب بها إلّا رجل منّي وأنا منه.

قال: وقال لبني عمه: أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال - وعلي معه جالس - فأبوا، فقال علي: أنا اُواليك في الدنيا والآخرة. قال: أنت وليي في الدنيا والآخرة قال: فتركه. ثم أقبل على رجلٍ رجلٍ منهم فقال: أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا فقال علي: أنا اُواليك في الدنيا والآخرة. فقال: أنت وليي في الدنيا والآخرة.

قال: وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة.

قال: وأخذ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين، فقال:( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

قال: وشرى علي نفسه، لبس ثوب النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - ثم نام مكانه قال: وكان المشركون يرمون رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فجاء أبو بكر وعلي نائم. قال: وأبو بكر يحسب أنّه نبي الله. قال فقال: يا نبيَّ الله! قال فقال له علي: إنّ نبيّ الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار. قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبيّ الله - صلّى الله عليه وسلّم - وهو يتضوّر، قد لفّ رأسه في الثوب لا يخرجه

٩١

حتى أصبح ثم كشف عن رأسه. فقالوا: إنّك للئيم، كان صاحبك نرميه فلا يتضوّر وأنت تتضور، وقد استنكرنا ذلك!

قال: وخرج بالنّاس في غزوة تبوك قال فقال له علي: أخرج معك؟ قال فقال له نبيّ الله - صلّى الله عليه وسلّم - لا. فبكى علي. فقال له: أما ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنك لست بنبيّ! إنّه لا ينبغي أن أذهب إلّا وأنت خليفتي.

قال: وقال له رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: أنت وليي في كلّ مؤمن بعدي.

قال: وسدّ أبواب المسجد غير باب علي قال: فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره.

قال: وقال: من كنت مولاه فإن مولاه علي.

قال: وأخبرنا الله عزّ وجلّ في القرآن أنّه قد رضي عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم، فهل حدّثنا أنّه سخط عليهم بعد؟

قال: وقال نبيّ الله - صلّى الله عليه وسلّم - لعمر حيث قال: ائذن لي فلأضرب عنقه قال: وكنت فاعلا! وما يدريك؟ لعلّ الله قد اطّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم.

حدّثنا عبد الله حدثني أبي حدّثنا أبو مالك كثير بن يحيى قال: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس بنحوه »(١). .

كلمات في وثاقة سنده الثالث

ورجال هذا السند أيضاً ثقات معتمدون وهم:

__________________

(١). مسند أحمد ١ / ٣٣٠ - ٣٣١.

٩٢

١ - يحيى بن حماد

الذهبي: « يحيى بن أبي زياد الشيباني مولاهم البصري، أبو بكر ويقال أبو محمد عنه: خ، وإسحاق بن راهويه، وبندار، وإسحاق الكوسج، وبكار بن قتيبة، والدارمي، وإسحاق بن سيار، والكديمي، وخلق.

ووثّقه أبو حاتم وغيره. قال محمّد بن النعمان بن عبد السّلام: لم أر أعبد من يحيى بن حماد، وأظنّه لم يضحك. قيل: توفي سنة ٢١٥ »(١). .

الذهبي أيضاً: « ثقة متألّه »(٢). .

ابن حجر: « ثقة عابد »(٣). .

٢ - أبو عوانة

٣ - أبو بلج

٤ - عمرو بن ميمون

وهؤلاء عرفت وثاقتهم لدى توثيق سند أبي داود الطّيالسي

الوجوه الدالة على أنّ مجرد إخراج أحمد دليل الاعتبار عندهم

هذا كلّه، مضافاً إلى أن مجرّد إخراج أحمدٍ حديثاً في ( مسنده ) دليل على اعتبار الحديث والإِعتماد عليه والقول بحجّيّته يدل على ذلك وجوه عديدة

__________________

(١). تذهيب التهذيب - مخطوط.

(٢). الكاشف ٣ / ٢٢٣.

(٣). تقريب التهذيب ٢ / ٣٤٦.

٩٣

نذكرها باختصار:

الأول: إن ( مسند أحمد ) « أصل من اُصول الاُمة » نصَّ عليه السبكي في ( طبقاته ) فتكذيب حديث الولاية المذكور في هذا المسند الذي هو أصل من اُصول الاُمة عين المجون والهزل، ومخالفة للإِنصاف والعدل.

الثاني: إن أحمد وصف كتابه ( المسند ) بأنّه « أصل كبير » حكى ذلك السبكي عن أبي موسى المديني عنه وهل ترفع اليد عن حديث الولاية المخرج في هذا الأصل الكبير، بطعن متعصّب جاحد غرير؟

الثالث: إنّ هذا المسند « مرجع وثيق » كما عن أبي موسى المديني، وما في المرجع الوثيق حريّ بالإذعان والتصديق، كيف وقد أخرج مرة بعد مرة، عن ثقة بعد ثقة؟

الرابع: إن أحاديث المسند منتقاة من أحاديث كثيرة ومسموعات وافرة قاله أبو موسى، فيما حكاه السبكي عنه ولا ريب في أنّ الانتقاء دليل على مزيد الإِهتمام والإِعتناء

الخامس: إن « المسند » مجعول « إماماً » كما في كلام المديني، والمجعول إماماً يؤتمّ به ويقتدى.

السادس: إنّ هذا المسند جعله أحمد « معتمداً » و « ملجأً » و « مستنداً »

هكذا ذكر أبو موسى المديني فلا يكذّب حديث الولاية المذكور فيه إلّا المنهمك في العناد، ولا يتحامل بردّه إلّا المرتبك في أشراك الزيغ واللداد.

السابع: إن أحمد قد انتقى أحاديث المسند من أكثر من سبعمائة ألف حديث، وقد نصَّ على ذلك أحمد نفسه مخاطباً ولديه عبد الله وصالحاً وابن أخيه حنبل بن إسحاق، بعد أن قرأ عليهم المسند وذكر ذلك أبو موسى المديني فيما حكاه السبكي عنه فحديث الولاية المذكور فيه في غاية الاعتماد والإِعتبار، فلا يصغى إلى تلميعات أهل التفرقة والإِنكار

٩٤

الثامن: إن أحمد جعل المسند مرجعاً للمسلمين عند الاختلاف في حديث الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقال: « فإنْ كان فيه وإلّا فليس بحجة » فلا يقدم على تكذيب حديث الولاية المذكور في هذا المسند المحكوم بالرجوع فيه عند التشاجر والاختلاف، إلّا أهل الزيغ والاعتساف بل إنّ هذا الحديث حجّة وأيّة حجة، ولا أثر حينئذٍ لأيّ عجيج وضجّة!

التاسع: لقد شهد عبد الله بن أحمد بانتخاب أبيه هذا المسند من سبعمائة ألف حديث

العاشر: لقد شهد أبو موسى مرةً بعد اُخرى بأنّ أحمد « لم يرو في المسند إلّا عمّن ثبت عنده صدقه »، و « ان الحديث حين شذّ لفظه من الأحاديث المشاهير أمر بالضرب عليه مع ثقة رجال إسناده »، وأنه « قد احتاط في المسند إسناداً ومتناً ».

ذكر عبارة السبكي المشتملة على الوجوه المذكورة

كانت تلك طائفةً من الأوصاف التي وصف بها المسند من السبكي وغيره، وشهادات من أحمد حكاها أبو موسى المديني عنه، جاءت بترجمة أحمد من كتاب ( طبقات الشافعية الكبرى ) فإليك عبارة السبكي المشتملة على ذلك كله:

« قلت: وألّف مسنده وهو أصل من اُصول هذه الاُمة. قال الإِمام الحافظ أبو موسى محمّد بن أبي بكر المدينيرضي‌الله‌عنه : هذا الكتاب - يعني مسند الإِمام أبي عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني قدّس الله روحه - أصل كبير ومرجع وثيق لأصحاب الحديث، انتقى من أحاديث كثيرة ومسموعات وافرة، فجعل إماماً ومعتمداً وعند التنازع ملجأ ومستنداً، على ما أخبرنا والدي وغيره: إنّ المبارك بن عبد الجبار أبا الحسين - كتب إليهما من بغداد - قال: أنا أبو

٩٥

إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي - قراءةً عليه - أنا أبو عبد الله عبيد الله ابن محمّد بن محمّد بن حمدان بن عمر بن بطة - قراءة عليه - أنا أبو حفص عمر بن محمّد بن رجا، ثنا موسى بن حمدون البزار، قال قال لنا حنبل بن إسحاق: جمعنا عمّي - يعني الإِمام أحمد - لي ولصالح ولعبد الله، وقرأ علينا المسند، وما سمعه منه - يعني تاماً - غيرنا وقال لنا:

إنّ هذا كتاب قد جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة وخمسين ألفاً، فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فارجعوا إليه، فإنْ كان فيه وإلّا ليس بحجة.

وقال عبد الله بن أحمد: كتب أبي عشرة آلاف ألف حديث، لم يكتب سواداً في بياض إلّا حفظه. وقال عبد الله أيضاً: قلت لأبي: لم كرهت وضع الكتب وقد عملت المسند؟ فقال عملت هذا الكتاب إماماً إذا اختلف الناس في سنّة عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - رجع إليه. وقال أيضاً: خرّج أبي المسند من سبعمائة ألف حديث.

قال أبو موسى: ولم يخرّج إلّا عمّن ثبت عنده صدقه وديانته دون من طعن في أمانته. ثم ذكر بإسناده إلى عبد الله ابن الإِمام أحمد قال: سألت أبي عن عبد العزيز بن أبان، قال: لم أخرج عنه في المسند شيئاً، لمـّا حدّث بحديث المواقيت تركته.

قال أبو موسى: فأمّا عدد أحاديث المسند فلم أزل أسمع من أفواه الناس أنها أربعون ألفاً، إلى أن قرأت على أبي منصور بن زريق ببغداد قال: أنا أبو بكر الخطيب قال قال ابن المنادي: لم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه منه - يعني عبد الله بن الإِمام أحمد بن حنبل - لأنّه سمع المسند وهو ثلاثون ألفاً، والتفسير وهو مائة ألف وعشرون ألفا - سمع منها ثلاثين ألفا والباقي وجادة - فلا أدري هذا الذي ذكر ابن المنادي أراد به ما لا مكرر فيه أو أراد غيره مع المكرر فيصحّ القولان جميعاً. والاعتماد على قول ابن المنادي دون غيره. قال: ولو

٩٦

وجدنا فراغاً لعددناه إنْ شاء الله تعالى. فأمّا عدد الصحابة - رضي الله عنهم - فنحو من سبعمائة رجل.

قال أبو موسى: ومن الدليل على أن ما أودعه الإِمام أحمد مسنده قد احتاط فيه إسناداً ومتناً، ولم يورد فيه إلّا ما صحّ سنده: ما أخبرنا أبو علي الحداد قال: أنا أبو نعيم، أنا ابن الحصين وأنا ابن المذهّب قالا: أنا القطيعي، ثنا عبد الله قال: حدّثني أبي، ثنا محمّد بن جعفر، ثنا شعبة، عن أبي التيّاح قال: سمعت أبا زرعة يحدّث عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - أنه قال: يهلك اُمّتي هذا الحي من قريش. قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: لو أنّ الناس اعتزلوهم. قال عبد الله قال لي أبي في مرضه الذي مات فيه: إضرب على هذا الحديث، فإنّه خلاف الأحاديث عن النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - يعني قوله صلّى الله عليه وسلّم: اسمعوا وأطيعوا. وهذا مع ثقة رجال إسناده حين شذّ لفظه من الأحاديث المشاهير أمر بالضرب عليه. فكان دليلاً على ما قلناه»(١). .

ترجمة السبكي

وهذه نبذة من ترجمة السبكي صاحب الطبقات:

١ - ابن قاضي شهبة: « عبد الوهّاب بن علي العلّامة قاضي القضاة حضر وسمع بمصر من جماعة، ثم قدم دمشق مع والده في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وسمع بها من جماعة وأفتى ودرّس وحدّث وصنّف واشتغل وناب عن أبيه وقد ذكره الذهبي في المعجم المختص وأثنى عليه. وقال ابن كثير: جرى عليه من المحن والشدائد ما لم يجر على قاض قبله،

__________________

(١). طبقات الشافعيّة الكبرى للسّبكي ١ / ٢٠١ - ٢٠٣.

٩٧

وحصل له من المناصب ما لم يحصل لأحدٍ قبله. وقال الحافظ شهاب الدين ابن حجّي: خرّج له ابن سعد مشيخةً ومات قبل تكميلها، وحصل فنوناً من العلم من الفقه والاُصول، وكان ماهراً فيه والحديث والأدب، وبرع وشارك في العربية

توفي شهيداً بالطاعون في ذي الحجة سنة ٧٧١ »(١). .

٢ - ابن حجر: « إنتهت إليه رياسة القضاء والمناصب بالشام، وحصل له بسبب القضاء محنة شديدة مرةً بعد مرة، وهو مع ذلك في غاية الثبات وقد صنّف تصانيف كثيرة جدّاً على صغر سنّه، قرئت عليه وانتشرت في حياته وبعد موته »(٢). .

ترجمة أبي موسى المديني

وأبو موسى المديني - الذي نقل عنه السبكي في مدح مسند أحمد بن حنبل - من كبار الحفّاظ المشاهير:

١ - الذهبي: « أبو موسى المديني، محمّد بن أبي بكر عمر بن أحمد، الحافظ، صاحب التصانيف لم يخلّف مثله بعده. مات في جمادى الاولى. وكان مع براعته في الحفظ والرجال صاحب ورع وعبادة وجلالة وتقى »(٣). .

٢ - السبكي: « روى عنه: الحافظ أبو بكر بن محمّد بن موسى الحازمي، والحافظ عبد الغني، والحافظ عبد القادر الرهاوي، والحافظ محمّد

__________________

(١). طبقات الشافعيّة لابن قاضي شهبة ٣ / ١٠٤ / ٦٤٩.

(٢). الدرر الكامنة ٢ / ٤٢٦ - ٤٢٧.

(٣). العبر ٣ / ٨٤.

٩٨

ابن مكّي، والحسن بن أبي معشر الأصبهاني، والناصح بن الحنبلي، وخلق كثير

قال ابن الدبيثي: عاش حتّى صار أوحد وقته وشيخ زمانه إسناداً وحفظاُ.

وقال ابن النّجار: إنتشر علمه في الآفاق، وكتب عنه الحفّاظ، واجتمع له ما لم يجتمع لغيره من الحفظ والعلم والثّقة والإِتقان والدين والصّلاح، وسديد الطريقة، وصحّة الضبط والنقل، وحسن التصانيف

قال أبو البركات محمد بن محمود الرويديني: وصنّفت الأئمة في مناقبه تصانيف كثيرة ...»(١). .

٣ - الأسنوي: « أبو موسى محمّد بن عمر بن أحمد المديني الأصبهاني الامام الحافظ كان ورعاً زاهداً متواضعاً متعفّفاً عمّا في أيدي الناس »(٢). .

٤ - ابن قاضي شهبة: « محمّد بن عمر بن أحمد بن عمر بن محمّد، الحافظ الكبير، أبو موسى المديني الأصبهاني، أحد الأعلام كان حافظاً واسع الدائرة جم العلوم. قال أبو سعد السمعاني: كتبت عنه وسمعت منه، وهو ثقة صدوق. وقال ابن الدبيثي توفي في جمادى الآخرة سنة ٥٨١.

وقد أفردت ترجمته بالتّصنيف »(٣). .

كلام ابن عساكر في مدح المسند

وذكر الفاضل عمر بن محمّد عارف النهرواني المدني في ( رسالته في

__________________

(١). طبقات الشافعيّة للسبكي ٤ / ٩٠ - ٩١.

(٢). طبقات الشافعيّة للأسنوي ٢ / ٢٤٠ / ١١١٩.

(٣). طبقات الشافعيّة لابن قاضي شهبة ٢ / ٤٠ / ٣٤٢.

٩٩

مناقب أحمد بن حنبل ) التي ألّفها بعد ختم المسند سنة ١١٦٣ ما نصّه:

« قال ابن عساكر: أما بعد فإنّ حديث المصطفى - صلّى الله عليه وسلّم - به يعرف سبل الإِسلام والهدى، ويبنى عليه أكثر الأحكام، ويؤخذ منه معرفة الحلال والحرام. وقد دوّن جماعة من الأئمة ما وقع إليهم من حديثه، فكان أكبر الكتب التي جمعت فيه هو المسند العظيم الشأن والقدر، مسند الإِمام أحمد، وهو كتاب نفيس، ويرغب في سماعة وتحصيله ويرحل إليه، إذا كان مصنفه الإِمام أحمد المقدّم في معرفة هذا الشأن، والكتاب كبير القدر والحجم مشهور عند أرباب العلم، يبلغ أحاديثه ثلاثين ألفاً سوى المعاد، وسوى ما ألحق به ابنه عبد الله من أعالي الأسناد، وكان مقصود الإِمام في جمعه أنْ يرجع إليه في الإِعتبار من بلغه أو رواه ».

كلام ابن الجوزي في مدح المسند

وجاء في الرسالة المذكورة أيضاً: « قال ابن الجوزي: صحّ عند الإِمام أحمد من الأحاديث سبعمائة ألف وخمسين ألفاً. والمراد بهذه الأعداد الطّرق لا المتون، أخرج منها مسنده المشهور الذي تلّقته الاُمة بالقبول والتكريم، وجعلوه حجةً يرجع إليه ويعوَّل عند الإِختلاف عليه. قال حنبل بن إسحاق: جمعنا عمي لي ولصالح ولعبد الله وقرأ علينا المسند - وما سمعه منه تامّاً غيرنا - ثم قال لنا: هذا الكتاب قد جمعته وانتخبته من أكثر من سبعمائة ألف وخمسين ألفاً، فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله فارجعوا إليه، فإنْ وجدتموه فيه فذاك وإلّا فليس بحجة. وكان يكره وضع الكتب، فقيل له في ذلك، فقال: قد عملت هذا المسند إماماً إذا اختلف الناس في سنّةٍ من سنن رسول الله فارجعوا إليه ».

ولا تخفى الوجوه التي تشتمل عليها هذه العبارة، فإنّ كلّ واحدةٍ منها

١٠٠

قوما قتلوك ، ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة الرسول ، على الدنيا بعدك العفاء ، قال الراوى وخرجت زينب بنت علىعليه‌السلام تنادى يا حبيباه يا ابن أخاه وجاءت فاكبّت عليه فجاء الحسينعليه‌السلام فاخذها وردّها الى النساء ، ثمّ جعل أهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم يخرج الرجل منهم بعد الرجل حتّى قتل القوم منهم جماعة ، فصاح الحسينعليه‌السلام فى تلك الحال صبرا يا بنى عمومتى صبرا يا أهل بيتى فو الله لا رأيتم هو انا بعد هذا اليوم أبدا(١)

٦ ـ قال الطبرى : قال أبو مخنف حدّثنى زهير بن عبد الرحمن بن زهير الخثعمى ، قال : كان آخر من بقى مع الحسين من أصحابه سويد بن عمرو بن أبى المطاع الخثعمى ، قال : وكان أوّل قتيل من بنى أبى طالب يومئذ علىّ الأكبر بن الحسين بن علىّ ، وأمّه ليلى ابنة أبى مرّة بن عروة بن مسعود الثقفى ، وذلك أنّه أخذ يشدّ على الناس وهو يقول :

أنا علىّ بن حسين بن علىّ

نحن وربّ البيت أولى بالنبىّ

تالله لا يحكم فينا ابن الدّعى

قال : ففعل ذلك مرارا ، فبصر به مرّة بن منقذ بن النعمان العبدىّ ثمّ الليثىّ ، فقال : علىّ آثام العرب إن مرّ بى يفعل مثل ما كان يفعل إن لم أثكله أباه ، فمرّ يشدّ على الناس بسيفه ، فاعترضه مرّة بن منقذ ، فطعنه فصرع ، واحتوله الناس فقطّعوه بأسيافهم(٢) .

٧ ـ عنه قال أبو مخنف حدّثنى سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم الأزدى ، قال : سماع أذنى يومئذ من الحسين يقول : قتل الله قوما قتلوك يا بنىّ! ما أجرأهم على الرحمن ، وعلى انتهاك حرمة الرسول! على الدنيا بعدك العفاء ، قال :

__________________

(١) اللهوف : ٤٩.

(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٦.

١٠١

وكأنّى أنظر الى امرأة خرجت مسرعة كأنّها الشمس الطالعة تنادى : يا أخيّاه! ويا ابن أخيّاه! قال : فسألت عنها ، فقيل هذه زينب ابنة فاطمة ابنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فجاءت حتّى اكبّت عليه.

فجاءها الحسين فأخذ بيدها فردّها إلى الفسطاط ، وأقبل الحسين إلى ابنه ، وأقبل فتيانه إليه ، فقال : احملوا أخاكم ، فحملوه من مصرعه حتّى وضعوه بين يدى الفسطاط الّذي كانوا يقاتلون أمامه(١) .

٨ ـ قال أبو الفرج الاصفهانى : على بن الحسين وهو علىّ الأكبر ولا عقب له يكنى أبا الحسن ، وأمّه ليلى بنت أبى مرّة بن عروة بن مسعود الثقفى وأمّها ميمونة بنت أبى سفيان بن حرب بن أميّة وتكنى أم شيبة ، وأمها بنت أبى العاص ابن أميّة ، وهو أوّل من قتل فى الواقعة ، وإيّاه عنى معاوية فى الخبر الذي حدّثنى به محمّد بن محمّد بن سليمان ، قال : حدّثنا يوسف بن موسى القطان ، قال : حدّثنا جرير ، عن مغيرة قال : قال معاوية : من أحقّ الناس بهذا الامر؟ قالوا : أنت.

قال لا ، أولى الناس بهذا الأمر علىّ بن الحسين بن على ، جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه شجاعة بنى هاشم ، وسخاء بنى أميّة وزهو ثقيف ، وقال يحيى بن الحسن العلوى : وأصحابنا الطالبيّون يذكرون أن المقتول لأمّ ولد وأنّ الّذي أمّه ليلى هو جدّهم حدّثنى بذلك أحمد بن سعيد عنه(٢) .

٩ ـ عنه حدّثنى أحمد بن سعيد عن يحيى ، عن عبيد الله بن حمزة ، عن الحجّاج بن المعتز الهلالى ، عن أبى عبيدة وخلف الأحمر ، أنّ هذه الابيات قيلت فى علىّ بن الحسين الأكبر :

لم تر عين نظرت مثله

من محتف يمشى ومن ناعل

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٧.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٢.

١٠٢

يغلى نئىّ اللّحم حتّى إذا

انضج لم يغل على الآكل

كان إذا شبّت له ناره

أوقدها بالشرف القابل

كيما يراها بائس مرمل

أو فرد حىّ ليس بالآهل

أعنى ابن ليلى ذا السدى الندى

أعنى ابن بنت الحسب الفاضل

لا يؤثر الدنيا على دينه

ولا يبيع الحقّ بالباطل

ولد علىّ بن الحسينعليه‌السلام فى خلافة عثمان ، وقد روى عن جدّه علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام ، وعن عائشة احاديث كرهت ذكرها فى هذا الموضع لأنّها ليست من جنس ما قصدت له(١) .

١٠ ـ عنه قال المدائنى عن العبّاس بن محمّد بن رزين ، عن علىّ بن طلحة ، وعن أبى مخنف ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن حميد بن مسلم ، وقال عمر بن سعد البصرى ، عن أبى مخنف ، عن زهير بن عبد الله الخثعمى ، وحدثنيه أحمد بن سعيد ، عن يحيى بن الحسن العلوى ، عن بكر بن عبد الوهاب ، عن إسماعيل ابن أبى إدريس ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه دخل حديث بعضهم فى حديث الآخرين : انّ أوّل قتيل قتل من ولد أبى طالب مع الحسين ابنه علىعليه‌السلام قال : فأخذ يشدّ على الناس وهو يقول :

أنا علىّ بن الحسين بن على

نحن وبيت الله أولى بالنبى

من شبث ذاك ومن شمر الدنيّ

أضربكم بالسيف حتّى يلتوى

ضرب غلام هاشمى علوى

ولا أزال اليوم أحمى عن أبى

والله لا يحكم فينا ابن الدعى

ففعل ذلك مرارا فنظر إليه مرّة بن منقذ العبدى ، فقال : علىّ آثام العرب إن

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٢.

١٠٣

هو فعل مثل ما أراه يفعل ومرّ بى أن أثكله أمّه ، فمرّ يشدّ على الناس ويقول ، كما كان يقول ، فاعترضه مرّة وطعنه بالرمح فصرعه واعتوره الناس فقطعوه بأسيافهم(١) .

١١ ـ عنه قال أبو مخنف : عن سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال : سماع أذنى يومئذ الحسين وهو يقول : قتل الله يوما قتلوك ، يا بنىّ ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ قال : على الدنيا بعدك العفاء ، قال حميد : وكأنّى انظر الى امرأة خرجت مسرعة كأنّها الشمس الطالعة تنادى : يا حبيباه يا ابن أخاه فسألت عنها.

فقالوا : هذه زينب بنت علىّ بن أبى طالب ، ثمّ جاءت حتّى انكبّت عليه فجاء الحسين فأخذ بيدها الى الفسطاط ، وأقبل إلى ابنه ، وأقبل فتيانه إليه فقال : احملوا أخاكم فحملوه من مصرعه ذلك ثمّ جاء به حتّى وضعه بين يدى فسطاطه(٢) .

١٢ ـ حدّثنى أحمد بن سعيد ، قال : حدّثنى يحيى بن الحسن العلوى ، قال : حدّثنا غير واحد ، عن محمّد بن عمير ، عن أحمد بن عبد الرحمن البصرى ، عن عبد الرحمن بن مهدى ، عن حمّاد بن سلمة ، عن سعيد بن ثابت قال : لمّا برز على بن الحسين إليهم أرخى الحسين ـ صلوات الله عليه وسلامه ـ عينيه فبكى ثمّ قال : اللهمّ كن أنت الشهيد عليهم فبرز إليهم غلام أشبه الخلق برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فجعل يشدّ عليهم ثمّ يرجع الى أبيه فيقول : يا أبه العطش ، فيقول له الحسين : اصبر حبيبى فانّك لا تمسى حتّى يسقيك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بكأسه ، وجعل يكرّ كرّة بعد كرّة حتّى رمى بسهم فوقع فى حلقه فخرقه وأقبل ينقلب فى دمه ، ثمّ نادى. يا ابتاه عليك السلام ، هذا جدّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقرئك السلام ويقول : عجل القوم

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٧٦.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٧٦.

١٠٤

إلينا وشهق شهقه فارق الدنيا(١) .

١٣ ـ قال الدينورى : فلم يزل أصحاب الحسين يقاتلون ويقتلون ، حتّى لم يبق معه غير أهل بيته ، فكان أوّل من تقدّم منهم ، فقاتل علىّ بن الحسين ، وهو علىّ الأكبر ، فلم يزل يقاتل حتّى قتل ، طعنه مرّة بن منقذ العبدى ، فصرعه ، وأخذته السيوف فقتل(٢) .

١٤ ـ قال المقرم : ولما لم يبق مع الحسين إلّا أهل بيته عزموا على ملاقاة الحتوف ببأس شديد وحفاظ حر ونفوس أبية وأقبل بعضهم يودّع بعضا وأوّل من تقدم أبو الحسن على الأكبر وعمره سبع وعشرون سنة ، فانّه ولد فى الحادى عشر من شعبان سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة ، وكان مرآة الجمال النبوى ومثال خلقه السامى ، وانموذجا من منطقه البليغ واذا كان شاعر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول فيه :

وأحسن منك لم تر قطّ عينى

وأجمل منك لم تلد النساء

خلقت مبرّءا من كلّ عيب

كأنّك قد خلقت كما تشاء

فعلىّ الأكبر هو المتفرّع من الشجرة النبوية الوارث للمآثر الطيبة وكان حريا بمقام الخلافة ، لو لا انّها منصوصة من إله السماء وقد سجل سبحانه أسماءهم فى الصحيفة النازل بها جبرئيلعليه‌السلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ولما يمّم الحرب عزّ فراقه على مخدّرات الامامة لأنّه عماد أخبيتهنّ وحمى أمنهنّ ومعقد آمالهنّ بعد الحسين فكانت هذه ترى هتاف الرسالة فى وشك الانقطاع عن سمعها ، وتلك تجد شمس النبوّة فى شفا الانكساف وأخرى تشاهد الخلق المحمّدى قد آذن بالرحيل فأحطن به وتعلقن بأطرافه وقلن : ارحم غربتنا لا طاقة لنا على فراقك فلم يعبأ بهنّ لأنّه يرى حجّة الوقت. مكثورا قد اجتمع أعداؤه

__________________

(١) مقاتل الطالبيّين : ٧٧.

(٢) الاخبار الطوال : ٢٥٦.

١٠٥

على إراقة دمه الطاهر.

فاستأذن أباه وبرز على فرس للحسين يسمّى «لاحقا» ومن جهة أنّ ليلى أمّ الأكبر بنت ميمونة ابنة أبى سفيان صاح رجل من القوم : يا على إنّ لك رحما بأمير المؤمنين يزيد ونريد أن نرعى الرحم ، فان شئت آمنّاك قالعليه‌السلام : إنّ قرابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أحقّ أن ترعى ، ثمّ شدير تجز معرّفا بنفسه القدسية وغايته السامية ولم يتمالك الحسينعليه‌السلام دون أن أرخى عينيه بالدموع.

صاح بعمر بن سعد مالك : قطع الله رحمك ، كما قطعت رحمى ، ولم تحفظ قرابتى من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وسلّط عليك من يذبحك على فراشك ، ثمّ رفع شيبته المقدّسة نحو السماء وقال : اللهمّ اشهد على هؤلاء فقد برز إليهم أشبه الناس برسولك محمّد وكنّا إذا اشتقنا الى رؤية نبيّك نظرنا إليه اللهمّ فامنعهم بركات الارض وفرّقهم تمزيقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة عنهم أبدا فانّهم دعونا لينصرونا ثمّ عدوا علينا يقاتلوننا.

تلا قوله تعالى :( إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ولم يزل يحمل على الميمنة ويعيدها على الميسرة ويغوص فى الأوساط ، فلم يقابله جحفل إلّا ردّه ولا برز إليه شجاع إلّا قتله ، فقتل مائة وعشرين فارسا وقد اشتدّ به العطش ، فرجع إلى أبيه يستريح ويذكر ما أجهده من العطش فبكى الحسين وقال : وا غوثاه ما أسرع الملتقى بجدّك فيسقيك بكأسه شربة لا تظمأ بعدها وأخذ لسانه فمصّه ودفع إليه خاتمه ليضعه فى فيه(١)

__________________

(١) مقتل الحسين : ٢٩٤ ـ ٢٩٨.

١٠٦

٢ ـ شهادة قاسم بن الحسنعليه‌السلام

١٥ ـ قال المفيد : قال حميد بن مسلم : فبينا كذلك إذ خرج علينا غلام كانّ وجهه شقّة قمر فى يده سيف وعليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع إحداهما فقال لى عمر بن سعد بن نفيل الأزدى : والله لأشدّنّ عليه فقلت سبحان الله وما تريد بذلك دعه يكفيكه هؤلاء القوم الذين ما يبقون على أحد منهم ، فقال والله لأشدّنّ عليه ، فشدّ عليه فما ولىّ حتّى ضرب رأسه بالسيف ففلقه ووقع الغلام لوجهه فقال يا عمّاه.

فجلا الحسينعليه‌السلام كما يجلى الصّقر ، ثمّ شدّ شدّة ليث أغضب فضرب عمر بن سعد بن نفيل بالسيف فاتّقاها بالساعد فقطعها من لدن المرفق فصاح صيحة سمعها أهل العسكر ، ثمّ تنحى عنه الحسينعليه‌السلام وجعلت خيل الكوفة لتستنقذوه ، فتوطأته بأرجلها حتّى مات وانجلت الغبرة فرأيت الحسين قائما على رأس الغلام وهو يفحص برجليه والحسينعليه‌السلام يقول : بعدا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدّك.

ثمّ قالعليه‌السلام عزّ والله على عمّك ان تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك فلا ينفعك ، صوت ، والله كثر واتره وقلّ ناصره ثمّ حمله على صدره وكانّى أنظر إلى رجلى الغلام يخطّان الأرض فجاذبه حتّى ألقاه مع ابنه علىّ بن الحسينعليهما‌السلام والقتلى من أهل بيته فسئلت عنه فقيل لى : هو القاسم بن الحسن بن علىّ بن أبى طالبعليهم‌السلام (١) .

__________________

(١) الارشاد : ٢٢٣.

١٠٧

١٦ ـ قال الفتال : برز من بعده القاسم بن الحسن بن علىعليهم‌السلام ، وهو يقول :

لا تجزعى نفسى وكلّ فان

اليوم تلقين ذرى الجنان

فقتل منهم ثلاثة ثمّ رمى عن فرسهعليه‌السلام (١) .

١٧ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز القاسم وعليه ثوب وإزار ونعلان فقط ، وكأنّه فلقة قمر وأنشأ يقول :

إنّى أنا القاسم من نسل علىّ

نحن وبيت الله أولى بالنبىّ

من شمر ذى الجوشن أو ابن الدّعى

فقتله عمرو بن سعيد الازدى فخرّ وصاح يا عمّاه ، فحمل الحسينعليه‌السلام فقطع يده وسلبه أهل الشام من يد الحسين ، فوقف الحسين على رأسه وقال : عزّ على عمّك ان تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا تنفعك إجابته(٢)

١٨ ـ قال ابن طاوس : قال الراوى وخرج غلام كأنّ وجهه شقّة قمر فجعل يقاتل ، فضربه ابن فضيل الأزدى على رأسه ففلقه فوقع الغلام لوجهه وصاح يا عمّاه فجلى الحسينعليه‌السلام كما يجلى الصقر ، ثمّ شدّ شدّة ليث أغضب فضرب ابن فضيل بالسيف ، فاتّقاها بالساعد ، فأطنّه من لدن المرفق ، فصاح صيحة سمعه أهل العسكر وحمل أهل الكوفة يستنقذوه ، فوطأته الخيل حتّى هلك.

قال وانجلت الغبرة فرأيت الحسينعليه‌السلام قائما على رأس الغلام وهو يفحص برجليه والحسينعليه‌السلام يقول بعد القوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدّك وأبوك ، ثمّ قال : عزّ والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك ، فلا ينفعك ، صوته هذا يوم والله كثر واتره ، وقلّ ناصره ، ثمّ حمل صلوات الله عليه الغلام على

__________________

(١) روضة الواعظين : ١٦١.

(٢) المناقب : ٢ / ٢٢١.

١٠٨

صدره حتّى ألقاه بين القتلى من أهل بيته(١) .

١٩ ـ قال الطبرى : قال أبو مخنف : حدّثنى سليمان بن أبى راشد عن حميد بن مسلم ، قال : خرج إلينا غلام كأنّ وجهه شقة قمر ، فى يده السيف عليه قميص وإزار ، ونعلان قد انقطع شسع أحدهما ما أنسى أنّها اليسرى ، فقال لى عمرو بن سعد بن نفيل الأزدى : والله لأشدّنّ عليه ، فقلت له : سبحان الله وما تريد ذلك يكفيك قتل هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه ، قال : فقال : والله لأشدّنّ عليه ، فشدّ عليه فما ولى حتّى ضرب رأسه بالسيف.

فوقع الغلام لوجهه ، فقال يا عماه قال : فجلى الحسين كما يجلى الصقر ثمّ شدّ شدّة ، ليث إذا غضب فضرب عمرا بالسيف فاتقاه بالساعد ، فأطنّها من لدن المرفق فصاح ثمّ تنحى عنه وحملت خيل لأهل الكوفة ليستنقذوا عمرا من حسين ، فاستقبلت عمرا بصدورها فحرّكت حوافرها وجالت الخيل بفرسانها عليه فوطئته حتّى مات ، وانجلت الغبرة ، فاذا بالحسين قائم على رأس الغلام والغلام يفحص برجليه وحسين يقول :

بعدا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدّك ، ثمّ قال عزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك ثمّ لا ينفعك صوت والله كثر واتره وقلّ ناصره ، ثمّ احتمله فكأنّى انظر إلى رجلى الغلام يخطّان فى الأرض وقد وضع حسين صدره على صدره ، قال فقلت فى نفسى ما يصنع به فجاء به حتّى ألقاه مع ابنه علىّ ابن الحسين ، وقتلى قد قتلت حوله من أهل بيته فسألت عن الغلام فقيل : هو القاسم ابن الحسن بن على بن أبى طالب(٢) .

٢٠ ـ قال أبو الفرج : والقاسم بن الحسن بن علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام ، وهو

__________________

(١) اللهوف : ٥٠.

(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٧.

١٠٩

أخو أبى بكر بن الحسن المقتول قبله لأبيه وامّه(١)

٢١ ـ حدّثنى أحمد بن عيسى قال : حدّثنا الحسين بن نصر قال حدّثنا أبى قال حدّثنا عمر بن سعيد عن أبى مخنف : عن سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم قال : خرج إلينا غلام كأنّ وجهه شقّة قمر فى يده السيف وعليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع أحدهما ما أنس أنّه اليسرى فقال عمرو بن سعيد بن نفيل الازدى : والله لأشدّنّ عليه ، فقلت له : سبحان الله وما تريد إلى ذلك يكفيك قتله هؤلاء الّذين تراهم قد احتوشوه من كلّ جانب.

قال : والله لأشدنّ عليه فما ولى وجهه حتّى ضرب رأس الغلام بالسيف فوقع الغلام لوجهه وصاح : يا عماه ، قال : فو الله لتجلى الحسين كما يتجلّى الصقر ، ثمّ شدّ شدّة الليث إذا غضب فضرب عمرا بالسيف فاتقاه بساعده فأطنّها من لدن المرفق ، ثمّ تنحّى عنه وحملت خيل عمر بن سعد ، فاستنقذوه من الحسين ولما حملت الخيل استقبله بصدورها وجالت فتوطأته فلم يرم حتّى مات.

فلمّا تجلت الغبرة اذا بالحسين على رأس الغلام وهو يفحص برجليه وحسين يقول : بعد القوم قتلوك خصمهم فيك يوم القيامة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ قال : عزّ على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك ، ثمّ لا تنفعك اجابته يوم كثر واتره وقلّ ناصره ، ثمّ احتمله على صدره وكأنّى أنظر إلى رجلى الغلام تخطّان فى الأرض حتّى ألقاه مع ابنه علىّ بن الحسين فسألت عن الغلام ، فقالوا : هو القاسم بن الحسن بن علىّ بن أبى طالب صلوات الله عليهم أجمعين(٢)

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٨.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٨.

١١٠

٣ ـ شهادة عبد الله بن الحسنعليه‌السلام

٢٢ ـ قال المفيد : فخرج إليهم عبد الله بن الحسن بن علىعليهما‌السلام ، وهو غلام لم يراهق من عند النساء ، فشدّ حتّى وقف إلى جنب عمّه الحسينعليه‌السلام فلحقته زينب بنت علىّعليه‌السلام لتحبسه ، فقال لها الحسينعليه‌السلام : احبسه يا اختى فأبى وامتنع عليهما امتناعا شديدا ، وقال : والله لا أفارق عمّى وأهوى أبجر بن كعب الى الحسينعليه‌السلام بالسيف ، فقال له الغلام : ويلك يا ابن الخبيثة أتقتل عمّى فضربه أبجر بالسيف فاتقاها الغلام بيده وأطنّها الى الجلد فاذا يده معلّقة ونادى الغلام يا امّاه.

فأخذه الحسينعليه‌السلام فضمّه إليه وقال : يا ابن أخى اصبر على ما نزل بك واحتسب فى ذلك الخير ، فانّ الله يلحقك بآبائك الصالحين ثمّ دفع الحسينعليه‌السلام يده وقال : اللهم فان متّعتم إلى حين ففرّقهم فرقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة منهم أبدا فانّهم دعونا لينصرونا ، ثمّ عدوا علينا فقتلونا وحملت الرجالة يمينا وشمالا على من كان بقى مع الحسينعليه‌السلام فقتلوهم حتّى لم يبق معه الّا ثلاثة نفر أو أربعة(١) .

٢٣ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز عبد الله بن الحسن بن علىعليهما‌السلام ، وهو يقول:

ان تنكرونى فأنا بن الحسن

سبط النبيّ المصطفى المؤتمن

هذا الحسين كالأسير المرتهن

بين اناس لا سقوا صوب المزن

فقتل أربعة عشر رجلا قتله هانى بن شبيب الحضرمى فاسودّ وجهه(٢) .

__________________

(١) الارشاد : ٢٢٥.

(٢) المناقب : ٢ / ٢٢٠.

١١١

٢٤ ـ قال ابن طاوس فخرج عبد الله بن الحسن بن علىعليهما‌السلام وهو غلام لم يراهق من عند النساء يشتدّ حتّى وقف إلى جنب الحسين فلحقته زينب بنت علىّعليه‌السلام لتحبسه فأبى وامتنع امتناعا شديدا ، فقال لا والله لا افارق عمّى ، فأهوى بحر ابن كعب وقيل حرملة بن كاهل الى الحسينعليه‌السلام بالسيف فقال له الغلام ويلك يا ابن الخبيثة أتقتل عمّى فضربه بالسيف.

فاتقا الغلام بيده ، فاطنّها الى الجلد فاذا هى معلّقة فنادى الغلام يا اماه فأخذ الحسينعليه‌السلام وضمّه إليه وقال يا ابن أخى اصبر على ما نزل بك واحتسب فى ذلك الخير ، فانّ الله يلحقك بآبائك الصالحين ، قال فرماه حرملة بن كاهل بسهم فذبحه وهو فى حجر عمه الحسينعليه‌السلام (١) .

٢٥ ـ قال أبو الفرج : عبد الله بن الحسن بن على بن أبى طالبعليهما‌السلام ، امّه بنت السليل بن عبد الله أخى جرير بن عبد الله البجلى ، وقيل : ان أمه أمّ ولد ، وكان أبو جعفر محمّد بن على ـ فيما رويناه عنه ـ يذكر أن حرملة بن كاهل الأسدي قتله(٢) .

٢٦ ـ عنه ذكر المدائنى فى أسناده عن جناب بن موسى ، عن حمزة بن بيض ، عن هانى بن ثبيت الفائضى أنّ رجلا منهم قتله(٣) .

٢٧ ـ قال الطبرى : قال هشام : حدّثنى أبو الهذيل ـ رجل من السكون ـ عن هانى بن ثبيت الحضرمى ، قال : رأيته جالسا فى مجلس الحضرميّين فى زمان خالد بن عبد الله وهو شيخ كبير ، قال فسمعته وهو يقول : كنت ممّن شهد قتل الحسين قال : فو الله انى لواقف عاشر عشرة ليس منا رجل إلّا على فرس وقد جالت الخيل و

__________________

(١) اللهوف : ٥٣.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٨.

(٣) مقاتل الطالبيين : ٥٩.

١١٢

تصعصعت اذ خرج غلام من آل الحسين وهو ممسك بعود من تلك الأبنية عليه إزار وقميص وهو مذعور يلتفت يمينا وشمالا.

فكأنّى انظر الى درّتين فى اذنيه تذبذبان كلما التفت إذ اقبل رجل يركض حتّى إذا دنا منه مال عن فرسه ، ثمّ اقتصد الغلام فقطعه بالسيف قال هشام : قال السكونى هانى بن ثبيت ، هو صاحب الغلام فلمّا عتب عليه كنى عن نفسه(١) .

٢٨ ـ عنه عن أبى مخنف : ، ثمّ انّ شمر بن ذى الجوشن أقبل فى الرجالة نحو الحسين فاخذ الحسين يشدّ عليهم فيكشفون عنه ، ثمّ انّهم أحاطوا به إحاطة ، وأقبل الى الحسين غلام من أهله ، فأخذته أخته زينب ابنة على لتحبسه فقال لها الحسين : احبسيه فأبى الغلام وجاء يشتدّ إلى الحسين فقام الى جنبه قال : وقد أهوى بحر بن كعب بن عبيد الله ـ من بنى تيم الله بن ثعلبة بن عكابة ـ الى الحسين بالسيف.

فقال الغلام يا ابن الخبيثة أتقتل عمّى فضربه بالسيف فاتّقاه الغلام بيده فأطنّها إلى الجلدة فاذا يده معلّقة فنادى الغلام يا أمّاه فأخذه الحسين فضمّه إلى صدره وقال يا ابن أخى اصبر على ما نزل بك ، واحتسب فى ذلك الخير فانّ الله يلحقك بآبائك الصالحين برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلىّ بن أبى طالب وحمزة وجعفر والحسن بن على صلّى الله عليهم أجمعين(٢) .

٢٩ ـ عنه قال أبو مخنف : حدّثنى سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال: سمعت الحسين يومئذ وهو يقول : اللهمّ أمسك عنهم قطر السماء وامنعهم بركات الأرض اللهمّ فان متّعتهم الى حين ففرّقهم فرقا واجعلهم طرائق قددا ، ولا ترض عنهم الولاة أبدا ، فانّهم دعونا لينصرونا فعدوا علينا فقتلونا ، قال : وضارب

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٩.

(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٥٠.

١١٣

الرجالة حتّى انكشفوا عنه(١) .

٤ ـ شهادة عبد الله بن مسلم

٣٠ ـ قال الفتال : قد برز عبد الله بن مسلم بن عقيل وأنشأ يقول :

أقسمت لا أقتل إلّا حرّا

وقد وجدت الموت شيئا نكرا

أكره أن أدعا جبانا فرّا

ان الجبان من عصى وفرّا

فقتل منهم ثلاثة ثمّ قتل رحمة الله عليه(٢) .

٣١ ـ قال أبو الفرج : عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبى طالبعليه‌السلام امّه رقية بنت علىّ بن أبى طالب وأمّها أمّ ولد ، قتله عمرو بن صبيح فيما ذكرناه عن على بن محمّد المدائنى ، وعن حميد بن مسلم وذكر أن السهم أصابه وهو واضع يده على جبينه فأثبته فى راحته وجبهته(٣) .

٣٢ ـ روى الطبرى عن أبى مخنف : قال : ثمّ إنّ عمرو بن صبيح الصدائى رمى عبد الله بن مسلم بن عقيل بسهم فوضع كفه على جبهته فأخذ لا يستطيع أن يحرّك كفيه ثمّ انتحى له بسهم آخر فغلق قلبه فاعتورهم الناس من كلّ جانب(٤)

٣٣ ـ قال ابن شهرآشوب : برز من بنى هاشم عبد الله بن مسلم وهو يقول :

اليوم ألقى مسلما وهو أبى

وفتية بادوا على دين النبيّ

من هاشم السادات أهل الحسب

فقاتل ، حتّى قتل ثمانية وتسعين رجلا بثلاث حملات ثمّ قتله عمرو بن صبيح

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٥١.

(٢) روضة الواعظين : ١٦١.

(٣) مقاتل الطالبيين : ٦٢.

(٤) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٧.

١١٤

الصيداوى وأسد بن مالك(١) .

٦ ـ شهادة جعفر بن عقيل

٣٤ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز جعفر بن عقيل قائلا :

أنا الغلام الأبطحى الطالبى

من معشر فى هاشم من غالب

ونحن حقّا سادة الذوائب

هذا حسين أطيب الأطايب

فقتل رجلين وفى قول خمسة عشر فارسا قتله بشير بن سوط الهمدانيّ(٢) .

٣٥ ـ قال أبو الفرج : جعفر بن عقيل بن أبى طالب امّه أمّ الثغر بنت عامر بنت الهضاب العامرى من بنى كلاب قتله عروة بن عبد الله الخثعمى فيما رويناه عن أبى جعفر محمّد بن على بن حسين وعن حميد بن مسلم ، ويقال امّه الخوصاء بنت الثغرية واسمه عمرو بن عامر بن الهضاب بن كعب بن عبد بن أبى بكر بن كلاب العامرى(٣) .

٣٦ ـ روى الطبرى عن أبى مخنف : أنّ عبد الله بن عزرة الخثعمى رمى جعفر ابن عقيل بن أبى طالب فقتله(٤) .

٧ ـ شهادة عبد الرحمن بن عقيل

٣٧ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز عبد الرحمن بن عقيل وهو يرتجز :

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢٢٠.

(٢) المناقب : ٢ / ٢٢٠.

(٣) مقاتل الطالبيين : ٦١.

(٤) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٧.

١١٥

أبى عقيل فاعرفوا مكانى

من هاشم وهاشم إخوانى

كهول صدق سادة الأقران

هذا حسين شامخ البنيان

وسيّد الشّيب مع الشبّان

فقتل سبعة عشر فارسا قتله عثمان بن خالد الجهنى(١) .

٣٨ ـ قال الطبرى : وشدّ عثمان بن خالد بن أمير الجهنى وبشر بن سوط الهمدانيّ على عبد الرحمن بن عقيل بن أبى طالب فقتلاه(٢) .

٨ ـ شهادة عبد الله بن عقيل

٣٩ ـ قال ابن شهرآشوب : روى انّ عبد الله بن عقيل الأكبر قاتل فقتله عثمان بن خالد الجهنى(٣) .

٤٠ ـ قال أبو الفرج : عبد الله الأكبر بن عقيل بن أبى طالبعليه‌السلام ، أمّه أمّ ولد قتله ـ فيما ذكره المدائنى ، عثمان بن خالد بن أشيم الجهنى ورجل من همدان(٤) .

٩ ـ شهادة محمّد بن عبد الله بن جعفر

٤١ ـ قال أبو الفرج : محمّد بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالبعليه‌السلام ، أمّه الخوصاء بنت حفصة بن ثقيف بن ربيعة بن عثمان بن ربيعة بن عائذ بن ثعلبة بن الحارث بن تيم اللات بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل وامها

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢٢٠.

(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٢٤٧.

(٣) المناقب : ٢ / ٢٢٠.

(٤) مقاتل الطالبيين : ٦١.

١١٦

هند بنت سالم بن عبد الله بن عبد الله بن مخزوم بن سنان بن مولة بن عامر بن مالك بن تيم اللات بن ثعلبة ، وأمّها ميمونة بنت بشر بن عمرو بن الحارث بن نهل بن شيبان بن ثعلبة بن الحصين بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل.

قتله عامر بن نهشل التميمى فيما روى عن سليمان بن أبى راشد عن حميد بن مسلم بالإسناد الذي قدمناه ، وإيّاه عنى سليمان بن قتة بقوله :

وسمى النبيّ غودر فيهم

قد علوه بصارم مصقول

فاذا ما بكيت عينى فجودى

بدموع تسيل كلّ مسيل(١)

٤٢ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز محمّد بن عبد الله بن جعفر وهو ينشد :

اشكو الى الله من العدوان

فعال قوم فى الردى عميان

قد بدّلوا معالم القرآن

ومحكم التنزيل والتبيان

واظهروا الكفر مع الطغيان

فقتل عشرة أنفس ، قتله عامر بن نهشل التميمىّ(٢) .

٤٣ ـ قال الطبرى : وحمل عامر بن نهشل التيمىّ على محمّد بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب فقتله(٣) .

١٠ ـ شهادة عون بن عبد الله بن جعفر

٤٤ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز أخوه عون قائلا :

ان تنكرونى فانا بن جعفر

شهيد صدق فى الجنان أزهر

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٦٠.

(٢) المناقب : ٢ / ٢٢٠.

(٣) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٧.

١١٧

يطير فيها بجناح أخضر

كفى بهذا شرفا فى المحشر

فقتل ثلاثة فوارس وثمانية عشر راجلا ، قتله عبد الله بن قطة الطائى(١) .

٤٥ ـ قال أبو الفرج : وعون بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب الأكبر ، أمه زينب العقيلة بنت علىّ بن أبى طالب ، وأمها فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإيّاه عنى سليمان بن قتة بقوله :

واندبى إن بكيت عونا أخاه

ليس فيما ينو بهم بخذول

فلعمرى لقد أصبت ذوى القر

بى فبكى على المصاب الطويل

والعقيلة هى التي روى ابن عباس عنها كلام فاطمة فى فدك ، فقال : حدثتنى عقيلتنا زينب بنت علىعليه‌السلام (٢) .

٤٦ ـ عنه حدّثنى أحمد بن عيسى قال : حدثنا الحسين بن ، نصر عن أبيه ، عن عمر بن سعد ، عن أبى مخنف ، عن سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم : أنّ عبد الله بن قطنة التيهانى التميمى قتل عون بن عبد الله بن جعفر(٣) .

١١ ـ شهادة أبو بكر بن علىعليه‌السلام

٤٧ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز أبو بكر بن علىعليه‌السلام قائلا :

شيخى علىّ ذو الفخار الأطول

من هاشم الخير الكريم المفضل

هذا حسين ابن النبيّ المرسل

نفديه نفسى من أخى مبجّل

فلم يزل يقاتل حتّى قتله زجر بن بدر الجحفى ويقال عقبة الغنوى(٤)

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢٢٠.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٦٠.

(٣) مقاتل الطالبيين : ٦٠.

(٤) المناقب : ٢ / ٢٢١.

١١٨

٤٨ ـ قال الطبرى ورمى عبد الله بن عقبة الغنوى أبا بكر بن علىّ بسهم فقتله فلذلك يقول الشاعر ، وهو ابن أبى عقب :

وعند غنىّ قطرة من دمائنا

وفى أسد اخرى تعدّ وتذكر

٤٩ ـ قال أبو الفرج : أبو بكر بن علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام ، لم يعرف اسمه ، وأمّه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعى بن سلم بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم ، وأمّ ليلى بنت مسعود عميرة بنت قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر سيّد أهل الوبر بن عبيد بن الحارث وهو مقاعس وأمها عناق بنت عصام بن سنان بن خالد بن منقر ، وأمّها بنت سفيان بن خالد بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. ولسلمى يقول الشاعر :

تسوّد أقوام وليسوا بسادة

بل السيد الميمون سلم بن جندل(١)

٥٠ ـ عنه ذكر أبو جعفر محمّد بن علىّ بن الحسين فى الاسناد الّذي تقدّم : أن رجلا من همدان قتله(٢) .

٥١ ـ عنه ذكر المدائنى أنه وجد فى ساقية مقتولا لا يدرى من قتله(٣) .

٥٢ ـ عنه وقد ذكر محمّد بن على بن حمزة : أنّه قتل يومئذ إبراهيم بن على بن أبى طالبعليه‌السلام وأمه أم ولد ، وما سمعت بهذا من غيره ، ولا رأيت لإبراهيم فى شيء من كتب الانساب ذكرا(٤)

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٦.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٧.

(٣) مقاتل الطالبيين : ٥٧.

(٤) مقاتل الطالبيين : ٥٧.

١١٩

١٢ ـ شهادة عمر بن علىعليه‌السلام

٥٣ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز أخوه عمر وهو يرتجز :

خلّوا عداة الله خلّوا من عمر

خلّوا عن اللّيث الهصور المكفهر

يضربكم بسيفه ولا يفرّ

يا زجر يا زجر تدان من عمر

وقتل زجرا قاتل أخيه ثمّ دخل حومة الحرب(١)

١٣ ـ شهادة عثمان بن علىعليه‌السلام .

٥٤ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز أخوه عثمان وهو ينشد :

انّى أنا عثمان ذو المفاخر

شيخى علىّ ذو الفعال الطاهر

هذا حسين سيّد الأخاير

وسيّد الصغار والأكابر

رماه خولى بن يزيد الأصبحى على جنبه فسقط عن فرسه ، وجز رأسه رجل من بنى أبان بن حازم(٢) .

٥٥ ـ قال أبو الفرج : عثمان بن على بن أبى طالبعليه‌السلام ، وأمه أم البنين أيضا ، قال يحيى بن الحسن عن على بن ابراهيم ، عن عبيد الله بن الحسن ، وعبد الله بن العبّاس ، قالا : قتل عثمان بن على وهو ابن إحدى وعشرين سنة ، وقال الضحاك المشرقى : أن خولى بن يزيد رمى عثمان بن على بسهم فأوهطه وشدّ عليه رجل من بنى أبان بن دارم ، فقتله ، وأخذ رأسه ، وعثمان بن علىّ الذي روى عن على أنّه قال :

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢٢١.

(٢) المناقب : ٢ / ٢٢١.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571