مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٢

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام0%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 571

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مؤلف: الشيخ عزيز الله العطاردي
تصنيف:

الصفحات: 571
المشاهدات: 61553
تحميل: 2102


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 571 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 61553 / تحميل: 2102
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء 2

مؤلف:
العربية

٧٩ ـ عنه حدّثنى أبى عن سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن إسماعيل بن مهران ، عن على بن أبى حمزة ، عن أبى بصير ، قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام أنا قتيل العبرة(١) .

٨٠ ـ عنه حدّثنى محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن أبان الأحمر ، عن محمّد بن الحسن الخزاز عن هارون بن خارجة ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال كنّا عنده فذكرنا الحسينعليه‌السلام وعلى قاتله لعنة الله فبكى أبو عبد اللهعليه‌السلام وبكينا قال : ثمّ رفع رأسه فقال : قال الحسينعليه‌السلام أنا قتيل العبرة لا يذكرنى مؤمن الّا بكى(٢)

٨١ ـ عنه حدّثنى علىّ بن الحسين السعدآبادي ، قال حدثني أحمد بن أبى عبد الله البرقي ، عن أبيه عن ابن مسكان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : قال الحسينعليه‌السلام : أنا قتيل العبرة قتلت مكروبا وحقيق علىّ أن لا يأتينى مكروب قطّ الّا ردّه الله وقلبه إلى أهله مسرورا(٣) .

٨٢ ـ الكشى ، حدثني نصر بن الصباح ، قال : حدثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن يحيى بن عمران ، قال : حدثنا محمّد بن سنان ، عن زيد الشحام ، قال : كنا عند أبى عبد اللهعليه‌السلام ونحن جماعة من الكوفيين ، فدخل جعفر بن عفان على أبى عبد الله ، فقربه وأدناه ، ثم قال : يا جعفر ، قال : لبيك جعلنى الله فداك ، فقال : بلغنى انك تقول الشعر فى الحسينعليه‌السلام وتجيد قال : نعم جعلنى الله فداك.

فقال : قل ، فأنشد ، فبكىعليه‌السلام ومن حوله حتّى صارت الدموع على وجهه ولحيته ، ثم قال : يا جعفر والله لقد شهدك ملائكة الله المقرّبون هاهنا ، يسمعون قولك فى الحسين ولقد بكوا كما بكينا ، أو أكثر ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر فى

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٠٨.

(٢) كامل الزيارات : ١٠٨.

(٣) كامل الزيارات : ١٠٩.

٥٠١

ساعتك الجنة بأسرها وغفر الله لك فقال : يا جعفر ألا أزيدك؟ قال : نعم يا سيّدى ، قال: ما من أحد قال فى الحسين شعرا فبكى وأبكى به إلّا أوجب الله له الجنة وغفر له(١) .

٨٣ ـ الشيخ أبو على الحسن بن محمّد بن الحسن بن على الطوسى رضى الله عنه ، قال : أخبرنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمّد بن الحسن بن علىرحمه‌الله قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : حدثنا أبو القاسم جعفر بن قولويهرحمه‌الله قال : حدّثنى أبى قال : حدّثنى سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن ابن محبوب الزراد ، عن أبى محمّد الأنصاري عن معاوية بن وهب ، قال : كنت جالسا عند جعفر بن محمّدعليهما‌السلام اذ جاء شيخ قد انحنى من الكبر فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته.

فقال له أبو عبد الله : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، يا شيخ ادن منّى ، فدنا منه فقبل يده فبكى ، فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : وما يبكيك يا شيخ؟ قال له : يا ابن رسول الله أنا مقيم على رجاء منكم منذ نحو من مائة سنة ، أقول هذه السنة وهذا الشهر وهذا اليوم ولا أراه فيكم ، فتلومنى ان أبكى ، قال : فبكى أبو عبد اللهعليه‌السلام ثم قال : يا شيخ ان اخرت منيّتك كنت معنا ، وان عجلت كنت يوم القيامة مع ثقل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقال الشيخ : ما أبالى ما فاتنى بعد هذا يا ابن رسول الله ، فقاله أبو عبد اللهعليه‌السلام . يا شيخ إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إنى تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله المنزل ، وعترتى أهل بيتى تجئ وأنت معنا يوم القيامة. قال : يا شيخ ما أحسبك من أهل الكوفة. قال : لا قال : فمن أين أنت؟ قال : من سوادها جعلت فداك قال : أين أنت من قبر جدّى المظلوم الحسينعليه‌السلام ؟ قال : انى لقريب منه.

__________________

(١) رجال الكشى : ٢٤٥.

٥٠٢

قال : كيف اتيانك له؟ قال : إنى لآتيه وأكثر ، قال : يا شيخ ذاك دم يطلب الله تعالى به ما اصيب ولد فاطمة ولا يصابون بمثل الحسينعليه‌السلام ولقد قتلعليه‌السلام وسبعة عشر من أهل بيته نصحوا الله وصبروا فى جنب الله ، فجزاهم أحسن جزاء الصابرين ، انه اذا كان يوم القيامة أقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه الحسينعليه‌السلام ويده على راسه يقطر دما ، فيقول : يا ربّ سل امّتى فيم قتلوا ابنى وقالعليه‌السلام : كلّ الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسينعليه‌السلام (١)

٧٨ ـ باب عذاب قاتل الحسينعليه‌السلام

١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علىّ بن محمّد ومحمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الحسن بن شمّون عن عبد الله بن عبد الرّحمن الأصمّ ، عن كرّام قال : حلفت فيما بينى وبين نفسى ألّا آكل طعاما بنهار أبدا حتّى يقوم قائم آل محمّدعليهم‌السلام فدخلت على أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : فقلت له : رجل من شيعتكم جعل الله عليه ألا يأكل طعاما بنهار أبدا حتّى يقوم قائم آل محمّد؟ قال : فصم إذا يا كرّام ولا تصم العيدين ولا ثلاثة التشريق ولا إذا كنت مسافرا ولا مريضا.

فانّ الحسينعليه‌السلام لمّا قتل عجّت السماوات والارض ومن عليهما والملائكة ، فقالوا : يا ربّنا ائذن لنا فى هلاك الخلق حتّى نجدّهم عن جديد الأرض بما استحلّوا حرمتك ، وقتلوا صفوتك ، فأحى الله إليهم يا ملائكتى ويا سماواتى ويا أرضى اسكنوا ، ثمّ كشف حجابا من الحجب فاذا خلفه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله واثنا عشر وصيّا لهعليهم‌السلام وأخذ بيد فلان القائم من بينهم. فقال : يا ملائكتى ويا سماواتى ويا

__________________

(١) أمالي الطوسى : ١ / ١٦٢.

٥٠٣

أرضى بهذا انتصر لهذا قالها ثلاث مرّات(١) .

٢ ـ ابن قولويه حدّثنى أبىرحمه‌الله ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم عن عثمان بن عيسى ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفرعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّ فى النار لمنزلة لم يكن يستحقّها أحد من الناس إلّا قاتل الحسين ابن على ، ويحيى بن زكريّاعليهم‌السلام (٢) .

٣ ـ عنه حدّثنى أبىرحمه‌الله وعلىّ بن الحسين ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبى عبد اللهعليهم‌السلام قال : سمعته يقول : تقتل والله ذرارى قتلة الحسين بفعل آبائها(٣) .

٤ ـ عنه حدّثنى أبىرحمه‌الله ومحمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفار عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن عبد الخالق ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : كان قاتل الحسينعليه‌السلام ولد زنا وقاتل يحيى بن زكريّا ولد زنا(٤) .

٥ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن جعفر القرشى الرزّاز ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن علىّ بن النعمان ، عن مثنّى ، عن سدير ، قال سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول انّ الله جعل قتل أولاد النبيّين من الامم الماضية على يدى أولاد زنا(٥) .

٦ ـ عنه ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن داود بن فرقد ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : كان الّذي قتل الحسين بن علىّعليهما‌السلام ولد زنا والّذي قتل يحيى بن زكريّا ولد زنا(٦) .

٧ ـ عنه ، عن محمّد بن الحسين ، عن علىّ بن أسباط ، عن إسماعيل ابن زكريّا ، عن بعض رجاله ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام فى قول فرعون :( ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى )

__________________

(١) الكافى : ١ / ٥٣٤.

(٢) كامل الزيارات : ٧٧.

(٣) كامل الزيارات : ٧٨.

(٤) كامل الزيارات : ٧٨.

(٥) كامل الزيارات : ٧٨.

(٦) كامل الزيارات : ٧٨.

٥٠٤

فقيل له من كان يمنعه قال كان لرشده لأنّ الأنبياء والحجج لا يقتلها ألّا أولاد زنا والبغايا(١) .

٨ ـ عنه حدّثنى أبىرحمه‌الله ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبى عمير ، عن بعض أصحابه ، عن ابن مسكان ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : قاتل الحسين بن على ولد زنا(٢) .

٩ ـ عنه ، حدّثنى أبىرحمه‌الله ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عثمان بن عيسى ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفرعليه‌السلام قال لا يقتل النبيّين وأولاد النبيّين الّا أولاد زنا(٣) .

١٠ ـ عنه ، حدّثنى أبى رحمه‌الله ، عن سعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميرى ، عن أحمد بن أبى عبد الله البرقي ، عن أبيه محمّد بن خالد ، عن عبد العظيم ابن عبد الله بن علىّ الحسنى ، عن الحسن بن الحسين العمرى ، عن الحسين بن شدّاد الجعفى ، عن جابر ، عن أبى جعفرعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يقتل الأنبياء وأولاد الأنبياء الّا ولد زنا(٤) .

١١ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علىّ بن فضّال ، عن مروان بن مسلم ، عن اسماعيل بن كثير قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : كان قاتل الحسين ابن علىّ ولد زنا ، وكان قاتل يحيى بن زكريّا ولد زنا ولم تبك السماء والأرض إلّا لهما(٥) .

١٢ ـ الصدوق باسناده ، قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ موسى بن عمران سأل ربّه عزوجل فقال : يا ربّ إنّ أخى هارون مات فاغفر له ، فأوحى الله تعالى إليه :

__________________

(١) كامل الزيارات : ٧٨.

(٢) كامل الزيارات : ٧٨.

(٣) كامل الزيارات : ٧٨.

(٤) كامل الزيارات : ٧٩.

(٥) كامل الزيارات : ٧٩.

٥٠٥

يا موسى لو سألتنى فى الأوّلين والآخرين لأجبتك ما خلا قاتل الحسين بن على ابن أبى طالبعليه‌السلام فانى أنتقم له من قاتله(١) .

١٣ ـ عنه باسناده ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن قاتل الحسين بن على فى تابوتعليهما‌السلام من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا وقد شدّت يداه ورجلاه بسلاسل من نار ، منكس فى النار حتّى يقع فى قعر جهنّم وله ريح يتعوّذ أهل النار إلى ربّهم ، من شدّة نتنه ، وهو فيها خالد ذائق العذاب الأليم ، مع جميع من شايع على قتله كلما نضجت جلودهم بدل الله عزوجل عليهم الجلود حتّى يذوقوا العذاب الأليم ، لا يفترّ عنهم ساعة ويسقون من حميم جهنّم ، فالويل لهم من عذاب الله تعالى فى النار(٢) .

١٤ ـ عنه ، أبىرحمه‌الله قال : حدّثنى سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن زياد القندى ، عن محمّد بن أبى حمزة ، عن عيص بن القاسم ، قال : ذكر عند أبى عبد اللهعليه‌السلام قاتل الحسين ، فقال بعض أصحابه : كنت أشتهى أن ينتقم الله منه فى الدنيا قال : كأنّك تستقلّ له عذاب الله؟ وما عند الله أشدّ عذابا وأشدّ نكالا(٣) .

١٥ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن الحسن رضى الله عنه قال : حدّثنى محمّد بن الحسن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عثمان بن عيسى ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفرعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ فى النار منزلة لم يكن يستحقّها أحد من النّاس إلّا بقتل الحسين بن علىّ صلوات الله عليهما ويحيى بن زكريّاعليهما‌السلام (٤) .

١٦ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن علىّ ماجيلويه رضى الله عنه قال : حدّثنى محمّد ابن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن

__________________

(١) عيون اخبار الرضا ، ٢ / ٤٧.

(٢) عيون اخبار الرضا ، ٢ / ٤٧.

(٣) عقاب الاعمال : ٢٥٧.

(٤) عقاب الاعمال : ٢٥٧.

٥٠٦

بعض أصحابه عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة نصب لفاطمةعليها‌السلام قبّة من نور وأقبل الحسينعليه‌السلام رأسه على يده فاذا رأته شهقت شهقة لا يبقى فى الجمع ملك مقرّب ولا نبىّ مرسل ولا عبد مؤمن إلّا بكى لها فيمثّل الله عزوجل رجلا لها فى أحسن صورة وهو يخاصم قتلته بلا رأس.

فيجمع الله قتلته والمجهزين عليه ومن شرك فى قتله فيقتلهم حتّى أتى على آخرهم ، ثمّ ينشرون فيقتلهم أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ثمّ ينشرون فيقتلهم الحسنعليه‌السلام ثمّ ينشرون فيقتلهم الحسينعليه‌السلام ثمّ ينشرون فلا يبقى من ذرّيّتنا أحد إلّا قتلهم قتلة ، فعند ذلك يكشف الغيظ وينسى الحزن ، ثمّ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : رحم الله شيعتنا ، شيعتنا والله هم المؤمنون فقد والله شركونا فى المصيبة بطول الحزن والحسرة(١) .

١٧ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن الحسن رضى الله عنه قال : حدّثنى محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول : القائم والله يقتل ذرارى قتله الحسينعليه‌السلام بفعال آبائها(٢) .

١٨ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن موسى بن المتوكّل ، قال : حدثني محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن منصور ، عن رجل ، عن شريك يرفعه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا كان يوم القيامة جاءت فاطمةعليها‌السلام فى لمّة من نسائها فيقال لها : ادخلى الجنّة ، فيقول : لا أدخل حتّى أعلم ما صنع بولدى من بعدى فيقال لها : انظرى فى قلب القيامة فتنظر إلى الحسينعليه‌السلام قائما وليس عليه رأس فتصرخ صرخة وأصرخ لصراخها وتصرخ الملائكة لصراخنا.

فيغضب اللهعزوجل لنا عند ذلك فيأمر نارا يقال لها هبهب قد أوقد عليها ألف عام حتّى اسودّت لا يدخلها روح أبدا ، ولا يخرج منها غمّ أبدا ، فيقال : التقطى

__________________

(١) عقاب الاعمال : ٢٥٧.

(٢) عقاب الاعمال : ٢٥٧.

٥٠٧

قتله الحسين وحملة القرآن(١) فتلتقطهم ، فاذا صاروا فى حوصلتها صهلت وصهلوا بها ، وشهقت وشهقوا بها وزفرت وزفروا بها ، فينطقون بألسنة ذلقة طلقة يا ربّنا فبما أوجبت لنا النّار قبل عبدة الأوثان؟ فيأتيهم الجواب عن الله تعالى : أنّ من علم ليس كمن لا يعلم(٢) .

١٩ ـ عنه ، عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، رضى الله عنه قال : حدّثنى محمّد ابن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ ، قال : حدّثنى عبد الله بن بكر الأرّجانىّ قال : صحبت أبا عبد اللهعليه‌السلام فى طريق مكّة من المدينة فنزل منزلا يقال له عسفان ثمّ مررنا بجبل أسود ، على يسار الطريق وحش ، فقلت : يا ابن رسول الله ما أوحش هذا الجبل؟ ما رأيت فى الطريق جبلا مثله؟

فقال : يا ابن بكر أتدري أىّ جبل هذا؟ هذا جبل يقال له : الكمد وهو على واد من أودية جهنّم فيه قتلة أبى الحسينعليه‌السلام استودعهم الله ، يجرى من تحته مياه جهنّم من الغسلين والصديد والحميم الآن وما يخرج من جهنّم وما يخرج من طينة خبال وما يخرج من لظى وما يخرج من الحطمة وما يخرج من سقر وما يخرج من الجحيم وما يخرج من الهاوية وما يخرج من السعير.

ما مررت بهذا الجبل فى مسيرى فوقفت الّا رأيتهما يستغيثان ويتضرّعان وإنّى لأنظر إلى قتلة أبى فأقول لهما : إنّ هؤلاء إنّما فعلوا لما أسّستما ، لم ترحمونا إذ ولّيتم وقتلتمونا وحرمتمونا ، ووثبتم على حقّنا ، واستبدتم بالأمر دوننا ، فلا يرحم الله من يرحمكما ذوقا وبال ما صنعتما وما الله بظلّام للعبيد(٣) .

٢٠ ـ عنه باسناده ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن الحسين ، عن نصر بن

__________________

(١) كذا فى الاصل.

(٢) عقاب الاعمال : ٢٥٨.

(٣) عقاب الاعمال : ٢٥٨.

٥٠٨

مزاحم ، عن عمر بن سعد ، عن محمّد بن يحيى الحجازى ، عن إسماعيل بن داود أبى العبّاس الأسدي ، عن سعيد بن الخليل ، عن يعقوب بن سليمان قال : سمرت أنا ونفر ذات ليلة فتذاكرنا قتل الحسينعليه‌السلام فقال رجل من القوم : ما تلبّس أحد بقتله الّا أصابه بلاء فى أهله وماله ونفسه.

فقال شيخ من القوم فهو والله ممّن شهد قتله وأعان عليه فما أصابه الى الآن أمر يكرهه ، فمقته القوم وتغيّر السراج وكان دهنه نفطا ، فقام إليه ليصلح فأخذت النّار بإصبعه فنفخها ، فأخذت بلحيته ، فخرج يبادر إلى الماء فألقى نفسه فى النهر وجعلت النّار ترضرضت على رأسه فاذا أخرجه أحرقته حتّى مات لعنه الله(١)

٢١ ـ عنه ، باسناده ، عن عمر بن سعد ، عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة قال : قدم علينا رجل من بنى دارم ممّن شهد قتل الحسينعليه‌السلام مسودّ الوجه وكان رجلا جميلا شديد البياض ، فقلت له؟ ما كدت أعرفك لتغيّر لونك ، فقال : قتلت رجلا من أصحاب الحسين أبيض بين عينيه أثر السجود ، وجئت برأسه ، فقال القاسم : لقد رأيته على فرس له مرحا ، وقد علّق الرأس بلبانها ، وهو يصيب ركبتيها ، قال : فقلت لأبى : لو أنّه رفع الرّأس قليلا أما ترى ما تصنع به الفرس بيديها؟.

فقال لى : يا بنىّ ما يصنع به أشدّ ، لقد حدّثنى فقال : ما نمت ليلة منذ قتلته الّا أتانى فى منامى حتى يأخذ بكتفى فيقودنى ويقول : انطلق فينطلق بى إلى جهنّم فيقذف بى فيها حتّى أصبح ، قال : فسمعت بذلك جارة له ، فقالت : ما تدعنا ننام شيئا من الليل من صياحه قال فقمت فى شباب من الحىّ فأتينا امرأته فسألناها ، فقالت : قد أبدى على نفسه قد صدقكم(٢) .

٢٢ ـ عنه ، باسناده ، عن عمر بن سعد قال : حدّثنى أبو معاوية ، عن الأعمش عن عمّار بن عمير التيمىّ قال : لمّا جيء برأس عبيد الله بن زياد لعنه الله ورءوس

__________________

(١) عقاب الاعمال : ٢٥٩.

(٢) عقاب الاعمال : ٢٥٩.

٥٠٩

أصحابه عليهم غضب الله قال : انتهيت إليهم والناس يقولون : قد جاءت ، قال : فجاءت حية يتخلّل الرءوس حتّى نحلت فى منخر عبيد الله بن زياد لعنه الله عليه ، ثمّ خرجت فدخلت فى المنخر الآخر(١) .

٢٣ ـ عنه ، حدّثنى علىّ بن أحمد بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جدّه ، أحمد بن أبى عبد الله ، عن أبيه محمّد بن خالد ، باسناده يرفعه إلى عنبسة الطائى ، عن أبى جبير ، عن علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يمثّل لفاطمةعليها‌السلام رأس الحسين متشحّطا بدمه فتصيح : وا ولداه وا ثمرة فؤاداه ، فتصعق الملائكة لصيحة فاطمةعليها‌السلام وينادى أهل القيامة : قتل الله قاتل ولدك يا فاطمة.

قال فيقول اللهعزوجل : ذلك أفعل به وبشيعته وأحبّائه وأتباعه ، وإنّ فاطمةعليها‌السلام فى ذلك اليوم على ناقة من نوق الجنّة مدبّجة الجبينين واضحة الخدّين ، شهلاء العينين ، رأسها من الذهب المصفّى ، وأعناقها من المسك والعنبر ، خطامها من الزبرجد الأخضر ، رحائلها درّ مفضض بالجوهر ، على الناقة هودج ، غشاوتها من نور الله ، وحشوها من رحمة الله.

خطامها فرسخ من فراسخ الدنيا ، يحفّ بهودجها سبعون ألف ملك بالتسبيح والتمجيد والتهليل والتكبير ، والثناء على ربّ العالمين ، ثمّ ينادى مناد من بطنان العرش ، يا أهل القيامة غضّوا أبصاركم فهذه فاطمة بنت محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تمرّ على الصراط ، فتمرّ فاطمة عليها‌السلام وشيعتها على الصراط كالبرق الخاطف ، قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وتلقّى أعداؤها وأعداء ذرّيّتها فى جهنّم(٢) .

٢٤ ـ عنه أبىرحمه‌الله قال : حدّثنى محمّد بن يحيى العطّار ، قال : حدّثنى محمّد ابن أحمد قال : حدّثنى عبد الله بن محمّد ، عن علىّ بن زياد ، عن محمّد بن علىّ الحلبىّ قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إنّ آل أبى سفيان قتلوا الحسين بن علىعليهما‌السلام

__________________

(١) عقاب الاعمال : ٢٦٠.

(٢) عقاب الاعمال : ٢٦٠.

٥١٠

فنزع الله ملكهم ، وقتل هشام زيد بن علىّ فنزع الله ملكه ، وقتل الوليد يحيى بن زيد فنزع الله ملكه ، على قتله ذرّيّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين(١) .

٢٥ ـ المفيد ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن على بن موسى ، قال حدثنا أبى ، قال حدثنا علىّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبى عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبى عبد الله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام : إذا كان يوم القيامة جمع الله الأوّلين والآخرين فى صعيد واحد فينادى مناد غضّوا أبصاركم ونكسوا رءوسكم حتّى تجوز فاطمة بنت محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله الصراط قال فتغضّ الخلائق أبصارهم فتأتى فاطمةعليها‌السلام على نجيب من نجب الجنّة يشيعها سبعون ألف ملك فتقف موقفا شريفا من مواقف القيامة.

ثمّ تنزل عن نجيبها فتأخذ قميص الحسين بن على بيدها مضمّخا بدمه وتقول يا ربّ هذا قميص ولدى وقد علمت ما صنع به فيأتيها النداء من قبل اللهعزوجل يا فاطمة لك عندى الرضا فتقول يا ربّ انتصر لى من قاتله ، فيأمر الله تعالى عنقا من النار فتخرج من جهنّم فتلتقط قتلة الحسين بن علىعليهما‌السلام كما يلتقط الطير الحبّ ثمّ يعود العنق بهم الى النار فيعذبون فيها بأنواع العذاب ثمّ تركب فاطمةعليها‌السلام نجيبها حتّى تدخل الجنّة ومعها الملائكة المشيعون لها وذرّيّتها بين يديها وأوليائهم من الناس عن يمينها وشمالها(٢) .

٢٦ ـ أبو جعفر الطبرى الامامى باسناده ، عن محمّد بن سليمان قال : حدّثنا عمر ، قال لمّا خفنا أيّام الحجاج خرج نفر منا من الكوفة مشرّدين وخرجت معهم فصرنا إلى كربلاء وليس بها موضع نسكنه فبيننا كوخا على شاطئ الفرات وقلنا نأوى إليه فبينا نحن فيه إذ جاءنا رجل غريب منقطع به فلمّا غربت الشمس وأظلم

__________________

(١) عقاب الاعمال : ٢٦١.

(٢) أمالي المفيد : ٨٤.

٥١١

اللّيل اشعلنا وكنّا نشعل بالنفط ثمّ جلسنا نتذاكر أمر الحسين مصيبته وقتله ومن تولّاه.

فقلنا ما بقى أحد من قتلة الحسين إلّا رماه الله ببليّة فى بدنه فقال ذلك الرجل فانا كنت فيمن قتله والله ما أصابنى سوء وإنّكم يا قوم تكذبون قال : فأمسكنا عنه وقلّ ضوء النفط فقام ذلك الرجل ليصلح الفتيلة باصبعه أخذت النار كفه فخرج نارا حتّى ألقى نفسه فى الفرات يتغوث به فو الله لقد رأيناه يدخل نفسه فى الماء والنار على وجه الماء فاذا خرج رأسه سرت النار إليه فيغوصه الى الماء ، ثمّ يخرجه فتعود إليه فلم يزل دأبه ذلك حتّى هلك(١) .

٢٧ ـ أبو جعفر الطوسى باسناده ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن الحسين بن على بن عفان ، عن الحسين بن عطية ، قال : حدّثنا ناصح ، عن أبى عبد الله عن مرية جارية لهم قالت : كان عندنا رجل خرج على الحسينعليه‌السلام ثمّ جاء بجمل وزعفران ، قالت : فلمّا دقّوا الزعفران صار نارا ، قالت : فجعلت المرأة تأخذ منه الشيء فتلطخه على يديها فيصير منه برص ، قالت : ونحروا البعير قالت فكلّما جزّوا بالسكّين صار مكانها نارا ، قالت : فجعلوا يسلخونه فيصير مكانه نارا ، قالت : فقطعوه فخرج منه النار.

قالت : فطبخوه فكلّما أوقدوا النار فارت القدر نارا ، قالت : فجعلوه فى الجفنة فصار نارا ، قالت : وكنت صبية يومئذ فأخذت عظما منه فطينت عليه فسقط وأنا يومئذ امرأة فأخذناه نصنع منه اللعب. قالت : فلمّا جزرناه بالسكين خرج مكانه نارا فعرفنا انّه ذلك العظم قذفناه(٢) .

٢٨ ـ عنه ، باسناده ، أخبرنا ابن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدّثنا حسن بن على بن عفان ، عن الحسن بن عطية ، قال : سمعت جدّى أبا

__________________

(١) بشارة المصطفى : ٣٤٠.

(٢) أمالى الطوسى : ٢ / ٣٣٦.

٥١٢

أمى بزيعا قال : كنّا نمر ونحن غلمان زمن خالد على رجل فى الطريق جالس أبيض الجسد أسود الوجه ، وكان الناس يقولون خرج على الحسينعليه‌السلام (١) .

٢٩ ـ قال : ابن طاوس : روى ابن رباح قال رأيت رجلا مكفوفا قد شهد قتل الحسينعليه‌السلام فسئل عن ذهاب بصره فقال : كنت شهدت قتله عاشر عشرة غير أنّى لم أضرب ولم أرم ، فلمّا قتل رجعت إلى منزلى وصلّيت العشاء الأخيرة ونمت فأتانى آت فى منامى فقال أجب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فانه يدعوك فقلت ما لي وله فأخذ بتلابيبى وجرّنى إليه فاذا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله جالس فى صحراء ، حاسر عن ذراعيه أخذ بحربة وملك قائم بين يديه وفى يده سيف من نار.

فقتل أصحابى التسعة فكلما ضرب ضربة التهب أنفسهم نارا فدنوت منه وجثوت بين يديه وقلت : السلام عليك يا رسول الله فلم يرد علىّ ومكث طويلا ثمّ رفع رأسه وقال يا عدوّ الله انتهكت حرمتى وقتلت عترتى ، ولم ترع حقّى وفعلت ما فعلت فقلت والله يا رسول الله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ، ولا رميت بسهم ، قال صدقت ولكنّك كثرت السواد ادن منّى فدنوت منه فاذا طست مملؤ دما فقال لى هذا دم ولدى الحسينعليه‌السلام فكحلنى من ذلك الدم فانتبهت حتّى الساعة لا أبصر شيئا(٢) .

٣٠ ـ عنه ، قال : رأيت فى المجلّد الثلاثين من تذييل شيخ المحدّثين ببغداد محمّد ابن النجّار فى ترجمة فاطمة بنت أبى العبّاس الأزدى باسناده ، عن طلحة قال سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إنّ موسى بن عمران سئل ربّه قال : يا ربّ إنّ أخى هارون مات فاغفر له فأوحى الله إليه يا موسى بن عمران لو سألتنى فى الأوّلين والآخرين لأجبتك ما خلا قاتل الحسين بن على بن أبى طالب صلوات الله وسلامه عليهما(٣)

__________________

(١) أمالى الطوسى : ٢ / ٣٣٧.

(٢) اللهوف : ٥٩.

(٣) اللهوف : ٦١.

٥١٣

٣١ ـ قال المجلسى : روى الديلمىّ فى فردوس الأخبار ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّ موسى بن عمران سأل ربّهعزوجل فقال : يا ربّ إنّ أخى هارون مات فاغفر له فأوحى الله أن : يا موسى لو سألتنى فى الأوّلين والآخرين لأجبتك ما خلا قاتل الحسين بن علىّ بن أبى طالب فانّى أنتقم له منه(١) .

٣٢ ـ عنه ، قال : وحكى أنّ موسى بن عمران رآه إسرائيلىّ مستعجلا وقد كسته الصفرة واعترى بدنه الضعف ، وحكم بفرائصه الرّجف ، وقد اقشعرّ جسمه ، وغارت عيناه ونحف ، لأنّه كان إذا دعاه ربّه للمناجاة يصير عليه ذلك من خيفة الله تعالى ، فعرفه الإسرائيلىّ وهو ممّن آمن به ، فقال له : يا نبىّ الله أذنبت ذنبا عظيما فأسأل ربّك أن يعفو عنّى فأنعم ، وسار.

فلمّا ناجى ربّه قال له : يا ربّ العالمين أسألك وأنت العالم قبل نطقى به فقال تعالى: موسى ما تسألنى أعطيتك ، وما تريد أبلّغك ، قال : ربّ إنّ فلانا عبدك الإسرائيلى أذنب ذنبا ويسألك العفو ، قال : يا موسى أعفو عمّن استغفرنى الّا قاتل الحسين.

قال : يا موسى : يا ربّ ومن الحسين؟ قال له : الذي مرّ ذكره عليك بجانب الطور ، قال : بلى ربّ ومن يقتله؟ قال يقتله أمّة جدّه الباغية الطاغية فى أرض كربلا وتنفر فرسه وتحمحم وتصهّل ، وتقول فى صهيلها ، الظليمة الظليمة من أمّة قتلت ابن بنت نبيّها فيبقى ملقى على الرّمال من غير غسل ولا كفن ، وينهب رحله ويسبى نساؤه فى البلدان ، ويقتل ناصره ، وتشهر رءوسهم مع رأسه على أطراف الرّماح يا موسى صغيرهم يميته العطش ، وكبيرهم جلده منكمش ، يستغيثون ولا ناصر ويستجيرون ولا خافر.

قال : فبكى موسىعليه‌السلام وقال : يا ربّ وما لقاتليه من العذاب؟ قال : يا موسى

__________________

(١) بحار الأنوار : ٤٣ / ٣١٥.

٥١٤

عذاب يستغيث منه أهل النار ، لا تنالهم رحمتى ، ولا شفاعة جدّه ، ولو لم تكن كرامة له لخسفت بهم الأرض ، قال موسى : برئت إليك اللهمّ منهم وممّن رضى لفعالهم ، فقال سبحانه : يا موسى كتبت رحمة لتابعيه من عبادى ، واعلم أنّه من بكا عليه أو أبكى أو تباكى حرّمت جسده على النار(١) .

٣٣ ـ عنه ، روى أنّ رجلا بلا أيد ولا أرجل وهو أعمى ، يقول : ربّ نجّنى من النار فقيل له : لم تبق لك عقوبة ، ومع ذلك تسأل النجاة من النّار؟ قال : كنت فيمن قتل الحسينعليه‌السلام بكربلاء فلمّا قتل رأيت عليه سراويلا وتكّة حسنة بعد ما سلبه النّاس فأردت أن أنزع منه التكّة ، فرفع يده اليمنى ووضعها على التكّة ، فلم أقدر على دفعها فقطعت يمينه ثمّ هممت أن آخذ التكّة فرفع شماله فوضعها على تكّة فقطعت يساره ، ثمّ هممت بنزع التكّة من السراويل ، فسمعت زلزلة فخفت وتركته فألقى الله علىّ النّوم.

فنمت بين القتلى فرأيت كأنّ محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله أقبل ومعه علىّ وفاطمة فأخذوا رأس الحسين فقبّلته فاطمة ، ثمّ قالت : يا ولدى قتلوك قتلهم الله من فعل هذا بك؟ فكان يقول : قتلنى شمر. وقطع يداى هذا النائم ـ وأشار إلىّ فقالت فاطمة لى : قطع الله يديك ورجليك ، وأعمى بصرك ، وأدخلك النار ، فانتبهت وأنا لا أبصر شيئا وسقطت منّى يداى ورجلاى ، ولم يبق من دعائها الّا النّار(٢) .

٣٤ ـ عنه ، روى فى بعض مؤلّفات أصحابنا مرسلا ، عن بعض الصحابة قال : رأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يمصّ لعاب الحسين كما يمصّ الرجل السكرة ، وهو يقول : حسين منّى وأنا من حسين أحبّ الله من أحبّ حسينا ، وأبغض الله من أبغض حسينا ، حسين سبط من الأسباط ، لعن الله قاتله ، فنزل جبرئيلعليه‌السلام وقال : يا محمّد إنّ الله قتل بيحيى بن زكريّا سبعين ألفا من المنافقين ، وسيقتل بابن ابنتك الحسين سبعين

__________________

(١) بحار الأنوار : ٤٤ / ٣٠٨.

(٢) بحار الأنوار : ٤٥ / ٣١١.

٥١٥

ألفا وسبعين ألفا من المعتدين ، وإنّ قاتل الحسين فى تابوت من نار ، ويكون عليه نصف عذاب أهل الدنيا ، وقد شدّت يداه ورجلاه بسلاسل من نار ، وهو منكّس على أمّ رأسه فى قعر جهنّم ، وله ريح يتعوّذ أهل النار من شدة نتنها وهو فيها خالد ذائق العذاب الأليم لا يفترّ عنه ويسقى من حميم جهنم(١) .

٣٥ ـ قال سبط ابن الجوزى : حكى الواقدى عن ابن الرماح ، قال : كان بالكوفة شيخ أعمى قد شهد قتل الحسين ، فسألناه يوما عن ذهاب بصره فقال كنت فى القوم وكنا عشرة غير أنى لم أضرب بسيف ولم أطعن برمح ولا رميت بسهم ، فلما قتل الحسين وحمل رأسه رجعت الى منزلى ، وأنا صحيح وعيناى كأنهما كوكبان فنمت تلك الليلة فاتانى آت فى المنام وقال أجب رسول الله ، قلت ما لي ولرسول الله فاخذ بيدى وانتهرنى ولزم تلبابى وانطلق بى الى مكان فيه جماعة ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالس وهو مغتم متحير حاسر عن ذراعيه وبيده سيف وبين يديه نطع اذا أصحابى العشرة مذبحين بين يديه.

فسلمت عليه فقال لا سلم الله عليك ولا حياك يا عدو الله الملعون أما استحييت منى تهتك حرمتى وتقتل عترتى ولم ترع حقى؟ قلت يا رسول الله ما قاتلت ، قال : نعم ولكنك كثرت السواد واذا بطست عن يمينه فيه دم الحسين فقال اقعد فجثوت بين يديه فأخذ مرودا وأحماه ثم كحل به عينى فأصبحت أعمى كما ترون(٢) .

٣٦ ـ عنه قال : حكى هشام بن محمّد ، عن القاسم بن الأصبغ المجاشعى قال : لما أتى بالرءوس الى الكوفة اذا بفارس أحسن الناس وجها قد علق فى لبب فرسه رأس غلام أمرد كأنه القمر ليلة تمامه والفرس يمرح فاذا طأطأ رأسه لحق الرأس بالأرض ، فقلت له رأس من هذا؟ فقال هذا رأس العباس بن على ، قلت ومن أنت؟ قال

__________________

(١) بحار الأنوار : ٤٥ / ٣١٤.

(٢) تذكرة الخواص : ٢٨١.

٥١٦

حرملة بن الكاهل الأسدي ، قال فلبثت اياما واذا بحرملة ووجهه أشدّ سوادا من القار.

فقلت له لقد رأيتك يوم حملت الرأس وما فى العرب انضر وجها منك ، وما أرى اليوم لا أقبح ولا أسود وجها منك فبكى وقال والله منذ حملت الرأس وإلى اليوم ما تمر علىّ ليلة الا واثنان يأخذان بضبعى ثم ينتهيان بى الى نار تأجج فيد فعانى فيها وأنا انكص فتسعفنى كما ترى ثم مات على أقبح حال(١) .

٣٧ ـ عنه حكى السدى قال : نزلت بكربلاء ومعى طعام للتجارة فنزلنا على رجل فتعشينا عنده وتذاكرنا قتل الحسين وقلنا ما شرك أحد فى دم الحسين الا ومات أقبح موتة فقال الرجل ما أكذبكم أنا شركت فى دمه وكنت فيمن قتله وما أصابنى شيء قال : فلما كان آخر الليل اذا بصياح قلنا ما الخبر قالوا : قام الرجل يصلح المصباح فاحترقت إصبعه ثمّ دب الحريق فى جسده فاحترق ، قال السدى فانا والله رأيته كأنه حممة(٢) .

٣٨ ـ عنه فاما قتل ابن زياد وجماعة آخرين فذكر علماء السير قالوا : لما قتل الحسين سقط فى أيدى القوم الذين قعدوا عن نصرته وقاموا مكفرين نادمين ، فلما مات يزيد بن معاوية منتصف ربيع الأول سنة أربع وستين تحركت الشيعة بالكوفة. كانوا يخافون منه وقيل إنّما تحرّكت فى هذه السنة قبل موت يزيد وهو الأصحّ فذكر هشام بن محمّد قال :

لما قتل الحسين تحركت الشيعة وبكوا ورأوا إنّه لا ينجيهم ولا يغسل عنهم العار والاثم إلّا قتل من قتل الحسين أو يقتلوا فيه عن آخرهم ، وفزعوا إلى خمسة من رؤساء أهل الكوفة وهم سليمان بن صرد الخزاعى وكانت له صحبة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والمسيب بن نجبة الفزارى وكان من أصحاب علىعليه‌السلام وخيارهم ، و

__________________

(١) تذكرة الخواص : ٢٨١.

(٢) تذكرة الخواص : ٢٨٢.

٥١٧

عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدى ، وعبد الله بن وال التميمى ، ورفاعة بن شداد البجلى.

كان اجتماعهم فى منزل سليمان بن صرد فاتّفقوا وتعاهدوا وتعاقدوا على المسير الى قتال أهل الشام ، والطلب بدم الحسين وأن يكون اجتماعهم بالنخيلة سنة خمس وستين ، ثمّ انّهم كاتبوا الشيعة فأجابهم أهل الأمصار ، وقيل انّهم تحرّكوا عقيب قتل الحسين أوّل سنة إحدى وستّين ولم يزالوا فى جمع الأموال والاستعداد حتّى مات يزيد.

ثمّ انّ المختار بن أبى عبيدة فى هذه السنة وثب بالكوفة فى رمضان يوم الجمعة بعد موت يزيد بخمسة أشهر وكان قدومه من مكّة من عند عبد الله بن الزبير ، نائبا عنه فى زعمه فوجد الشيعة قد اجتمعوا على سليمان بن صرد فحسده فقال إنّما جئت من عند محمّد بن الحنفية وهو المهدىّ وأنا أمينه ووزيره فانضمت إليه طائفة من الشيعة وجمهورهم مع سليمان بن صرد فكان المختار يحسده له ويقول ليس لسليمان خبرة بالحرب وانّه يقتلكم ويقتل نفسه وو الله لأقتلنّ بقتلة الحسين عدد من قتل على دم يحيى بن زكريا.

لما دخلت سنة خمس وستّين اجتمع سليمان بن صرد بالنخيلة مع الشيعة وكان قد حلف له من الكوفة ثمانية عشر ألفا فصفى له خمسة آلاف فلمّا عزم على المسير الى الشام قال له عبد الله بن سعد تمضى الى الشام وقتلة الحسين كلّهم بالكوفة عمر بن سعد ورءوس الأرباع. فقال سليمان : هو ما تقول غير أن الذي جهز إليه الجيوش بالشام هو الفاسق بن الفاسق ابن مرجانة وكان ابن زياد لما بلغه موت يزيد هرب من الكوفة الى الشام فالتجى الى مروان بن الحكم وهو الذي ولاه الخلافة.

قال سليمان فاذا قتلناه عدنا الى قتلة الحسينعليه‌السلام ثمّ سار سليمان بمن معه و

٥١٨

كانوا يسمون التوابين فلم يزالوا سائرين الى عين وردة وهى بالخابور قريبة من أعمال قرقيسيا فالتقاهم عبيد الله بن زياد هناك فى جيوش أهل الشام جهزهم معه مروان بن الحكم فاقتتلوا أياما وكانوا فى أربعة آلاف وابن زياد فى ثلاثين ألفا ثمّ التقوا يوما فكانت لسليمان فى أوّل النهار ثمّ عادت عليه فى آخره وقيل لم يكن ابن زياد حاضرا بل كان مقدم الجيش الحصين بن نمير ، ثمّ قتل سليمان وافترقوا وكانت الوقعة فى رجب ومات مروان بن الحكم فى رمضان(١) .

٣٩ ـ عنه ، ذكر ابن جرير أن ابن زياد لما فرغ من التوابين جاءه نعى مروان بالطاعون فسار حتّى نزل الجزيرة ، وقيل انّ الواقعة كانت بالشام بعين وردة من عمل بعلبك ، والأوّل أصحّ ذكره ابن سعد وغيره ، ثمّ عاد من بقى من التوّابين إلى العراق فوثب المختار ابن أبى عبيدة وجاءه الامداد من البصرة والمدائن والأمصار وقام معه إبراهيم بن الأشتر النخعي وخرج والشيعة معه ينادون يا لثارات الحسين(٢) .

٤٠ ـ عنه ، قال ابن سعد : سليمان بن صرد من الطبقة الثالثة من المهاجرين ، وكنيته أبو المطرف صحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان اسمه يسار فسمّاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سليمان ، وكان له سنّ عالية وشرف فى قومه فلمّا قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تحوّل فنزل الكوفة وشهد مع علىّعليه‌السلام الجمل وصفّين ، وكان فى الّذين كتبوا إلى الحسين أن يقدم الكوفة غير انّه لم يقاتل معه خوفا من ابن زياد ، ثمّ قدم بعد قتل الحسين فجمع الناس فالتقوا بعين وردة وهى من أعمال قرقيسيا وعلى أهل الشام الحصين بن نمير ، فاقتتلوا.

فترجل سليمان فرماه الحصين بن نمير يسهم فقتله فوقع وقال فزت وربّ الكعبة وقتل معه المسيّب بن نجبة فقطع رأسيهما وبعث بهما الى مروان ابن الحكم ، و

__________________

(١) تذكرة الخواص : ٢٨٢.

(٢) تذكرة الخواص : ٢٨٤.

٥١٩

قال : وكان سنّ سليمان يوم قتل ثلاث وتسعون سنة ولما دخلت سنة ستّ وستّين أعلن المختار بالطلب بثأر الحسين وكان ابن زياد بالجزيرة ثمّ نفى المختار عبد الله بن مطيع والى ابن الزبير على الكوفة إلى مكّة وملك القصر ، ثمّ أخذ المختار من شهد قتل الحسين بأقبح القتلات وأشنعها فلم يبق من الستة آلاف الّذين قتلوه مع عمر ابن سعد وملكوا الشرائع أحدا.

بعث الى خولى بن يزيد الأصبحى الذي حمل رأس الحسين إلى ابن زياد فأحاطوا بداره فاختبا فى المخرج فقالوا لامرأته أين هو؟ فقالت فى المخرج فأخرجوه فمثلوا به وحرّقوه ، وقال المختار لأقتلنّ رجلا يرضى بقتله أهل السموات والأرض وقد كان أعطى عمر ابن سعد أمانا ان لا يخرج من الكوفة فاتى رجل إلى عمر وقال له : قد قال المختار كذا وكذا والله ما يريد سواك فأرسل إليه عمر ولده حفصا وقال للمختار يقول لك أبى أتفي لنا بالّذى وعدتنا أو بالذى كان بيننا وبينك؟ فقال لحفص اجلس.

ثمّ سار المختار رجلين فغابا ثمّ عادا وبيد أحدهما رأس عمر بن سعد فقال ولده حفص أقتلتم أبا حفص ، فقال المختار أنت تطمع الحياة بعده لا خير لك فيها فضرب عنقه ، وقال المختار عمر بالحسين وحفص بعلىّ بن الحسين ولا سواء ، ثمّ قال : والله لو قتلت به ثلاثة أرباع قريش ما وفوا ولا بأنملة من أنامله ، ثمّ قتل شمر أقبح قتلة ، وقيل ذبح شمر كما ذبح الحسين ، وكان شمر أبرص وأوطأ الخيل صدره وظهره ، قال ابن سعد : قدم أبو شمر الضبابى الكلابى وكنية أبو شمر ، ويقال أبو النابغة ويقال له ذو الجوشن ، قدم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقال له أسلم ، فلم يفعل ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما يمنعك أن تكون فى أوّل هذا الأمر؟ فقال رأيت قومك كذبوك وأخرجوك وقاتلوك فان ظهرت عليهم تبعتك وان لم تظهر عليهم لم أتبعك ، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سترى ظهورى

٥٢٠