مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام0%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 496

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مؤلف: الشيخ عزيز الله العطاردي
تصنيف:

الصفحات: 496
المشاهدات: 57648
تحميل: 1857


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 57648 / تحميل: 1857
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء 3

مؤلف:
العربية

باب الحشر

١ ـ المفيد حدثني أبو جعفر محمّد بن على بن الحسين ، قال حدّثنى محمّد بن يحيى العطار ، قال حدثنا محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن الحسن بن علىّ الكوفى ، عن العبّاس بن عامر القصبانى عن أحمد بن رزق الله ، عن يحيى بن أبى العلا ، عن جابر عن أبى جعفر محمّد بن على بن الحسين عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّه إذا كان يوم القيامة وسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار مكث عبد فى النار سبعين خريفا والخريف سبعون سنة ثمّ إنّه يسأل اللهعزوجل ويناديه فيقول : يا ربّ أسألك بحقّ محمد وأهل بيته لما رحمتنى فيومى الله جلّ جلاله إلى جبرئيل أن اهبط إلى عبدى فأخرجه.

فيقول جبرئيل وكيف لى بالهبوط فى النار فيقول الله تبارك وتعالى أنه قد أمرتها ان تكون عليك بردا وسلاما قال فيقول يا ربّ فما علمى بموضعه فيقول انه فى جبّ من سجّين فيهبط جبرئيل إلى النار فيجده معقولا على وجهه فيخرجه فيقف بين يدى اللهعزوجل فيقول الله تعالى يا عبدى كم لثبت فى النار تناشدني فيقول يا ربّ ما أحصيه ، فيقول اللهعزوجل : أما وعزّتى لو لا ما سألتنى بحقّهم عندى لأطلت هو انك فى النار ولكنّه حتم على نفسى أن لا يسألنى عبد بحقّ محمّد وأهل بيته إلّا عفوت له ما كان بينى وبينه وقد غفرت لك اليوم ثم يؤمر به الى الجنّة(١) .

__________________

(١) أمالي المفيد : ١٣٦.

٢٦١

باب الحكم والسنن والنوادر

١ ـ الصدوق باسناده عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّهعليهم‌السلام قال : قيل للحسين بن علىّعليهما‌السلام : كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قال : أصبحت ولى ربّ فوقى ، والنّار أمامى ، والموت يطلبنى ، والحساب محدق بى ، وأنا مرتهن بعملى ، لا أجد ما أحبّ ولا أدفع ما أكره ، والامور بيد غيرى ، فإن شاء عذّبنى ، وإن شاء عفا عنّى ، فأىّ فقير أفقر منّى(١) .

٢ ـ عنه أخبرنى أبو اسحاق إبراهيم بن حمزة بن عمارة الحافظ ، فيما كتب إلىّ قال: حدّثنى سالم بن سالم ، وأبو عروبة قالا : حدّثنا أبو الخطّاب قال : حدّثنا هارون ابن مسلم ، قال : حدّثنا القاسم بن عبد الرّحمن الأنصاري ، عن محمّد بن علىّ ، عن أبيه ، عن الحسين بن علىّعليهم‌السلام قال : لمّا افتتح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خيبر دعا بقوسه فاتّكأ على سيتها ثمّ حمد الله وأثنى عليه وذكر ما فتح الله له ونصرته ونهى عن خصال تسعة : عن مهر البغىّ ، وعن كسب الدّابّة يعنى عسب الفحل وعن خاتم الذّهب ، وعن ثمن الكلب ، وعن مياثر الأرجوان(٢) .

٣ ـ عنه حدثنا أحمد بن محمّد بن الهيثم العجلىّ رضى الله عنه ، قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان ، قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدّثنا تميم بن بهلول قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن سليمان بن مهران ، عن جعفر ابن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه الحسين بن علىّ بن أبى طالبعليهم‌السلام قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إنّ أمّة موسى افترقت بعده على إحدى وسبعين فرقة ،

__________________

(١) الفقيه : ٤ / ٤٠٣.

(٢) الخصال : ٤١٧.

٢٦٢

فرقة منها ناجية وإحدى وسبعون فى النّار ، وإنّ امّتى ستفرق بعدى على ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة منها ناجية واثنتان وسبعون فى النّار(١) .

٤ ـ عنه حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدّثنا الحسن بن علىّ السكرىّ قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا ، عن جعفر بن محمّد بن عمارة ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علىّ ، عن أبيه علىّ بن الحسين ، عن أبيه الحسينعليهم‌السلام ، قال : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إنّ للجسم ستّة أحوال : الصّحة والمرض والموت والحياة والنوم واليقظة وكذلك الروح فحياتها علمها ، وموتها جهلها ، ومرضها شكّها ، وصحتها يقينها ، ونومها غفلتها ، ويقظتها حفظها(٢) .

٥ ـ عنه حدّثنا أبو الحسين محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الفارسىّ ، قال : حدّثنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن رميح النسوى ، قال : حدّثنى أحمد بن جعفر العقيلىّ بقهستان ، قال : حدّثنى أحمد بن علىّ البلخىّ ، قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علىّ الخزاعىّ ، قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الأزهرىّ ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علىّ ، عن أبيه علىّ بن الحسين ، عن أبيه الحسينعليهم‌السلام ، قال : قال أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام فى بعض خطبه : من الّذي حضر سبخت الفارسىّ وهو يكلّم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال القوم : ما حضره منّا أحد ، فقال علىّعليه‌السلام : لكنّى كنت معهعليه‌السلام وقد جاءه سبخت وكان رجلا من ملوك فارس وكان دربا.

فقال : يا محمّد إلى ما تدعو؟ قال : أدعو إلى شهادة أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، فقال سبخت : وأين الله يا محمّد؟ قال : هو فى كلّ مكان موجود بآياته ، قال : فكيف هو؟ فقال : لا كيف له ولا أين لأنّهعزوجل كيّف الكيف وأيّن الأين ، قال : فمن أين جاء؟ قال لا يقال له : جاء ، وإنّما يقال : جاء

__________________

(١) الخصال : ٥٨٥.

(٢) التوحيد : ٣٠٠.

٢٦٣

للزائل من مكان إلى مكان ، وربّنا لا يوصف بمكان ولا بزوال ، بل لم يزل بلا مكان ولا يزال.

فقال : يا محمّد إنّك لتصف ربّا عظيما بلا كيف ، فكيف لى أن أعلم أنّه أرسلك؟

فلم يبق بحضرتنا ذلك اليوم حجر ولا مدر ولا جبل ولا شجر ولا حيوان إلّا قال مكانه : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، وقلت أنا إيضا : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، فقال : يا محمّد من هذا؟ فقال : هذا خير أهلى وأقرب الخلق منّى ، لحمه من لحمى ودمه من دمى وروحه من روحى ، وهو الوزير منّى فى حياتى والخليفة بعد وفاتى ، كما كان هارون من موسى إلّا أنّه لا نبىّ بعدى ، فاسمع له وأطع فإنّه على الحقّ ، ثم سماّه عبد الله(١) .

٦ ـ عنه باسناده عن الحسين بن علىعليهما‌السلام أنه قال : وجد لوح تحت حائط مدينة من المدائن فيه مكتوب : أنا الله لا إله إلّا أنا ومحمّد نبيّى ، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن؟ وعجبت لمن اختبر الدنيا كيف يطمئنّ؟ وعجبت لمن أيقن بالحساب كيف يذنب(٢) .

٧ ـ قال ابن شعبة سئل الحسين بن على عن المجرة وعن سبعة أشياء خلقها الله ، لم تخلق فى رحم؟ فضحك الحسينعليه‌السلام فقال له : ما أضحكك؟ قالعليه‌السلام : لأنك سألتنى عن أشياء ما هى من منتهى العلم إلّا كالقذى فى عرض البحر ، أما المجرّة فهى قوس الله. وسبعة أشياء لم تخلق فى رحم فأولها آدم ثم حوّاء والغراب وكبش إبراهيمعليه‌السلام وناقة الله وعصا موسىعليه‌السلام والطير الذي خلقه عيسى بن مريمعليه‌السلام ، ثمّ سأله عن أرزاق العباد فقالعليه‌السلام : أرزاق العباد فى السماء الرابعة ينزّلها الله بقدر ويبسطها بقدر.

ثم سأله عن أرواح المؤمنين أين تجتمع؟ قال : تجتمع تحت صخرة بيت المقدس

__________________

(١) التوحيد : ٣١٠.

(٢) عيون اخبار الرضا : ٢ / ٤٤.

٢٦٤

ليلة الجمعة وهو عرش الله الأدنى منها بسط الأرض وإليها يطويها ومنها استوى إلى السماء وأما أرواح الكفار فتجتمع فى دار الدنيا فى حضر موت وراء مدينة اليمن ، ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب بينهما ريحان فيحشر ان الناس إلى تلك الصخرة فى بيت المقدّس فتحبس فى يمين الصخرة وتزلف الجنة للمتّقين وجهنّم فى يسار الصخرة فى تخوم الأرضين وفيها الفلق والسّجّين فتفرق الخلائق من عند الصخرة ، فمن وجبت له الجنّة دخلها من عند الصخرة ومن وجبت له النار دخلها من عند الصخرة(١) .

٨ ـ عنه قالعليه‌السلام : لرجل اغتاب عنده رجلا : يا هذا كفّ عن الغيبة فإنها أدام كلاب النار(٢) .

٩ ـ عنه قال له رجل : إن المعروف إذا أسدى إلى غير أهله ضاع فقال الحسينعليه‌السلام : ليس كذلك ، ولكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر تصيب البرّ والفاجر(٣) .

١٠ ـ عنه قالعليه‌السلام : ما أخذ الله طاقة أحد إلّا وضع عنه طاعته ، ولا أخذ قدرته إلّا وضع عنه كلفته(٤) .

١١ ـ عنه قالعليه‌السلام : إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار ، وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وإنّ قوما عبد والله شكرا فتلك عبادة الأحرار وهى أفضل العبادة(٥) .

١٢ ـ عنه قال له رجل ابتداء : كيف أنت عافاك الله؟ فقالعليه‌السلام : له السلام قبل الكلام عافاك الله ، ثم قالعليه‌السلام : لا تأذنوا لأحد حتى يسلّم(٦) .

١٣ ـ عنه قالعليه‌السلام : الاستدراج من الله سبحانه لعبده أن يسبغ عليه النعم ،

__________________

(١) تحف العقول : ١٧٤.

(٢) تحف العقول : ١٧٦.

(٣) تحف العقول : ١٧٦.

(٤) تحف العقول : ١٧٦.

(٥) تحف العقول : ١٧٧.

(٦) تحف العقول : ١٧٧.

٢٦٥

ويسلبه الشكر(١) .

١٤ ـ عنه ، كتب إلى عبد الله بن العباس حين سيّره عبد الله بن الزبير إلى اليمن : أما بعد ، بلغنى أن ابن الزبير سيّرك إلى الطائف فرفع الله لك بذلك ذكرا وحطّ بك عنك وزرا وإنما يبتلى الصالحون ولو لم توجر إلا فيما تحبّ لقلّ الأجر ، عزم الله لنا ولك بالصبر عند البلوى والشكر عند النّعمى ولا أشمت بنا ولا بك عدوّا حاسدا أبدا والسلام(٢) .

١٥ ـ عنه ، أتاه رجل فسأله فقالعليه‌السلام : إن المسألة لا تصلح إلا فى غرم فادح ، أو فقر مدقع ، أو حمالة مفظعة ، فقال الرجل : ما جئت إلا فى إحداهنّ ، فأمر له بمائة دينار(٣) .

١٦ ـ عنه قال لابنه علىّ بن الحسينعليهما‌السلام : أى بنىّ ، إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله جلّ وعزّ(٤) .

١٧ ـ عنه سأله رجل عن معنى قول الله :( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) قالعليه‌السلام : أمره أن يحدّث بما أنعم الله به عليه فى دينه(٥) .

١٨ ـ عنه جاءه رجل من الأنصار يريد أن يسأله حاجة فقالعليه‌السلام : يا أخا الأنصار صن وجهك عن بذلة المسألة وارفع حاجتك فى رقعة فإنى آت فيها ما سارّك إن شاء الله ، فكتب : يا أبا عبد الله إنّ لفلان علىّ خمسمائة دينار وقد ألحّ بى فكلّمه ينظرنى إلى ميسرة. فلما قرأ الحسينعليه‌السلام : الرقعة دخل إلى منزله فأخرج صرّة فيها ألف دينار ، وقالعليه‌السلام له : أما خمسمائة فاقض بها دينك ، وأما خمسمائة فاستعن بها على دهرك ، ولا ترفع حاجتك إلا إلى أحد ثلاثة : إلى ذى دين ، أو مروّة أو حسب ، فأما ذو الدّين فيصون دينه ، وأما ذو المرّة فإنه يستحيى لمروّته ، و

__________________

(١) تحف العقول : ١٧٧.

(٢) تحف العقول : ١٧٧.

(٣) تحف العقول : ١٧٧.

(٤) تحف العقول : ١٧٧.

(٥) تحف العقول : ١٧٧.

٢٦٦

أما ذو الحسب فيعلم أنك لم تكرم وجهك أن تبذل له فى حاجتك فهو يصون وجهك أن يردّك بغير قضاء حاجتك(١) .

١٩ ـ عنه قالعليه‌السلام : إلا خوان أربعة : فأخ لك وله ، وأخ لك ، وأخ عليك ، وأخ لا لك ولا له ، فسئل عن معنى ذلك؟ فقالعليه‌السلام : الأخ الذي هو لك وله فهو الأخ الّذي يطلب بإخائه بقاء الإخاء ولا يطلب بإخائه موت الاخاء فهذا لك وله لأنه إذا تمّ الإخاء طابت حياتهما جميعا ، وإذا دخل الإخاء فى حال التناقض بطل جميعا.

الأخ الّذي هو لك فهو الأخ الذي قد خرج بنفسه عن حال الطمع إلى حال الرغبة فلم يطمع فى الدنيا إذا رغب فى الإخاء ، فهذا موفّر عليك بكليّته. والأخ الذي هو عليك فهو الأخ الذي يتربّص بك الدوائر ويفشى السرائر ويكذب عليك بين العشائر وينظر فى وجهك نظر الحاسد فعليه لعنة الواحد ، والاخ الذي لا لك ولا له فهو الذي قد ملأه الله حمقا فأبعده سحقا فتراه يؤثر نفسه عليك ويطلب شحّ ما لديك(٢) .

٢٠ ـ قالعليه‌السلام : من دلائل علامات القبول : الجلوس إلى أهل العقول ، ومن علامات أسباب الجهل المماراة لغير أهل الكفر ، ومن دلائل العالم انتقاده لحديثه وعلمه بحقائق فنون النظر(٣) .

٢١ ـ عنه قالعليه‌السلام : إن المؤمن اتخذ الله عصمته وقوله مرآته ، فمرّة ينظر فى نعت المؤمنين ، وتارة ينظر فى وصف المتجبّرين ، فهو منه فى لطائف ، ومن نفسه فى تعارف ومن فطنته فى يقين ، ومن قدسه على تمكين(٤) .

٢٢ ـ عنه قالعليه‌السلام : إياك وما تعتذر منه ، فأنّ المؤمن لا يسىء ولا يعتذر ، و

__________________

(١) تحف العقول : ١٧٧.

(٢) تحف العقول : ١٧٨.

(٣) تحف العقول : ١٧٨.

(٤) تحف العقول : ١٧٨.

٢٦٧

المنافق كلّ يوم يسيء ويعتذر(١)

. ٢٣ ـ عنه قالعليه‌السلام : للسلام سبعون حسنة تسع وستّون للمبتدى وواحدة للرادّ(٢) .

٢٤ ـ عنه قالعليه‌السلام : البخيل من بخل بالسلام(٣) .

٢٥ ـ عنه قالعليه‌السلام : من حاول امرأ بمعصية الله كان أفوت لما يرجو ، وأسرع لمّا يحذره(٤) .

٢٦ ـ المفيد باسناده قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم ، قال : حدّثنا الحسين ابن مهران قال : حدّثنى الحسين بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه الحسين بن علىّ بن أبي طالبعليهم‌السلام قال : جاء رجل من اليهود إلي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا محمّد أنت الّذي تزعم أنّك رسول الله وانّه يوحى إليك ، كما أوحى إلى موسى بن عمران؟ قال : نعم أنا سيّد ولد آدم ولا فخر ، أنا خاتم النبيين وإمام المتّقين ورسول ربّ العالمين.

فقال : يا محمّد ، إلى العرب أرسلت أم إلى العجم أم إلينا؟ قال : رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنى رسول الله إلى النّاس كافة ، فقال : أنى أسألك عن عشر كلمات أعطاها الله موسى فى البقعة المباركة حيث ناجاه لا يعلمها إلا نبىّ مرسل أو ملك مقرّب. فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : سل عمّا بدا لك ، فقال : يا محمّد أخبرنى عن الكلمات الّتي اختارها الله لإبراهيمعليه‌السلام : حين بنى هذا البيت؟

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا والله اكبر. فقال : يا محمّد لأي شي بنى ابراهيمعليه‌السلام الكعبة مربّعا؟ قال : لأنّ الكلمات أربعة قال : فلأىّ شيء سمّيت الكعبة كعبة؟ قال : لأنّها وسط الدّنيا قال : فأخبرنى عن تفسير سبحان

__________________

(١) تحف العقول : ١٧٩.

(٢) تحف العقول : ١٧٩.

(٣) تحف العقول : ١٧٩.

(٤) تحف العقول : ١٧٩.

٢٦٨

الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر؟ فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : علم الله أنّ ابن آدم والجنّ يكذبون على الله تعالي ، فقال : «سبحان الله» يعنى برى ممّا يقولون ؛ وأمّا قوله : «الحمد لله» علم الله أنّ العباد لا يؤدّون شكر نعمته فحمد ، نفسهعزوجل قبل أن يحمده الخلائق ، وهي أوّل الكلام لو لا ذلك لما أنعم الله على أحد بالنعمة.

أمّا قوله : «لا إله الا الله» وهى وحدانيّته لا يقبل الله الأعمال إلّا به ولا يدخل الجنة أحد إلّا به وهى كلمة التقوى سمّيت التقوى لما تثقل بالميزان يوم القيامة ، وأما قوله : «الله اكبر» فهى كلمة ليس أعلاها كلام وأحبّها إلي الله يعنى ليس أكبر منه لأنه يستفتح الصلوات به لكرامته على الله وهو اسم من أسماء الله الأكبر ، فقال : صدقت يا محمّد ، ما جزاء قائلها؟

قال : إذا قال العبد : «سبحان الله» سبّح كل شيء معه مادون العرش فيعطى قائلها عشر امثالها ؛ وإذا قال : «الحمد لله» أنعم الله عليه بنعيم الدّنيا حتّى يلقاه بنعيم الآخرة وهي الكلمة الّتي يقولها أهل الجنّة إذ ادخلوها ، والكلام ينقطع في الدنيا ما خلا الحمد وذلك قولهم : «تحيّتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله ربّ العالمين» وأمّا ثواب «لا إله إلا الله» فالجنة وذلك قوله :( هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ ) وأمّا قوله : «الله اكبر» فهي أكبر درجات فى الجنّة وأعلاها منزلة عند الله فقال اليهودىّ : صدقت يا محمّد أدّيت واحدة ، تأذن لي أن أسألك الثانية؟

فقال : النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : سلنى ما شئت ـ وجبرئيل عن يمين النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وميكائيل عن يساره يلقّناه ـ فقال اليهودى : لأىّ شى سمّيت محمّدا وأحمد وأبا القاسم وبشيرا ونذيرا وداعيا؟ فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : أمّا محمّد فإنّى محمود فى السماء ، وأمّا أحمد فأنّى محمود في الأرض ، وأما أبو القاسم فان الله تبارك وتعالى يقسم يوم القيامة قسمة النّار بمن كفر بى أو يكذبنى من الاوّلين والآخرين ، وأمّا الداعى فإنّى أدعوا الناس إلى دين ربّى إلى الاسلام ؛ وأمّا النذير فإنّى أنذر بالنّار من عصانى ؛ وأما

٢٦٩

البشر فأنى أبشر بالجنة من أطاعنى.

قال : صدقت يا محمّد ، فأخبرنى عن الثالث لأىّ شي وقّت الله هذه الصلوات الخمس فى خمس مواقيت على أمّتك فى ساعات اللّيل والنهار؟

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الشمس إذا بلغ عند الزّوال لها حلقة تدخل فيها فاذا دخل فيها زالت الشمس فسبّحت كلّ شيء مادون العرش لربى وهى الساعة الّتي يصلّى على ربى ، فافترض الله علىّ وعلى أمّتى فيه الصلاة إذ قال :( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ) وهى الساعة الّتي تؤتى بجهنّم يوم القيامة فما من مؤمن يوافق فى تلك الساعة ساجدا أو راكعا أو قائما فى صلاته إلا حرّم الله جسده على النّار.

أمّا صلاة العصر فهى الساعة الّتي أكل آدمعليه‌السلام من الشجرة ونقّص عليه الجنّة فأمر الله لذرّيّته إلى يوم القيامة بهذه الصلاة واختارها وافترضها فهى من أحبّ الصلوة إلي اللهعزوجل ، فاوصانى ربّي أن أحفظها من بين الصلوات كلّها قال :( حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى ) فهى صلاة العصر.

أما صلاة العشاء فهى الساعة التي تاب الله على آدمعليه‌السلام فكان ما بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب ثلاثمائة سنة من أيّام الدنيا وفى أيام الآخرة يوم كألف سنة ممّا تعدّون ، فصلّى آدم صلوات الله عليه ثلاث ركعات ركعة لخطيئته وركعة لخطيئة حوا وركعة لتوبته ، فتاب الله عليه وفرض الله على أمتى هذه الثلاث ركعات ، وهى الساعة الّتي يستجاب فيها الدعوة ووعدنى ربي أن لا يخيب من سأله حيث قال :( فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ) .

أمّا صلاة العتمة فإنّ للقبر ظلمة وليوم القيامة ظلمة أمر الله لى ولامّتى بهذا الصلاة ، وما من قدم مشيت إلى صلاة العتمة إلّا حرّم الله عليه قعور النّار وينوّر الله قبره ويعطى يوم القيامة نورا تجاوز به الصراط وهى الصلاة الّتي اختارها المرسلين قبلى.

٢٧٠

أمّا صلاة الفجر فإنّ الشمس إذا طلعت تطلع من قرن الشيطان فأمر الله لى أن أصلّي الفجر قبل طلوع الشمس وقبل أن يسجد الكفّار لها يسجدون امّتى لله وسرعتها أحبّ إلى الله وهى الصلاة التي تشهدها ملائكة اللّيل وملائكة النّهار ، قال : صدقت يا محمّد ، فأخبرنى عن الرابع ، لأىّ شيء أمر الله غسل هذه الأربع جوارح وهى أنظف المواضع فى الجسد؟

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : لمّا أن وسوس الشيطان فدنى آدم إلى الشجرة فنظر إليها ذهب بماء وجهه ثمّ قام فهى أوّل قدم مشيت إلى الخطيئة ، ثمّ تناولها ، ثمّ شقّها فأكل منها فلمّا أن أكل منها طارت منه الحلل والنور من جسده ووضع آدم يده على رأسه وبكى ، فلمّا أن تاب الله على آدم افترض الله عليه وعلى ذرّيته اغتسال هذه الأربع جوارح ، وأمر أن يغسل الوجه لما نظر آدم إلى الشجرة ، وأمر أن يغسل الساعدين إلى المرافق لما مدّ يديه إلى الخطيئة ، وأمر أن يمسح الرأس لما وضع يده على أمّ رأسه ، وأمر أن يمسح القدم بما مشيت إلى الخطيئة ، ثمّ سنّت على امّتى المضمضة والاستنشاق والمضمضة تنقى القلب من الحرام والاستنشاق يحرم رائحة النّار. فقال : صدقت يا محمّد ، ما جزاء من توضّأ كما أمرت؟

قال : أوّل ما يمس الماء يتباعد عنه الشيطان وإذا مضمض نوّر الله لسانه وقلبه بالحكمة وإذا استنشق آمنه الله من فتن القبر ومن فتن النّار ، فإذا غسل وجهه بيّض الله وجهه يوم تسود الوجوه ، وإذا غسل ساعديه حرّم الله عليه غلول النّار ، وإذا مسح رأسه مسح الله سيّئاته ، وإذا مسح قدميه جاوزه الله على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام ، قال : صدقت يا محمّد ، فأخبرنى عن الخامس بأىّ شيء أمر الله الاغتسال من النطفة ولم يأمر من البول والغائط والنطفة أنظف من البول والغائط؟

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لأنّ آدم لمّا أكل من الشجرة تحوّل ذلك فى عروقه وشعره وبشره وإذا جامع الرّجل المرأة خرجت النطفة من كلّ عرق وشعر فأوجب

٢٧١

الله الغسل على ذرّية آدم إلى يوم القيامة ، والبول والغائط لا يخرج إلّا من فضل ما يأكل ويشرب الإنسان كفى به الوضوء. فقال اليهودىّ : ما جزاء من اغتسل من الحلال؟

قال : بنى الله له بكلّ قطرة من ذلك الماء قصرا فى الجنة وهو شيء بين الله وبين عباده من الجنابة ، فقال اليهودىّ : يا محمّد ، فأخبرنى عن السادس عن ثمانية أشياء فى التّوراة مكتوبة أمر الله بنى إسرائيل أن يعبدونه بعد موسى.

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : انشدك الله إن أخبرتك أن تقرّبه؟ فقال اليهودىّ : بلى يا محمّد ، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ أوّل ما فى التوراة مكتوب : محمّد رسول الله وهى ممّا أساطه ثم صار قائما ، ثمّ تلا هذه الآية( يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ ) ( وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) وأمّا الثانى والثالث والرّابع فعلىّ وفاطمة وسبطيهما وهى سيّدة نساء العالمين ، فى التوراة «إيليا وشبرا وشبيرا وهليون» يعنى فاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام .

قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : أمّا فضلى على النبيّين فما من نبىّ إلا دعا على قومه وأنا ادّخرت دعوتى شفاعة لأمّتى يوم القيامة ، وأمّا فضل عشيرتى وأهل بيتى وذرّيتى كفضل الماء على كلّ شيء ، بالماء يبقى كلّ ويحيى ، كما قال ربّى تبارك وتعالى :( وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ) ومحبّة أهل بيتى وعشيرتى وذرّيّتى يستكمل الدّين ، قال : صدقت يا محمّد ، فأخبرنى عن السابع ما فضل الرّجال على النساء؟

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : كفضل السّماء على الأرض وكفضل الماء على الأرض ، بالماء يحيى كلّ شيء وبالرّجال يحيى النساء لو لا الرّجال ما خلق الله النّساء وما مرأة تدخل الجنّة إلّا بفضل الرّجال ، قال الله تبارك وتعالى( الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ) فقال : يا محمّد لأىّ شيء هذا هكذا؟

٢٧٢

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : خلق آدم صلوات الله عليه من طين ومن صلبه ونفسه خلق النّساء وأوّل من أطاع النساء آدم صلوات الله عليه فأنزله من الجنّة وقد بيّن الله فضل الرّجال على النساء فى الدّنيا ، ألا ترى النساء كيف ، يحضن فلا يمكنهنّ العبادة من القذارة والرّجال لا يصيبهم ذلك. قال : صدقت يا محمّد ، فأخبرنى عن الثامن لأىّ شيء افترض الله صوما على أمّتك ثلاثين يوما وافترض على سائر الامم أكثر من ذلك؟

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ آدم صلوات الله عليه لمّا أن أكل من الشجرة بقى فى جوفه مقدار ثلاثين يوما فافترض على ذرّيّته ثلاثين يوما الجوع والعطش وما يأكلونه باللّيل فهو تفضّل من الله على خلقه وكذلك كان لآدم صلوات الله عليه ثلاثين يوما كما على أمّتى ، ثمّ تلا هذه الآية( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) قال : صدقت يا محمّد فما جزاء من صامها؟

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من مؤمن يصوم يوما من شهر رمضان حاسبا محتسبا إلّا أوجب الله تعالى له سبع خصال أوّل الخصلة يذوب الحرام من جسده والثانى يتقرّب إلى رحمة الله والثالث يكفّر خطيئته ألا تعلم أنّ الكفّارات فى الصوم يكفّر والرابع يهوّن عليه سكرات الموت ، والخامس آمنه الله من الجوع والعطش يوم القيامة والسّادس براءة من النّار والسابع أطعمه الله من طيّبات الجنّة. قال : صدقت يا محمّد ، فأخبرنى عن التاسع ، لأىّ شيء أمر الله الوقوف بعرفات بعد العصر؟

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : لأنّ بعد العصر ساعة عصى آدم صلوات الله عليه ربّه فافترض الله على امّتى الوقوف والتضرّع والدّعاء فى أحبّ المواضع إلى الله وهو موضع عرفات وتكفّل بالإجابة والساعة التي ينصرف وهى الساعة الّتي تلقّى آدم صلوات الله من ربّه كلمات فتاب عليه انّه هو التواب الرّحيم ، قال : صدقت يا محمّد ،

٢٧٣

فما ثواب من قام بها ودعا وتضرّع إليه؟

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : والّذي بعثنى بالحقّ بشيرا ونذيرا إنّ لله تبارك وتعالى فى السماء سبعة أبواب. باب التوبة ، وباب الرّحمة ، وباب التفضّل ، وباب الإحسان ، وباب الجود ، وباب الكرم ، وباب العفو لا يجتمع أحد إلّا يستأهل من هذه الأبواب وأخذ من الله هذه الخصال فإنّ لله تبارك وتعالى مائة ألف ملك مع كلّ ملك مائة وعشرون ألف ملك ولله مائة رحمة ينزلها على أهل عرفات فاذا انصرفوا أشهد الله تلك الملائكة بعتق رقاب أهل عرفات فإذا انصرفوا أشهد الله تلك الملائكة بأنّه أوجب لهم الجنّة وينادى مناد انصرفوا مغفورا لكم فقد أرضيتمونى ورضيت لكم. قال : صدقت يا محمّد ، فأخبرنى عن العاشر تسعة خصال أعطاك الله من بين النّبيين وأعطى أمّتك من بين الامم؟

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : فاتحة الكتاب ، والأذان ، والإقامة ، والجماعة فى مساجد المسلمين ، ويوم الجمعة ، والإجهار فى ثلاث صلوات والرخصة لامّتى عند الأمراض والسفر والصلاة على الجنائز والشفاعة فى أصحاب الكبائر من امّتى. قال : صدقت يا محمّد ، فما ثواب من قرأ فاتحة الكتاب؟

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله من الأجر بعدد كلّ كتب أنزل من السماء قرأها وثوابها ، وأمّا الأذان فيحشر مؤذّن امّتى مع النّبيين والصدّيقين والشهداء ، وأمّا الجماعة فإنّ صفوف امّتى كصفوف الملائكة فى السماء الرّابعة والرّكعة فى الجماعة أربعة وعشرون ركعة كلّ ركعة أحبّ إلى الله من عبادة أربعين سنة ، وأمّا يوم الجمعة فهو يوم جمع الله فيه الأوّلين والآخرين يوم الحساب ، ما من مؤمن مشى بقدميه إلى الجمعة إلّا خفّف الله عليه أهوال يوم القيامة بعد ما يخطب الإمام وهى ساعة يرحم الله فيه المؤمنين والمؤمنات.

أمّا الإجهار فما من مؤمن يغسّل ميّتا إلّا يتباعد عنه لهب النّار ويوسع عليه

٢٧٤

الصراط بقدر ما يبلغ الصوت ويعطى نورا حتى يوافى الجنّة ، وأما الرّخصة فانّ الله يخفّف أهوال القيامة على من رخّص من امّتى كما رخّص الله فى القرآن ، وأمّا الصّلاة على الجنائز فما من مؤمن يصلّى على جنازة إلّا يكون شافعا أو مشفّعا ، وأمّا شفاعتى فى أصحاب الكبائر من امّتى ما خلا الشرك والمظالم ، قال : صدقت يا محمّد ، أشهد أن لا إلّا الله وحده لا شريك له وأنّ محمّدا عبده ورسوله وأنّك خاتم النبيّين وإمام المتّقين ورسول ربّ العالمين.

ثم أخرج ورقا أبيض من كمّه مكتوب عليه جميع ما قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله حقا ، فقال : يا رسول الله والّذي بعثك بالحقّ نبيّا ما استنسختها إلّا من الألواح الّذي كتب الله لموسى بن عمران فقد قرأت فى التوراة مائة ألف آية فما من آية قرأتها إلّا وجدتك مكتوبا فيها وقد قرأت فى التوراة فضيلتك حتّى شككت فيها ، يا محمّد فقد كنت أمحى اسمك فى التوراة أربعين سنة فكلّما محوت وجدت اسمك مكتوبا فيها ولقد قرأت فى التوراة هذه المسائل لا يخرجها غيرك وإنّ ساعة تردّ جواب هذه المسائل يكون جبرئيل عن يمينك وميكائيل عن يسارك ، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : جبرئيل عن يمينى وميكائيل عن يسارى(١) .

٢٧ ـ الشيخ الجليل المفيد أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان قال : أخبرنى أبو حفص عمر بن محمّد الصيرفي ، قال حدثنا أبو الحسين على بن مهرويه القزوينى سنة اثنى وثلاثمائة حدّثنا داود بن سليمان الغازى قال : قال حدثنا الرضا علىّ بن موسى عن أبيه العبد الصالح موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه الباقر محمّد بن على ، عن أبيه زين العابدين بن الحسين عن أبيه الشهيد الحسين بن على عن أبيه أمير المؤمنين على بن ابى طالب قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل الأعمال عند الله ايمان لا شكّ فيه وغز ولا غلول فيه وحجّ مبرور و

__________________

(١) الاختصاص : ٣٣ ـ ٤٠.

٢٧٥

أوّل من يدخل الجنة عبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده ورجل عفيف ذو عبادة(١) .

٢٨ ـ عنه أخبرنى أبو حفص عمر بن محمّد الصيرفى ، قال : حدّثنا على بن مهرويه القزوينى ، قال : حدّثنا داود بن سليمان الغازي ، قال حدثنا الرضا علىّ بن موسى ، قال حدثنا أبى موسى بن جعفر ، قال : حدثني ابى جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبى محمّد بن على قال : حدثني أبى على بن الحسين ، قال حدثني أبى الحسين ابن على ، قال حدثني أبى أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالبعليهم‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة أخافهنّ على أمّتى الضلالة بعد المعرفة ، ومضلّات الفتن ، وشهوة الفرج والبطن(٢) .

٢٩ ـ الشيخ الجليل المفيد أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال حدثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابى ، قال حدثنا أبى ، قال حدثنا الرضا على بن موسىعليه‌السلام : قال حدثني أبى العبد الصالح موسى بن جعفر ، قال حدثني أبى الصادق جعفر بن محمّد ، قال حدّثنى أبى الباقر محمّد بن علىّ ، قال حدثني أبى زين العابدين على بن الحسين قال حدثني أبى الحسين بن على الشهيد قال حدثني أبى أمير المؤمنين على ابن أبى طابعليهم‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أدّى فريضة فله عند الله دعوة مستجابة(٣) .

٣٠ ـ عنه أخبرنى أبو بكر عمر بن محمّد الجعابى ، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علىّ المالكي ، قال : حدّثنا أبو الصلت الهروى ، قال حدثنا الرّضا علىّ بن موسى بن جعفر ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن على بن الحسين زين العابدين عن أبيه عن الحسين بن على الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين

__________________

(١) أمالي المفيد : ٦٦.

(٢) أمالي المفيد : ٧٢.

(٣) أمالي المفيد : ٧٦.

٢٧٦

على بن أبى طالبعليهم‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الإيمان قول مقول وعمل معمول وعرفان القبول ، قال أبو الصلت فحدثت بهذا الحديث فى مجلس أحمد بن حنبل ، فقال لى أحمد يا أبا الصلت لو قرأ بهذا الإسناد على المجانين لأفاقوا(١) .

٣١ ـ عنه أخبرنى أبو عمرو عثمان بن أحمد الدّقاق إجازة ، قال : أخبرنا جعفر بن محمّد بن مالك ، قال حدّثنا أحمد بن يحيى الأودي ، قال حدثنا مخول بن إبراهيم ، عن الربيع بن المنذر ، عن أبيه عن الحسين بن علىعليهما‌السلام قال ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلّا بوأه الله بها فى الجنة حقبا قال أحمد بن يحيى الأودي فرأيت الحسين بن علىّعليهما‌السلام في المنام فقلت حدّثنى مخول عن ابراهيم عن الربيع بن المنذر عن أبيه عنك انك قلت ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله بها فى الجنة حقبا قال نعم قلت سقط الاسناد بينى وبينك(٢) .

٣٢ ـ الطوسى باسناده أخبرنا ابن الصلت قال : أخبرنا ابن عقدة قال : أخبرنا محمّد بن هارون الهاشمي قراءة عليه قال : أخبرنا محمّد بن مالك بن الأبرد النخعي ، قال : حدثنا محمّد بن فضيل بن عروان الضبي قال : حدثنا غالب الجهني عن أبى جعفر محمّد بن علىّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن على ابن أبى طالبعليهم‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما اسرى بى الى السماء ثمّ من السماء الى السماء ثم إلى سدرة المنتهى أو قفت بين يدى ربّىعزوجل .

فقال لى : يا محمّد فقلت : لبيك ربّي وسعديك قال : قد بلوت خلقي فأيهم وجدت أطوع لك؟ قال : قلت ربّ عليا. قال : صدقت يا محمّد فهل اتخذت لنفسك خليفة ، يؤدّي عنك ويعلّم عبادى من كتابى ما لا يعلمون؟ قال : قلت اختر لى فإن

__________________

(١) أمالي المفيد : ١٦٩.

(٢) أمالي المفيد : ٢٠٩.

٢٧٧

خيرتك خير لي ، قال : قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيّا فانى قد نحلته علمى وحلمي وهو أمير المؤمنين حقا ، لم يقلها أحد قبله ولا أحد بعده.

يا محمّد علىّ راية الهدى وإمام من أطاعنى ونور أوليائى ، وهو الكلمة التي الزمتها المتقين ، من أحبّه فقد أحبّنى ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشره بذلك يا محمّد.

فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : ربّ فقد بشرته فقال علىّ : أنا عبد الله وفى قبضته إن يعذبنى فبذنوبى لم يظلمنى شيئا وان يتمّ لى ما وعدنى فالله أولى بى ، فقال : اللهم أجل قلبه واجعل ربيعه الايمان بك ، قال : قد فعلت ذلك به يا محمّد غير أنّى مختصه بشيء من البلاء لم أختصّ به أحد من أوليائى ، قال : قلت ربّ أخي وصاحبى. قال : انه قد سبق فى علمى أنه مبتلى ومبتلى به ، لو لا علىّ لم يعرف حزبي ولا أوليائى ولا أولياء رسلي(١) .

٣٣ ـ الشيخ أبو على قال : حدثني والدى قال : أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة قال : حدثنا على بن محمّد القزوينى ، قال : حدثنا داود بن سليمان الغازي ، قال: حدثنا على بن موسى عن أبيه ، عن محمّد بن علىّ ، عن أبيه ، عن على ابن الحسين عن أبيه عن على بن أبى طالب قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : يا علىّ إنك أعطيت ثلاثة ما لم أعط أنا. قلت : يا رسول الله ما أعطيت؟ فقال : أعطيت صهرا مثلى ولم أعط ، وأعطيت زوجتك فاطمة ولم أعط ، وأعطيت مثل الحسن والحسين ولم أعط(٢) .

٣٤ ـ عنه باسناده أخبرنا ابن الصلت قال : أخبرنا ابن عقدة قال : حدّثنا على بن محمّد بن علىّ الحسينى ، قال : حدثنا جعفر بن محمّد بن عيسى ، قال : حدّثنا عبيد الله بن على قال : حدثني على بن موسى ، عن أبيه عن جدّه عن آبائه عن علىّعليهم‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علىّ ان فيك مثلا من عيسى بن مريم أحبّه قوم

__________________

(١) أمالي الطوسى : ١ / ٣٥٣.

(٢) أمالي الطوسى : ١ / ٣٥٤.

٢٧٨

فأفر طوافي حبّه فهلكوا فيه ، وأبغضه قوم فأفر طوافي بغضه فهلكوا فيه ، واقتصد فيه قوم فنجوا(١) .

٣٥ ـ عنه باسناده أخبرنا ابن الصلت قال : أخبرنا ابن عقدة قال : حدّثنى على بن محمّد القزوينى قال : حدثني داود بن سليمان الغازى قال : حدثني على بن موسى ، عن أبيه عن جعفر عن أبيه عن علىّ بن الحسين ، عن أبيه عن على بن أبى طالبعليهم‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علىّ انّك سيّد المسلمين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغرّ المحجلين ، ويعسوب المؤمنين(٢) .

٣٦ ـ عنه باسناده قال : أخبرنا ابن الصلت قال : أخبرنا ابن عقدة قال : حدّثنا على بن محمّد ، قال : حدثنا داود بن سليمان الغازى ، قال : حدّثنى علي بن موسى ، عن أبيه عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علىّ عن أبيه على بن الحسين عن أبيه عن علىعليهم‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ، قال : فقام إليه رجل من الأنصار فقال : فداك أبى وأمّى أنت ومن؟

قال : أنا على دابة الله البراق ، وأخى صالح على ناقة الله الّتي عقرت ، وعمّى حمزة على ناقتي العضباء ، وأخي علىّ بن أبى طالب على ناقة من نوق الجنة وبيده لواء الحمد واقف بين يدى العرش ينادى «لا إله الا الله محمّد رسول الله». قال : فيقول الآدميّون ما هذا إلّا ملك مقرّب أو نبىّ مرسل ، أو حامل عرش ربّ العالمين؟ قال : فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش معاشر الآدميّين ما هذا ملكا مقربا ولا نبيّا مرسلا ولا حامل عرش هذا الصديق الأكبر ، هذا على بن أبى طابعليه‌السلام ، قال ابن عقدة : أخبرنى عبد الله بن أحمد بن عامر فى كتابه قال : حدثني أبى قال : حدثني على بن موسى بهذا(٣) .

__________________

(١) أمالي الطوسى : ١ / ٣٥٤.

(٢) أمالي الطوسى : ١ / ٣٥٤.

(٣) أمالي الطوسى : ١ / ٣٥٥.

٢٧٩

٣٧ ـ عنه أخبرنا جماعة عن أبى المفضل ، قال : حدثنا محمّد بن جعفر أبو العباس القرشى الرزاز ، بالكوفة قال : حدثني جدّى محمّد بن عيسى أبو جعفر القمىّ قال : حدثنا محمّد بن فضيل الصيرفى قال : حدثنا على بن موسى الرضاعليه‌السلام ، قال : حدثني أبى موسى بن جعفر ، قال : حدثني ابى جعفر بن محمد ، عن أبيه محمّد بن على ، عن أبيه على بن الحسين عن أبيه الحسين بن على بن أبى طالبعليهم‌السلام : قال : قال رجل للنبىّصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا رسول الله علّمنى عملا لا يحال بينه وبين الجنة. قال لا لا تغضب ولا تسأل الناس شيئا وارض للناس ما ترضى.

فقال : يا رسول الله زدنى ، قال : إذا صلّيت العصر فاستغفر الله سبعا وسبعين مرّة يحطّ عنك عمل سبع وسبعين سنة. قال : ما لي سبع وسبعون سنة. فقال له رسول الله اعملها لك ولأبيك. قال : ما لي ولأبى سبع وسبعون سنة. فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اجعلها لك ولأبيك ولأمك. قال : يا رسول الله ما لي ولأبى ولأمى سبع وسبعون سنة. قال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اجعلها لك ولأبيك ولامك ولقرابتك(١) .

٣٨ ـ عنه أخبرنا جماعة عن أبى المفضل قال : حدثني أبو محمّد الحسن بن علىّ بن سهل العاقولى ، قال : حدثنا موسى بن عمر بن يزيد الكوفى الصيقل قال : حدثنا معمر بن خلّاد قال : حدثنا على بن موسى الرضاعليه‌السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر ، عن أبيه محمّد ، عن أبيه على ، عن أبيه الحسين عن أبيه على بن أبى طالب صلوات الله عليهم أجمعين قال : جاء أبو أيوب الانصارى واسمه خالد بن زيد الى رسول الله فقال : يا رسول الله عليك السلام أوصنى وأقلل لعلى أن أحفظ. قال : اوصيك بخمس : باليأس عما فى أيدى الناس فانه الغنى ، واياك والطمع فانه الفقر الحاضر ، وصل صلاة مودّع ، واياك وما تعتذر منه ، وأحبّ لأخيك ما تحبّ

__________________

(١) أمالي الطوسى : ٢ / ١٢١.

٢٨٠