مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام12%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 496

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 72911 / تحميل: 4158
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطّاب ، عن الحكم بن المسكين الثقفى ، عن أبى بصير ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن آبائهعليه‌السلام قال : قال أبو عبد الله الحسين بن علىعليهما‌السلام أنا قتيل العبرة لا يذكرنى مؤمن الا استعبر(١) .

٤ ـ المفيد باسناده ، عن جابر : عن أبى جعفر ، عن علىّ بن الحسين ، عن الحسين بن علىعليهما‌السلام ، عن النبيّعليه‌السلام قال : حدّثنى جبرئيل أنّ اللهعزوجل أهبط ملكا الى الارض فأقبل ذلك الملك يمشى حتّى وقع الى باب دار رجل فاذا رجل يستأذن على باب الدار ، فقال له الملك ، ما حاجتك الى ربّ هذه الدار؟ قال : أخ لى مسلم زرته فى الله ، قال : والله ما جاء بك الا ذاك؟ قال : ما جاءنى الّا ذاك ، قال : فانّى رسول الله إليك وهو يقرئك السلام ويقول : وجبت لك الجنّة ، قال : فقال : إنّ الله تعالى يقول : ما من مسلم زار مسلما فليس إيّاه يزور بل ايّاى يزور وثوابه علىّ الجنّة(٢) .

٥ ـ أبو جعفر الطوسى ، أخبرنا جماعة ، عن أبى المفضل ، قال : حدّثنا أبو أحمد بن محمّد بن الحسين بن اسحاق بن جعفر بن محمّد العلوى العريضى بحرّان قال : حدّثنا محمّد بن اسماعيل بن ابراهيم بن موسى بن جعفر ، قال : حدّثنى عماى علىّ بن موسى والحسين بن موسى ، عن أبيهما موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن على ، عن أبيه علىّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علىعليهم‌السلام ، عن النبيّعليه‌السلام قال: يوحى اللهعزوجل الى الحفظة الكرام لا تكتبوا على عبدى المؤمن عند ضجره شيئا(٣) .

٦ ـ عنه ، قال : أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد الشافعى قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل الضبى ، قال : حدّثنا عبد الله

__________________

(١) أمالى الصدوق : ٨٣.

(٢) الاختصاص : ٢٦.

(٣) أمالي الطوسى : ٢ / ١٨٤.

١٤١

ابن شبيب ، قال : حدّثنا أبو طاهر أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علىّ بن أبى طالب ، قال : حدثني الحسين بن على بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه قال : كان لا يحلّ لعين مؤمنة ترى الله يعصى فتطرق حتّى تغيّره(١) .

٧ ـ روى المجلسى : عن كتاب قضاء الحقوق : عن ابن مهران ، قال : كنت جالسا عند مولاى الحسين بن علىعليهما‌السلام فأتاه رجل فقال : يا ابن رسول الله إنّ فلانا له علىّ مال ويريد أن يحبسنى ، فقال :عليه‌السلام : والله ما عندى مال أقضى عنك ، قال : فكلّمه قال : فليس لى به أنس ولكنّى سمعت أبى أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول : قال رسول اللهعليه‌السلام من سعى فى حاجة أخيه المؤمن فكأنّما عبد الله تسعة آلاف سنة ، صائما نهاره ، قائما ليله(٢) .

٨ ـ الخطيب ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعى حدّثنى ابراهيم بن محمّد بن الحسن السامرى ، حدّثنا أبو بدر عبّاد بن الوليد الغبرى حدّثنا أبو فاطمة ، حدّثنا اليمان بن يزيد ـ وكان من خيار النّاس ـ عن محمّد بن حمير ، عن محمّد بن علىّ ، عن أبيه ، عن جدّه حسينعليهم‌السلام ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

إنّ أصحاب الكبائر من موحّدى الأمم كلهم الّذين ماتوا على كبائرهم غير نادمين ولا تائبين ، من دخل النار منهم فى الباب الاوّل من جهنّم ، لا تزرق أعينهم ولا تسوّد وجوههم ، ولا يقرنون ، ولا يغلون بالسلاسل ، ولا يجرعون الحميم ، ولا يلبسون القطران ، حرم الله أجسادهم على الخلود من أجل التوحيد ، وصورهم على النار من أجل السجود(٣)

__________________

(١) أمالي الطوسى : ١ / ٥٤.

(٢) البحار : ٧٤ / ٣٥١.

(٣) تاريخ بغداد : ٦ / ١٥٦.

١٤٢

١٠ ـ باب المواعظ

١ ـ روى ابن شعبة مرسلا ، عن الامام الحسين بن علىعليهما‌السلام أنّه قال : اعتبروا أيّها النّاس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار ، إذ يقول :( لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ ) وقال :( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ ) ـ الى قوله ـ( لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ ) وإنمّا عاب الله ذلك عليهم لأنّهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد ، فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم ورهبة ممّا يحذرون والله يقول :( فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ) .

وقال :( الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) فبدأ الله بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فريضة منه ، لعلمه بأنّها إذا أدّيت وأقيمت استقامت الفرائض كلّها هيّنها وصعبها وذلك أنّ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر دعاء الى الاسلام مع ردّ المظالم ومخالفة الظالم وقسمة الفيء والغنائم وأخذ الصدقات من مواضعها ووضعها فى حقّها.

ثمّ أنتم أيّتها العصابة عصابة بالعلم مشهورة وبالخير مذكورة وبالنصيحة معروفة وبالله فى أنفس الناس مهابة يهابكم الشريف ويكرمكم الضعيف ويؤثركم من لا فضل لكم عليه ولا يدلكم عنده ، تشفعون فى الحوائج اذا امتنعت من طلّابها وتمشون فى الطريق بهيبة الملوك وكرامة الأكابر أليس كلّ ذلك إنمّا نلتموه بما يرجى عندكم من القيام بحقّ الله وإن كنتم عن أكثر حقّه تقصرون فاستخففتم بحقّ الأئمّة.

فأمّا حقّ الضعفاء فضيعتم ، فأمّا حقّكم بزعمكم فطلبتم فلا مالا بذلتموه ولا نفسا خاطرتم بها للّذى خلقها ولا عشيرة عاديتموها فى ذات الله ، أنتم تتمنّون على

١٤٣

الله جنّته ومجاورة رسله وأمانا من عذابه ، لقد خشيت عليكم أيّها المتمنّون على الله أن تحلّ بكم نقمة من نقماته لأنّكم بلغتم من كرامة الله منزلة فضّلتم بها ومن يعرف بالله لا تكرمون وأنتم بالله فى عباده تكرمون وقد ترون عهود الله منقوصة فلا تفزعون وأنتم لبعض ذمم آبائكم تفزعون وذمّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله محقورة.

والعمى والبكم والزمن فى المدائن مهملة لا ترحمون ولا فى منزلتكم تعلمون ولا من عمل فيها تعنون وبالادّهان والمصانعة عند الظلمة تأمنون ، كلّ ذلك ممّا أمركم الله من النهى والتناهى وأنتم عنه غافلون وأنتم أعظم الناس مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تسعون ذلك بأن مجارى الامور والأحكام على أيدى العلماء بالله الامناء على حلاله وحرامه ، فأنتم المسلوبون تلك المنزلة وما سلبتم ذلك الّا بتفرّقكم عن الحقّ واختلافكم فى السنة بعد البيّنة الواضحة.

لو صبرتم على الاذى وتحمّلتم المؤنة فى ذات الله كانت أمور الله عليكم ترد وعنكم تصدر وإليكم ترجع ولكنّكم مكنتم الظلمة من منزلتكم واستسلمتم امور الله فى أيديهم يعملون بالشبهات ويسيرون فى الشهوات ، سلّطهم على ذلك فراركم من الموت وإعجابكم بالحياة الّتي هى مفارقتكم ، فأسلمتم الضعفاء فى أيديهم فمن بين مستعبد مقهور ، وبين مستضعف على معيشة مغلوب ، يتقلّبون فى الملك بآرائهم ويستشعرون الخزى بأهوائهم.

اقتداء بالأشرار وجرأة على الجبّار ، فى كلّ بلد منهم على منبره خطيب يصقع فالأرض لهم شاغرة وأيديهم فيها مبسوطة ، والناس لهم خول لا يدفعون يد لامس ، فمن بين جبّار عنيد وذى سطوة على الضعفة شديد ، مطاع لا يعرف المبدئ المعيد ، فيا عجبا وما لي لا أعجب والأرض غاش غشوم ومتصدق ظلوم ، وعامل على المؤمنين بهم غير رحيم ، فالله الحاكم فيما فيه تنازعا والقاضى بحكمه فيما شجر بيننا.

١٤٤

اللهمّ انّك تعلم أنّه لم يكن ما كان منّا تنافسا فى سلطان ولا التماسا من فصول الخصام لكن لنرى المعالم من دينك وتظهر الاصلاح فى بلادك ويأمن المظلومون من عبادك ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك فانّكم تنصرونا وتنصفونا قوى الظلمة عليكم ، وعملوا فى إطفاء نور نبيّكم وحسبنا الله وعليه توكّلنا وإليه أنبأنا وإليه المصير(١) .

٢ ـ عنه ، قال الحسينعليه‌السلام أوصيكم بتقوى الله واحذركم أيامه وأرفع لكم أعلامه فكان المخوف قد أفد بمحول وروده ونكير حلوله وبشع مذاقه فاعتلق مهجكم وحال بين العمل وبينكم ، فبادروا بصحّة الأجسام فى مدّة الأعمار كأنّكم ببغات طوارقه فتنقلكم من ظهر الارض الى بطنها ومن علوّها الى أسفلها ومن أنسها إلى وحشتها ، ومن روحها وضوئها الى ظلمتها ، ومن سعتها إلى ضيقها. حيث لا يزار حميم ولا يعاد سقيم ولا يجاب صريخ. أعاننا الله وإيّاكم على أهوال ذلك اليوم ونجينا وإيّاكم من عقابه وأوجب لنا ولكم الجزيل من ثوابه.

عباد الله فلو كان قصر مرماكم ومدى مظعنكم كان حسب العامل شغلا يستفرغ عليه أحزانه ويذهله عن دنياه ويكثر نصبه لطلب الخلاص منه ، فكيف وهو بعد ذلك مرتهن باكتسابه مستوقف على حسابه ، لا وزير له يمنعه ولا ظهير عنه يدفعه ، و«يومئذ( لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ) أوصيكم بتقوى الله فانّ الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عمّا يكره إلى ما يحبّ ويرزقه من حيث لا يحتسب فاياك أن تكون ممّن يخاف على العباد من ذنوبهم ويأمن العقوبة من ذنبه ، فانّ الله تبارك وتعالى لا يخدع عن جنّة ولا ينال ما عنده الّا بطاعته ان شاء الله(٢) .

٣ ـ عنه ، مرسلا عن الامام الحسينعليه‌السلام خطابا لأهل الكوفة : أمّا بعد

__________________

(١) تحف العقول : ١٧١.

(٢) تحف العقول : ١٧٣.

١٤٥

فتبّا لكم أيّتها الجماعة وترحا ، استنصرتمونا ولهين فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا كان فى أيماننا وحششتم نارا اقترحناها على عدوّنا وعدوّكم ، فأصبحتم إلبا لفا على أوليائكم ويدا لأعدائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ولا لأمل أصبح لكم فيهم وعن غير حدث كان منّا ولا رأى يفيل عنّا ، فهلّا لكم الويلات ، تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن والرأى لم يستحصف.

لكن استسرعتم إليها كتطائر الدبا وتداعيتم عنها كتداعى الفراش ، فسحقا وبعد الطواغيت الامّة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ونفثة الشيطان ومحرّفى الكلام ومطفئ السنن وملحقى العهرة بالنسب ، المستهزئين الّذين جعلوا القرآن عضين ، والله انّه لخذل فيكم معروف ، قد وشجت عليه عروقكم وتأذرت عليه أصولكم ، فكنتم أخبث ثمرة شجا للناظر ، وأكلة للغاصب ، ألا فلعنة الله على الناكثين الذين ينقضون الايمان بعد توكيدها وقد جعلوا الله عليهم كفيلا.

ألا وإن الدعى ابن الدعى قد ركز منّا بين اثنتين بين السلة والذلّة ، وهيهات منّا الدنيئة يأبى ذلك الله ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وانوف حميّة ونفوس أبية ، وأن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام وإنّى زاحف إليهم بهذه الاسرة على كلب العدوّ وكثرة العدد ، وخذلة الناصر ، ألا وما يلبثون الا كريثما يركب الفرس حتّى تدور رحا الحرب تعلّق النحور ، عهد عهده الىّ أبىعليه‌السلام فاجمعوا أمركم ثمّ كيدون فلا تنظرون ، إنّى توكّلت على الله ربى وربّكم ، ما من دابّة الا هو آخذ بناصيتها إن ربّى على صراط مستقيم(١) .

٤ ـ الصدوق باسناده ، عن الحسين بن علىعليهما‌السلام قال : ان أعمال هذه الامّة ما من صباح الّا وتعرض على الله تعالى(٢) .

٥ ـ عنه باسناده ، عن الحسين بن علىعليهما‌السلام ، انّه قال من سرّه أن ينسأ فى

__________________

(١) تحف العقول : ١٧٣.

(٢) عيون اخبار الرضا : ٢ / ٤٤.

١٤٦

أجله ويزاد فى رزقه فليصل رحمه(١) .

٦ ـ عنه باسناده ، عن الحسين بن علىعليهما‌السلام أنّه قال : وجد لوح تحت حائط مدينة من المدائن فيه مكتوب : أنا الله لا إله الّا أنا ومحمّد نبيى ، وعجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن؟ وعجبت لمن اختبر الدنيا كيف يطمئنّ؟ وعجبت لمن أيقن بالحساب كيف يذنب؟(٢) .

٧ ـ روى الشيخ المفيد باسناده قال : قال الصادقعليه‌السلام : حدّثنى أبى ، عن أبيهعليهما‌السلام قال : انّ رجلا من أهل الكوفة كتب الى أبى الحسين بن علىعليهما‌السلام يا سيّدى أخبرنى بخير الدنيا والآخرة ، فكتب صلوات الله عليه : بسم الله الرحمن الرحيم أمّا بعد فانّ من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس ومن طلب رضى الناس بسخط الله وكّله الله الى الناس والسلام(٣) .

٨ ـ قال المجلسى ، روى أنّ الحسين بن علىعليهما‌السلام جاءه رجل وقال : أنا رجل عاص ، ولا أصبر عن المعصية فعظنى بموعظة فقالعليه‌السلام : افعل خمسة أشياء واذنب ما شئت ، فأول ذلك : لا تأكل رزق الله واذنب ما شئت ، والثانى : اخرج من ولاية الله واذنب ما شئت ، والثالث : اطلب موضعا لا يراك الله واذنب ما شئت ، والرابع : اذا جاء ملك الموت ليقبض روحك فادفعه عن نفسك واذنب ما شئت ، والخامس : اذا أدخلك مالك فى النار فلا تدخل فى النار واذنب ما شئت.(٤)

٩ ـ عنه عن الدرة الباهرة : قال الحسين بن علىعليه‌السلام : ان حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم.(٥)

١٠ ـ قالعليه‌السلام : اللهم لا تستدر جنى بالإحسان ، ولا تؤدبنى بالبلاء.(٦)

__________________

(١) عيون اخبار الرضا : ٢ / ٤٤.

(٢) عيون اخبار الرضا : ٢ / ٤٤.

(٣) الاختصاص : ٢٢٥.

(٤) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٦.

(٥) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٦.

(٦) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٧.

١٤٧

١١ ـ عنه قالعليه‌السلام : من قبل عطاءك فقد أعانك على الكرم(١) .

١٢ ـ قالعليه‌السلام : مالك ان لم يكن لك كنت له ، فلا تبق عليه فانه لا يبقى عليك ، وكله قبل أن يأكلك(٢) .

١٣ ـ عنه عن كنز الكراجكى : قال الحسين بن علىعليه‌السلام يوما لابن عباس : لا تتكلّمن فيما لا يعنيك فانى أخاف عليك الوزر ، ولا تتكلّمن فيما يعنيك حتى ترى للكلام موضعا ، فربّ متكلم قد تكلم بالحق فعيب ، ولا تمارينّ حليما ولا سفيها ، فان الحليم يقليك ، والسفيه يؤذيك ، ولا تقولن فى أخيك المؤمن اذا توارى. عنك الا ما تحبّ أن يقول فيك اذا تواريت عنه ، واعمل عمل رجل يعلم أنه مأخوذ بالاجرام ، مجزىّ بالاحسان ، والسلام(٣) .

١٤ ـ عنه بلغهعليه‌السلام كلام نافع بن جبير فى معاوية وقوله : «انه كان يسكنه الحلم وينطقه العلم» فقال : بل كان ينطقه البطر ويسكنه الحصر(٤) .

١٥ ـ عنه عن اعلام الدين : قال الحسين بن علىعليهما‌السلام : اعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملّوا النعم فتتحول الى غيركم ، واعلموا أن المعروف مكسب حمدا ومعقب أجرا ، فلو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه حسنا جميلا ، يسرّ الناظرين ويفوق العالمين ، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجا قبيحا مشوها تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار ، ومن نفس كربة مؤمن فرج الله تعالى عنه كرب الدنيا والآخرة ، من أحسن أحسن الله إليه ، والله يحب المحسنين(٥) .

١٦ ـ عنه قال : تذاكروا العقل عند معاوية فقال الحسينعليه‌السلام : لا يكمل العقل الا باتباع الحقّ ، فقال معاوية : ما فى صدوركم الا شيء واحد(٦) .

١٧ ـ عنه قالعليه‌السلام : لا تصفن لملك دواء فان نفعه لم يحمدك وان ضرّه

__________________

(١) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٧.

(٢) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٧.

(٣) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٧.

(٤) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٧.

(٥) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٧.

(٦) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٧.

١٤٨

اتّهمك(١) .

١٨ ـ عنه قالعليه‌السلام : ربّ ذنب أحسن من الاعتذار منه(٢) .

١٩ ـ قالعليه‌السلام : مالك ان لم يكن لك كنت له منفقا ، فلا تنفقه بعدك فيكن ذخيرة لغيرك وتكون أنت المطالب به المأخوذ بحسابه ، اعلم أنك لا تبقى له ، ولا يبقى عليك ، فكله قبل أن يأكلك(٣) .

٢٠ ـ عنه قالعليه‌السلام : دراسة العلم لقاح المعرفة ، وطول التجارب زيادة فى العقل ، والشرف التقوى ، والقنوع راحة الأبدان ، ومن أحبك نهاك ، ومن أبغضك أغراك(٤) .

٢١ ـ عنه قالعليه‌السلام : من أحجم عن الرأى وعييت به الحيل كان الرفق مفتاحه(٥)

٢٢ ـ الحافظ ابو نعيم حدثنا القاضى أبو بكر محمّد بن عمر بن مسلم الحافظ ثنا محمّد بن الحسين بن حفص وعلى بن الوليد بن جابر : قالا : ثنا على بن حفص بن عمر ثنا الحسن بن الحسين عن يزيد بن على عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن على بن الحسين ، عن الحسين بن على ، عن على بن أبى طالبعليهم‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال لى جبرئيلعليه‌السلام يا محمّد أحبب من شئت فانك مفارقه ، واعمل ما شئت فانك ملاقيه ، وعش ما شئت فانك ميت ، قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد أوجز لي جبريل فى الخطبة(٦) .

٢٣ ـ عنه ، حدّثنا القاضى أبو بكر محمّد بن عمر بن مسلم إملاء حدثنا القاسم بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن على بن أبى طالب ، حدثني أبى عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه عن على بن الحسين عن الحسين بن

__________________

(١) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٧.

(٢) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٧.

(٣) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٨.

(٤) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٨.

(٥) بحار الانوار : ٧٨ / ١٢٨.

(٦) حلية الاولياء : ٣ / ٢٠٢.

١٤٩

علىعليهم‌السلام .

قال رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام خطيبا على أصحابه فقال : أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب ، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب ، وكأن الذي نشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون ، نأكل تراثهم كأننا مخلدون بعدهم.

قد نسينا كلّ واعظة ، وأمنّا كل جائحة ، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، طوبى لمن طاب مكسبه وصلحت سريرته وحسنت علانيته واستقامت طريقته ، طوبى لمن تواضع لله من غير منقصة ، وأنفق مما جمعه من غير معصية ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، ورحم أهل الذل والمسكنة ، وطوبى لمن أنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله ووسعته السنة ولم يعدل عنها الى بدعة ، ثم نزل(١) .

٢٤ ـ قال ابو اسحاق القيروانى : خطب الحسين بن علىعليه‌السلام غداة اليوم الذي استشهد فيه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا عباد الله اتّقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر ، فان الدنيا لو بقيت على أحد أو بقى عليها أحد ، لكانت الأنبياء أحق بالبقاء وأولى بالرضاء وأرضى بالقضاء ، غير أن الله تعالى خلق الدنيا للفناء ، فجديدها بال ونعيمها مضمحل ، وسرورها مكفهرّ ، منزل قلعة ، ودار قلعة فتزوّدوا فانّ خير الزاد التقوى واتّقوا الله لعلّكم تفلحون(٢) .

١١ ـ باب الزهد

١ ـ المفيد باسناده قال : حدّثنى أبو حفص عمر بن محمّد.

__________________

(١) حلية الاولياء : ٣ / ٢٠٢.

(٢) زهر الآداب : ١ / ١٠٠.

١٥٠

قال : حدّثنا علىّ بن مهرويه القزوينى ، قال : حدّثنا داود بن سليمان الغازى ، قال : حدّثنا الرضا علىّ بن موسى ، قال : حدّثنا أبى موسى بن جعفر ، قال : حدّثنى أبى جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنى أبى محمّد بن على ، قال : حدّثنى أبى علىّ بن الحسين ، قال : حدّثنى أبى الحسين بن على ، قال : حدّثنى أبى علىّ بن أبى طالبعليهم‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أتانى ملك ، فقال : يا محمّد انّ ربّك يقرئك السلام ويقول إن شئت جعلت لك بطحاء مكّة ذهبا ، قال : فرفعت رأسى إلى السماء وقلت يا ربّ أشبع يوما فأحمدك ، وأجوع يوما فأسألك(١) .

٢ ـ عنه باسناده ، قال : حدّثنا أبو جعفر عمر بن محمّد المعروف بابن الزيّات ، قال : حدّثنا علىّ بن مهرويه القزوينى ، قال : حدّثنا داود بن سليمان الغازى ، قال : حدّثنا الرضا علىّ بن موسى ، قال : حدّثنى أبى موسى بن جعفر ، قال : حدّثنى أبى جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنى أبى محمّد بن على ، قال : حدّثنى أبى على بن الحسين قال : حدّثنى أبى الحسين بن علىعليه‌السلام ، قال : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : لو رأى العبد أجله وسرعته إليه لأبغض الأمل وترك طلب الدنيا(٢) .

٣ ـ الصدوق ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن علىّ بن أسد الأسدي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسن العامرىّ ، قال : حدّثنا إبراهيم بن عيسى بن عبيد ، قال : حدّثنا سليمان بن عمرو ، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، عن امّه فاطمة بنت الحسين ، عن أبيهاعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الرغبة فى الدنيا تكثر الهمّ والحزن ، والزهد فى الدنيا يريح القلب والبدن(٣) .

٤ ـ عنه حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن على بن أسد الأسدي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسن العامرى ، قال : حدّثنا ابراهيم بن عيسى بن عبيد

__________________

(١) أمالي المفيد : ٨٠.

(٢) أمالي المفيد : ١٩٠.

(٣) الخصال : ٧٣.

١٥١

السدوسى ، قال : حدّثنا سليمان بن عمرو عن عبد الله بن حسن بن حسن بن على ، عن امّه فاطمة بنت الحسين ، عن أبيهاعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : انّ صلاح أول هذه الامّة بالزهد واليقين ، وهلاك آخرها بالشحّ والأمل(١) .

١٢ ـ باب القرآن

١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علىّ بن الحكم أو غيره ، عن سيف بن عميرة ، عن رجل ، عن جابر ، عن مسافر ، عن بشر بن غالب الأسدي ، عن الحسين بن علىعليهما‌السلام قال : من قرأ آية من كتاب اللهعزوجل فى صلاته قائما يكتب له بكلّ حرف مائة حسنة ، فاذا قرأها فى غير صلاة كتب الله له بكلّ حرف عشر حسنات ، وإن استمع القرآن كتب الله له بكلّ حرف حسنة ، وان ختم القرآن ليلا صلّت عليه الملائكة حتّى يصبح ، وإن ختمه نهارا صلّت عليه الحفظة حتّى يمسى وكانت له دعوة مجابة وكان خيرا له ممّا بين السماء إلى الأرض ، قلت : هذا لمن قرأ القرآن فمن لم يقرأ؟ قال : يا أخا بنى أسد إنّ الله جواد ماجد كريم ، إذا قرأ ما معه أعطاه الله ذلك(٢)

٢ ـ الصدوق حدثنا محمّد بن الحسنرحمه‌الله قال : حدثنا الحسين بن الحسن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن محمّد بن مروان ، عن سعد بن طريف ، عن أبى جعفر الباقر عن أبيه عن جدّهعليهم‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ عشر آيات فى ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مأتى

__________________

(١) الخصال : ٧٩.

(٢) الكافى : ٢ / ٦١١

١٥٢

آية كتب من الخاشعين ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين ، ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار والقنطار خمسون ألف مثقال ذهب ، والمثقال أربعة وعشرون قيراطا أصغرها مثل جبل أحد وأكبرها ما بين السماء والأرض(١) .

٣ ـ روى الهيتمى باسناده عن الحسين بن علىعليهما‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة(٢) .

من سورة الانفال

٤ ـ روى المجلسى عن كفاية الأثر ، عن محمّد بن عبد الله بن المطلب الشيبانى ، عن محمّد بن هارون الدينورى ، عن محمّد بن العباس المصرى ، عن عبد الله بن ابراهيم الغفارى ، عن حريز بن عبد الله الحذاء ، عن اسماعيل بن عبد الله قال : قال الحسين بن علىعليهما‌السلام : لما أنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن تأويلها ، فقال : والله ما عنى بها غيركم ، وأنتم أولو الأرحام ، فاذا مت فأبوك علىّ أولى بى وبمكانى ، فإذا مضى أبوك فأخوك الحسن أولى به ، فاذا مضى الحسن فأنت أولى به ، قلت ، يا رسول الله فمن بعدى أولى بى؟ فقال : ابنك علىّ أولى بك من بعدك ، فاذا مضى فابنه محمّد أولى به من بعده ، فاذا مضى محمّد فابنه جعفر أولى به بمكانه من بعده.

فاذا مضى جعفر فابنه موسى أولى به من بعده ، فاذا مضى موسى فابنه علىّ أولى به من بعده ، فإذا مضى علىّ فابنه محمّد أولى به من بعده ، فاذا مضى محمّد ، فابنه

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٣٦.

(٢) مجمع الزوائد : ١٦١.

١٥٣

علىّ أولى به من بعده ، فاذا مضى على فابنه الحسن أولى به من بعده ، فاذا مضى الحسن وقعت الغيبة فى التاسع من ولدك ، فهذه الأئمّة التسعة من صلبك ، أعطاهم الله علمى وفهمى طينتهم من طينتى ، ما لقوم يؤذوننى فيهم؟ لا أنالهم الله شفاعتى(١) .

٥ ـ الحسكانى أخبرنا الحسن بن محمّد الأشتر ، قال : حدثني أبى عن محمّد بن عبد الله ، عن أبيه عبد الله بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عبد الله ، عن أبيه عبد الله بن حسن ، عن أمه فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها الحسين بن علىعليهم‌السلام قال : نحن المستضعفون ، ونحن المقهورون ، ونحن عترة رسول الله فمن نصرنا فرسول الله نصر ، ومن خذلنا فرسول الله خذل ، ونحن وأعداءنا نجتمع( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً ) الآية(٢) .

من سورة يونس

٦ ـ الصدوق حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشى ، قال : حدثنا أبى ، عن أحمد بن على الأنصاري ، عن أبى ، عن أبى الصلت عبد السلام بن صالح الهروى ، قال : سأل المأمون يوما على بن موسى الرضاعليهما‌السلام ، فقال : له يا ابن رسول الله ما معنى قول اللهعزوجل :( وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ ) .

فقال الرضاعليه‌السلام : حدثني أبى موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن على ، عن أبيه على بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن على ، عن أبيه على بن أبى طالبعليه‌السلام ، ان المسلمين قالوا الرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لو اكرهت يا رسول الله من

__________________

(١) بحار الانوار : ٣٦ / ٣٤٣.

(٢) شواهد التنزيل : ٤٣٤.

١٥٤

قدرت عليه من الناس على الاسلام لكثر عددنا وقوينا عل عدونا.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما كنت لألقى اللهعزوجل ببدعة لم يحدث الىّ فيها شيئا وما أنا من المتكلفين ، فأنزل الله تبارك وتعالى يا محمّد :( وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً ) على سبيل الالجاء والاضطرار فى الدنيا كما يؤمنون عند المعاينة ورؤية البأس فى الآخرة ، ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقوا منى ثوابا ولا مدحا.

لكنى أريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرين ، ليستحقوا منى الزلفى والكرامة ودوام الخلود فى جنة الخلد :( أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) وأما قولهعزوجل :( وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ ) فليس ذلك على سبيل تحريم الإيمان عليها ولكن على معنى أنها ما كانت لتؤمن الا باذن الله واذنه أمره لها بالإيمان ، ما كانت مكلفة متعبدة وإلجاؤه ايّاها إلى الايمان عند زوال التكليف والتعبد عنها ، فقال المأمون : فرجت عنى يا أبا الحسن فرج الله عنك(١) .

من سورة ابراهيم

٧ ـ محمّد بن يعقوب ، بإسناده عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن غالب عن أبيه ، عن سعيد بن المسيب ، قال : سمعت على بن الحسينعليه‌السلام يقول : ان رجلا جاء الى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال : أخبرنى ان كنت عالما عن الناس وعن أشباه الناس وعن النسناس ، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : يا حسين أجب الرجل.

فقال الحسين : أما قولك : أخبرنى عن الناس ، فنحن الناس ، ولذلك قال الله تعالى ذكره فى كتابه( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ) فرسول الله صلّى الله

__________________

(١) التوحيد : ٣٤١.

١٥٥

عليه وآله الّذي أفاض الناس ، وأما قولك أشباه الناس فهم شيعتنا وهم موالينا وهم منّا ولذلك قال ابراهيمعليه‌السلام :( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) وأما قولك : النسناس : فهم السواد الأعظم وأشار بيده الى جماعة الناس ثم قال :( إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ) (١)

من سورة الاسراء

٨ ـ الصدوق حدثنا أبو القاسم على بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق رضى الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله الكوفى ، قال : حدثنا سهل بن زياد الأدمى ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى ، قال : حدثني سيّدى على بن محمّد بن علىّ الرضا ، عن أبيه ، محمّد بن على ، عن أبيه الرضا ، عن آباء ، عن الحسين بن علىعليهم‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

ان أبا بكر منى بمنزلة السمع ، وأنّ عمر منى بمنزلة البصر ، وأن عثمان منى بمنزلة الفؤاد ، قال : فلما كان من الغد دخلت إليه ، وعنده أمير المؤمنينعليه‌السلام وأبو بكر وعمر وعثمان ، فقلت له : يا أبت سمعتك تقول فى أصحابك هؤلاء قولا ، فما هو؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم ، ثم أشار إليهم فقال : هم السمع والبصر والفؤاد وسيسألون عن وصيّى هذا وأشار الى على بن أبى طالبعليه‌السلام ثم قال :

ان اللهعزوجل يقول( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ) ثم قال: وعزة ربى أن جميع امتى موقوفون يوم القيامة ومسئولون عن ولايته وذلك قول اللهعزوجل :( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) (٢)

__________________

(١) الكافى : ٨ / ٢٤٤.

(٢) عيون اخبار الرضا : ١ / ٣١٣.

١٥٦

من سورة الكهف

٩ ـ العياشى باسناده ، عن يزيد بن هارون قال : دخل نافع بن الازرق المسجد الحرام والحسين بن علىعليه‌السلام مع عبد الله بن عباس جالسان فى الحجر ، فجلس إليها ، ثم قال : يا بن عباس صف لى إلهك الذي تعبده ، فأطرق ابن عباس طويلا مستبطأ بقوله ، فقال له الحسين : الىّ يا ابن الأزرق المتورّط فى الضلالة المرتكن فى الجهالة ، اجيبك عما سألت عنه.

فقال : ما اياك سألت فتجيبني ، فقال له ابن ابن عباس : مه عن ابن رسول الله ، فانه من أهل بيت النبوة ومعدن الحكمة ، فقال له صف لى فقال : أصفه بما وصف به نفسه ، وأعرّفه بما عرّف به نفسه ، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس ، قريب غير ملتزق ، وبعيد غير مقص يوحد ولا يتبعض لا إله الا هو الكبير المتعال.

قال : فبكى ابن الازرق بكاء شديدا ، فقال له الحسينعليه‌السلام : ما يبكيك؟ قال : بكيت من حسن وصفك ، قال : يا بن الازرق انى أخبرت أنك تكفر أبى وأخى وتكفرنى ، قال له نافع : لئن قلت ذاك لقد كنتم الحكام ومعالم الاسلام ، فلما بدلتم استبدلنا بكم.

فقال له الحسينعليه‌السلام : يا بن الأزرق أسألك عن مسألة ، فأجبنى عن قول الله لا إله الا هو :( وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما ) من حفظ فيهما؟ قال فأيّهما أفضل أبويهما أم رسول الله وفاطمة ، قال : بل رسول الله وفاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : فما حفظهما حتى حيل بيننا وبين الكفر ، فنهض ثم نفض بثوبه ثم قال : قد نبأنا الله عنكم معشر قريش أنتم قوم خصمون(١)

__________________

(١) تفسير العياشى : ٢ / ٣٣٧.

١٥٧

من سورة الحج

١٠ ـ الصدوق ، حدثنا أبو محمّد عمار بن الحسين الأسروشني رضى الله عنه ، قال: حدثني على بن محمّد بن عصمة ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد الطبرى بمكّة ، قال : حدثنا أبو الحسن بن أبى شجاع البجلى ، عن جعفر بن عبد الله الحنفى ، عن يحيى ابن هاشم ، عن محمّد بن جابر ، عن صدقة بن سعيد عن النضر بن مالك قال : قلت للحسين بن على بن أبى طالبعليهما‌السلام : يا أبا عبد الله حدّثنى عن قول اللهعزوجل :( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ) قال : نحن وبنى اميّة اختصمنا فى اللهعزوجل ، قلنا صدق الله وقالوا : كذب الله فنحن وايّاهم الخصمان يوم القيامة(١) .

من سورة العنكبوت

١١ ـ الحافظ الحسكانى ، حدّثنا الحاكم الوالد أبو محمّد رحمه‌الله ، حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان ببغداد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفى أخبرنا أحمد بن الحسن الخزاز ، عن أبى حضيرة بن مخارق ، عن عبيد الله بن الحسين ، عن أبيه عن جدّه ، عن الحسين بن على ، عن علىّ عليهما‌السلام قال : لما نزلت :( الم أَحَسِبَ النَّاسُ ) الآية» قلت : يا رسول الله ما هذه الفتنة قال : يا علىّ انّك مبتلى ومبتلى بك(٢) .

من سورة مريم

١٢ ـ روى ابن شهرآشوب باسناده عن علىّ بن الحسينعليهما‌السلام قال : خرجنا

__________________

(١) الخصال : ٤٢.

(٢) شواهد التنزيل : ٤٣٨.

١٥٨

مع الحسين ، فما نزل منزلا ولا ارتحل عنه ، الّا وذكر يحيى بن زكريّا وقال يوما : من هوان الدنيا على الله أنّ رأس يحيى اهدى الى بغىّ من بغايا بنى إسرائيل(١) .

من سورة يس

١٣ ـ الصدوق حدّثنا أحمد بن محمّد بن الصقر الصائغ ، قال : حدّثنا عيسى بن محمّد العلوى ، قال : حدّثنا أحمد بن سلّام الكوفى قال : حدّثنا الحسن بن عبد الواحد قال: حدثنا الحارث بن الحسن ، قال : حدّثنا أحمد بن اسماعيل بن صدقة ، عن أبى الجارود ، عن أبى جعفر محمّد بن على الباقر ، عن أبيه ، عن جدّهعليهم‌السلام قال : لما انزلت هذه الآية على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ) قام أبو بكر وعمر من مجلسهما ، فقالا : يا رسول الله هو التوراة قال : لا قالا : فهو الا نجيل؟ قال : لا قالا : فهو القرآن؟ قال : لا ، قال : فأقبل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هو هذا انّه الإمام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كلّ شيء(٢) .

من سورة الشورى

١٤ ـ فرات ، حدّثنا عبد السلام بن مالك قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن الحارث الهاشمى ، قال : حدّثنا الحكم بن سنان الباهلى ، عن أبى جريج ، عن عطاء بن أبى رياح قال : قلت لفاطمة بنت الحسينعليه‌السلام أخبرينى جعلت فداك بحديث أحدث واحتجّ به على الناس.

قالت أخبرنى أبى أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان نازلا بالمدينة وأنّ من آتاه عن

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢٠٥.

(٢) معانى الاخبار : ٩٥.

١٥٩

المهاجرين مرسوا أن يفرضوا لرسول الله فريضة يستعين بها على من أتاه ، فأتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقالوا : قد رأينا ما ينوبك من النوائب وانا آتيناك لنفرض فى أموالنا فريضة تستعين بها على من أتاك.

قال : فاطرق النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله طويلا ثمّ رفع رأسه فقال : انّى لم أومر أن آخذ منكم على ما جئتم به شيئا انطلقوا فانّى لم أومر بشيء وان أمرت به أعلمتكم قال : فنزل جبرئيل فقال : يا محمّد انّ ربّك قد سمع مقالة قومك وما عرضوا عليك وقد أنزل الله عليهم فريضة :( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) .

فخرجوا وهم يقولون ما أراد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ان يذلّ له الاشياء ويخضع له الرقاب ما دامت السماوات والارض لبنى عبد المطلب ، قال : فبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الى علىّ بن أبى طالب ان اصعد المنبر وادع الناس ، ثمّ قل : أيّها النّاس من انتقص أجيرا أجره فليتبوّأ مقعده من النار ومن دعى الى غير مواليه فليتبوّأ مقعده من النار ، ومن انتضى من والديه فليتبوّأ مقعده من النار.

قال : فقام رجل وقال : يا أبا الحسن ما لهنّ من تأويل ، فقال : الله ورسوله أعلم ، فأتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره فقال رسول الله ويل لقريش من تأويلهنّ ثلاث مرّات ، ثمّ قال: يا علىّ انطلق فأخبرهم أنّى الأجير الذي أثبت الله مودّته من السماء ، أنا وأنت مولى المؤمنين وأنا وأنت أبوا المؤمنين ، ثمّ خرج رسول الله فقال : يا معشر قريش والمهاجرين والأنصار.

فلمّا اجتمعوا قال : يا أيها الناس إنّ عليّا أوّلكم أيمانا بالله وأقومكم بأمر الله وأوفاكم بعهد الله وأعلمكم بالقضية وأقسمكم بالسويّة وأرحمكم بالرعيّة وأفضلكم عند الله مزية ، ثمّ قال : انّ الله مثل لى امّتى فى الطين وعلّمنى أسمائهم كما علّم آدم الاسماء كلّها ثمّ عرضهم ، فمرّ بى أصحاب الرايات فاستغفرت لعلىّ وشيعته وسألت ربّى أن يستقيم امتى على علىّ من بعدى.

١٦٠

وقت فريضة، ارأيت لو كان عليك صوم من شهر رمضان، اكان لك ان تتطوع حتى تقتضيه »، قال، قلت: لا، قال: « فكذلك الصلاة » قال: فقايسني، وما كان يقايسني.

٤٧ - ( باب جواز قضاء الفرائض في وقت الفريضة الحاضرة ما لم يتضيق وحكم تقديم الفائتة على الحاضرة )

٣٢٦٧ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه قال: « من فاتته صلاة حتى دخل وقت صلاة اخرى، فان كان في الوقت سعة بدأ بالتي فاتته، وصلى التي هو منها في وقت، وان لم يكن في الوقت (١) الا مقدار ما يصلي فيه التي هو في وقتها بدأ بها، وقضى بعدها الصلاة الفائتة ».

٣٢٦٨ / ٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: عن رجل نام ونسي فلم يصلّ المغرب والعشاء، قال: « ان استيقظ قبل الفجر بقدر ما يصلّيهما جميعاً يصلّيهما، وإن خاف أن يفوته أحدهما فليبدأ بالعشاء الآخرة ».

____________________________

الباب - ٤٧

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤١، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٥ ح ٣.

(١) في المصدر زيادة: سعة.

٢ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٠، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٤ ح ٢.

١٦١

٤٨ - ( باب وجوب الترتيب بين الفرائض أداء وقضاء، ووجوب العدول بالنيّة إلى السابقة، إذا ذكرها في أثناء الصلاة أداء، وقضاء جماعة ومنفرداً )

٣٢٦٩ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: عن رجل نسي الظهر حتى صلّى العصر، قال: « يجعل صلاة العصر التي صلّى الظهر، ثم يصلّى العصر بعد ذلك ».

وعن رجل نام ونسي فلم يصلّي المغرب والعشاء - إلى أن قال -: « وإن استيقظ بعد الصبح فليصلّ الصبح، ثم المغرب، ثم العشاء، قبل طلوع الشمس ».

٣٢٧٠ / ٢ - دعائم الإسلام: وروينا عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام أنّ رجلاً سأله فقال: يابن رسول الله، ما تقول في رجل نسي صلاة الظهر حتى صلّى ركعتين من العصر؟ قال: « فيجعلهما الظهر (١)، ثم يستأنف العصر » قال: فإن نسي المغرب حتى صلّى ركعتين من العشاء (٢)؟ قال: « يتمّ صلاته، ثم يصلّي المغرب بعد » قال له الرجل: جعلت فداك (يابن رسول الله) (٣)، ما الفرق بينهما؟ قال: « لأنّ العصر ليس بعدها صلاة، يعني لا يتنفّل بعدها، والعشاء الآخرة يصلّي بعدها ما شاء ».

____________________________

الباب - ٤٨.

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٠، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٢١٦

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤١، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٥ ح ٣.

(١) في المصدر: فليجعلهما للظهر.

(٢) في المصدر زيادة: الآخرة.

(٣) ليس في المصدر.

١٦٢

٣٢٧١ / ٣ - وعنه عليه‌السلام: أنّه سئل عن رجل نسي صلاة الظهر حتى صلّى العصر، قال: « يجعل التي صلّى الظهر، ويصلّي العصر » قيل: فإن نسي المغرب حتى صلّى العشاء الآخرة؟ قال: « يصلّي المغرب، ثم العشاء الآخرة ».

قال في البحار في الخبر الأول: لم أر قائلاً به، وحمل على ما إذا تضيّق وقت العشاء دون العصر، وان كان التعليل يأبى عنه لمعارضته للأخبار الكثيرة، ويمكن حمله على التقيّة والتعليل ربّما يؤيده، انتهى.

٣٢٧٢ / ٤ - السيّد عليّ بن طاووس في رسالة المواسعة، عن كتاب الصلاة للحسين بن سعيد الأهوازي: عن محمّد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن بن زياد الصيقل، قال: سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن رجل نسي الاُولى حتى صلّى ركعتين من العصر، قال: « فليجعلهما الاولى وليستأنف العصر » قلت: فإن نسي المغرب حتى صلّى ركعتين من العشاء ثم ذكر؟ قال: « فليتم صلاته، ثم يقضي بعد المغرب » قال: قلت: جعلت فداك، متى نسي الظهر ثم ذكر وهو في العصر يجعلها الاولى ثم يستأنف، وقلت لهذا يقضي صلاته بعد المغرب؟! فقال: « ليس هذا مثل هذا، إنّ العصر ليس بعدها صلاة والعشاء بعدها صلاة ».

٣٢٧٣ / ٥ - وعن كتاب النقض على من أظهر الخلاف على أهل البيت عليهم‌السلام للحسين بن عبيد الله بن عليّ الواسطي: عن الصادق

____________________________

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤١ باختلاف يسير في لفظه، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٥ ح ٣.

٤ - رسالة المواسعة ص ١، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٩.

٥ - رسالة المواسعة ص ٢، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٣٠.

١٦٣

جعفر بن محمّد عليهما‌السلام أنّه قال: « من كان في صلاة ثم ذكر صلاة اُخرى فاتته أتمّ التي هو فيها، ثم يقضي ما فاتته ».

٤٩ - ( باب نوادر ما يتعلّق بأبواب المواقيت )

٣٢٧٤ / ١ - علي بن إبراهيم في تفسيره: ( أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ) قال: « دلوكها زوالها، و: ( غَسَقِ اللَّيْلِ ) انتصافه، ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ) صلاة الغداة، ( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) قال: تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار ».

ثم قال: ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ ) قال: « صلاة الليل ».

٣٢٧٥ / ٢ - العيّاشي: عن أبي هاشم الخادم، عن أبي الحسن الماضي عليه‌السلام قال: « ما بين غروب الشمس إلى سقوط القرص غسق ».

٣٢٧٦ / ٣ - الطبرسي في مجمع البيان: في قوله تعالى: ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ ) (١). الآية عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام: « إنّهم قوم إذا حضرت الصلاة تركوا التجارة، وانطلقوا إلى الصلاة، وهم أعظم أجراً ممّن (لم) (٢) يتّجر ».

____________________________

الباب - ٤٩

١ - تفسير القمي ج ٢ ص ٢٥، والآيتان في سورة الاسراء ١٧: ٧٨، ٧٩.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٣١٠ ح ١٤٤، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٣٥٩ ح ٤١.

٣ - مجمع البيان ج ٧ ص ١٤٥.

(١) النور ٢٤: ٣٧.

(٢) ليس في المصدر.

١٦٤

٣٢٧٧ / ٤ - الصدوق في الخصال: عن الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري، عن عمه، عن أبي إسحاق قال: أملى علينا تغلب (١) ساعات الليل: الغسق، والفحمة، والعشوة، والهداة، والسباع (٢)، والجنح، والهزيع، والفقد (٣)، والزلفة، والسحرة، والبهرة.

٣٢٧٨ / ٥ - عليّ بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن إسماعيل بن أبان، عن عمر بن أبان (١) الثقفي قال: سأل النصرانيّ الشاميّ الباقر عليه‌السلام عن ساعة ما هي من الليل ولا هي من النهار، أيّ ساعة هي؟ قال أبوجعفر عليه‌السلام: « ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس » قال النصراني: إذا لم يكن من ساعات الليل ولا من ساعات النهار فمن أيّ ساعات هي؟ فقال أبوجعفر عليه‌السلام: « من ساعات الجنّة، وفيها تفيق مرضانا » فقال النصراني: أصبت.

٣٢٧٩ / ٦ - زيد النرسي في أصله: قال: سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول: « إنّ الشمس تطلع كلّ يوم بين قرني شيطان إلّا صبيحة [ ليلة ] (١) القدر ».

____________________________

٤ - الخصال ص ٤٨٨ ح ٦٧.

(١) في المصدر: ثعلب.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: والعقر.

٥ - تفسير القمي ج ١ ص ٩٨.

(١) في المصدر: عبدالله، ولعل الصواب: عمرو بن عبدالله الثقفي، أنظر « رجال الشيخ ص ١٢٨ رقم ٢١ ».

٦ - كتاب زيد النرسي ص ٥٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٦٥

٣٢٨٠ / ٧ - عوالي اللآلي: روى خباب بن الأرت قال: ربّما شكونا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ الرمضاء (١) فلم يشكنا.

٣٢٨١ / ٨ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « رحم الله عبداً قام من الليل فصلّى، وأيقظ أهله فصلّوا ».

٣٢٨٢ / ٩ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنّه قال: « لا يغلبنّكم الأعراب على اسم صلاتكم، فإنّها العشاء، وإنّهم يعتمون بالإبل »، وذلك لأنّهم كانوا يعتمون بالحلب، أي يؤخّرون حلبها إلى أن يعتم الليل، ويسمّون الحلبة العتمة باسم عتمة الليل، وعتمته: ظلامه.

____________________________

٧ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٢ ح ٦.

(١) الرمضاء: الحجارة الحامية من حرّ الشمس (لسان العرب ج ٧ ص ١٦٠، ومجمع البحرين ج ٤ ص ٢٠٩ - رمض -).

٨ - لبّ اللباب: مخطوط.

٩ - دور اللآلي ج ١ ص ١١٦.

١٦٦

أبواب القبلة

١ - ( باب وجوب استقبال القبلة في الصلاة )

٣٢٨٣ / ١ - الصدوق في الخصال: عن ستة من مشايخه، عن أحمد بن يحيى بن زكريا، عن بكر بن عبدالله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبي معاوية، عن الأعمش عن الصادق عليه‌السلام قال: « فرائض الصلاة سبع: الوقت، والطهور، والتوجّه، والقبلة، والركوع، والسجود، والدعاء ».

ورواه في الهداية مرسلاً عنه عليه‌السلام، مثله (١).

٣٢٨٤ / ٢ - البحار، عن كتاب العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم: عن أبيه، عن جدّه، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن كبار حدود الصلاة؟ فقال: « سبعة: الوضوء، والوقت، والقبلة، وتكبيرة الإفتتاح، والركوع، والسجود والدعاء ».

____________________________

أبواب القبلة

الباب - ١

١ - الخصال ص ٦٠٣ ح ٩، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ١٦٠ ح ١.

(١) الهداية ص ٢٩، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ١٦٣ ح ٤.

٢ - البحار ج ٨٣ ص ١٦٣.

١٦٧

٣٢٨٥ / ٣ - القطب الراوندي في فقه القرآن: عنهما عليهما‌السلام في قوله تعالى: ( وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) (١) « في الفرض »، وقوله تعالى: ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ) (٢) قالا: « هو في النافلة ».

٣٢٨٦ / ٤ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، في قول الله عزّوجلّ: ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ) (١) قال: « أمره أن يقيمه للقبلة حنيفا، ليس فيه شئ من عبادة الأوثان ».

٣٢٨٧ / ٥ - العياشي في تفسيره: عن أبي بصير، عن أحدهما عليهما‌السلام، في قول الله تعالى: ( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (١) قال: « هو إلى القبلة ».

٣٢٨٨ / ٦ - وعن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام عن قوله تعالى: ( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (١) قال: « مساجد محدثة فاُمروا أن يقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام ».

وأبو بصير، عن أحدهما عليهما‌السلام قال: « هو إلى القبلة،

____________________________

٣ - فقه القرآن ج ١ ص ٩١، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٤٩ ح ٣.

(١) البقرة ٢: ١٤٤، وفي المصدر - بعد ذكر الآية - زيادة: روي عن الباقر والصادق عليهم‌السلام أنّ ذلك.

(٢) البقرة ٢: ١١٥.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣١، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٧٠ ح ٢٧

(١) الروم ٣٠: ٣٠.

٥ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢ ح ٢٠، والبحار ج ٨٤ ص ٦٦ ح ٢٩.

(١) الأعراف ٧: ٢٩.

٦ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢ ح ١٩ و ٢٠، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٦٦ ح ٢٠.

(١) الأعراف ٧: ٢٩.

١٦٨

ليس فيها عبادة الأوثان خالصاً مخلصاً ».

٢ - ( باب أنّ القبلة هي الكعبة مع القرب، وجهتها مع البعد )

٣٢٨٩ / ١ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: رأيت الأحاديث المأثورة أنّ الله تعالى أمر آدم عليه‌السلام أن يصلّي إلى المغرب، ونوحاً عليه‌السلام أنّ (١) يصلّي إلى المشرق، وإبراهيم عليه‌السلام [ أن ] (٢) يجمعهما (٣)، فلمّا بعث موسى عليه‌السلام أمره أن يحيي دين آدم عليه‌السلام، ولمّا بعث عيسى عليه‌السلام أمره أن يحيي دين نوح عليه‌السلام، ولمّا بعث محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أمره أن يحيي دين إبراهيم عليه‌السلام.

٣٢٩٠ / ٢ - أحمد بن محمّد البرقي في المحاسن: عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن بشير في حديث سليمان مولى طربال، قال: ذكرت هذه الاهواء عند أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « لا والله، ما هم على شئ ممّا جاء به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إلّا استقبال الكعبة فقط ».

٣٢٩١ / ٣ - عليّ بن إبراهيم في تفسيره: وفي رواية أبي الجارود، عن

____________________________

الباب - ٢

١ - فلاح السائل ص ١٢٨، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٧ ح ٩.

(١) ليس في المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: وهي الكعبه.

٢ - المحاسن ج ١٥٦ ح ٨٩ وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٨ ح ١٠.

٣ تفسير القمي ج ١ ص ١٠٥.

١٦٩

أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى: ( وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) (١): « فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لما قدم المدينة وهو يصلي نحو البيت المقدس أعجب ذلك اليهود، فلمّا صرفه الله عن بيت المقدس إلى بيت (الله) (٢) الحرام وَجَدَت (٣) (اليهود من ذلك) (٤)، وكان صرف القبلة صلاة الظهر فقالوا: صلّى محمّد الغداة واستقبل قبلتنا فآمنوا بالذي انزل على محمّد وجه النهار واكفروا آخره، يعنون القبلة، حين استقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ المسجد الحرام، لعلّهم يرجعون إلى قبلتنا ».

٣٢٩٢ / ٤ - وقال في قوله تعالى: ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ) (١) فان هذه الآية متقدمة على قوله: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ) (٢) وانه (٣) نزل اولا: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ) ثم نزل ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ ) الآية، وذلك ان اليهود كانوا يعيرون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، ويقولون له: انت تابع لنا تصلي إلى قبلتنا، فاغتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، من ذلك غما شديدا، وخرج

____________________________

(١) آل عمران ٣: ٧٢.

(٢) لفظة الجلالة لم ترد في المصدر.

(٣) وَجَدَ عليه، يَجُد ويَجِد: غضب (لسان العرب - وجد - ج ٣ ص ٤٤٦).

(٤) مابين القوسين ليس في المصدر.

٤ - تفسير علي بن ابراهيم ج ١ ص ٦٢، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٦١ ح ١٣.

(١) البقرة ٢: ١٤٢.

(٢) البقرة ٢: ١٤٤.

(٣) في المصدر: لأنه.

١٧٠

في جوف الليل ينظر في آفاق السماء، وينتظر امر الله تبارك وتعالى في ذلك، فلما اصبح وحضرت صلاة الظهر، وكان في مسجد بني سالم، قد صلى بهم الظهر ركعتين، فنزل عليه جبرئيل فأخذ بعضديه، فحوله إلى الكعبة، فأنزل الله عليه: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) فصلى (ركعتين إلى بيت المقدس) (٤)، وركعتين إلى الكعبة، فقالت اليهود والسفهاء: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. وتحولت القبلة إلى الكعبة، بعد ما صلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، بمكة ثلاث عشرة سنة إلى بيت المقدس، وبعد مهاجرته إلى المدينة، صلى إلى بيت المقدس سبعة اشهر، ثم حول الله عزّوجلّ القبلة إلى البيت الحرام، هكذا فيما عندنا من نسخ التفسير.

قال الشيخ الطبرسي في مجمع البيان (٥): عن البراء بن عازب قال: صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، نحو البيت المقدس ستة عشر، شهرا أو سبعة عشر شهرا، ثم صرفنا نحو الكعبة.

اورده مسلم في الصحيح (٦).

وعن انس بن مالك: انما كان تسعة اشهر، أو عشرة اشهر.

وعن معاذ بن جبل: ثلاثة عشر شهرا.

ورواه علي بن ابراهيم (٧): بإسناده عن الصادق عليه‌السلام، قال: « تحولت القبلة إلى الكعبة، بعد ما صلى النبي

____________________________

(٤) مابين القوسين ليس في المصدر.

(٥) مجمع البيان ج ١ ص ٢٢٣.

(٦) صحيح مسلم ج ١ ص ٣٧٤ ح ١٢.

(٧) تفسير علي بن ابراهيم ج ١ ص ٦٣.

١٧١

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌بمكة ثلاثة عشر سنة، إلى بيت المقدس، وبعد مهاجرته إلى المدينة، صلى إلى بيت المقدس سبعة أشهر.

قال: ثم وجهه الله إلى الكعبة، وذلك ان اليهود - وساق كما نقلناه إلى قوله - كانوا عليها » والظاهر انه اخرجه من غير تفسيره، أو من النسخة الاخرى منه، فان لتفسيره نسختان كبيرة وصغيرة، والله العالم.

٣٢٩٣ / ٥ - محمّد بن مسعود العياشي: عن أبي عمرو الزبيري، عن ابي عبدالله عليه‌السلام، قال: « لما صرف الله نبيّه إلى الكعبة عن بيت المقدس، قال المسلمون للنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: أرأيت صلاتنا التي كنّا نصلّي إلى بيت المقدس [ ما حالنا فيها، وما حال من مضى من أمواتنا وهم يصلّون إلى بيت المقدس ] (١)؟ فأنزل الله ( وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (٢) فسمّى الصلاة إيماناً » (٣).

٣٢٩٤ / ٦ - محمّد بن ابراهيم النعماني في تفسيره: عن احمد بن محمّد بن عقدة، عن جعفر بن احمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن اسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن ابي حمزة، عن أبيه عن اسماعيل بن جابر، عن ابي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق، عن

____________________________

٥ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٦٣ ح ١١٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) البقره ٢: ١٤٣.

(٣) يأتي في الباب ١٤ ح ١ عن البحار عن تفسير سعد بن عبدالله مثله.

٦ - تفسير النعماني ص ١٢، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٦٦ ح ٢١.

١٧٢

أميرالمؤمنين عليهما‌السلام، قال: « ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لما بعث كانت الصلاة إلى (١) بيت المقدس، فكان في اول مبعثه يصلي إلى بيت المقدس، جميع ايام مقامه بمكة، وبعد هجرته إلى المدينة بأشهر، فعيّرته اليهود وقالوا: انت تابع لقبلتنا، فأنف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ذلك منهم، فأنزل الله تعالى عليه، وهو يقلب وجهه في السماء، وينتظر الأمر: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ - إلى قوله - لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ) (٢) يعني اليهود في هذا الموضع، ثم اخبرنا الله عزّوجلّ العلة التي من اجلها لم يحول قبلته من اول مبعثه، فقال تبارك وتعالى: ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا - إلى قوله - لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (٣) فسمى سبحانه الصلاة هاهنا ايمانا ».

٣٢٩٥ / ٧ - البحار عن تفسير سعد بن عبدالله القمي، برواية ابن قولويه عنه، باسناده إلى الصادق عليه‌السلام، قال: « قال اميرالمؤمنين عليه‌السلام: ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لما بعث كانت القبلة إلى بيت المقدس، على سنة بني اسرائيل، وذلك ان الله تبارك وتعالى، اخبرنا في القرآن، انه امر موسى بن عمران ان يجعل بيته قبلة، في قوله: ( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) (١).

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ على هذا يصلي إلى بيت

____________________________

(١) في المصدر زيادة: قبلة.

(٢) البقرة ٢: ١٤٤ - ١٥٠.

(٣) البقرة ٢: ١٤٣.

٧ - البحار ج ٨٤ ص ٧١ ح ٣١.

(١) يونس ١٠: ٨٧.

١٧٣

المقدس، مدة مقامه بمكة وبعد الهجرة اشهرا، حتى عيرته اليهود، وقالوا: انت تابع لنا، تصلي إلى قبلتنا، وبيوت نبينا، فاغتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لذلك، واحب ان يحول الله قبلته إلى الكعبة، وكان ينظر في آفاق السماء، ينتظر امر الله، فأنزل الله عليه ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ - إلى قوله - لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ) (٢) يعني اليهود.

٣٢٩٦ / ٨ - الطبرسي في الاحتجاج: بالاسناد إلى الإمام ابي محمّد العسكري عليه‌السلام، قال: « لما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بمكة، امره الله تعالى ان يتوجه نحو البيت المقدس في صلاته، ويجعل الكعبة بينه وبينها إذا امكن، وإذا لم يتمكن استقبل البيت المقدس كيف كان، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يفعل ذلك طول مقامه بها، ثلاث عشرة سنة، فلما كان بالمدينة، وكان متعبدا باستقبال بيت المقدس، استقبله وانحرف عن الكعبة، سبعة عشر شهرا أو ستة عشر شهرا (١)، وجعل قوم من مردة اليهود يقولون: والله ما درى محمّد كيف صلى، حتى صار يتوجه إلى قبلتنا، ويأخذ في صلاته بهدينا ونسكنا، فاشتد ذلك على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لما اتصل به عنهم، وكره قبلتهم، واحب الكعبة، فجاءه جبرئيل، فقال له رسول الله

____________________________

(٢) البقرة: ١٤٤ - ١٥٠.

٨ - الإحتجاج ص ٤٠، باختلاف بسيط في الالفاظ، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٩ ح ١٢.

(١) في هامش المخطوط: « ليس هذا الترديد في بعض النسخ، وعلى تقديره فهو إمّا من الراوي أو منه عليه‌السلام مشيراً إلى اختلاف العامّة فيه » (منه قدّس سرّه).

١٧٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: يا جبرئيل، لوددت لو صرفني الله عن بيت المقدس إلى الكعبة، فقد تأذيت بما يتصل بي من قبل اليهود من قبلتهم، فقال جبرئيل: فسل ربك ان يحولك إليها، فانه لا يردك عن طلبتك، ولا يخيبك من بغيتك، فلما استتم دعاؤه، صعد جبرئيل ثم عاد من ساعته، فقال: اقرأ يا محمّد ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) (٢)... الآيات، فقالت اليهود عند ذلك: ( مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ) (٣) فأجابهم الله بأحسن جواب فقال: ( قُل لِّلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ) (٤) وهو يملكهما، وتكليفه التحول إلى جانب، كتحويله لكم إلى جانب آخر ( يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (٥) هو مصلحهم، وتؤديهم طاعتهم إلى جنات النعيم ».

٣٢٩٧ / ٩ - قال أبومحمّد عليه‌السلام: « وجاء قوم من اليهود إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فقالوا: يا محمّد هذه القبلة بيت المقدس، قد صليت إليها اربع عشرة سنة، ثم تركتها الآن، افحقا كان ما كنت عليه؟ فقد تركته إلى باطل، فانما يخالف الحق الباطل، أو باطلا كان ذلك؟ فقد كنت عليه طول هذه المدة، فما يؤمننا ان تكون الآن على باطل؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: بل ذلك كان حقا وهذا حقّ، يقول الله: ( قُل لِّلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (١) إذا عرف صلاحكم يا ايها العباد في استقبال (٢)

____________________________

(٢) البقرة ٢: ١٤٤.

(٣، ٤، ٥) البقرة ٢: ١٤٢

٩ - الاحتجاج ص ٤١.

(١) البقرة ٢: ١٤٢.

(٢) في المصدر: استقبالكم

١٧٥

المشرق امركم به، وإذا عرف صلاحكم في استقبال المغرب امركم به، وان عرف صلاحكم في غيرهما امركم به، فلا تنكروا تدبير الله في عباده، وقصده إلى مصالحكم، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: قد تركتم العمل يوم السبت، ثم عملتم بعده سائر الأيام، ثم تركتموه في السبت ثم عملتم بعده، افتركتم الحق إلى الباطل والباطل إلى حق؟ أو الباطل إلى باطل؟ أو الحق إلى حق؟ قولوا كيف شئتم، فهو قول محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وجوابه لكم، قالوا: بل ترك العمل في السبت حق، والعمل بعده حق، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: فكذلك قبلة بيت المقدس في وقته حق، ثم قبلة الكعبة في وقته حق، فقالوا: يا محمّد، أفبدا لربك فيما كان امرك به بزعمك من الصلاة إلى بيت المقدس، حين (٣) نقلك إلى الكعبة؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ما بدا له عن ذلك، فانه العالم بالعواقب، والقادر على المصالح، لا يستدرك على نفسه غلطا، ولا يستحدث رأيا يخالف (٤) المتقدم، جل عن ذلك، ولا يقع أيضا عليه مانع يمنعه عن مراده، وليس يبدو الا لمن كان هذا وصفه، وهو عزّوجلّ متعال عن هذه الصفات علوا كبيرا.

ثم قال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ايها اليهود، اخبروني عن الله، أليس يُمرض ثم يُصح؟ ويصح ثم يمرض؟ أبدا له في ذلك؟ اليس يحيي ويميت؟ (أليس يأتي بالليل في أثر النهار ثم بالنهار في أثر الليل) (٥)؟ أبدا له في كلّ واحد من ذلك؟ قالوا: لا، قال: فكذلك الله تَعبَّد نبيّه محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، بالصلاة إلى

____________________________

(٣) في المصدر: حتى.

(٤) وفيه: بخلاف.

(٥) مابين القوسين ليس في المصدر.

١٧٦

الكعبة، بعد أن (٦) تَعبَّده بالصلاة إلى بيت المقدس، وما بدا له في الأول ثم قال: - أليس الله يأتي بالشتاء في أثر الصيف؟ والصيف في اثر الشتاء؟ ابدا له في كلّ واحد من ذلك؟ قالوا: لا، قال: فكذلك لم يبد له في القبلة.

قال، ثم قال: اليس قد الزمكم في الشتاء ان تحترزوا من البرد بالثياب الغليظة؟ والزمكم في الصيف ان تحترزوا من الحر؟ فبدا له في الصيف حتى امركم بخلاف ما كان امركم به في الشتاء؟ قالوا: لا، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: فكذلك تعبدكم في وقت لصلاح يعلمه بشئ، ثم بعده (٧) في وقت آخر لصلاح آخر يعلمه بشئ آخر، فإذا اطعتم الله في الحالين استحققتم ثوابه، وانزل الله ( وَلِلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ) (٨) اي إذا توجهتم بأمره، فثم الوجه الذي تقصدون منه الله وتأملون ثوابه.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: يا عباد الله، انتم كالمرضى والله رب العالمين كالطبيب، فصلاح المرضى فيما يعلمه (٩) الطبيب [ و ] (١٠) يدبره به، لا فيما يشتهيه المريض ويقترحه، الا فسلموا لله امره تكونوا من الفائزين.

فقيل له: يابن رسول الله، فلم امر بالقبلة الاولى؟ فقال: لما قال الله عزّوجلّ: ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا ) وهي بيت

____________________________

(٦) وفيه زيادة: كان.

(٧) في المصدر: تعبدكم

(٨) البقره ٢: ١١٥.

(٩) في المصدر: يعمله.

(١٠) أثبتناه من المصدر.

١٧٧

المقدس ( إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ) (١١) الا لنعلم ذلك منه موجودا، بعد ان علمناه سيوجد ذلك، ان هوى اهل مكة كان في الكعبة، فأراد الله ان يبين متبع (١٢) محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من مخالفه (١٣)، باتباع القبلة التي كرهها، ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يأمر بها، ولما كان هوى اهل المدينة في بيت المقدس، امرهم مخالفتها والتوجه إلى الكعبة، ليتبين (١٤) من يوافق محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فيما يكرهه، فهو مصدقه وموافقه.

ثم قال: ( وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ) (١٥) انما كان التوجه إلى بيت المقدس، في ذلك الوقت كبيرة، الا على من يهدي الله، فعرف ان الله يُتعبّد بخلاف ما يريده المرء، ليبتلي طاعته في مخالفته هواه ».

٣٢٩٨ / ١٠ - السيد الرضي (رحمه الله) في تفسيره الكبير المسمى بحقائق التأويل في قول تعالى: ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا ) (١) ان فيه اقوالا منها: ان يكون المراد بذلك، ان اول بيت وضع لعبادة المكلفين، قبلة لصلاتهم، وغاية لحجّهم، ومؤدّى لمناسكهم، هذا البيت الذي ببكة، وان كان من قبلة بيوت ليست هذه صفتها، وهذا القول مروي عن اميرالمؤمنين عليه‌السلام.

____________________________

(١١) البقره ٢: ١٤٣.

(١٢) في المصدر: متبعي.

(١٣) وفيه: ممّن خالفه.

(١٤) وفيه: ليُبيّن،

(١٥) البقره ٢: ١٤٣.

١٠ - حقائق التأويل ص ١٧٤.

(١) آل عمران ٣: ٩٦.

١٧٨

٣٢٩٩ / ١١ - جعفر بن احمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: لم يعمل ابن آدم عملا، اعظم عند الله تعالى، من رجل قتل نبيا أو اماما، أو هدم الكعبة التي جعلها الله قبلة لعباده »... الخبر.

٣٣٠٠ / ١٢ - عوالي اللآلي: عن اسامة بن زيد، ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قبّل الكعبة وقال: « هذه هي القبلة ».

قلت: الحق ان الكعبة هي القبلة للقريب والبعيد، وفاقا للفقيه النبيه الشيخ موسى النجفي، قال في شرح الرساله: والذي يظهر من الكتاب والسنة، انها شرفها الله، كبيت المقدس من قبل نسخه، قبلة لجميع العالم، يستوي فيها الداني والقاصي، المشاهد وغيره، المتمكن وغيره، لا يشترك معها غيرها من مسجد حرام أو حرم، الا ان الشئ كلما بعد اتسعت دائرة استقباله عرفا، وصدق عليه الاستقبال حقيقة، كاشتراك الناس في رؤية الشمس والقمر والكواكب على حد سواء، ولا عبرة بالمداقة الحكمية، وفرض الخطوط المتوازية في الصدق العرفي وكلما عسر تحريه للبعد عنه يتسامح في استقباله، ويكون صدق الاستقبال له عادة وعرفا، انما هو على حسب ما يتحراه المستقبل، من مرتبة العلم إلى الظن، إلى الشك، إلى الوهم، كما هو غير خفي، فالاتساع في القبلة في البعد من حيثية الاستقبال، لا من حيثية الاتساع بالقبلة، والا فالقبلة عين واحدة، لا زيادة فيها ولا نقص إلى آخر ما ذكره. وتبعه عليه المحقق صاحب المستند (١)، وهذا

____________________________

١١ - الغايات ص ٨٦.

١٢ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٧ ح ٦٤.

(١) المستند ج ١ ص ٢٥٥.

١٧٩

هو الظاهر من صاحب الجواهر في نجاة العباد (٢)، وان ذكر الشيخ الاعظم في الحاشية (٣) في هذا المقام، ما يحتاج إلى التأمل وتمام الكلام في الفقه.

٣٣٠١ / ١٣ - ابن ابي جمهور في درر اللآلي: عن اسامة بن زيد قال: دخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ البيت، وخرج فوقف على باب البيت وصلى ركعتين، وقال: « هذه القبلة » واشار إليها.

٣ - ( باب استحباب التياسر لأهل العراق ومن والاهم قليلاً )

٣٣٠٢ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « إذا اردت توجه القبلة فتياسر مثلَيْ ما تيامن، فان الحرم عن يمين الكعبة اربعة اميال، وعن يساره ثمانية (١) اميال ».

قلت: مما يجب التنبيه عليه، ان الشيخ ذكر في الأصل (٢) خبراً عن التهذيب (٣)، بهذا المضمون - إلى أن قال - ورواه الفضل بن شادان (٤) في رسالة القبلة (٥) مرسلا، عن الصادق عليه‌السلام، نحوه.

____________________________

(٢) جواهر الكلام ج ٧ ص ٣٢٢.

(٣) كتاب الصلاة للشيخ الانصاري ص ٣٢.

١٣ - درر اللآلي ج ١ ص ١٣٦.

الباب - ٣

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٦، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٠ ح ٥.

(١) في المصدر: ثلاث.

(٢) الوسائل ج ٣ ص ٢٢٢ ذيل الحديث ٢.

(٣) التهذيب ج ٢ ص ٤٤ ح ١٤٣، الفقيه ج ١ ص ١٧٨ ح ٨٤٢، علل الشرائع ج ٢ ص ٣١٨ ح ١.

(٤) في الوسائل: أبوالفضل شاذان بن جبرئيل.

(٥) عنه في البحار ج ٨٤ ص ٧٧.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496