مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام12%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 496

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 73093 / تحميل: 4165
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

عذافر ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ليس التعزية إلا عند القبر ثم ينصرفون لا يحدث في الميت حدث فيسمعون الصوت

أي الصبر ، يقال ( عزيته ) أي صبرته والمراد بها طلب التسلي عن المصاب والتصبر عن الحزن والانكسار بإسناد الأمر إلى الله ، ونسبته إلى عدله وحكمته وذكر ما وعد الله على الصبر مع الدعاء للميت والمصاب لتسليته عن مصيبته ، وهي مستحبة إجماعا ولا كراهة فيها بعد الدفن عندنا انتهى.

وقال : في النهاية التعزية مستحبة قبل الدفن وبعده بلا خلاف بين العلماء في ذلك إلا الثوري فإنه قال : لا يستحب التعزية بعد الدفن.

وقال في التذكرة : قال : الشيخ التعزية بعد الدفن أفضل وهو جيد.

وقال : المحقق في المعتبر : التعزية مستحبة وأقلها أن يراه صاحب التعزية وباستحبابها قال : أهل العلم مطلقا ، خلافا للثوري فإنه كرهها بعد الدفن ثم قال فأما رواية إسحاق بن عمار فليس بمناف لما ذكرنا لاحتمال أنه يريد عند القبر. بعد الدفن أو قبله. وقال : الشيخ بعد الدفن أفضل وهو حق انتهى.

وقال في المنتهى : قال الشيخ في المبسوط يكره الجلوس للتعزية يومين أو ثلاثة وخالف فيه ابن إدريس وهو الحق انتهى ، ولنرجع إلى بيان ما يستفاد من الخبر بعد ما نبهناك على ما ذهب إليه الأصحاب.

فاعلم : أن الظاهر منقوله عليه‌السلام : « ليس التعزية إلا عند القبر » عند انحصار التعزية فيما يقع عند القبر بعد الدفن كما هو الظاهر أو مطلقا كما نقلنا عن المحقق ، ولعله على ما ذكره الشيخ في المبسوط ، لكن فيه أنه لا يدل إلا على عدم استحباب التعزية بعد ذلك لا كراهتها ، مع أن مقتضى الجمع بين الأخبار انحصار السنة المؤكدة في ذلك.

وقوله عليه‌السلام : « ثم ينصرفون » يدل على كراهة المقام عند القبر بعد الدفن

١٢١

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال التعزية لأهل المصيبة بعد ما يدفن.

٣ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن الحجال ، عن إسحاق بن عمار قال ليس التعزية إلا عند القبر ثم ينصرفون لا يحدث في الميت حدث فيسمعون الصوت.

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال التعزية الواجبة بعد الدفن.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن القاسم بن محمد ، عن

إلا بقدر التعزية.

وقوله عليه‌السلام : « فيسمعون الصوت » يدل على إمكان سماع ما يحدث في القبر ولا استبعاد في ذلك وإن كان نادرا لمخالفته للحكمة غالبا.

الحديث الثاني : حسن.

قوله عليه‌السلام : « بعد ما يدفن » حمل على أن المراد أن تأخيرها عنه أفضل من تقديمها عليه كما قال به الشيخ والفاضلان ، فإن تعريف المبتدأ باللام يدل على الحصر ، فالمراد حصر التعزية الكاملة والسنة الأكيدة منها فيه.

الحديث الثالث : موثق. وهو الخبر الأول مع اختلاف في السند إلى إسحاق.

الحديث الرابع : مرسل.

قوله عليه‌السلام : « التعزية الواجبة » حمل على تأكد الاستحباب وهو مؤيد لما ذكرنا من الجمع والحمل.

الحديث الخامس : ضعيف. إن كان القاسم الجوهري أو كان مسئولا وإلا فمجهول.

١٢٢

الحسين بن عثمان قال لما مات إسماعيل بن أبي عبد اللهعليه‌السلام خرج أبو عبد اللهعليه‌السلام فتقدم السرير بلا حذاء ولا رداء.

قوله عليه‌السلام : « بلا حذاء ولا رداء » يدل على استحباب كون صاحب التعزية كذلك مطلقا أو في خصوص جنازة الابن وأيد الأولى بأنه وضع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله رداءه في جنازة سعد ، ويدل على خصوص وضع الرداء ما سيأتي من الأخبار ، وقد ورد النهي عنه في رواية السكوني عن الصادق عن آبائهعليهم‌السلام قال : قال رسول الله :صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثة ما أدري أيهم أعظم جرما؟ الذي يمشي مع الجنازة بغير رداء ، والذي يقول قفوا ، والذي يقول : استغفروا له غفر الله لكم؟

قال في الذكرى : بعد إيراد هذه الرواية ومنه يعلم كراهية مشي غير صاحب الجنازة بغير رداء ، ويظهر من ابن حمزة تحريمه ، أما صاحب الجنازة فخلعه ليتميز عن غيره ، لخبر ابن أبي عمير وخبر أبي بصير ذكره الجعفي وابن حمزة والفاضلان وذكر ابن الجنيد أيضا التميز بطرح بعض زيه بإرسال طرف العمامة أو أخذ مئزر من فوقها على الأب والأخ ، ولا يجوز على غيرهما وابن حمزة منع هنا مع تجويزه الامتياز ، فكأنه خص التميز في غير الأب والأخ بهذا النوع من الامتياز ، وأنكر ابن إدريس الامتياز بهذين لعدم الدليل عليهما وزعم أنه من خصوصيات الشيخ ، ورده الفاضلان بأحاديث الامتياز ، ولعله إنما أنكر هذا النوع من الامتياز ، والظاهر أن الأخبار لا تتناوله ، ثم لم نقف على دليل الشيخ عليه ولا على اختصاص الأب والأخ.

وقال : أبو الصلاح يتحفى ويحل أزراره في جنازة أبيه وجده لأبيه خاصة ويرده ما تقدم انتهى.

وقال : العلامة في المختلف قال أبو الصلاح : يستحب للرجل أن يتحفى ويحل أزراره في جنازة أبيه وجده لأبيه دون من عداهم ، فإن قصد بالاستثناء التحريم منعناه عملا بالأصل ، وإن قصد انتفاء الاستحباب منعناه أيضا لأن المقتضي

١٢٣

٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ينبغي لصاحب المصيبة أن يضع رداءه حتى يعلم الناس أنه صاحب المصيبة.

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن رفاعة النخاس ، عن رجل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال عزى أبو عبد اللهعليه‌السلام رجلا بابن له فقال :

للاستحباب هناك ليس إلا تميزه عن غيره وهو متحقق هنا ، ويؤيده رواية الحسين ابن عثمان انتهى.

أقول : إذا سمعت ما تلونا عليك فاعلم : أن الظاهر من الأخبار استحباب وضع الرداء لصاحب الجنازة أي الجماعة الذين يعدون من أصحاب تلك المصيبة لعموم الأخبار وكراهة ذلك أو حرمته لغيرهم ، وإثبات الحرمة مشكل ، وكذا إثبات مرجوحية سائر أنواع الامتياز ، والقول باستحبابها أيضا لا يخلو من إشكال. وإن كان التعليل الوارد في بعض الأخبار يشهد بذلك كما لا يخفى ، وأما التحفي فظاهر هذا الخبر ، استحبابه إما في مطلق المصيبة أو في مصيبة الابن ، والأولى الاقتصار على الابن وإن كان العموم لا يخلو من قوة والله يعلم.

الحديث السادس : حسن.

قوله عليه‌السلام : « ينبغي » ظاهره استحباب وضع الرداء لصاحب المصيبة ، والظاهر الرجوع في ذلك إلى العرف كما ذكرناه ولا يبعد أن يكون المراد بالرداء الثوب المتعارف الذي يلبسه الناس فوق الثياب ليكون وضعه علة للامتياز ، ومن هذا التعليل فهموا غير ذلك من أنواع الامتياز خصوصا في الأزمنة التي لا يصلح وضع الرداء للامتياز والله يعلم.

الحديث السابع : مرسل.

قوله عليه‌السلام : « رجلا بابن له » أي بسبب فقد ابنه.

١٢٤

الله خير لابنك منك وثواب الله خير لك من ابنك فلما بلغه جزعه بعد عاد إليه فقال له قد مات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فما لك به أسوة فقال إنه كان مرهقا فقال إن أمامه ثلاث خصال شهادة أن لا إله إلا الله ورحمة الله وشفاعة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

قوله عليه‌السلام : « الله خير لابنك منك » لما كان الغالب أن الحزن على الأولاد يكون لتوهم أمرين باطلين. أحدهما : أنه على تقدير وجود الولد يصل نفع الوالد إليه ، أو أن هذه النشأة خير له من النشأة الأخرى ، والحياة خير له من الممات فأزالعليه‌السلام وهمه : بأن الله تعالى ورحمته خير لابنك منك ومما تتصور من نفع توصله إليه على تقدير الحياة ، والموت مع رحمة الله خير من الحياة.

وثانيهما : توقع النفع منه مع حياته أو الاستئناس به فأزالعليه‌السلام ذلك الوهم أيضا بأن ما عوضك الله من الثواب على فقده خير لك من كل نفع تتوهمه أو تقدره في حياته.

قوله عليه‌السلام : « فعاد إليه » يفهم منه استحباب تكرار التعزية مع بقاء الجزع.

قوله عليه‌السلام . « فما لك به أسوة ».

قال : في القاموس : « الأسوة » ويضم القدوة وما يأتسي به الحزين ، والجمع إسى ويضم وأساه تأسيه فتأسى عزاه فتعزى.

وقال في النهاية : الأسوة بكسر الهمزة وضمها القدوة. أقول : يحتمل هذا الكلام : وجهين.

الأول : أن يكون المراد بالأسوة القدوة : والمعنى أنك تتأسى به ويلزمك التأسي به في الموت فلأي شيء تجزع مع أنك بعد الموت تجتمع مع ابنك ، والغرض أنه لو كان لأحد بقاء في الدنيا كان ذلك لأشرف الخلائق ، فإذا لم يبق هو في الدنيا فكيف تطمع أنت في البقاء ، ويحتمل أن يكون الغرض أنه ينبغي لك مع علمك بالموت أن تصلح أحوال نفسك ولا تحزن على فقد غيرك كما ورد في

١٢٥

فلن تفوته واحدة منهن إن شاء الله.

٨ ـ الحسين بن محمد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ينبغي لصاحب المصيبة أن لا يلبس رداء وأن يكون في قميص

خبر آخر أنهم قالوا : لصاحب مصيبة غفلت عن المصيبة الكبرى وجزعت للمصيبة الصغرى.

الثاني : أن يكون المراد بالأسوة ما يتأسى به الحزين أي ينبغي أن يحصل لك به وبسبب مصيبته وتذكرها تأسي وتعز عن كل مصيبة لأنه من أعظم المصائب ، وتذكر المصائب العظيمة يهون صغارها لما سيأتي عن أبي جعفرعليه‌السلام أنه قال : إن أصبت بمصيبة في نفسك أو في مالك أو في ولدك فاذكر مصابك برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فإن الخلائق لم يصابوا بمثله قط ، وقيل المراد أنك من أهل التأسي برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن أمته فينبغي أن يكون مصيبتك بفقده أعظم وما ذكرنا أظهر.

قوله عليه‌السلام : « إنه كان مرهقا » بالتشديد على صيغة المفعول.

قال في النهاية : الرهق السفه وغشيان المحارم وفيه فلان مرهق : أي متهم بسوء وسفه ، ويروي مرهق أي ذو رهق.

وقال في القاموس : « الرهق » محركة السفه والنوك والخفة وركوب الشر والظلم وغشيان المحارم « والمرهق » كمكرم من أدرك وكمعظم الموصوف بالرهق ومن يظن به السوء.

أقول : المراد « إن حزني » ليس بسبب فقده بل بسبب أنه كان يغشى المحارم وأخاف أن يكون معاقبا معذبا فعزاهعليه‌السلام بذكر وسائل النجاة وأسباب الرجاء.

الحديث الثامن : مجهول. بسعدان ، ويمكن أن يعد حسنا لأنهم ذكروا في سعدان أن له أصلا ويكون كتابه من الأصول مدح له.

قوله عليه‌السلام : « وأن يكون في قميص حتى يعرف فيه » إيماء إلى أن المراد

١٢٦

حتى يعرف.

٩ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم قال رأيت موسىعليه‌السلام يعزي قبل الدفن وبعده.

١٠ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن مهران قال كتب أبو جعفر الثانيعليه‌السلام إلى رجل ذكرت مصيبتك بعلي ابنك وذكرت أنه كان أحب ولدك إليك وكذلك الله عز وجل إنما يأخذ من الوالد وغيره أزكى ما عند أهله

بالرداء الثوب الأعلى الذي يلبسه أصناف الناس غالبا ليصير نزعه سببا للامتياز ، والكلام في الاستدلال بالتعليل على سائر أفراد الامتياز ما مر.

الحديث التاسع : حسن. كالصحيح بل لا يقصر عن الصحيح.

قوله عليه‌السلام : « قبل الدفن وبعده » أي يجمعهما في كل جنازة أو كان يفعل تارة هكذا وتارة هكذا ، ويدل على جواز التعزية قبل الدفن واستحبابه على التقديرين وعلى حصول التعزية بها قبل الدفن خاصة على الثاني فيدل على ما ذكرنا من التأويل في الأخبار السابقة.

الحديث العاشر : ضعيف. والظاهر أن مهزيار مكان ابن مهران كما سيجيء في آخر الكتاب هذا المضمون وفيه علي بن مهزيار ، لكن سيأتي رواية سهل عن علي بن مهران في باب غسل الأطفال.

قوله عليه‌السلام : « ذكرت » يدل على أنه شكا فيما كتب إليهعليه‌السلام فقد ابنه.

قوله عليه‌السلام : « أزكى » أي أطهر وأحسن ما عند أهله أي أهل هذا المأخوذ.

قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله :« وأحسن عزاك مقصورا أو ممدودا » أي صبرك. في القاموس العزي الصبر أو حسنه كالتعزوة ، عزي كرضى عزاء فهو عز وعزاه تعزية.

قوله عليه‌السلام : « وربط على قلبك » أي ألقى الله على قلبك صبرا. قال في

١٢٧

ليعظم به أجر المصاب بالمصيبة فأعظم الله أجرك وأحسن عزاك وربط على قلبك إنه قدير وعجل الله عليك بالخلف وأرجو أن يكون الله قد فعل إن شاء الله تعالى.

(باب)

(ثواب من عزى حزينا ً)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من عزى حزينا كسي في الموقف حلة يحبر بها.

القاموس : ربط جأشه رباطة اشتد قلبه والله على قلبه. ألهمه الصبر وقواه انتهى.

أقول. منه قوله تعالى «وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ »(١) .

قوله عليه‌السلام : « وأرجو أن يكون الله قد فعل » بشارة له بأنهعليه‌السلام قد دعا له بالخلف واستجيب دعاؤه.

باب ثواب من عزى حزيناً

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « حلة يحبر بها » قال في القاموس : الحلة بالضم إزار ورداء بردا وغيره ولا يكون حلة الا من ثوبين أو ثوب له بطانة.

وقال : فيه الحبر بالكسر الأثر أو أثر النعمة والحسن وبالفتح السرور كالحبور والحبرة والحبر محركة وأحبره سره والنعمة كالحبرة وقال : تحبير الخط والشعر وغيرهما تحسينه.

وقال في النهاية : الحبر بالكسر وقد يفتح الجمال والهيئة الحسنة يقال حبرت الشيء تحبيرا إذا حسنته.

أقول : قد ظهر أنه يمكن أن يقرأ على المجهول مشددا أي يحسن ويزين

__________________

(١) سورة الكهف : ١٤.

١٢٨

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن وهب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من عزى مصابا كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجر المصاب شيئا.

(باب)

(المرأة تموت وفي بطنها صبي يتحرك )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في المرأة تموت ويتحرك الولد في بطنها أيشق بطنها ويخرج الولد؟

بها ، ومخففا أي يسر بها ، وروي في الذكرى : يحبى بها من الحبوة والعطاء ثم قال وروي تحبر بها أي يسر بها.

الحديث الثاني : ضعيف. وروى العامة مثله عن عبد الله بن مسعود عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

باب المرأة تموت وفي بطنها ولد يتحرك

الحديث الأول : حسن.

قوله عليه‌السلام « نعم ويخاط بطنها » المشهور بين الأصحاب أنه يجب الشق حينئذ وإخراج الولد توصلا إلى بقاء الحي ، قالوا : ولا عبرة بكونه مما يعيش عادة كما ذكره المحقق وغيره تمسكا بإطلاق الروايات.

وقال بعض المتأخرين : لو علم موته حال القطع انتهى وجوبه ، وإطلاق الروايات تقتضي عدم الفرق في الجانب بين الأيمن والأيسر ، بل لا يعلم خصوص شق الجانب أيضا ، وقيده الشيخان في المقنعة والنهاية وابن بابويه بالجانب الأيسر ، وأما خياطة المحل بعد القطع فقد نص عليه المفيد في المقنعة والشيخ في المبسوط وأتباعهما كما ورد في هذه الرواية وإن خلا عنه غيرها ، وردها المحقق في المعتبر بالقطع وبأنه لا ضرورة إلى ذلك فإن المصير إلى البلاء : ولا يخفى أن القطع لا

١٢٩

قال فقال نعم ويخاط بطنها :

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن وهب بن وهب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام إذا ماتت المرأة وفي بطنها ولد يتحرك فيتخوف عليه فشق بطنها وأخرج الولد.

وقال في المرأة يموت ولدها في بطنها فيتخوف عليها قال لا بأس أن يدخل

يضر لأن مراسيل ابن أبي عمير في حكم المسانيد وضعف التعليل ظاهر.

الحديث الثاني : ضعيف. والظاهر أنه سقط عن أبيه بعد ابن خالد كما يشهد به ما مر آنفا في الباب السابق.

قوله عليه‌السلام : « ولد يتحرك » ظاهره أن مناط الوجوب الحركة ، ويمكن أن يكون المناط العلم بالحياة ، وعبر بها عنها لأنها لا يعلم غالبا إلا بها لكن العلم بغير ذلك نادر.

قوله عليه‌السلام : « لا بأس » لا خلاف بين الأصحاب في وجوب التقطيع والإخراج مع الخوف على الأم ونقل فيه الشيخ في الخلاف الإجماع واستدل بهذه الرواية.

قال في المعتبر :( وهب هذا ) عامي لا يعمل بما يتفرد به ، والوجه أنه إن مكن التوصل إلى إسقاطه صحيحا بشيء من العلاجات. وإلا توصل إلى إخراجه بالأرفق ويتولى ذلك النساء فإن تعذر النساء فالرجال المحارم فإن تعذر جاز أن يتولاه غيرهم دفعا عن نفس الحي.

أقول : ضعفه منجبر بعمل الأصحاب على ما هو دأبهم وما ذكره من التفصيل لا يأبى عنه الخبر واعلم أن ظاهرقوله عليه‌السلام لا بأس : الجواز ويمكن أن يكون هذا النوع من التعبير لرفع توهم الحذر عن مباشرة الرجل ذلك على كل حال كما في قوله تعالى «فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما »(١) وقوله تعالى «فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا »(٢) ويحتمل أن يكون المراد عدم البأس مع عدم رفق النساء وإن

__________________

(١) سورة البقرة ، ١٥٨.

(٢) سورة النساء : ١٠١.

١٣٠

الرجل يده فيقطعه ويخرجه إذا لم ترفق به النساء.

(باب)

(غسل الأطفال والصبيان والصلاة عليهم )

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن موسى ، عن زرارة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال السقط إذا تم له أربعة أشهر غسل.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن الحلبي وزرارة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه سئل عن الصلاة على الصبي متى يصلى

أمكنهن الإخراج بغير رفق فلا ينافي الوجوب مع عدمهن أو عدم قدرتهن أصلا والله يعلم.

باب غسل الأطفال والصبيان والصلاة عليهم

الحديث الأول : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « السقط » إلخ ظاهر الأصحاب الاتفاق على وجوب تغسيل السقط إذا تمت له أربعة أشهر كما يدل عليه هذا الخبر.

قال في المعتبر لا يغسل السقط إلا إذا استكمل شهورا أربعة وهو مذهب علمائنا ، ثم استدل عليه بهذا الخبر وخبر سماعة الاتي وقال : لا مطعن على الروايتين بانقطاع سند الأولى وضعف سماعة عن سند الثانية لأنه لا معارض لهما مع قبول الأصحاب لهما ، وأما الصلاة عليه فلا وهو اتفاق علمائنا ، ثم قال : ولو كان السقط أقل من أربعة أشهر لم يغسل ولم يكفن ولم يصل عليه بل يلف في خرقة ويدفن ، ذكر ذلك الشيخان وهو مذهب العلماء.

الحديث الثاني : حسن.

قوله عليه‌السلام : « إذا عقل الصلاة » اعلم أن الأصحاب اختلفوا في حكم الصلاة على الطفل فذهب الأكثر ومنهم الشيخ والمرتضى وابن إدريس إلى أنه يشترط في

١٣١

عليه قال إذا عقل الصلاة قلت متى تجب الصلاة عليه فقال إذا كان ابن ست سنين والصيام إذا أطاقه.

٣ ـ علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة قال رأيت ابنا لأبي عبد اللهعليه‌السلام في حياة أبي جعفرعليه‌السلام يقال له : عبد الله فطيم قد درج

وجوب الصلاة عليه بلوغ الحد الذي يمرن فيه على الصلاة وهو ست سنين.

وقال : المفيد في المقنعة لا يصل على الصبي حتى يعقل الصلاة وقال ابن الجنيد : يجب على المستهل. وقال ابن أبي عقيل : لا تجب الصلاة على الصبي حتى تبلغ.

أقول : في هذا الخبر إجمال واقتصر المفيد (ره) على القول به بذكر لفظه ولم يبين المراد ويحتمل أن يكون الراوي علم أن عقل الصلاة حد التمرين ومراده بالوجوب هنا مطلق الثبوت ، أو وجوب التمرين على الولي فالمعنى أنه متى يعقل الصلاة بحيث يؤمر بها تمرينا.

فقال : إذا كان ابن ست سنين ، ويؤيده ما رواه محمد بن مسلم في الصحيح عن أحدهماعليهما‌السلام في الصبي متى يصلي فقال : إذا عقل الصلاة قلت : متى يعقل الصلاة ويجب عليه قال : لست سنين ولو لم يكن مراد السائل ذلك يظهر من أخبار أخر أن هذا هو حد عقل الصلاة كما هو الغالب في الأطفال أيضا وسيأتي حكم تمرين الصلاة والصيام في أبوابها إن شاء الله.

الحديث الثالث : حسن.

قوله عليه‌السلام : « قد درج » أي كان ابتداء مشيه قال : في القاموس درج دروجا ودرجانا مشى.

قوله عليه‌السلام : « ذاك شر لك » أي كونك مولى لي شرف لك وفخر فإنكار ذلك شر لك والملعون كأنه غضب من ذلك.

قوله عليه‌السلام : « في جنازة الغلام » وفي التهذيب في جنان الغلام وما هنا هو

١٣٢

فقلت له يا غلام من ذا الذي إلى جنبك لمولى لهم فقال هذا مولاي فقال له المولى يمازحه لست لك بمولى فقال ذلك شر لك فطعن في جنازة الغلام

الظاهر ، وهو كناية عن الموت.

قال في النهاية : في حديث عليعليه‌السلام والله لود معاوية أنه ما بقي من بني هاشم إلا طعن في نيطه ، يقال : طعن في نيطه أي في جنازته ومن ابتدأ في شيء أو دخله فقد طعن فيه ويروي طعن على ما لم يسم فاعله ، « والنيط نياط القلب » وهو علاقته ، وقال : في خبر ، تقول العرب إذا أخبرت عن موت إنسان رمى في جنازته لأن الجنازة تصير مرميا فيها ، والمراد بالرمي الحمل والوضع انتهى ، ويحتمل أن يكون الطعن بمعناه المعروف والجنازة كناية عن الشخص وبعض المعاصرين قرأ احتار بالحاء المهملة والتاء المثناة من فوق والراء المهملة.

قال في القاموس : الحتار من كل شيء كفافه وما استدار به وحلقة الدبر أو ما بينه وبين القبل ، أو الخط بين الخصيتين ، وريق الجفن وشيء في أقصى فم البعير انتهى.

قال : بعض أفاضل المعاصرين أظن الجميع تحريفا من النساخ وأنه طعن في حياته الغلام أي في حياة أبي جعفرعليه‌السلام أي أصابه الطاعون في حياته وعلى تقدير جنان وحتارا أيضا يكون المعنى إصابة الطاعون في ذلك المكان ، وأما كون طعن مبنيا للفاعل وعود ضميره إلى المولى أو مبنيا للمفعول ونائب فاعله المولى ففي غاية البعد لفظا ومعنى وتركيبا فإن استعمال الطعن المتعارف بمثل الرمح ونحوه في معنى الوكز ونحوه غير معروف ، ولو سلم فالمعهود المتعارف أن يقال طعنه في جنانه وحمله على الطعن بالرمح ونحوه لا يليق والمقام والذوق لا يقبلان كون المولى ضربه ضربة في ذلك المكان فمات منها أو طعنة بالرمح كذلك انتهى ولا يخفى غرابته.

١٣٣

فمات فأخرج في سفط إلى البقيع فخرج أبو جعفرعليه‌السلام وعليه جبة خز صفراء وعمامة خز صفراء ومطرف خز أصفر فانطلق يمشي إلى البقيع وهو معتمد علي والناس يعزونه على ابن ابنه فلما انتهى إلى البقيع تقدم أبو جعفرعليه‌السلام فصلى عليه وكبر عليه أربعا ثم أمر به فدفن ثم أخذ بيدي فتنحى بي ثم قال إنه لم يكن يصلى على الأطفال إنما كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يأمر بهم فيدفنون

قوله عليه‌السلام : « في سقط » وهو معرب معروف.

قوله عليه‌السلام : « ومطرف خز » قال في القاموس : المطرف كمكرم رداء من خز مربع ذو أعلام.

وقال الجوهري : المطرف والمطرف واحد المطارف وهي أردية من خز مربعة لها أعلام. أقول : يدل الخبر على استحباب التزين ولبس الثياب الصفر.

قوله عليه‌السلام : « فكبر عليه أربعا » محمول على التقية كما مر.

قوله عليه‌السلام : « إنه لم يكن يصلي » على البناء للمجهول أي في زمن النبي وأمير المؤمنين ( صلى الله عليهما ).

قوله عليه‌السلام : « فيدفنون من وراء » في التهذيب والاستبصار من وراء وراء مكررا.

قال في النهاية في حديث الشفاعة : يقول : إبراهيم إني كنت خليلا من وراء وراء هكذا يقال مبينا على الفتح أي من خلف حجاب ، ومنه حديث معقل أنه حدث ابن زياد بحديث فقال : شيء سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أو من وراء وراء ، أي ممن جاء خلفه وبعده ، ويقال : لولد الولد وراء انتهى.

أقول : الظاهر أنه على التقديرين ، كناية إما عن عدم الإحضار في محضر الجماعة للصلاة ، أو عدم إحضار الناس في إعلامهم للصلاة ، ويحتمل بعيدا أن يكون من وراء وراء بيانا للضمير في يدفنون أي كان يأمر في أولاد أولاده بذلك ، أو

١٣٤

من وراء ولا يصلي عليهم وإنما صليت عليه من أجل أهل المدينة كراهية أن يقولوا لا يصلون على أطفالهم.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران ، عن ابن مسكان ، عن زرارة قال مات ابن لأبي جعفرعليه‌السلام فأخبر بموته فأمر به فغسل وكفن ومشى معه وصلى عليه وطرحت خمرة فقام عليها ثم قام على قبره حتى فرغ منه ثم انصرف وانصرفت

يكون المراد أنه كان يفعل ذلك بعد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبعد الأزمنة المتصلة بعصرهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيكون الغرض بيان استمرار هذا الحكم من زمان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الأعصار بعده ليظهر كون فعلهم على خلافه بدعة ، غاية الظهور كل ذلك خطر بالبال والأول عندي أظهر والله يعلم.

قوله عليه‌السلام : « كراهية أن يقولوا ».

أقول : المشهور بين الأصحاب استحباب الصلاة على من لم يبلغ ست سنين إذا ولد حيا والظاهر من هذا الخبر وكثير من الأخبار وسيأتي بعضها وعدم استحبابها قبل الست ، ويظهر منها إن ما ورد من الأمر بالصلاة قبل ذلك محمول على التقية.

فإن قيل : ظاهر هذا الخبر عدم شرعية الصلاة على غير البالغ مطلقا ولم يقل به أحد.

قلت مقتضى الجمع بين الأخبار الحمل على ما قبل الست بأن يكون اللام للعهد ، أي مثل هذه الأطفال مع أنه يمكن أن يقال إطلاق الطفل على غير البالغ مطلقا غير معلوم في اللغة والعرف القديم كما لا يخفى على من راجع كلام اللغويين واستعمالات القدماء. وبالجملة الأحوط بالنظر إلى الأخبار ترك الصلاة عليهم قبل ذلك والله يعلم.

الحديث الرابع : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « خمرة » قال في القاموس : الخمرة حصيرة صغيرة من

١٣٥

معه حتى إني لأمشي معه فقال أما إنه لم يكن يصلى على مثل هذا وكان ابن ثلاث سنين كان عليعليه‌السلام يأمر به فيدفن ولا يصلى عليه ولكن الناس صنعوا شيئا فنحن نصنع مثله قال قلت فمتى تجب الصلاة عليه فقال إذا عقل الصلاة وكان ابن ست سنين قال قلت فما تقول في الولدان فقال سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عنهم فقال الله أعلم بما كانوا عاملين.

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن إسماعيل ، عن عثمان بن عيسى ، عن زرعة ، عن سماعة ، عن أبي الحسن الأولعليه‌السلام قال سألته عن السقط إذا

السعف.

أقول : لعلهم طرحوا ليجلس عليها فلم يجلس ، وظاهر هذا الخبر استحباب القيام حتى يدفن ، ولعله محمول على التقية كما أن الصلاة أيضا كانت لها.

قوله عليه‌السلام : « متى تجب عليه الصلاة » يحتمل صلاة الجنازة وصلاة التمرينقوله عليه‌السلام : « الله علم بما كانوا عاملين » أقول سيأتي شرح هذا الكلام وتفصيل القول فيه في باب الأطفال إن شاء الله تعالى.

الحديث الخامس : موثق. إن اعتبرنا توثيق نصر بن الصباح لعلي بن إسماعيل كما حكم الشهيد الثاني بصحة خبره ، وحسن موثق إن لم نعتبره.

قوله عليه‌السلام : « إذا استوى خلقه » استدل بهذا الخبر على ما عليه الفتوى كما ذكرنا ، ولا يخفى أن الحكم فيه وقع معلقا على استواء الخلقة لا على بلوغ الأربعة إلا أن يدعى التلازم بين الأمرين وإثباته مشكل.

ثم اعلم أن ظاهر بعض الأصحاب أنه يلف في خرقة ويدفن بعد الغسل.

وأوجب الشهيد (ره) ومن تأخر عنه تكفينه بالقطع الثلاث ، وتحنيطه أيضا ، والظاهر من الخبر وجوب التكفين على ما هو المعهود لأنه المتبادر من الكفن عند الإطلاق والأحوط التحنيط أيضا لعموم الأخبار.

١٣٦

استوى خلقه يجب عليه الغسل واللحد والكفن فقال كل ذلك يجب عليه.

٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن مهران ، عن محمد بن الفضيل قال كتبت إلى أبي جعفرعليه‌السلام أسأله عن السقط كيف يصنع به فكتب

قوله عليه‌السلام : « واللحد » قال الجوهري : اللحد بالتسكين الشق في جانب القبر ، واللحد بالضم لغة : فيه تقول ألحدت القبر لحدا وألحدت أيضا فهو ملحد ، أقول : يمكن أن يكون هنا اسما مصدرا وظاهره وجوب اللحد للميت ، والمشهور بينهم استحبابه بل لا خلاف بينهم في ذلك.

قال في التذكرة : ويستحب أن يجعل له لحد ومعناه أنه إذا بلغ الحافر أرض القبر حفر في حائطه مما يلي القبلة مكانا يوضع فيه الميت ، وهو أفضل من الشق ومعناه أن يحفر في قعر القبر شقا شبه النهر يضع الميت فيه ويسقف عليه بشيء ذهب إليه علماؤنا وبه قال : الشافعي وأكثر أهل العلم.

وقال أبو حنيفة : الشق أفضل لكل حال ، ثم قال : يستحب أن يكون اللحد واسعا بقدر ما يتمكن فيه الجالس من الجلوس انتهى.

أقول : يمكن حمل الخبر على الاستحباب المؤكد مع أن الوجوب في عرف الأخبار أعم من المعنى المصطلح والأولى عدم الترك.

الحديث السادس : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « يدفن بدمه » الظاهر أن المراد أنه لا يغسل بل يدفن ملطخا بالدم ، وقيل المراد أنه يدفن معه ما فضل من الدم عن المرأة عند الولادة ولا يخفى بعده.

وحمل القوم هذا الخبر على ما إذا لم يتم له أربعة أشهر كما مر وقالوا يلف في خرقة ويدفن ، واستدلوا على حكم هذا النوع من السقط بهذا الخبر مع أنه خال عن ذكر اللف وبعضهم عبروا عن هذا النوع بمن لم يلجه الروح.

وقال : الشهيد الثاني (ره) المراد به من نقص سنه عن أربعة أشهر وقد صرح

١٣٧

عليه‌السلام إلي أن السقط يدفن بدمه في موضعه.

٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن سعيد ، عن علي بن عبد الله قال سمعت أبا الحسن موسىعليه‌السلام يقول إنه لما قبض إبراهيم بن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جرت فيه ثلاث سنن أما واحدة فإنه لما مات انكسفت الشمس فقال الناس انكسفت الشمس لفقد ابن رسول الله فصعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإن انكسفتا أو واحدة منهما فصلوا ثم

في المعتبر أن مدار وجوب الغسل وعدمه على بلوغ أربعة أشهر وعدمه كما نقلنا عنه سابقا وهو الأظهر كما عرفت من الأخبار.

قوله عليه‌السلام : « في موضعه » لعل المراد أنه لا يلزم نقله إلى المقابر لأن ذلك حكم من ولجته الروح ومات ، بل يدفن في الدار التي وقع فيها السقط لا خصوص موضع السقط والله يعلم.

الحديث السابع : مجهول.

قوله عليه‌السلام : « آيتان من آيات الله » أي علامتان من علاماته تدلان على وجوب القادر الحكيم وقدرته وعلمه.

قوله عليه‌السلام : « مطيعان » وفي بعض النسخ مطيعان له وهو المراد.

قوله عليه‌السلام : « لا ينكسفان لموت أحد » أي بمحض الموت ، بل إذا كان ذلك بسبب فعل الأمة واستحقوا العذاب والتخويف يمكن أن ينكسفا لذلك ، فلا ينافي ما روي في الأخبار من انكسافهما لشهادة الحسين ( صلوات الله عليه ) ولعنة الله على قاتله فإنها كانت بفعل الأمة الملعونة ، واستحقوا بذلك التخويف والعذاب بخلاف فوت إبراهيمعليه‌السلام فإنه لم يكن بفعل الأمة.

قوله عليه‌السلام : « يا علي قم فجهز ابني » لعل تقديم صلاة الكسوف هنا لتضييق

١٣٨

نزل عن المنبر فصلى بالناس صلاة الكسوف فلما سلم قال يا علي قم فجهز ابني فقام عليعليه‌السلام فغسل إبراهيم وحنطه وكفنه ثم خرج به ومضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى انتهى به إلى قبره فقال الناس إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نسي أن يصلي على إبراهيم لما دخله من الجزع عليه فانتصب قائما ثم قال يا أيها الناس أتاني جبرئيلعليه‌السلام بما قلتم زعمتم أني نسيت أن أصلي على ابني لما دخلني من الجزع ألا وإنه ليس كما ظننتم ولكن اللطيف الخبير فرض عليكم خمس صلوات وجعل لموتاكم من كل صلاة تكبيرة وأمرني أن لا أصلي إلا على من صلى ثم قال يا علي انزل فألحد ابني فنزل فألحد إبراهيم في لحده فقال الناس إنه لا ينبغي لأحد أن ينزل في قبر

وقته ، وتوسعة وقت التجهيز على ما هو المشهور بين الأصحاب في مثله.

قال في القاموس : جهاز الميت والعروس والمسافر : « بالكسر والفتح » وما يحتاجون إليه وقد جهزه تجهيزا.

قوله عليه‌السلام : « زعمتم » أي قلتم ويطلق غالبا على القول الباطل أو الذي يشك فيه.

قال في القاموس : الزعم مثلثة ، القول الحق والباطل والكذب وأكثر ما يقال فيما يشك فيه انتهى.

قوله عليه‌السلام : « من كل صلاة » يدل على وجوب التكبيرات الخمس مع التعليل كما مر.

قوله عليه‌السلام : « إلا على من صلى » أي لزم تمرينه بالصلاة كما سيأتي تفسيره ويدل على عدم مشروعية الصلاة على من يبلغ الست بتوسط الأخبار الأخرى.

قوله عليه‌السلام : « فألحد ابني » بفتح الحاء أو بكسره من باب الأفعال في القاموس لحد القبر كمنع ، والحدة عمل له لحدا : والميت دفنه.

أقول : يدل على شرعية اللحد وعمومه للأطفال أيضا ، ويدل على عدم كراهة

١٣٩

ولده إذ لم يفعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يا أيها الناس إنه ليس عليكم بحرام أن تنزلوا في قبور أولادكم ولكني لست آمن إذا حل أحدكم الكفن عن ولده أن يلعب به الشيطان فيدخله عند ذلك من الجزع ما يحبط أجره ثم انصرفصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٨ ـ علي ، عن علي بن شيرة ، عن محمد بن سليمان ، عن حسين الحرشوش ، عن هشام بن سالم قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام إن الناس يكلمونا ويردون علينا قولنا إنه لا يصلى على الطفل لأنه لم يصل فيقولون لا يصلى إلا على من صلى فنقول نعم فيقولون أرأيتم لو أن رجلا نصرانيا أو يهوديا أسلم ثم مات من ساعته فما الجواب فيه فقال قولوا لهم أرأيت لو أن هذا الذي أسلم الساعة ثم افترى على إنسان ما كان يجب عليه في فريته فإنهم سيقولون يجب عليه الحد فإذا قالوا هذا قيل لهم فلو أن هذا الصبي الذي لم يصل افترى على إنسان هل

نزول مطلق ذي الرحم كما ذكره الأكثر ، وقد مر الكلام فيه ولم أر من الأصحاب من تعرض لهذا الخبر ، ويدل على كراهة نزول الوالد في قبر الولد وعدم حرمته ويدل على مطلوبية حل عقد الكفن وعلى أن الجزع الشديد يحبط الأجر وعلى الإحباط في الجملة.

الحديث الثامن : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « على من وجبت عليه الصلاة » أي لزم تمرينه ويلزم عليه بسبب التمرين ، وحاصل الجواب أن مناط وجوب الصلاة كون الميت بحيث تلزمه الصلاة ولا مدخل للفعل في ذلك ، وهذا الخبر يدل على أن ما ورد من الصلاة على الطفل الذي لم يبلغ الست محمول على التقية. وأن الصلاة عليه غير مطلوب فإنه الظاهر من قوله لا يصلي.

ويمكن أن يأول بأن المراد : عدم وجوب الصلاة عليه قبل ذلك ، بأن يكون المخالف الذي عورض في ذلك قائلا بالوجوب ، ويؤيده قوله وإنما يجب أن

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

الإنس ، يا أسمع السامعين ويا أبصر الناظرين ، ويا أسرع الحاسبين ويا أرحم الراحمين صلّى على محمّد وآل محمّد وأسألك اللهم حاجتى الّتى إن أعطيتنيها لم يضرنى ما منعتنى وان منعتنيها ما أعطيتنى ، أسألك فكاك رقبتى من النار لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك لك الملك ولك الحمد ، وأنت على كلّ شيء قدير.

يا ربّ يا ربّ يا ربّ إلهى أنا الفقير فى غناى فكيف لا أكون فقيرا فى فقرى ، إلهى أنا الجاهل فى علمى ، فكيف لا أكون جهولا فى جهلى ، إلهى إنّ اختلاف تدبيرك وسرعة مقاديرك منعا عبادك العارفين بك عن السكون إلى عطاء واليأس منك فى بلاء ، الهى منّى ما يليق بلومى ومنك ما يليق بكرمك.

الهى وصفت نفسك باللّطف والرّأفة لى قبل وجود ضعفى ، أفتمنعني منها بعد وجود ضعفى ، الهى إن ظهرت المحاسن منّى فبفضلك ، ولك المنّة علىّ وان ظهرت المساوى منّى فبعد لك ولك الحجة علىّ ، الهى كيف تكلنى وقد توكّلت لى وكيف أضام وأنت الناصر لى ، أم كيف أخيب وأنت الحفّى بها.

ها أنا أتوسّل إليك بفقرى إليك وكيف أتوسّل إليك بما هو محال أن يصل إليك ، أم كيف أشكو إليك حالى وهو لا يخفى عليك ، أم كيف أترجم بمقالى وهو منك برز إليك ، أم كيف تخيّب آمالى وهى قد وفدت إليك أم كيف لا تحسن أحوالى وبك قامت ، يا إلهى ما ألطفك بى مع عظيم جهلى وما أرحمك بى مع قبيح فعلى.

الهى ما أقربك منّى وقد أبعدنى عنك وما أرأفك بى فما الذي؟؟؟ عنك إلهى علمت باختلاف الآثار وتنقلات الأطوار ، أنّ مرادك منّى أن تتعرّف إلىّ فى كلّ شيء حتّى لا أجهلك فى شيء ، الهى كلّما أخرسني لومى انطقتى كرمك ، وكلّما آيستنى أوصافى ، أطمعتنى مننك.

الهى من كانت محاسنه مساوى ، فكيف لا يكون مساويه مساوى ، ومن كانت

١٨١

حقائقه دعاوى ، فكيف لا تكون دعاويه دعاوى ، إليه حكمك النافذ ومشيتك القاهرة ، لم يتر كالذى مقال مقالا ولا لذى حال حالا ، الهى كم من طاعة بنيتها وحالة شيدتها ، هدم اعتمادى عليها عدلك بل أقالنى منها فضلك.

إلهى إنك تعلم أنى وان لم تدم الطاعة منّى فعلا جز ما فقد دامت محبة وعزما ، الهى كيف أعزم وأنت القاهر وكيف لا أعزم وأنت الآمر إلهى تردّدى فى الآثار يوجب بعد المزار ، فاجمعنى عليك بخدمة توصلنى إليك كيف يستدلّ عليك بما هو فى وجوده مفتقر إليك أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتّى يكون هو المظهر لك متى غبت حتّى تحتاج إلى دليل يدلّ عليك ومتى بعدت حتى تكون الآثار هى التي توصل إليك ، عميت عين لا تزال(١) عليها رقيبا وحسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبّك نصيبا.

الهى أمرت بالرجوع الى الآثار فارجعنى إليك بكسوة الأنوار ، وهداية الإستبصار حتّى أرجع إليك منها كما دخلت إليك منها مصون الستر عن النظر إليها ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها انك على كل شيء قدير ، إلهى هذا ذلّى ظاهر بين يديك وهذا حالى لا يخفى عليك منك أطلب الوصول إليك وبك استدلّ عليك فاهدنى بنورك إليك وأقمنى بصدق العبودية بين يديك.

الهى علّمنى من علمك المخزون وصنّى بسرك المصون الهى حققنى بحقايق أهل القرب واسلك بى مسلك أهل الجذب ، إلهى أقمنى بتدبيرك لى عن تدبيرى ، واختيارك لى عن اختيارى وأوقفنى على مراكز اضطرارى الهى اخرجنى من ذلّ نفسى وطهّرنى من شكّى وشركى قبل حلول رمسى.

بك انتصر فانصرنى وعليك أتوكل فلا تكلنى وإيّاك أسأل فلا تخيّبنى وفى

__________________

(١) فى بعض النسخ : عميت عين لا تراك.

١٨٢

فضلك ارغب فلا تحرمنى وبجنابك انتسب فلا تبعدنى وببابك أقف فلا تطردنى الهى تقدّس رضاك أن تكون له علة منك فكيف يكون له علة منى الهى أنت الغنىّ بذاتك أن يصل إليك النفع منك فكيف لا تكون غنيا عنّى إلهى أنّ القضاء والقدر يمنينى وأن الهواء بوثائق الشهوة أسرنى فكن أنت النصير لى حتّى تنصرنى وتبصرنى.

أغننى بفضلك حتّى استغنى بك عن طلبى أنت الذي أشرقت الأنوار فى قلوب أولياءك حتّى عرفوك ووجدوك وأنت الّذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبّائك حتّى لم يحبّوا سواك ولم يلجئوا إلى غيرك أنت المونس لهم حيث أوحشتهم العوالم وأنت الّذي هديتهم حيث استبانت لهم المعالم ما ذا وجد من فقدك وما الّذي فقد من وجدك ، لقد خاب من رضى دونك بدلا ولقد خسر من بغى عنك متحولا.

كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان وكيف يطلب من غيرك وأنت ما بدّلت عادة الامتنان يا من أذاق أحبّاءه حلاوة المؤانسة ، فقاموا بين يديه متملّقين ويأمن ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بين يديه مستغفرين أنت الذاكر قبل الذاكرين وأنت البادى بالإحسان قبل توجه العابدين وأنت الجواد بالعطاء قبل طلب الطالبين وأنت الوهّاب ثم ما وهبت لنا من المستقرضين.

الهى اطلبني برحمتك حتّى أصل إليك واجذبنى بمنك حتّى أقبل عليك ، إلهى أنّ رجائى لا ينقطع عنك وان عصيتك كما أنّ خوفى لا يزايلنى وإن أطعتك فقد رفعتنى العوالم إليك وقد أوقعنى علمى بكرمك عليك إلهى كيف أخيب وأنت أملى أم كيف أهان وعليك متكلى إلهى كيف استعزّ وفى الذّلة أركزتني أم كيف لا استعزّ وإليك نسبتنى ، إلهى كيف لا أفتقر وأنت الّذي فى الفقراء أقمتني أم كيف أفتقر وأنت الذي بجودك أغنيتنى.

١٨٣

أنت الّذي لا إله غيرك تعرّفت لكلّ شيء فما جهلك شيء وأنت الذي تعرّفت الىّ فى كلّ شيء فرأيتك ظاهرا فى كلّ شيء وأنت الظاهر لكلّ شيء يا من استوى برحمانيته ، فصار العرش غيبا فى ذاته محقت الآثار ومحوت الأغيار بمحيطات أفلاك الأنوار يأمن احتجب فى سرادقات عرشه عن أن تدركه الأبصار يا من تجلّى بكمال بهائه فتحققت عظمة الاستواء كيف تخفى وأنت الظاهر أم كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر ، انك على كل شيء قدير والحمد لله وحده(١) .

٦ ـ حرز الامام الحسينعليه‌السلام

٧ ـ رواه ابن طاوسرحمه‌الله وهو : بسم الله يا دائم يا ديموم يا حىّ يا قيوم الرحمن الرحيم ، يا كاشف الغمّ يا فارج الهمّ يا باعث الرسل يا صادق الوعد اللهم أن كان لى عندك رضوان وودّ فاغفر لي ومن اتبعنى من إخوانى وشيعتى وطيّب ما فى صلبى برحمتك يا أرحم الراحمين وصلّى الله على سيدنا محمّد وآله اجمعين(٢) .

٧ ـ قنوت الامام الحسينعليه‌السلام

٨ ـ روى ابن طاوس باسناده قنوت الامام الحسين وهو : اللهمّ منك البدء ولك المشية ولك الحول ، ولك القوة وأنت الله الّذي لا إله إلا أنت جعلت قلوب أولياءك مسكنا لمشيتك ومكّنا لا رادتك وجعلت عقولهم مناصب أوامرك و

__________________

(١) اقبال الاعمال : ٣٣٩.

(٢) مهج الدعوات : ١١.

١٨٤

نواهيك فأنت إذا شئت ما تشاء حركت من أسرارهم كو امن ما أبطنت فيهم وأبدأت من إرادتك على ألسنتهم ما أفهمتهم به عنك فى عقودهم بعقول تدعوا إليك بحقايق ما منحتهم به وانّى لأعلم ممّا علمتنى ممّا أنت المشكور على ما منه أريتنى وإليه اويتنى.

اللهم وانّى مع ذلك كلّه عائذ بك لائذ بحولك وقوتك راض بحكمك الّذي سقته إلىّ فى علمك ، جار بحيث أجريتنى قاصد ما أممّتنى غير ضنين بنفسى فى ما يرضيك عنّى إذ به قد رضيتني ولا قاصر بجهدى عما إليه ندبتنى مسارع لما عرفتنى شارع فيما اشرعتنى مستبصر فى ما بصرتنى مراع ما أرعيتنى فلا تخلنى من رعايتك ولا تخرجنى من عنايتك ولا تقعدنى عن حولك ولا تخرجنى عن مقصد أنال به ارادتك.

اجعل على البصيرة مدرجتى وعلى الهداية محجّتى وعلى الرشاد مسلكى حتّى تنيلنى وتنيل بى أمنيتى وتحلّ بى على ما به أردتنى ، وله خلقتنى وإليه آويت بى وأعذ أوليائك من الافتتان بى وفتّنهم برحمتك لرحمتك فى نعمتك تفتين الاجتباء والاستخلاص بسلوك طريقتى واتباع منهجى وألحقنى بالصالحين من آبائى وذوى رحمى(١) .

٩ ـ الحافظ ابن أبى شيبة حدثنا وكيع ، عن حسن بن صالح ، عن منصور ، عن شيخ يكنّى أبا محمّد أن الحسين بن علىّعليهما‌السلام كان يقول فى قنوت الوتر : اللهمّ إنك ترى ولا ترى ، اللهمّ إنا نعوذ بك من أن ننال ونخزى(٢) .

__________________

(١) مهج الدعوات : ٤٨ ـ ٤٩.

(٢) المصنف : ١ / ٣٨٥.

١٨٥

٨ ـ تسبيحات الامام الحسينعليه‌السلام

١٠ ـ قال ابن طاوس : من دعاء العشرات رويناه باسنادنا الى سعد بن عبد الله قال: حدّثنا أحمد بن محمّد عن الحسن بن على بن فضال ، عن الحسين بن الجهم ، عمّن حدّثه ، عن الحسن بن محبوب أو غيره ، عن معاوية بن وهب عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : إنّ عندنا ما نكتمه ولا نعلّمه غيرنا أشهد على أبى أنه حدّثنى ، عن أبيه ، عن جدّه قال : قال لى على بن أبى طالبعليهم‌السلام :

يا بنىّ انه لا بدّ من أن تمضى مقادير الله وأحكامه على ما أحبّ وقضى وسينقذ الله قضاءه وقدره وحكمه فيك ، فعاهدنى أن لا أتلفظ بكلام أسرّه إليك حتّى أموت وبعد موتى باثنا عشر شهرا ، وأخبرك بخبر أصله عن الله ، تقول غدوة وعشية ، فيشتغل به ألف ألف ملك ، يعطى كلّ ملك منهم قوة ألف كاتب فى سرعة الكتابة.

يوكّل بالاستغفار لك ألف ألف ملك يعطى كلّ ملك مستغفر قوة ألف ألف متكلّم فى سرعة الكلام ، ويبنى لك فى دار السلام ألف بيت فى مائة قصر يكون لك جار جدّك ويبنى لك فى جنات عدن ألف ألف مدينة ويحشر معك فى قبرك كتّاب يقول : ها أنا لا سبيل عليك للفزع ولا للخوف ولا لزلازل الصراط ولا لعقاب النار.

لا تدعو بدعوة فتحبّ أن تجاب فى يومك ، فيمسى عليك يومك إلّا أتاك كائنة ما كانت ، بالغة ما بلغت ، فى أىّ نحو كانت ولا تموت إلّا شهيدا وتحيى ما حييت وأنت سعيد ، ولا يصيبك فقر أبدا ولا جنون ولا بلوى ويكتب لك فى كلّ يوم بعدد الثقلين كلّ نفس ألف ألف حسنة ويمحى عنك ألف ألف سيئة ويرفع لك ألف

١٨٦

ألف درجة.

يستغفر لك العرش والكرسىّ حتّى تقف بين يدى اللهعزوجل ولا تطلب لأحد حاجة إلا قضاها ، ولا تطلب إلى الله حاجة لك ولغيرك الى آخر الدهر فى دنياك وآخرتك إلّا قضاها ، فعاهدنى كما أذكرك.

فقال له الحسينعليه‌السلام (١) : عاهدنى يا أبه على ما أحببت ، قال : أعاهدك على أن تكتم علىّ ، فاذا بلغ منيتك فلا تعلّمه أحدا سوانا أهل البيت أو شيعتنا أو أوليائنا وموالينا ، فانك أنت إن فعلت ذلك طلب الناس إلى ربّهم الحوائج فى كلّ نحو ، فقضاها ، فأنا أحبّ أن يتمّ الله بكم أهل البيت بما علّمنى ما أعلّمك ما أنتم فيه تحشرون لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، فعاهد الحسين عليّا صلوات الله عليهما على ذلك ثم قال : إذا أردت إن شاء الله ذلك فقل هذا الدعاء :

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا والله أكبر ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلىّ العظيم ، سبحان الله فى آناء الله وأطراف النّهار ، سبحان الله بالغدوّ والآصال ، سبحان الله بالعشىّ والإبكار ، سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ، وله الحمد فى السماوات والأرض وعشيّا وحين تظهرون ، يخرج الحىّ من الميت ، ويخرج الميّت من الحىّ ، ويحيى الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون.

سبحان ربك ربّ العزة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلىّ العظيم ، سبحان ذى الملك والملكوت ، سبحان ذى العزّة والجبروت ، سبحان الملك الحقّ القدّوس ، سبحان الملك الحىّ الذي لا يموت ، سبحان القائم الدائم سبحان الحىّ القيّوم ، سبحان العلىّ الأعلى ، سبحانه وتعالى ، سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والرّوح.

__________________

(١) فى الاصل : الحسن وهو وهم من الناسخ.

١٨٧

اللهم إنّى أصبحت منك فى نعمة وعافية فأتمم علىّ نعمتك وعافيتك لى بالنجاة من النار وارزقنى شكرك وعافيتك أبدا ما أبقيتنى ، اللهمّ بنورك اهتديت وبنعمتك أصبحت وأمسيت ، اشهدك وكفى بك شهيد او أشهد ملائكتك وحملة عرشك وأنبياءك ورسلك وجميع خلقك وسماواتك وأرضك ، إنك أنت الله لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك وأنّ محمّد صلواتك عليه وآله عبدك ورسولك وأنك على كلّ شيء قدير ، تحيى وتميت وتميت وتحيى.

أشهد أنّ الجنة حقّ والنار حقّ وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأنّ الله يبعث من فى القبور ، وأشهد أن علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام والحسن والحسين وعلىّ بن الحسين ومحمّد بن على ، وجعفر بن محمّد ، وموسى بن جعفر ، وعلى بن موسى ومحمّد بن على ، وعلى بن محمّد والحسن بن علىّ والامام من ولد الحسن بن على الأئمة الهداة المهديون ، غير الضالّين ولا المضلّين ، أنهم أوليائك المصطفون وحزبك الغالبون وصفوتك وخيرتك من خلقك ونجبائك والّذين انتجبتهم لولايتك واختصصتهم من خلقك واصطفيتهم على عبادك وجعلتهم حجة على خلقك صلواتك عليهم والسلام.

اللهم اكتب لى هذه الشهادة عندك متى تلقّنيها وأنت عنّى راض يوم القيمة وقد رضيت عنّى انّك على كلّ شيء قدير ، اللهم لك الحمد حمدا تضع لك السماء كنفيها وتسبّح لك الأرض ومن عليها ولك الحمد حمدا يصعد ولا ينفد وحمدا يزيد ولا يبيد سرمدا مددا لانقطاع له ولا نفاد أبدا حمدا يصعد اوّله ولا ينفد آخره ولك الحمد علىّ معى وفىّ وقبلى وبعدى وأمامى ولدىّ واذا متّ وفنيت وبقيت يا مولاى فلك الحمد اذا انتشرت وبعثت.

لك الحمد والشكر بجميع محامدك كلّها على جميع نعمائك كلّها ولك الحمد على كلّ عرق ساكن وعلى كلّ اكلة وشربة بطشة وحركة ونومة ويقظة ولحظة و

١٨٨

طرفة ونفس وعلى كلّ موضع شعرة.

اللهم لك الحمد كلّه ولك الملك كلّه وبيدك الخير كلّه علانيته وسرّه وأنت منتهى الشأن كلّه ، اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك اللهم لك الحمد باعث الحمد ووارث الحمد وبديع الحمد ، ومبتدع الحمد ، ووافى العهد وصادق الوعد وعزيز الجند وقديم المجد.

اللهم لك الحمد مجيب الدّعوات رفيع الدرجات منزل الآيات من فوق سبع سماوات مخرج النّور من الظلمات مبدّل السيئات حسنات وجاعل الحسنات درجات ، اللهم لك الحمد غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذا الطّول لا إله إلّا أنت إليك المصير ، اللهم لك الحمد فى اللّيل إذا يغشى ونزلته من السماء إلى الارض ولك الحمد عدد كل قطرة ولك الحمد فى الآخرة والاولى ولك الحمد عدد كلّ نجم وملك فى السماء ولك الحمد عدد كلّ قطرة فى البحار والأودية والأنهار ولك الحمد عدد الشجر والورق والحصى والثرى والجنّ والانس والبهائم والطير والوحوش والأنعام والسّباع والهوامّ.

لك الحمد عدد ما أحصى كتابك وأحاط به علمك حمدا كثيرا دائما مباركا فيه أبدا لا إله الا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيى ويميت ويميت ويحيى وهو حىّ لا يموت بيده الخير وهو على كلّ شى قدير (عشر مرات) (استغفر الله الّذي لا إله إلّا هوالحىّ القيوم وأتوب إليه) (عشر مرات) (يا الله يا الله) (عشرا) يا رحمن يا رحمن (عشرا) (يا رحيم يا رحيم) (عشرا) (يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والاكرام عشرا) (يا حنان يا منان) (عشرا) (يا حىّ يا قيوم) (عشرا) (يا لا إله إلا أنت) (عشرا) اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد (عشرا) (بسم الله الرحمن الرحيم) (عشرا) (آمين آمين عشرا) افعل لى كذا وكذا) وتقول هذا بعد

١٨٩

الصبح مرّة وبعد العصر أخرى ثم تدعو بما شئت(١) .

تسبيح آخر للامام أبى عبد الله الحسينعليه‌السلام

١١ ـ عنه قال روى عن الحسين بن علىعليهما‌السلام بسم الله الرّحمن الرّحيم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلىّ العظيم سبحان الله بالغدوّ والآصال سبحان الله فى آناء اللّيل وأطراف النهار سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد فى السموات والارض وعشيا وحين تظهرون يخرج الحىّ من الميّت ويخرج الميّت من الحىّ ويحيى الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون ، سبحان ربك ربّ العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

سبحان ربك ربّ العرش العظيم سبحان ذى الملك والملكوت سبحان ذى العزة والعظمة والجبروت سبحان الملك الحىّ القدوس سبحان الدائم القائم سبحان القائم الدائم ، سبحان الحىّ القيوم ، سبحان ربّى الأعلى سبحان العلىّ الأعلى سبحانه وتعالى سبحان الله السبّوح القدّوس ربّ الملائكة والروح.

اللهم إنى أصبحت فى نعمة وعافية ، فصلّ اللهم على محمّد وآل محمّد وتممّ علىّ نعمتك وعافيتك وارزقنى شكرك ، اللهم بنورك اهتديت وبفضلك استعنت وبنعمتك اصبحت وأمسيت ذنوبى بين يديك أستغفرك وأتوب إليك لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت أنت الجدّ لا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ لا حول ولا قوة إلّا بالله العلىّ العظيم.

__________________

(١) مهج الدعوات : ١٤٥

١٩٠

اللهم إنى اشهدك واشهد ملائكتك وحملة عرشك وجميع خلقك فى سماواتك وأرضك إنك أنت الله الّذي لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك وأنّ محمّدا عبدك ورسولكصلى‌الله‌عليه‌وآله اللهم اكتب لى هذه الشهادة عندك حتّى تلقّنيها يوم القيمة وقد رضيت بها عنّى إنك على كل شيء قدير.

اللهم لك الحمد حمدا تضع لك السموات كنفيها وتسبّح لك الأرض ومن عليها ، اللهم لك الحمد حمدا يصعد أوّله ولا ينفد آخره حمدا يزيد ولا يبيد ، سرمدا ابدا لا انقطاع له ولا نفاد حمدا يصعد ولا ينفد ، اللهم لك الحمد فىّ وعلىّ ومعى وقبلى وبعدى وأمامى وورائى وخلفى واذا متّ وفنيت يا مولاى ولك الحمد فى كلّ عرق ساكن وعلى كلّ عرق ضارب لك الحمد على كل أكلة وشربة وبطشة ونشطة وعلى كلّ موضع شعرة.

اللهم لك الحمد كلّه ولك المنّ كلّه ولك الخلق كلّه ولك الملك كلّه ولك الأمر كلّه بيدك الخير كلّه وإليك يرجع الأمر كلّه علانيته وسرّه وأنت منتهى الشأن كلّه ، اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك فىّ ولك الحمد على عفوك عنى بعد ، قدرتك علىّ

اللهم لك الحمد صاحب الحمد ، ووارث الحمد ومالك الحمد ووارث الملك بديع الحمد ومبتدع الحمد ، وفىّ العهد صادق الوعد عزيز الجند قديم المجد ، اللهم لك الحمد رفيع الدرجات مجيب الدّعوات منزل الآيات من فوق سبع سماوات مخرج النور من الظلمات مبدّل السيئات حسنات وجاعل الحسنات درجات.

اللهم لك الحمد غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذا الطول لا إله إلّا أنت إليك المصير ، اللهم لك الحمد فى اللّيل اذا يغشى ولك الحمد فى النهار اذا تجلّى ولك الحمد فى الآخرة والأولى ولك الحمد عدد كل نجم فى السماء ولك الحمد عدد كلّ قطرة فى السماء ولك الحمد عدد كلّ قطرة نزلت من السماء ولك الحمد عدد كل

١٩١

قطرة فى البحار ولك الحمد عدد الشجر والورق والثرى والمدر والحصى والجن والانس والطير والبهائم والسباع والأنعام والهوام ولك الحمد عدد ما على وجه الأرض وتحت الأرض وما فى الهواء والسماء ولك الحمد عدد ما أحصاه كتابك وأحاط به علمك حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه ابدا.

ثم تقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيى ويميت ويميت ويحيى وهو حىّ لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير (عشر مرات). استغفر الله الذي لا إله إلّا هو الحىّ القيّوم وأتوب إليه (عشر مرّات).

يا الله يا الله يا الله يا رحمن يا رحمن يا رحيم يا حنان يا حنان يا منّان يا منّان يا حىّ يا قيوم كلّ واحد عشر مرات ، يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والاكرام عشر مرّات ، بسم الله الرحمن الرحيم عشر مرّات ، يا لا الله الا أنت عشر مرات ، اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد عشر مرات آمين آمين عشرا ثم تسأل حوائجك كلّها بعده لدنياك وآخرتك تجاب عليه إن شاء الله(١) .

٩ ـ تسبيح آخر للامام الحسينعليه‌السلام

١٢ ـ قال المجلسى ،رحمه‌الله ، تسبيح الحسين بن علىعليهما‌السلام فى اليوم الخامس(٢) : سبحان الرفيع الأعلى ، سبحان العظيم الأعظم ، سبحان من هو هكذا ولا يكون هكذا غيره ، ولا يقدر أحد قدرته ، سبحان من أوله علم لا يوصف وآخره علم لا يبيد ، سبحان من علا فوق البريات بالإلهية ، فلا عين تدركه ، ولا عقل يمثله ولا وهم يصوّره ولا لسان يصفه بغاية ما له الوصف ، سبحان من علا فى الهواء ،

__________________

(١) مهنج الدعوات : ١٤٩.

(٢) كذا والظاهر يوم الخميس.

١٩٢

سبحان من قضى الموت على العباد ، سبحان الملك القادر ، سبحان الملك القدّوس ، سبحان الباقى الدائم(١) .

١٠ ـ دعائهعليه‌السلام عند الصباح والمساء

١٣ ـ قال ابن طاوس دعاء آخر لمولانا الحسين بن علىّعليهما‌السلام إذا أصبح وأمسى : بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله وبالله ، ومن الله وإلى الله وفى سبيل الله وعلى ملّة رسول الله ، وتوكّلت على الله ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلىّ العظيم ، اللهم انّى أسلمت نفسى إليك ووجّهت وجهى إليك وفوّضت أمرى إليك ، إياك أسأل العافية من كلّ سوء فى الدنيا والآخرة.

اللهم إنك تكفينى من كلّ أحد ولا يكفينى أحد ، منك فاكفنى من كلّ أحد أخاف وأحذر واجعل لى من أمرى فرجا ومخرجا ، انك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت على كلّ شيء قدير برحمتك يا أرحم الراحمين(٢) .

١١ ـ حجاب الامام الحسينعليه‌السلام

١٤ ـ ذكره ابن طاوس لهعليه‌السلام : يا من شانه الكفاية وسرادقه الرعاية يا من هو الغاية والنهاية يا صارف السوء والسواية والضرّ اصرف عنّى أذيّة العالمين من الجنّ والإنس أجمعين بالأشباح النورانية بالأسماء السريانية وبالأقلام اليونانية وبالكلمات العبرانية وبما نزل فى الألواح من يقين الإيضاح.

__________________

(١) بحار الانوار : ٩٤ / ٢٠٦.

(٢) مهج الدعوات : ١٥٧.

١٩٣

اجعلنى اللهم فى حرزك وفى حزبك وفى عبادك وفى سترك وفى كنفك من كلّ شيطان مارد وعدوّ راصد ولئيم معاند وضدّ كنود ومن كل حاسد ببسم الله استشفيت وببسم الله استكفيت وعلى الله توكلت وبه استعنت وإليه استعديت على كلّ ظالم ظلم وغاشم غشم وطارق طرق وزاجر زجر ، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين(١) .

١٢ ـ مناجاتهعليه‌السلام

١٥ ـ روى ابن شهرآشوب عن عيون المجالس انّهعليه‌السلام ساير أنس بن مالك فأتى قبر خديجة فبكي ، ثم قال اذهب عنّى قال أنس فاستخفيت عنه فلمّا طال وقوفه في الصلاة سمعته قائلا :

يا ربّ يا ربّ أنت مولاه

فارحم عبيدا إليك ملجاه

يا ذا المعالى عليك معتمدى

طوبى لمن كنت أنت مولاه

طوبى لمن كان خادما أرقا

شكو الى ذى الجلال بلواه

وما به علّة ولا سقم

اكثر من حبّه لمولاه

إذا اشتكى بثّه وغصّته

اجابه الله ثم لبّاه

لبيك لبيك أنت فى كنفى

وكلّما قلت قد علمناه

صوتك تشتاقه ملائكتى

فحسبك الصوت قد سمعناه

دعاك عندى يجول فى حجب

فحسبك الستر قد سفرناه

لو هبّت الريح فى جوانبه

خرّ صريعا لما تغشّاه

__________________

(١) مهج الدعوات : ٢٩٨.

١٩٤

سلنى بلا رعبة ولا رهب

ولا حساب إنى أنا الله(١)

١٣ ـ دعاء الدين

١٦ ـ الصدوق حدثنا محمّد بن بكران النقاش رضى الله قال حدثنا أحمد بن محمّد الهمدانيّ مولى بنى هاشم ، قال حدثني عبيد بن حمدون الرواسى قال حدثنا حسين بن نصر عن أبيه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر عن أبى جعفر الباقرعليه‌السلام عن على بن الحسين عن الحسين بن على عن على بن أبى طالبعليهم‌السلام قال : شكوت الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دينا كان علىّ فقال : يا علىّ قل :

اللهم أغننى بحلالك عن حرامك وبفضلك عمّن سواك فلو كان عليك مثل صبير دينا قضاه الله عنك وصبير جبل باليمن ليس باليمن جبل اجلّ ولا أعظم منه(٢) .

١٤ ـ دعائهعليه‌السلام فى الوتر

١٧ ـ محمّد بن سعد أخبرنا سعيد بن منصور ، عن جرير بن عبد الحميد عن منصور ، عن محمّد بن أبى محمّد البصرى ، قال : كان الحسين بن علىعليهما‌السلام يقول فى وتره: اللهم إنك ترى ولا ترى ، وأنت بالمنظر الأعلى وإنّ لك الآخرة والأولى وانا نعوذ بك من أن نذلّ ونخزى(٣) .

__________________

(١) المناقب : ٢ / ١٩٤.

(٢) أمالي الصدوق : ٢٣٣

(٣) ترجمة الامام الحسين من الطبقات : ٣٨.

١٩٥

١٥ ـ الدعاء لوجع العراقيب

١٨ ـ قال الكفعمى : عن الحسينعليه‌السلام ضع يدك على الألم اذا أحسست به وقل : بسم الله وبالله وما قدروا الله حقّ قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون(١) .

١٦ ـ باب الدعاء بعد الفريضة

١٩ ـ قال الكفعمى يقول الحسينعليه‌السلام بعد صلاة الفريضة : اللهمّ إنّى أسألك بكلماتك ومعاقد عرشك وسكّان سماواتك وأرضك وأنبيائك ورسلك ، أن تستجيب لى فقد رهقنى من أمرى عسرا ، فاسئلك أن تصلّى على محمّد وآل محمّد وأن تجعل لى من عسرى يسرا(٢) .

١٧ ـ الدعاء عند انقضاض الكوكب

٢٠ ـ ابن أبى شيبة حدثنا عمرو بن خالد قال : سمعت زيد بن علىّ يحدّث عن أبيه عن جدّه قال : كان اذا رأى الكوكب منقضا قال : اللهم صوّبه وأصب به

__________________

(١) مصباح الكفعمى : ١٥٦.

(٢) مصباح الكفعمى : ٣٠٤.

١٩٦

وقنا شرّ ما يتبع(١) .

١٨ ـ الدعاء لوجع الاسنان

٢١ ـ قال الطبرسى : رقى بها جبريلعليه‌السلام الحسين بن علىعليهما‌السلام يضع عودة أو حديدة على الضرس ويرقيه من جانبه ـ سبع مرّات ـ بسم الله الرحمن الرحيم العجب كلّ العجب دودة تكون فى الفم تأكل العظم وتنزّل الدّم أنا الراقى والله الشافى والكافى لا إله إلّا الله والحمد لله ربّ العالمين( وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى وَيُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) سبع مرّات(٢) .

١٩ ـ الصلاة على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

٢٢ ـ أحمد بن حنبل حدّثنا عبد الملك بن عمرو وأبو سعيد قالا : ثنا سليمان ابن بلال ، عن عمارة بن غزية عن عبد الله بن علىّ بن حسين عن أبيه أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال البخيل من ذكرت عنده ثم لم يصلّ علىّصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) .

٢٣ ـ الترمذى حدثنا يحيى بن موسى وزياد بن أيّوب قالا : حدّثنا أبو عامر العقدى ، عن سليمان بن بلال عن عمارة بن غزيّه عن عبد الله بن علىّ بن حسين بن علىّ بن أبى طالب عن أبيه عن حسين بن على ابن أبى طالب عليهم

__________________

(١) المصنف : ١ / ٤٤٥.

(٢) مكارم الاخلاق : ٤٦٨.

(٣) مسند أحمد : ١ / ٢٠١.

١٩٧

السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : البخيل الذي من ذكرت عنده فلم يصلّ علىّ(١) .

٢٠ ـ رفع اليدين عند الدعاء

٢٤ ـ الخطيب البغدادى أخبرنا أبو طاهر ابراهيم بن محمّد بن عمر العلوى ، أخبرنا أبو المفضّل محمّد بن عبد الله الشيبانى ، حدّثنا إبراهيم بن حفص بن عمر العسكرى ـ بالمصيصة من أصل كتابه ـ حدثنا عبيد بن الهيثم بن عبيد الله الأنماطى البغدادى ، من ساكنى حلب سنة ستّ وخمسين ومائتين ، حدّثنا الحسين بن علوان الكلبى ـ ببغداد فى سنة مائتين ـ حدثني عمرو بن خالد الواسطى عن محمّد وزيد ابنى علىّ عن أبيهما عن أبيه الحسينعليه‌السلام قال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يرفع يديه إذا ابتهل ودعا كما يستطعم المسكين(٢) .

٢١ ـ الدعاء عند ركوب السفينة

٢٥ ـ الهيتمى باسناده عن الحسين بن علىعليهما‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمان أمتى من الغرق اذا ركبوا البحر أن يقولوا( بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) ( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) الآية»(٣) .

٢٦ ـ ابن الاثير أخبرنا أبو محمّد القاسم بن على بن الحسن ، أخبرنا أمّ المجتبى العلوية قالت قرأ علىّ ابراهيم بن منصور ، أخبرنا أبو بكر بن المقرى ، أخبرنا أبو يعلى

__________________

(١) صحيح الترمذى : ٥ / ٥٥١.

(٢) تاريخ بغداد : ٨ / ٦٢.

(٣) مجمع الزوائد : ١٠ / ٣٢.

١٩٨

الموصلى ، حدّثنا جبارة بن مغلّس ، أخبرنا يحيى بن العلاء ، عن مروان بن سالم عن طلحة بن عبيد الله عن الحسين بن على قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمان أمّتى عن الغرق اذا ركبوا البحر أن يقرءوا( بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) (١) .

٢٧ ـ أبو حنيفة المغربى باسناده عن الحسين بن علىّعليهما‌السلام انّه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمان لأمتى من الغرق اذا ركبوا فى الفلك قالوا :( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ، سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ،بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) (٢)

٢٢ ـ دعاء فيه اسم الله الاكبر

٢٨ ـ قال ابن طاوس : ومن ذلك دعاء مروىّ عن مولانا الحسين بن علىعليهما‌السلام الدعاء المعروف بدعاء الشابّ المأخوذ بذنبه وما روى عن جماعة يسندون الحديث الى الحسين بن علىعليهما‌السلام قال : كنت مع على بن أبى طالب فى الطواف فى ليلة ديجوجيّة قليلة النّور وقد خلا الطّواف ونام الزوار وهدأت العيون إذ سمع مستغيثا مستجيرا مترحما بصوت حزين محزون من قلب موجع وهو يقول :

يا من يجيب دعاء المضطرّ فى الظّلم

يا كاشف الضّرّ والبلوى مع السّقم

قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا

يدعو وعينك يا قيّوم لم تنم

هب لى بجودك فضل العفو عن جرمى

يا من أشار إليه الخلق فى الحرم

__________________

(١) اسد الغاية : ٢ / ١٩

(٢) دعائم الاسلام : ١ / ٣٥٧.

١٩٩

إن كان عفوك لا يلقاه ذو سرف

فمن يجود على العاصين بالنّعم

قال الحسين بن علىعليهما‌السلام فقال لى يا أبا عبد الله أسمعت المنادى ، ذنبه المستغيث ربّه فقلت قد سمعته فقال : اعتبره عسى تراه فما زلت اخبط فى طخياء الظّلام واتخلّل بين النّيام ، فلمّا صرت بين الرّكن والمقام بدا لى شخص منتصب فتامّلته فاذا هو قائم فقلت السّلام عليك أيّها العبد المقرّ المستقيل المستغفر المستجير أجب بالله ابن عمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فاسرع فى سجوده وقعوده وسلّم فلم يتكلّم حتى أشار بيده بان تقدّمنى.

فقدمته فأتيت به أمير المؤمنينعليه‌السلام فقلت دونك ها هو فنظر إليه فاذا هو شابّ حسن الوجه نقىّ الثياب ، فقال له ممّن الرّجل ، فقال له من بعض العرب ، فقال له ما حالك وممّ بكاؤك واستغاثتك؟ فقال : حال من أوخذ بالعقوق فهو فى ضيق ارتهنه المصاب وغمزه الاكتياب فارتاب فدعاؤه لا يستجاب ، فقال له علىّ ولم ذلك.

فقال لأنى كنت ملتهيا فى العرب باللّعب والطّرب أديم العصيان فى رجب وشعبان وما أراقب الرحمن وكان لى والد شفيق رفيق يحذونى مصارع الحدثان ويخوفّنى العقاب بالنّيران ويقول : كم مضى منك النهار والظّلام واللّيالى والأيّام ، والشهور والأعوام ، والملائكة الكرام ، وكان إذا ألحّ علىّ بالموعظة زجرته وانتهرته وو ثبت عليه وضربته.

فعمدت يوما الى شيء من الورق وكانت فى الخبأ فذهبت لآخذها وأصرفها فيما كنت عليه فما نعنى عن أخذها فأوجعته ضربا ولويت يده وأخذتها ومضيت فأوما بيده الى ركبتيه يروم النهوض من مكانه ذلك فلم يطق يحرّكها من شدّة الوجع والألم فانشاء يقول :

جرت رحم بينى وبين منازل

سواء كما يستزل القطر طالبه

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496