مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام12%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 496

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 72921 / تحميل: 4163
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مؤلف:
العربية

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

الجزء الثالث

المؤلف: الشيخ عزيز الله العطاردي

١
٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

٨١ ـ باب نوح البوم والحمام على الحسينعليه‌السلام

١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الجامورانىّ ، عن ابن أبى حمزة ، عن صندل ، عن داود بن فرقد قال : كنت جالسا فى بيت أبى عبد اللهعليه‌السلام فنظرت الى حمام راعبىّ يقرقر طويلا فنظر الىّ أبو عبد اللهعليه‌السلام فقال : يا داود أتدري ما يقول هذا الطير؟ قلت لا والله جعلت فداك ، قال : يدعو على قتلة الحسينعليه‌السلام فاتّخذوه فى منازلكم(١) .

٢ ـ عنه ، عن علىّ بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن النوفليّ ، عن السكونى ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : اتّخذوا الحمام الراعبيّة فى بيوتكم فانّها تلعن قتلة الحسين بن علىعليهما‌السلام ولعن الله قاتله(٢) .

٣ ـ ابن قولويه ، حدّثنى محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، وجماعة مشايخى عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن

__________________

(١) الكافى : ٦ / ٥٤٧. وكامل الزيارات : ٩٨.

(٢) الكافى : ٦ / ٥٤٧. وكامل الزيارات : ٩٨.

٣

الحسين بن أبى منذر ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول فى البومة قال : هل أحد منكم رآها بالنّهار قيل له لا تكاد تظهر بالنهار ولا تظهر الّا ليلا ، قال : أما إنّها لم تزل تأوى العمران أبدا فلمّا انّ قتل الحسينعليه‌السلام آلت على نفسها أن لا تأوى العمران أبدا ولا تأوى الّا الخراب ، فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتّى يجنّها اللّيل فاذا جنّها اللّيل فلا تزال ترنّ على الحسينعليه‌السلام حتّى تصبح(١) .

٤ ـ عنه ، حدّثنى حكيم بن داود بن حكيم ، عن سلمة بن أبى الخطاب ، عن الحسين بن علىّ بن صاعد البربرى قيّما لقبر الرّضاعليه‌السلام قال حدّثنى أبى قال دخلت على الرضاعليه‌السلام فقال لى ترى هذه البومة ما يقول الناس؟ قال قلت جعلت فداك جئنا نسألك فقال هذه البومة كانت على عهد جدّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تأوى المنازل والقصور والدور وكانت إذا أكل النّاس الطعام تطير وتقع أمامهم فيرمى إليها بالطعام وترجع الى مكانها ، فلمّا قتل الحسينعليه‌السلام خرجت من العمران الى الخراب والجبال والبرارى وقالت بئس الامّة أنتم قتلتم ابن بنت نبيّكم ولا آمنكم على نفسى(٢) .

٥ ـ روى المجلسى ، عن كتاب المناقب القديم ، عن علىّ بن أحمد العاصمى ، عن إسماعيل بن أحمد البيهقي ، عن أبيه ، عن أبى عبد الله الحافظ ، عن يحيى بن محمّد العلوىّ ، عن الحسين بن محمّد العلوىّ ، عن أبى علىّ الطرسوسى ، عن الحسن بن علىّ الحلوانى ، عن على بن يعمر ، عن إسحاق بن عباد ، عن المفضّل بن عمر الجعفى ، عن جعفر بن محمّد الصادق ، عن أبيه ، عن علىّ بن الحسينعليهم‌السلام ، قال : لمّا قتل الحسين بن علىّ جاء غراب فوقع فى دمه ثمّ تمرّغ ثمّ طار فوقع بالمدينة على جدار فاطمة بنت الحسين بن علىّعليهما‌السلام ، وهى الصغرى فرفعت رأسها فنظرت إليه فبكت

__________________

(١) كامل الزيارات : ٩٨.

(٢) كامل الزيارات : ٩٩.

٤

بكاء شديدا وأنشأت تقول :

نعب الغراب فقلت من تنعاه ويلك يا غراب

قال الامام فقلت من؟ قال الموفّق للصواب

إنّ الحسين بكربلاء بين الأسنّة والضّراب

فابكى الحسين بعبرة ترجى الاله مع الثواب

قلت الحسين؟ فقال لى حقّا لقد سكن التراب

ثمّ استقلّ به الجناح فلم يطق ردّ الجواب

فبكيت ممّا حلّ بى بعد الدّعاء المستجاب

قال محمّد بن علىّ : فنعته لأهل المدينة فقالوا : قد جاءَتنا بسحر عبد المطّلب فما كان بأسرع أن جاءهم الخبر بقتل الحسين بن علىّعليهما‌السلام (١) .

٨٢ ـ باب من قال بيتا للحسينعليه‌السلام

١ ـ ابن قولويه : حدّثنا أبو العبّاس القرشى ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطّاب ، عن إسماعيل ، عن صالح عقبة ، عن أبى هارون المكفوف ، قال : أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا أبا هارون أنشدنى فى الحسينعليه‌السلام قال : فأنشدته فبكى ، فقال أنشدنى كما تنشدون يعنى بالرقّة قال فأنشدته :

امرر على جدث الحسين

فقل لأعظمه الزكيّة

قال : فبكى ثمّ قال : زدنى قال فأنشدته القصيدة الاخرى قال : فبكى وسمعت

__________________

(١) بحار الأنوار : ٤٥ / ١٧١.

٥

البكاء من خلف الستر قال : فلمّا فرغت قال لى يا با هارون من أنشد فى الحسينعليه‌السلام شعرا ، فبكى وأبكى عشرا كتبت له الجنّة ومن أنشد فى الحسين شعرا ، فبكى وأبكى واحدا كتبت لهما الجنّة ، ومن ذكر الحسينعليه‌السلام عنده فخرج من عينه من الدّموع مقدار جناح ذباب ، كان ثوابه على الله ولم يرض له بدون الجنّة(١) .

٢ ـ عنه ، حدّثنى أبو العبّاس ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن علىّ بن أبى عثمان ، عن حسن بن علىّ بن أبى المغيرة ، عن أبى عمارة المنشد ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : قال لى يا با عمارة أنشدنى للعبدى فى الحسينعليه‌السلام قال فأنشدته فبكى ثمّ أنشدته فبكى ثمّ انشدته فبكى ، قال : فو الله ما زلت أنشده ويبكى حتّى سمعت البكاء من الدار.

فقال لى يا أبا عمارة من أنشد فى الحسينعليه‌السلام شعرا فأبكى خمسين فله الجنّة ومن أنشد ، فى الحسين شعرا فأبكى أربعين فله الجنّة ومن أنشد فى الحسين شعرا فأبكى ثلثين فله الجنّة ، ومن أنشدنى فى الحسين شعرا فأبكى عشرين فله الجنّة ، ومن أنشد فى الحسين شعرا فأبكى عشرة فله الجنّة ، ومن أنشد فى الحسينعليه‌السلام شعرا فأبكى واحدا فله الجنّة ومن أنشد فى الحسينعليه‌السلام شعرا فبكى ، فله الجنّة ومن أنشد فى الحسين شعرا فتباكى فله الجنّة.(٢)

٣ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن ابن أبى عمير ، عن عبد الله بن حسّان ، عن أبى شعبة ، عن عبد الله بن غالب قال دخلت على أبى عبد اللهعليه‌السلام فأنشدته مرثية الحسينعليه‌السلام فلمّا انتهيت إلى هذا الموضع.

لبليّة تسقوا حسينا

بمسقاة الثرى غير التراب

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٠٤.

(٢) كامل الزيارات : ١٠٤.

٦

فصاحت باكية من وراء السّر وا أبتاه(١) .

٤ ـ عنه ، عن محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : من أنشد فى الحسينعليه‌السلام بيت شعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنّة ومن أنشد فى الحسين بيتا فبكى وأبكى تسعة فله ولهم الجنّة ، فلم يزل حتّى قال : من أنشد فى الحسين بيتا فبكى ، وأظنّه قال : لو تباكى فله الجنّة(٢) .

٥ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن أبى هارون المكفوف ، قال :

دخلت على أبى عبد اللهعليه‌السلام فقال لى أنشدنى فأنشدته فقال لا كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره قال فأنشدته :

امرر على جدث الحسين

فقل لأعظمه الزكيّة

قال : فلمّا بكى أمسكت أنا ، فقال : مر فمررت قال ثمّ قال : زدنى زدنى قال فأنشدته :

يا مريم قومى فاندبى مولاك

وعلى الحسين فاسعدى ببكاك

قال : فبكى وتهايج النساء قال : فلمّا أن سكتن قال لى يا با هارون ، من أنشد فى الحسينعليه‌السلام فأبكى عشرة فله الجنّة ثمّ جعل ينقص واحدا واحدا حتّى بلغ الواحد ، فقال من أنشد فى الحسين فأبكى واحدا فله الجنّة ثمّ قال : ومن ذكره فبكى فله الجنّة(٣) .

٦ ـ عنه ، روى عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : لكلّ شيء ثواب إلّا الدمعة فينا(٤)

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٠٥.

(٢) كامل الزيارات : ١٠٥.

(٣) كامل الزيارات : ١٠٥.

(٤) كامل الزيارات : ١٠٦.

٧

٧ ـ عنه ، حدثني محمّد بن أحمد بن الحسين العسكرى ، عن الحسن بن علىّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن محمّد ابن سنان ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : من أنشد فى الحسين بيت شعر ، فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنة ، ومن أنشد فى الحسين بيتا فبكى وأبكى تسعة فله ولهم الجنّة ، فلم يزل حتى قال : من أنشد فى الحسين بيتا فبكى وأظنّه قال أو تباكى فله الجنّة(١)

٨٣ ـ باب من شرب الماء وذكر الحسينعليه‌السلام

١ ـ ابن قولويه حدثني محمّد بن جعفر الرزاز الكوفى ، عن محمّد بن الحسين عن الخشاب ، عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير ، عن داود الرقى قال : كنت عند أبى عبد اللهعليه‌السلام اذا استسقى الماء ، فلما شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ، ثم قال لى يا داود لعن الله قاتل الحسينعليه‌السلام فما من عبد شرب الماء ، فذكر الحسينعليه‌السلام ولعن قاتله إلا كتب الله له مائة ألف حسنة وحطّ عنه مائة ألف سيئة ورفع له مائة ألف درجة وكأنما أعتق مائة ألف نسمة وحشره الله تعالى يوم القيمة ثلج الفؤاد(٢) .

٢ ـ قال ابن شهرآشوب : شرب الصادقعليه‌السلام وقد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه وقال يا داود لعن الله قاتل الحسين ثم قال بعد كلام وما من عبد شرب الماء فذكر الحسين ولعن قاتله الا كتب الله له مائة ألف حسنة ورفع له مائة الف درجة وكان كأنما أعتق مائة ألف نسمة ومحا عنه مائة ألف سيئة وحشره يوم القيمة

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٠٦.

(٢) كامل الزيارات : ١٠٦.

٨

أبلج الوجه(١) .

٨٤ ـ باب انهعليه‌السلام قتيل العبرة

١ ـ ابن قولويه حدثني أبىرحمه‌الله وعلى بن الحسين ومحمّد بن الحسنرحمهم‌الله ، جميعا عن سعد بن عبد الله بن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن سعيد بن جناح عن أبى يحيى الحذاء ، عن بعض أصحابنا عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال نظر أمير المؤمنينعليه‌السلام الى الحسين فقال يا عبرة كلّ مؤمن ، فقال أنا يا أبتاه قال : نعم يا بنىّ(٢) .

٢ ـ عنه حدثني جماعة مشايخى ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن الحسين بن عبد الله ، عن الحسن بن على بن أبى عثمان عن الحسن بن على بن عبد الله بن المغيرة ، عن أبى عمارة المنشد قال : ما ذكر الحسينعليه‌السلام عن أبى عبد اللهعليه‌السلام فى يوم قطّ فرأى أبو عبد اللهعليه‌السلام متبسما فى ذلك اليوم الى الليل وكانعليه‌السلام يقول الحسينعليه‌السلام عبرة كل مؤمن(٣) .

٣ ـ عنه حدثني أبى عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن اسماعيل بن مهران ، عن على بن أبى حمزة ، عن أبى بصير قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام قال الحسين بن علىعليه‌السلام أنا قتيل العبرة لا يذكرنى مؤمن الا استعبر(٤) .

٤ ـ عنه حدثني أبىرحمه‌الله ، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن موسى ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام ، قال قال الحسينعليه‌السلام : أنا قتيل العبرة(٥)

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢٠٧.

(٢) كامل الزيارات : ١٠٨.

(٣) كامل الزيارات : ١٠٨.

(٤) كامل الزيارات : ١٠٨.

(٥) كامل الزيارات : ١٠٨.

٩

٥ ـ عنه حدثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن أبان الأحمر ، عن محمّد بن الحسين الخزاز ، عن هرون بن خارجة ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : كنا عنده فذكرنا الحسينعليه‌السلام وعلى قاتله لعنة الله ، فبكى أبو عبد اللهعليه‌السلام وبكينا قال ثمّ رفع رأسه فقال قال الحسينعليه‌السلام : أنا قتيل العبرة لا يذكرنى مؤمن الّا بكى(١) .

٦ ـ عنه حدثني على بن الحسين السعدآبادى ، قال : حدثني أحمد بن أبى عبد الله البرقي ، عن أبيه عن ابن مسكان ، عن هرون بن خارجة ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال قال الحسينعليه‌السلام : أنا قتيل العبرة قتلت مكروبا حقيق علىّ أن لا يأتينى مكروب قط الّا رده الله إلى أهله مسرورا(٢) .

٨٥ ـ باب ان الملائكة تشيع ذاكر الحسينعليه‌السلام

١ ـ ابن قولويه حدثني أبى ومحمّد بن الحسن عن الحسين بن حسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهرى ، عن إسحاق بن ابراهيم ، عن هرون بن خارجة ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول : وكلّ الله بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه الى يوم القيمة ، فمن زاره عارفا بحقّه شيّعوه حتى يبلغوه مأمنه إن مرض عادوه غدوة وعشيّة وإن مات شهدوا جنازته واستغفروا له يوم القيامة(٣)

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٠٨.

(٢) كامل الزيارات : ١٠٩.

(٣) كامل الزيارات : ١٨٩.

١٠

٢ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن أبى اسماعيل السراج ، عن يحيى بن معمّر العطّار ، عن أبى بصير ، عن أبى جعفرعليه‌السلام قال : أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسينعليه‌السلام إلى يوم القيمة ، فلا يأتيه أحد الّا استقبلوه ، ولا يرجع أحد من عنده الّا شيّعوه ، ولا يمرض أحد الّا عادوه ، ولا يموت أحد الّا شهدوه(١) .

٣ ـ عنه ، حدّثنى جعفر بن محمّد بن إبراهيم ، عن عبد الله بن نهيك ، عن ابن أبى عمير ، عن سلمة صاحب السّابرى ، عن أبى الصباح الكنانى ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : إنّ إلى جانبكم قبرا ما أتاه مكروب الّا نفس الله كربته وقضى حاجته ، وإنّ عنده أربعة آلاف ملك منذ يوم قبض شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيمة فمن زاره شيّعوه ومن مرض عادوه ، ومن مات اتبعوا جنازته(٢) .

٤ ـ عنه ، حدّثنى أبى وجماعة مشايخى ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن حمدان بن سليمان النيسابوريّ ، عن عبد الله بن محمّد اليمانى ، عن منيع بن الحجّاج ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن صفوان الجمّال ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : إنّ الرجل إذا خرج من منزله يريد زيارة الحسينعليه‌السلام شيّعته سبعمائة ملك من فوق رأسه ومن تحته ، وعن يمينه وعن شماله ، ومن بين يديه ومن خلفه حتّى يبلغوه مأمنه فاذا زار الحسينعليه‌السلام ناداه مناد قد غفر لك ، فاستأنف العمل ، ثمّ يرجعون معه مشيّعين له إلى منزله فاذا صاروا إلى منزله ، قالوا : نستودعك الله فلا يزالون يزورونه الى يوم مماته ثمّ يزورون قبر الحسينعليه‌السلام فى كلّ يوم وثواب ذلك للرّجل(٣) .

٥ ـ عنه ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى باسناده إلى منيع ، عن زياد ، عن عبد

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٨٩.

(٢) كامل الزيارات : ١٩٠.

(٣) كامل الزيارات : ١٩٠.

١١

الله بن مسكان ، عن محمّد الحلبىّ ، قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : إنّ الله وكلّ بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك شعثا غبرا الى أن تقوم السّاعة ، يشيّعون من زاره يعودونه إذا مرض ويشهدون جنازته إذا مات(١) .

٦ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن الحسن بن علىّ بن عبد الله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامر ، عن أبان ، عن أبى حمزة ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : إنّ الله وكّل بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك شعثا غبرا فلم يزل يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشمس ، فاذا زالت الشمس هبط أربعة آلاف ملك ، وصعد أربعة آلاف ملك فلم يزل يبكونه حتّى يطلع الفجر ، ويشهدون لمن زاره ويشيّعونه بالوفاء إلى أهله ويعودونه اذا مرض ويصلّون عليه اذا مات(٢) .

٧ ـ عنه ، حدّثنى أبى وجماعة مشايخى ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبى إبراهيمعليه‌السلام ، قال : من خرج من بيته يريد زيارة قبر أبى عبد الله الحسينعليه‌السلام وكّل الله به ملكا يضع إصبعه فى قفاه ، فلم يزل يكتب ما يخرج من فيه حتّى يرد الحائر ، فاذا دخل من باب الحائر وضع كفّه وسط ظهره ثمّ قال له : أما ما مضى فقد غفر لك ، فاستأنف العمل(٣) .

٨ ـ عنه ، حدّثنى أبى ومحمّد بن عبد اللهرحمه‌الله جميعا ، عن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علىّ بن مهزيار ، عن أبى القاسم عن القاسم بن محمّد ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن هارون بن خارجة قال سئل

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٩٠.

(٢) كامل الزيارات : ١٩١.

(٣) كامل الزيارات : ١٩١.

١٢

رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام وأنا عنده فقال : ما لمن زار قبر الحسينعليه‌السلام قال : إنّ الحسينعليه‌السلام ، لمّا أصيب بكته حتّى البلاد ، فوكّل الله به أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة فمن زاره عارفا بحقّه شيّعوه حتّى يبلغوه مأمنه وان مرض عادوه غدوة وعشيّة وان مات شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة(١) .

٩ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عمر بن أبان الكلبى ، عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : هبط أربعة آلاف ملك يريدون القتال مع الحسينعليه‌السلام فلم يؤذن لهم فى الفتال ، فرجعوا فى الاستيذان فهبطوا وقد قتل الحسينعليه‌السلام فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة رئيسهم ملك يقال له منصور فلا يزوره زائر الّا استقبلوه ولا يودّعه مودّع الّا شيعوه ولا يمرض مريض الّا عادوه ولا يموت الّا صلّوا على جنازته واستغفروا له بعد موته وكل هؤلاء فى الأرض ينتظرون قيام القائمعليه‌السلام (٢) .

١٠ ـ عنه ، حدّثنى أبو العبّاس الرزّاز ، عن ابن أبى الخطّاب قال : حدّثنى محمّد بن الفضيل ، عن محمّد بن مضارب ، عن مالك الجهنى ، عن أبى جعفرعليه‌السلام قال قال : يا مالك انّ الله تبارك وتعالى لمّا قبض الحسينعليه‌السلام بعث إليه أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة فمن زاره عارفا بحقّه غفر الله ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، وكتب له حجّه ولم يزل محفوظا حتّى يرجع إلى أهله قال : فلمّا مات مالك وقبض أبو جعفرعليه‌السلام دخلت على أبى عبد اللهعليه‌السلام فاخبرته بالحديث فلمّا انتهيت الى حجّة ، قال وعمرة يا محمّد(٣) .

__________________

(١) كامل الزيارات : ١٩١.

(٢) كامل الزيارات : ١٩٢.

(٣) كامل الزيارات : ١٩٢.

١٣

٨٦ ـ باب فضل كربلا والحائر

١ ـ أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، قال : حدّثنى أبو عيسى عبيد الله ابن الفضل بن محمّد بن هلال الطائى البصرىرحمه‌الله قال حدّثنى أبو عثمان سعيد ابن محمّد قال : حدّثنا محمّد بن سلام بن يسار الكوفى ، قال حدّثنى أحمد بن محمّد الواسطى ، قال حدّثنى عيسى بن أبى شيبة القاضى قال حدّثنى نوح ابن درّاج ، قال : حدّثنى قدّامة بن زائدة ، عن أبيه ، قال : قال علىّ بن الحسينعليه‌السلام بلغنى يا زائدة أنّك تزور قبر أبى عبد الله الحسينعليه‌السلام أحيانا فقلت انّ ذلك لكما بلغك ، فقال لى فلمّا ذا تفعل ذلك ولك مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل أحدا على محبّتنا وتفضيلنا وذكر فضائلنا والواجب على هذه الامّة من حقّنا.

فقلت والله ما أريد بذلك الّا الله ورسوله ولا أحفل بسخط من سخط ولا يكبر فى صدرى مكروه ينالنى بسببه فقال والله انّ ذلك لكذلك ، فقلت : والله انّ ذلك لكذلك يقولها ثلاثا وأقولها ثلاثا فقال أبشر ، ثمّ أبشر ، ثمّ أبشر ، فلأخبرنّك بخبر كان عندى فى النخب المخزون ، فانّه لما أصابنا بالطفّ ما أصابنا وقتل أبىعليه‌السلام وقتل من كان معه من ولده واخوته وساير أهله وحملت حرمه ونساءه على الأقتاب يراد بنا الكوفة فجعلت انظر إليهم صرعى ولم يواروا فعظم ذلك فى صدرى واشتدّ لما أرى منهم قلقى فكادت نفسى تخرج وتبينت ذلك منّى عمّتى زينب الكبرى بنت علىّعليه‌السلام .

فقالت ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدّى وأبى واخوتى ، فقلت وكيف لا أجزع وأهلع وقد أرى سيّدى وإخوتى وعمومتى وولد عمّى وأهلى مصرّعين

١٤

بدمائهم مرمّلين بالعرى مسلّبين لا يكفنون ولا يوارون ولا يعرج عليهم أحد ولا يقربهم بشر كأنّهم أهل بيت من الديلم والخزر فقالت : لا يجزعنّك ما ترى فو الله انّ ذلك لعهد من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى جدّك وأبيك وعمّك ولقد أخذ الله الميثاق لأناس من هذه الامّة لا تعرفهم فراعنة هذه الامّة وهم معروفون فى أهل السماوات إنّهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرّقة ، فيوارونها وهذه الجسوم المخرجة.

ينصبون لهذا الطفّ علما لقبر أبيك سيّد الشهداء لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالى والأيّام ، وليجتهدنّ أئمّة الكفر وأشياع الضلالة قي محوه وتطميمه فلا يزداد أثره إلّا ظهورا وأمره الّا علوّا فقلت : وما هذ العهد وما هذ الخبر ، فقالت : نعم ، حدّثنى أمّ أيمن أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله زار منزل فاطمةعليها‌السلام فى يوم من الأيّام فعملت له حريرة وأتاه علىّعليه‌السلام بطبق فيه تمر ، ثمّ قالت أمّ أيمن : فأتيتهم بعسّ فيه لبن وزبد ، فأكل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام من تلك الحريرة وشرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وشربوا من ذلك اللّبن ثمّ أكل وأكلوا من ذلك التمر والزبد.

ثمّ غسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يده وعلىّ يصبّ عليه الماء فلمّا فرغ من غسل يده مسح وجهه ثمّ نظر الى علىّ وفاطمة والحسن والحسين نظرا عرفنا به السرور فى وجهه ، ثمّ رمق بطرفه نحو السّماء ، مليّا ثمّ انّه وجّه وجهه نحو القبلة ، وبسط يديه ، ودعا ثمّ خرّ ساجدا وهو ينشج ، فأطال النشوج وعلا نحيبه وجرت دموعه ثمّ رفع رأسه وأطرق إلى الأرض ودموعه تقطر كأنّها صوب المطر فحزنت فاطمة وعلىّ والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وحزنت معهم ، لما رأينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهبناه أن نسأله حتّى إذا طال ذلك قال له علىّ وقالت له فاطمة ما يبكيك يا رسول الله لا أبكى الله عينيك ، فقد أقرح قلوبنا ما نرى من حالك فقال يا أخى سررت بكم.

قال مزاحم بن عبد الوارث فى حديثه هاهنا فقال يا حبيبى إنّى سررت بكم

١٥

سرورا ما سررت مثله قطّ وإنّى لأنظر إليكم وأحمد الله على نعمته علىّ فيكم اذ هبط علىّ جبرئيلعليه‌السلام فقال : يا محمّد إنّ الله تبارك وتعالى ، اطّلع على ما فى نفسك وعرف سرورك بأخيك وابنتك وسبطيك فاكمل لك النعمة وهنّاك العطيّة بأن جعلهم وذرّيّاتهم ومحبّيهم وشيعتهم معك فى الجنّة لا يفرق بينك وبينهم يحبون كما تحبى ، ويعطون كما تعطى ، حتّى ترضى وفوق الرّضا على بلوى كثيرة تنالهم فى الدنيا ومكاره تصيبهم بأيدى أناس ينتحلون ملّتك ويزعمون أنّهم من أمّتك براء من الله ومنك خبطا خبطا وقتلا قتلا. شتّى مصارعهم ، نائية قبورهم ، خيرة من الله لهم ، ولك فيهم فاحمد اللهعزوجل على خيرته وأرض بقضائه فحمدت الله ورضيت بقضائه بما اختاره لكم.

ثمّ قال لى جبرئيل يا محمّد إنّ أخاك مضطهد بعدك مغلوب على أمّتك متعوب من أعدائك ، ثمّ مقتول بعدك ، يقتله أشرّ الخلق والخليقة وأشقى البريّة يكون نظير عاقر الناقة ببلد تكون إليه هجرته وهو مغرس شيعته وشيعة ولده وفيه على كلّ حال يكثر بلواهم ويعظم مصابهم وانّ سبطك هذا وأومى بيده الى الحسينعليه‌السلام مقتول فى عصابة من ذرّيّتك وأهل بيتك وأخيار من أمّتك بضفّة الفرات بأرض يقال لها كربلا من أجلها يكثر الكرب والبلاء ، على أعدائك وأعداء ذرّيّتك فى اليوم الّذي لا ينقضى كربه ولا تفنى حسرته ، وهى أطيب بقاع الأرض وأعظمها حرمة.

يقتل فيها سبطك وأهله وانّها من بطحاء الحنّة فاذا كان ذلك اليوم الّذي يقتل فيه سبطك وأهله وأحاطت به كتائب أهل الكفر واللعنة ، تزعزعت الأرض من أقطارها ومادت الجبال وكثر اضطرابها ، واصطفقت البحار بأمواجها وماجت السموات بأهلها غضبا لك يا محمّد ولذرّيتك واستعظاما لما ينتهك من حرمتك ولشرّ ما تكافى به فى ذرّيتك وعترتك ، ولا يبقى شيء من ذلك إلّا استأذن الله عزّ و

١٦

جلّ فى نصرة أهلك المستضعفين المظلومين الّذين هم حجّة الله على خلقه بعدك فيوحى الله إلى السموات والأرض والجبال والبحار ومن فيهنّ انّى أنا الله الملك القادر الذي لا يفوته هارب ولا يعجزه ممتنع.

أنا أقدر فيه على الانتصار والانتقام وعزتى وجلالى لأعذبن من وتر رسولى وصفيى وانتهك حرمته وقتل عترته ونبذ عهده وظلم أهل بيته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ، فعند ذلك يضج كل شيء فى السموات والارضين ، بلعن من ظلم عترتك واستحلّ حرمتك فاذا برزت تلك العصابة إلى مضاجعها تولى اللهعزوجل قبض أرواحها بيده وهبط إلى الأرض ملائكة من السماء معهم آنية من الياقوت والزمرد ، مملوءة من ماء الحياة وحلل من حلل الجنة وطيب من طيب الجنّة فغسلوا جثثهم بذلك الماء والبسوها الحلل وحنّطوها بذلك الطيب وصلت الملائكة صفا صفا عليهم.

ثم يبعث الله قوما من امتك لا يعرفهم الكفار لم يشركوا فى تلك الدماء يقول ولا فعل ولا نية فيوارون أجسامهم ويقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء يكون علما لأهل الحق وسببا للمؤمنين إلى الفوز وتحفّه ملائكة من كل سماء مائة ألف ملك فى كل يوم وليلة ويصلون عليه ويطوفون عليه ويسبحون الله عنده ويستغفرون الله لمن زاره ويكتبون أسماء من ياتيه زائرا من امتك متقربا الى الله وإليك بذلك وأسماء آبائهم وعشائر هم وبلدانهم ويوسمون وجوههم بميسم نور عرش الله هذا زائر قبر خير الشهداء وابن خير الأنبياء.

فاذا كان يوم القيمة سطح فى وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الأبصار يدلّ عليهم ويعرفون به وكأنى بك يا محمّد بينى وبين ميكائيل وعلىّ امامنا ومعنا من ملائكة الله ما لا يحصى عددهم ونحن نلتقط من ذلك الميسم فى وجهه من بين الخلائق حتى ينجيهم الله من هول ذلك اليوم وشدائده وذلك حكم

١٧

الله وعطاؤه لمن زار قبرك يا محمّد أو قبر أخيك أو قبر سبطيك لا يريد به غير اللهعزوجل وسيجتهد أناس ممن حقت عليهم اللعنة من الله والسخط أن يعفوا رسم ذلك القبر ويمحو أثره فلا يجعل الله تبارك وتعالى لهم الى ذلك سبيلا.

ثمّ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فهذا أبكانى وأحزننى قالت زينب فلما ضرب ابن ملجم لعنه الله أبىعليه‌السلام ورأيت عليه أثر الموت منه قلت له يا أبه حدثتنى أم ايمن بكذا وكذا وقد أحببت أن اسمعه منك فقال : يا بنية الحديث كما حدثتك أم ايمن ، وكأنى بك وبنساء أهلك سبايا بهذا البلد أذلاء خاشعين تخافون أن يتخطفكم الناس فصبرا صبرا فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لله على ظهر الأرض يومئذ ولى غيركم وغير محبّيكم وشيعتكم.

لقد قال لنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين أخبرنا بهذا الخبر انّ ابليس لعنه الله فى ذلك اليوم يطير فرحا فيجول الأرض كلّها بشياطينه وعفاريته فيقول يا معاشر الشياطين قد أدركنا من ذرّية آدم الطلبة وبلغنا فى هلاكهم الغاية وأورثناهم النار الّا من اعتصم بهذه العصابة ، فاجعلوا شغلكم بتشكيك الناس فيهم وحملهم على عداوتهم واغرائهم بهم ، وأوليائهم حتى تستحكموا ضلالة الخلق وكفرهم ، ولا ينجو منهم ناج ولقد صدق عليهم ابليس وهو كذوب انه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح ولا يضر مع محبّتكم وموالاتكم ذنب غير الكبائر.

قال زائده ثمّ قال على بن الحسينعليه‌السلام بعد أن حدثني بهذا الحديث : خذه إليك ما لو ضربت فى طلبه آباط الابل حولا لكان قليلا(١)

٢ ـ ابو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّى الفقيهرحمه‌الله قال حدثني أبى ، وعلى بن الحسين وجماعة مشايخىرحمهم‌الله عن سعد بن عبد الله بن أبى

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٦٠ ـ ٢٦٦

١٨

خلف ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن ابى سعيد القمّاط ، قال حدثني عبد الله بن أبى يعفور ، قال سمعت أبا عبد الله يقول لرجل من مواليه يا فلان أتزور قبر أبى عبد الله بن الحسين بن علىعليهما‌السلام قال نعم انّى أزوره بين ثلاث سنين أو سنتين مرّة فقال له وهو مصفر الوجه : أما والله الذي لا إله الا هو لو زرته لكان أفضل لك ممّا أنت فيه.

فقال له جعلت فداك كلّ هذا الفضل ، فقال نعم والله لو أنى حدثتكم زيارته وبفضل قبره لتركتم الحجّ رأسا وما حجّ منكم أحد ، ويحك أما تعلم ان الله اتخذ بفضل قبره كربلا حرما أمنا مباركا قبل أن يتّخذ مكة حرما ، قال ابن أبى يعفور : فقلت له قد فرض الله على الناس حجّ البيت ولم يذكر زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فقال وان كان كذلك فان هذا شيء جعله الله هكذا ، أما سمعت قول أبى أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث يقول ان باطن القدم أحق بمسح من ظاهر القدم ، ولكن الله فرض هذا على عباده أو ما علمت أن الموقف لو كان فى الحرم كان أفضل لأجل الحرم ولكن الله صنع ذلك فى غير الحرم(١)

٣ ـ عنه حدثني محمّد بن جعفر القرشى الرزاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن أبى سعيد القمّاط ، عن عمر بن يزيد بياع السابرى ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : ان أرض الكعبة قالت من مثلى وقد بنى الله بيته على ظهرى ويأتينى الناس من كل فجّ عميق ، وجعلت حرم الله وأمنه ، فأوحى الله إليها أن كفّى وقرّى فو عزّتى وجلالى ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت به أرض كربلا الا بمنزلة الابرة غرست فى البحر فحملت من ماء البحر ولو لا تربة كربلا ما فضلتك ولو لا ما تضمنته أرض كربلا لما خلقتك ولا خلقت البيت الذي افتخرت به فقرّى واستقرّى

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٦٦

١٩

وكونى دنيّا متواضعا ذليلا مهينا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلا والا سخت بك وهويت بك فى نار جهنم(١)

٤ ـ عنه حدثني أبو العباس الكوفى ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن أبى سعيد العصفرى ، عن عمر وبن ثابت ، عن أبيه عن أبى جعفرعليه‌السلام قال : خلق الله تبارك وتعالى أرض كربلا قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام ، وقدّسها وبارك عليها فما زالت قبل خلق الله مقدسة مباركة ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض فى الجنة وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أوليائه فى الجنه(٢)

٥ ـ عنه حدثني محمّد بن جعفر القرشى الرزاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطاب ، عن أبى سعيد ، عن بعض رجاله ، عن أبى الجارود قال قال على بن الحسينعليه‌السلام اتخذ الله أرض كربلا حرما آمنا مباركا قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتخذها حرما بأربعة وعشرين ألف عام وانه اذا زلزل الله تبارك وتعالى الأرض وسيرها رفعت كما هى بتربتها نورانية صافية ، فجعلت فى أفضل روضة من رياض الجنة وأفضل مسكن فى الجنة لا يسكنها الا النبيون والمرسلون أو قال أولو العزم من الرسل ، وأنها لتزهر بين رياض الجنة ، كما يزهر الكوكب الدري بين الكوكب لأهل الأرض ، يغشى نورها أبصار أهل الجنة جميعا ، وهى تنادى أنا أرض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمنت سيّد الشهداء وسيد شباب ، أهل الجنة(٣)

٦ ـ عنه قال أبو جعفرعليه‌السلام الغاضرية هى البقعة التي كلم الله فيها موسى بن عمرانعليه‌السلام ، وناجى نوحا فيها وهى أكرم أرض الله عليه ولو لا ذلك ما استودع الله

__________________

(١) كامل الزيارات : ٢٦٧

(٢) كامل الزيارات : ٢٦٨

(٣) كامل الزيارات : ٢٦٨

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

مطلقاً.

( الثاني ) قوله: « وإني قائد الناس طرّاً إلى الاسلام من عرب وعجم » فيه دلالة واضحة على أنهعليه‌السلام هو السبب في إسلام جميع الناس من عرب وعجم، فهو إذن أفضلهم مطلقاً.

( الثالث ) قوله: « وقاتل كل صنديد رئيس وجبار من الكفار ضخم » فيه دلالة على أفضليته، لأن من عمدة أسباب قوة الدين قتل الكفار والمعاندين، وهوعليه‌السلام قاتلهم باعتراف جميع المخالفين.

( الرابع ) قوله: « وفي القرآن ألزمهم ولائي وأوجب طاعتي فرضاً بعزم » فيه دلالة صريحة على وجوب اتّباعه وأطاعته والانقياد له، فهوعليه‌السلام إمام الأمة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأمرٍ من الله تعالى من القرآن الكريم، لأن من وجبت طاعته فهو الامام كما اعترف بذلك ( الدهلوي ).

( الخامس ) قوله: « فمن منكم يعادلني بسهمي وإسلامي وسابقتي ورحمي؟ » فيه دلالة صريحة على أفضليتهعليه‌السلام .

ثم إن استماع كبار الصحابة لهذه الأشعار - كما في رواية الواحدي - وتقريرهم لما قالهعليه‌السلام من أقوى الشواهد على ما نذهب إليه من دلالة حديث الغدير على الإِمامة، وبذلك تذهب تأويلات أتباع أولئك الأصحاب أدراج الرياح.

ترجمة الميبدي شارح ديوان الامام

والحسين الميبدي من مشاهير علماء أهل السنة، قد أطروه وأثنوا عليه الثناء البالغ في كتبهم، كما لا يخفى على من راجعها. وممن أثنى عليه: غياث الدين المدعو بخواند أمير في تاريخه ( حبيب السير ). كما نقل عن شرحه للديوان: محمود ابن سليمان الكفوي في طبقاته للحنفية المسمى بـ ( كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار ).

٣٢١

وفي ( كشف الظنون ): « ديوان علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وقد شرحه حسين بن معين الدين الميبدي اليزدي المتوفى سنة ٨٧٠ بالفارسية ».

* * *

٣٢٢

(٦)

نزول قوله تعالى:

سأل سائل بعذابٍ واقع

٣٢٣

٣٢٤

ونزل قوله تعالى:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ) بحق ( الحارث بن نعمان ) الذي قال ما قال بعد ما سمع كلام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في غدير خم.

وهذا دليل قطعي آخر على دلالة حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام .

ذكر من روى ذلك

وقد روى حديث نزول الآية المباركة في هذا الشأن جماعة كبيرة من أكابر أعلام أهل السنة وهم:

١ - أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري.

٢ - شمس الدين سبط ابن الجوزي.

٣ - إبراهيم بن عبد الله اليمني الوصابي. ؛

٤ - محمّد بن يوسف الزرندي المدني.

٥ - شهاب الدين بن شمس الدين الدولت آبادي.

٦ - نور الدين علي بن عبد الله السمهودي.

٣٢٥

٧ - نور الدين علي بن محمّد بن الصبّاغ.

٨ - عطاء الله بن فضل الله المحدّث الشيرازي.

٩ - شمس الدين عبد الرءوف المنّاوي.

١٠ - شيخ بن عبد الله العيدروس.

١١ - محمود بن محمّد الشيخاني القادري المدني.

١٢ - نور الدين علي بن إبراهيم الحلبي.

١٣ - أحمد بن الفضل باكثير المكي.

١٤ - محمّد محبوب عالم.

١٥ - محمّد صدر عالم.

١٦ - محمّد بن إسماعيل بن صلاح الأمير.

١٧ - أحمد بن عبد القادر العجيلي.

١٨ - السيد مؤمن بن حسن الشبلنجي.

(١)

رواية الثعلبي

قال أبو إسحاق الثعلبي: « سئل سفيان بن عيينة عن قول الله عز وجل:( سَأَلَ سائِلٌ ) فيمن نزلت؟ فقال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك.

حدثني أبي عن جعفر بن محمّد عن آبائه: لمـّا كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغدير خم، نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله على ناقة حتى أتى الأبطح، فنزل عن ناقته فأناخها

٣٢٦

وعقلها، ثم أتى النبي وهو في ملأ من أصحابه فقال:

يا محمد! أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله وأنك رسول الله، فقبلناه منك. وأمرتنا أن نصلّي خمساً، فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلناه، وأمرتنا أن نصوم شهر رمضان فقبلناه منك، وأمرتنا بالحج فقبلناه. ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضّلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه!! فهذا شيء منك أم من الله عزّ وجلّ؟!

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والذي لا إله إلّا هو إنّ هذا من الله.

فولّى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم إنْ كان ما يقوله محمّد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.

فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله. وأنزل الله عز وجل:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ) »(١) .

ترجمة أبي إسحاق الثعلبي

١ - ياقوت الحموي: بترجمة الواحدي: « وقال أبو الحسن الواحدي في مقدمة البسيط: وأظنني لم آل جهداً في إحكام أصول هذا العلم [ على ] حسب ما يليق بزماننا [ بزمننا ] هذا وتسعه سنو عمري على قلة أعدادها، فقد وفق الله [ تعالى ] وله الحمد حتى اقتبست كلّما احتجت إليه فيه هذا الباب في مظانه وأخذته من معادنه.

أما اللغة فقد درستها على الشيخ أبي الفضل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن يوسف العروضيرحمه‌الله حتى عاتبني شيخيرحمه‌الله يوماً وقال: إنك لم تبق ديواناً من الشعر إلّا قضيت حقه، أما آن لك أن تتفرّغ لتفسير كتاب الله

____________________

(١). تفسير الثعلبي - مخطوط.

٣٢٧

العزيز، تقرأه على هذا الرجل الذي يأتيه البعداء من أقاصي البلاد وتتركه أنت على قرب ما بيننا من الجوار - يعني الأستاذ الامام أحمد بن محمّد بن ابراهيم الثعلبي -؟!

فقلت: يا أبت إنما أتدرّج بهذا إلى ذلك الذي تريد، وإذا المرء أحكم الأدب بجدٍ وتعبٍ رمى في غرض التفسير من كثب. ثم لم أغبّ زيارته يوماً من الأيام حتى حال بيننا قدر الحمام

ثم فرغت للاستاذ أبي اسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبيرحمه‌الله ، وكان خير العلماء بل بحرهم، ونجم الفضلاء بل بدرهم، وزين الأئمة بل فخرهم، وأوحد الأئمة بل صدرهم. وله التفسير الملقّب بالكشف والبيان عن تفسير القرآن، الذي رفعت به المطايا في السهل والأوعار، وسارت به الفلك في البحار، وهبّ هبوب الريح في الأقطار، وسار مسير الشمس في كلّ بلدة، وهب هبوب الريح في البر والبحر، وأصفقت عليه كافة الأمة على اختلاف نحلهم، وأقروا بالفضيلة في تصنيفه ما لم يسبق إلى مثله، فمن أدركه وصحبه علم أنه كان منقطع القرين، ومن لم يدركه فلينظر في مصنفاته ليستدل لها أنه كان بحراً لا ينزف وغمراً لا يسبر، وقرأت عليه من مصنفاته أكثر من خمسمائة جزء، منها تفسيره الكبير، وكتابه المعنون بالكامل في علم القرآن وغيرهما »(١) .

ترجمة العروضي مادح الثعلبي

وأبو الفضل العروضي الذي نقل عنه الواحدي مدحه للثعلبي من كبار مشايخ علماء أهل السنة في اللغة والأدب، وقد ترجموا له في معاجم الرجال:

قالجلال الدين السيوطي: « أحمد بن محمّد بن عبد الله بن يوسف بن محمد النهشلي، الأديب، أبو الفضل العروضي الصفار الشافعي. قال عبد الغافر: هو

____________________

(١). معجم الأدباء ١٢ / ٢٦٢.

٣٢٨

شيخ أهل الأدب في عصره، حدّث عن الأصم وأبي منصور الأزهري والطبقة. وتخرّج به جماعة من الأئمة منهم الواحدي. وقال الثعالبي: إمام في الأدب، خنّق التسعين في خدمة الكتب، وأنفق عمره على مطالعة العلوم وتدريس مؤدبي نيسابوري. ولد سنة ٣٣٤ ومات بعد سنة ٤١٦ »(١) .

٢ - ابن خلكان: « أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي. النيسابوري، المفسر المشهور، كان أوحد أهل زمانه في علم التفسير. وصنف التفسير الكبير الذي فاق غيره من التفاسير، وله كتاب العرائس في قصص الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وغير ذلك. ذكره السمعاني وقال: يقال له الثعلبي والثعالبي، وهو لقب له وليس بنسب قاله بعض العلماء.

وقال أبو القاسم القشيري: رأيت رب العزة عز وجل في المنام وهو يخاطبني وأخاطبه، فكان في أثناء ذلك أن قال الرب تعالى اسمه: أقبل الرجل الصالح. فالتفتّ فإذا أحمد الثعلبي مقبل.

وذكره عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في كتاب سياق تاريخ نيسابور وأثنى عليه وقال: هو صحيح النقل موثوق به، حدّث عن أبي طاهر بن خزيمة، والامام أبي بكر بن مهران المقري، وكان كثير الحديث كثير الشيوخ، توفي سنة ٤٢٧، وقال غيره: توفي في محرم سنة ٤٢٧. وقال غيره: توفي يوم الأربعاء لسبع بقين من المحرم سنة ٤٣٧ رحمه الله تعالى »(٢) .

٣ - الذهبي: « وفيها توفي أبو إسحاق الثعلبي وكان حافظاً واعظاً، رأساً في التفسير والعربية، متين الديانة، توفي في المحرم »(٣) .

٤ - ابن الوردي: « صحيح النقل، روى عن جماعة »(٤) .

____________________

(١). بغية الوعاة ١ / ٣٦٩.

(٢). وفيات الأعيان ١ / ٦١ - ٦٢.

(٣). العبر - حوادث ٤٢٧.

(٤). تتمة المختصر حوادث ٤٢٧.

٣٢٩

٥ - الصفدي: « روى عن جماعة، وكان حافظاً عالماً بارعاً في العربية موثقاً » ثم ذكر منام القشيري وكلام عبد الغافر المذكورين(١) .

٦ - اليافعي: « المفسّر المشهور، وكان حافظاً واعظاً رأساً في التفسير والعربية والدين والديانة، فاق تفسيره الكبير سائر التفاسير »(٢) .

٧ - ابن الشحنة: « كان واحد زمانه في علم التفسير، وله كتاب العرائس في قصص الأنبياء وهو صحيح النقل »(٣) .

٨ - ابن قاضي شهبة: « أخذ عنه أبو الحسن الواحدي، روى عن أبي القاسم القشيري قال الذهبي: وكان حافظاً رأساً في التفسير والعربية متين الديانة »(٤) .

٩ - السيوطي: « كان كبيراً إماماً حافظاً للغة بارعاً في العربية »(٥)

١٠ - وذكره ولي الله الدهلوي - الذي عدّه ولده ( الدهلوي ) آية من آيات الله ومعجزة من المعاجز النبوية، وطالما استند إلى أقواله، ووصفه الفاضل رشيد الدين خان الدهلوي بـ « عمدة المحدثين وقدوة العارفين » ووصفه المولوي حيدر علي الفيض آبادي بـ « خاتم العارفين وقاصم المخالفين، سيد المحدّثين سند المتكلّمين، حجة الله على العالمين » في كلام له في ( إزالة الخفاء ) في بيان كون الخلفاء الراشدين وسائط بين النبي والأمة - ذكر أبا إسحاق الثعلبي من جملة علماء التفسير الذين كانوا وسائط في حفظ الدين المبين، وإيصال الشريعة المطهّرة، إلى الأمة، وإن القرون المتأخرة أخذت علم التفسير منهم.

وذكر أن الثعلبي إمام المفسرين ومقتداهم، كما أن أبا حنيفة إمام الحنفية،

____________________

(١). الوافي بالوفيات ٨ / ٣٣ وفيه السهلي.

(٢). مرآة الجنان حوادث سنة ٤٢٧.

(٣). روض المناظر حوادث ٤٢٧.

(٤). طبقات الشافعية ١ / ٢٠٧.

(٥). بغية الوعاة ١ / ٣٥٦.

٣٣٠

والشافعي إمام الشافعية وأن ما ذكره الثعلبي في تفسيره مأخوذ من السلف الصالح لأهل السنة، وأنه بمنزلة اللوح، وكأنه اللوح المحفوظ من المحو والإثبات والمصون من تطرّق الأغلاط والشبهات إليه، إلى غير ذلك من الأوصاف الحميدة التي ذكرها للثعلبي وتفسيره.

رواية القوم لتفسير الثعلبي

وتفسير الثعلبي من الكتب المعروفة المعتمدة لدى القوم، وهم يروونه بأسانيدهم عن مؤلفه، وينقلون عنه رواياته ويعتمدون اليها، فقد ذكره عز الدين ابن الأثير في الفصل الذي ذكر فيه أسانيد الكتب التي خرّج منها الأحاديث في صدر تلك الكتب حيث قال: « فصل نذكر فيه أسانيد الكتب التي خرجت منها الأحاديث وغيرها، وتركت ذكرها في الكتاب لئلّا يطول الاسناد، ولا أذكر في أثناء الكتاب إلّا اسم المصنف وما بعده فليعلم ذلك:

تفسير القرآن المجيد لأبي إسحاق الثعلبي. أخبرنا به أبو العباس أحمد بن عثمان بن أبي علي بن مهدي الزرزاري الشيخ الصالح رحمه الله تعالى قال: أخبرنا الرئيس مسعود بن الحسن بن القاسم الاصبهاني وأبو عبد الله الحسن بن العباس الرستمي قالا: أخبرنا أحمد بن خلف الشيرازي قال: أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي بجميع كتاب الكشف والبيان في تفسير القرآن، سمعت عليه من أول الكتاب الى آخر سورة النساء. وأما من أول سورة المائدة الى آخر الكتاب فانه حصل لي بعضه سماعاً وبعضه اجازة واختلط السماع بالاجازة، فأنا أقول فيه أخبرنا به إجازة ان لم يكن سماعاً، فاذا قلت أخبرنا أحمد باسناده إلى الثعلبي فهو بهذا الاسناد »(١) .

ثم إنه ذكر أسانيد الكتب الأخرى ومنها الصحاح والمسانيد.

____________________

(١). أسد الغابة ١ / ٨.

٣٣١

وقال أبو محمّد بن محمّد الأمير في ( رسالة أسانيده ): « تفسير الثعلبي وسائر مؤلفاته بسند صاحب المنح من طريق ابن البخاري عن منصور بن عبد المنعم وعبد الله بن عمر الصفار والمؤيد بن محمّد الطريثيثي كلهم عن أبي محمّد العباس بن محمّد بن أبي منصور الطوسي عن أبي سعيد بن محمّد عن أبي اسحاق أحمد بن محمد النيسابوري الثعلبي وهو لقب وليس بنسب توفي سنة ٤٢٧».

اعتماد القوم على تفسير الثعلبي

ولقد كثر نقل علماء القوم عن تفسير الثعلبي وغيره من مؤلفاته واستشهادهم برواياته واعتمادهم عليها، ونحن نذكر موارد من ذلك من باب التمثيل:

قال القرطبي بتفسير قوله تعالى:( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ ) : « ذكر الثعلبي وغيره: أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قرأت هذه الآية تبكي حتى تبلّ خمارها. وذكر أن سودة قيل لها: لم لا تحجّين ولا تعتمرين كما تفعل أخواتك؟ فقالت: قد حججت واعتمرت، وأمرني الله أن أقرّ في بيتي. قال الراوي: فو الله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها، رضوان الله عليها»(١) .

وفيه بتفسير( وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى ) : « وقال الثعلبي: واسم أم موسى: لوخا بنت هاند بن لاوي بن يعقوب »(٢) .

وقال النووي بترجمة آدمعليه‌السلام : « قال الامام أبو إسحاق الثعلبي في قول الله عزّ وجلّ إخباراً عن إبليس( خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) قال الحكماء: أخطأ عدو الله في تفضيله النار على الطين، لأن الطين أفضل منه من أوجه »(٣) .

____________________

(١). تفسير القرطبي ١٤ / ١٨٠ - ١٨١.

(٢). المصدر نفسه ١٣ / ٢٥٠.

(٣). تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٩٦.

٣٣٢

وقد نقل عنه النووي في مواضع أخر مع وصفه بـ « الامام ».

وقال كمال الدين الدميري: « وقال محمّد الباقررضي‌الله‌عنه : كان أصحاب الكهف صياقلة، واسم الكهف حيوم، والقصة طويلة في كتب التفاسير والقصص، وقد وقفت على جمل من ذلك في كتب التفاسير والقصص مطوّلاً ومختصراً، فمن ذلك ما ساقه الامام أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم النيسابوري الثعلبي، في كتابه الكشف والبيان في تفسير القرآن »(١) .

وقال نور الدين الحلبي في ( السيرة ): « وفي العرائس: إن فرعون لمـّا أمر بذبح أبناء بني إسرائيل جعلت المرأة، أي بعض النساء كما لا يخفى، إذا ولدت الغلام انطلقت به سرّاً إلى واد أو غار فأخفته ».

وقال الحسين الديار بكري في مقدّمة تاريخه: « هذه مجموعة من سير سيد المرسلين انتخبتها من الكتب المعتمدة تحفةً للاخوان البررة وهي: التفسير الكبير، والكشاف، وحاشيته للجرجاني الشريف، والكشف، والوسيط، ومعالم التنزيل والعرائس للثعلبي، وسحّ السحابة، وأصول الصفار، والبحر العميق وسرّ الأدب، والانسان الكامل، وسمّيتها بالخميس في أحوال النفس النفيس ».

وقال محمّد بن معتمد خان البدخشي: « وأخرج العلّامة أبو إسحاق أحمد ابن محمّد بن إبراهيم الثعلبي المفسّر النيسابوري في تفسيره، عن جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنهما أنه قال: نحن حبل الله الذي قال الله تعالى:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) (٢) .

وقال أحمد بن باكثير المكي: « وروى الثعلبي في تفسير قوله تعالى:( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: الأعراف موضع عال من الصراط، عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر

____________________

(١). حياة الحيوان « الكلب ».

(٢). مفتاح النجا - مخطوط.

٣٣٣

ذو الجناحين، يعرفون محبّهم ببياض الوجه ومبغضهم بسواد الوجه »(١) .

(٢)

رواية سبط ابن الجوزي

وقال سبط ابن الجوزي: « اتفق علماء السير أن قصة الغدير بعد رجوع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع، في الثامن عشر من ذي الحجة، جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين ألفاً و قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. الحديث. نصّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإِشارة. وذكر أبو إسحاق الثعلبي في تفسير بإسناده: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمـّا قال ذلك طار في الأقطار وشاع في البلاد والأمصار، وبلغ ذلك الحارث بن نعمان الفهري »(٢) .

ترجمة السبط والثناء عليه

١ - الذهبي: « وابن الجوزي العلّامة الواعظ المؤرّخ، شمس الدين أبو المظفر، يوسف بن قزعلي التركي ثم البغدادي العوني الهبيري، الحنفي، سبط الشيخ جمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي، أسمعه جدّه منه ومن ابن كلبي وجماعة، وقدم دمشق سنة بضع وستمائة فوعظ بها، وحصل له القبول العظيم، للطف شمائله وعذوبة وعظه، وله تفسير في تسعة وعشرين مجلّدا، وشرح الجامع الكبير، وجمع مجلّداً في مناقب أبي حنيفة، ودرّس وأفتى، وكان في شبيبته حنبليّاً.

____________________

(١). وسيلة المآل - مخطوط.

(٢). تذكرة خواص الأمة: ٣٠.

٣٣٤

توفي في الحادي والعشرين من ذي الحجّة، وكان وافر الحرمة عند الملوك »(١) .

٢ - ابن الوردي: « وفيها توفي الشيخ شمس الدين يوسف، سبط جمال الدين ابن الجوزي: واعظ فاضل، له مرآة الزمان تاريخ جامع. قلت: وله تذكرة الخواص من الأمة في ذكر مناقب الأئمة. والله أعلم »(٢) .

(٣)

رواية الوصابي

ورواه إبراهيم بن عبد الله اليمني الوصابي عن « الامام الثعلبي في تفسيره » كذلك.

اعتماد العلماء على كتاب الاكتفاء

وكتاب ( الإِكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء ) لليمني الوصابي من الكتب المشهورة لدى القوم، فقد نقل عنه محمّد محبوب في مواضع من تفسيره ( تفسير شاهي ) منها قوله: « و في الاكتفاء عن علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه قال: وقع بيني وبين العباس مفاخرة، ففخر عليّ العباس بسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام أنهما له، قال علي فقلت: ألآن أخبرك بمن هو خير من هذا كله!، الذي قرع خراطيمكم بالسيف وقادكم إلى الإِسلام. فعزّ ذلك على العباسرضي‌الله‌عنه ، فأنزل عزّ وجلّ:( أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ ) يعني علياًرضي‌الله‌عنه »(٣) .

____________________

(١). العبر في خبر من غبر حوادث ٦٥٦.

(٢). تتمة المختصر حوادث ٦٥٦.

(٣). تفسير شاهي. بتفسير الآية.

٣٣٥

ومنها: « في الإِكتفاء عن علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه قال: لمـّا أراد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يغزو تبوك، دعا جعفر بن أبي طالب، فأمره أن يتخلّف على المدينة فقال: لا أتخلّف بعدك يا رسول الله. فعزم عليَّ لمـّا تخلّفت قبل أن أتكلّم فبكيت، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما يبكيك يا علي؟ قال: يا رسول الله يبكيني خصال غير واحد، تقول قريش غداً ما أسرع ما تخلّف عن ابن عمه وخذله، وتبكيني خصلة أخرى، كنت أريد أن أتعرّض للجهاد في سبيل الله »(١) .

ونقل شهاب الدين أحمد بن عبد القادر العجيلي عن ( أسنى المطالب في فضائل علي بن أبي طالب ) وهو الكتاب الرابع من ( الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء )(٢) .

(٤)

رواية الزرندي

وروى محمّد بن يوسف الزرندي حديث نزول الآية المباركة المذكورة في شأن الحارث بن النعمان الفهري، عن الثعلبي واصفاً إياه بـ « الامام » عن سفيان ابن عيينة كما تقدّم(٣) .

ترجمة الزرندي والاعتماد على كتبه

وقال ابن حجر العسقلاني بترجمة الزرندي: « محمّد بن يوسف بن الحسن

____________________

(١). المصدر.

(٢). ذخيرة المآل - مخطوط.

(٣). معارج الوصول - مخطوط - نظم درر السمطين ٩٣.

٣٣٦

ابن محمّد بن محمود بن الحسن، الزرندي المدني الحنفي، شمس الدين، أخو نور الدين علي. قرأت في مشيخة الجنيد البلياني تخريج الحافظ شمس الدين الجزري الدمشقي نزيل شيراز أنه كان عالماً، وأرّخ مولده سنة ٦٩٣ ووفاته بشيراز سنة بضع وخمسين وسبعمائة. وذكر أنه صنف درر السمطين في مناقب السبطين. وبغية المرتاح جمع فيها أربعين حديثاً بأسانيدها وشرحها »(١) .

وفي ( الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ): « حكى شيخ الاسلام العلّامة المحدّث بالحرم الشريف النبوي، جمال الدين محمّد بن يوسف الزرندي، في كتابه المسمى بدرر السمطين في فضل المصطفى والمرتضى والسبطين: أن الامام المعظم والحبر المكرم، أحد الأئمة المتّبعين المقتدى بهم في أمور الدين، محمّد بن إدريس الشافعي المطّلبي -رضي‌الله‌عنه وأرضاه وجعل الجنة منقلبه ومثواه - لما صرّح بمحبّة أهل البيت وأنه من شيعتهم، قيل فيه هذا وهو السيد الجليل، فقال مجيبا عن ذلك بأبيات:

إذا نحن فضّلنا علياً فإننا

روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل

إلى آخر الأشعار »(٢) .

ووصفه شهاب الدين أحمد عند النقل عنه بـ: « الامام المحدّث بالحرم الشريف النبوي المحمدي»(٣) .

وقد ذكر الكاتب الجلبي كتابيه ( نظم درر السمطين ) و ( بغية المرتاح ) في ( كشف الظنون)(٤) .

____________________

(١). الدرر الكامنة ٤ / ٢٩٥.

(٢). الفصول المهمة: ٢١.

(٣). توضيح الدلائل - مخطوط.

(٤). كشف الظنون ١ / ٧٤٧ باسم: درر السمطين و ٢٥٠١.

٣٣٧

كما عدَّ الديار بكري كتابه ( الإِعلام ) ضمن مصادر كتابه ( الخميس ).

وقال السمهودي: « وقال الحافظ جمال الدين المذكور: وقال أبو الليث عبد السلام بن صالح الهروي: كنت مع علي بن موسى الرضا - وقد دخل نيسابور وهو على بغله شهباء - فغدا في طلبه العلماء من أهل البلد وقالوا: بحق آبائك الطاهرين حدّثنا بحديث سمعته من أبيك. فقال: حدثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر وقال: حدثني أبي جعفر الصادق ابن محمّد قال: حدثني أبي باقر علم الأنبياء محمّد بن علي قال: حدثني أبي سيّد العابدين علي بن الحسين قال: حدثني أبي سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي قال: سمعت أبي سيد العرب علي بن أبي طالب يقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: الإِيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان.

قال الامام أحمد بن حنبلرحمه‌الله : لو قرأت هذا الاسناد على مجنون لبرئ من حينه.

وروى بعضهم أن المستملي لهذا الحديث أبو زرعة الرازي ومحمّد بن أسلم الطوسي »(١) .

وهكذا نقل عنه في مواضع عديدة واصفاً إياه بـ « الحافظ ».

(٥)

رواية الدولت آبادي

وروى ملك العلماء شهاب الدين بن شمس الدين الدولت آبادي حديث نزول قوله تعالى:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) في واقعة حديث الغدير قوله: « وفي

____________________

(١). جواهر العقدين - مخطوط.

٣٣٨

الزاهدية عند قوله تعالى:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) :في تفسير الثعلبي نزولا: أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال يوماً . من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. فسمع ذلك واحد من الكفرة من جملة الخوارج، فجاء إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا محمد هذا من عندك أو من عند الله؟ فقال: هذا من عند الله. فخرج الكافر من المسجد وقام على عتبة الباب وقال: إنْ كان ما يقوله حقاً فأنزل عليّ حجراً من السماء قال: فنزل حجر ورضخ رأسه. فنزلت السورة »(١) .

ترجمة الدولت آبادي

وشهاب الدين الدولت آبادي من أعلام علماء أهل السنة، فقد ذكره غلام علي آزاد قائلاً: « مولانا القاضي شهاب الدين بن شمس الدين ابن عمر الزاولي الدولت آبادي نوّر الله ضريحه. ولد بدولت آباد دهلي، وتلمّذ على القاضي عبد المقتدر الدهلوي، ومولانا خواجكي الدهلوي وهو من تلامذة مولانا معين الدين العمراني رحمهم ‌الله تعالى. وفاق أقرانه وسبق إخوانه. وكان القاضي عبد المقتدر يقول في حقه: يأتيني من الطلبة من جلده علم ولحمه علم وعظمه علم.

... وألّف كتباً سارت بها ركبان العرب والعجم، وأذكى سرجاً أهدى من النار الموقدة على العلم.

توفي لخمس بقين من رجب المرجب، سنة تسع وأربعين وثمانمائة، ودفن بجو نفور في الجانب الجنوبي من مسجد السلطان إبراهيم الشرقي »(٢) .

كما ترجم له الشيخ عبد الحق الدهلوي وأثنى عليه الثناء البالغ(٣) .

____________________

(١). هداية السعداء. الجلوة الثانية من الهداية الثامنة.

(٢). سبحة المرجان في آثار هندوستان: ٣٩.

(٣). أخبار الأخيار: ١٧٣.

٣٣٩

وذكر كاشف الظنون أحد كتب شهاب الدين الدولت آبادي وهو ( الارشاد في النحو ) ووصف مؤلفه بـ « الشيخ الفاضل » والكتاب بقوله: « وهو متن لطيف، تعمّق في تهذيبه كل التعمق، وتأنق في ترتيبه حق التأنق ».

وكذا مدح ولي الله الدهلوي مؤلفات الدولت آبادي في كتابه ( المقدمة السنية في الانتصار للفرقة السنية ).

وقد عدّ رشيد الدين الدهلوي ملك العلماء في عداد عظماء العلماء من أهل السنة، الذين ألّفوا كتباً ورسائل في مناقب الأئمة الطاهرين من أهل البيتعليهم‌السلام .

وهذا المقدار يكفي لبيان كون الدولت آبادي من علماء أهل السنة، المعتمدين الموثوقين لديهم.

(٦)

رواية السمهودي

وروى نور الدين لي بن عبد الله السمهودي الشافعي، حديث نزول الآية الشريفة في حق الحارث في الواقعة المذكورة، عن الثعلبي أيضاً، حيث قال:

« وروى الامام الثعلبي في تفسيره: إنّ سفيان بن عيينةرحمه‌الله سئل عن قول الله عز وجل:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) فيمن نزلت؟ فقال للسائل: سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك، حدثني أبي عن جعفر بن محمّد عن آبائه: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمـّا كان بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد عليرضي‌الله‌عنه وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحارث ابن النعمان الفهري، فأتى رسول الله على ناقة، فنزل بالأبطح عن ناقته وأناخها وقال:

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496