مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٢

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام10%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 571

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 571 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 76017 / تحميل: 4309
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

إنّما سمّيته باسم أخى عثمان بن مظعون(١) .

٥٦ ـ قال الطبرى : رمى خولى بن يزيد الأصبحى ، عثمان بن علىّ بن أبى طالب بسهم ، ثمّ شدّ عليه رجل من بنى أبان بن دارم فقتله ، وجاء ، برأسه(٢) .

١٤ ـ شهادة جعفر بن علىعليه‌السلام

٥٧ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز أخوه جعفر منشئا :

إنّى انا جعفر ذو المعالى

ابن علىّ الخير ذو النوال

ذاك الوصىّ ذو السّنا والوالى

حسبى بعمّى جعفر والخال

أحمى حسينا ذى الندى المفضال

رماه خولى الأصبحى فاصاب شقيقته أو عينه(٣) .

٥٨ ـ قال الطبرى : شدّ هانى بن ثبيت الحضرمى على عبد الله بن على بن أبى طالب فقتله ، ثمّ شدّ على جعفر بن علىّ فقتله وجاء ، برأسه(٤) .

٥٩ ـ قال أبو الفرج : جعفر بن علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام أمّه أمّ البنين أيضا ، قال يحيى بن الحسن عن على بن ابراهيم بالاسناد الذي قدّمته فى خبر عبد الله قتل جعفر بن علىّ بن أبى طالب ، وهو ابن تسع عشرة سنة(٥) .

٦٠ ـ عنه قال أبو مخنف فى حديث الضحّاك المشرقى : إنّ العبّاس بن علىّ قدّم أخاه جعفرا بين يديه لأنّه لم يكن له ولد ليحوز ولد العبّاس بن على ميراثه فشدّ عليه هانى بن ثبيت الذي قتل أخاه فقتله ، هكذا قال الضحّاك(٦)

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٥.

(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٩.

(٣) المناقب : ٢ / ٢٢١.

(٤) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٩.

(٥) مقاتل الطالبييّن ٥٤.

(٦) مقاتل الطالبيين : ٥٥.

١٢١

٦١ ـ عنه قال نصر بن مزاحم. حدّثنى عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر محمّد بن علىّ أنّ خولى بن يزيد الأصبحى ـ لعنه الله ـ قتل جعفر بن على(١) .

١٥ ـ شهادة محمّد بن مسلم بن عقيل

٦٢ ـ قال أبو الفرج : محمّد بن مسلم بن عقيل بن أبى طالبعليه‌السلام أمّه أمّ ولد. قتله فيما رويناه عن أبى جعفر محمد بن على أبو مرهم الأزدى ولقيط بن إياس الجهنى(٢) .

١٦ ـ شهادة محمّد الاصغر بن علىعليه‌السلام

٦٣ ـ قال أبو الفرج : محمّد الاصغر بن على بن أبى طالبعليه‌السلام ، وأمّه أمّ ولد ، حدّثنى أحمد بن عيسى قال : حدّثنا الحسين بن نصر ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر وحدّثنى أحمد بن شيبة عن أحمد بن الحارث ، عن المدائنى ، أنّ رجلا من تميم من بنى أبان بن دارم قتله ـ رضوان الله عليه ـ ولعن الله قاتله(٣)

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٥.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٦٢.

(٣) مقاتل الطالبيين : ٥٦.

١٢٢

١٧ ـ شهادة أبى بكر بن الحسنعليه‌السلام

٦٤ ـ قال أبو الفرج : أبو بكر بن الحسن بن على بن أبى طالبعليه‌السلام ، أمّه أمّ ولد ولا نعرف أمّه ، ذكر المدائنى فى إسنادنا عنه ، عن أبى مخنف ، عن سليمان بن أبى راشد : أن عبد الله بن عقبه الغنوى قتله(١) .

٦٥ ـ فى حديث عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر : أن عقبة الغنوى قتله. وإيّاه عنى سليمان بن قتة بقوله :

وعند غنى قطرة من دمائنا

وفى أسد أخرى تعدّ وتذكر(٢)

١٨ ـ شهادة عبيد الله بن عبد الله بن جعفر

٦٦ ـ قال أبو الفرج : عبيد الله بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالبعليه‌السلام ، امّه الخوصاء بنت حفصة ، ذكر يحيى بن الحسن العلوى فيما حدّثنى به أحمد بن سعيد عنه : أنّه قتل مع الحسين بالطفّ رضوان الله عليه وصلواته على الحسين وآله(٣)

١٩ ـ شهادة محمّد بن مسلم بن عقيل

٦٧ ـ قال أبو الفرج : محمّد بن مسلم بن عقيل بن أبى طالبعليه‌السلام ، أمّه أمّ ولد ،

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٦.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٧.

(٣) مقاتل الطالبيين : ٦١.

١٢٣

قتله فيما رويناه عن أبى جعفر محمّد بن على أبو مرهم الازدى ولقيط بن إياس الجهنى(١) .

٢٠ ـ شهادة عدى بن عبد الله بن جعفر

٦٨ ـ قال الدينورى : ثمّ قتل عدى بن عبد الله بن جعفر الطيّار ، قتله عمرو بن نهشل التميمى(٢) .

٢١ ـ شهادة عبد الله بن علىعليه‌السلام

٦٩ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز أخوه عبد الله قائلا :

انا ابن ذى النجدة والافضال

ذاك علىّ الخير ذو الفعال

سيف رسول الله ذو النكال

فى كلّ يوم ظاهر الأهوال

قتله هانى بن ثبيت الحضرمى(٣) .

٧٠ ـ عنه روى أنّه خرج أخوه القاسم : فقال :

يا عصبة جارت على نبيّها

وكدّرت من عيشها ما قد نقى

فى كلّ يوم تقتلون سيّدا

من أهله ظلما وذبحا من قفا

فضرب على رأسه عمرو بن سعيد الازدى ، فحمل عليه الحسين وضربه ، ثمّ أتى الغلام وهو يفحص برجله ، فقال بعد القوم قتلوك وخصمهم يوم القيامة فيك

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٦٢.

(٢) الاخبار الطوال : ٢٥٧.

(٣) المناقب : ٢ / ٢٢١.

١٢٤

جدّك(١) .

٧١ ـ قال أبو الفرج : عبد الله بن علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام وأمّه أمّ البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيل ، وهو عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

أمّها ثمامة بنت سهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب.

أمّها عمرة بنت الطفيل فارس فرزل بن مالك الأحزم رئيس هوازن بن جعفر بن كلاب.

أمّها كبشة بنت عروة الرجال بن عتبة بن جعفر بن كلاب.

أمّها أم الخشف بنت أبى معاوية فارس الهوازن بن عبادة بن عقيل بن كلاب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

أمّها فاطمة بنت جعفر بن كلاب.

أمّها عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب.

أمّها آمنة بنت وهب بن عمير بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دونان أسد بن خزيمة.

أمّها بنت جحدر بن ضبيعة الاغر بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل بن ربيعة بن نزار.

أمها بنت مالك بن قيس بن ثعلبة.

أمّها بنت ذى الراسين وهو خشيش ابن أبى عصم بن سمح بن فزارة.

أمها بنت عمر بن صرمة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن تفيض بن الريث بن

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢٢١.

١٢٥

غطفان(١) .

٧٢ ـ عنه ، أخبرنى أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا يحيى بن الحسن ، قال : حدّثنا علىّ بن ابراهيم ، قال : حدّثنى عبيد الله بن الحسن وعبد الله بن العبّاس قالا : قتل عبد الله بن على بن أبى طالبعليه‌السلام ، وهو ابن خمس وعشرين سنة ولا عقب له(٢) .

٧٣ ـ عنه حدّثنى أحمد بن عيسى قال : حدّثنى حسين بن نصر ، قال : حدّثنا أبى عن عمر بن سعد ، عن أبى مخنف عن عبد الله بن عاصم عن الضحاك المشرقى قال : قال العبّاس بن على لأخيه من أبيه وأمّه عبد الله بن على : تقدم بين يدى حتّى أراك واحتسبك فانّه لا ولد لك فتقدّم بين يديه وشدّ عليه هانى بن ثبيت الحضرمى فقتله(٣) .

٢٢ ـ شهادة عبّاس بن علىعليه‌السلام

٧٤ ـ فلمّا رأى العبّاس بن علىّ كثرة القتلى ، فى أهله قال لإخوته من امّه وهم عبد الله وجعفر ، وعثمان : يا بنى أمّى تقدّموا حتّى أراكم قد نصحتم لله ولرسوله فانّه لا ولد لكم ، فتقدّم عبد الله رحمة الله عليه ، فقاتل قتالا شديدا ، فاختلف هو وهانى بن ثبيت الحضرمىّ ضربتين ، فقتله هانى ، وتقدّم بعده جعفر بن علىعليه‌السلام فقتله أيضا هانى ، وتعمّد خولى بن يزيد الاصبحى لعنة الله عليه عثمان بن علىعليه‌السلام

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٣.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٤.

(٣) مقاتل الطالبيين : ٥٤.

١٢٦

وقد قام مقام إخوته فرماه بسهم فصرعه وشدّ عليه رجل من بنى دارم فاجتزّ رأسه وحملت الجماعة على الحسينعليه‌السلام فغلبوه على عسكره واشتدّ به العطش.

فركب المسنّاة يريد الفرات وبين يديه العبّاس أخوه فاعترضه خيل ابن سعد لعنه الله ، وفيهم رجل من بنى دارم ، فقال لهم ويلكم حولوا بينه وبين الفرات ولا تمكّنوه من الماء فقال الحسينعليه‌السلام : اللهمّ اظمأه فغضب الدارمى ورماه بسهم فأثبته فى حنكه فانتزع الحسينعليه‌السلام السهم وبسط يده تحت حنكه فامتلأت راحتاه من الدم فرمى به ، ثمّ قال :

اللهمّ انّى أشكو إليك بما يفعل بابن بنت نبيّك ، ثمّ رجع الى مكانه وقد اشتدّ به العطش وأحاط القوم بالعبّاس فاقطعوه عنه فجعل يقاتلهم وحده حتّى قتل رحمة الله عليه ، وكان المتولّى لقتله زيد بن ورقا الحنفى ، وحكيم بن الطفيل السنبسى بعد أن اثخن بالجراح فلم يستطع حراكا ، ولمّا رجع الحسينعليه‌السلام من المسنّاة الى فسطاطه تقدّم إليه شمر بن ذى الجوشن فى جماعة من أصحابه فأحاطوا به فأسرع منهم رجل يقال له مالك بن اليسر الكندى.

فشتم الحسينعليه‌السلام وضربه على رأسه بالسيف وكان عليه قلنسوة فقطعها ، حتّى وصل الى رأسه فأدماه فامتلأت القلنسوة دما فقال له الحسينعليه‌السلام لا اكلت بيمينك ولا شربت بها وحشرك الله مع القوم الظالمين ، ثمّ ألقى القلنسوة ودعى بخرقة فشدّ بها رأسه واستدعى قلنسوة أخرى فلبسها ، واعتمّ عليها ورجع عنه شمر بن ذى الجوشن ومن كان معه الى مواضعهم ، فمكث هنيئة ثمّ عاد وعادوا إليه وأحاطوا به.

٧٥ ـ قال ابن شهرآشوب : وكان عبّاس السقّاء قمر بنى هاشم صاحب لواء الحسينعليه‌السلام ، وهو أكبر الاخوان مضى يطلب الماء فحملها عليه وحمل هو عليهم ،

١٢٧

وجعل يقول :

لا أرهب الموت إذا الموت رقى

حتّى أو ارى فى المصاليت لقاء

نفسى لنفس المصطفى الطهر وقاء

أنّى أنا العبّاس اغدوا بالسقاء

ففرّقهم ، فكمن له زيد بن ورقاء الجهنى من وراء نخلة وعاونه حكيم بن طفيل السنبسى فضربه على يمينه فأخذ السيف بشماله وحمل عليهم وهو يرتجز :

والله إن قطعتم يمينى

إنّى أحامى أبدا عن دينى

وعن إمام صادق اليقين

نجل النبيّ الطاهر الأمين

فقاتل حتّى ضعف ، فكمن له الحكيم بن الطفيل الطاعى من وراء نخلة فضربه على شماله فقال :

يا نفس لا تخشى من الكفّار

وأبشرى برحمة الجبّار

مع النبيّ سيّد المختار

قد قطعوا ببغيهم يسارى

فأصلهم يا ربّ حرّ النار

فقتله الملعون بعمود من حديد ، فلمّا رآه الحسينعليه‌السلام مصروعا على شطّ الفرات بكى وأنشأ يقول :

تعدّيتم يا شرّ قوم بفعلكم

وخالفتم قول النبيّ محمّد

أما كان خير الرسل وصّاكم بنا

أما نحن من نسل النبيّ المسدّد

أما كانت الزهراء امّى دونكم

أما كان من خير البريّة أحمد

لعنتم وأخزيتم بما قد جنيتم

فسوف تلاقوا حرّ نار توقد(١)

٧٦ ـ قال أبو الفرج : العبّاس بن علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام ، يكنى أبا الفضل ،

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢٢١.

١٢٨

أمّه أمّ البنين أيضا وهو أكبر ولدها وهو آخر من قتل من اخوته لامّه وأبيه ، لانّه كان له عقب ، ولم يكن لهم فقدّمهم بين يديه ، فقتلوا جميعا(١)

٧٧ ـ عنه قال جرمى بن العلاء ، عن الزبير عن عمّه ، ولد العبّاس بن علىعليه‌السلام يسمّونه السقّاء ، ويكنونه أبا قربة وما رأيت أحدا من ولده ولا سمعت عمن تقدم منهم هذاعليه‌السلام وفى العبّاس بن علىعليه‌السلام يقول الشاعر :

أحقّ الناس أن يبكى عليه

فتى أبكى الحسين بكربلاء

أخوه وابن والده علىّ

أبو الفضل المضرّج بالدماء

ومن واساه لا يثنيه شيء

وجادله على عطش بماء

وفيه يقول الكميت بن زيد :

وأبو الفضل إنّ ذكرهم الحلو

شفاء النفوس من أسقام

قتل الأدعياء إذ قتلوه

أكرم الشاربين صوب الغمام

وكان العبّاس رجلا وسيما جميلا ، يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطّان فى الأرض ، وكان يقال له ، قمر بنى هاشم ، وكان لواء الحسين بن علىعليهما‌السلام معه يوم قتل(٢) .

٧٨ ـ عنه حدّثنى أحمد بن سعيد ، قال حدّثنى يحيى بن الحسين ، قال : حدّثنا بكر بن عبد الوهاب ، قال : حدّثنى ابن أبى أويس ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، قال : عبأ الحسين بن علىّ أصحابه فأعطى رايته أخاه العبّاس بن علىعليه‌السلام (٣) .

٧٩ ـ عنه حدّثنى أحمد بن عيسى ، قال : حدّثنى حسين بن نصر ، قال : حدّثنا

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٥.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٥.

(٣) مقاتل الطالبيين : ٥٦.

١٢٩

أبى قال : حدّثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر ، أن زيد بن رقاد الجنبى وحكيم بن الطفيل الطائى قتلا العبّاس بن علىعليه‌السلام (١) .

٨٠ ـ عنه ـ كانت أمّ البنين أمّ هؤلاء الأربعة الاخوة القتلى تخرج الى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها فيجتمع الناس إليها يسمعون منها ، فكان مروان يجىء فيمن يجىء لذلك ، فلا يزال يسمع ندبتها ويبكى ، ذكر ذلك على بن محمّد بن حمزة ، عن النوفليّ ، عن حماد بن عيسى الجهنى عن معاوية بن عمّار ، عن جعفر بن محمّد(٢) .

٨١ ـ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ، رضى الله عنه قال : حدّثنا علىّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن ابن أسباط ، عن علىّ بن سالم ، عن أبيه ، عن ثابت بن أبى صفية قال : قال علىّ بن الحسينعليهما‌السلام : رحم الله العباس يعنى ابن علىّ فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتّى قطعت يداه.

فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة فى الجنّة كما جعل لجعفر بن أبى طالب ، وإنّ للعبّاس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة.

قال الصدوق : والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ، وقد أخرجته بتمامه مع ما رويته فى فضائل العبّاس بن علىّعليهما‌السلام فى كتاب مقتل الحسين بن علىعليهما‌السلام (٣)

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٦.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٦.

(٣) الخصال : ٦٨.

١٣٠

٨٢ ـ قال الدينورى : قالوا : ولما رأى ذلك العبّاس بن علىّ قال لإخوته عبد الله ، وجعفر ، وعثمان ، بنى علىّ ، عليه وعليهم‌السلام ، وأمّهم جميعا أمّ البنين العامرية من آل الوحيد: تقدّموا ، بنفسى أنتم ، فحاموا عن سيّدكم حتّى تموتوا دونه ، فتقدّموا جميعا. فصاروا أمام الحسينعليه‌السلام ، يقونه بوجوههم ونحورهم ، فحمل هانى بن ثويب الحضرمى على عبد الله بن علىّ ، فقتله ، ثمّ حمل على أخيه جعفر بن علىّ ، فقتله أيضا ، ورمى يزيد الاصبحى عثمان بن علىّ بسهم ، فقتله.

ثمّ خرج إليه ، فاحتزّ رأسه ، فأتى عمر بن سعد ، فقال له : أثبنى فقال عمر : عليك بأميرك ـ يعنى عبيد الله بن زياد ـ فسله أن يثيبك ، وبقى العبّاس بن على قائما أمام الحسين يقاتل دونه ، ويميل معه حيث مال ، حتّى قتل ، رحمة الله عليه(١) .

٨٣ ـ قال المقرّم : ولم يستطع العباس صبرا على البقاء بعد أن تفانى صحبه وأهل بيته ويرى حجة الوقت مكثورا قد انقطع عنه المدد وملء مسامعه عويل النساء وصراخ الأطفال من العطش ، فطلب من أخيه الرخصة ، ولما كانعليه‌السلام أنفس الذخائر عند السبط الشهيدعليه‌السلام ، لأنّ الأعداء تحذر صولته وترهب اقدامه ، والحرم مطمئنّة بوجوده مهما تنظر اللواء مرفوعا ، فلم تسمح نفس أبى الضيم القدسية بمفارقته فقال له : يا أخى أنت صاحب لوائى قال العبّاس : قد ضاق صدرى من هؤلاء المنافقين وأريد أن آخذ ثارى منهم.

فأمره الحسينعليه‌السلام أن يطلب الماء للأطفال ، فذهب العبّاس الى القوم ووعظهم وحذرهم غضب الجبّار ، فلم ينفع ، فنادى بصوت عال : يا عمر بن سعد هذا الحسين ابن بنت رسول الله قد قتلتم أصحابه وأهل بيته وهؤلاء عياله و

__________________

(١) الاخبار الطوال : ٢٥٧.

١٣١

أولاده عطاشى ، فاسقوهم من الماء الظمأ قلوبهم وهو مع ذلك يقول : دعونى أذهب الى الروم أو الهند وأخلو لكم الحجاز والعراق فأثر كلامه فى نفوس القوم حتّى بكى بعضهم ولكن الشمر صاح بأعلى صوته ، يا ابن أبى تراب لو كان وجه الارض كلّه ماء وهو تحت أيدينا لما سقيناكم منه قطرة الّا أن تدخلوا فى بيعة يزيد.

فرجع الى أخيه يخبره فسمع الاطفال يتصارخون من العطش ، فلم تتطأ من نفسه على هذا الحال وثارت به الحمية الهاشمية ، ثمّ انّه ركب جواده وأخذ القربة فأحاط به أربعة آلاف ورموه بالنبال فلم ترعه كثرتهم وأخذ يطرد أولئك الجماهير وحده ولواء الحمد يرف على رأسه ولم يشعر القوم أهو العباس يجدل الأبطال أم أن الوصى يزار فى الميدان فلم تثبت له الرجال ونزل الى الفرات مطمئنّا غير مبال بذلك الجمع ، ولما اغترف من الماء ليشرب تذكّر عطش الحسين ومن معه فرمى الماء وقال :

يا نفس من بعد الحسين هونى

وبعده لا كنت أن تكونى

هذا الحسين وارد المنون

وتشربين بارد المعين

تالله ما هذا فعال دينى

ثمّ ملأ القربة وركب جواده وتوجه نحو المخيم فقطع عليه الطريق وجعل يضرب حتّى أكثر القتل فيهم وكشفهم عن الطريق وهو يقول :

لا أرهب الموت إذا الموت زقا

حتّى أوارى فى المصاليت لقى

نفسى لنفس المصطفى الطهر وقا

إنّى أنا العبّاس أغد بالسقا

ولا أخاف الشرّ يوم الملتقى

فكمن له زيد بن الرقاد الجهنى من وراء نخلة وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسى فضربه على يمينه فبراها فقالعليه‌السلام :

١٣٢

والله ان قطعتم يمينى

إنّى أحامى أبدا عن دينى

وعن امام صادق اليقين

نجل النبيّ الطاهر الأمين

فلم يعبأ بيمينه بعد ان كان همه ايصال الماء الى أطفال الحسين ، وعياله ولكن حكيم بن الطفيل كمن له من وراء نخلة فلمّا مرّ ضربه على شماله فقطعها وتكاثروا عليه وأمّه السهام ، كالمطر فأصاب القربة سهم وأريق ماؤها وسهم أصاب صدره وضربه رجل بالعمود على رأسه ففلق هامته : وسقط على الأرض ينادى : عليك منى السلام يا أبا عبد الله.

فأتاه الحسينعليه‌السلام ، ثمّ رجع الى المخيم منكسرا حزينا باكيا يكفف دموعه بكمه وقد تدافعت الرجال على مخيمه ، فنادى : أما من مغيث يغيثنا أما من مجير يجيرنا أما من طالب حقّ ينصرنا أما من خائف من النار فيذبّ عنّا فأتته سكينة وسألته عن عمها فأخبرها بقتله وسمعته زينب فصاحت : وا أخاه وا عبّاساه وا ضيعتنا بعدك ، وبكين النسوة وبكى الحسين معهنّ وقال : وا ضيعتنا بعدك(١) .

٢٣ ـ شهادة عبد الله الرضيع

٨٤ ـ قال المفيد : ثمّ جلس الحسينعليه‌السلام امام الفسطاط فأتى بابنه عبد الله بن الحسينعليه‌السلام ، وهو طفل فأجلسه فى حجره فرماه رجل من بنى أسد بسهم فذبحه ، فتلقّى الحسينعليه‌السلام دمه فى كفّه ، فلمّا امتلاء كفّه صبّه فى الأرض(٢) ثمّ قال يا ربّ أن يكن حبست عنّا النّصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير منه وانتقم لنا

__________________

(١) مقتل الحسين : ٣٠٩ ـ ٣١٤.

(٢) كذا فى الاصل.

١٣٣

من هؤلاء القوم الظالمين ، ثمّ حمله حتّى وضعه مع قتلى أهل بيته(١) .

٨٥ ـ قال الفتال : ثمّ جلس الحسينعليه‌السلام امام الفسطاط ، فأتى بابنه عبد الله بن الحسينعليه‌السلام ، وهو طفل فأجلسه فى حجره فرماه رجل من بنى أسد فذبحه فتلقّى الحسين صلوات الله عليه دمه ، فلمّا ملأ كفه صبّه فى الأرض(٢) .

٨٦ ـ قال ابن شهرآشوب : فبقى الحسينعليه‌السلام وحيدا فى حجره علىّ الأصغر ، فرمى إليه بسهم ، فأصاب حلقه فجعل الحسين يأخذ الدم من نحره فيرميه الى السماء فما يرجع منه شيء ويقول : لا يكون أهون عليك من فصيل(٣) .

٨٧ ـ قال ابن طاوس : لمّا رأى الحسينعليه‌السلام مصارع فتيانه وأحبّته عزم على لقاء القوم بمهجته ونادى هل من ذابّ يذب عن حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، هل من موحد يخاف الله فينا هل من مغيث يرجو الله باغاثتنا ، هل من معين يرجو ما عند الله فى إعانتنا فارتفعت أصوات النساء بالعويل ، فتقدم الى باب الخيمة وقال لزينب ناولينى ولدى الصغير حتّى أودّعه فأخذه وأومأ إليه ليقبله فرماه حرملة بن الكاهل الاسدى لعنه الله تعالى ، بسهم فوقع فى نحره فذبحه فقال لزينب خذيه ، ثمّ تلقى الدم بكفيه ، فلمّا امتلأ فارمى بالدم نحو السماء ، ثمّ قال هون علىّ ما نزل بى إنّه بعين الله(٤) .

٨٨ ـ عنه قال الباقرعليه‌السلام فلم يسقط من ذلك الدم قطرة الى الارض(٥) .

٨٩ ـ قال الطبرى : قال أبو مخنف : قال عقبة بن بشير الأسدي : قال لى أبو جعفر محمّد بن علىّ بن الحسين : إنّ لنا فيكم يا بنى أسد دما ، قال : قلت : فما ذنبى أنا فى ذلك رحمك الله يا أبا جعفر! وما ذلك؟ قال : أتى الحسين بصبىّ له ، فهو فى

__________________

(١) الارشاد ٢٢٤.

(٢) روضة الواعظين : ١٦١.

(٣) المناقب : ٢ / ٢٢٢.

(٤) اللهوف : ٥٠.

(٥) اللهوف : ٥٠.

١٣٤

حجره ، إذ رماه أحدكم يا بنى أسد بسهم فذبحه ، فتلقّى الحسين دمه ، فلمّا ملأ كفيه صبّه فى الارض ، ثمّ قال : ربّ إن تك حبست عنا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير ، وانتقم لنا من هؤلاء الظالمين(١) .

٩٠ ـ قال أبو الفرج : عبد الله بن الحسين بن على بن أبى طالبعليه‌السلام ، أمّه الرباب بنت امرئ القيس بن عدى بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن جناب ابن كلب.

أمّها هند الهنود بنت الربيع بن مسعود بن مصاد بن حصن بن كعب بن عليم ابن جناب.

أمّها ميسون بنت عمرو بن ثعلبة بن حصين بن ضمضم.

أمّها الرباب بنت حارثة بن أخت أوس بن حارثة بن لام الطائى بن عمرو ابن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن قطرة من طىء ، وهى التي يقول فيها أبو عبد الله الحسين بن على بن أبى طالبعليهما‌السلام :

لعمرك انّنى لأحبّ دارا

تكون بها سكينه والرباب

أحبّهما وابذل جلّ مالى

وليس لعاتب عندى عتاب

سكينة الّتي ذكرها ابنته من الرباب ، واسم سكينة أمينة ، وقيل أميمة وإنما غلب عليها سكينة وليس باسمها ، وكان عبد الله بن الحسين يوم قتل صغيرا جاءته نشابة وهو فى حجر أبيه فذبحته(٢) .

٩١ ـ عنه حدّثنى أحمد بن شبيب قال : حدّثنا أحمد بن الحارث عن المدائنى ، عن أبى مخنف ، عن سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم قال : دعى الحسين

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٨.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٩.

١٣٥

بغلام فأقعده فى حجره فرماه عقبة بن بشر فذبحه(١) .

٩٢ ـ عنه حدّثنى محمّد بن الحسين الأشنانى ، قال : حدّثنا عباد بن يعقوب ، قال: أخبرنا مورع بن سويد بن قيس ، قال : حدّثنا من شهد الحسين ، قال : كان معه ابنه الصغير فجاء سهم فوقع فى نحره ، قال : فجعل الحسين يأخذ الدم من نحره ولبّه فيرمى به الى السماء فما يرجع منه شيء ، ويقول : اللهمّ لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح(٢) .

٩٣ ـ قال اليعقوبى : إنّه لواقف على فرسه إذا أتى بمولود قد ولد فى تلك الساعة ، فأذن فى اذنه وجعل يحنكه إذ أتاه سهم فوقع فى حلق الصبى فذبحه فنزع الحسينعليه‌السلام السهم من حلقه وجعل يلطخه بدمه ويقول : والله لأنت أكرم على الله من الناقة ولمحمّد أكرم على الله من صالح ، ثمّ أتى فوضعه مع ولده وبنى أخيه(٣) .

٩٤ ـ قال المقرّم : دعا بولده الرضيع يودعه ، فأتته زينب بابنه عبد الله وأمّه الرباب فأجلسه فى حجره يقبله ، ويقول : بعدا لهؤلاء القوم إذا كان جدّك المصطفى خصمهم ، ثمّ أتى به نحو القوم يطلب له الماء ، فرماه حرملة ابن كاهل الأسدي بسهم ، فذبحه فتلقّى الحسين الدم بكفه ورمى به نحو السماء قال أبو جعفر الباقرعليه‌السلام : فلم يسقط منه قطرة وفيه يقول : حجّة آل محمّد عجّل الله فرجه :

السلام على عبد الله الرضيع المرمى الصريع المتشحط دما والمصعد بدمه الى السماء المذبوح بالسهم فى حجر أبيه ، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الاسدى وذويه.

ثمّ قال الحسينعليه‌السلام هوّن ما نزل به أنّه بعين الله تعالى ، اللهمّ لا يكون أهون عليك من فصيل ، الهى ان كنت حبست عنّا النصر فاجعله لما هو خير منه ، وانتقم

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٩.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٩.

(٣) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢٣١.

١٣٦

لنا من الظالمين واجعل ما حلّ بنا فى العاجل ذخيرة لنا فى الآجل ، اللهمّ أنت الشاهد على قوم قتلوا أشبه الناس برسولك محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسمععليه‌السلام قائلا يقول : دعه يا حسين فان له مرضعا فى الجنّة ، ثمّ نزلعليه‌السلام عن فرسه وحفر له بجفن سيفه ودفنه مرملا بدمه وصلّى عليه ويقال وضعه مع قتلى أهل بيته(١) .

٤٦ ـ باب وصيّتهعليه‌السلام

١ ـ الصفّار : حدّثنا محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن الحسين ، عن ابن سنان ، عن أبى الجارود ، عن أبى جعفرعليه‌السلام قال : إنّ الحسين لمّا حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى ، فاطمه فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصيّة ظاهرة ، ووصيّة باطنة ، وكان علىّ ابن الحسين مبطونا لا يرون الّا انّه لما به ، فدفعت فاطمة الكتاب الى علىّ بن الحسين ، ثمّ صار ذلك إلينا فقلت فما فى ذلك فقال فيه والله جميع ما يحتاج إليه ولد آدم الى أن تفنى الدنيا(٢) .

٢ ـ عنه حدّثنا موسى بن جعفر ، عن محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن ابن أبى نجران ، عن أبى الجارود ، قال لما حضر من أمر الحسين ، ما حضر دفع وصيّة ظاهرة فى كتاب مدرج الى ابنته ، فلمّا كان من أمر الحسينعليه‌السلام ما كان دفعت ذلك الى علىّ بن الحسينعليه‌السلام ، قال : قلت وما فيه يرحمك الله؟ قال : ما يحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا الى أن تفنى(٣)

__________________

(١) مقتل الحسين : ٣١٦.

(٢) بصائر الدرجات : ١٤٨.

(٣) بصائر الدرجات : ١٤٨.

١٣٧

٣ ـ عنه حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن منصور ، عن أبى الجارود ، قال سمعت أبا جعفرعليه‌السلام ، يقول : إنّ الحسين بن علىعليهما‌السلام لمّا حضره الّذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة ابنة الحسين ، فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصيّة ظاهرة وكان علىّ بن الحسين مبطونا معهم لا يرون الّا لما به فدفعت فاطمة الكتاب الى علىّ بن الحسين ، ثمّ صار ذلك الكتاب والله إلينا ، قال : قلت : فما فى ذلك الكتاب جعلنى الله فداك؟ قال فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم إلى أن تفنى الدنيا والله انّ فيه الحدود حتّى انّ فيه أرش الخدش(١) .

٤ ـ حدّثنا محمّد بن خالد الطيالسى ، عن سيف ، عن منصور أو عن يونس قال : حدّثنى أبو الجارود قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : لما حضر الحسينعليه‌السلام ما حضر دعا فاطمة بنته فدفع إليها كتابا ، ملفوفا ووصيّة ظاهرة ، فقال يا بنى ضعى هذا فى أكابر ولدى ، فلمّا رجع علىّ بن الحسين دفعته إليه ، وهو عندنا قلت : ما ذاك الكتاب؟ قال : ما يحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا حتّى تفنى(٢) .

٥ ـ عنه حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن عبد الجبّار ، عن عبد الرحمن بن أبى نجران ، جميعا عن محمّد بن سنان ، عن أبى الجارود ، عن أبى جعفرعليه‌السلام ، قال : لمّا حضر الحسين ما حضر دفع وصيّته الى فاطمة ابنته ظاهرة فى كتاب مدرّج ، فلمّا كان من أمر الحسين ما كان ، دفعت ذلك إلى علىّ بن الحسين ، قال : قلت : فما فيه يرحمك الله قال : ما تحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا الى أن ينتهى(٣)

__________________

(١) بصائر الدرجات : ١٦٣.

(٢) بصائر الدرجات : ١٦٤.

(٣) بصائر الدرجات : ١٦٨.

١٣٨

٢٥ ـ باب شهادة الامام الحسينعليه‌السلام

١ ـ قال الكلينى : قبضعليه‌السلام فى شهر المحرّم من سنة إحدى وستّين من الهجرة وله سبع وخمسون سنة وأشهر ، قتله عبيد الله بن زياد لعنه الله فى خلافة يزيد بن معاوية لعنه الله ، وهو على الكوفة ، وكان على الخيل الّتي حاربته وقتلته عمر بن سعد لعنه الله بكربلاء ، يوم الإثنين لعشر خلون من المحرّم ، وأمّه فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) .

٢ ـ عنه ، عن سعد وأحمد بن محمّد جميعا ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علىّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبى بصير ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : قبض الحسين بن علىّعليهما‌السلام يوم عاشورا وهو ابن سبع وخمسين سنة(٢) .

٣ ـ عنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن علىّ بن أسباط ، عن سيف بن عميرة ، عن محمّد بن حمران ، قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كان من أمر الحسينعليه‌السلام ما كان ، ضجت الملائكة إلى الله بالبكاء وقالت : يفعل هذا بالحسين صفيّك وابن نبيّك؟ قال : فأقام الله لهم ظلّ القائمعليه‌السلام وقال : بهذا أنتقم لهذا(٣) .

٤ ـ عنه عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علىّ بن الحكم ،

__________________

(١) الكافى : ١ / ٤٦٣.

(٢) الكافى : ١ / ٤٦٣.

(٣) الكافى : ١ / ٤٦٥.

١٣٩

عن سيف بن عميرة ، عن عبد الملك بن أعين ، عن أبى جعفرعليه‌السلام قال : لمّا نزل النصر على الحسين بن علىّ حتّى كان بين السّماء والأرض ثمّ خيّر : النصر أو لقاء الله فاختار لقاء الله(١) .

٥ ـ عنه ، عن الحسين بن محمّد قال : حدّثنى أبو كريب وأبو سعيد الأشجّ قال : حدّثنا عبد الله بن إدريس ، عن أبيه إدريس بن عبد الله الأودى قال : لمّا قتل الحسينعليه‌السلام أراد القوم أن يوطّئوه الخيل ، فقالت فضّة لزينب يا سيّدتى إنّ سفينة كسر به فى البحر فخرج إلى جزيرة فإذا هو بأسد ، فقال : يا أبا الحارث أنا مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهمهم بين يديه حتّى وقفه على الطريق والأسد رابض فى ناحية ، فدعينى أمض إليه وأعلمه ما هم صانعون غدا.

قال : فمضت إليه فقالت : يا أبا الحارث فرفع رأسه ثمّ قالت : أتدري ما يريدون أن يعملوا غدا بأبى عبد اللهعليه‌السلام ؟ يريدون أن يوطّئوا الخيل ظهره ، قال : فمشى حتّى وضع يديه على جسد الحسين ، فأقبلت الخيل فلمّا نظروا إليه قال لهم عمر بن سعد ـ لعنه الله ـ : فتنة لا تثيروها انصرفوا ، فانصرفوا(٢) .

٦ ـ عنه ، عن علىّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن أحمد ، عن الحسن بن على ، عن يونس ، عن مصقلة الطحّان قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لمّا قتل الحسينعليه‌السلام أقامت امرأته الكلبية عليه مأتما وبكت وبكين النساء والخدم حتّى جفّت دموعهنّ وذهبت فبينا هى كذلك اذا رأت جارية عن جواريها تبكى ودموعها تسيل فدعتها فقالت لها مالك أنت من بيننا تسيل دموعك؟ قالت انّى لما أصابنى الجهد شربت شربة سويق قال فأمرت بالطعام والأسوقة فاكلت وشربت وسقت وقالت : إنّما نريد بذلك ان نتقوى على البكاء على الحسينعليه‌السلام .

__________________

(١) الكافى : ١ / ٣٦٥.

(٢) الكافى : ١ / ٣٦٥.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

وقت فريضة، ارأيت لو كان عليك صوم من شهر رمضان، اكان لك ان تتطوع حتى تقتضيه »، قال، قلت: لا، قال: « فكذلك الصلاة » قال: فقايسني، وما كان يقايسني.

٤٧ - ( باب جواز قضاء الفرائض في وقت الفريضة الحاضرة ما لم يتضيق وحكم تقديم الفائتة على الحاضرة )

٣٢٦٧ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه قال: « من فاتته صلاة حتى دخل وقت صلاة اخرى، فان كان في الوقت سعة بدأ بالتي فاتته، وصلى التي هو منها في وقت، وان لم يكن في الوقت (١) الا مقدار ما يصلي فيه التي هو في وقتها بدأ بها، وقضى بعدها الصلاة الفائتة ».

٣٢٦٨ / ٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: عن رجل نام ونسي فلم يصلّ المغرب والعشاء، قال: « ان استيقظ قبل الفجر بقدر ما يصلّيهما جميعاً يصلّيهما، وإن خاف أن يفوته أحدهما فليبدأ بالعشاء الآخرة ».

____________________________

الباب - ٤٧

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤١، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٥ ح ٣.

(١) في المصدر زيادة: سعة.

٢ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٠، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٤ ح ٢.

١٦١

٤٨ - ( باب وجوب الترتيب بين الفرائض أداء وقضاء، ووجوب العدول بالنيّة إلى السابقة، إذا ذكرها في أثناء الصلاة أداء، وقضاء جماعة ومنفرداً )

٣٢٦٩ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: عن رجل نسي الظهر حتى صلّى العصر، قال: « يجعل صلاة العصر التي صلّى الظهر، ثم يصلّى العصر بعد ذلك ».

وعن رجل نام ونسي فلم يصلّي المغرب والعشاء - إلى أن قال -: « وإن استيقظ بعد الصبح فليصلّ الصبح، ثم المغرب، ثم العشاء، قبل طلوع الشمس ».

٣٢٧٠ / ٢ - دعائم الإسلام: وروينا عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام أنّ رجلاً سأله فقال: يابن رسول الله، ما تقول في رجل نسي صلاة الظهر حتى صلّى ركعتين من العصر؟ قال: « فيجعلهما الظهر (١)، ثم يستأنف العصر » قال: فإن نسي المغرب حتى صلّى ركعتين من العشاء (٢)؟ قال: « يتمّ صلاته، ثم يصلّي المغرب بعد » قال له الرجل: جعلت فداك (يابن رسول الله) (٣)، ما الفرق بينهما؟ قال: « لأنّ العصر ليس بعدها صلاة، يعني لا يتنفّل بعدها، والعشاء الآخرة يصلّي بعدها ما شاء ».

____________________________

الباب - ٤٨.

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٠، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٢١٦

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤١، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٥ ح ٣.

(١) في المصدر: فليجعلهما للظهر.

(٢) في المصدر زيادة: الآخرة.

(٣) ليس في المصدر.

١٦٢

٣٢٧١ / ٣ - وعنه عليه‌السلام: أنّه سئل عن رجل نسي صلاة الظهر حتى صلّى العصر، قال: « يجعل التي صلّى الظهر، ويصلّي العصر » قيل: فإن نسي المغرب حتى صلّى العشاء الآخرة؟ قال: « يصلّي المغرب، ثم العشاء الآخرة ».

قال في البحار في الخبر الأول: لم أر قائلاً به، وحمل على ما إذا تضيّق وقت العشاء دون العصر، وان كان التعليل يأبى عنه لمعارضته للأخبار الكثيرة، ويمكن حمله على التقيّة والتعليل ربّما يؤيده، انتهى.

٣٢٧٢ / ٤ - السيّد عليّ بن طاووس في رسالة المواسعة، عن كتاب الصلاة للحسين بن سعيد الأهوازي: عن محمّد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن بن زياد الصيقل، قال: سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن رجل نسي الاُولى حتى صلّى ركعتين من العصر، قال: « فليجعلهما الاولى وليستأنف العصر » قلت: فإن نسي المغرب حتى صلّى ركعتين من العشاء ثم ذكر؟ قال: « فليتم صلاته، ثم يقضي بعد المغرب » قال: قلت: جعلت فداك، متى نسي الظهر ثم ذكر وهو في العصر يجعلها الاولى ثم يستأنف، وقلت لهذا يقضي صلاته بعد المغرب؟! فقال: « ليس هذا مثل هذا، إنّ العصر ليس بعدها صلاة والعشاء بعدها صلاة ».

٣٢٧٣ / ٥ - وعن كتاب النقض على من أظهر الخلاف على أهل البيت عليهم‌السلام للحسين بن عبيد الله بن عليّ الواسطي: عن الصادق

____________________________

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤١ باختلاف يسير في لفظه، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٥ ح ٣.

٤ - رسالة المواسعة ص ١، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٩.

٥ - رسالة المواسعة ص ٢، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٣٠.

١٦٣

جعفر بن محمّد عليهما‌السلام أنّه قال: « من كان في صلاة ثم ذكر صلاة اُخرى فاتته أتمّ التي هو فيها، ثم يقضي ما فاتته ».

٤٩ - ( باب نوادر ما يتعلّق بأبواب المواقيت )

٣٢٧٤ / ١ - علي بن إبراهيم في تفسيره: ( أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ) قال: « دلوكها زوالها، و: ( غَسَقِ اللَّيْلِ ) انتصافه، ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ) صلاة الغداة، ( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) قال: تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار ».

ثم قال: ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ ) قال: « صلاة الليل ».

٣٢٧٥ / ٢ - العيّاشي: عن أبي هاشم الخادم، عن أبي الحسن الماضي عليه‌السلام قال: « ما بين غروب الشمس إلى سقوط القرص غسق ».

٣٢٧٦ / ٣ - الطبرسي في مجمع البيان: في قوله تعالى: ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ ) (١). الآية عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام: « إنّهم قوم إذا حضرت الصلاة تركوا التجارة، وانطلقوا إلى الصلاة، وهم أعظم أجراً ممّن (لم) (٢) يتّجر ».

____________________________

الباب - ٤٩

١ - تفسير القمي ج ٢ ص ٢٥، والآيتان في سورة الاسراء ١٧: ٧٨، ٧٩.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٣١٠ ح ١٤٤، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٣٥٩ ح ٤١.

٣ - مجمع البيان ج ٧ ص ١٤٥.

(١) النور ٢٤: ٣٧.

(٢) ليس في المصدر.

١٦٤

٣٢٧٧ / ٤ - الصدوق في الخصال: عن الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري، عن عمه، عن أبي إسحاق قال: أملى علينا تغلب (١) ساعات الليل: الغسق، والفحمة، والعشوة، والهداة، والسباع (٢)، والجنح، والهزيع، والفقد (٣)، والزلفة، والسحرة، والبهرة.

٣٢٧٨ / ٥ - عليّ بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن إسماعيل بن أبان، عن عمر بن أبان (١) الثقفي قال: سأل النصرانيّ الشاميّ الباقر عليه‌السلام عن ساعة ما هي من الليل ولا هي من النهار، أيّ ساعة هي؟ قال أبوجعفر عليه‌السلام: « ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس » قال النصراني: إذا لم يكن من ساعات الليل ولا من ساعات النهار فمن أيّ ساعات هي؟ فقال أبوجعفر عليه‌السلام: « من ساعات الجنّة، وفيها تفيق مرضانا » فقال النصراني: أصبت.

٣٢٧٩ / ٦ - زيد النرسي في أصله: قال: سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول: « إنّ الشمس تطلع كلّ يوم بين قرني شيطان إلّا صبيحة [ ليلة ] (١) القدر ».

____________________________

٤ - الخصال ص ٤٨٨ ح ٦٧.

(١) في المصدر: ثعلب.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: والعقر.

٥ - تفسير القمي ج ١ ص ٩٨.

(١) في المصدر: عبدالله، ولعل الصواب: عمرو بن عبدالله الثقفي، أنظر « رجال الشيخ ص ١٢٨ رقم ٢١ ».

٦ - كتاب زيد النرسي ص ٥٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٦٥

٣٢٨٠ / ٧ - عوالي اللآلي: روى خباب بن الأرت قال: ربّما شكونا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ الرمضاء (١) فلم يشكنا.

٣٢٨١ / ٨ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « رحم الله عبداً قام من الليل فصلّى، وأيقظ أهله فصلّوا ».

٣٢٨٢ / ٩ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنّه قال: « لا يغلبنّكم الأعراب على اسم صلاتكم، فإنّها العشاء، وإنّهم يعتمون بالإبل »، وذلك لأنّهم كانوا يعتمون بالحلب، أي يؤخّرون حلبها إلى أن يعتم الليل، ويسمّون الحلبة العتمة باسم عتمة الليل، وعتمته: ظلامه.

____________________________

٧ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٢ ح ٦.

(١) الرمضاء: الحجارة الحامية من حرّ الشمس (لسان العرب ج ٧ ص ١٦٠، ومجمع البحرين ج ٤ ص ٢٠٩ - رمض -).

٨ - لبّ اللباب: مخطوط.

٩ - دور اللآلي ج ١ ص ١١٦.

١٦٦

أبواب القبلة

١ - ( باب وجوب استقبال القبلة في الصلاة )

٣٢٨٣ / ١ - الصدوق في الخصال: عن ستة من مشايخه، عن أحمد بن يحيى بن زكريا، عن بكر بن عبدالله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبي معاوية، عن الأعمش عن الصادق عليه‌السلام قال: « فرائض الصلاة سبع: الوقت، والطهور، والتوجّه، والقبلة، والركوع، والسجود، والدعاء ».

ورواه في الهداية مرسلاً عنه عليه‌السلام، مثله (١).

٣٢٨٤ / ٢ - البحار، عن كتاب العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم: عن أبيه، عن جدّه، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن كبار حدود الصلاة؟ فقال: « سبعة: الوضوء، والوقت، والقبلة، وتكبيرة الإفتتاح، والركوع، والسجود والدعاء ».

____________________________

أبواب القبلة

الباب - ١

١ - الخصال ص ٦٠٣ ح ٩، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ١٦٠ ح ١.

(١) الهداية ص ٢٩، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ١٦٣ ح ٤.

٢ - البحار ج ٨٣ ص ١٦٣.

١٦٧

٣٢٨٥ / ٣ - القطب الراوندي في فقه القرآن: عنهما عليهما‌السلام في قوله تعالى: ( وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) (١) « في الفرض »، وقوله تعالى: ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ) (٢) قالا: « هو في النافلة ».

٣٢٨٦ / ٤ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، في قول الله عزّوجلّ: ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ) (١) قال: « أمره أن يقيمه للقبلة حنيفا، ليس فيه شئ من عبادة الأوثان ».

٣٢٨٧ / ٥ - العياشي في تفسيره: عن أبي بصير، عن أحدهما عليهما‌السلام، في قول الله تعالى: ( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (١) قال: « هو إلى القبلة ».

٣٢٨٨ / ٦ - وعن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام عن قوله تعالى: ( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (١) قال: « مساجد محدثة فاُمروا أن يقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام ».

وأبو بصير، عن أحدهما عليهما‌السلام قال: « هو إلى القبلة،

____________________________

٣ - فقه القرآن ج ١ ص ٩١، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٤٩ ح ٣.

(١) البقرة ٢: ١٤٤، وفي المصدر - بعد ذكر الآية - زيادة: روي عن الباقر والصادق عليهم‌السلام أنّ ذلك.

(٢) البقرة ٢: ١١٥.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣١، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٧٠ ح ٢٧

(١) الروم ٣٠: ٣٠.

٥ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢ ح ٢٠، والبحار ج ٨٤ ص ٦٦ ح ٢٩.

(١) الأعراف ٧: ٢٩.

٦ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢ ح ١٩ و ٢٠، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٦٦ ح ٢٠.

(١) الأعراف ٧: ٢٩.

١٦٨

ليس فيها عبادة الأوثان خالصاً مخلصاً ».

٢ - ( باب أنّ القبلة هي الكعبة مع القرب، وجهتها مع البعد )

٣٢٨٩ / ١ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: رأيت الأحاديث المأثورة أنّ الله تعالى أمر آدم عليه‌السلام أن يصلّي إلى المغرب، ونوحاً عليه‌السلام أنّ (١) يصلّي إلى المشرق، وإبراهيم عليه‌السلام [ أن ] (٢) يجمعهما (٣)، فلمّا بعث موسى عليه‌السلام أمره أن يحيي دين آدم عليه‌السلام، ولمّا بعث عيسى عليه‌السلام أمره أن يحيي دين نوح عليه‌السلام، ولمّا بعث محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أمره أن يحيي دين إبراهيم عليه‌السلام.

٣٢٩٠ / ٢ - أحمد بن محمّد البرقي في المحاسن: عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن بشير في حديث سليمان مولى طربال، قال: ذكرت هذه الاهواء عند أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « لا والله، ما هم على شئ ممّا جاء به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إلّا استقبال الكعبة فقط ».

٣٢٩١ / ٣ - عليّ بن إبراهيم في تفسيره: وفي رواية أبي الجارود، عن

____________________________

الباب - ٢

١ - فلاح السائل ص ١٢٨، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٧ ح ٩.

(١) ليس في المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: وهي الكعبه.

٢ - المحاسن ج ١٥٦ ح ٨٩ وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٨ ح ١٠.

٣ تفسير القمي ج ١ ص ١٠٥.

١٦٩

أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى: ( وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) (١): « فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لما قدم المدينة وهو يصلي نحو البيت المقدس أعجب ذلك اليهود، فلمّا صرفه الله عن بيت المقدس إلى بيت (الله) (٢) الحرام وَجَدَت (٣) (اليهود من ذلك) (٤)، وكان صرف القبلة صلاة الظهر فقالوا: صلّى محمّد الغداة واستقبل قبلتنا فآمنوا بالذي انزل على محمّد وجه النهار واكفروا آخره، يعنون القبلة، حين استقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ المسجد الحرام، لعلّهم يرجعون إلى قبلتنا ».

٣٢٩٢ / ٤ - وقال في قوله تعالى: ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ) (١) فان هذه الآية متقدمة على قوله: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ) (٢) وانه (٣) نزل اولا: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ) ثم نزل ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ ) الآية، وذلك ان اليهود كانوا يعيرون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، ويقولون له: انت تابع لنا تصلي إلى قبلتنا، فاغتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، من ذلك غما شديدا، وخرج

____________________________

(١) آل عمران ٣: ٧٢.

(٢) لفظة الجلالة لم ترد في المصدر.

(٣) وَجَدَ عليه، يَجُد ويَجِد: غضب (لسان العرب - وجد - ج ٣ ص ٤٤٦).

(٤) مابين القوسين ليس في المصدر.

٤ - تفسير علي بن ابراهيم ج ١ ص ٦٢، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٦١ ح ١٣.

(١) البقرة ٢: ١٤٢.

(٢) البقرة ٢: ١٤٤.

(٣) في المصدر: لأنه.

١٧٠

في جوف الليل ينظر في آفاق السماء، وينتظر امر الله تبارك وتعالى في ذلك، فلما اصبح وحضرت صلاة الظهر، وكان في مسجد بني سالم، قد صلى بهم الظهر ركعتين، فنزل عليه جبرئيل فأخذ بعضديه، فحوله إلى الكعبة، فأنزل الله عليه: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) فصلى (ركعتين إلى بيت المقدس) (٤)، وركعتين إلى الكعبة، فقالت اليهود والسفهاء: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. وتحولت القبلة إلى الكعبة، بعد ما صلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، بمكة ثلاث عشرة سنة إلى بيت المقدس، وبعد مهاجرته إلى المدينة، صلى إلى بيت المقدس سبعة اشهر، ثم حول الله عزّوجلّ القبلة إلى البيت الحرام، هكذا فيما عندنا من نسخ التفسير.

قال الشيخ الطبرسي في مجمع البيان (٥): عن البراء بن عازب قال: صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، نحو البيت المقدس ستة عشر، شهرا أو سبعة عشر شهرا، ثم صرفنا نحو الكعبة.

اورده مسلم في الصحيح (٦).

وعن انس بن مالك: انما كان تسعة اشهر، أو عشرة اشهر.

وعن معاذ بن جبل: ثلاثة عشر شهرا.

ورواه علي بن ابراهيم (٧): بإسناده عن الصادق عليه‌السلام، قال: « تحولت القبلة إلى الكعبة، بعد ما صلى النبي

____________________________

(٤) مابين القوسين ليس في المصدر.

(٥) مجمع البيان ج ١ ص ٢٢٣.

(٦) صحيح مسلم ج ١ ص ٣٧٤ ح ١٢.

(٧) تفسير علي بن ابراهيم ج ١ ص ٦٣.

١٧١

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌بمكة ثلاثة عشر سنة، إلى بيت المقدس، وبعد مهاجرته إلى المدينة، صلى إلى بيت المقدس سبعة أشهر.

قال: ثم وجهه الله إلى الكعبة، وذلك ان اليهود - وساق كما نقلناه إلى قوله - كانوا عليها » والظاهر انه اخرجه من غير تفسيره، أو من النسخة الاخرى منه، فان لتفسيره نسختان كبيرة وصغيرة، والله العالم.

٣٢٩٣ / ٥ - محمّد بن مسعود العياشي: عن أبي عمرو الزبيري، عن ابي عبدالله عليه‌السلام، قال: « لما صرف الله نبيّه إلى الكعبة عن بيت المقدس، قال المسلمون للنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: أرأيت صلاتنا التي كنّا نصلّي إلى بيت المقدس [ ما حالنا فيها، وما حال من مضى من أمواتنا وهم يصلّون إلى بيت المقدس ] (١)؟ فأنزل الله ( وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (٢) فسمّى الصلاة إيماناً » (٣).

٣٢٩٤ / ٦ - محمّد بن ابراهيم النعماني في تفسيره: عن احمد بن محمّد بن عقدة، عن جعفر بن احمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن اسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن ابي حمزة، عن أبيه عن اسماعيل بن جابر، عن ابي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق، عن

____________________________

٥ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٦٣ ح ١١٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) البقره ٢: ١٤٣.

(٣) يأتي في الباب ١٤ ح ١ عن البحار عن تفسير سعد بن عبدالله مثله.

٦ - تفسير النعماني ص ١٢، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٦٦ ح ٢١.

١٧٢

أميرالمؤمنين عليهما‌السلام، قال: « ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لما بعث كانت الصلاة إلى (١) بيت المقدس، فكان في اول مبعثه يصلي إلى بيت المقدس، جميع ايام مقامه بمكة، وبعد هجرته إلى المدينة بأشهر، فعيّرته اليهود وقالوا: انت تابع لقبلتنا، فأنف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ذلك منهم، فأنزل الله تعالى عليه، وهو يقلب وجهه في السماء، وينتظر الأمر: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ - إلى قوله - لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ) (٢) يعني اليهود في هذا الموضع، ثم اخبرنا الله عزّوجلّ العلة التي من اجلها لم يحول قبلته من اول مبعثه، فقال تبارك وتعالى: ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا - إلى قوله - لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (٣) فسمى سبحانه الصلاة هاهنا ايمانا ».

٣٢٩٥ / ٧ - البحار عن تفسير سعد بن عبدالله القمي، برواية ابن قولويه عنه، باسناده إلى الصادق عليه‌السلام، قال: « قال اميرالمؤمنين عليه‌السلام: ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لما بعث كانت القبلة إلى بيت المقدس، على سنة بني اسرائيل، وذلك ان الله تبارك وتعالى، اخبرنا في القرآن، انه امر موسى بن عمران ان يجعل بيته قبلة، في قوله: ( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) (١).

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ على هذا يصلي إلى بيت

____________________________

(١) في المصدر زيادة: قبلة.

(٢) البقرة ٢: ١٤٤ - ١٥٠.

(٣) البقرة ٢: ١٤٣.

٧ - البحار ج ٨٤ ص ٧١ ح ٣١.

(١) يونس ١٠: ٨٧.

١٧٣

المقدس، مدة مقامه بمكة وبعد الهجرة اشهرا، حتى عيرته اليهود، وقالوا: انت تابع لنا، تصلي إلى قبلتنا، وبيوت نبينا، فاغتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لذلك، واحب ان يحول الله قبلته إلى الكعبة، وكان ينظر في آفاق السماء، ينتظر امر الله، فأنزل الله عليه ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ - إلى قوله - لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ) (٢) يعني اليهود.

٣٢٩٦ / ٨ - الطبرسي في الاحتجاج: بالاسناد إلى الإمام ابي محمّد العسكري عليه‌السلام، قال: « لما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بمكة، امره الله تعالى ان يتوجه نحو البيت المقدس في صلاته، ويجعل الكعبة بينه وبينها إذا امكن، وإذا لم يتمكن استقبل البيت المقدس كيف كان، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يفعل ذلك طول مقامه بها، ثلاث عشرة سنة، فلما كان بالمدينة، وكان متعبدا باستقبال بيت المقدس، استقبله وانحرف عن الكعبة، سبعة عشر شهرا أو ستة عشر شهرا (١)، وجعل قوم من مردة اليهود يقولون: والله ما درى محمّد كيف صلى، حتى صار يتوجه إلى قبلتنا، ويأخذ في صلاته بهدينا ونسكنا، فاشتد ذلك على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لما اتصل به عنهم، وكره قبلتهم، واحب الكعبة، فجاءه جبرئيل، فقال له رسول الله

____________________________

(٢) البقرة: ١٤٤ - ١٥٠.

٨ - الإحتجاج ص ٤٠، باختلاف بسيط في الالفاظ، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٩ ح ١٢.

(١) في هامش المخطوط: « ليس هذا الترديد في بعض النسخ، وعلى تقديره فهو إمّا من الراوي أو منه عليه‌السلام مشيراً إلى اختلاف العامّة فيه » (منه قدّس سرّه).

١٧٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: يا جبرئيل، لوددت لو صرفني الله عن بيت المقدس إلى الكعبة، فقد تأذيت بما يتصل بي من قبل اليهود من قبلتهم، فقال جبرئيل: فسل ربك ان يحولك إليها، فانه لا يردك عن طلبتك، ولا يخيبك من بغيتك، فلما استتم دعاؤه، صعد جبرئيل ثم عاد من ساعته، فقال: اقرأ يا محمّد ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) (٢)... الآيات، فقالت اليهود عند ذلك: ( مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ) (٣) فأجابهم الله بأحسن جواب فقال: ( قُل لِّلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ) (٤) وهو يملكهما، وتكليفه التحول إلى جانب، كتحويله لكم إلى جانب آخر ( يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (٥) هو مصلحهم، وتؤديهم طاعتهم إلى جنات النعيم ».

٣٢٩٧ / ٩ - قال أبومحمّد عليه‌السلام: « وجاء قوم من اليهود إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فقالوا: يا محمّد هذه القبلة بيت المقدس، قد صليت إليها اربع عشرة سنة، ثم تركتها الآن، افحقا كان ما كنت عليه؟ فقد تركته إلى باطل، فانما يخالف الحق الباطل، أو باطلا كان ذلك؟ فقد كنت عليه طول هذه المدة، فما يؤمننا ان تكون الآن على باطل؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: بل ذلك كان حقا وهذا حقّ، يقول الله: ( قُل لِّلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (١) إذا عرف صلاحكم يا ايها العباد في استقبال (٢)

____________________________

(٢) البقرة ٢: ١٤٤.

(٣، ٤، ٥) البقرة ٢: ١٤٢

٩ - الاحتجاج ص ٤١.

(١) البقرة ٢: ١٤٢.

(٢) في المصدر: استقبالكم

١٧٥

المشرق امركم به، وإذا عرف صلاحكم في استقبال المغرب امركم به، وان عرف صلاحكم في غيرهما امركم به، فلا تنكروا تدبير الله في عباده، وقصده إلى مصالحكم، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: قد تركتم العمل يوم السبت، ثم عملتم بعده سائر الأيام، ثم تركتموه في السبت ثم عملتم بعده، افتركتم الحق إلى الباطل والباطل إلى حق؟ أو الباطل إلى باطل؟ أو الحق إلى حق؟ قولوا كيف شئتم، فهو قول محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وجوابه لكم، قالوا: بل ترك العمل في السبت حق، والعمل بعده حق، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: فكذلك قبلة بيت المقدس في وقته حق، ثم قبلة الكعبة في وقته حق، فقالوا: يا محمّد، أفبدا لربك فيما كان امرك به بزعمك من الصلاة إلى بيت المقدس، حين (٣) نقلك إلى الكعبة؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ما بدا له عن ذلك، فانه العالم بالعواقب، والقادر على المصالح، لا يستدرك على نفسه غلطا، ولا يستحدث رأيا يخالف (٤) المتقدم، جل عن ذلك، ولا يقع أيضا عليه مانع يمنعه عن مراده، وليس يبدو الا لمن كان هذا وصفه، وهو عزّوجلّ متعال عن هذه الصفات علوا كبيرا.

ثم قال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ايها اليهود، اخبروني عن الله، أليس يُمرض ثم يُصح؟ ويصح ثم يمرض؟ أبدا له في ذلك؟ اليس يحيي ويميت؟ (أليس يأتي بالليل في أثر النهار ثم بالنهار في أثر الليل) (٥)؟ أبدا له في كلّ واحد من ذلك؟ قالوا: لا، قال: فكذلك الله تَعبَّد نبيّه محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، بالصلاة إلى

____________________________

(٣) في المصدر: حتى.

(٤) وفيه: بخلاف.

(٥) مابين القوسين ليس في المصدر.

١٧٦

الكعبة، بعد أن (٦) تَعبَّده بالصلاة إلى بيت المقدس، وما بدا له في الأول ثم قال: - أليس الله يأتي بالشتاء في أثر الصيف؟ والصيف في اثر الشتاء؟ ابدا له في كلّ واحد من ذلك؟ قالوا: لا، قال: فكذلك لم يبد له في القبلة.

قال، ثم قال: اليس قد الزمكم في الشتاء ان تحترزوا من البرد بالثياب الغليظة؟ والزمكم في الصيف ان تحترزوا من الحر؟ فبدا له في الصيف حتى امركم بخلاف ما كان امركم به في الشتاء؟ قالوا: لا، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: فكذلك تعبدكم في وقت لصلاح يعلمه بشئ، ثم بعده (٧) في وقت آخر لصلاح آخر يعلمه بشئ آخر، فإذا اطعتم الله في الحالين استحققتم ثوابه، وانزل الله ( وَلِلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ) (٨) اي إذا توجهتم بأمره، فثم الوجه الذي تقصدون منه الله وتأملون ثوابه.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: يا عباد الله، انتم كالمرضى والله رب العالمين كالطبيب، فصلاح المرضى فيما يعلمه (٩) الطبيب [ و ] (١٠) يدبره به، لا فيما يشتهيه المريض ويقترحه، الا فسلموا لله امره تكونوا من الفائزين.

فقيل له: يابن رسول الله، فلم امر بالقبلة الاولى؟ فقال: لما قال الله عزّوجلّ: ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا ) وهي بيت

____________________________

(٦) وفيه زيادة: كان.

(٧) في المصدر: تعبدكم

(٨) البقره ٢: ١١٥.

(٩) في المصدر: يعمله.

(١٠) أثبتناه من المصدر.

١٧٧

المقدس ( إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ) (١١) الا لنعلم ذلك منه موجودا، بعد ان علمناه سيوجد ذلك، ان هوى اهل مكة كان في الكعبة، فأراد الله ان يبين متبع (١٢) محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من مخالفه (١٣)، باتباع القبلة التي كرهها، ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يأمر بها، ولما كان هوى اهل المدينة في بيت المقدس، امرهم مخالفتها والتوجه إلى الكعبة، ليتبين (١٤) من يوافق محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فيما يكرهه، فهو مصدقه وموافقه.

ثم قال: ( وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ) (١٥) انما كان التوجه إلى بيت المقدس، في ذلك الوقت كبيرة، الا على من يهدي الله، فعرف ان الله يُتعبّد بخلاف ما يريده المرء، ليبتلي طاعته في مخالفته هواه ».

٣٢٩٨ / ١٠ - السيد الرضي (رحمه الله) في تفسيره الكبير المسمى بحقائق التأويل في قول تعالى: ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا ) (١) ان فيه اقوالا منها: ان يكون المراد بذلك، ان اول بيت وضع لعبادة المكلفين، قبلة لصلاتهم، وغاية لحجّهم، ومؤدّى لمناسكهم، هذا البيت الذي ببكة، وان كان من قبلة بيوت ليست هذه صفتها، وهذا القول مروي عن اميرالمؤمنين عليه‌السلام.

____________________________

(١١) البقره ٢: ١٤٣.

(١٢) في المصدر: متبعي.

(١٣) وفيه: ممّن خالفه.

(١٤) وفيه: ليُبيّن،

(١٥) البقره ٢: ١٤٣.

١٠ - حقائق التأويل ص ١٧٤.

(١) آل عمران ٣: ٩٦.

١٧٨

٣٢٩٩ / ١١ - جعفر بن احمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: لم يعمل ابن آدم عملا، اعظم عند الله تعالى، من رجل قتل نبيا أو اماما، أو هدم الكعبة التي جعلها الله قبلة لعباده »... الخبر.

٣٣٠٠ / ١٢ - عوالي اللآلي: عن اسامة بن زيد، ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قبّل الكعبة وقال: « هذه هي القبلة ».

قلت: الحق ان الكعبة هي القبلة للقريب والبعيد، وفاقا للفقيه النبيه الشيخ موسى النجفي، قال في شرح الرساله: والذي يظهر من الكتاب والسنة، انها شرفها الله، كبيت المقدس من قبل نسخه، قبلة لجميع العالم، يستوي فيها الداني والقاصي، المشاهد وغيره، المتمكن وغيره، لا يشترك معها غيرها من مسجد حرام أو حرم، الا ان الشئ كلما بعد اتسعت دائرة استقباله عرفا، وصدق عليه الاستقبال حقيقة، كاشتراك الناس في رؤية الشمس والقمر والكواكب على حد سواء، ولا عبرة بالمداقة الحكمية، وفرض الخطوط المتوازية في الصدق العرفي وكلما عسر تحريه للبعد عنه يتسامح في استقباله، ويكون صدق الاستقبال له عادة وعرفا، انما هو على حسب ما يتحراه المستقبل، من مرتبة العلم إلى الظن، إلى الشك، إلى الوهم، كما هو غير خفي، فالاتساع في القبلة في البعد من حيثية الاستقبال، لا من حيثية الاتساع بالقبلة، والا فالقبلة عين واحدة، لا زيادة فيها ولا نقص إلى آخر ما ذكره. وتبعه عليه المحقق صاحب المستند (١)، وهذا

____________________________

١١ - الغايات ص ٨٦.

١٢ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٧ ح ٦٤.

(١) المستند ج ١ ص ٢٥٥.

١٧٩

هو الظاهر من صاحب الجواهر في نجاة العباد (٢)، وان ذكر الشيخ الاعظم في الحاشية (٣) في هذا المقام، ما يحتاج إلى التأمل وتمام الكلام في الفقه.

٣٣٠١ / ١٣ - ابن ابي جمهور في درر اللآلي: عن اسامة بن زيد قال: دخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ البيت، وخرج فوقف على باب البيت وصلى ركعتين، وقال: « هذه القبلة » واشار إليها.

٣ - ( باب استحباب التياسر لأهل العراق ومن والاهم قليلاً )

٣٣٠٢ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « إذا اردت توجه القبلة فتياسر مثلَيْ ما تيامن، فان الحرم عن يمين الكعبة اربعة اميال، وعن يساره ثمانية (١) اميال ».

قلت: مما يجب التنبيه عليه، ان الشيخ ذكر في الأصل (٢) خبراً عن التهذيب (٣)، بهذا المضمون - إلى أن قال - ورواه الفضل بن شادان (٤) في رسالة القبلة (٥) مرسلا، عن الصادق عليه‌السلام، نحوه.

____________________________

(٢) جواهر الكلام ج ٧ ص ٣٢٢.

(٣) كتاب الصلاة للشيخ الانصاري ص ٣٢.

١٣ - درر اللآلي ج ١ ص ١٣٦.

الباب - ٣

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٦، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٠ ح ٥.

(١) في المصدر: ثلاث.

(٢) الوسائل ج ٣ ص ٢٢٢ ذيل الحديث ٢.

(٣) التهذيب ج ٢ ص ٤٤ ح ١٤٣، الفقيه ج ١ ص ١٧٨ ح ٨٤٢، علل الشرائع ج ٢ ص ٣١٨ ح ١.

(٤) في الوسائل: أبوالفضل شاذان بن جبرئيل.

(٥) عنه في البحار ج ٨٤ ص ٧٧.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571