مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٢

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام0%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 571

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مؤلف: الشيخ عزيز الله العطاردي
تصنيف:

الصفحات: 571
المشاهدات: 59963
تحميل: 2020


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 571 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 59963 / تحميل: 2020
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء 2

مؤلف:
العربية

يقدرون على أن يمنعوا حسينا ولا أنفسهم ، تنافسوا فى أن يقتلوا بين يديه ، فجاءه عبد الله وعبد الرحمن ابنا عروة الغفاريان ، فقالا : يا أبا عبد الله ، عليك السلام ، حازنا العدوّ إليك ، فأحببنا أن نقتل بين يديك ، نمنعك وندفع عنك ، قال : مرحبا بكما! ادنوا منّى ، فدنوا منه ، فجعلا يقاتلون قريبا منه ، وأحدهما يقول :

قد علمت حقّا بنو غفار

وخندف بعد بنى نزار

لنضربنّ معشر الفجّار

بكلّ عضب صارم بتّار

يا قوم ذودوا عن بنى الأحرار

بالمشرفىّ والقنا الخطّار(١)

٢٦ ـ شهادة يحيى المازنى

٥٨ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز يحيى بن سليم المازنى وهو يقول :

لأضربنّ القوم ضربا فيصلا

ضربا شديدا فى العدا معجّلا

لا عاجزا فيها ولا مولولا

ولا أخاف اليوم موتا مقبلا(٢)

٢٧ ـ شهادة قرة الغفارى.

٥٩ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز قرّة بن أبى قرّة الغفارى وهو يرتجز :

قد علمت حقّا بنو غفار

وخندف بعد بنى نزار

بانّنى الليث لدى الغبار

لاضربنّ معشر الفجّار

ضربا وجيعا عن بنى الأخيار

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٢.

(٢) المناقب : ٢ / ٢١٨.

٨١

فقتل ثمانية وستّين رجلا(١) .

٢٨ ـ شهادة عمرو بن مطاع

٦٠ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز عمرو بن مطاع الجعفى ، وقال :

اليوم قد طاب لنا الفراع

دون حسين الضّرب والسطاع

نرجو بذاك الفوز والدّفاع

من حرّ نار حين لا امتناع(٢)

٢٩ ـ شهادة جون مولى أبى ذر

٦١ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز جون بن أبى مالك مولى أبى ذرّ مرتجزا :

كيف يرى الفجّار ضرب الأسود

بالمشرفىّ القاطع المهنّد

أذبّ عنهم باللّسان واليد

بالسّيف صلتا عن بنى محمّد

فقتل خمسا وعشرين رجلا(٣) .

٦٢ ـ قال ابن طاوس : ثمّ برز جون مولى أبى ذر وكان عبدا أسود فقال له الحسينعليه‌السلام أنت فى اذن منّى فانّما تبعتنا طلبا للعافية فلا تبتل بطريقنا ، فقال يا ابن رسول الله أنا فى الرخاء ألحس قصاعكم وفى الشدّة أخذ لكم ، والله إن ريحى لمنتن وان حسبى للئيم ولونى لأسود فتنفّس علىّ بالجنّة فتطيب ريحى ، ويشرف حسبى ويبيّض وجهى ، لا والله لا افارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم ، ثمّ

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢١٨.

(٢) المناقب : ٢ / ٢١٨.

(٣) المناقب : ٢ / ٢١٨.

٨٢

قاتل رضوان الله عليه حتّى قتل(١) .

٦٣ ـ قال المقرّم : ووقف جون مولى أبى ذر الغفارى أمام الحسين يستأذنه فقالعليه‌السلام : يا جون إنّما تبعتنا طلبا للعافية فأنت فى أذن منّى فوقع على قدميه يقبلها ويقول : أنا فى الرخاء ألحس قصاعكم ، وفى الشدّة أخذ لكم إنّ ريحى لنتن وحسبى للئيم ، ولونى لأسود ، فتنفّس على بالجنّة ليطيب ريحى ويشرف حسبى ويبيض لونى والله لا افارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم فأذن له الحسين ، فقتل خمسا وعشرين ، وقتل.

فوقف عليه الحسين وقال : اللهمّ بيّض وجهه ، وطيّب ريحه واحشره مع محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله وعرّف بينه وبين آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فكان من يمرّ بالمعركة يشمّ منه رائحة طيبة أذكى من المسك(٢) .

٣٠ ـ شهادة انيس بن معقل

٦٤ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز أنيس بن معقل الأصبحى وهو يقول :

أنا أنيس وانا بن معقل

وفى يمينى نصل سيف مصقل

أعلو بها الهامات وسط القسطل

عن الحسين الماجد المفضّل

ابن رسول الله خير مرسل

فقتل نيفا وعشرين رجلا(٣)

__________________

(١) اللهوف : ٤٧.

(٢) مقتل الحسين : ٢٨٨.

(٣) المناقب : ٢١٨.

٨٣

٣١ ـ شهادة الحجاج بن مسروق

٦٥ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز الحجّاج بن مسروق الجعفى وهو يقول :

اقدم حسينا هاديا مهديّا

فاليوم نلقى جدّك النبيّا

ثمّ أباك ذا النّدى عليّا

ذاك الّذي نعرفه وصيّا

فقتل خمسا وعشرين رجلا(١) .

٦٦ ـ قال المقرم : وقاتل الحجّاج بن مسروق الجعفى حتّى خضب بالدماء فرجع إلى الحسين يقول :

اليوم القى جدّك النبيا

ثمّ أباك ذا الندى عليّا

ذاك الذي نعرفه الوصيا

فقال الحسين : وأنا ألقاهما على أثرك فرجع يقاتل حتّى قتل(٢) .

٣٢ ـ شهادة عبد الله بن عمير الكلبى

٦٧ ـ قال أبو مخنف : حدّثنى أبو جناب ، قال : كان منّا رجل يدعى عبد الله بن عمير ، من بنى عليم ، كان قد نزل الكوفة ، واتّخذ عند بئر الجعد من همدان دارا ، وكانت معه امرأة له من النمر بن قاسط يقال لها أمّ وهب بنت عبد ، فرأى القوم بالنخيلة يعرضون ليسرّحوا إلى الحسين ، قال : فسأل عنهم ، فقيل له : يسرّحون إلى

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢١٨.

(٢) مقتل الحسين : ٢٩١.

٨٤

حسين بن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : والله لقد كنت على جهاد أهل الشرك حريصا ، وإنّى لارجو ألّا يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيّهم أيسر ثوابا إيّاى فى جهاد المشركين.

فدخل الى امرأته فأخبرها بما سمع ، وأعلمها بما يريد ، فقالت : أصبت أصاب الله بك أرشد أمورك ، أفعل وأخرجنى معك ، قال : فخرج بها ليلا حتّى أتى حسينا ، فأقام معه ، فلمّا دنا منه عمر بن سعد ورمى بسهم ارتمى الناس ، فلمّا ارتموا خرج يسار مولى زياد بن أبى سفيان ، وسالم مولى عبيد الله بن زياد ، فقالا : من يبارز؟ ليخرج إلينا بعضكم ، قال : فوثب حبيب بن مظاهر وبرير بن خضير ، فقال لهما حسين : اجلسا ، فقام عبد الله بن عمير الكلبى فقال أبا عبد الله ، رحمك الله! ائذن لى فلأخرج إليهما ، فرأى حسين رجلا آدم طويلا شديد الساعدين بعيد ما بين المنكبين.

فقال حسين : إنّى لأحسبه للأقران قتّالا ، اخرج إن شئت ، قال : فخرج إليهما فقالا له : من أنت؟ فانتسب لهما ، فقالا ، لا نعرفك ، ليخرج إلينا زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر ، أو برير بن خضير ، ويسار مستنتل أمام سالم ، فقال له الكلبى : يا ابن الزانية ، وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس ، وما يخرج إليك أحد من الناس الّا وهو خير منك ، ثمّ شدّ عليه فضربه بسيفه حتّى برد ، فانّه لمشتغل به يضربه بسيفه إذ شدّ عليه سالم.

فصاح به قد رهقك العبد ، قال : فلم يأبه له حتّى غشيه فبدره الضربة ، فاتّقاه الكلبى بيده اليسرى ، فأطار أصابع كفّه اليسرى ، ثمّ مال عليه الكلبىّ فضربه حتّى قتله ، وأقبل الكلبىّ مرتجزا وهو يقول ، وقد قتلهما جميعا :

إن تنكرونى فأنا ابن كلب

حسبى بيتى فى عليم حسبى

إنّى امرؤ ذو مرّة وعصب

ولست بالخوّار عند النكب

٨٥

إنّى زعيم لك أمّ وهب

بالطعن فيهم مقدما والضرب

ضرب غلام مؤمن بالربّ

فأخذت أمّ وهب امرأته عمودا ، ثمّ أقبلت نحو زوجها ، فقال له : فداك أبى وأمّى! قاتل دون الطيّبين ذرّية محمّد ، فأقبل إليها يردّها نحو النساء فأخذت تجاذب ثوبه ، ثمّ قالت ، إنّى لن أدعك دون أن أموت معك ، فناداها حسين ، فقال : جزيتم من أهل بيت خيرا ، ارجعى رحمك الله إلى النساء فاجلسى معهنّ ، فانّه ليس على النساء قتال ، فانصرفت إليهنّ(١) .

٦٨ ـ قال المقرّم : حمل الشمر فى جماعة من أصحابه على ميسرة الحسين ، فثبتوا لهم حتّى كشفوهم وفيها ، قاتل عبد الله بن عمير الكلبى فقتل تسعة عشر فارسا واثنى عشر راجلا ، وشدّ عليه هانى بن ثبيت الحضرمى فقطع يده اليمنى ، وقطع بكر ابن حىّ ساقه. فاخذ أسيرا وقتل صبرا ، فمشت إليه زوجته أمّ وهب وجلست عند رأسه تمسح الدم عنه وتقول : هنيئا لك الجنّة اسأل الله رزقك الجنّة أن يصحبنى معك ، فقال الشمر لغلامه رستم : اضرب رأسها بالعمود فشدخها وماتت مكانها ، وهى أوّل امرأة قتلت من أصحاب الحسين ، وقطع رأسه ورمى به الى جهة الحسين ، فأخذته أمّه(٢) ومسحت الدم عنه ثمّ أخذت عمود خيمته وبرزت الى الأعداء فردّها الحسين وقال ارجعى رحمك الله فقد وضع عنك الجهاد ، فرجعت وهى تقول : اللهمّ لا تقطع رجائى فقال الحسين لا يقطع رجاك(٣)

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٤٢٩.

(٢) كذا والظاهر زوجته.

(٣) مقتل الحسين : ٢٧٣.

٨٦

٣٣ ـ محمّد بن بشير الحضرمى

٦٩ ـ الحافظ ابن عساكر : أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقى ، أنبأنا أبو محمّد الشيرازى ، أنبأنا أبو عمر الخزاز ، أنبأنا أبو الحسن الخشاب ، أنبأنا الحسين بن محمّد ، أنبأنا محمّد بن سعد ، أنبأنا علىّ بن محمّد ، عن أبى الأسود العبدى ، عن الأسود بن قيس العبدى ، قال : قيل لمحمّد بن بشير الحضرمى ، وهو مع الحسين فى كربلاء : قد أسر ابنك بثغر الرى. قال : عند الله احتسبه ونفسى ، ما كنت أحبّ أن يؤسر ولا أن أبقى بعده ، فسمع قوله الحسينعليه‌السلام فقال له : رحمك الله أنت فى حلّ من بيعتى ، فاعمل فى فكاك ابنك! قال : أكلتنى السباع حيّا ان فارقتك! قال : فأعط ابنك هذه الأثواب البرود تستعين بها فى فداء أخيه. فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار(١) .

٣٤ ـ شهادة سعيد بن عبد الله

٧٠ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز سعيد بن عبد الله الحنفى مرتجزا :

اقدم حسين اليوم تلق أحمدا

وشيخك الخير عليا ذا الندى

وحسنا كالبدر وافى الأسعدا(٢)

٧١ ـ قال المقرّم : وقام الحسين الى الصلاة ، فقيل انّه صلى بمن بقى من أصحابه صلاة الخوف ، وتقدّم أمامه زهير بن القين ، وسعيد بن عبد الله الحنفى فى نصف من

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ١٥٤.

(٢) المناقب : ٢ / ٢١٩.

٨٧

أصحابه ، ويقال إنّه صلّى وأصحابه فرادى بالايماء.

لما اثخن سعيد بالجرح سقط الى الارض وهو يقول : اللهمّ العنهم لعن عاد وثمود وأبلغ نبيك منّى السلام وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح ، فانّى أردت بذلك ثوابك فى نصرة ذرية نبيّكصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والتفت الى الحسين قائلا : أوفيت يا ابن رسول الله؟ قال نعم أنت أمامى فى الجنّة وقضى نحبه فوجد ثلاثة عشر سهما غير الضرب والطعن(١) .

٣٥ ـ ٣٦ ـ شهادة جنادة بن الحارث وابنه

٧٢ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز جنادة بن الحارث الانصارى مرتجزا :

أنا جناد وأنا ابن الحارث

لست بخوار ولا بناكث

عن بيعتى حتّى يرثنى وارثى

اليوم ثارى فى الصعيد ماكثى

فقتل ستة عشر رجلا ثمّ برز ابنه واستشهد(٢) .

٣٧ ـ شهادة عمرو بن جناده

٧٣ ـ قال المقرّم : جاء عمرو بن جنادة الأنصاري : بعد أن قتل أبوه ، وهو ابن احدى عشر سنة ، يستأذن الحسين فأبى وقال : هذا غلام قتل أبوه فى الحملة الاولى ولعلّ أمه تكره ذلك ، قال الغلام : انّ امّى أمرتنى ، فأذن له فما أسرع أن قتل ورمى برأسه إلى جهة الحسين ، فأخذته أمه ومسحت الدم عنه وضربت به رجلا قريبا

__________________

(١) مقتل الحسين : ٢٧٩.

(٢) مقتل الحسين : ٢٩٠.

٨٨

منها فمات وعادت الى المخيم فأخذت عمودا وقيل سيفا وانشأت :

إنى عجوز فى النساء ضعيفة

خاوية بالية نحيفة

أضربكم بضربة عنيفة

دون بنى فاطمة الشريفة

فردّها الحسين الى الخيمة بعد أن أصابت بالعمود رجلين(١) .

٣٨ ـ شهادة مالك بن دودان

٧٤ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز مالك بن دودان وأنشأ يقول :

إليكم من مالك الضرغام

ضرب فتى يحمى عن الكرام

يرجو ثواب الله ذى الأنعام(٢)

٣٩ ـ شهادة أبو ثمامة الصائدى

٧٥ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز أبو ثمامة الصائدى وقال :

عزاء لآل المصطفى وبناته

على حبس خير الناس سبط محمّد

عزاء لزهراء النبيّ وزوجها

خزانة علم الله من بعد أحمد

عزاء لاهل الشرق والغرب كلّهم

وحزنا على حبس الحسين المسدد

فمن مبلغ عنّى النبيّ وبنته

بان ابنكم فى مجهد أىّ مجهد(٣)

٧٦ ـ قال الطبرى : فلا يزال الرجل من أصحاب الحسين قد قتل ، فاذا قتل

__________________

(١) مقتل الحسين : ٢٩٠.

(٢) المناقب : ٢ / ٢١٩.

(٣) المناقب : ٢ / ٢١٩.

٨٩

منهم الرجل والرجلان تبيّن فيهم ، واولئك كثير لا يتبيّن فيهم ما يقتل منهم ، قال : فلمّا رأى ذلك أبو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدى قال للحسين يا أبا عبد الله ، نفسى لك الفداء! انّى أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ، ولا والله لا تقتل حتّى اقتل دونك إن شاء الله ، وأحبّ أن ألقى ربّى وقد صلّيت هذه الصلاة التي دنا وقتها.

قال : فرفع الحسين رأسه ثمّ قال : ذكرت الصلاة ، جعلك الله من المصلّين الذاكرين نعم ، هذا أوّل وقتها ، ثمّ قال : سلوهم أن يكفّوا عنّا حتّى نصلّى ، فقال لهم الحصين بن تميم : إنّها لا تقبل ، فقال له حبيب بن مظاهر : لا تقبل زعمت! الصلاة من آل الرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا تقبل وتقبّل منك يا حمار! قال فحمل عليهم حصين بن تميم(١) .

٧٧ ـ قال المقرم : خرج أبو ثمامة الصائدى ، فقاتل حتّى اثخن بالجراح ، وكان مع عمر بن سعد ابن عم له ، يقال له قيس بن عبد الله بينهما عداوة ، فشدّ عليه وقتله(٢) .

٤٠ ـ شهادة ابراهيم بن الحصين

٧٨ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز إبراهيم بن الحصين الأسدي يرتجز قائلا :

اضرب منكم مفصلا وساقا

ليهرق اليوم دمى اهراقا

ويرزق الموت أبو اسحاقا

اعنى بنى الفاجرة الفسّاقا

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٣٩.

(٢) مقتل الحسين : ٢٨١.

٩٠

فقتل منهم أربعة وثمانين رجلا(١) .

٤٢ ـ شهادة عمرو بن قرضة الانصارى

٧٩ ـ قال ابن شهرآشوب : وبرز عمرو بن قرظة الانصارى وهو يقول :

قد علمت كتيبة الانصار

انّى سأحمى حوزة الذمار

ضرب غلام غير نكس شار

دون حسين مهجتى ودارى(٢)

٤٢ ـ شهادة أحمد بن محمّد الهاشمى.

٨٠ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز أحمد بن محمّد الهاشمى وهو ينشد :

اليوم ابلو حسبى ودينى

بصارم تحمله يمينى

أحمى به يوم الوغى عن دينى(٣) .

٤٣ ـ شهادة وهب بن جناح الكلبى

٨١ ـ قال ابن طاوس : خرج وهب بن جناح الكلبى ، فأحسن فى الجلاد ، وبالغ فى الجهاد ، وكان معه امرأته ووالدته فرجع إليهما ، وقال يا أمه أرضيت أم لا ، فقالت الامّ ما رضيت حتّى تقتل بين يدى الحسينعليه‌السلام ، وقالت امرأته بالله عليك ولا تفجعنى ، فرجع فلم يزل يقاتل حتّى قطعت يداه.

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢١٩.

(٢) المناقب : ٢ / ٢٢٠.

(٣) المناقب : ٢ / ٢٢٠.

٩١

فاخذت امرأته عمودا فاقبلت نحوه وهى تقول فداك أبى وأمّى قاتل دون الطيبين حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاقبل كى يردّها الى النساء فاخذت بجانب ثوبه وقالت لن أعود دون أن أموت ، معك ، فقال الحسينعليه‌السلام : جزيتم من أهل بيتى خيرا ارجعى الى النساء رحمك الله فانصرفت إليهم ولم يزال الكلبى يقاتل حتّى قتل رضوان الله عليه(١) .

٤٤ ـ شهادة عمرو بن خالد الصيداوى

٨٢ ـ قال ابن طاوس : قال الراوى : ثمّ برز عمرو بن خالد الصيداوى ، فقال للحسينعليه‌السلام يا أبا عبد الله جعلت فداك قد هممت أن ألحق بأصحابك ، وكرهت أن أتخلف فاراك وحيدا بين أهلك قتيلا ، فقال له الحسينعليه‌السلام : تقدّم فانّا لاحقون بك عن ساعة فتقدّم فقاتل حتّى قتل رضوان الله عليه(٢) .

٤٥ ـ شهادة غلام تركى

٨٣ ـ قال ابن شهرآشوب : وروى انّه برز غلام تركى للحرّ وجعل يقول :

البحر من طعنى وضربى يصطلى

والجوّ من نبلى وسهمى يمتلى

إذا حسامى عن يمينى ينجلى

ينشقّ قلب الحاسد المبجّل

__________________

(١) اللهوف : ٤٧.

(٢) اللهوف : ٤٧.

٩٢

فقتل سبعين رجلا(١) .

٤٦ ـ شهادة عجوز

٨٤ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برزت قائلة :

أنا عجوز سيّدى ضعيفة

خاوية بالية نحيفة

اضربكم بضربة عنيفة

دون بنى فاطمة الشريفة(٢)

٤٧ ـ شهادة فتى

٨٥ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برزفتى قائلا :

أميرى حسين ونعم الأمير

سرور فؤاد البشير النذير

علىّ وفاطمة والده

فهل تعلمون له من نظير

فقاتل حتّى قتل ورمى برأسه الى امّه فاخذته ورمته إلى رجل فقتله(٣) .

٤٨ ـ شهادة أنس بن الحارث

٨٦ ـ قال المقرم : وكان أنس بن الحارث بن نبيه الكاهلى ، شيخا كبيرا صحابيا رأى النبيّ وسمع حديثه وشهد معه بدرا وحنينا ، فاستأذن الحسين وبرز شادّا

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢١٩.

(٢) المناقب : ٢ / ٢١٩.

(٣) المناقب : ٢ / ٢١٩.

٩٣

وسطه بالعمامة رافعا حاجبيه بالعصابة ، ولمّا نظر إليه الحسين بهذه الهيئة بكى وقال :

شكرا لك يا شيخ فقتل على كبره ثمانية عشر رجلا وقتل(١) .

٤٩ ـ ٥٠ ـ شهادة واضح وأسلم

٨٧ ـ قال المقرم : ولمّا صرع واضح التركى مولى الحرث المذحجى استغاث بالحسين ، فأتاه أبو عبد الله واعتنقه فقال : من مثلى وابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واضع خدّه على خدّى ، ثمّ فاضت نفسه الطاهرة ، ومشى الحسين إلى أسلم مولاه واعتنقه وكان به رمق فتبسّم وافتخر بذلك ومات(٢) .

٥١ ـ شهادة رجل من بنى أسد

٨٨ ـ قال ابن عساكر : قال ابن سعد : أنبأنا علىّ بن محمّد ، عن عامر بن أبى محمّد ، عن الهيثم بن موسى ، قال : قال العريان بن الهيثم : كان أبى يتبدّى فينزل قريبا من الموضع الذي كان فيه معركة الحسين ، فكنّا لا نبد وإلّا وجدنا رجلا من بنى أسد هناك ، فقال له أبى : أراك ملازما هذا المكان! قال : بلغنى أن حسينا يقتل هاهنا فأنا أخرج إلى هذا المكان لعلّى أصادفه فاقتل معه! قال ابن الهيثم فلمّا قتل الحسين قال أبى : انطلقوا بنا ننظر هل الأسدي فيمن قتل مع الحسين؟ فأتينا المعركة وطوّفنا فإذا الأسدي مقتول(٣) .

__________________

(١) مقتل الحسين : ٢٨٩.

(٢) مقتل الحسين : ٢٨٤.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢١٢.

٩٤

٥٢ ـ شهادة سوار

٨٩ ـ قال المقرم : وقاتل سوار بن أبى حمير ، من ولد فهم بن جابر بن عبد الله ابن قادم الفهمى الهمدانيّ ، قتالا شديدا حتّى ارتثّ بالجرح ، وأخذ أسيرا فأراد ابن سعد قتله ، وتشفّع فيه قومه وبقى عندهم جريحا إلى أن توفّى على رأس أشهر(١) .

٤٥ ـ باب شهداء أهل البيتعليهم‌السلام

١ ـ قال المفيد : اسماء من قتل مع الحسينعليه‌السلام من أهل بيته بطفّ كربلا ، وهم سبعة عشر نفسا ، الحسين بن علىعليهما‌السلام ، العبّاس وعبد الله وجعفر وعثمان بنو أمير المؤمنين عليه وعليهم‌السلام أمّهم أمّ البنين وعبد الله وأبو بكر ابنا أمير المؤمنينعليه‌السلام أمّهما ليلى بنت مسعود الثقفيّة ، وعلىّ وعبد الله ابنا الحسين بن علىّعليهما‌السلام ، والقاسم وأبو بكر ، وعبد الله بنو الحسن بن علىّعليهما‌السلام .

محمّد وعون ابنا عبد الله بن جعفر بن أبى طالب رضى الله عنهم أجمعين ، وعبد الله وجعفر وعبد الرحمن بنو عقيل بن أبى طالب رضى الله عنهم ، ومحمّد بن أبى سعيد بن عقيل بن أبى طالب رحمة الله عليهم أجمعين ، فهؤلاء سبعة عشر نفسا من بنى هاشم رضوان الله عليهم أجمعين اخوة الحسين عليه وعليهم‌السلام وبنو أخيه وبنو عمّيه جعفر وعقيل وهم كلّهم مدفونون ممّا يلى رجلى الحسينعليه‌السلام فى

__________________

(١) مقتل الحسين : ٢٩١.

٩٥

مشهده.

حفر لهم حفيرة والقوا فيها جميعا وسوّى عليهم التراب إلّا العباس بن علىعليهما‌السلام ، فانّه دفن فى موضع مقتله ، على المسنّاة بطريق الغاضريّة وقبره ظاهر وليس لقبور إخوته وأهله الّذين سمّيناهم أثر وإنمّا يزورهم الزائر من عند قبر الحسينعليه‌السلام ، ويومئ الى الأرض الّتي نحو رجليه بالسلام عليهم وعلىّ بن الحسينعليهما‌السلام فى جملتهم ، ويقال إنّه أقربهم دفنا الى الحسين(١)

٢ ـ قال محمّد بن سعد فى الطبقات : قتل مع الحسين بن على بن أبى طالبعليه‌السلام .

١ ـ العبّاس بن علىّ بن أبى طالب الأكبر ، قتله زيد بن رقاد الجنبى وحكيم السنبسى من طىء.

٢ ـ جعفر بن علىّ بن أبى طالب الأكبر ، قتله هانى بن ثبيت الحضرمى.

ـ عبد الله بن علىّ بن أبى طالب قتله هانى بن ثبيت الحضرمى.

٣ ـ عثمان بن علىّ بن أبى طالب رماه خولى بن يزيد بسهم فأثبته وأجهز عليه رجل من بنى أبان بن دارم.

٥ ـ أبو بكر بن علىّ بن أبى طالب يقال : انّه قتل فى ماقيه(٢) .

٦ ـ محمّد بن على بن أبى طالب الاصغر ، امّه أمّ ولد ، قتله رجل من بنى أبان ابن دارم.

٧ ـ علىّ بن الحسين الاكبر قتله مرّة بن النعمان العبدى.

٨ ـ عبد الله بن الحسن قتله هانى بن ثبيت الحضرمى.

٩ ـ جعفر بن الحسين قتله عبد الله بن عقبة الغنوى.

__________________

(١) الارشاد : ٢٣٣.

(٢) كذا فى الاصل.

٩٦

١٠ ـ أبو بكر بن الحسن قتله عبد الله بن عقبة الغنوى.

١١ ـ عبد الله بن الحسن قتله ابن حرملة الكاهلى من بنى أسد.

١٢ ـ القاسم بن الحسن قتله سعيد بن عمرو الأزدى.

١٣ ـ عون بن عبد الله بن جعفر ، قتله عبد الله بن قطبة الطائى.

١٤ ـ محمّد بن عبد الله بن جعفر ، قتله عامر بن نهشل التميمى.

١٥ ـ مسلم بن عقيل بن أبى طالب ، قتله عبيد الله بن زياد بالكوفة صبرا.

١٦ ـ جعفر بن عقيل ، قتله بشر بن حوط الهمدانيّ.

١٧ ـ عبد الرحمن بن عقيل ، قتله عثمان بن خالد بن أسير الجهنى.

١٨ ـ عبد الله بن عقيل امّه أمّ ولد ، قتله عمرو بن صبح الصدائى.

١٩ ـ عبد الله بن عقيل أمه أم ولد ، قتله عمرو بن صبح ويقال اسيد بن مالك الحضرمى.

٢٠ ـ محمّد بن أبى سعيد بن عقيل ، قتله لقيط الجهنى.

وقد كان ابناء عبد الله بن جعفر لجئا الى امرأة عبد الله بن قطبة الطائى ثمّ النبهانى ، وكانا غلامين لم يبلغا ، وقد كان عمر بن سعد أمر مناديا فنادى : من جاء برأسهما فله ألف درهم ، فجاء ابن قطبة الى منزله ، فقالت له امرأته : إن غلامين لجئا إلينا ، فهل لك تشرف بهما فتبعث بهما الى المدينة.

قال : نعم أرنيهما ، فلمّا رآهما ذبحهما وجاء برءوسهما إلى عبيد الله بن زياد ، فلم يعطه شيئا ، فقال عبيد الله : وددت أنّه كان جاءنى بهما حيّا ، فمننت بهما على أبى جعفر يعنى عبد الله بن جعفر ، وبلغ ذلك عبد الله بن جعفر ، فقال : وددت أنّه كان جاءنى بهما فأعطيته ألفى ألف.

لم يفلت من أهل بيت الحسين بن على الّذين معه الّا خمسة نفر.

١ ـ علىّ بن الحسين الاصغر وهو أبو بقية ولد الحسين بن على اليوم وكان

٩٧

مريضا فكان مع النساء.

٢ ـ حسن بن حسن بن على وله بقية.

٣ ـ عمرو بن حسن بن على ولا بقية له.

٤ ـ القاسم بن عبد الله بن جعفر.

٥ ـ محمّد بن عقيل الأصغر(١) .

١ ـ شهادة على الاكبر

٢ ـ قال الصدوق : برز علىّ بن الحسينعليه‌السلام ، فلمّا برز إليهم دمعت عين الحسينعليه‌السلام ، فقال : اللهمّ كن أنت الشهيد عليهم ، فقد برز إليهم ابن رسولك وأشبه الناس وجها وسمتا به ، فجعل يرتجز وهو يقول :

أنا علىّ بن الحسين بن على

نحن وبيت الله أولى بالنبىّ

أما ترون كيف أحمى عن أبى

فقتل منهم عشرة ثمّ رجع إلى أبيه ، فقال : يا أبه العطش فقال له الحسينعليه‌السلام صبرا يا بنىّ يسقيك جدّك بالكأس الأوفى ، فرجع فقاتل حتّى قتل ، منهم أربعة وأربعين رجلا ثمّ قتلصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) .

٣ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ تقدّم علىّ بن الحسين الاكبرعليه‌السلام وهو ابن ثمان عشر سنة ويقال : ابن خمس وعشرين وكان يشبه برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خلقا وخلقا ونطقا وجعل يرتجز ويقول :

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين من الجزء غير المطبوع فى الطبقات : ٧٥.

(٢) أمالى الصدوق : ٩٨.

٩٨

أنا علىّ بن الحسين بن علىّ

من عصبة جدّ أبيهم النبيّ

نحن وبيت الله أولى بالوصىّ

والله لا يحكم فينا ابن الدعى

اضربكم بالسيف أحمى عن أبى

اطعنكم بالرمح حتّى ينثنى

طعن غلام هاشمىّ علوى

فقتل سبعين مبارزا ثمّ رجع الى أبيه وقد أصابته جراحات فقال يا أبة العطش فقال الحسينعليه‌السلام يسقيك جدّك فكر أيضا عليهم وهو يقول :

الحرب قد بانت لها حقايق

وظهرت من بعدها مصادق

والله ربّ العرش لا نفارق

جموعكم أو تغمد البوارق

فطعنه مرّة بن منقذ العبدى على ظهره غدرا فضربوه بالسيف ، فقال الحسينعليه‌السلام على الدنيا بعدك العفا وضمّه إلى صدره وأتى به الى باب الفسطاط(١) .

٤ ـ قال المفيد : ولم يزل يتقدّم رجل رجل من أصحابه ، فيقتل حتّى لم يبق مع الحسينعليه‌السلام ، إلّا أهل بيته خاصّة ، فتقدّم ابنه علىّ بن الحسينعليهما‌السلام ، وامّه ليلى بنت أبى مرّة بن عروة بن مسعود الثقفى ، وكان من أصبح الناس وجها وله يومئذ تسع عشرة سنة فشدّ على الناس وهو يقول :

أنا علىّ بن الحسين بن على

نحن وبيت الله أولى بالنبىّ

تالله لا يحكم فينا ابن الدعى

اضرب بالسيف أحمى عن أبى

ضرب غلام هاشمىّ قرشىّ

ففعل ذلك مرارا وأهل الكوفة يتّقون قتله ، فبصر به مرّة بن منقذ العبدى ، فقال علىّ آثام العرب ، ان مرّ بى يفعل مثل ما فعل ، ذلك ، إن لم أثكله أباه فمرّ يشدّ على الناس كما مرّ فى الأوّل ، فاعترضه مرّة بن منقذ وطعنه فصرع واحتواه القوم

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢٢٢.

٩٩

فقطعوه بأسيافهم فجاء الحسينعليه‌السلام حتّى وقف عليه فقال قتل الله قوما قتلوك يا بنىّ ما اجرأهم على الرّحمن وعلى انتهاك حرمة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وانهملت عيناه بالدّموع.

ثمّ قال على الدنيا بعدك العفا وخرجت زينب أخت الحسينعليه‌السلام مسرعة تنادى يا أخيّاه وابن أخيّاه وجاءت حتّى اكبّت عليه فاخذ الحسينعليه‌السلام برأسها فردّها إلى الفسطاط ، وأمر فتيانه فقال احملوا اخاكم فحملوه حتّى وضعوه بين يدى الفسطاط الّذي كانوا يقاتلون أمامه(١) .

٥ ـ قال ابن طاوس : فلمّا لم يبق معه سوى أهل بيته خرج علىّ بن الحسينعليه‌السلام ، وكان من أصبح الناس وجها وأحسنهم خلقا فاستأذن أباه فى القتال ، فأذن له ، ثمّ نظر إليه نظر آيس منه وأرخىعليه‌السلام عينه وبكى ، ثمّ قال : اللهمّ اشهد فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولكصلى‌الله‌عليه‌وآله وكنّا اذا اشتقنا الى نبيك نظرنا إليه فصاح وقال يا ابن سعد قطع الله رحمك كما قطعت رحمى ، فتقدّم نحو القوم فقاتل قتالا شديدا وقتل جمعا كثيرا ، ثمّ رجع إلى أبيه وقال :

يا أبت العطش قد قتلنى وثقل الحديد قد أجهدنى ، فهل إلى شربة من الماء ، سبيل ، فبكى الحسينعليه‌السلام وقال : وا غوثاه يا بنىّ قاتل قليلا فما أسرع ما تلقى جدك محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسقيك ، بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبدا ، فرجع الى موقف النزال ، وقاتل أعظم القتال فرماه ، منقذ بن مرّة العبدى لعنه الله تعالى بسهم فصرعه ، فنادى يا أبتاه عليك منّى السلام هذا جدّى يقرئك السلام ويقول لك عجّل القدوم علينا ثمّ شهق شهقة فمات.

فجاء الحسينعليه‌السلام حتّى وقف عليه ووضع خدّه على خدّه ، وقال قتل الله

__________________

(١) الارشاد : ٢٢٢.

١٠٠