مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام16%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 496

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 72915 / تحميل: 4161
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مؤلف:
العربية

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

الجزء الثالث

المؤلف: الشيخ عزيز الله العطاردي

١
٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

٨١ ـ باب نوح البوم والحمام على الحسينعليه‌السلام

١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الجامورانىّ ، عن ابن أبى حمزة ، عن صندل ، عن داود بن فرقد قال : كنت جالسا فى بيت أبى عبد اللهعليه‌السلام فنظرت الى حمام راعبىّ يقرقر طويلا فنظر الىّ أبو عبد اللهعليه‌السلام فقال : يا داود أتدري ما يقول هذا الطير؟ قلت لا والله جعلت فداك ، قال : يدعو على قتلة الحسينعليه‌السلام فاتّخذوه فى منازلكم(١) .

٢ ـ عنه ، عن علىّ بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن النوفليّ ، عن السكونى ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : اتّخذوا الحمام الراعبيّة فى بيوتكم فانّها تلعن قتلة الحسين بن علىعليهما‌السلام ولعن الله قاتله(٢) .

٣ ـ ابن قولويه ، حدّثنى محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، وجماعة مشايخى عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن

__________________

(١) الكافى : ٦ / ٥٤٧. وكامل الزيارات : ٩٨.

(٢) الكافى : ٦ / ٥٤٧. وكامل الزيارات : ٩٨.

٣

الحسين بن أبى منذر ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول فى البومة قال : هل أحد منكم رآها بالنّهار قيل له لا تكاد تظهر بالنهار ولا تظهر الّا ليلا ، قال : أما إنّها لم تزل تأوى العمران أبدا فلمّا انّ قتل الحسينعليه‌السلام آلت على نفسها أن لا تأوى العمران أبدا ولا تأوى الّا الخراب ، فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتّى يجنّها اللّيل فاذا جنّها اللّيل فلا تزال ترنّ على الحسينعليه‌السلام حتّى تصبح(١) .

٤ ـ عنه ، حدّثنى حكيم بن داود بن حكيم ، عن سلمة بن أبى الخطاب ، عن الحسين بن علىّ بن صاعد البربرى قيّما لقبر الرّضاعليه‌السلام قال حدّثنى أبى قال دخلت على الرضاعليه‌السلام فقال لى ترى هذه البومة ما يقول الناس؟ قال قلت جعلت فداك جئنا نسألك فقال هذه البومة كانت على عهد جدّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تأوى المنازل والقصور والدور وكانت إذا أكل النّاس الطعام تطير وتقع أمامهم فيرمى إليها بالطعام وترجع الى مكانها ، فلمّا قتل الحسينعليه‌السلام خرجت من العمران الى الخراب والجبال والبرارى وقالت بئس الامّة أنتم قتلتم ابن بنت نبيّكم ولا آمنكم على نفسى(٢) .

٥ ـ روى المجلسى ، عن كتاب المناقب القديم ، عن علىّ بن أحمد العاصمى ، عن إسماعيل بن أحمد البيهقي ، عن أبيه ، عن أبى عبد الله الحافظ ، عن يحيى بن محمّد العلوىّ ، عن الحسين بن محمّد العلوىّ ، عن أبى علىّ الطرسوسى ، عن الحسن بن علىّ الحلوانى ، عن على بن يعمر ، عن إسحاق بن عباد ، عن المفضّل بن عمر الجعفى ، عن جعفر بن محمّد الصادق ، عن أبيه ، عن علىّ بن الحسينعليهم‌السلام ، قال : لمّا قتل الحسين بن علىّ جاء غراب فوقع فى دمه ثمّ تمرّغ ثمّ طار فوقع بالمدينة على جدار فاطمة بنت الحسين بن علىّعليهما‌السلام ، وهى الصغرى فرفعت رأسها فنظرت إليه فبكت

__________________

(١) كامل الزيارات : ٩٨.

(٢) كامل الزيارات : ٩٩.

٤

بكاء شديدا وأنشأت تقول :

نعب الغراب فقلت من تنعاه ويلك يا غراب

قال الامام فقلت من؟ قال الموفّق للصواب

إنّ الحسين بكربلاء بين الأسنّة والضّراب

فابكى الحسين بعبرة ترجى الاله مع الثواب

قلت الحسين؟ فقال لى حقّا لقد سكن التراب

ثمّ استقلّ به الجناح فلم يطق ردّ الجواب

فبكيت ممّا حلّ بى بعد الدّعاء المستجاب

قال محمّد بن علىّ : فنعته لأهل المدينة فقالوا : قد جاءَتنا بسحر عبد المطّلب فما كان بأسرع أن جاءهم الخبر بقتل الحسين بن علىّعليهما‌السلام (١) .

٨٢ ـ باب من قال بيتا للحسينعليه‌السلام

١ ـ ابن قولويه : حدّثنا أبو العبّاس القرشى ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطّاب ، عن إسماعيل ، عن صالح عقبة ، عن أبى هارون المكفوف ، قال : أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا أبا هارون أنشدنى فى الحسينعليه‌السلام قال : فأنشدته فبكى ، فقال أنشدنى كما تنشدون يعنى بالرقّة قال فأنشدته :

امرر على جدث الحسين

فقل لأعظمه الزكيّة

قال : فبكى ثمّ قال : زدنى قال فأنشدته القصيدة الاخرى قال : فبكى وسمعت

__________________

(١) بحار الأنوار : ٤٥ / ١٧١.

٥

البكاء من خلف الستر قال : فلمّا فرغت قال لى يا با هارون من أنشد فى الحسينعليه‌السلام شعرا ، فبكى وأبكى عشرا كتبت له الجنّة ومن أنشد فى الحسين شعرا ، فبكى وأبكى واحدا كتبت لهما الجنّة ، ومن ذكر الحسينعليه‌السلام عنده فخرج من عينه من الدّموع مقدار جناح ذباب ، كان ثوابه على الله ولم يرض له بدون الجنّة(١) .

٢ ـ عنه ، حدّثنى أبو العبّاس ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن علىّ بن أبى عثمان ، عن حسن بن علىّ بن أبى المغيرة ، عن أبى عمارة المنشد ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : قال لى يا با عمارة أنشدنى للعبدى فى الحسينعليه‌السلام قال فأنشدته فبكى ثمّ أنشدته فبكى ثمّ انشدته فبكى ، قال : فو الله ما زلت أنشده ويبكى حتّى سمعت البكاء من الدار.

فقال لى يا أبا عمارة من أنشد فى الحسينعليه‌السلام شعرا فأبكى خمسين فله الجنّة ومن أنشد ، فى الحسين شعرا فأبكى أربعين فله الجنّة ومن أنشد فى الحسين شعرا فأبكى ثلثين فله الجنّة ، ومن أنشدنى فى الحسين شعرا فأبكى عشرين فله الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين شعرا فأبكى عشرة فله الجنّة ، ومن أنشد فى الحسينعليه‌السلام شعرا فأبكى واحدا فله الجنّة ومن أنشد فى الحسينعليه‌السلام شعرا فبكى ، فله الجنّة ومن أنشد فى الحسين شعرا فتباكى فله الجنّة.(٢)

٣ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن ابن أبى عمير ، عن عبد الله بن حسّان ، عن أبى شعبة ، عن عبد الله بن غالب قال دخلت على أبى عبد اللهعليه‌السلام فأنشدته مرثية الحسينعليه‌السلام فلمّا انتهيت إلى هذا الموضع.

لبليّة تسقوا حسينا

بمسقاة الثرى غير التراب

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٠٤.

(٢) كامل الزيارات : ١٠٤.

٦

فصاحت باكية من وراء السّر وا أبتاه(١) .

٤ ـ عنه ، عن محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : من أنشد فى الحسينعليه‌السلام بيت شعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنّة ومن أنشد فى الحسين بيتا فبكى وأبكى تسعة فله ولهم الجنّة ، فلم يزل حتّى قال : من أنشد فى الحسين بيتا فبكى ، وأظنّه قال : لو تباكى فله الجنّة(٢) .

٥ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن أبى هارون المكفوف ، قال :

دخلت على أبى عبد اللهعليه‌السلام فقال لى أنشدنى فأنشدته فقال لا كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره قال فأنشدته :

امرر على جدث الحسين

فقل لأعظمه الزكيّة

قال : فلمّا بكى أمسكت أنا ، فقال : مر فمررت قال ثمّ قال : زدنى زدنى قال فأنشدته :

يا مريم قومى فاندبى مولاك

وعلى الحسين فاسعدى ببكاك

قال : فبكى وتهايج النساء قال : فلمّا أن سكتن قال لى يا با هارون ، من أنشد فى الحسينعليه‌السلام فأبكى عشرة فله الجنّة ثمّ جعل ينقص واحدا واحدا حتّى بلغ الواحد ، فقال من أنشد فى الحسين فأبكى واحدا فله الجنّة ثمّ قال : ومن ذكره فبكى فله الجنّة(٣) .

٦ ـ عنه ، روى عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : لكلّ شيء ثواب إلّا الدمعة فينا(٤)

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٠٥.

(٢) كامل الزيارات : ١٠٥.

(٣) كامل الزيارات : ١٠٥.

(٤) كامل الزيارات : ١٠٦.

٧

٧ ـ عنه ، حدثني محمّد بن أحمد بن الحسين العسكرى ، عن الحسن بن علىّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن محمّد ابن سنان ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : من أنشد فى الحسين بيت شعر ، فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنة ، ومن أنشد فى الحسين بيتا فبكى وأبكى تسعة فله ولهم الجنّة ، فلم يزل حتى قال : من أنشد فى الحسين بيتا فبكى وأظنّه قال أو تباكى فله الجنّة(١)

٨٣ ـ باب من شرب الماء وذكر الحسينعليه‌السلام

١ ـ ابن قولويه حدثني محمّد بن جعفر الرزاز الكوفى ، عن محمّد بن الحسين عن الخشاب ، عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير ، عن داود الرقى قال : كنت عند أبى عبد اللهعليه‌السلام اذا استسقى الماء ، فلما شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ، ثم قال لى يا داود لعن الله قاتل الحسينعليه‌السلام فما من عبد شرب الماء ، فذكر الحسينعليه‌السلام ولعن قاتله إلا كتب الله له مائة ألف حسنة وحطّ عنه مائة ألف سيئة ورفع له مائة ألف درجة وكأنما أعتق مائة ألف نسمة وحشره الله تعالى يوم القيمة ثلج الفؤاد(٢) .

٢ ـ قال ابن شهرآشوب : شرب الصادقعليه‌السلام وقد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه وقال يا داود لعن الله قاتل الحسين ثم قال بعد كلام وما من عبد شرب الماء فذكر الحسين ولعن قاتله الا كتب الله له مائة ألف حسنة ورفع له مائة الف درجة وكان كأنما أعتق مائة ألف نسمة ومحا عنه مائة ألف سيئة وحشره يوم القيمة

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٠٦.

(٢) كامل الزيارات : ١٠٦.

٨

أبلج الوجه(١) .

٨٤ ـ باب انهعليه‌السلام قتيل العبرة

١ ـ ابن قولويه حدثني أبىرحمه‌الله وعلى بن الحسين ومحمّد بن الحسنرحمهم‌الله ، جميعا عن سعد بن عبد الله بن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن سعيد بن جناح عن أبى يحيى الحذاء ، عن بعض أصحابنا عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال نظر أمير المؤمنينعليه‌السلام الى الحسين فقال يا عبرة كلّ مؤمن ، فقال أنا يا أبتاه قال : نعم يا بنىّ(٢) .

٢ ـ عنه حدثني جماعة مشايخى ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن الحسين بن عبد الله ، عن الحسن بن على بن أبى عثمان عن الحسن بن على بن عبد الله بن المغيرة ، عن أبى عمارة المنشد قال : ما ذكر الحسينعليه‌السلام عن أبى عبد اللهعليه‌السلام فى يوم قطّ فرأى أبو عبد اللهعليه‌السلام متبسما فى ذلك اليوم الى الليل وكانعليه‌السلام يقول الحسينعليه‌السلام عبرة كل مؤمن(٣) .

٣ ـ عنه حدثني أبى عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن اسماعيل بن مهران ، عن على بن أبى حمزة ، عن أبى بصير قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام قال الحسين بن علىعليه‌السلام أنا قتيل العبرة لا يذكرنى مؤمن الا استعبر(٤) .

٤ ـ عنه حدثني أبىرحمه‌الله ، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن موسى ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام ، قال قال الحسينعليه‌السلام : أنا قتيل العبرة(٥)

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢٠٧.

(٢) كامل الزيارات : ١٠٨.

(٣) كامل الزيارات : ١٠٨.

(٤) كامل الزيارات : ١٠٨.

(٥) كامل الزيارات : ١٠٨.

٩

٥ ـ عنه حدثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن أبان الأحمر ، عن محمّد بن الحسين الخزاز ، عن هرون بن خارجة ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : كنا عنده فذكرنا الحسينعليه‌السلام وعلى قاتله لعنة الله ، فبكى أبو عبد اللهعليه‌السلام وبكينا قال ثمّ رفع رأسه فقال قال الحسينعليه‌السلام : أنا قتيل العبرة لا يذكرنى مؤمن الّا بكى(١) .

٦ ـ عنه حدثني على بن الحسين السعدآبادى ، قال : حدثني أحمد بن أبى عبد الله البرقي ، عن أبيه عن ابن مسكان ، عن هرون بن خارجة ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال قال الحسينعليه‌السلام : أنا قتيل العبرة قتلت مكروبا حقيق علىّ أن لا يأتينى مكروب قط الّا رده الله إلى أهله مسرورا(٢) .

٨٥ ـ باب ان الملائكة تشيع ذاكر الحسينعليه‌السلام

١ ـ ابن قولويه حدثني أبى ومحمّد بن الحسن عن الحسين بن حسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهرى ، عن إسحاق بن ابراهيم ، عن هرون بن خارجة ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول : وكلّ الله بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه الى يوم القيمة ، فمن زاره عارفا بحقّه شيّعوه حتى يبلغوه مأمنه إن مرض عادوه غدوة وعشيّة وإن مات شهدوا جنازته واستغفروا له يوم القيامة(٣)

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٠٨.

(٢) كامل الزيارات : ١٠٩.

(٣) كامل الزيارات : ١٨٩.

١٠

٢ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن أبى اسماعيل السراج ، عن يحيى بن معمّر العطّار ، عن أبى بصير ، عن أبى جعفرعليه‌السلام قال : أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسينعليه‌السلام إلى يوم القيمة ، فلا يأتيه أحد الّا استقبلوه ، ولا يرجع أحد من عنده الّا شيّعوه ، ولا يمرض أحد الّا عادوه ، ولا يموت أحد الّا شهدوه(١) .

٣ ـ عنه ، حدّثنى جعفر بن محمّد بن إبراهيم ، عن عبد الله بن نهيك ، عن ابن أبى عمير ، عن سلمة صاحب السّابرى ، عن أبى الصباح الكنانى ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : إنّ إلى جانبكم قبرا ما أتاه مكروب الّا نفس الله كربته وقضى حاجته ، وإنّ عنده أربعة آلاف ملك منذ يوم قبض شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيمة فمن زاره شيّعوه ومن مرض عادوه ، ومن مات اتبعوا جنازته(٢) .

٤ ـ عنه ، حدّثنى أبى وجماعة مشايخى ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن حمدان بن سليمان النيسابوريّ ، عن عبد الله بن محمّد اليمانى ، عن منيع بن الحجّاج ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن صفوان الجمّال ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : إنّ الرجل إذا خرج من منزله يريد زيارة الحسينعليه‌السلام شيّعته سبعمائة ملك من فوق رأسه ومن تحته ، وعن يمينه وعن شماله ، ومن بين يديه ومن خلفه حتّى يبلغوه مأمنه فاذا زار الحسينعليه‌السلام ناداه مناد قد غفر لك ، فاستأنف العمل ، ثمّ يرجعون معه مشيّعين له إلى منزله فاذا صاروا إلى منزله ، قالوا : نستودعك الله فلا يزالون يزورونه الى يوم مماته ثمّ يزورون قبر الحسينعليه‌السلام فى كلّ يوم وثواب ذلك للرّجل(٣) .

٥ ـ عنه ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى باسناده إلى منيع ، عن زياد ، عن عبد

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٨٩.

(٢) كامل الزيارات : ١٩٠.

(٣) كامل الزيارات : ١٩٠.

١١

الله بن مسكان ، عن محمّد الحلبىّ ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : إنّ الله وكلّ بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك شعثا غبرا الى أن تقوم السّاعة ، يشيّعون من زاره يعودونه إذا مرض ويشهدون جنازته إذا مات(١) .

٦ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن الحسن بن علىّ بن عبد الله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامر ، عن أبان ، عن أبى حمزة ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : إنّ الله وكّل بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك شعثا غبرا فلم يزل يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشمس ، فاذا زالت الشمس هبط أربعة آلاف ملك ، وصعد أربعة آلاف ملك فلم يزل يبكونه حتّى يطلع الفجر ، ويشهدون لمن زاره ويشيّعونه بالوفاء إلى أهله ويعودونه اذا مرض ويصلّون عليه اذا مات(٢) .

٧ ـ عنه ، حدّثنى أبى وجماعة مشايخى ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبى إبراهيمعليه‌السلام ، قال : من خرج من بيته يريد زيارة قبر أبى عبد الله الحسينعليه‌السلام وكّل الله به ملكا يضع إصبعه فى قفاه ، فلم يزل يكتب ما يخرج من فيه حتّى يرد الحائر ، فاذا دخل من باب الحائر وضع كفّه وسط ظهره ثمّ قال له : أما ما مضى فقد غفر لك ، فاستأنف العمل(٣) .

٨ ـ عنه ، حدّثنى أبى ومحمّد بن عبد اللهرحمه‌الله جميعا ، عن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علىّ بن مهزيار ، عن أبى القاسم عن القاسم بن محمّد ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن هارون بن خارجة قال سئل

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٩٠.

(٢) كامل الزيارات : ١٩١.

(٣) كامل الزيارات : ١٩١.

١٢

رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام وأنا عنده فقال : ما لمن زار قبر الحسينعليه‌السلام قال : إنّ الحسينعليه‌السلام ، لمّا أصيب بكته حتّى البلاد ، فوكّل الله به أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة فمن زاره عارفا بحقّه شيّعوه حتّى يبلغوه مأمنه وان مرض عادوه غدوة وعشيّة وان مات شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة(١) .

٩ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عمر بن أبان الكلبى ، عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : هبط أربعة آلاف ملك يريدون القتال مع الحسينعليه‌السلام فلم يؤذن لهم فى الفتال ، فرجعوا فى الاستيذان فهبطوا وقد قتل الحسينعليه‌السلام فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة رئيسهم ملك يقال له منصور فلا يزوره زائر الّا استقبلوه ولا يودّعه مودّع الّا شيعوه ولا يمرض مريض الّا عادوه ولا يموت الّا صلّوا على جنازته واستغفروا له بعد موته وكل هؤلاء فى الأرض ينتظرون قيام القائمعليه‌السلام (٢) .

١٠ ـ عنه ، حدّثنى أبو العبّاس الرزّاز ، عن ابن أبى الخطّاب قال : حدّثنى محمّد بن الفضيل ، عن محمّد بن مضارب ، عن مالك الجهنى ، عن أبى جعفرعليه‌السلام قال قال : يا مالك انّ الله تبارك وتعالى لمّا قبض الحسينعليه‌السلام بعث إليه أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة فمن زاره عارفا بحقّه غفر الله ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، وكتب له حجّه ولم يزل محفوظا حتّى يرجع إلى أهله قال : فلمّا مات مالك وقبض أبو جعفرعليه‌السلام دخلت على أبى عبد اللهعليه‌السلام فاخبرته بالحديث فلمّا انتهيت الى حجّة ، قال وعمرة يا محمّد(٣) .

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٩١.

(٢) كامل الزيارات : ١٩٢.

(٣) كامل الزيارات : ١٩٢.

١٣

٨٦ ـ باب فضل كربلا والحائر

١ ـ أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، قال : حدّثنى أبو عيسى عبيد الله ابن الفضل بن محمّد بن هلال الطائى البصرىرحمه‌الله قال حدّثنى أبو عثمان سعيد ابن محمّد قال : حدّثنا محمّد بن سلام بن يسار الكوفى ، قال حدّثنى أحمد بن محمّد الواسطى ، قال حدّثنى عيسى بن أبى شيبة القاضى قال حدّثنى نوح ابن درّاج ، قال : حدّثنى قدّامة بن زائدة ، عن أبيه ، قال : قال علىّ بن الحسينعليه‌السلام بلغنى يا زائدة أنّك تزور قبر أبى عبد الله الحسينعليه‌السلام أحيانا فقلت انّ ذلك لكما بلغك ، فقال لى فلمّا ذا تفعل ذلك ولك مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل أحدا على محبّتنا وتفضيلنا وذكر فضائلنا والواجب على هذه الامّة من حقّنا.

فقلت والله ما أريد بذلك الّا الله ورسوله ولا أحفل بسخط من سخط ولا يكبر فى صدرى مكروه ينالنى بسببه فقال والله انّ ذلك لكذلك ، فقلت : والله انّ ذلك لكذلك يقولها ثلاثا وأقولها ثلاثا فقال أبشر ، ثمّ أبشر ، ثمّ أبشر ، فلأخبرنّك بخبر كان عندى فى النخب المخزون ، فانّه لما أصابنا بالطفّ ما أصابنا وقتل أبىعليه‌السلام وقتل من كان معه من ولده واخوته وساير أهله وحملت حرمه ونساءه على الأقتاب يراد بنا الكوفة فجعلت انظر إليهم صرعى ولم يواروا فعظم ذلك فى صدرى واشتدّ لما أرى منهم قلقى فكادت نفسى تخرج وتبينت ذلك منّى عمّتى زينب الكبرى بنت علىّعليه‌السلام .

فقالت ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدّى وأبى واخوتى ، فقلت وكيف لا أجزع وأهلع وقد أرى سيّدى وإخوتى وعمومتى وولد عمّى وأهلى مصرّعين

١٤

بدمائهم مرمّلين بالعرى مسلّبين لا يكفنون ولا يوارون ولا يعرج عليهم أحد ولا يقربهم بشر كأنّهم أهل بيت من الديلم والخزر فقالت : لا يجزعنّك ما ترى فو الله انّ ذلك لعهد من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى جدّك وأبيك وعمّك ولقد أخذ الله الميثاق لأناس من هذه الامّة لا تعرفهم فراعنة هذه الامّة وهم معروفون فى أهل السماوات إنّهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرّقة ، فيوارونها وهذه الجسوم المخرجة.

ينصبون لهذا الطفّ علما لقبر أبيك سيّد الشهداء لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالى والأيّام ، وليجتهدنّ أئمّة الكفر وأشياع الضلالة قي محوه وتطميمه فلا يزداد أثره إلّا ظهورا وأمره الّا علوّا فقلت : وما هذ العهد وما هذ الخبر ، فقالت : نعم ، حدّثنى أمّ أيمن أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله زار منزل فاطمةعليها‌السلام فى يوم من الأيّام فعملت له حريرة وأتاه علىّعليه‌السلام بطبق فيه تمر ، ثمّ قالت أمّ أيمن : فأتيتهم بعسّ فيه لبن وزبد ، فأكل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام من تلك الحريرة وشرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وشربوا من ذلك اللّبن ثمّ أكل وأكلوا من ذلك التمر والزبد.

ثمّ غسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يده وعلىّ يصبّ عليه الماء فلمّا فرغ من غسل يده مسح وجهه ثمّ نظر الى علىّ وفاطمة والحسن والحسين نظرا عرفنا به السرور فى وجهه ، ثمّ رمق بطرفه نحو السّماء ، مليّا ثمّ انّه وجّه وجهه نحو القبلة ، وبسط يديه ، ودعا ثمّ خرّ ساجدا وهو ينشج ، فأطال النشوج وعلا نحيبه وجرت دموعه ثمّ رفع رأسه وأطرق إلى الأرض ودموعه تقطر كأنّها صوب المطر فحزنت فاطمة وعلىّ والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وحزنت معهم ، لما رأينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهبناه أن نسأله حتّى إذا طال ذلك قال له علىّ وقالت له فاطمة ما يبكيك يا رسول الله لا أبكى الله عينيك ، فقد أقرح قلوبنا ما نرى من حالك فقال يا أخى سررت بكم.

قال مزاحم بن عبد الوارث فى حديثه هاهنا فقال يا حبيبى إنّى سررت بكم

١٥

سرورا ما سررت مثله قطّ وإنّى لأنظر إليكم وأحمد الله على نعمته علىّ فيكم اذ هبط علىّ جبرئيلعليه‌السلام فقال : يا محمّد إنّ الله تبارك وتعالى ، اطّلع على ما فى نفسك وعرف سرورك بأخيك وابنتك وسبطيك فاكمل لك النعمة وهنّاك العطيّة بأن جعلهم وذرّيّاتهم ومحبّيهم وشيعتهم معك فى الجنّة لا يفرق بينك وبينهم يحبون كما تحبى ، ويعطون كما تعطى ، حتّى ترضى وفوق الرّضا على بلوى كثيرة تنالهم فى الدنيا ومكاره تصيبهم بأيدى أناس ينتحلون ملّتك ويزعمون أنّهم من أمّتك براء من الله ومنك خبطا خبطا وقتلا قتلا. شتّى مصارعهم ، نائية قبورهم ، خيرة من الله لهم ، ولك فيهم فاحمد اللهعزوجل على خيرته وأرض بقضائه فحمدت الله ورضيت بقضائه بما اختاره لكم.

ثمّ قال لى جبرئيل يا محمّد إنّ أخاك مضطهد بعدك مغلوب على أمّتك متعوب من أعدائك ، ثمّ مقتول بعدك ، يقتله أشرّ الخلق والخليقة وأشقى البريّة يكون نظير عاقر الناقة ببلد تكون إليه هجرته وهو مغرس شيعته وشيعة ولده وفيه على كلّ حال يكثر بلواهم ويعظم مصابهم وانّ سبطك هذا وأومى بيده الى الحسينعليه‌السلام مقتول فى عصابة من ذرّيّتك وأهل بيتك وأخيار من أمّتك بضفّة الفرات بأرض يقال لها كربلا من أجلها يكثر الكرب والبلاء ، على أعدائك وأعداء ذرّيّتك فى اليوم الّذي لا ينقضى كربه ولا تفنى حسرته ، وهى أطيب بقاع الأرض وأعظمها حرمة.

يقتل فيها سبطك وأهله وانّها من بطحاء الحنّة فاذا كان ذلك اليوم الّذي يقتل فيه سبطك وأهله وأحاطت به كتائب أهل الكفر واللعنة ، تزعزعت الأرض من أقطارها ومادت الجبال وكثر اضطرابها ، واصطفقت البحار بأمواجها وماجت السموات بأهلها غضبا لك يا محمّد ولذرّيتك واستعظاما لما ينتهك من حرمتك ولشرّ ما تكافى به فى ذرّيتك وعترتك ، ولا يبقى شيء من ذلك إلّا استأذن الله عزّ و

١٦

جلّ فى نصرة أهلك المستضعفين المظلومين الّذين هم حجّة الله على خلقه بعدك فيوحى الله إلى السموات والأرض والجبال والبحار ومن فيهنّ انّى أنا الله الملك القادر الذي لا يفوته هارب ولا يعجزه ممتنع.

أنا أقدر فيه على الانتصار والانتقام وعزتى وجلالى لأعذبن من وتر رسولى وصفيى وانتهك حرمته وقتل عترته ونبذ عهده وظلم أهل بيته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ، فعند ذلك يضج كل شيء فى السموات والارضين ، بلعن من ظلم عترتك واستحلّ حرمتك فاذا برزت تلك العصابة إلى مضاجعها تولى اللهعزوجل قبض أرواحها بيده وهبط إلى الأرض ملائكة من السماء معهم آنية من الياقوت والزمرد ، مملوءة من ماء الحياة وحلل من حلل الجنة وطيب من طيب الجنّة فغسلوا جثثهم بذلك الماء والبسوها الحلل وحنّطوها بذلك الطيب وصلت الملائكة صفا صفا عليهم.

ثم يبعث الله قوما من امتك لا يعرفهم الكفار لم يشركوا فى تلك الدماء يقول ولا فعل ولا نية فيوارون أجسامهم ويقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء يكون علما لأهل الحق وسببا للمؤمنين إلى الفوز وتحفّه ملائكة من كل سماء مائة ألف ملك فى كل يوم وليلة ويصلون عليه ويطوفون عليه ويسبحون الله عنده ويستغفرون الله لمن زاره ويكتبون أسماء من ياتيه زائرا من امتك متقربا الى الله وإليك بذلك وأسماء آبائهم وعشائر هم وبلدانهم ويوسمون وجوههم بميسم نور عرش الله هذا زائر قبر خير الشهداء وابن خير الأنبياء.

فاذا كان يوم القيمة سطح فى وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الأبصار يدلّ عليهم ويعرفون به وكأنى بك يا محمّد بينى وبين ميكائيل وعلىّ امامنا ومعنا من ملائكة الله ما لا يحصى عددهم ونحن نلتقط من ذلك الميسم فى وجهه من بين الخلائق حتى ينجيهم الله من هول ذلك اليوم وشدائده وذلك حكم

١٧

الله وعطاؤه لمن زار قبرك يا محمّد أو قبر أخيك أو قبر سبطيك لا يريد به غير اللهعزوجل وسيجتهد أناس ممن حقت عليهم اللعنة من الله والسخط أن يعفوا رسم ذلك القبر ويمحو أثره فلا يجعل الله تبارك وتعالى لهم الى ذلك سبيلا.

ثمّ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فهذا أبكانى وأحزننى قالت زينب فلما ضرب ابن ملجم لعنه الله أبىعليه‌السلام ورأيت عليه أثر الموت منه قلت له يا أبه حدثتنى أم ايمن بكذا وكذا وقد أحببت أن اسمعه منك فقال : يا بنية الحديث كما حدثتك أم ايمن ، وكأنى بك وبنساء أهلك سبايا بهذا البلد أذلاء خاشعين تخافون أن يتخطفكم الناس فصبرا صبرا فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لله على ظهر الأرض يومئذ ولى غيركم وغير محبّيكم وشيعتكم.

لقد قال لنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين أخبرنا بهذا الخبر انّ ابليس لعنه الله فى ذلك اليوم يطير فرحا فيجول الأرض كلّها بشياطينه وعفاريته فيقول يا معاشر الشياطين قد أدركنا من ذرّية آدم الطلبة وبلغنا فى هلاكهم الغاية وأورثناهم النار الّا من اعتصم بهذه العصابة ، فاجعلوا شغلكم بتشكيك الناس فيهم وحملهم على عداوتهم واغرائهم بهم ، وأوليائهم حتى تستحكموا ضلالة الخلق وكفرهم ، ولا ينجو منهم ناج ولقد صدق عليهم ابليس وهو كذوب انه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح ولا يضر مع محبّتكم وموالاتكم ذنب غير الكبائر.

قال زائده ثمّ قال على بن الحسينعليه‌السلام بعد أن حدثني بهذا الحديث : خذه إليك ما لو ضربت فى طلبه آباط الابل حولا لكان قليلا(١)

٢ ـ ابو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّى الفقيهرحمه‌الله قال حدثني أبى ، وعلى بن الحسين وجماعة مشايخىرحمهم‌الله عن سعد بن عبد الله بن أبى

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٦٠ ـ ٢٦٦

١٨

خلف ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن ابى سعيد القمّاط ، قال حدثني عبد الله بن أبى يعفور ، قال سمعت أبا عبد الله يقول لرجل من مواليه يا فلان أتزور قبر أبى عبد الله بن الحسين بن علىعليهما‌السلام قال نعم انّى أزوره بين ثلاث سنين أو سنتين مرّة فقال له وهو مصفر الوجه : أما والله الذي لا إله الا هو لو زرته لكان أفضل لك ممّا أنت فيه.

فقال له جعلت فداك كلّ هذا الفضل ، فقال نعم والله لو أنى حدثتكم زيارته وبفضل قبره لتركتم الحجّ رأسا وما حجّ منكم أحد ، ويحك أما تعلم ان الله اتخذ بفضل قبره كربلا حرما أمنا مباركا قبل أن يتّخذ مكة حرما ، قال ابن أبى يعفور : فقلت له قد فرض الله على الناس حجّ البيت ولم يذكر زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فقال وان كان كذلك فان هذا شيء جعله الله هكذا ، أما سمعت قول أبى أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث يقول ان باطن القدم أحق بمسح من ظاهر القدم ، ولكن الله فرض هذا على عباده أو ما علمت أن الموقف لو كان فى الحرم كان أفضل لأجل الحرم ولكن الله صنع ذلك فى غير الحرم(١)

٣ ـ عنه حدثني محمّد بن جعفر القرشى الرزاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن أبى سعيد القمّاط ، عن عمر بن يزيد بياع السابرى ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : ان أرض الكعبة قالت من مثلى وقد بنى الله بيته على ظهرى ويأتينى الناس من كل فجّ عميق ، وجعلت حرم الله وأمنه ، فأوحى الله إليها أن كفّى وقرّى فو عزّتى وجلالى ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت به أرض كربلا الا بمنزلة الابرة غرست فى البحر فحملت من ماء البحر ولو لا تربة كربلا ما فضلتك ولو لا ما تضمنته أرض كربلا لما خلقتك ولا خلقت البيت الذي افتخرت به فقرّى واستقرّى

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٦٦

١٩

وكونى دنيّا متواضعا ذليلا مهينا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلا والا سخت بك وهويت بك فى نار جهنم(١)

٤ ـ عنه حدثني أبو العباس الكوفى ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن أبى سعيد العصفرى ، عن عمر وبن ثابت ، عن أبيه عن أبى جعفرعليه‌السلام قال : خلق الله تبارك وتعالى أرض كربلا قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام ، وقدّسها وبارك عليها فما زالت قبل خلق الله مقدسة مباركة ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض فى الجنة وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أوليائه فى الجنه(٢)

٥ ـ عنه حدثني محمّد بن جعفر القرشى الرزاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن أبى سعيد ، عن بعض رجاله ، عن أبى الجارود قال قال على بن الحسينعليه‌السلام اتخذ الله أرض كربلا حرما آمنا مباركا قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتخذها حرما بأربعة وعشرين ألف عام وانه اذا زلزل الله تبارك وتعالى الأرض وسيرها رفعت كما هى بتربتها نورانية صافية ، فجعلت فى أفضل روضة من رياض الجنة وأفضل مسكن فى الجنة لا يسكنها الا النبيون والمرسلون أو قال أولو العزم من الرسل ، وأنها لتزهر بين رياض الجنة ، كما يزهر الكوكب الدري بين الكوكب لأهل الأرض ، يغشى نورها أبصار أهل الجنة جميعا ، وهى تنادى أنا أرض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمنت سيّد الشهداء وسيد شباب ، أهل الجنة(٣)

٦ ـ عنه قال أبو جعفرعليه‌السلام الغاضرية هى البقعة التي كلم الله فيها موسى بن عمرانعليه‌السلام ، وناجى نوحا فيها وهى أكرم أرض الله عليه ولو لا ذلك ما استودع الله

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٦٧

(٢) كامل الزيارات : ٢٦٨

(٣) كامل الزيارات : ٢٦٨

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

وقت فريضة، ارأيت لو كان عليك صوم من شهر رمضان، اكان لك ان تتطوع حتى تقتضيه »، قال، قلت: لا، قال: « فكذلك الصلاة » قال: فقايسني، وما كان يقايسني.

٤٧ - ( باب جواز قضاء الفرائض في وقت الفريضة الحاضرة ما لم يتضيق وحكم تقديم الفائتة على الحاضرة )

٣٢٦٧ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه قال: « من فاتته صلاة حتى دخل وقت صلاة اخرى، فان كان في الوقت سعة بدأ بالتي فاتته، وصلى التي هو منها في وقت، وان لم يكن في الوقت (١) الا مقدار ما يصلي فيه التي هو في وقتها بدأ بها، وقضى بعدها الصلاة الفائتة ».

٣٢٦٨ / ٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: عن رجل نام ونسي فلم يصلّ المغرب والعشاء، قال: « ان استيقظ قبل الفجر بقدر ما يصلّيهما جميعاً يصلّيهما، وإن خاف أن يفوته أحدهما فليبدأ بالعشاء الآخرة ».

____________________________

الباب - ٤٧

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤١، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٥ ح ٣.

(١) في المصدر زيادة: سعة.

٢ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٠، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٤ ح ٢.

١٦١

٤٨ - ( باب وجوب الترتيب بين الفرائض أداء وقضاء، ووجوب العدول بالنيّة إلى السابقة، إذا ذكرها في أثناء الصلاة أداء، وقضاء جماعة ومنفرداً )

٣٢٦٩ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: عن رجل نسي الظهر حتى صلّى العصر، قال: « يجعل صلاة العصر التي صلّى الظهر، ثم يصلّى العصر بعد ذلك ».

وعن رجل نام ونسي فلم يصلّي المغرب والعشاء - إلى أن قال -: « وإن استيقظ بعد الصبح فليصلّ الصبح، ثم المغرب، ثم العشاء، قبل طلوع الشمس ».

٣٢٧٠ / ٢ - دعائم الإسلام: وروينا عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام أنّ رجلاً سأله فقال: يابن رسول الله، ما تقول في رجل نسي صلاة الظهر حتى صلّى ركعتين من العصر؟ قال: « فيجعلهما الظهر (١)، ثم يستأنف العصر » قال: فإن نسي المغرب حتى صلّى ركعتين من العشاء (٢)؟ قال: « يتمّ صلاته، ثم يصلّي المغرب بعد » قال له الرجل: جعلت فداك (يابن رسول الله) (٣)، ما الفرق بينهما؟ قال: « لأنّ العصر ليس بعدها صلاة، يعني لا يتنفّل بعدها، والعشاء الآخرة يصلّي بعدها ما شاء ».

____________________________

الباب - ٤٨.

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٠، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٢١٦

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤١، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٥ ح ٣.

(١) في المصدر: فليجعلهما للظهر.

(٢) في المصدر زيادة: الآخرة.

(٣) ليس في المصدر.

١٦٢

٣٢٧١ / ٣ - وعنه عليه‌السلام: أنّه سئل عن رجل نسي صلاة الظهر حتى صلّى العصر، قال: « يجعل التي صلّى الظهر، ويصلّي العصر » قيل: فإن نسي المغرب حتى صلّى العشاء الآخرة؟ قال: « يصلّي المغرب، ثم العشاء الآخرة ».

قال في البحار في الخبر الأول: لم أر قائلاً به، وحمل على ما إذا تضيّق وقت العشاء دون العصر، وان كان التعليل يأبى عنه لمعارضته للأخبار الكثيرة، ويمكن حمله على التقيّة والتعليل ربّما يؤيده، انتهى.

٣٢٧٢ / ٤ - السيّد عليّ بن طاووس في رسالة المواسعة، عن كتاب الصلاة للحسين بن سعيد الأهوازي: عن محمّد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن بن زياد الصيقل، قال: سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن رجل نسي الاُولى حتى صلّى ركعتين من العصر، قال: « فليجعلهما الاولى وليستأنف العصر » قلت: فإن نسي المغرب حتى صلّى ركعتين من العشاء ثم ذكر؟ قال: « فليتم صلاته، ثم يقضي بعد المغرب » قال: قلت: جعلت فداك، متى نسي الظهر ثم ذكر وهو في العصر يجعلها الاولى ثم يستأنف، وقلت لهذا يقضي صلاته بعد المغرب؟! فقال: « ليس هذا مثل هذا، إنّ العصر ليس بعدها صلاة والعشاء بعدها صلاة ».

٣٢٧٣ / ٥ - وعن كتاب النقض على من أظهر الخلاف على أهل البيت عليهم‌السلام للحسين بن عبيد الله بن عليّ الواسطي: عن الصادق

____________________________

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤١ باختلاف يسير في لفظه، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٥ ح ٣.

٤ - رسالة المواسعة ص ١، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٩.

٥ - رسالة المواسعة ص ٢، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٣٠.

١٦٣

جعفر بن محمّد عليهما‌السلام أنّه قال: « من كان في صلاة ثم ذكر صلاة اُخرى فاتته أتمّ التي هو فيها، ثم يقضي ما فاتته ».

٤٩ - ( باب نوادر ما يتعلّق بأبواب المواقيت )

٣٢٧٤ / ١ - علي بن إبراهيم في تفسيره: ( أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ) قال: « دلوكها زوالها، و: ( غَسَقِ اللَّيْلِ ) انتصافه، ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ) صلاة الغداة، ( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) قال: تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار ».

ثم قال: ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ ) قال: « صلاة الليل ».

٣٢٧٥ / ٢ - العيّاشي: عن أبي هاشم الخادم، عن أبي الحسن الماضي عليه‌السلام قال: « ما بين غروب الشمس إلى سقوط القرص غسق ».

٣٢٧٦ / ٣ - الطبرسي في مجمع البيان: في قوله تعالى: ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ ) (١). الآية عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام: « إنّهم قوم إذا حضرت الصلاة تركوا التجارة، وانطلقوا إلى الصلاة، وهم أعظم أجراً ممّن (لم) (٢) يتّجر ».

____________________________

الباب - ٤٩

١ - تفسير القمي ج ٢ ص ٢٥، والآيتان في سورة الاسراء ١٧: ٧٨، ٧٩.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٣١٠ ح ١٤٤، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٣٥٩ ح ٤١.

٣ - مجمع البيان ج ٧ ص ١٤٥.

(١) النور ٢٤: ٣٧.

(٢) ليس في المصدر.

١٦٤

٣٢٧٧ / ٤ - الصدوق في الخصال: عن الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري، عن عمه، عن أبي إسحاق قال: أملى علينا تغلب (١) ساعات الليل: الغسق، والفحمة، والعشوة، والهداة، والسباع (٢)، والجنح، والهزيع، والفقد (٣)، والزلفة، والسحرة، والبهرة.

٣٢٧٨ / ٥ - عليّ بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن إسماعيل بن أبان، عن عمر بن أبان (١) الثقفي قال: سأل النصرانيّ الشاميّ الباقر عليه‌السلام عن ساعة ما هي من الليل ولا هي من النهار، أيّ ساعة هي؟ قال أبوجعفر عليه‌السلام: « ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس » قال النصراني: إذا لم يكن من ساعات الليل ولا من ساعات النهار فمن أيّ ساعات هي؟ فقال أبوجعفر عليه‌السلام: « من ساعات الجنّة، وفيها تفيق مرضانا » فقال النصراني: أصبت.

٣٢٧٩ / ٦ - زيد النرسي في أصله: قال: سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول: « إنّ الشمس تطلع كلّ يوم بين قرني شيطان إلّا صبيحة [ ليلة ] (١) القدر ».

____________________________

٤ - الخصال ص ٤٨٨ ح ٦٧.

(١) في المصدر: ثعلب.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: والعقر.

٥ - تفسير القمي ج ١ ص ٩٨.

(١) في المصدر: عبدالله، ولعل الصواب: عمرو بن عبدالله الثقفي، أنظر « رجال الشيخ ص ١٢٨ رقم ٢١ ».

٦ - كتاب زيد النرسي ص ٥٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٦٥

٣٢٨٠ / ٧ - عوالي اللآلي: روى خباب بن الأرت قال: ربّما شكونا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ الرمضاء (١) فلم يشكنا.

٣٢٨١ / ٨ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « رحم الله عبداً قام من الليل فصلّى، وأيقظ أهله فصلّوا ».

٣٢٨٢ / ٩ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنّه قال: « لا يغلبنّكم الأعراب على اسم صلاتكم، فإنّها العشاء، وإنّهم يعتمون بالإبل »، وذلك لأنّهم كانوا يعتمون بالحلب، أي يؤخّرون حلبها إلى أن يعتم الليل، ويسمّون الحلبة العتمة باسم عتمة الليل، وعتمته: ظلامه.

____________________________

٧ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٢ ح ٦.

(١) الرمضاء: الحجارة الحامية من حرّ الشمس (لسان العرب ج ٧ ص ١٦٠، ومجمع البحرين ج ٤ ص ٢٠٩ - رمض -).

٨ - لبّ اللباب: مخطوط.

٩ - دور اللآلي ج ١ ص ١١٦.

١٦٦

أبواب القبلة

١ - ( باب وجوب استقبال القبلة في الصلاة )

٣٢٨٣ / ١ - الصدوق في الخصال: عن ستة من مشايخه، عن أحمد بن يحيى بن زكريا، عن بكر بن عبدالله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبي معاوية، عن الأعمش عن الصادق عليه‌السلام قال: « فرائض الصلاة سبع: الوقت، والطهور، والتوجّه، والقبلة، والركوع، والسجود، والدعاء ».

ورواه في الهداية مرسلاً عنه عليه‌السلام، مثله (١).

٣٢٨٤ / ٢ - البحار، عن كتاب العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم: عن أبيه، عن جدّه، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن كبار حدود الصلاة؟ فقال: « سبعة: الوضوء، والوقت، والقبلة، وتكبيرة الإفتتاح، والركوع، والسجود والدعاء ».

____________________________

أبواب القبلة

الباب - ١

١ - الخصال ص ٦٠٣ ح ٩، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ١٦٠ ح ١.

(١) الهداية ص ٢٩، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ١٦٣ ح ٤.

٢ - البحار ج ٨٣ ص ١٦٣.

١٦٧

٣٢٨٥ / ٣ - القطب الراوندي في فقه القرآن: عنهما عليهما‌السلام في قوله تعالى: ( وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) (١) « في الفرض »، وقوله تعالى: ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ) (٢) قالا: « هو في النافلة ».

٣٢٨٦ / ٤ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، في قول الله عزّوجلّ: ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ) (١) قال: « أمره أن يقيمه للقبلة حنيفا، ليس فيه شئ من عبادة الأوثان ».

٣٢٨٧ / ٥ - العياشي في تفسيره: عن أبي بصير، عن أحدهما عليهما‌السلام، في قول الله تعالى: ( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (١) قال: « هو إلى القبلة ».

٣٢٨٨ / ٦ - وعن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام عن قوله تعالى: ( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (١) قال: « مساجد محدثة فاُمروا أن يقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام ».

وأبو بصير، عن أحدهما عليهما‌السلام قال: « هو إلى القبلة،

____________________________

٣ - فقه القرآن ج ١ ص ٩١، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٤٩ ح ٣.

(١) البقرة ٢: ١٤٤، وفي المصدر - بعد ذكر الآية - زيادة: روي عن الباقر والصادق عليهم‌السلام أنّ ذلك.

(٢) البقرة ٢: ١١٥.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣١، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٧٠ ح ٢٧

(١) الروم ٣٠: ٣٠.

٥ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢ ح ٢٠، والبحار ج ٨٤ ص ٦٦ ح ٢٩.

(١) الأعراف ٧: ٢٩.

٦ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢ ح ١٩ و ٢٠، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٦٦ ح ٢٠.

(١) الأعراف ٧: ٢٩.

١٦٨

ليس فيها عبادة الأوثان خالصاً مخلصاً ».

٢ - ( باب أنّ القبلة هي الكعبة مع القرب، وجهتها مع البعد )

٣٢٨٩ / ١ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: رأيت الأحاديث المأثورة أنّ الله تعالى أمر آدم عليه‌السلام أن يصلّي إلى المغرب، ونوحاً عليه‌السلام أنّ (١) يصلّي إلى المشرق، وإبراهيم عليه‌السلام [ أن ] (٢) يجمعهما (٣)، فلمّا بعث موسى عليه‌السلام أمره أن يحيي دين آدم عليه‌السلام، ولمّا بعث عيسى عليه‌السلام أمره أن يحيي دين نوح عليه‌السلام، ولمّا بعث محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أمره أن يحيي دين إبراهيم عليه‌السلام.

٣٢٩٠ / ٢ - أحمد بن محمّد البرقي في المحاسن: عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن بشير في حديث سليمان مولى طربال، قال: ذكرت هذه الاهواء عند أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « لا والله، ما هم على شئ ممّا جاء به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إلّا استقبال الكعبة فقط ».

٣٢٩١ / ٣ - عليّ بن إبراهيم في تفسيره: وفي رواية أبي الجارود، عن

____________________________

الباب - ٢

١ - فلاح السائل ص ١٢٨، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٧ ح ٩.

(١) ليس في المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: وهي الكعبه.

٢ - المحاسن ج ١٥٦ ح ٨٩ وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٨ ح ١٠.

٣ تفسير القمي ج ١ ص ١٠٥.

١٦٩

أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى: ( وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) (١): « فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لما قدم المدينة وهو يصلي نحو البيت المقدس أعجب ذلك اليهود، فلمّا صرفه الله عن بيت المقدس إلى بيت (الله) (٢) الحرام وَجَدَت (٣) (اليهود من ذلك) (٤)، وكان صرف القبلة صلاة الظهر فقالوا: صلّى محمّد الغداة واستقبل قبلتنا فآمنوا بالذي انزل على محمّد وجه النهار واكفروا آخره، يعنون القبلة، حين استقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ المسجد الحرام، لعلّهم يرجعون إلى قبلتنا ».

٣٢٩٢ / ٤ - وقال في قوله تعالى: ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ) (١) فان هذه الآية متقدمة على قوله: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ) (٢) وانه (٣) نزل اولا: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ) ثم نزل ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ ) الآية، وذلك ان اليهود كانوا يعيرون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، ويقولون له: انت تابع لنا تصلي إلى قبلتنا، فاغتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، من ذلك غما شديدا، وخرج

____________________________

(١) آل عمران ٣: ٧٢.

(٢) لفظة الجلالة لم ترد في المصدر.

(٣) وَجَدَ عليه، يَجُد ويَجِد: غضب (لسان العرب - وجد - ج ٣ ص ٤٤٦).

(٤) مابين القوسين ليس في المصدر.

٤ - تفسير علي بن ابراهيم ج ١ ص ٦٢، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٦١ ح ١٣.

(١) البقرة ٢: ١٤٢.

(٢) البقرة ٢: ١٤٤.

(٣) في المصدر: لأنه.

١٧٠

في جوف الليل ينظر في آفاق السماء، وينتظر امر الله تبارك وتعالى في ذلك، فلما اصبح وحضرت صلاة الظهر، وكان في مسجد بني سالم، قد صلى بهم الظهر ركعتين، فنزل عليه جبرئيل فأخذ بعضديه، فحوله إلى الكعبة، فأنزل الله عليه: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) فصلى (ركعتين إلى بيت المقدس) (٤)، وركعتين إلى الكعبة، فقالت اليهود والسفهاء: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. وتحولت القبلة إلى الكعبة، بعد ما صلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، بمكة ثلاث عشرة سنة إلى بيت المقدس، وبعد مهاجرته إلى المدينة، صلى إلى بيت المقدس سبعة اشهر، ثم حول الله عزّوجلّ القبلة إلى البيت الحرام، هكذا فيما عندنا من نسخ التفسير.

قال الشيخ الطبرسي في مجمع البيان (٥): عن البراء بن عازب قال: صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، نحو البيت المقدس ستة عشر، شهرا أو سبعة عشر شهرا، ثم صرفنا نحو الكعبة.

اورده مسلم في الصحيح (٦).

وعن انس بن مالك: انما كان تسعة اشهر، أو عشرة اشهر.

وعن معاذ بن جبل: ثلاثة عشر شهرا.

ورواه علي بن ابراهيم (٧): بإسناده عن الصادق عليه‌السلام، قال: « تحولت القبلة إلى الكعبة، بعد ما صلى النبي

____________________________

(٤) مابين القوسين ليس في المصدر.

(٥) مجمع البيان ج ١ ص ٢٢٣.

(٦) صحيح مسلم ج ١ ص ٣٧٤ ح ١٢.

(٧) تفسير علي بن ابراهيم ج ١ ص ٦٣.

١٧١

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌بمكة ثلاثة عشر سنة، إلى بيت المقدس، وبعد مهاجرته إلى المدينة، صلى إلى بيت المقدس سبعة أشهر.

قال: ثم وجهه الله إلى الكعبة، وذلك ان اليهود - وساق كما نقلناه إلى قوله - كانوا عليها » والظاهر انه اخرجه من غير تفسيره، أو من النسخة الاخرى منه، فان لتفسيره نسختان كبيرة وصغيرة، والله العالم.

٣٢٩٣ / ٥ - محمّد بن مسعود العياشي: عن أبي عمرو الزبيري، عن ابي عبدالله عليه‌السلام، قال: « لما صرف الله نبيّه إلى الكعبة عن بيت المقدس، قال المسلمون للنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: أرأيت صلاتنا التي كنّا نصلّي إلى بيت المقدس [ ما حالنا فيها، وما حال من مضى من أمواتنا وهم يصلّون إلى بيت المقدس ] (١)؟ فأنزل الله ( وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (٢) فسمّى الصلاة إيماناً » (٣).

٣٢٩٤ / ٦ - محمّد بن ابراهيم النعماني في تفسيره: عن احمد بن محمّد بن عقدة، عن جعفر بن احمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن اسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن ابي حمزة، عن أبيه عن اسماعيل بن جابر، عن ابي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق، عن

____________________________

٥ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٦٣ ح ١١٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) البقره ٢: ١٤٣.

(٣) يأتي في الباب ١٤ ح ١ عن البحار عن تفسير سعد بن عبدالله مثله.

٦ - تفسير النعماني ص ١٢، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٦٦ ح ٢١.

١٧٢

أميرالمؤمنين عليهما‌السلام، قال: « ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لما بعث كانت الصلاة إلى (١) بيت المقدس، فكان في اول مبعثه يصلي إلى بيت المقدس، جميع ايام مقامه بمكة، وبعد هجرته إلى المدينة بأشهر، فعيّرته اليهود وقالوا: انت تابع لقبلتنا، فأنف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ذلك منهم، فأنزل الله تعالى عليه، وهو يقلب وجهه في السماء، وينتظر الأمر: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ - إلى قوله - لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ) (٢) يعني اليهود في هذا الموضع، ثم اخبرنا الله عزّوجلّ العلة التي من اجلها لم يحول قبلته من اول مبعثه، فقال تبارك وتعالى: ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا - إلى قوله - لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (٣) فسمى سبحانه الصلاة هاهنا ايمانا ».

٣٢٩٥ / ٧ - البحار عن تفسير سعد بن عبدالله القمي، برواية ابن قولويه عنه، باسناده إلى الصادق عليه‌السلام، قال: « قال اميرالمؤمنين عليه‌السلام: ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لما بعث كانت القبلة إلى بيت المقدس، على سنة بني اسرائيل، وذلك ان الله تبارك وتعالى، اخبرنا في القرآن، انه امر موسى بن عمران ان يجعل بيته قبلة، في قوله: ( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) (١).

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ على هذا يصلي إلى بيت

____________________________

(١) في المصدر زيادة: قبلة.

(٢) البقرة ٢: ١٤٤ - ١٥٠.

(٣) البقرة ٢: ١٤٣.

٧ - البحار ج ٨٤ ص ٧١ ح ٣١.

(١) يونس ١٠: ٨٧.

١٧٣

المقدس، مدة مقامه بمكة وبعد الهجرة اشهرا، حتى عيرته اليهود، وقالوا: انت تابع لنا، تصلي إلى قبلتنا، وبيوت نبينا، فاغتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لذلك، واحب ان يحول الله قبلته إلى الكعبة، وكان ينظر في آفاق السماء، ينتظر امر الله، فأنزل الله عليه ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ - إلى قوله - لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ) (٢) يعني اليهود.

٣٢٩٦ / ٨ - الطبرسي في الاحتجاج: بالاسناد إلى الإمام ابي محمّد العسكري عليه‌السلام، قال: « لما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بمكة، امره الله تعالى ان يتوجه نحو البيت المقدس في صلاته، ويجعل الكعبة بينه وبينها إذا امكن، وإذا لم يتمكن استقبل البيت المقدس كيف كان، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يفعل ذلك طول مقامه بها، ثلاث عشرة سنة، فلما كان بالمدينة، وكان متعبدا باستقبال بيت المقدس، استقبله وانحرف عن الكعبة، سبعة عشر شهرا أو ستة عشر شهرا (١)، وجعل قوم من مردة اليهود يقولون: والله ما درى محمّد كيف صلى، حتى صار يتوجه إلى قبلتنا، ويأخذ في صلاته بهدينا ونسكنا، فاشتد ذلك على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لما اتصل به عنهم، وكره قبلتهم، واحب الكعبة، فجاءه جبرئيل، فقال له رسول الله

____________________________

(٢) البقرة: ١٤٤ - ١٥٠.

٨ - الإحتجاج ص ٤٠، باختلاف بسيط في الالفاظ، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٩ ح ١٢.

(١) في هامش المخطوط: « ليس هذا الترديد في بعض النسخ، وعلى تقديره فهو إمّا من الراوي أو منه عليه‌السلام مشيراً إلى اختلاف العامّة فيه » (منه قدّس سرّه).

١٧٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: يا جبرئيل، لوددت لو صرفني الله عن بيت المقدس إلى الكعبة، فقد تأذيت بما يتصل بي من قبل اليهود من قبلتهم، فقال جبرئيل: فسل ربك ان يحولك إليها، فانه لا يردك عن طلبتك، ولا يخيبك من بغيتك، فلما استتم دعاؤه، صعد جبرئيل ثم عاد من ساعته، فقال: اقرأ يا محمّد ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) (٢)... الآيات، فقالت اليهود عند ذلك: ( مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ) (٣) فأجابهم الله بأحسن جواب فقال: ( قُل لِّلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ) (٤) وهو يملكهما، وتكليفه التحول إلى جانب، كتحويله لكم إلى جانب آخر ( يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (٥) هو مصلحهم، وتؤديهم طاعتهم إلى جنات النعيم ».

٣٢٩٧ / ٩ - قال أبومحمّد عليه‌السلام: « وجاء قوم من اليهود إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فقالوا: يا محمّد هذه القبلة بيت المقدس، قد صليت إليها اربع عشرة سنة، ثم تركتها الآن، افحقا كان ما كنت عليه؟ فقد تركته إلى باطل، فانما يخالف الحق الباطل، أو باطلا كان ذلك؟ فقد كنت عليه طول هذه المدة، فما يؤمننا ان تكون الآن على باطل؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: بل ذلك كان حقا وهذا حقّ، يقول الله: ( قُل لِّلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (١) إذا عرف صلاحكم يا ايها العباد في استقبال (٢)

____________________________

(٢) البقرة ٢: ١٤٤.

(٣، ٤، ٥) البقرة ٢: ١٤٢

٩ - الاحتجاج ص ٤١.

(١) البقرة ٢: ١٤٢.

(٢) في المصدر: استقبالكم

١٧٥

المشرق امركم به، وإذا عرف صلاحكم في استقبال المغرب امركم به، وان عرف صلاحكم في غيرهما امركم به، فلا تنكروا تدبير الله في عباده، وقصده إلى مصالحكم، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: قد تركتم العمل يوم السبت، ثم عملتم بعده سائر الأيام، ثم تركتموه في السبت ثم عملتم بعده، افتركتم الحق إلى الباطل والباطل إلى حق؟ أو الباطل إلى باطل؟ أو الحق إلى حق؟ قولوا كيف شئتم، فهو قول محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وجوابه لكم، قالوا: بل ترك العمل في السبت حق، والعمل بعده حق، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: فكذلك قبلة بيت المقدس في وقته حق، ثم قبلة الكعبة في وقته حق، فقالوا: يا محمّد، أفبدا لربك فيما كان امرك به بزعمك من الصلاة إلى بيت المقدس، حين (٣) نقلك إلى الكعبة؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ما بدا له عن ذلك، فانه العالم بالعواقب، والقادر على المصالح، لا يستدرك على نفسه غلطا، ولا يستحدث رأيا يخالف (٤) المتقدم، جل عن ذلك، ولا يقع أيضا عليه مانع يمنعه عن مراده، وليس يبدو الا لمن كان هذا وصفه، وهو عزّوجلّ متعال عن هذه الصفات علوا كبيرا.

ثم قال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ايها اليهود، اخبروني عن الله، أليس يُمرض ثم يُصح؟ ويصح ثم يمرض؟ أبدا له في ذلك؟ اليس يحيي ويميت؟ (أليس يأتي بالليل في أثر النهار ثم بالنهار في أثر الليل) (٥)؟ أبدا له في كلّ واحد من ذلك؟ قالوا: لا، قال: فكذلك الله تَعبَّد نبيّه محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، بالصلاة إلى

____________________________

(٣) في المصدر: حتى.

(٤) وفيه: بخلاف.

(٥) مابين القوسين ليس في المصدر.

١٧٦

الكعبة، بعد أن (٦) تَعبَّده بالصلاة إلى بيت المقدس، وما بدا له في الأول ثم قال: - أليس الله يأتي بالشتاء في أثر الصيف؟ والصيف في اثر الشتاء؟ ابدا له في كلّ واحد من ذلك؟ قالوا: لا، قال: فكذلك لم يبد له في القبلة.

قال، ثم قال: اليس قد الزمكم في الشتاء ان تحترزوا من البرد بالثياب الغليظة؟ والزمكم في الصيف ان تحترزوا من الحر؟ فبدا له في الصيف حتى امركم بخلاف ما كان امركم به في الشتاء؟ قالوا: لا، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: فكذلك تعبدكم في وقت لصلاح يعلمه بشئ، ثم بعده (٧) في وقت آخر لصلاح آخر يعلمه بشئ آخر، فإذا اطعتم الله في الحالين استحققتم ثوابه، وانزل الله ( وَلِلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ) (٨) اي إذا توجهتم بأمره، فثم الوجه الذي تقصدون منه الله وتأملون ثوابه.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: يا عباد الله، انتم كالمرضى والله رب العالمين كالطبيب، فصلاح المرضى فيما يعلمه (٩) الطبيب [ و ] (١٠) يدبره به، لا فيما يشتهيه المريض ويقترحه، الا فسلموا لله امره تكونوا من الفائزين.

فقيل له: يابن رسول الله، فلم امر بالقبلة الاولى؟ فقال: لما قال الله عزّوجلّ: ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا ) وهي بيت

____________________________

(٦) وفيه زيادة: كان.

(٧) في المصدر: تعبدكم

(٨) البقره ٢: ١١٥.

(٩) في المصدر: يعمله.

(١٠) أثبتناه من المصدر.

١٧٧

المقدس ( إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ) (١١) الا لنعلم ذلك منه موجودا، بعد ان علمناه سيوجد ذلك، ان هوى اهل مكة كان في الكعبة، فأراد الله ان يبين متبع (١٢) محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من مخالفه (١٣)، باتباع القبلة التي كرهها، ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يأمر بها، ولما كان هوى اهل المدينة في بيت المقدس، امرهم مخالفتها والتوجه إلى الكعبة، ليتبين (١٤) من يوافق محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فيما يكرهه، فهو مصدقه وموافقه.

ثم قال: ( وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ) (١٥) انما كان التوجه إلى بيت المقدس، في ذلك الوقت كبيرة، الا على من يهدي الله، فعرف ان الله يُتعبّد بخلاف ما يريده المرء، ليبتلي طاعته في مخالفته هواه ».

٣٢٩٨ / ١٠ - السيد الرضي (رحمه الله) في تفسيره الكبير المسمى بحقائق التأويل في قول تعالى: ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا ) (١) ان فيه اقوالا منها: ان يكون المراد بذلك، ان اول بيت وضع لعبادة المكلفين، قبلة لصلاتهم، وغاية لحجّهم، ومؤدّى لمناسكهم، هذا البيت الذي ببكة، وان كان من قبلة بيوت ليست هذه صفتها، وهذا القول مروي عن اميرالمؤمنين عليه‌السلام.

____________________________

(١١) البقره ٢: ١٤٣.

(١٢) في المصدر: متبعي.

(١٣) وفيه: ممّن خالفه.

(١٤) وفيه: ليُبيّن،

(١٥) البقره ٢: ١٤٣.

١٠ - حقائق التأويل ص ١٧٤.

(١) آل عمران ٣: ٩٦.

١٧٨

٣٢٩٩ / ١١ - جعفر بن احمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: لم يعمل ابن آدم عملا، اعظم عند الله تعالى، من رجل قتل نبيا أو اماما، أو هدم الكعبة التي جعلها الله قبلة لعباده »... الخبر.

٣٣٠٠ / ١٢ - عوالي اللآلي: عن اسامة بن زيد، ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قبّل الكعبة وقال: « هذه هي القبلة ».

قلت: الحق ان الكعبة هي القبلة للقريب والبعيد، وفاقا للفقيه النبيه الشيخ موسى النجفي، قال في شرح الرساله: والذي يظهر من الكتاب والسنة، انها شرفها الله، كبيت المقدس من قبل نسخه، قبلة لجميع العالم، يستوي فيها الداني والقاصي، المشاهد وغيره، المتمكن وغيره، لا يشترك معها غيرها من مسجد حرام أو حرم، الا ان الشئ كلما بعد اتسعت دائرة استقباله عرفا، وصدق عليه الاستقبال حقيقة، كاشتراك الناس في رؤية الشمس والقمر والكواكب على حد سواء، ولا عبرة بالمداقة الحكمية، وفرض الخطوط المتوازية في الصدق العرفي وكلما عسر تحريه للبعد عنه يتسامح في استقباله، ويكون صدق الاستقبال له عادة وعرفا، انما هو على حسب ما يتحراه المستقبل، من مرتبة العلم إلى الظن، إلى الشك، إلى الوهم، كما هو غير خفي، فالاتساع في القبلة في البعد من حيثية الاستقبال، لا من حيثية الاتساع بالقبلة، والا فالقبلة عين واحدة، لا زيادة فيها ولا نقص إلى آخر ما ذكره. وتبعه عليه المحقق صاحب المستند (١)، وهذا

____________________________

١١ - الغايات ص ٨٦.

١٢ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٧ ح ٦٤.

(١) المستند ج ١ ص ٢٥٥.

١٧٩

هو الظاهر من صاحب الجواهر في نجاة العباد (٢)، وان ذكر الشيخ الاعظم في الحاشية (٣) في هذا المقام، ما يحتاج إلى التأمل وتمام الكلام في الفقه.

٣٣٠١ / ١٣ - ابن ابي جمهور في درر اللآلي: عن اسامة بن زيد قال: دخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ البيت، وخرج فوقف على باب البيت وصلى ركعتين، وقال: « هذه القبلة » واشار إليها.

٣ - ( باب استحباب التياسر لأهل العراق ومن والاهم قليلاً )

٣٣٠٢ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « إذا اردت توجه القبلة فتياسر مثلَيْ ما تيامن، فان الحرم عن يمين الكعبة اربعة اميال، وعن يساره ثمانية (١) اميال ».

قلت: مما يجب التنبيه عليه، ان الشيخ ذكر في الأصل (٢) خبراً عن التهذيب (٣)، بهذا المضمون - إلى أن قال - ورواه الفضل بن شادان (٤) في رسالة القبلة (٥) مرسلا، عن الصادق عليه‌السلام، نحوه.

____________________________

(٢) جواهر الكلام ج ٧ ص ٣٢٢.

(٣) كتاب الصلاة للشيخ الانصاري ص ٣٢.

١٣ - درر اللآلي ج ١ ص ١٣٦.

الباب - ٣

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٦، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٠ ح ٥.

(١) في المصدر: ثلاث.

(٢) الوسائل ج ٣ ص ٢٢٢ ذيل الحديث ٢.

(٣) التهذيب ج ٢ ص ٤٤ ح ١٤٣، الفقيه ج ١ ص ١٧٨ ح ٨٤٢، علل الشرائع ج ٢ ص ٣١٨ ح ١.

(٤) في الوسائل: أبوالفضل شاذان بن جبرئيل.

(٥) عنه في البحار ج ٨٤ ص ٧٧.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496