مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام12%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 496

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 72924 / تحميل: 4163
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

فأبى الّا أن يضلّ من يشاء ويهدى من يشاء ، فابتدأنى ربّى فى علىّ بسبع خصال ، أما أوّلهنّ فانّه أوّل من ينشقّ عنه الارض معى ولا فخر ، أمّا الثانية فانّه يذود عن حوضى كما يذود الرعاة غريبة الابل ، امّا الثالثة فانّ من فقراء شيعة علىّ ليشفع فى مثل ربيعة ومضر.

أمّا الرابعة فانّه أوّل من يقرع باب الجنّة معى ولا فخر ، أمّا الخامسة فانّه يزوج من الحور العين معى ولا فخر ، أمّا السادس فانّه أوّل من يسكن معى فى علّيين ولا فخر ، وأمّا السابعة ، فانّه أوّل من يسقى من رحيق مختوم( خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ ) .

من سورة الحديد

١٥ ـ روى المجلسى ، عن دعوات الراوندى : قال زيد بن أرقم : قال الحسين ابن علىعليهما‌السلام : ما من شيعتنا إلّا صدّيق شهيد ، قلت أنّى يكون ذلك وهم يموتون على فرشهم؟ فقال : أما تتلو كتاب الله( الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) ثمّ قالعليه‌السلام : لو لم تكن الشهادة الّا لمن قتل بالسيف ، لأقلّ الله الشهداء.

من سورة البروج

١٦ ـ روى الهيتمى باسناده ، عن الحسين بن علىعليهما‌السلام فى قوله تعالى :( وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) قال : الشاهد جدّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والمشهود يوم القيامة ثمّ

__________________

(١) تفسير فرات : ١٤٥.

(٢) البحار : ٨٢ / ١٧٣.

١٦١

تلا هذه الآية( إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ) وتلا( ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ) (١) .

من سورة الشمس

١٧ ـ فرات قال : حدّثنى علىّ بن محمّد بن عمر الزهرى معنعنا عن أبى جعفرعليه‌السلام قال : قال الحارث الأعور للحسينعليه‌السلام : يا ابن رسول الله جعلت فداك أخبرنى عن قول الله فى كتابه( وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) قال : ويحك يا حارث ذلك محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : قلت : جعلت فداك قوله :( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ) قال : ذلك أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام يتلوا محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قلت قوله :( وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها ) قال : ذلك القائم من آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله يملأ الارض قسطا وعدلا(٢) .

من سورة الضحى

١٨ ـ البرقي ، عن أبيه ، عن الوشّاء عن عاصم بن حميد ، عن عمر بن أبى نصر قال : حدّثنى رجل من أهل البصرة قال : رأيت الحسين بن علىّعليه‌السلام وعبد الله بن عمر يطوفان بالبيت فسألت ابن عمر فقلت : قول الله( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ؟ ـ قال : أمره أن يحدّث بما أنعم الله عليه ، ثمّ إنّى قلت للحسين بن علىّعليهما‌السلام : قول الله تعالى :( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ـ قال : أمره أن يحدّث بما أنعم الله عليه من دينه(٣)

__________________

(١) مجمع الزوائد : ٧ / ١٣٥.

(٢) تفسير فرات : ٢١٢.

(٣) المحاسن : ٢١٨.

١٦٢

من سورة التوحيد

١٩ ـ روى الصدوق باسناده ، قال : وهب بن وهب القرشى : حدّثنى الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه الباقر ، عن أبيهعليه‌السلام أنّ أهل البصرة كتبوا الى الحسين بن علىعليهما‌السلام يسألونه عن الصمد ، فكتب إليهم : بسم الله الرحمن الرحيم ، أمّا بعد فلا تخوضوا فى القرآن ، ولا تجادلوا فيه ، ولا تتكلّموا فيه بغير علم ، فقد سمعت جدّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من قال فى القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار ، وأنّ الله سبحانه قد فسّر الصمد فقال :( اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدُ ) ثمّ فسّره.

فقال :( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) .( لَمْ يَلِدْ ) لم يخرج منه شيء كثيف كالولد وسائر الاشياء الكثيفة الّتي تخرج من المخلوقين ، ولا شيء لطيف كالنفس ، ولا يتشعّب منه البدوات كالسنة والنوم والخطرة والهمّ والحزن والبهجة والضحك والبكاء والخوف والرجاء والرغبة والسأمة والجوع والشبع ، تعالى أن يخرج منه شيء ، وأن يتولّد منه شيء كثيف أو لطيف.

( وَلَمْ يُولَدْ ) لم يتولّد من شيء ولم يخرج من شيء كما يخرج الأشياء الكثيفة من عناصرها كالشيء من الشيء والدابّة والنباتات من الأرض والماء من الينابيع والثمار من الأشجار ، ولا كما يخرج الأشياء اللّطيفة من مراكزها كالبصر من العين والسمع من الاذن ، والشمّ من الأنف والذوق من الفم والكلام من اللسان والمعرفة والتميز من القلب ، وكالنار من الحجر.

لا بل هو الله الصمد الذي لا من شيء ولا فى شيء ، مبدع الاشياء وخالقها ومنشى الاشياء بقدرته ، يتلاشى ما خلق للفناء بمشيّته ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه فذلكم الله الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ، ولم

١٦٣

يكن له كفوا أحد(١) .

تفسير حروف المعجم

٢٠ ـ الصدوق ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن المقرى الحاكم قال : حدّثنا أبو عمر ومحمّد بن جعفر المقرى الجرجانىّ ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن الموصلى ببغداد ، قال : حدّثنا محمّد بن عاصم الطريفى ، قال : حدّثنا أبو زيد عبّاس بن يزيد بن الحسين بن علىّ الكحال مولى زيد بن على ، قال : أخبرنى أبى يزيد بن الحسن ، قال : حدّثنى موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علىّ ، عن أبيه علىّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علىّ بن أبى طالبعليهم‌السلام ،

قال : جاء يهودى الى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام فقال له : ما الفائدة فى حروف الهجاء فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلىّعليه‌السلام : أجبه ، وقال : اللهمّ وفّقه وسدّده ، فقال علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام : ما من حرف الّا وهو اسم من أسماء اللهعزوجل .

ثمّ قال : أمّا الألف فالله لا إله الّا هو الحىّ القيوم وأمّا الباء فالباقى بعد فناء خلقه ، وأمّا التاء فالتوّاب يقبل التوبة عن عباده ، وأمّا الثاء فالثّابت الكائن( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) ـ الآية» وأمّا الجيم فجلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه ، وأمّا الحاء فحقّ حىّ حليم ، وأمّا الخاء فخبير بما يعمل العباد ، وأمّا الدال فديّان يوم الدين ، وأمّا الذال فذو الجلال والاكرام. وأمّا الرّاء فرؤوف بعباده ، وأمّا الزاى فزين المعبودين.

__________________

(١) التوحيد : ٩٠.

١٦٤

أمّا السين فالسميع البصير ، وأمّا الشين فالشاكر لعباده المؤمنين. وأمّا الصاد فصادق فى وعده ووعيده ، وأمّا الضاد فالضارّ النافع ، وأمّا الطاء فالطاهر المطهّر. وأمّا الظاء فالظاهر المظهر لآياته ، وأمّا العين فعالم بعباده ، وأمّا الغين فغياث المستغيثين من جميع خلقه ، وأمّا الفاء ففالق الحبّ والنّوى ، وأمّا القاف فقادر على جميع خلقه. وأمّا اللّام فلطيف بعباده.

أمّا الميم فمالك الملك ، وأمّا النون فنور السموات من نور عرشه ، وأمّا الواو فواحد أحد صمد لم يلد ولم يولد ، وأمّا الهاء فهاد لخلقه. وأمّا اللام ألف لا إله الا الله وحده لا شريك له ، وأمّا الياء ، فيد الله باسطة على خلقه ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا هو القول الذي رضى اللهعزوجل لنفسه من جميع خلقه ، فأسلم اليهودىّ(١) .

تفسير حروف الاذان

٢١ ـ الصدوق حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن المروزى الحاكم المقرى ، قال : حدّثنا أبو عمرو محمّد بن جعفر المقرى الجرجانى ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن الموصلى ببغداد ، قال : حدّثنا محمّد بن عاصم الطريفىّ ، قال : حدّثنا أبو زيد عيّاش بن يزيد بن الحسن بن على الكحّال مولى زيد بن على ، قال : أخبرنى أبى يزيد بن الحسن ، قال : حدّثنى موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن على ، عن أبيه علىّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام ، قال :

كنّا جلوسا فى المسجد اذ صعد المؤذن المنارة فقال : الله أكبر الله أكبر ، فبكى

__________________

(١) التوحيد : ٢٣٤.

١٦٥

أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام وبكينا ببكائه ، فلمّا فرغ المؤذّن قال : أتدرون ما يقول المؤذّن؟ قلنا : الله ورسوله ووصيّه أعلم ، فقال : لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، فلقوله : الله أكبر معان كثيرة : منها أنّ قول المؤذّن : «الله أكبر» يقع على قدمه وأزليّته وأبديّته وعلمه وقوّته وقدرته وحلمه وكرمه وجوده وعطائه وكبريائه.

فاذا قال المؤذّن : الله أكبر ، فانّه يقول : الله الّذي له الخلق والأمر ، وبمشيّته كان الخلق ، ومنه كان كلّ شيء للخلق وإليه يرجع الخلق ، وهو الأوّل قبل كلّ شيء لم يزل ، والآخر بعد كلّ شيء لا يزال ، والظاهر فوق كلّ شيء لا يدرك ، والباطن دون كلّ شيء لا يحدّ ، فهو الباقى وكلّ شيء دونه فان ، والمعنى الثانى «الله اكبر» أى العليم الخبير علم ما كان وما يكون قبل أن يكون ، والثالث «الله اكبر» أى القادر على كلّ شيء يقدر على ما يشاء ، القوىّ لقدرته ، المقتدر على خلقه ، القوىّ لذاته ، قدرته قائمة على الأشياء كلّها اذا قضى أمرا فانّما يقول له كن فيكون.

الرّابع «الله اكبر» على معنى حلمه وكرمه يحلم كأنّه لا يعلم ويصفح كأنّه لا يرى ويستر كأنّه لا يعصى ، لا يعجّل بالعقوبة كرما وصفحا وحلما ، والوجه الآخر فى معنى «الله اكبر» أى الجواد جزيل العطاء كريم الفعال ، والوجه الآخر «الله اكبر» فيه نفى كيفيته كأنّه يقول : الله أجلّ من أن يدرك الواصفون قدر صفته الّذي هو موصوف به وإنمّا يصفه الواصفون على قدرهم لا على قدر عظمته وجلاله ، تعالى عن أن يدرك الواصفون صفته علوّا كبيرا.

الوجه الآخر «الله اكبر» كأنّه يقول : الله أعلى وأجلّ وهو الغنىّ عن عباده لا حاجة به الى أعمال خلقه ، وأمّا قوله : «أشهد أن لا إله الّا الله» فاعلام بأنّ الشهادة لا تجوز الّا بمعرفة من القلب ، كأنّه يقول : اعلم أنّه لا معبود الّا اللهعزوجل وأنّ كلّ معبود باطل سوى اللهعزوجل وأقرّ بلسانى بما فى قلبى من العلم بأنّه لا إله الّا الله

١٦٦

وأشهد أنّه لا ملجا من الله الّا إليه ولا منجى من شرّ كلّ ذى شرّ وفتنة كلّ ذى فتنة الّا بالله.

فى المرّة الثانية «أشهد أن لا إله إلّا الله». معناه أشهد أن لا هادى إلّا الله ، ولا دليل الّا الله ، وأشهد الله بأنى أشهد أن لا إله الّا الله ، و. شهد سكّان السماوات وسكّان الأرضين وما فيهنّ من الملائكة والناس أجمعين ، وما فيهنّ من الجبال والأشجار والدوابّ والوحوش وكلّ رطب ويابس بأنّى أشهد ان لا خالق الّا الله ، ولا رازق ولا معبود ولا ضارّ ولا نافع ولا قابض ولا باسط ولا معطى ولا مانع ولا دافع ولا ناصح ولا كافى ولا شافى ولا مقدّم ولا مؤخّر الّا الله ، له الخلق والأمر وبيده الخير كلّه ، تبارك الله ربّ العالمين.

أمّا قوله : «أشهد أنّ محمّدا رسول الله» يقول : أشهد الله إنّى أشهد أن لا إله الّا هو وأنّ محمّدا عبده ورسوله ونبيّه وصفيّه ونجيّه أرسله الى كافّة النّاس أجمعين بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ، وأشهد من فى السماوات والأرض من النّبيّين والمرسلين والملائكة والناس أجمعين أنّى أشهد أنّ محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله سيّد الأوّلين والآخرين ، وفى المرّة الثانية «أشهد أنّ محمّدا رسول الله» يقول : أشهد أن لا حاجة لأحد الى أحد الّا الى الله الواحد القهّار مفتقرة إليه سبحانه وأنّه الغنىّ عن عباده والخلائق أجمعين.

أنّه أرسل محمّدا الى الناس بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا ، فمن أنكره وجحده ولم يؤمن به أدخله اللهعزوجل نار جهنّم خالدا مخلدا لا ينفك عنها أبدا ، وأمّا قوله : «حىّ على الصلاة أى هلمّوا الى خير أعمالكم ودعوة ربّكم ، وسارعوا الى مغفرة من ربّكم واطفاء ناركم الّتي أوقدتموها على ظهوركم ، وفكاك رقابكم الّتي رهنتموها بذنوبكم ليكفر الله عنكم سيئاتكم ، ويغفر لكم ذنوبكم ، ويبدّل سيّئاتكم حسنات ، فإنّه ملك كريم ذو الفضل العظيم.

١٦٧

قد أذن لنا معاشر المسلمين بالدخول فى خدمته والتقدّم الى بين يديه وفى المرّة الثانية «حىّ على الصلاة» أى قوموا الى مناجاة ربّكم وعرض حاجاتكم على ربّكم وتوسّلوا إليه بكلامه وتشفّعوا به أكثروا الذكر والقنوت والرّكوع والسجود والخضوع والخشوع ، وارفعوا إليه حوائجكم فقد أذن لنا فى ذلك ، وأمّا قوله : «حىّ على الفلاح» فإنّه يقول : أقبلوا الى بقاء لا فناء معه ونجاة لا هلاك معها وتعالوا الى حياة لا موت معها ، والى نعيم لا نفاد له ، والى ملك لا زوال عنه ، والى سرور لا حزن معه ، والى انس لا وحشة معه.

الى نور لا ظلمة معه والى سعة لا ضيق معها ، والى بهجة لا انقطاع لها ، والى غنى لا فاقة معه ، والى كرامة بالها من كرامة ، وعجّلوا الى سرور الدنيا والعقبى ونجاة الآخرة والأولى ، وفى المرّة الثانية «حىّ على الفلاح» فانّه يقول : سابقوا الى ما دعوتكم إليه ، والى جزيل الكرامة وعظيم المنّة وسنّى النّعمة والفوز العظيم ونعيم الابد فى جوار محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فى مقعد صدق عند مليك مقتدر.

أمّا قوله «الله اكبر» فانّه يقول : الله أعلى وأجلّ من أن يعلم أحد من خلقه ما عنده من الكرامة لعبد أجابه وأطاعه وأطاع ولاة أمره وعرفه وعبده واشتغل به وبذكره وأحبّه وأنس به واطمأنّ إليه ووثق به وخافه ورجاه واشتاق إليه ووافقه فى حكمه وقضائه ورضى به وفى المرّة الثانية «الله اكبر» فانّه يقول : الله اكبر وأعلى وأجلّ من أن يعلم أحد مبلغ كرامته لاوليائه وعقوبته لأعدائه ، ومبلغ عفوه وغفرانه ونعمته لمن أجابه وأجاب رسوله ، ومبلغ عذابه ونكاله وهو انه لمن أنكره وجحده.

أمّا قوله : «لا إله إلّا الله» معناه ، لله الحجّة البالغة عليهم بالرسل والرسالة والبيان والدّعوة وهو أجلّ من أن يكون لأحد منهم عليه حجّة ، فمن أجابه فله النور والكرامة ومن انكره فانّ الله غنىّ عن العالمين ، وهو أسرع الحاسبين ، ومعنى

١٦٨

«قد قامت الصلاة» فى الإقامة اى حان وقت الزيارة والمناجاة وقضاء الحوائج ودرك المنى والوصول الى اللهعزوجل ، والى كرامته وغفرانه وعفوه ورضوانه.

قال الصدوق فى ذيل الحديث : إنمّا ترك الراوى لهذا الحديث ذكر «حى على خير العمل» للتقيّة(١) .

باب الدعاء

١ ـ أدب الداعى

١ ـ الطبرسى باسناده ، عن الحسين بن علىعليهما‌السلام قال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يرفع يديه اذا ابتهل ودعا كما يستطعم المسكين(٢) .

٢ ـ دعاء الاستسقاء

٢ ـ الحميرى باسناده ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال للحسينعليه‌السلام ادع فقام الحسينعليه‌السلام يدعوا اللهم يا معطى الخيرات من مناهلها ومنزل الرحمات من معادنها ومجرى البركات على أهلها منك الغيث المغيث وأنت الغياث المستغاث ونحن الخاطئون وأهل الذنوب وأنت المستغفر الغفّار لا إله الّا أنت.

اللهم أرسل السماء علينا بجنبها مدرار واسقنا الغيث واكفا مغزارا غيثا مغيثا واسعا متّسعا مهطلا مريئا ممرعا غدقا مغدقا غسلانا مجلجلا سحّا سحّا ثجّا ثجّاجا

__________________

(١) التوحيد : ٢٣٨ ـ ٢٤١.

(٢) مكارم الاخلاق : ٣١٤.

١٦٩

سائلا مسيلا ودقا مطفاحا يدفع الودق بالودق دفاعة ويتلوا القطر منه قطرا غير خلّب برقه ، ولا مكذّب رعده تنعش به الضعيف من عبادك وتحيى به الميّت من بلادك وتونق به ذوى الآكام من بلادك ويستحقّ به علينا من مننك آمين يا ربّ العالمين فما فرغ من دعائه حتّى صبّ الله تبارك وتعالى عليهم السماء صبّا.

قال فقيل لسلمان يا أبا عبد الله علّمنا هذا الدعاء ، قال ويحكم أين أنتم عن حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حيث يقول : انّ الله قد أجرى على السن أهل بيتى مصابيح الحكمة(١) .

٣ ـ قال ابن قتيبة : حدّثنا اسحاق بن راهويه ، قال : أخبرنا حسين بن على الجعفىّ ، عن اسرائيل ، عن الحسينعليه‌السلام أنّه كان اذا استسقى قال : اللهمّ اسقنا سقيا واسعة وادعة عامّة ، نافعة غير ضارة تعمّ بها حاضرنا وبادينا وتزيد بها فى رزقنا وشكرنا ، اللهمّ اجعله رزق ايمان وعطاء ايمان ، انّ عطاءك لم يكن محظورا ، اللهمّ أنزل علينا فى أرضنا سكنها وأنبت فيها زينتها ومرعاها(٢) .

٣ ـ الدعاء عند ارتفاع النهار

٤ ـ قال أبو جعفر الطوسى : الساعة الثالثة : وهى من ذهاب الشعاع الى ارتفاع النهار للحسين بن علىعليه‌السلام : يا من تجبّر فلا عين تراه يا من تعظّم فلا تخطر القلوب بكنهه يا حسن المنّ يا حسن التجاوز ، يا حسن العفو يا جواد يا كريم يا من لا يشبهه شيء من خلقه يا من منّ على خلقه بأوليائه اذا ارتضاهم لدينه وأدّب بهم عباده وجعلهم حججا منّا منه على خلقه ، أسألك بحقّ الحسين بن علىعليهما‌السلام السبط التابع لمرضاتك والناصح فى دينك والدليل على ذاتك أسألك بحقّه وأقدّمه بين يدى حوائجى أن تصلّى على محمّد وإله وأن تفعل بى كذا وكذا(٣)

__________________

(١) قرب الاسناد : ٧٣

(٢) عيون الاخبار : ٢ / ٢٧٨.

(٣) مصباح المتحدين : ٣٥٨

١٧٠

٤ ـ صلاة الحاجة

٥ ـ روى الطبرسى عن الحسين بن علىعليهما‌السلام قال : تصلّى أربع ركعات تحسن قنوتهن وأركانهنّ ؛ تقرأ فى الأولى «الحمد» مرة و( حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) سبع مرّات وفى الثانية الحمد مرّة وقوله :( ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ، إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً ) سبع مرات وفى الثالثة «الحمد» مرة وقوله :( لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) سبع مرّات وفى الرابعة «الحمد» مرّة و( أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ ) سبع مرّات ، ثم تسأل حاجتك(١) .

٥ ـ دعائهعليه‌السلام فى يوم عرفة

٧ ـ قال ابن طاوس : من الدعوات المشرفة فى يوم عرفة دعاء مولانا الحسين بن على صلوات الله عليه.

الحمد لله الّذي ليس لقضائه دافع ولا لعطائه مانع ولا كصنعه صنع صانع وهو الجواد الواسع ، فطر أجناس البدائع وأتقن بحكمته الصنائع لا يخفى عليه الطلائع ولا تضيع عنده الودائع أتى بالكتاب الجامع وبشرع الإسلام النّور الساطع وهو للخليقة صانع وهو المستعان على الفجائع.

جازى كلّ صانع ورائش كلّ قانع وراحم كلّ ضارع ومنزل المنافع والكتاب الجامع بالنور الساطع وهو للدعوات سامع وللدرجات رافع و

__________________

(١) مكارم الاخلاق : ٣٨٥.

١٧١

للكربات دافع وللجبابرة قامع وراحم عبرة كلّ ضارع ودافع ضرعة كلّ ضارع فلا إله غيره ولا شيء يعدله وليس كمثله شيء وهو السميع العليم البصير اللطيف الخبير وهو على كلّ شيء قدير.

اللهم انى أرغب إليك وأشهد بالرّبوبية لك مقرا بانّك ربّى وأنّ إليك مردّى ابتدأتني بنعمتك قبل أن أكون شيئا مذكورا وخلقتنى من التراب ثمّ أسكنتنى الأصلاب آمنا لريب المنون واختلاف الدهور ، فلم أزل ظاعنا من صلب الى رحم فى تقادم الأيّام الماضية ، والقرون الخالية لم تخرجنى لرأفتك بى ولطفك لى واحسانك الىّ فى دولة أيام الكفرة الذين نقضوا عهدك وكذّبوا رسلك لكنك أخرجتنى رأفة منك وتحنّنا علىّ للذى سبق لى من الهدى الذي فيه يسّرتنى وفيه أنشاتنى ، ومن قبل رؤفت بى بجميع صنعك وسوابغ نعمتك فابتدعت خلقى من منّى يمنى.

ثمّ أسكنتنى فى ظلمات ثلاث بين لحم وجلد ودم لم تشهرنى بخلقى ولم تجعل إلىّ شيئا من أمرى ثم اخرجتنى إلى الدنيا تامّا سويّا وحفظتنى فى المهد طفلا صبيّا ورزقتنى من الغذاء لبنا مريا وعطفت علىّ قلوب الحواضن وكلفتنى الأمّهات الرحائم وكلأتنى من طوارق الجانّ وسلّمتنى من الزيادة والنقصان.

فتعاليت يا رحيم يا رحمن حتّى اذا استهللت ناطقا بالكلام أتممت علىّ سوابق الانعام فربّيتنى زائدا فى كلّ عام حتىّ اذا كملت فطرتى وسريرتى أوجبت علىّ حجتك بان ألهمتنى معرفتك وروّعتنى بعجائب فطرتك وأنطقتنى لما ذرأت فى سمائك وأرضك من بدائع خلقك ونبّهتنى لذكرك وشكرك وواجب طاعتك وعبادتك وفهّمتنى ما جاءت به رسلك ويسّرت لى تقبل مرضاتك ومننت علىّ فى جميع ذلك بعونك ولطفك.

ثمّ إذ خلقتنى من حرّ الثرى لم ترض لى يا إلهى بنعمة دون أخرى ورزقتنى

١٧٢

من أنواع المعاش وصنوف الرياش بمنّك العظيم علىّ واحسانك القديم الىّ حتى اذا أتمت علىّ جميع النعم وصرفت عنّى كلّ النّقم ، لم يمنعك جهلى وجرأتى عليك أن دللتنى على ما يقرّبنى إليك ووفّقتنى لما يزلفنى لديك فان دعوتك أجبتنى وأن سألتك أعطيتنى وأن أطعتك شكرتنى وان شكرتك زدتنى كلّ ذلك إكمالا لأنعمك علىّ وإحسانك الىّ.

فسبحانك سبحانك من مبدئ معيد حميد مجيد وتقدّست أسماؤك وعظمت آلاؤك فأىّ أنعمك يا الهى احصى عددا او ذكرا أم أىّ عطاياك أقوم بها شكرا وهى يا ربّ أكثر من أى يحصيها العادّون أو يبلغ علما بها الحافظون ثم ما صرفت وذرأت علىّ اللهم من الضرّ والضّراء اكثر ممّا ظهر لى من العافية والسّراء.

أنا أشهد يا إلهى بحقيقة ايمانى وعقد عزمات يقينى وخالص صريح توحيدى ، وباطن مكنون ضميرى وعلائق مجارى نور بصرى وأسارير صفحة جبينى وخرق مسارب نفسى وحذاريف مآرن عرنينى ومسارب صماخ سمعى وما ضمّت وأطبقت عليه شفتاى وحركات لفظ لسانى ومغرز حنك فمى وفكّى ومنابت أضراسى وبلوغ حبائل بارع عنقى ومساغ مطعمى ومشربى وحمالة أمّ رأسى وجمل حمائل حبل وتيني وما اشتمل عليه تامور صدرى ونياط حجاب قلبى وأفلاذ حواشى كبدى وما حوته شراسيف أضلاعى وحقاق مفاصلى وأطراف أناملى وقبض عواملى ودمى وشعرى وبشرى وعصبى وقصبى وعظامى ومخى وعروقى وجميع جوارحى.

ما أنشج علىّ ذلك أيام رضاعى وما أقلّت الأرض منّى ونومى ويقظتى وسكونى وحركتى وحركات ركوعى وسجودى أن لو حاولت واجتهدت مدى الاعصار والأحقاب لو عمّرتها أن أؤدّى شكر واحدة من أنعمك ما استطعت ذلك الا بمنّك الموجب علىّ شكرا آنفا جديدا وثناء طارفا عتيدا.

١٧٣

أجل ولو حرصت والعادون من أنامك أن نحصى مدى انعامك سالفة وآنفة لما حصرناه عددا ولا أحصيناه أبدا هيهات أنّى ذلك وأنت المخبر عن نفسك فى كتابك الناطق والنبأ الصادق وان تعدّوا نعمة الله لا تحصوها ، صدق كتابك اللهمّ ونباؤك وبلغت أنبياؤك ورسلك ما أنزلت عليهم من وحيك وشرعت لهم من دينك غير أنى أشهد بجدّى وجهدى ومبالغ طاقتى ووسعى أقول مؤمنا.

الحمد لله الذي لم يتّخذ ولدا فيكون موروثنا ولم يكن له شريك فى الملك فيضاده فيما ابتدع ولا ولىّ من الذّل فيرفده فيما صنع سبحانه سبحانه سبحانه ، لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا وتفطرتا فسبحان الله الواحد الحقّ الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد الحمد لله حمدا يعدل حمد ملائكة المقربين وأنبيائه المرسلين ، وصلى الله على خيرته من خلقه محمد خاتم النبيين وآله الطاهرين المخلصين.

اللهم اجعلنى أخشاك كأنّى أراك وأسعدنى بتقواك ولا تشقنى بمعصيتك وخر لي فى قضاءك وبارك لى فى قدرك حتىّ لا أحبّ تعجيل ما أخّرت ولا تأخير ما عجّلت ، اللهم اجعل غناى فى نفسى واليقين فى قلبى والإخلاص فى عملى ، والنور فى بصرى والبصيرة فى دينى ومتعنى بجوارحى واجعل سمعى وبصرى الوارثين منّى وانصرنى على من ظلمنى وارزقنى مآربى وثارى واقر بذلك عينى.

اللهم اكشف كربتى واستر عورتى واغفر لى خطيئتى وأخسأ شيطانى وفكّ رهانى واجعل لى يا الهى الدرجة العليا فى الآخرة والأولى اللهم لك الحمد كما خلقتنى فجعلتنى سميعا بصيرا ولك الحمد كما خلقتنى فجعلتنى حيّا سويّا يا رحمة بى وكنت عن خلقى غنيا ربى بما برأتنى فعدلت فطرتى ربّ بما أنشأتنى فاحسنت صوتى يا رب بما أحسنت بى وفى نفسى عافيتنى ربّ بما كلأتنى ووفّقتنى ، ربّ بما أنعمت علىّ فهديتني ربّ بما آويتنى ومن كلّ خير أتيتنى وأعطيتنى ربّ بما اطعمتنى

١٧٤

وسقيتنى وبما أغنيتنى وأقنيتنى ربّ بما أعنتى وأعززتنى ربّ بما ألبستني من ذكرك الصافى ويسّرت لى من صنعك الكافي صلّ على محمّد وآل محمّد وأعنّى على بوائق الدهر وصروف الأيام واللّيالى ، ونجّنى من أهوال الدّنيا وكربات الآخرة واكفنى شرّ ما يعمل الظالمون فى الأرض.

اللهم ما أخاف فاكفنى وما أحذر فقنى وفى نفسى ودينى فأحرسنى وفى سفرى فاحفظنى وفى أهلى ومالى وولدى فأخلفنى وفيما رزقتنى فبارك لى وفى نفسى فذللّنى وفى أعين الناس فعظّمنى ومن شر الجنّ والإنس فسلّمنى وبذنوبى فلا تفضحنى وبسريرتى فلا تخزنى وبعملى فلا تبتلنى ونعمك فلا تسلبنى وإلى غيرك فلا تكلنى الى من تكلنى إلى القريب يقطعنى أم إلى البعيد يتهجمنى أم إلى المستضعفين لى وأنت ربّى وعليك أمرى أشكو إليك غربتى وبعد دارى وهو انى على من ملكته أمرى.

اللهم فلا تحلل بى غضبك فان لم تكن غضبت علىّ فلا أبالى سواك غير ان عافيتك أوسع لى ، فأسألك بنور وجهك الّذي أشرقت له الأرض والسموات وانكشفت به الظلمات وصلح عليه أمر الأوّلين والآخرين أن لا تميتنى على غضبك ولا تنزل بى سخطك لك العتبى حتى ترضى من قبل ذلك لا إله إلّا أنت ربّ البلد الحرام والمشعر الحرام والبيت العتيق الذي أحللته البركة وجعلته للناس أمنة يا من عفى عن العظيم من الذنوب بحلمه يا من اسبغ النعمة بفضله يا من أعطى الجزيل بكرمه.

يا عدّتى فى كربتى يا مونسى فى حفرتى يا ولىّ نعمتى يا إلهى وإله آبائى ابراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وربّ جبرئيل وميكائيل واسرافيل وربّ محمّد خاتم النبيين وآله المنتجبين ومنزل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم ، ومنزل كهيعص وطه ويس والقرآن الحكيم أنت كهفى حين تعيينى المذاهب

١٧٥

فى سعتها وتضيق علىّ الأرض بما رحبت ، ولو لا رحمتك لكنت من المفضوحين وأنت مؤيّدى بالنصر علي الأعداء ولو لا نصرك لى لكنت من المغلوبين.

يا من خصّ نفسه بالسّمو والرفعة ، وأولياؤه بعزه يعتزّون يا من جعلت له الملوك نير المذلة على أعناقهم فهم من سطواته خائفون يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور وغيب ما تأتى به الأزمان والدّهور ، يا من لا يعلم كيف هو إلّا هو ، يا من لا يعلم ما هو إلّا هو ، يا من لا يعلم ما يعلمه ، إلّا هو ، يا من كبس الأرض على الماء وسدّ الهواء بالسّماء يا من له أكرم الاسماء يا ذا المعروف الّذي لا ينقطع أبدا يا مقيض الرّكب ليوسف فى البلد القفر ومخرجه من الجبّ وجاعله بعد العبودية ملكا.

يا رادّ يوسف على يعقوب بعد ان ابيضّت عيناه من الحزن فهو كظيم ، يا كاشف الضرّ والبلاء عن أيوب يا ممسك يد إبراهيم عن ذبح ابنه بعد أن كبر سنّه وفنى عمره يا من استجاب لزكريّا فوهب له يحيى ولم يدعه فردا وحيدا يا من أخرج يونس من بطن الحوت يا من فلق البحر لبنى إسرائيل فأنجاهم وجعل فرعون وجنوده من المغرقين يا من أرسل الرّياح مبشرات بين يدى رحمته يا من لا تعجل على من عصاه من خلقه.

يا من استنقذ السحرة من بعد طول الجحود وقد غدوا وفى نعمته ياكلون رزقه ويعبدون غيره قد حادّوه ونادّوه وكذّبوا رسله يا الله يا بدئ لا بدأ لك يا دائما لا نفاد لك يا حىّ يا قيوم يا محيى الموتى يا من هو قائم على كلّ نفس بما كسبت يا من قلّ له شكرى فلم يحرمنى وعظمت خطيئتى فلم يفضحنى ورآنى على المعاصى فلم يخذلنى يا من حفظنى فى صغرى يا من رزقنى فى كبرى ، يا من أياديه عندى لا يحصى يا من نعمه عندى لا تجارى يا من عارضنى بالخير والإحسان وعارضته بالاساءة والعصيان.

يا من هدانى بالإيمان قبل أن أعرف شكر الامتنان يا من دعوته مريضا

١٧٦

فشفانى وعريانا فكسانى وجائعا فاطعمنى وعطشانا فأروانى وذليلا فأعزّنى وجاهلا فعرّفنى ووحيدا فكثرنى وغائبا فردّنى ومقلا فأغنانى ومنتصرا فنصرنى وغنيا فلم يسلبني وأمسكت عن جميع ذلك فابتدأتنى فلك الحمد يا من أقال عثرتى ونفّس كربتى وأجاب دعوتى وستر عورتى وذنوبى وبلغنى طلبتى ونصرنى على عدوّى أن أعدّ نعمك ومننك وكرائم منحك لا أحصيها.

يا مولاى أنت الذي أنعمت أنت الّذي أحسنت أنت الذي أجملت أنت الذي أفضلت ، أنت الذي مننت أنت الذي أكملت أنت الذي رزقت أنت الذي أعطيت ، أنت الّذي أغنيت أنت الذي أقنيت أنت الذي آويت أنت الذي كفيت أنت الّذي هديت أنت الذي ، عصمت أنت الّذي سترت أنت الّذي غفرت أنت الذي أقلت أنت الذي مكّنت أنت الّذي أعززت أنت الذي أعنت أنت الّذي عضدت أنت الّذي أتيت ، أنت الذي نصرت أنت الّذي شفيت أنت الذي عافيت أنت الذي كرّمت تباركت ربنا وتعاليت فلك الحمد دائما ولك الشكر واجبا.

ثمّ أنا يا الهى المعترف بذنوبى فاغفرها لى أنا الّذي أخطأت أنا الّذي أغفلت أنّا الّذي جهلت أنا الّذي هممت أنا الذي سهوت أنا الذي اعتمدت انا الّذي تعمّدت انا الذي وعدت أنا الّذي أخلفت أنا الّذي نكثت أنا الذي أقررت يا إلهى أعترف بنعمك عندى وأبوء بذنوبى فاغفر لى يا من لا تضرّه ذنوب عباده وهو الغنىّ عن طاعتهم والموفق من عمل منهم صالحا بمعونته ورحمته فلك الحمد إليه أمرتنى فعصيتك ونهيتنى فارتكبت نهيك فأصبحت لا ذا براءة فأعتذر ولا ذا قوّة فأنتصر فبأىّ شيء استقيلك يا مولاى.

أبسمعي أم ببصرى أم بلسانى أم بيدى أم برجلى أليس كلّها نعمك عندى وبكلّها عصيتك يا مولاى فلك الحجة والسبيل علىّ يا من سترنى من الآباء والأمّهات أن يزجرونى ومن العشائر والإخوان أن يعيرونى ومن السلاطين أن

١٧٧

يعاقبونى ولو اطلعوا يا مولاى على ما أطلعت عليه منّى إذا ما انظرونى ولرفضونى وقطعونى.

فها أنا ذا بين يديك يا سيّدى خاضعا ذليلا حصيرا ، حقيرا لا ذو براءة فأعتذر ولا ذو قوة فأنتصر ، ولا حجة لى فاحتجّ بها ولا قائل لم أجترح ولم أعمل سوء وما عسى الجحود لو جحدت يا مولاى ينفعنى وكيف وانّى ذلك وجوارحى كلّها شاهدة علىّ بما قد عملت يقينا غير ذى شك إنك سائلى من عظائم الأمور ، وانك الحكيم العدل الذي لا يجور وعدلك مهلكى ومن كل عدلك مهربى.

فأن تعذبنى فبذنوبى يا مولاى بعد حجتك علىّ وإن تعف عنّى فبحلمك وجودك وكرمك لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين لا إله إلّا أنت سبحانك إنى كنت من المستغفرين لا إله إلا أنت سبحانك إنّى كنت من الموحّدين ، لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الوجلين ، لا إله إلّا أنت سبحانك إنى كنت من الراجين الراغبين ، لا إله إلّا أنت سبحانك إنى كنت من السائلين ، لا إله إلّا أنت سبحانك انى كنت من المهلّلين المسبحين ، لا إله إلا أنت ربّى وربّ آبائى الأوّلين.

اللهم هذا ثنائى عليك ممجدا وإخلاصى لك موحدا وإقرارى بآلائك معددا وإن كنت مقرّا أنى لا أحصيها لكثرتها وسبوغها وتظاهرها وتقادمها إلى حادث ما لم تزل تتغمدنى به معها منذ خلقتنى وبرأتنى من أوّل العمر من الاغناء بعد الفقر ، وكشف الضرّ وتسبيب اليسر ودفع العسر وتفريج الكرب والعافية فى البدن والسلامة فى الدين ولو رفدني على قدر ذكر نعمك على جميع العالمين من الاولين والآخرين لما قدرت ، ولا هم على ذلك تقدّست وتعاليت من ربّ عظيم كريم رحيم.

لا تحصى آلاؤك ولا يبلغ ثناك ولا تكافى نعماؤك صلّ على محمّد وآل محمّد وأتمم علينا نعمتك وأسعدنا بطاعتك سبحانك لا إله إلّا أنت تجيب دعوة المضطرّ إذا دعاك وتكشف السوء وتغيث المكروب وتشفى السقيم وتغنى الفقير و

١٧٨

تجبر الكبير وترحم الصغير وتعين الكبير ، وليس دونك ظهير ولا فوقك قدير وأنت العلىّ الكبير يا مطلق المكبّل الأسير ، يا رازق الطفل الصغير يا عصمة الخائف المستجير يا من لا شريك له ولا قدير صلّ على محمّد وآل محمّد.

اعطنى فى هذه العشية أفضل ما أعطيت وأنلت أحدا من عبادك من نعمة تولّيها وآلاء تجدّدها وبلية تصرفها وكربة تكشفها ودعوة تسمعها وحسنة تتقبّلها وسيئة تغفرها انّك لطيف خبير وعلى كل شيء قدير ، اللهم إنك أقرب من دعى وأسرع من أجاب وأكرم من عفا وأوسع من أعطى وأسمع من سئل يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، ليس كمثلك مسئول ولا سواك مأمول دعوتك فأجبتنى وسألتك فاعطيتنى ورغبت إليك فرحمتني ووثقت بك فنجّيتنى وفزعت إليك فكفيتنى.

اللهم صلّى على محمّد عبدك ورسولك ونبيك وعلى آله الطيبين الطّاهرين أجمعين وتممّ لنا نعماؤك وهنئنا عطاءك واجعلنا لك شاكرين ولآلائك ذاكرين آمين ربّ العالمين اللهم يا من ملك فقدر وقدر فقهر ، وعصى فستر واستغفر فغفر ، يا غاية رغبة الراغبين ومنتهى أمل الراجين ، يا من أحاط بكلّ شيء علما ووسع المستقبلين رأفة وحلما اللهم إنا نتوجّه إليك فى هذه العشية الّتي شرّفتها وعظّمتها بمحمّد نبيك ورسولك وخيرتك وأمينك على وحيك.

اللهم فصلّ على البشير النذير السراج المنير ، الذي أنعمت به على المسلمين وجعلته رحمة للعالمين ، اللهم فصلّ على محمّد وآله ، كما محمّد أهل ذلك. يا عظيم ، فصلّ عليه وعلى آل محمّد المنتجبين الطيبين الطاهرين ، أجمعين ، وتغمّدنا بعفوك عنا ، فاليك عجّت الأصوات بصنوف اللغات واجعل لنا فى هذه العشية نصيبا فى كلّ خير تقسمه ونور تهدى به ورحمة تنشرها وعافية تجللها وبركة تنزلها ورزق تبسطه يا أرحم الراحمين.

١٧٩

اللهم اقلبنا فى هذا الوقت منجحين ، مفلحين ، مبرورين ، غانمين ولا تجعلنا من القانطين ولا تخلنا من رحمتك ولا تحر منا ما نؤمّله من فضلك ولا تردّنا خائبين ولا عن بابك مطرودين ولا تجعلنا من رحمتك محرومين ولا لفضل ما نؤمّله من عطاياك قانطين ، يا أجود الأجودين ويا أكرم الأكرمين.

اللهم إليك أقبلنا موقنين ولبيتك الحرام آمّين قاصدين ، فأعنّا على منسكنا وأكمل لنا حجّنا واعف اللهم عنّا وعافنا ، فقد مددنا إليك أيدينا وهى بذلّة الاعتراف موسومة ، اللهم فأعطنا فى هذه العشية ما سألناك واكفنا ما استكفيناك ، فلا كافى لنا سواك ولا ربّ لنا غيرك ، نافذ فينا حكمك ، محيط بنا علمك ، عدل فينا قضاؤك اقض لنا الخير واجعلنا من أهل الخير.

اللهم أوجب لنا بجودك عظيم الأجر وكريم الذخر ودوام اليسر واغفر لنا ذنوبنا أجمعين ولا تهلكنا مع الهالكين ولا تصرف عنّا رأفتك برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم اجعلنا فى هذا الوقت ممن سألك فأعطيته وشكرك فزدته وتاب إليك فقبلته وتنصل إليك من ذنوبه فغفر تهاله يا ذا الجلال والاكرام.

اللهم وفقنا وسدّدنا واعصمنا واقبل تضرّعنا يا خير من سئل ويا أرحم من استرحم ، يا من لا يخفى عليه اغماض الجفون ولا لحظ العيون ، ولا ما استقرّ فى المكنون ولا ما انطوت عليه مضمرات القلوب ، ألا كلّ ذلك قد أحصاه علمك ووسعه حلمك ، سبحانك وتعاليت عمّا يقول الظالمون علوّا كبيرا.

تسبّح لك السماوات السبع والأرض ومن فيهنّ وإن من شيء إلّا يسبّح بحمدك ، فلك الحمد والمجد ، وعلوّ الجدّ ، يا ذا الجلال والإكرام والفضل والإنعام والأيادي الجسام وأنت الجواد الكريم ، الرءوف الرحيم ، أوسع علىّ من رزقك وعافنى فى بدنى ودينى وآمن خوفى وأعتق رقبتى من النّار.

اللهم لا تمكر بي ولا تستدر جنى ولا تخذلنى ، وادر أعنّى شرّ فسقه الجنّ و

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

٨ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثل ذلك وقال إنما كره ذلك مخافة أن يزره الجاهل فأما الفقيه فلا بأس أن يلبسه.

٩ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا تلبس ثوبا له أزرار وأنت محرم إلا أن تنكسه ولا ثوبا تدرعه ولا سراويل إلا أن لا يكون لك إزار ولا خفين إلا أن لا يكون لك نعلان قال وسألته عن المحرم يقارن بين ثيابه التي أحرم فيها وغيرها قال لا بأس بذلك إذا كانت طاهرة.

١٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن المحرم يتردى بالثوبين قال نعم والثلاثة إن شاء يتقي بها البرد والحر.

١١ ـ علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام

الحديث الثامن : حسن.

قوله عليه‌السلام : (١) « لا تلبس ثوبا له أزرار » قال السيدرحمه‌الله في المدارك : لا خلاف بين الأصحاب في حرمة لبس الثياب المخيطة للرجال حال الإحرام. وظاهر الروايات إنما يدل على تحريم القميص والقباء والسراويل والثوب المزرر والمدرع لا مطلق المخيط ، وقد اعترف الشهيد بذلك في الدروس : وقال تظهر الفائدة في الخياطة في الإزار وشبهه.

ونقل عن ابن الجنيد : أنه قيد المخيط بالضام للبدن ومقتضاه عدم تحريم التوشح به ولا ريب أن اجتناب مطلق المخيط كما ذكره المتأخرون أحوط.

الحديث العاشر : حسن وعليه الأصحاب.

الحديث الحادي عشر : حسن وقال في الدروس : يجوز أن يلبس أكثر من ثوبين

__________________

(١) الظاهر أنّ هنا سقط وهو الحديث التاسع.

٢٨١

لا بأس بأن يغير المحرم ثيابه ولكن إذا دخل مكة لبس ثوبي إحرامه اللذين أحرم فيهما وكره أن يبيعهما.

١٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد ، عن حماد بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن المحرم يلبس الخز قال لا بأس.

١٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن أحمد بن عائذ ، عن الحسين بن مختار قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام يحرم الرجل في الثوب الأسود قال لا يحرم في الثوب الأسود ولا يكفن به الميت.

١٤ ـ أحمد ، عن ابن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهماعليهما‌السلام قال سألته عن الرجل يحرم في ثوب وسخ قال لا ولا أقول إنه حرام ولكن أحب أن يطهره وطهوره غسله ولا يغسل الرجل ثوبه الذي يحرم فيه حتى يحل وإن

للحر أو البرد وأن يبدل الثياب ويستحب له الطواف فيما أحرم فيه.

وروى محمد بن مسلم « أنه يكره غسلهما وإن توسخا إلا لنجاسة »(١) .

وروى معاوية بن عمار كراهة بيعهما(٢) .

الحديث الثاني عشر : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « لا بأس » : الظاهر أن المراد به غير ثوبي الإحرام ولو أريد به التعميم فلعله محمول على وبر الخز لا جلده.

الحديث الثالث عشر : موثق.

قوله عليه‌السلام : « لا يحرم » ظاهر الشيخ في النهاية : حرمه الإحرام في السواد وحمل على تأكد الكراهة.

الحديث الرابع عشر : صحيح. والمشهور بين الأصحاب كراهة الإحرام في

__________________

(١) الوسائل : ج ٩ ص ١١٧ ح ١.

(٢) الوسائل : ج ٩ ص ٣٩ ح ١.

٢٨٢

توسخ إلا أن يصيبه جنابة أو شيء فيغسله.

١٥ ـ أحمد ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سئل عن خلوق الكعبة للمحرم أيغسل منه الثوب قال لا هو طهور ثم قال إن بثوبي منه لطخا.

١٦ ـ أحمد ، عن ابن فضال ، عن المفضل بن صالح ، عن ليث المرادي قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الثوب المعلم هل يحرم فيه الرجل قال نعم إنما يكره

الثياب الوسخة كما دلت عليه الرواية وكذا كراهة غسل الثوب الذي أحرم فيه وإن توسخت إلا مع النجاسة.

الحديث الخامس عشر : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « لا هو طهور » أي لا بأس به لأنه يستعمل لتطهير البيت وتطييبه واستثناء خلوق الكعبة بين أنواع الطيب موضع وفاق.

وقال في النهاية : ذكرالخلوق قد تكرر في غير موضع وهو طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب وتغلب عليه الحمرة والصفرة(١) .

الحديث السادس عشر : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « عن الثوب المعلم » أي الذي فيه علم حرير أو ألوان.

وقيل : مطلق الملون. وقال في المدارك : الثوب المعلم المشتمل على علم وهو لون يخالف لونه فيعرف به يقال : اعلم الثوب القصار فهو معلم بالبناء للفاعل أو الثوب المعلم ، وقد قطع المحقق وجمع من الأصحاب بكراهة الإحرام فيه ، واستدلوا عليه بصحيحة معاوية بن عمار قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام « لا بأس بأن يحرم الرجل بالثوب المعلم وتركه أحب إلى إذا قدر على غيره »(٢) .

مع أن ابن بابويه : روى في الصحيح عن الحلبي ، « قال سألته يعني أبا عبد الله

__________________

(١) النهاية لابن الأثير : ج ٢ ص ٧١.

(٢) الوسائل : ج ٩ ص ١١٨ ح ٣.

٢٨٣

الملحم.

١٧ ـ أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن هلال قال سئل أبو عبد اللهعليه‌السلام عن الثوب يكون مصبوغا بالعصفر ثم يغسل ألبسه وأنا محرم قال نعم ليس العصفر من الطيب ولكن أكره أن تلبس ما يشهرك به الناس.

١٨ ـ أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين بن أبي العلاء قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الثوب يصيبه الزعفران ثم يغسل فلا يذهب أيحرم فيه قال لا بأس

عليه‌السلام عن الرجل يحرم في ثوب له علم ، فقال : لا بأس به »(١) .

وفي الصحيح : عن ليث المرادي(٢) وأورد هذا الخبر.

وقال الجوهري« الملحم » كمكرم جنس من الثياب(٣) ، وقيل : الملحم هو لحمة إبريسم كالقطني المعروف عندنا ، وفي بعض النسخ إنما يكره كما في الفقيه وهو الظاهر ، وفي بعضها إنما يحرم ولعله محمول على الكراهة أو على أن المراد بالملحم ما كان من الحرير المحض.

الحديث السابع عشر : مجهول.

قوله عليه‌السلام : « نعم » اعلم : أن المشهور بين الأصحاب كراهة المعصفر وكل ثوب مصبوغ مقدم ، وقال في المنتهى : لا بأس بالمعصفر من الثياب ويكره إذا كان مشبعا ، وعليه علماؤنا.

والأظهر : عدم كراهة المعصفرة مطلقا إذا الظاهر من الأخبار أن أخبار النهي محمولة على التقية كما يومئ إليه آخر هذا الخبر.

الحديث الثامن عشر : حسن.

__________________

(١) الوسائل : ج ٩ ص ١١٩ ح ٤.

(٢) الوسائل : ج ٩ ص ١١٨ ح ١.

(٣) الصحاح للجوهري : ج ٥ ص ٢٠٢٧.

٢٨٤

به إذا ذهب ريحه ولو كان مصبوغا كله إذا ضرب إلى البياض وغسل فلا بأس به.

١٩ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن أبان ، عن إسماعيل بن الفضل قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن المحرم يلبس الثوب قد أصابه الطيب قال إذا ذهب ريح الطيب فليلبسه.

٢٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا بأس بأن يحرم الرجل في ثوب مصبوغ بمشق ولا بأس بأن يحول المحرم ثيابه قلت إذا أصابها شيء يغسلها قال نعم وإن احتلم فيها.

٢١ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسن بن علي ، عن عمرو بن سعيد ، عن مصدق بن صدقة ، عن عمار بن موسى قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يلبس لحافا ظهارته حمراء وبطانته صفراء قد أتى له سنة وسنتان قال ما لم يكن له ريح

قوله عليه‌السلام : « إذا ضرب إلى البياض » الظاهر أن ذلك لئلا يكون مشبعا فيكره : ويحتمل : أن يكون المعنى أن يغسل حتى يضرب إلى البياض فإنه حينئذ تذهب ريحه غالبا.

وقال في المدارك : يحرم على المحرم لبس الثوب المطيب سواء صبغ بالطيب ، أو غمس فيه كما يغمس في ماء الورد أو بخر به وكذا لا يجوز له افتراشه والجلوس والنوم عليه ولو فرش فوقه ثوب صفيق يمنع الرائحة والمباشرة جاز الجلوس عليه والنوم ولو كان الحائل بينهما ثياب بدنه فوجهان واختار في المنتهى المنع ولو غسل الثوب حتى ذهب طيبه جاز لبسه بإجماع العلماء.

الحديث التاسع عشر : ضعيف.

الحديث العشرون : حسن ويدل على عدم كراهة المصبوغ بالمشق وهو بالكسر طين أحمر كما ذكره جماعة من الأصحاب.

الحديث الحادي والعشرون : موثق.

٢٨٥

فلا بأس وكل ثوب يصبغ ويغسل يجوز الإحرام فيه فإن لم يغسل فلا.

٢٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي نصر ، عن نجيح ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال لا بأس بلبس الخاتم للمحرم وفي رواية أخرى لا يلبسه للزينة

(باب)

(المحرم يشد على وسطه الهميان والمنطقة)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن صفوان الجمال قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام إن معي أهلي وأنا أريد أن أشد نفقتي في حقوي فقال نعم فإن أبيعليه‌السلام كان يقول من قوة المسافر حفظ نفقته.

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن المحرم يشد على بطنه العمامة قال لا ثم قال كان أبي يقول يشد على بطنه المنطقة التي فيها

قوله عليه‌السلام : « فإن لم يغسل فلا » محمول على ما إذا صبغ بالطيب وبقيت ريحه.

الحديث الثاني والعشرون : مجهول. ويحرم لبس الخاتم للزينة وجوازه للسنة مقطوع به في كلام الأصحاب.

باب المحرم يشد على وسطه الهميان والمنطقة

الحديث الأول : ضعيف على المشهور. وقال في القاموس :الهميان بالكسر كيس للنفقة يشد في الوسط(١) . وقالألحقوا الكشح والإزار ويكسر أو مقعده كالحقوة.

الحديث الثاني : صحيح. وقال في المدارك : يجوز للمحرم شد العمامة على بطنه للأصل ، وصحيحة الحلبي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام «قال : المحرم يشد على

__________________

(١) القاموس المحيط : ج ٤ ص ٢٧٨.

٢٨٦

نفقته يستوثق منها فإنها من تمام حجه.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن صفوان ، عن يعقوب بن شعيب قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن المحرم يصر الدراهم في ثوبه قال نعم ويلبس المنطقة والهميان.

بطنه العمامة وإن شاء يعصبها على موضع الإزار ولا يرفعها إلى صدره»(١) .

ومقتضاها تحريم عصبها على الصدر ، والأولى اجتناب شدها مطلقا لصحيحة أبي بصير(٢) .

الحديث الثالث : صحيح. وقال في المدارك : قال في المنتهى يجوز للمحرم أن يعقد إزاره عليه لأنه يحتاج إليه لستر العورة ، وهو حسن وكذا يجوز له عقد الهميان للأصل. وصحيحة يعقوب بن شعيب(٣) .

وقال في المنتهى : إنه لو أمكن إدخال سيور الهميان بعضها في بعض وعدم عقدها فعل لانتفاء الحاجة إلى العقد. وهو حسن ، وإن كان الأظهر الجواز مطلقا ، ومقتضى الرواية استثناء المنطقة أيضا وهي ما يشد بها الوسط ، وبه قطع في الدروس.

__________________

(١) الوسائل : ج ٩ ص ١٥٨ ح ١.

(٢) الوسائل : ج ٩ ص ١٥٨ ح ٢.

(٣) الوسائل : ج ٩ ص ١٢٨ ح ١.

٢٨٧

(باب)

( ما يجوز للمحرمة أن تلبسه من الثياب والحلي وما يكره لها من ذلك)

١ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن عيص بن القاسم قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام المرأة المحرمة تلبس ما شاءت من الثياب غير الحرير

باب ما يجوز للمحرمة أن تلبسه من الثياب والحلي وما يكره لها من ذلك

الحديث الأول : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « ما شاءت من الثياب » يدل على جواز لبس المخيط للنساء في حال الإحرام كما هو المشهور بين الأصحاب. بل قال في التذكرة : إنه مجمع عليه بين العلماء ، وقال في المنتهى : يجوز للمرأة لبس المخيط إجماعا ولا نعلم فيه خلافا إلا قولا شاذا للشيخ لا اعتداد به ، وهذا القول : ذهب إليه الشيخ في النهاية ، وطاهر كلامه حيث قال : ويحرم على المرأة حال الإحرام من لبس الثياب جميع ما يحرم على الرجال ويحل لها ما يحل له مع أنه قال بعد ذلك : وقد وردت رواية بجواز لبس القميص للنساء والأفضل ما قدمناه وأما السراويل فلا بأس بلبسه لهن على كل حال ، وأما لبس القفازين فقد قطع العلامة في التذكرة والمنتهى بتحريمه وظاهره دعوى الإجماع عليه.

وقال في المدارك : ولو لا ذلك لأمكن القول بالجواز ، وحمل النهي على الكراهة كما في الحرير.

قال في التذكرة : والمراد بالقفازين شيء تتخذه المرأة لليدين يحشى بقطن تكون له أزرار تزره على الساعدين من البرد تلبسه المرأة.

وقال الجزري : فيه لا تتنقب المحرمة ولا تلبس قفازا ، هو بالضم والتشديد

٢٨٨

والقفازين وكره النقاب وقال تسدل الثوب على وجهها قلت حد ذلك إلى أين قال إلى طرف الأنف قدر ما تبصر.

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن منصور بن العباس ، عن إسماعيل بن مهران ، عن النضر بن سويد ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال سألته عن المرأة المحرمة أي شيء تلبس من الثياب قال تلبس الثياب كلها إلا المصبوغة بالزعفران والورس ولا تلبس القفازين ولا حليا تتزين به لزوجها ولا تكتحل إلا من علة ولا تمس طيبا

شيء تلبسه نساء العرب في أيديهن يغطي الأصابع والكف والساعد توقيا من البرد ، ويكون فيه قطن محشو. وقيل : هو ضرب من الحلي تتخذه المرأة ليديها(١) .

وقال الفيروزآبادي :« أسدل الشعر » أرخاه وأرسله(٢) .

قوله عليه‌السلام : « وكره النقاب » قال في المدارك : أجمع الأصحاب على عدم جواز تغطية المرأة وجهها ، وذهب بعضهم إلى عدم الفرق بين التغطية بثوب وغيره وهو مشكل ، وينبغي القطع بجواز وضع اليدين عليه وجواز نومها على وجهها ، وقد أجمع الأصحاب على أنه يجوز لها سدل ثوبها من فوق رأسها على وجهها قاله في التذكرة ، وفي المنتهى إلى طرف أنفها ، ولا نعلم فيه خلافا ويستفاد من بعض الروايات جواز سدل الثوب إلى النحر ، وظاهر إطلاق الروايات. عدم اعتبار محافاة الثوب عن الوجه وبه قطع في المنتهى.

ونقل عن الشيخ : أنه أوجب المحافاة بخشبة وشبهها بحيث لا تصيب البشرة وحكم بلزوم الدم مع الإصابة وكلا الحكمين مشكل.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « والورس » نوع من الطيب ولذلك استثناهعليه‌السلام .

وقال في النهاية : « الورس » نبت أصفر يصبغ به(٣) .

__________________

(١) النهاية لابن الأثير : ج ٤ ص ٩٠.

(٢) القاموس المحيط : ج ٣ ص ٣٩٥.

(٣) نهاية ابن الأثير : ج ٥ ص ١٨٣.

٢٨٩

ولا تلبس حليا ولا فرندا ولا بأس بالعلم في الثوب.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال مر أبو جعفرعليه‌السلام بامرأة متنقبة وهي محرمة فقال أحرمي وأسفري وأرخي ثوبك من فوق رأسك فإنك إن تنقبت لم يتغير لونك فقال رجل إلى أين ترخيه فقال تغطي عينيها قال قلت يبلغ فمها قال نعم وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام :

قوله عليه‌السلام : « ولا حليا » المشهور بين الأصحاب أنه لا يجوز للمرأة لبس الحلي للزينة وما لم تعتد لبسه منه وإن لم يقصد الزينة ، ويظهر من المحقق في الشرائع : عدم الجزم بتحريم ما لم تعتد لبسه ولا بأس بلبس ما كان معتادا لها من الحلي إذا لم تكن للزينة ولكن لا يحرم عليها إظهاره لزوجها كذا ذكره الأصحاب.

ولكن مقتضى الرواية تحريم إظهاره للرجال مطلقا فيندرج في ذلك الزوج والمحارم وغيرهما فلا وجه لتخصيص الحكم بالزوج.

قوله عليه‌السلام : « ولا تكتحل » المشهور بين الأصحاب حرمة الاكتحال بالسواد للرجل والنساء إلا مع الضرورة.

وقال الشيخ في الخلاف : إنه مكروه. والمشهور أقوى.

قوله عليه‌السلام : « ولا فرندا » لعل النهي عنه للزينة.

وقال الفيروزآبادي : الفرند بكسر الفاء والراء : السيف وثوب معروف معرب(١) .

الحديث الثالث : حسن.

قوله عليه‌السلام : « وأسفري » على بناء المجرد.

قال في مصباح اللغة : « سفرت المرأة سفورا » من باب ضرب كشفت وجهها

__________________

(١) القاموس المحيط : ج ١ ص ٣٢٣.

٢٩٠

المحرمة لا تلبس الحلي ولا الثياب المصبغات إلا صبغ لا يردع.

٤ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال سألت أبا الحسنعليه‌السلام عن المرأة يكون عليها الحلي والخلخال والمسكة والقرطان من الذهب والورق تحرم فيه وهو عليها وقد كانت تلبسه في بيتها قبل حجها أتنزعه إذا أحرمت أو تتركه على حاله قال تحرم فيه وتلبسه من غير أن تظهره للرجال في مركبها ومسيرها.

فهي سافر بغيرها(١) .

قوله عليه‌السلام : « لا يردع » أي لا يكون مصبوغا بطيب.

وقال الفيروزآبادي : « الردع » الزعفران أو لطخ منه أو من الدم أو أثر الطيب في الجسد وثوب مردوع مزعفر ورادع ومردع كمعظم فيه أثر طيب(٢) .

الحديث الرابع : صحيح.

وقال الفيروزآبادي :« الحجل » بالكسر والفتح وكابل وطمر الخلخال والجمع أحجال وحجول(٣) .

وقال :المسك بالتحريك : الأسورة والخلاخيل من القرون والعاج الواحدة بهاء(٤) .

وقال :القرط بالضم : الشنف أو المعلق في شحمة الأذن(٥) .

وقال الشنف : القرط الأعلى أو معلاق في فوق الأذن أو ما علق في أعلاها وأما ما علق في أسفلها فقرط(٦) .

__________________

(١) المصباح المنير : ص ٣٧٩ و ٣٧٨.

(٢) القاموس المحيط : ج ٣ ص ٢٩.

(٣) القاموس المحيط : ج ٣ ص ٣٥٥.

(٤) القاموس المحيط : ج ٣ ص ٣١٨.

(٥) القاموس المحيط : ج ٢ ص ٣٧٨.

(٦) القاموس المحيط : ج ٣ ص ١٦٠.

٢٩١

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي الحسن الأحمسي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن العمامة السابرية فيها علم حرير تحرم فيها المرأة قال نعم إنما كره ذلك إذا كان سداه ولحمته جميعا حريرا ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام قد سألني أبو سعيد عن الخميصة سداها إبريسم أن ألبسها وكان وجد البرد فأمرته أن يلبسها.

٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد أو غيره ، عن داود بن الحصين ، عن أبي عيينة قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ما يحل للمرأة أن تلبس وهي محرمة قال الثياب كلها ما خلا القفازين والبرقع والحرير قلت تلبس الخز قال نعم قلت فإن سداه الإبريسم وهو حرير قال ما لم يكن حريرا خالصا فلا بأس.

٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن عبد الله بن ميمون ، عن جعفر ، عن أبيهعليهما‌السلام قال المحرمة لا تتنقب لأن إحرام المرأة في وجهها وإحرام الرجل في رأسه.

الحديث الخامس : مجهول. وعليه الأصحاب.

الحديث السادس : ضعيف على المشهور. ويدل على عدم جواز لبس الحرير للنساء في حال الإحرام كما ذهب إليه الشيخ وجماعة من الأصحاب وقد دلت عليه صحيحة عيص بن القاسم(١) كما مر.

وذهب المفيد ، وابن إدريس وجماعة من الأصحاب : إلى التحريم ، والروايات مختلفة ، فالمجوزون حملوا أخبار النهي على الكراهة ، والمانعون حملوا أخبار الجواز على الحرير غير المحض كما يومئ إليه هذا الخبر ، والمسألة قوية الإشكال ، ولا ريب أن الاجتناب عنه طريق الاحتياط.

الحديث السابع : موثق. وحمل على ما إذا لم تستدل من رأسها كما هو المتعارف في النقاب.

__________________

(١) الوسائل : ج ٩ ص ٤٣ ح ٩.

٢٩٢

٨ ـ حميد بن زياد ، عن الحسن بن سماعة ، عن غير واحد ، عن أبان بن عثمان ، عن إسماعيل بن الفضل قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن المرأة هل تصلح لها أن تلبس ثوبا حريرا وهي محرمة قال لا ولها أن تلبسه في غير إحرامها.

٩ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال مر أبو جعفرعليه‌السلام بامرأة محرمة قد استترت بمروحة فأماط المروحة بنفسه عن وجهها.

١٠ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان ، عن حريز ، عن عامر بن جذاعة قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام مصبغات الثياب تلبسه المحرمة فقال لا بأس به إلا المفدم المشهور والقلادة المشهورة.

١١ ـ حميد بن زياد ، عن ابن سماعة ، عن غير واحد ، عن أبان ، عن محمد الحلبي قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن المرأة إذا أحرمت أتلبس السراويل قال نعم إنما تريد بذلك السترة.

الحديث الثامن : كالموثق. ويدل على مذهب الشيخ.

الحديث التاسع : ضعيف على المشهور.

الحديث العاشر : حسن على الظاهر. والأخبار في مدح ابن جذاعة وذمة متعارضة ورجح العلامة أخبار المدح.

وقال الجوهري :ثوب مفدم ساكنة الفاء ، إذا كان مصبوغا بحمرة مشبعا.

وصبغ مفدم أيضا ، أي خائر مشبع(١) .

الحديث الحادي عشر : مرسل كالموثق. ويدل على جواز لبس السراويل ولا خلاف فيه بين المجوزين والمانعين للمخيط للنساء وكذا لا خلاف في جواز لبس الغلالة للحائض وهي بكسر الغين ثوب رقيق تلبس تحت الثياب توقيا من الدم.

__________________

(١) الصحاح للجوهري : ج ٥ ص ٢٠٠١.

٢٩٣

(باب)

( المحرم يضطر إلى ما لا يجوز له لبسه)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في رجل هلكت نعلاه ولم يقدر على نعلين قال له أن يلبس الخفين إذا اضطر إلى ذلك وليشقه من ظهر القدم وإن لبس الطيلسان فلا

باب المحرم يضطر إلى ما لا يجوز له لبسه

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « أن يلبس الخفين » يستفاد من هذا الخبر أحكام.

الأول : عدم جواز لبس الخفين اختيارا للمحرم وهو مقطوع به في كلام الأصحاب وخصوه بالرجال ، وقال في المدارك : والروايات إنما تدل على تحريم لبس الخف والجورب وغاية ما يمكن إلحاقه ما أشبههما ، أما ستره بما لا يسمى لبسا فليس بمحرم قطعا كما صرح به الشهيدان والأصح اختصاص التحريم بما كان ساترا لظهر القدم بأجمعه.

الثاني : جواز لبسهما عند الضرورة ولا خلاف فيه بين الأصحاب.

الثالث : وجوب شقهما إذا لبسهما عند الضرورة ، وقد اختلف فيه الأصحاب فقال الشيخ وأتباعه : بالوجوب لهذه الرواية وغيرها ، وقال ابن إدريس وجماعة : لا يجب الشق وردوا أخبار الوجوب بالضعف ، واختلف في كيفيته فقيل : يشق ظهر قدميهما كما هو ظاهر الرواية.

وقيل : يقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين.

وقال ابن حمزة : يشق ظاهر القدمين وإن قطع الساقين كان أفضل.

٢٩٤

يزره عليه فإن اضطر إلى قباء من برد ولا يجد ثوبا غيره فليلبسه مقلوبا ولا يدخل يديه في يدي القباء.

الرابع : جواز لبس الطيلسان.

الخامس : عدم جواز زره وقد سبق القول فيهما.

السادس : جواز لبس القباء عند الضرورة ، وفقد ثوبي الإحرام ولا خلاف فيه.

السابع : وجوب لبسه مقلوبا وهو مقطوع به في كلام الأصحاب ، بل ظاهر التذكرة ، والمنتهى أنه موضع وفاق ، واختلف في معنى القلب ، فذهب ابن إدريس وجماعة إلى أنه ينكسه بجعل الذيل على الكتفين وفسره بعضهم بجعل باطن القباء ظاهرا ، واجتزأ العلامة في المختلف بكل من الأمرين ، أما التنكيس فلظاهر أكثر الأخبار وصريح بعضها ، وأما جعل الباطن ظاهرا فلما ورد في هذا الخبر وغيره من قوله « ولا يدخل يده من يدي القباء » قال : وهذا النهي إنما يتحقق مع القلب بالتفسير الثاني ولقولهعليه‌السلام في رواية محمد بن مسلم « ويلبس المحرم القباء إذا لم يكن له رداء ويقلب ظاهره لباطنه »(١) .

ونوقش في الرواية الأولى : بعدم الصراحة في المعنى الثاني وفي الثانية بعدم الصحة ، والاحتياط يقتضي الجمع بين الأمرين وإن كان ما اختاره العلامة من التخيير لا يخلو من قوة.

الثامن : أنه يجوز له لبس القباء مقلوبا للبرد وإن وجد ثوبي الإحرام وظاهر كلام المحقق وجماعة أنه إنما يجوز له ذلك مع فقد ثوبي الإحرام ، وصرح الشهيدان وبعض المتأخرين بجوازه مع فقد الرداء.

وقال الشهيد الثاني : (ره) الجواز هنا محمول على المعنى الأعم والمراد منه الوجوب لأنه بدل عن الواجب وعملا بظاهر الأمر في النصوص وهو أحوط.

__________________

(١) الوسائل : ج ٩ ص ١٢٤ ح ٧.

٢٩٥

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد ، عن رفاعة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن المحرم يلبس الخفين والجوربين قال إذا اضطر إليهما.

٣ ـ سهل ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن عبد الله بن ميمون القداح ، عن جعفرعليه‌السلام أن علياعليه‌السلام كان لا يرى بأسا بعقد الثوب إذا قصر ثم يصلي فيه وإن كان محرما.

٤ ـ سهل ، عن أحمد بن محمد ، عن مثنى ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال لا بأس بأن يحرم الرجل وعليه سلاحه إذا خاف العدو.

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن مثنى الحناط ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من اضطر إلى ثوب وهو محرم وليس معه إلا قباء فلينكسه وليجعل أعلاه أسفله ويلبسه وفي رواية أخرى يقلب ظهره بطنه إذا لم يجد غيره.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور. وظاهره عدم وجوب الشق.

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « لا يرى بأسا » يدل على جواز عقد الرداء إذا كان قصيرا وذكر العلامة وغيره أنه يحرم على المحرم عقد الرداء وزره وتحليله واستدلوا عليه بموثقة سعيد الأعرج « أنه سأل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن المحرم يعقد إزاره في عنقه؟ قال : لا »(١) وحملها في المدارك على الكراهة لقصورها من حيث السند عن إثبات التحريم ، والاحتياط في الترك إلا مع الضرورة.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور. والمشهور بين الأصحاب حرمة لبس السلاح للمحرم لغير عذر.

وقيل : بالكراهة والخبر لا يدل على التحريم.

الحديث الخامس : حسن موثق. ويدل على ما ذهب إليه ابن إدريس ، في معنى القلب ، والظاهر أنقوله « وليجعل أعلاه أسفله » تفسير للنكس ، وجعلالنكس

__________________

(١) وسائل الشيعة ج ١٢ ـ الباب ٥٢ ح ١.

٢٩٦

٦ ـ حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن غير واحد ، عن أبان ، عن عبد الرحمن ، عن حمران ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال المحرم يلبس السراويل إذا لم يكن معه إزار ويلبس الخفين إذا لم يكن معه نعل.

(باب)

(ما يجب فيه الفداء من لبس الثياب)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال من لبس ثوبا لا ينبغي له لبسه وهو محرم ففعل ذلك ناسيا أو ساهيا أو جاهلا فلا شيء عليه ومن فعله متعمدا فعليه دم.

بمعنى القلب ظهره البطن ليكون تأسيسا بعيد ، والرواية المرسلة يدل على التفسير الآخر كما عرفت ولعل الكليني قال بالتخيير.

الحديث السادس : مرسل كالموثق أو كالحسن.

قوله عليه‌السلام : « يلبس السراويل » لا خلاف في جواز لبس السراويل إذا لم يجد إزارا والمشهور أنه لا فدية فيه بل لا خلاف فيه أيضا.

باب ما يجب فيه الفداء من لبس الثياب

الحديث الأول : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « ساهيا أو ناسيا » (١) يمكن الفرق بينهما بحمل أحدهما على نسيان الإحرام والآخر على نسيان الحكم وهو موافق لما هو المشهور من عدم لزوم الكفارة على الناسي والجاهل في غير الصيد بل لا نعلم فيه مخالفا ، وما كون الكفارة مع العمد دم شاة فقد نقل في المنتهى عليه إجماع العلماء كافة.

__________________

(١) هكذا في الأصل ولكن في الكافي « ناسيا أو ساهيا ».

٢٩٧

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهماعليهما‌السلام قال سألته عن ضروب من الثياب مختلفة يلبسها المحرم إذا احتاج ما عليه قال لكل صنف منها فداء.

(باب)

(الرجل يحرم في قميص أو يلبسه بعد ما يحرم)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار وغير واحد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في رجل أحرم وعليه قميص قال ينزعه ولا يشقه وإن كان لبسه بعد ما أحرم شقه وأخرجه مما يلي رجليه.

الحديث الثاني : حسن. وروي في غيره بسند صحيح ، ويدل على أنه يجب على المضطر أيضا الكفارة كما هو المقطوع به في كلام الأصحاب ويدل على تكرار الكفارة باختلاف نوع المخيط وإن اتحد الوقت كما اختاره جماعة من الأصحاب وبه جزم في المنتهى وربما ظهر من كلامه في موضع آخر من المنتهى تكرر الكفارة بتكرر اللبس مطلقا.

واعتبر الشيخ وجماعة من الأصحاب إلى التكرار اختلاف الوقت بمعنى آخر زمان الفعل عادة ، وذهب المحقق وجماعة إلى عدم التكرر مع اتحاد المجلس والتكرر مع اختلافه ولا ريب في أنه إذا لبس بعد أداء الكفارة يلزمه كفارة أخرى في جميع الصور.

باب الرجل يحرم في قميص أو يلبسه بعد ما يحرم

الحديث الأول : حسن.

قوله عليه‌السلام : « شقة » هذا التفصيل مشهور بين أصحاب ، قال في الدروس : هل اللبس من شرائط الصحة حتى لو أحرم عاريا أو لابسا مخيطا لم ينعقد؟ نظر

٢٩٨

٢ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن خالد بن محمد الأصم قال دخل رجل المسجد الحرام وهو محرم فدخل في الطواف وعليه قميص وكساء فأقبل الناس عليه يشقون قميصه وكان صلبا فرآه أبو عبد اللهعليه‌السلام وهم يعالجون قميصه يشقونه فقال له كيف صنعت فقال أحرمت هكذا في قميصي وكسائي فقال انزعه من رأسك ليس ينزع هذا من رجليه إنما جهل فأتاه غير ذلك فسأله فقال ما تقول في رجل أحرم في قميصه قال ينزعه من رأسه.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال إن لبست ثوبا في إحرامك لا يصلح لك لبسه فلب وأعد غسلك وإن لبست قميصا فشقه وأخرجه من تحت قدميك.

(باب)

(المحرم يغطي رأسه أو وجهه متعمدا أو ناسيا)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قلت المحرم يؤذيه الذباب حين يريد

وظاهر الأصحاب انعقاده حيث قالوا لو أحرم وعليه قميص نزعه ولا يشقه ولو لبسه بعد الإحرام وجب شقه وإخراجه من تحته كما هو مروي ، وظاهر ابن الجنيد اشتراط التجرد.

الحديث الثاني : مجهول وقد تقدم القول فيه.

الحديث الثالث : حسن. وما تضمنه من الأمر بالتلبية لم أر به قائلا ، والأحوط العمل به لقوة مستنده.

باب المحرم يغطي رأسه أو وجهه متعمدا أو ناسيا

الحديث الأول : صحيح.

٢٩٩

النوم يغطي وجهه قال نعم ولا يخمر رأسه والمرأة عند النوم لا بأس بأن تغطي وجهها كله عند النوم.

٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن سنان ، عن عبد الملك القمي قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام المحرم يتوضأ ثم يجلل وجهه بالمنديل يخمره كله قال لا بأس.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن المحرم ينام على وجهه على زاملته قال لا بأس به.

٤ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن عبد الرحمن قال

قوله عليه‌السلام : « نعم » اختلف الأصحاب في جواز تغطية الرجل المحرم وجهه. فذهب الأكثر إلى الجواز. بل قال في التذكرة : إنه قول علمائنا أجمع ، ومنعه ابن أبي عقيل ، وجعل كفارته إطعام مسكين في يده.

وقال الشيخ في التهذيب : فأما تغطية الوجه فإنه يجوز ذلك مع الاختيار غير أنه يلزم الكفارة ومتى لم ينو الكفارة فلا يجوز له ذلك ، وقد ورد بالجواز مطلقا روايات كثيرة منها هذه الرواية(١) ، وأما جواز تغطية المرأة فلا بد من حملها على الضرورة.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

الحديث الثالث : حسن. وقال الجوهري : الزاملة بعير يستظهر به الرجل ويحمل متاعه وطعامه عليه(٢) .

الحديث الرابع : صحيح. والظاهر أن عبد الرحمن هو ابن الحجاج ، ويدل على تحريم تغطية الأذنين ، وذكر جمع من الأصحاب أن المراد بالرأس في عدم جواز التغطية

__________________

(١) التهذيب : ج ٥ ص ٣٠٨.

(٢) الصحاح للجوهري : ج ٤ ص ١٧١٨.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496