مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام12%

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 496

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 72988 / تحميل: 4165
الحجم الحجم الحجم
مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام

مسند الإمام الشهيد أبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام الجزء ٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

دينه عن التفكر فى آلاء الله تعالى وعن التدبّر لكتابه والتفهّم لسنّتى زالت الرواسى ولم يزل ، ومن أخذ دينه عن أفواه الرجال وقلّدهم فيه ذهب به الرجال من يمين إلى شمال وكان من دين الله على أعظم زوال(١) .

٢ ـ الخطيب البغدادى : أخبرنا ابن شهريار ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبرانى حدّثنا أحمد بن يحيى بن أبى العبّاس الخوارزمى ، ببغداد سنة سبع وثمانين ومأتين ـ أخبرنا سليمان بن عبد العزيز بن أبى ثابت المدينى ، حدّثنا أبى ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن حسين ، عن علىّ بن الحسين بن على ، عن أبيه ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : العلم فريضة على كلّ مسلم(٢) .

٣ ـ أبو منصور الطبرسى باسناده ، عن أبى محمّد الحسن بن علىّ العسكرىعليهما‌السلام قال : قال الحسين بن علىعليهما‌السلام : من كفل لنا يتيما قطعته عنا محبّتنا باستتارنا ، فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتّى أرشده وهداه ، قال اللهعزوجل : أيّها العبد الكريم المواسى لأخيه أنا أولى بالكرم منك ، اجعلوا له يا ملائكتى فى الجنان بعدد كلّ حرف علّمه ألف ألف قصر ، وضمّوا إليها ما يليق بها من سائر النعيم(٣) .

٣ ـ باب التوحيد

١ ـ الصدوق ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانى رضى الله عنه ، قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن على العدوىّ ، قال : حدّثنا الهيثم بن عبد الله الرّمانى ، قال : حدّثنا علىّ بن موسى الرّضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علىّ ، عن أبيه علىّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن

__________________

(١) تيسير المطالب : ١٤٨.

(٢) تاريخ بغداد : ٥ / ٢٠٤.

(٣) الاحتجاج : ١ / ٨.

٨١

علىّعليهم‌السلام ، قال : خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام النّاس فى مسجد الكوفة ، فقال :

الحمد لله الّذي لا من شيء كان ، ولا من شيء كوّن ما قد كان ، مستشهد بحدوث الأشياء على أزليّته وبما وسمها به من العجز على قدرته ، وبما اضطرّه إليه من الفناء على دوامه ، لم يخل منه مكان فيدرك بأينيّة ، ولا له شبه مثال فيوصف بكيفيّة ولم يغب عن علمه شيء فيعلم بحيثيّة مباين لجميع ما أحدث فى الصفات ، وممتنع عن الإدراك بما ابتدع من تصريف الذوات وخارج بالكبرياء والعظمة من جميع تصرّف الحالات ، محرّم على بوارع ثاقبات الفطن تحديده ، وعلى عوامق ناقبات الفكر تكييفه ، وعلى غوائص سابحات القطر تصويره.

لا تحويه الأماكن لعظمته ، ولا تذرعه المقادير لجلاله ، ولا تقطعه المقاييس لكبريائه ، ممتنع عن الأوهام أن تكتنهه ، وعن الأفهام أن تستغرقه وعن الأذهان أن تمثّله ، قد يئست من استنباط الإحاطة به طوامح العقول ، ونضبت عن الإشارة إليه بالاكتناه بحار العلوم ، ورجعت بالصغر عن السموّ إلى وصف قدرته لطائف الخصوم واحد لا من عدد ، ودائم لا بأمد ، وقائم لا بعمد ، ليس بجنس فتعادله الأجناس ، ولا بشبح فتضارعه الأشباح ، ولا كالأشياء فتقع عليه الصفات.

قد ضلّت العقول فى أمواج تيّار إدراكه ، وتحيّرت الأوهام عن إحاطة ذكر أزليّته وحصرت الأفهام عن استشعار وصف قدرته ، وغرقت الأذهان فى لجج أفلاك ملكوته مقتدر بالآلاء وممتنع بالكبرياء ، ومتملّك على الأشياء فلا دهر يخلقه ولا وصف يحيط به ، قد خضعت له ثوابت الصعاب فى محلّ تخوم قرارها ، وأذعنت له رواصن الأسباب فى منتهى شواهق أقطارها مستشهد بكلّيّة الأجناس على ربوبيّته وبعجزها على قدرته ، وبفطورها على قدسه ، وبزوالها على بقائه ، فلا لها محيص عن إدراكه من قدرته عليها ، كفى باتقان الصنع لها آية ، وبمركّب الطبع عليها دلالة وبحدوث الفطر عليها قدمة وباحكام الصنعة لها عبرة ، فلا إليه حدّ

٨٢

منسوب ، ولا له مثل مضروب ، ولا شيء عنه محجوب ، تعالى عن ضرب الأمثال والصفات المخلوقة علوّا كبيرا.

أشهد أن لا إله الّا الله إيمانا بربوبيّته ، وخلافا على من أنكره ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله المقرّ فى خير مستقرّ ، المتناسخ من أكارم الأصلاب ومطهّرات الأرحام المخرج من أكرم المعادن محتدا ، وأفضل المنابت منبتّا ، من أمنع ذروة ، وأعزّ أرومة ، من الشجرة الّتي صاغ الله منها أنبيائه وانتجب منها أمناءه الطيّبة العود ، المعتدلة العمود ، الباسقة الفروع ، الناضرة الغصون ، اليانعة الثمار الكريمة الحشا ، فى كرم غرست ، وفى حرم أنبتت ، وفيه تشعّبت ، وأثمرت ، وعزّت ، وامتنعت ، فسمت به وشمخت حتّى أكرمه اللهعزوجل بالروح الأمين والنور المبين والكتاب المستبين.

سخّر له البراق ، وصافحته الملائكة ، وأرعب به الأباليس ، وهدم به الأصنام والآلهة المعبودة دونه ، سنته الرّشد ، وسيرته العدل وحكمه الحقّ صدع بما أمره ربّه ، وبلّغ ما حمله ، حتّى أفصح بالتوحيد دعوته وأظهر فى الخلق أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، حتّى خلصت له الوحدانية وصفت له الربوبيّة ، وأظهر الله بالتوحيد حجّته ، وأعلى بالاسلام درجته ، واختار اللهعزوجل لنبيّه ما عنده من الرّوح والدرجة والوسيلة ، صلّى الله عليه عدد ما صلّى على أنبيائه المرسلين ، وآله الطاهرين(١) .

٢ ـ عنه ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانى رضى الله عنه ، قال : حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودى البصرى بالبصرة ، قال : أخبرنا محمّد بن زكريّا الجوهرىّ الغلابى البصرى ، قال : حدّثنا العبّاس بن بكّار الضبىّ ، قال : حدّثنا أبو بكر الهذلىّ ، عن عكرمة ، قال : بينما ابن عبّاس يحدّث الناس

__________________

(١) التوحيد : ٦٩.

٨٣

إذ قام إليه نافع بن الأزرق ، فقال : يا ابن عبّاس تفتى فى النملة والقملة ، صف لنا إلهك الّذي تعبده ، فأطرق ابن عبّاس إعظاما للهعزوجل ، وكان الحسين بن علىّعليهما‌السلام جالسا ناحية ، فقال : إلىّ يا ابن الأزرق ، فقال : لست إيّاك أسأل.

فقال ابن العبّاس : يا ابن الأزرق إنّه من أهل بيت النبوّة ، وهم ورثة العلم فأقبل نافع بن الأزرق نحو الحسين ، فقال له الحسين : يا نافع إنّ من وضع دينه على القياس لم يزل الدّهر فى الارتماس ، مائلا عن المنهاج ، ظاعنا فى الاعوجاج ، ضالا عن السبيل ، قائلا غير الجميل ، يا ابن الأزرق أصف الهى بما وصف به نفسه وأعرّفه بما عرّف به نفسه ، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس ، فهو قريب غير ملتصق ، وبعيد غير متقصّ ، يوحّد ، ولا يبغّض ، معروف بالآيات ، موصوف بالعلامات ، لا إله إلّا هو الكبير المتعال(١) .

٣ ـ عنه ، حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّرحمه‌الله ، قال : حدّثنا علىّ ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن زياد بن المنذر ، عن أبى جعفر محمّد بن على الباقر ، عن أبيه ، عن جدّه ـ الحسين ـعليهم‌السلام أنّه قال : إنّ رجلا قام إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقال : يا أمير المؤمنين بما ذا عرفت ربّك؟ قال : بفسخ العزم ونقض الهمّ.

لمّا هممت فحيل بينى وبين همّى ، وعزمت فخالف القضاء عزمى علمت أنّ المدبّر غيرى ، قال : فيما ذا شكرت نعماءه؟ قال : نظرت الى بلاء قد صرفه عنّى وأبلى به غيرى فعلمت أنّه قد أنعم علىّ فشكرته ، قال : فلما ذا أحببت لقاءه ، قال : لمّا رأيته قد اختار لى دين ملائكته ورسله وأنبيائه علمت أنّ الّذي أكرمنى بهذا ليس ينسانى فأحببت لقاءه(٢) .

٤ ـ عنه ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عمرو بن علىّ البصرى ، قال : حدّثنا أبو

__________________

(١) التوحيد : ٧٩.

(٢) التوحيد : ٢٨٨.

٨٤

الحسن علىّ بن الحسن المثنّى ، قال : حدّثنا أبو الحسن علىّ بن مهرويه القزوينىّ ، قال : حدّثنا أبو أحمد الغازى ، قال : حدّثنا علىّ بن موسى الرضا ، قال : حدّثنا ابى موسى ابن جعفر ، قال : حدّثنى أبى جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنا أبى محمّد بن علىّ ، قال : حدّثنا أبى علىّ بن الحسين ، قال : حدّثنا أبى الحسين بن علىعليه‌السلام .

قال : سمعت أبى علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام يقول : الأعمال على ثلاثة أحوال : فرائض وفضائل ومعاصى ، وأمّا الفرائض فبأمر اللهعزوجل ، وبرضاء الله وقضاء الله وتقديره ، ومشيّته وعلمه ، وأمّا الفضائل فليست بأمر الله ولكن برضاء الله وبقضاء الله وبقدر الله وبمشيّته وبعلمه ، وأمّا المعاصى فليست بأمر الله ولكن بقضاء الله وبقدر الله وبمشيّته وبعلمه ، ثمّ يعاقب عليها(١) .

٥ ـ عنه بهذ الاسناد ، قال : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : الدنيا كلّها جهل إلّا مواضع العلم ، والعلم كلّه حجّة إلّا ما عمل به ، والعمل كلّه رياء إلّا ما كان مخلصا ، والإخلاص على خطر حتّى ينظر العبد بما يختم له(٢) .

٦ ـ عنه ، حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد المؤدّب رضى الله عنه ، قال : حدّثنا علىّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن علىّ بن معبد عن الحسين بن خالد ، عن علىّ بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن على ، عن أبيه على بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن على ، عن أبيه علىّ ابن أبى طالبعليهم‌السلام قال : سمعت رسول اللهعليه‌السلام يقول : قال الله جلّ جلاله : من لم يرض بقضائى ولم يؤمن بقدرى فليلتمس الها غيرى ، وقال رسول اللهعليه‌السلام : فى كلّ قضاء الله خيرة للمؤمنين(٣) .

٧ ـ عنه حدثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن على بن

__________________

(١) التوحيد : ٣٦٩.

(٢) التوحيد : ٣٧١.

(٣) التوحيد : ٣٧١.

٨٥

الحسين بن على بن أبى طالبعليهم‌السلام وأحمد بن الحسن القطان ومحمّد بن ابراهيم بن أحمد المعاذى ، قالوا : حدثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ مولى بنى هاشم ، قال : حدثنا يحيى بن اسماعيل الجريري قراءة ، قال : حدثنا الحسين بن اسماعيل قال : حدثنا عمرو بن جميع ، عن جعفر بن محمّد ، قال : حدثني أبى ، عن أبيه ، عن جدهعليه‌السلام قال : دخل الحسين بن علىعليهما‌السلام على معاوية فقال له : ما حمل أباك على أن قتل أهل البصرة ثم دار عشيا فى طرقهم فى ثوبين؟ فقالعليه‌السلام ! حمله على ذلك علمه أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، قال : صدقت ، قال : وقيل لأمير المؤمنينعليه‌السلام لما أراد قتال الخوارج : لو احترزت يا أمير المؤمنين فقالعليه‌السلام :

أىّ يومىّ من الموت أفرّ

يوم لم يقدر أم يوم قدر

يوم ما قدّر لا أخشى الرّدى

واذا قدر لم يغن الحذر(١)

٨ ـ عنه حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد ، الاشنانى الرازى العدل ببلخ ، قال :

حدثنا على بن مهرويه القزوينى قال : حدثنا على بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسين بن على بن أبى طالبعليهم‌السلام قال : ان يهوديّا سأل على بن أبى طالبعليه‌السلام فقال : أخبرنى عما ليس لله وعما ليس عند الله وعما لا يعلمه الله ، فقالعليه‌السلام : أما ما لا يعلمه اللهعزوجل فذلك قولكم يا معشر اليهود : ان عزيزا ابن الله والله لا يعلم له ولد او أما قولك ما ليس لله فليس لله شريك ، وقولك : ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعباد ، فقال اليهودى : أنا أشهد أن لا إله الا الله وأنّ محمّدا رسول الله(٢) .

٩ ـ عنه حدثنا على بن أحمد ، بن محمّد بن عمران الدقاق رضى الله عنه ، قال : حدثنا محمّد بن الحسن الطائى ، قال : حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الأدمى الرازى

__________________

(١) التوحيد : ٣٧٤.

(٢) التوحيد : ٣٧٧.

٨٦

عن على بن جعفر الكوفى ، قال : سمعت سيدى على بن محمّد ، يقول : حدثني أبى محمّد بن على ، عن أبيه الرضا على بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن ابيه محمّد بن على ، عن أبيه على بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علىعليهم‌السلام .

وحدثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادى ، قال : حدثني أبو القاسم اسحاق بن جعفر العلوىّ ، قال : حدثني ابى جعفر بن محمّد بن على ، عن سليمان ابن محمّد القرشى ، عن اسماعيل بن أبى زياد السكونى ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن على ، عن أبيه ، عن جده ، عن علىعليهم‌السلام ـ واللّفظ لعلى بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق ـ قال : دخل رجل من أهل العراق على أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال : أخبرنا عن خروجنا الى أهل الشام أبقضاء من الله وقدر؟ فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : أجل يا شيخ ، فو الله ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله وقدر فقال الشيخ : عند الله احتسب عنائى يا أمير المؤمنين ، فقال : مهلا يا شيخ ، لعلك تظنّ قضاء حتما وقدرا لازما لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهى والزجر ، ولسقط معنى الوعيد والوعد.

لم يكن على مسيء لائمة ولا لمحسن محمدة ، ولكان المحسن أولى باللائمة من المذنب والمذنب أولى بالإحسان من المحسن ، تلك مقالة عبدة الأوثان وخصماء الرحمن وقدرية هذه الامة ومجوسها يا شيخ إن اللهعزوجل كلف تخييرا ، ونهى تحذيرا ، وأعطى على القليل كثيرا ، ولم يعص مغلوبا ، ولم يطع مكرها ، ولم يخلق السموات والأرض وما بينهما باطلا( ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ) .

قال : فنهض الشيخ وهو يقول :

أنت الامام الّذي نرجو بطاعته

يوم النجاة من الرّحمن غفرانا

٨٧

أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا

جزاك ربّك عنّا فيه إحسانا

فليس معذرة فى فعل فاحشة

قد كنت راكبها فسقا وعصيانا

لالا ولا قائلا ناهيه أوقعه

فيها عبدت إذا يا قوم شيطانا

ولا أحبّ ولا شاء الفسوق ولا

قتل الولىّ له ظلما وعدوانا

أنّى يحبّ وقد صحّت عزيمته

ذو العرش أعلن ذاك الله إعلانا(١)

١٠ ـ عنه حدثنا أبى رضى الله عنه قال حدثنا أحمد بن ادريس ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن الحسن بن على بن أبى عثمان ، عن عبد الكريم بن عبيد الله ، عن سلمة ابن عطا ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : خرج الحسين بن علىعليهما‌السلام على أصحابه فقال : أيها الناس ان الله جل ذكره ما خلق العباد الا ليعرفوه فاذا عرفوه عبدوه فاذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه ، فقال له رجل يا ابن رسول الله بأبى وأنت وأمى فما معرفة الله قال معرفة أهل كلّ زمان امامهم الذي يجب عليهم طاعته(٢) .

١١ ـ روى ابن شعبة مرسلا عن الامام أبى عبد الله الحسينعليه‌السلام انه قال : أيها الناس اتقوا هؤلاء المارقة الذين يشبهون الله بأنفسهم ، يضاهئون قول الذين كفروا من أهل الكتاب ، بل هو الله ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير ، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ، استخلص الوحدانية والجبروت وأمضى المشيئة والارادة والقدرة والعلم بما هو كائن. لا منازع له فى شيء من أمره ولا كفو له يعادله ولا ضدّ له ينازعه ، ولا سمى له يشابهه ولا مثل له يشاكله. لا تداوله الأمور ولا تجرى عليه الأحوال ولا تنزل عليه الأحداث ، ولا يقدر الواصفون كنه عظمته ، ولا يخطر على القلوب مبلغ جبروته.

لأنه ليس له فى الأشياء عديل ، ولا تدركه العلماء بألبابها ولا أهل التفكير

__________________

(١) التوحيد : ١٨٠.

(٢) علل الشرائع : ١ / ٩.

٨٨

بتكفيرهم ، الا بالتحقيق ايقانا بالغيب لأنه لا يوصف بشيء من صفات المخلوقين وهو الواحد الصمد ، ما تصور فى الاوهام فهو خلافه ، ليس برب من طرح تحت البلاغ ومعبود من وجد فى هواء أو غير هواء. هو فى الأشياء كائن لا كينونة محظور بها عليه ومن الأشياء بائن لا بينونة غائب عنها ، ليس بقادر من قارنه ضد أو ساواه ندّ ليس عن الدهر قدمه ولا بالناحية أممه.

احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار. وعمن فى السماء احتجابه كمن فى الأرض ، قربه كرامته وبعده اهانته ، لا يحله فى ، ولا توقّته اذ ، ولا تؤامره ان ، علوّ من غير توقّل ، ومجيئه من غير تنقّل ، يوجد المفقود ويفقد الموجود ولا تجتمع لغيره الصفتان فى وقت. يصيب الفكر منه الايمان به موجودا ووجود الايمان لا وجود صفة ، به توصف الصفات لا بها يوصف ، وبه تعرف المعارف لا بها يعرف ، فذلك الله لا سمّى له ، سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير(١) .

١٢ ـ الصدوق باسناده ، عن الحسين بن علىعليهما‌السلام قال : ان يهوديا سئل علىّ ابن أبى طالبعليه‌السلام فقال : أخبرنى عمّا ليس لله وعما ليس عند الله وعما لا يعلمه الله تعالى ، قال : علىّعليه‌السلام أمّا ما لا يعلمه الله فذلك قولكم : يا معشر اليهود عزيز بن الله والله لا يعلم له ابنا وأمّا قولك : ما ليس لله فليس له شريك وأمّا قولك : ما ليس عند الله ، فليس عند الله ظلم للعباد ، فقال اليهودى : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) .

١٣ ـ عنه ، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن على بن الشاه الفقيه المروروذى ، فى منزله بمروروذ ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائى بالبصرة ، قال : حدّثنى أبى ، قال : حدّثنى علىّ بن موسى الرضاعليه‌السلام ، قال حدّثنى أبى موسى بن جعفر ، قال : حدّثنى أبى جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنى أبى محمّد بن على ، قال :

__________________

(١) تحف العقول : ١٧٥.

(٢) عيون اخبار الرضا : ٢ / ٤٦.

٨٩

حدّثنى أبى علىّ بن الحسين ، قال : حدّثنى أبى الحسين بن على قال : حدّثنى أبى علىّ بن أبى طالبعليهم‌السلام ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول اللهعزوجل : لا إله الّا الله حصنى فمن دخله أمن من عذابى(١) .

١٤ ـ روى الديلمى ، عن أبى الصلت عبد السلام بن صالح الهروى قال : كنت مع الرضاعليه‌السلام لما وصل إلى نيسابور ، وهو راكب بغلة شهباء ، وقد خرج علماء نيسابور فى استقباله ، فلمّا صار فى المربعة تعلقوا بلجام بغلته فقالوا : يا ابن رسول الله ، حدّثنا بحقّ آبائك الطاهرين حديثا عن آبائك صلوات الله عليهم أجمعين فأخرج رأسه من الهودج ـ وعليه مطرف خز ـ وقال :

حدّثنى أبى موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن على ، عن أبيه علىّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن على ـ سيّد شباب أهل الجنّة ـ عن أمير المؤمنين ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قال أخبرنى جبرئيل الروح الأمين ، عن الله ـ تقدّست أسماؤه وجلّ وجهه ـ انّه يقول : إنّى أنا الله لا إله الّا أنا وحدى ، عبادى فاعبدونى ، وليعلم من لقينى منكم بشهادة أن لا إله إلّا الله ـ مخلصا بها ـ أنّه قد دخل حصنى ، ومن دخل حصنى أمن من عذابى ، قالوا : يا ابن رسول الله ، وما إخلاص الشهادة لله؟ قال : طاعة الله ورسوله ، وولاية أهل بيتهعليهم‌السلام (٢) .

١٥ ـ ابو الفتح الكراجكى : حدّثنى أبو المرجى محمّد بن على بن طالب البلدى ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلى ، عن أبى على محمّد بن همام بن سهل ، عن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن الحسن بن علىّ بن فضّال ، عن محمّد بن أبى عمير ، عن أبى علىّ الخراسانى ، عن عبد الكريم بن عبد الله عن مسلمه بن عطا ، عن أبى عبد الله الإمام الصادقعليه‌السلام ، قال : خرج الحسين بن على صلوات الله عليه ذات يوم على أصحابه فقال بعد الحمد لله جلّ وعزّ والصلاة

__________________

(١) عيون اخبار الرضا : ٢ / ١٣٤.

(٢) اعلام الدين : ٢١٤.

٩٠

على محمّد رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أيّها الناس انّ الله ـ والله ـ ما خلق العباد إلا ليعرفوه فاذا عرفوه عبدوه ، فاذا عبدوه استغنوا بعبادته من سواه. فقال له رجل : بأبى أنت وأمّى يا ابن رسول الله ، ما معرفة الله. قال : معرفة أهل كلّ زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته(١) .

١٦ ـ الحافظ ابن عساكر أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا سليمان بن إبراهيم بن محمّد ، وأبو الحسن سهل بن عبد الله الغازى وأحمد بن عبد الرّحمن الذكوانى ومحمّد بن أحمد بن زرا وعبد الرزّاق بن عبد الكريم ، والقاسم بن الفضل الثقفى. وأخبرنا أبو محمّد ابن طاوس ، أنبأنا سليمان بن إبراهيم بن محمّد وسهل قالوا : أنبأنا محمّد بن إبراهيم الجرجانى ، أنبأنا أبو على الحسين بن على ، أنبأنا محمّد ابن زكريّا ، أنبأنا العبّاس بن بكار ، أنبأنا أبو بكر الهذلى : عن عكرمة ، عن ابن عبّاس أنّه بينما كان يحدث الناس اذ قام إليه نافع بن الأزرق فقال له :

يا ابن عبّاس تفتى الناس فى النملة والقملة؟ صف لى إلهك الّذي تعبده فأطرق ابن عبّاس اعظاما لقوله ، وكان الحسين بن على جالسا ناحية فقال : إلىّ يا ابن الأزرق. قال ابن الأزرق : لست إيّاك أسأل! قال ابن عبّاس : يا ابن الأزرق إنّه من أهل بيت النبوّة وهم ورثة العلم! فأقبل نافع نحو الحسين فقال له الحسين : يا نافع إن من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر فى الالتباس مائلا ناكبا عن المنهاج ظاعنا بالاعوجاج ، ضالا عن السبيل ، قائلا غير الجميل.

يا ابن الازرق أصف الهى بما وصف به نفسه وأعرّفه بما عرّف به نفسه : لا يدرك بالحواسّ ولا يقاس بالناس ، قريب غير ملتصق ، وبعيد غير منتقص يوحّد ولا يبعض ، معروف بالآيات ، موصوف بالعلامات ، لا إله الّا هو الكبير المتعال ، فبكى ابن الأزرق وقال : يا حسين ما أحسن كلامك؟ فقال له الحسين :

__________________

(١) كنز الفوائد : ٢ / ٣٢٨.

٩١

بلغنى أنّك تشهد على أبى وعلى أخى بالكفر وعلىّ؟ قال ابن الأزرق : أما والله يا حسين لئن كان ذلك لقد كنتم منار الاسلام ونجوم الأحكام.

فقال له الحسينعليه‌السلام إنّى سائلك عن مسألة! قال : اسأل. فسأله عن هذه الآية :( وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ ) يا ابن الأزرق من حفظ فى الغلامين؟ قال ابن الأزرق : أبو هما؟ قال الحسين : فأبوهما خير أم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال ابن الأزرق : قد أنبأنا الله تعالى أنكم قوم خصمون(١) .

٤ ـ باب أوصاف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله

١ ـ روى الصدوق فى حديث طويل فى صفة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الحسينعليه‌السلام : سألت أبىعليه‌السلام عن مدخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : كان دخوله لنفسه مأذونا له فى ذلك فاذا أوى الى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء : جزء لله ، وجزء لأهله ، وجزء لنفسه ، ثمّ جزّأ جزءه بينه وبين النّاس فيرد ذلك بالخاصّة على العامّة ولا يدّخر عنهم منه شيئا وكان من سيرته فى جزء الأمّة إيثار أهل الفضل باذنه وقسمه على قدر فضلهم فى الدين.

فمنهم ذو الحاجة ، ومنهم ذو الحاجتين ، ومنهم ذو الحوائج ، فيتشاغل بهم ويشغلهم فى ما أصلحهم والامّة من مسألته عنهم ، وبأخبارهم بالّذى ينبغى ، ويقول : ليبلّغ الشاهد منكم الغائب ، وأبلغونى حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته فانّه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر على! بلاغها ثبّت الله قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده إلّا ذلك ولا يقيد من أحد عشرة ، يدخلون روّادا ، ولا يفترقون الّا عن ذواق ، و

__________________

(١) ترجمة الامام الحسين : ١٥٧.

٩٢

يخرجون أدلّة.

قال : فسألته عن مخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كيف كان يصنع فيه؟ فقال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يخزن لسانه إلّا عمّا يعنيه ، ويؤلّفهم ولا ينفّرهم ، ويكرم كريم كلّ قوم ويولّيه عليهم ، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوى عن أحد بشره ولا خلقه ، ويتفقّد أصحابه ، ويسأل الناس عمّا فى النّاس ، ويحسّن الحسن ويقوّيه ، ويقبّح القبيح ويهوّنه ، معتدل الأمر ، غير مختلف ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملّوا ، ولا يقصر عن الحقّ ولا يجوزه الّذين يلونه من الناس خيارهم ، أفضلهم عنده أعمّهم نصيحة للمسلمين وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مؤاساة ومؤازرة.

فسألته عن مجلسه فقال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يجلس ولا يقوم إلّا على ذكر ، ولا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها ، وإذا انتهى الى قوم جلس حيث ينتهى به المجلس ويأمر بذلك ، ويعطى كلّ جلسائه نصيبه ، ولا يحسب من جلسائه أنّ أحدا أكرم عليه منه ، من جالسه صابره حتّى يكون هو المنصرف عنه ، من سأله حاجة لم يرجع إلّا بها أو بميسور من القول ، قد وسع النّاس منه خلقه وصار لهم أبا وصاروا عنده فى الخلق سواء ، مجلسه مجلس حلم وحياء وصدق وأمانة ، لا ترفع فيه الأصوات ، ولا تؤبن فيه الحرم ، ولا تنثى فلتاته ، متعادلين ، متواصلين فيه بالتقوى ، متواضعين ، يوقّرون الكبير ، ويرحمون الصغير ، ويؤثرون ذا الحاجة ، ويحفظون الغريب.

فقلت : فكيف كان سيرته فى جلسائه؟ فقال : كان دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظّ ، ولا غليظ ، ولا صخّاب ، ولا فحّاش ، ولا عيّاب ولا مدّاح ، يتغافل عمّا لا يشتهى ، فلا يؤيس منه ، ولا يخيب فيه مؤمّليه ، قد ترك نفسه من ثلاث : المراء ، والإكثار ، وما لا يغنيه ، وترك النّاس من ثلاث : كان لا يذمّ أحدا ، ولا يعيّره ، ولا يطلب عثراته ولا عورته. ولا يتكلّم إلّا فى ما رجا ثوابه.

٩٣

إذا تكلّم أطرق جلساءه كأنّما على رءوسهم الطّير ، فاذا سكت تكلّموا ، ولا يتنازعون عنده الحديث ، من تكلّم أنصتوا له حتّى يفرغ ، حديثهم عنده حديث أوّلهم ، يضحك ممّا يضحكون منه ، ويتعجّب ممّا يتعجّبون منه ، ويصبر للغريب على الجفوة فى مسألته ومنطقه حتّى أن كان أصحابه ليستجلبونهم ، ويقول : إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارقدوه ، ولا يقبل الثّناء إلّا من مكافئ ، ولا يقطع على أحد كلامه حتّى يجوز فيقطعه بنهى أو قيام.

قال : فسألته عن سكوت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : كان سكوته على أربع : على الحلم والحذر ، والتقدير ، والتفكّر ، فأمّا التقدير ففى تسوية النظر والاستماع بين النّاس ، وأمّا تفكّره ففيما يبقى أو يفنى ، وجمع له الحلم فى الصبر ، فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزّه جمع له الحذر فى أربع ، أخذه بالحسن ليقتدى به ، وتركه القبيح لينتهى عنه واجتهاده الرأى فى صلاح امّته ، والقيام فيما جمع لهم خير الدنيا والآخرة(١) .

٥ ـ باب الامامة

١ ـ الصفّار : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن صباح المزنى ، عن الحارث بن حصيرة ، عن الحكم بن عتيبة ، قال لقى رجل الحسين بن علىّعليهما‌السلام بالثعلبيّة وهو يريد كربلا فدخل عليه فسلّم عليه ، فقال له الحسينعليه‌السلام من أىّ البلدان أنت فقال من أهل الكوفة ، قال يا أهل الكوفة أما والله لو لقيتك بالمدينة لأريتك أثر جبرئيل من دارنا ونزوله على جدّى بالوحى ، يا أخا أهل الكوفة

__________________

(١) معانى الاخبار : ٨١ ـ ٨٣.

٩٤

مستقى العلم من عندنا أفعلموا وجهلنا هذا ما لا يكون؟!(١) .

٢ ـ قال سليم بن قيس : فلمّا مات الحسن بن علىعليهما‌السلام ، لم تزل الفتنة والبلاء يعظمان ويشتدّان فلم يبق ولىّ لله إلّا خائفا على دمه (وفى رواية اخرى إلّا خائفا على دمه أنّه مقتول) وإلّا طريدا وإلّا شريدا ولم يبق عدوّ لله إلّا مظهرا حجّته غير مستتر ببدعته وضلالته ، فلمّا كان قبل موت معاوية بسنة حجّ الحسين بن على صلوات الله عليه وعبد الله بن عبّاس وعبد الله بن جعفر معه فجمع الحسينعليه‌السلام بنى هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم ومن الأنصار ممّن يعرفه الحسينعليه‌السلام وأهل بيته.

ثمّ أرسل رسلا لا تدعوا أحدا ممّن حج العام من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المعروفين بالصلاح والنسك الّا أجمعهم فاجتمع إليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل وهم فى سرادقه ، عامتهم من التابعين ونحو من مائتى رجل من أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال :

أمّا بعد فان هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم ، وانّى أريد أن أسألكم عن شيء ، فان صدّقت فصدّقونى وإن كذبت فكذبونى وأسألكم بحقّ الله عليكم وحقّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقرابتى من بينكم لما سيرتم مقامى هذا ووصفتم مقالتى ودعوتم أجمعين فى أمصاركم من قبائلكم من آمنتم من الناس وفى رواية اخرى بعد قوله : فكذبونى اسمعوا مقالتى واكتبوا قولى ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم فمن آمنتم من الناس ووثقتم به فادعوهم الى ما تعلمون من حقّنا.

فانّى أتخوّف أن يدرس هدا الأمر ويذهب الحقّ ويغلب ، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون وما ترك شيئا ممّا أنزل الله فيهم من القرآن إلّا تلاه وفسره ولا شيئا

__________________

(١) بصائر الدرجات : ١١ والكافى : ١ / ٣٩٨.

٩٥

ممّا قاله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فى أبيه وأخيه وامّه وفى نفسه وأهل بيته الّا رواه وكلّ ذلك يقول أصحابه : اللهمّ نعم وقد سمعنا وشهدنا ويقول التابعى : اللهمّ قد حدثني به من أصدقه وآتمنه من الصحابة ، فقال : أنشدكم الله الا حدثتم به من تثقون به وبدينه.

قال سليم : فكان فيما ناشدهم الحسينعليه‌السلام وذكّرهم أن قال : أنشدكم الله أتعلمون أنّ علىّ بن أبى طالب كان أخا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين آخى بين أصحابه فآخى بينه وبين نفسه وقال أنت أخى وأنا أخوك فى الدنيا والآخرة ، قالوا اللهمّ نعم ، قال : أنشدكم الله هل تعلمون أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اشترى موضع مسجده ومنازله فابتناه ، ثمّ ابتنى فيه عشرة منازل تسعة له وجعل عاشرها فى وسطها لأبى ، ثمّ سدّ كلّ باب شارع الى المسجد غير بابه فتكلّم فى ذلك من تكلّم فقال ما أنا سددت أبوابكم وفتحت بابه ولكن الله أمرنى بسدّ أبوابكم وفتح بابه.

ثمّ نهى الناس أن يناموا فى المسجد غيره ، وكان يجنب فى المسجد ومنزله فى منزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فولد لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وله فيه أولاد قالوا : اللهمّ نعم قال : أفتعلمون أنّ عمر بن الخطّاب حرص على كوة قدر عينه يدعها فى منزله الى المسجد فأبى عليه ثمّ خطب فقال إنّ الله أمرنى أن أبنى مسجدا طاهرا لا يسكنه غيرى وغير أخى وبنيه ، قالوا اللهمّ نعم ، قال : أنشدكم الله أتعلمون أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نصبه يوم غدير خمّ فنادى له بالولاية وقال ليبلغ الشاهد الغائب ، قالوا اللهمّ نعم.

قال : أنشدكم الله أتعلمون أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : له فى غزوة تبوك أنت منّى بمنزلة هارون من موسى ، وأنت ولىّ كلّ مؤمن بعدى ، قالوا : اللهمّ نعم ، قال : أنشدكم الله أتعلمون انّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين دعا النصارى من أهل نجران الى المباهلة لم يأت الّا به وبصاحبته وابنته ، قالوا : اللهمّ نعم ، قال : أنشدكم الله أتعلمون انّه دفع إليه اللّواء يوم خيبر ثمّ قال : لأدفعه الى رجل يحبّه الله ورسوله و

٩٦

يحبّ الله ورسوله كرّار غير فرّار ، يفتحها الله على يديه قالوا : اللهمّ نعم.

قال : أتعلمون أنّ رسول الله بعثه ببراءة وقال لا يبلغ عنى إلا أنا أو رجل منّى قالوا : اللهمّ نعم ، قال : أتعلمون انّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم تنزل به شدّة قطّ الا قدّمه لها ثقة به ، وأنّه لم يدعه باسمه قطّ إلّا يقول يا أخى وادعوا لى أخى قالوا : اللهمّ نعم ، قال : أتعلمون أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قضى بينه وبين جعفر وزيد فقال : يا علىّ أنت منّى وأنا منك وأنت ولىّ كلّ مؤمن بعدى قالوا : اللهمّ نعم ، قال أتعلمون انّه كانت له من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كلّ يوم خلوة وكلّ ليلة دخلة اذا سأله أعطاه واذا سكت أبداه قالوا اللهمّ نعم.

قال : أتعلمون أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فضّله على جعفر وحمزة حين قال لفاطمةعليها‌السلام : زوجتك خير أهل بيتى أقدمهم سلما وأعظمهم حلما وأكثرهم علما قالوا : اللهمّ نعم ، قال أتعلمون أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال أنا سيّد ولد بنى آدم وأخى على سيّد العرب وفاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة والحسن والحسين ابناى سيّدا شباب أهل الجنّة قالوا : اللّمّ نعم ، قال : أتعلمون أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمره بغسله وأخبره أنّ جبرئيل يعينه عليه قالوا : اللهمّ نعم.

قال أتعلمون أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال فى آخر خطبة خطبها : إنّى تركت فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتى فتمسّكوا بهما لن تضلّوا قالوا : اللهمّ نعم ، فلم يدع شيئا أنزله الله فى علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام خاصة وفى أهل بيته من القرآن ولا على لسان نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلا ناشدهم فيه فيقول الصحابة : اللهمّ نعم قد سمعنا ، ويقول التابع : اللهمّ قد حدثنيه من أثق به فلان وفلان.

ثمّ ناشدهم أنّهم قد سمعوه يقول من زعم أنّه يحبّنى ويبغض عليّا فقد كذّب ليس يحبّنى ويبغض عليا ، فقال له قائل يا رسول الله وكيف ذلك قال لانّه منّى وأنا منه ، من أحبّه فقد أحبّنى ومن أحبّنى فقد أحبّ الله ومن أبغضه فقد أبغضنى ومن

٩٧

أبغضبنى فقد أبغض الله فقالوا : اللهمّ نعم ، قد سمعنا وتفرّقوا على ذلك(١) .

٣ ـ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن اسحاق الطالقانى رضى الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن همام أبو على ، عن عبد الله بن جعفر الحميرى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن أبى المثنى النخعي ، عن زيد بن على بن الحسين ، عن أبيه علىّ ابن الحسين ، عن أبيهعليهما‌السلام ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كيف تهلك أمة أنا ، وعلىّ وأحد عشر من ولدى أولو الألباب أوّلها ، والمسيح بن مريم آخرها ، ولكن يهلك بين ذلك من لست منه وليس منّى(٢) .

٤ ـ عنه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، قال : حدّثنا أبى ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن أبى أحمد محمّد بن زياد الأزدى ، عن أبان بن عثمان ، عن ثابت بن دينار ، عن سيّد العابدين علىّ بن الحسين ، عن سيّد الشهداء الحسين بن علىّ ، عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالبعليهم‌السلام ، قال : قال لى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الأئمّة من بعدى اثنا عشر ، أولهم أنت يا علىّ وآخرهم القائم الذي يفتح الله تبارك وتعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها(٣) .

٥ ـ عنه باسناده ، عن الحسين بن علىعليهما‌السلام ، قال : قال لى بريدة أمرنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن نسلّم على أبيك بإمرة المؤمنين(٤)

٦ ـ أبو عبد الله المفيد حدّثنا ، أبو جعفر محمّد بن علىّ بن الحسين ، قال : حدّثنى أبى ، قال حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن الحسين بن أبى الخطّاب ، عن محمّد ابن سنان ، عن المفضّل بن عمر الجعفى ، عن جابر بن يزيد ، عن أبى جعفر محمّد بن علىّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّهعليهم‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلىّ بن أبى طالبعليه‌السلام يا على أنا وأنت وابناك الحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين

__________________

(١) اصل سليم : ٢٠٦ ـ ٢٠٩.

(٢) عيون اخبار الرضا : ١ / ٦٥.

(٣) العيون : ١ / ٦٥.

(٤) العيون : ١ / ٦٥.

٩٨

أركان الدين ودعائم الاسلام ، من تبعنا نجا ومن تخلّف عنا فى النار(١) .

٧ ـ الخزاز القمى : أخبرنا المعافا بن زكريّا ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعد ، قال : حدّثنى أحمد بن الحسين بن سعيد ، قال : حدّثنى أبى ، قال : حدّثنى جعد ابن الزبير المخزومى ، قال : حدّثنى عمران بن يعقوب الجعدى ، عن أبيه يعقوب بن عبد الله ، عن أبى يحيى بن جعدة بن هبيرة ، عن الحسين بن على صلوات الله عليهما وسأله رجل عن الأئمّة فقال : عدد نقباء بنى اسرائيل ، تسعة من ولدى ، آخرهم القائم.

لقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ابشروا ثمّ ابشروا ثمّ ابشروا ـ ثلاث مرات ـ إنّما مثل أهل بيتى كمثل حديقة أطعم منها فوج عاما ثمّ أطعم منها فوج عاما فى آخرها فوجا يكون أعرضها بحرا وأعمقها طولا وفرعا وأحسنها حنا ، وكيف تهلك أمّة أنا أوّلها ، والاثنا عشر من بعدى من السعداء أولى الألباب والمسيح بن مريم آخرها ، ولكن يهلك فيما بين ذلك نتج الهرج ليسوا منّى ولست منهم(٢) .

٨ ـ عنه ، حدّثنى محمّد بن على رضى الله عنه ، قال : حدّثنا زياد بن جعفر الهمدانيّ ، قال أخبرنا علىّ بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عبد السلام بن صالح الهروى ، قال أخبرنا وكيع ، عن الربيع ابن سعد ، عن عبد الرحمن بن سابط ، قال : قال الحسين بن علىّعليهما‌السلام : منّا اثنا عشر مهديا أوّلهم أمير المؤمنين علىّعليه‌السلام وآخرهم التاسع من ولدى ، وهو القائم بالحقّ ، يحيى الله به الارض بعد موتها ويظهر به دين الحقّ على الدين كلّه ولو كره المشركون ، له غيبة يرتدّ فيها قوم ويثبت على الدين فيها آخرون فيؤذون ويقال لهم : متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ، أما إنّ الصابرين فى غيبته على الأذى والتكذيب بمنزله المجاهدين بالسيف بين يدى

__________________

(١) أمالي المفيد : ١٣٥.

(٢) كفاية الاثر : ٢٣٠.

٩٩

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) .

٩ ـ عنه ، حدّثنا علىّ بن الحسن ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الكوفى ، قال : حدّثنا محمّد بن محمود ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله الذاهل ، قال : حدّثنا أبو حفص الأعشى ، عن عنبسة بن الأزهر ، عن يحيى ابن عقيل ، عن يحيى بن يعمن ، قال : كنت عند الحسينعليه‌السلام اذ دخل عليه رجل من العرب متلثما أسمر شديد السمرة ، فسلّم وردّ الحسينعليه‌السلام ، فقال : يا ابن رسول الله مسألة. قال : هات. قال : كم بين الإيمان واليقين؟

قال : أربع أصابع. قال : كيف؟ قال : الايمان ما سمعناه واليقين ما رأيناه وبين السمع والبصر أربع أصابع ، قال : فكم بين السماء والأرض؟ قال : دعوة مستجابة. قال: فكم بين المشرق والمغرب؟ قال : مسيرة يوم للشمس. قال : فما عز المرء؟ قال : استغناؤه عن الناس ، قال : فما أقبح شيء؟ قال : الفسق فى قبيح ، والحدة فى السلطان قبيحة ، والكذب فى ذى الحسب قبيح ، والبخل فى ذى الغنا والحرص فى العالم. قال : صدقت يا ابن رسول الله ، فأخبرنى عن عدد الأئمّة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال : اثنا عشر عدد نقباء بنى إسرائيل ، قال : فسمّهم لى قال : فأطرق الحسينعليه‌السلام مليا ثمّ رفع رأسه فقال : نعم أخبرك يا أخا العرب ، ان الإمام والخليفة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين علىعليه‌السلام ، والحسن وأنا وتسعة من ولدى منهم على ابنى وبعده محمّد ابنه وبعده جعفر ابنه وبعده موسى ابنه وبعده على ابنه وبعده محمّد ابنه وبعده على ابنه وبعد الحسن ابنه وبعده الخلف المهدى هو التاسع من ولدى ، يقوم بالدين فى آخر الزمان. قال : فقام الأعرابى وهو يقول :

مسح النبيّ جبينه

فله بريق فى الخدود

أبواه من أعلى قريش

وجدّه خير الجدود(٢)

__________________

(١) كفاية الاثر : ٢٣١.

(٢) كفاية الاثر : ٢٣٢.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

٤١ - ( باب تأكد استحباب الاكثار من الصلاة في المسجد الحرام، واختياره على جميع المساجد، وعدم اجزاء ركعة فيه وفي امثاله عن اكثر من ركعة، اداء وقضاء، وان تضاعف ثوابها )

٣٩١٠ / ١ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله، اخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام انه قال: « النافلة في المسجد الحرام الأعظم تعدل عمرة مبرورة، وصلاة فريضة تعدل حجّة متقبلة ».

٣٩١١ / ٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: « صحّ الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه قال: الصلاة في المسجد الحرام، تعدل مائة الف صلاة ».

٣٩١٢ / ٣ - البحار: وجدت بخطّ الشيخ محمّد بن علي الجبعي، نقلا عن خطّ الشهيد (ره)، عن الصادق عليه‌السلام: « من صلّى في المسجد الحرام صلاة واحدة، قبل الله منه كلّ صلاة صلّاها، وكلّ صلاة يصليها إلى أن يموت، والصلاة فيه بمائة الف صلاة ».

٣٩١٣ / ٤ - عوالي اللآلي: قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « مكّة حرم الله وحرم رسوله، الصلاة فيها بمائة الف صلاة »، الخبر.

____________________________

الباب - ٤١

١ - الجعفريات ص ٧٢.

٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: لم نجده في النسخة المتداولة، وأخرجه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٤ عن بعض نسخ الفقه الرضوي.

٣ - البحار ج ٩٩ ص ٢٣١.

٤ عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٢٨ ح ١١٨.

٤٢١

٣٩١٤ / ٥ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « ومن صلّى في المسجد الحرام صلاة واحدة، كتب الله له الفي الفي صلاة وخمسمائة الف صلاة ».

٣٩١٥ / ٦ - دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن، محمّد عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم‌السلام، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انه قال: « الصلاة في المسجد الحرام مائة الف صلاة ».

٤٢ - ( باب جواز استدبار المصلّي في المسجد للمقام، واستحباب اختيار الصلاة في الحطيم، ثم المقام الأول، ثم الحجر، ثم ما دنا من البيت )

٣٩١٦ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « اكثر الصلاة في الحجر، وتعمّد تحت الميزاب، وادع عنده كثيرا، وصلّ في الحجر على ذراعين من طرفه ممّا يلي البيت، فانه موضع شبير وشبر ابني هارون، وان تهيّأ لك ان تصلّي صلواتك كلّها عند الحطيم (فافعل) (١)، فإنّه أفضل بقعة على وجه الأرض، والحطيم ما بين الباب والحجر الاسود، وهو الموضع الذي فيه تاب الله على آدم عليه‌السلام، وبعده الصلاة في الحجر افضل، وبعده ما بين الركن العراقي و (باب البيت) (٢)، وهو الموضع

____________________________

٥ - لبّ اللباب: مخطوط.

٦ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٨.

الباب - ٤٢

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٢٨، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٢٣٠ ح ٤.

(١) ليس في المصدر

(٢) في المصدر: الباب.

٤٢٢

الذي كان فيه المقام، في عهد ابراهيم عليه‌السلام إلى عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، وبعده خلف المقام الذي هو الساعة، وما قرب من البيت فهو أفضل ».

٣٩١٧ / ٢ - البحار: وجدت بخط الشيخ محمّد بن علي الجبعي (١)، نقلا من خطّ الشهيد، عن الصادق عليه‌السلام: « ان تهيّأ لك ان تصلي صلواتك كلّها الفرائض وغيرها، عند الحطيم فإنّه أفضل بقعة على وجه الأرض، وهو ما بين [ باب ] (٢) البيت والحجر الاسود، وهو الموضع الذي تاب الله فيه على آدم عليه‌السلام، وبعده الصلاة في الحجر أفضل، وبعد الحجر ما بين الركن العراقي وباب البيت، وهو الموضع الذي كان فيه المقام، وبعده خلف المقام حيث هو الساعة، وما قرب من البيت فهو أفضل ».

٣٩١٨ / ٣ - الشيخ الطبرسي في اعلام الورى: روى ان أبا جهل عاهد الله ان يفضخ رأسه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بحجر، إذا سجد في صلاته، فلما قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يصلي وسجد، وكان إذا صلّى (صلّى) (١) بين الركنين - الاسود واليماني -، وجعل الكعبة بينه وبين الشام، الخبر.

____________________________

٢ - البحار ج ٩٩ ص ٢٣١ ح ٧.

(١) جاء في هامش المخطوط: جدّ شيخنا البهائي (منه قدّس سرّه).

(٢) أثبتناه من البحار، وكان في هامش المخطوط بدلاً من كلمة « البيت »: « الباب - خ ل » (منه قدّس سرّه).

٣ - اعلام الورى ص ٢٩.

(١) ليس في المصدر.

٤٢٣

٤٣ - ( باب عدم كراهيّة صلاة الفريضة في الحجر، وأنّه ليس فيه شئ من الكعبة )

٣٩١٩ / ١ - محمّد بن مسعود العياشي: عن محمّد بن مروان، قال: سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول: « كنت مع أبي في الحجر، فبينا هو قائم يصلّي، إذ اتاه رجل »، الخبر

٣٩٢٠ / ٢ - ابن شهر آشوب في المناقب: عن طاووس الفقيه قال: رأيت في الحجر زين العابدين عليه‌السلام يصلّي ويدعو، الخبر.

٤٤ - ( باب أن من سبق إلى مسجد، أو مشهد، أو نحوهما، فهو أحق بمكانه يومه وليلته، وان خرج يتوضّأ )

٣٩٢١ / ١ - البحار: نقلا من كتاب الامامة والتبصرة لعلي بن بابويه، عن أحمد بن علي، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن ابراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم‌السلام، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: سوق المسلمين كمسجدهم، فمن سبق إلى مكان، فهو احقّ به إلى الليل ».

٣٩٢٢ / ٢ - جعفر بن محمّد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه، عن

____________________________

الباب - ٤٣

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣٠ ح ٦.

٢ - المناقب لابن شهر آشوب ج ٤ ص ١٤٨.

الباب - ٤٤

١ - البحار ج ١٠٤ ص ٢٥٦ ح ١٤، بل عن جامع الأحاديث للقمي ص ١٣ وأخرجه في البحار ج ٨٣ ص ٣٥٦ عن الكافي ج ٢ ص ٤٨٥ ح ٧.

٢ - كامل الزيارات ص ٣٣٠ ح ٤.

٤٢٤

محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع، عن بعض اصحابه، يرفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال: قلت: نكون بمكّة أو بالمدينة أو بالحائر، أو بالمواضع التي يرجى فيها الفضل، فربما يخرج الرجل يتوضّأ، فيجئ آخر فيصير مكانه، قال: « من سبق إلى موضع، فهو أحقّ به يومه وليلته ».

وعن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد، مثله (١)

٣٩٢٣ / ٣ - دعائم الإسلام: عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام انه قال: « سوق المسلمين كمسجدهم، الرجل احق بمكانه حتى يقوم (من مكانه) (١)، أو تغيب الشمس ».

٤٥ - ( باب استحباب الاكثار من الصلاة في مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، خصوصاً بين القبر والمنبر، وفي بيت علي وفاطمة عليهما‌السلام، واختياره على المسجد الحرام، وأن الصلاة في المدينة مثل الصلاة في سائر البلدان )

٣٩٢٤ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « صحّ الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌. انه قال: الصلاة في المسجد الحرام، تعدل مائة الف صلاة، وفي مسجدي هذا تعدل الف صلاة، » وقد روي خمسين الف صلاة

____________________________

(١) كامل الزيارات ص ٣٣١ ح ١٠.

٣ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٨

(١) في المصدر: منه

الباب - ٤٥

١ - نقله المجلسي في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٤ عن بعض نسخ الفقه الرضوي

٤٢٥

وقال في موضع آخر: « ثم تصلّي عند اسطوانة التوبة، وعند الحنانة، وفي الروضة، وعند المنبر (١)، اكثر ما قدرت من الصلاة فيها ».

٣٩٢٥ / ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم‌السلام، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه قال: « الصلاة في المسجد الحرام، مائة الف صلاة، والصلاة في مسجد المدينة، عشرة آلاف صلاة ».

وروى الجزء الأخير في موضع آخر وزاد، قال جعفر بن محمّد عليهما‌السلام: « وافضل موضع يصلّى فيه منه، ما قرب من القبر » (١).

٣٩٢٦ / ٣ - جعفر بن محمّد بن قولويه في المزار: عن جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسوي، عن عبدالله بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، قال: قال أبوعبدالله عليه‌السلام في حديث: « واكثر من الصلاة في مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ».

٣٩٢٧ / ٤ - عوالي اللآلي: عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « صلاة في مسجدي هذا (١)، أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلّا المسجد الحرام »

____________________________

(١) في البحار: المتبرك.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٨.

(١) دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٩٦.

٣ - كامل الزيارات ص ١٦ ح ٢، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٥١ ح ١٩.

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٥ ح ١٢٦.

(١) هذا، ليس في المصدر.

٤٢٦

٤٦ - ( باب حدّ مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )

٣٩٢٨ / ١ - كتاب محمّد بن المثنى: عن جعفر بن محمّد بن شريح، عن ذريح المحاربي، قال: سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن حدّ المسجد، فقال: « من الاسطوانة التي (١) عند رأس [ القبر ] (٢) إلى الاسطوانتين من وراء المنبر عن يمين القبلة، وكان من وراء المنبر طريق تمرّ فيه الشاة أو يمرّ الرجل منحرفا » وزعم أن ساحة المسجد إلى البلاطة (٣) من المسجد، وسألته عن بيت علي عليه‌السلام، فقال: « إذا دخلت من الباب فهو من عضادته اليمين (٤) إلى ساحة المسجد، وكان بينه وبين بيت نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ خوخة (٥) ».

٤٧ - ( باب استحباب الصلاة في مساجد المدينة، وخصوصاً مسجد قبا )

٣٩٢٩ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام انه

____________________________

الباب - ٤٦

١ - كتاب محمّد بن المثنى ص ٨٨.

(١) في المصدر: إلى.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) وفيه: البلاط.

(٤) وفيه: اليمنى.

(٥) الخوخة: فتحة بين دارين لم ينصب عليها باب (لسان العرب - خوخ - ج ٣ ص ١٤).

الباب - ٤٧

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٩٦.

٤٢٧

قال: « ومن المشاهد بالمدينة التي ينبغي أن يؤتى إليها، ويشاهد (١) ويصلّي فيها ويتعاهد (٢)، مسجد قبا، وهو المسجد الذي اسس على التقوى، ومسجد الفتح (٣)، ومشربة ام ابراهيم، وقبر حمزة، وقبور الشهداء ».

٣٩٣٠ / ٢ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليه‌السلام، عن قوله تعالى: ( لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ) (١)، قال: « مسجد قبا، وامّا قوله ( أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ) (٢) قال: يعني من مسجد النفاق، وكان على طريقه إذا أتى مسجد قبا، فقام فينضح بالماء والسدر، ويرفع ثيابه عن ساقيه، ويمشي على حجر في ناحية الطريق، ويسرع المشي ويكره ان يصيب ثيابه منه شئ، فسألته هل كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يصلّي في مسجد قبا؟ قال: نعم، قال (٣) منزله على (٢) سعد بن خيثمة الانصاري »، الخبر.

٣٩٣١ / ٣ - عوالي اللآلي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه كان يأتي قبا راكبا وماشيا، فيصلّي فيه ركعتين.

____________________________

(١) في المصدر: وتشاهد

(٢) وفيه: وتعاهد

(٣) وفيه زيادة: ومسجد الفضيخ

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١١١ ح ١٣٦

(١، ٢) التوبة ٩: ١٠٨

(٣) في المصدر: كان

(٤) ذكر الشيخ المصنف قدس سره في هامش المخطوط (ظ - بخط المجلسي - ره - كان نزل على)

٣ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤١ ح ٥٢

٤٢٨

وباقي أخبار الباب، يأتي في ابواب المزار من كتاب الحج، ان شاء الله تعالى.

٤٨ - ( باب استحباب الصلاة في مسجد براثا )

٣٩٣٢ / ١ - ابن الشيخ الطوسي (ره) في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن علي بن بلال، عن اسماعيل بن علي بن عبدالرحمن، عن أبيه، عن عيسى بن حميد الطائي، عن أبيه حميد بن قيس، عن علي بن الحسين [ بن علي بن الحسين يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي بن الحسين ] (١) عليهم‌السلام قال: « إن امير المؤمنين عليه‌السلام، لمّا رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء، فقال للناس: انّها الزوراء، فسيروا وجنّبوا عنها، فانّ الخسف اسرع إليها من الوتد في النخالة - إلى أن قال - فلما أتى يمنة السواد، وإذا هو براهب في صومعة له، فقال له: يا راهب انزل هاهنا، فقال له الراهب: لا تنزل هذه الأرض بجيشك، قال: ولم؟ قال: لأنها لا ينزلها الّا نبى أو وصي نبي بجيشه، يقاتل في سبيل الله عزّوجلّ، هكذا نجد في كتبنا، فقال له أميرالمؤمنين عليه‌السلام: انا وصيّ سيّد الأنبياء، وسيّد الأوصياء، فقال له الراهب: فأنت إذاً أصلع قريش، ووصيّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌؟ فقال له أميرالمؤمنين عليه‌السلام: أنا ذلك.

فنزل الراهب إليه، فقال خذ عليَّ شرائع الإسلام، انّي وجدت

____________________________

الباب - ٤٨

١ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٢٠٢

(١) مابين المعقوفتين أثبتناه من المصدر

٤٢٩

في الانجيل نعتك، وانك تنزل ارض براثا بيت مريم، وارض عيسى عليه‌السلام، فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: قف ولا تخبرنا بشئ، ثم أتى موضعاً، فقال: الكزوا هذا فلكزه فأتى أميرالمؤمنين عليه‌السلام موضعاً فلكزه (٢) برجله عليه‌السلام فانبجست عين خرّارة، فقال: هذه عين مريم التي أنبعت لها، ثم قال: اكشفوا هاهنا على سبعة عشر ذراعا، فكشف فإذا بصخرة بيضاء، فقال عليه‌السلام: على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها، وصلّت هاهنا، فتصبب أميرالمؤمنين عليه‌السلام الصخرة، وصلّى إليها، واقام هناك اربعة أيام يتمّ الصلاة، وجعل الحرم في خيمة من الموضع على دعوة ثم قال: ارض براثا هذه بيت مريم عليها‌السلام هذا الموضع المقدس صلّى فيه الأنبياء، قال أبوجعفر محمّد بن علي عليهما‌السلام: ولقد وجدنا أنّه صلّى فيه ابراهيم قبل عيسى عليهما‌السلام ».

٤٩ - ( باب استحباب الصلاة في بيت المقدس، واستحباب اختيار الصلاة في المسجد الأعظم على مسجد القبيلة، واختيارها على مسجد السوق )

٣٩٣٣ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم‌السلام، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه قال: « الصلاة في المسجد الحرام مائة الف صلاة، والصلاة في مسجد

____________________________

(٢) اللكز: الضرب الشديد (القاموس المحيط ج ٢ ص ١٩٧).

الباب - ٤٩

١ دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٨ باختلاف.

٤٣٠

المدينة عشرة آلاف صلاة، والصلاة في مسجد (١) بيت المقدس الف صلاة، والصلاة في المسجد الأعظم مائة صلاة [ والصلاة في مسجد القبيلة خمس وعشرون صلاة، والصلاة في مسجد السوق اثنتا عشرة صلاة ] (٢) وصلاة الرجل وحده في بيته صلاة واحدة ».

٣٩٣٤ / ٢ - جامع الأخبار: عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: « صلاة في (مسجد الكوفة) (١) الف صلاة، وصلاة في المسجد الأعظم مائة صلاة، وصلاة في مسجد القبيلة خمس وعشرون صلاة، وصلاة في مسجد السوق اثنا عشر صلاة، وصلاة الرجل في بيته وحده صلاة واحدة ».

٣٩٣٥ / ٣ - السيد فضل الله الراوندي في النوادر: عن أبي المحاسن، عن أبي عبدالله بن عبدالصمد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن المثنى، عن عفان بن مسلم، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قال: « إنّ الله تبارك وتعالى اختار من الكلام أربعا - إلى أن قال -: ومن البقاع اربعا - إلى أن قال عليه‌السلام -: وامّا خيرته من البقاع فمكّة، والمدينة، وبيت المقدس، وفار التنور بالكوفة، وان الصلاة بمكّة بمائة الف، وبالمدينة بخمس وسبعين الف صلاة، وببيت المقدس بخمسين الف صلاة، وبالكوفة بخمس وعشرين الف صلاة ».

____________________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢ - جامع الأخبار ص ٨٣.

(١) في المصدر: بيت المقدس.

٣ - نوادر الراوندي: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث وعنه في البحار ج ٩٧ ص ٤٧ ح ٣٤.

٤٣١

٥٠ - ( باب حكم الوقوف على المساجد )

٣٩٣٦ / ١ - الشيخ الأقدم الحسن بن محمّد بن الحسن القمي المعاصر للصدوق، في كتاب قم، عن كتاب مونس الحزين في معرفة الحق واليقين للصدوق، عن الشيخ العفيف الصالح الحسن بن مثلة الجمكراني، عن الحجّة (صلوات الله عليه) - في حكاية طويلة - وفيها امره عليه‌السلام ببناء المسجد في جمكران - إلى أن قال: -: قال عليه‌السلام له: « إذهب إلى السيد أبي الحسن، وقل له يجئ ويحضره أي الحسن بن مسلم، وكان عنده بعض المنافع من الاملاك الموقوفة، ويطالبه بما اخذ من منافع تلك السنين، ويعطيه الناس حتى يبنوا المسجد، ويتمّ ما نقص منه من غلّة رهق ملكنا بناحية اردهال، ويتمّ المسجد، وقد وقفنا نصف رهق على هذا المسجد، ليجلب غلّته كلّ عام ويصرف على عمارته »، الخبر

قلت: جمكران على فرسخ من قم، والمسجد موجود إلى الآن، ورهق قرية من توابع قم على عشرة فراسخ من طرف كاشان، وهي إلى الآن معمورة

____________________________

الباب - ٥٠

١ - تاريخ قم: الأصل منه باللغة العربية مفقود لا أثر له ظاهراً، وترجمته باللغة الفارسية المطبوعة، وتجد الرواية كاملة في كتاب « جنة المأوى » للشيخ المصنف « قده »، المطبوع ضمن البحار ج ٥٣ ص ٢٣٠ الحكاية الثامنة.

٤٣٢

٥١ - ( باب كراهة جعل المساجد طرقاً والمرور بها، حتى يصلّى ركعتين )

٣٩٣٧ / ١ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « ولا تتخذوا المساجد طرقا ».

وروي: ان من الجفاء ان تمرّ بالمسجد ولا تصلّي فيه

٥٢ - ( باب استحباب سبق الناس في الدخول إلى المساجد، والتأخر عنهم في الخروج منها )

٣٩٣٨ / ١ - الشيخ الطوسي (ره) في اماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن رجاء بن يحيى، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصمّ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبدالله بن أبي دنيّ، عن أبي الحرب بن أبي الأسود، عن أبيه، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « يا أبا ذر طوبى لاصحاب الألوية يوم القيامة، يحملونها فيسبقون الناس إلى الجنّة، الا [ و ] (١) هم السابقون إلى المساجد بالاسحار وغيرها ».

٣٩٣٩ / ٢ - الصدوق في معاني الأخبار: عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن احمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد البزنطي، عن

____________________________

الباب - ٥١

١ - لبّ اللباب: مخطوط

 الباب - ٥٢

١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٤٢

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - معاني الاخبار ص ١٦٨

٤٣٣

مفضّل بن سعيد، عن ابي جعفر عليه‌السلام، قال: جاء اعرابي احد بني عامر إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فسأله - وذءر حديثا طويلا يذكر في اخره - انّه سأله الأعرابي عن الصليعاء والقريعاء وخير بقاع الأرض، وشرّ بقاع الأرض، فقال: بعد أن أتاه جبرئيل، فاخبره أنّ الصليعاء الأرض السبخة، التي لا تروى ولا تشبع مرعاها، والقريعاء الأرض التي لا تعطي بركتها، ولا يخرج ينعها، ولا يدرك ما انفق فيها، وشرّ بقاع الأرض الاسواق، وهو ميدان ابليس يغدو برايته، ويضع كرسيه، ويبثّ ذريّته، فبين مطفف في قفيز، أو طائش في ميزان، أو سارق في ذراع، أو كاذب في سلعة، فيقول: عليكم برجل مات أبوه وابوكم حيّ، فلا يزال (١) مع اول من يدخل، وآخر من يرجع، وخير البقاع المساجد، واحبّهم إليه تعالى اوّلهم دخولا، وآخرهم خروجا، الخبر.

٣٩٤٠ / ٣ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن علي عليه‌السلام قال: « السابق من دخل المسجد قبل الاذان، والمقتصد من دخله بعد الاذان، والظالم من دخله بعد الاقامة ».

٣٩٤١ / ٤ - ابن ابي جمهور في درر اللآلي: عن أبي رافع قال: سال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ جبرئيل: أيّ البقاع احبّ إلى الله تعالى؟ فقال: ما ادري وسوف أسأل ربّي، ثم مكث ما شاء الله ثم اتاه، فقال: سألت ربّي اي البقاع أحب إليه؟ واي البقاع ابغض إليه؟ فقال: احب البقاع إليّ المساجد، واحبّ أهلها اليّ أوّلهم دخولا فيها، وآخرهم خروجا منها.

____________________________

(١) في المصدر زيادة: الشيطان

٣ - لب اللباب: مخطوط

٤ - درر اللآلي ج ١ ص ٩

٤٣٤

٥٣ - ( باب وجوب تعظيم المساجد )

٣٩٤٢ / ١ - العلامة الكراجكي في كنز الفوائد: عن محمّد بن احمد بن شاذان، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن محمّد بن زياد، عن المفضل بن عمر، عن يونس بن يعقوب قال: قال أبوعبدالله عليه‌السلام: « ملعون ملعون من لم يوقّر المسجد، تدري (١) يا يونس لم عظم الله المسجد (٢)؟ وانزل هذه الآية: ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا ) (٣)؟ كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم اشركوا بالله تعالى، فأمر الله سبحانه وتعالى نبيّه ان يوحّد الله فيها ويعبده ».

٥٤ - ( باب نوادر ما يتعلق باحكام المساجد )

٣٩٤٣ / ١ - أحمد بن محمّد بن فهد في عدّة الداعي، والبحار عن اعلام الدين للديلمي: عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من توضأ ثم خرج إلى المسجد، فقال حين يخرج من بيته: بسم الله (الذي خلقني فهو يهدين) (١) هداه الله إلى

____________________________

الباب - ٥٣

١ - كنز الفوائد ص ٦٣.

(١) في المصدر: أتدري.

(٢) وفيه: حق المساجد.

(٣) الجن ٧٢: ١٨.

 الباب - ٥٤

١ - عدة الداعي ص ٢٨٢، ورواه في البحار ج ٨٤ ص ٣٠ ح ٦ عن اعلام الدين: ص ١١٣.

(١) الآية وما يليها من سورة الشعراء ٢٦ (٧٨ - ٨٥).

٤٣٥

الصواب للايمان (٢).

وإذا قال: والذي هو يطعمني ويسقين، اطعمه الله عزّوجلّ من طعام الجنّة، وسقاه من شراب الجنّة.

وإذا قال: وإذا مرضت فهو يشفين جعله الله عزّوجلّ كفارة لذنوبه.

وإذا قال: والذي يميتني ثم يحيين اماته الله تعالى موتة (٣) الشهداء، واحياه حياة السعداء، وإذا قال: والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين، غفر الله عزّوجلّ (خطاه كلّه) (٤)، وان كان اكثر من زبد البحر.

وإذا قال: رب هب لي حكما والحقني بالصالحين وهب الله له حكما والحقه بصالح من مضى، وصالح من بقي.

فإذا قال واجعل لي لسان صدق في الآخرين، كتب الله عزّوجلّ في (٥) ورقة بيضاء: ان فلان بن فلان من الصادقين.

وإذا قال: واجعلني من ورثة جنّة النعيم، اعطاه الله عزّوجلّ منازل في الجنّة، وإذا قال: واغفر لابوي (٦) غفر الله لأبويه ».

٣٩٤٤ / ٢ - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في المحاسن: عن علي بن الحكم، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « من دخل سوق جماعة ومسجد (١) أهل

____________________________

(٢) في المصدر: من الايمان.

(٣) وفيه: ميتة.

(٤) وفيه: خطاياه كلها.

(٥) في المصدر: له.

(٦) في المصدر: لأبي، وزيادة، أنه كان من الضالين.

٢ - المحاسن ص ٤٠ ح ٤٨، وعنه في البحار ج ٧٦ ص ١٧٣ ح ٦.

(١) في المصدر: أو مسجد.

٤٣٦

نصب (٢)، فقال مرّة واحدة: أشهد أن لا اله إلّا الله وحده لا شريك له، والله اكبر كبيرا، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة واصيلا، ولا حول ولا قوّة الّا بالله (٣) وصلّى الله على محمّد وأهل بيته، عدلت حجّة مبرورة ».

٣٩٤٥ / ٣ - ابن الشيخ الطوسي في مجالسه: عن أبيه، عن هلال بن محمّد الحفّار، عن اسماعيل بن علي الدعبلي، عن أبيه، عن علي بن دعبل، عن الرضا، عن آبائه عليهم‌السلام، قال: « كان الصادق عليه‌السلام، يقول إذا خرج إلى الصلاة:

اللهم اني أسألك بحق السائلين بك، وبحق مخرجي هذا، فإنّي لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة، ولكن خرجت ابتغاء رضوانك، واجتناب سخطك، فعافني بعافيتك من النار ».

٣٩٤٦ / ٤ - مصباح الشريعة: قال الصادق عليه‌السلام: « إذا بلغت باب المسجد، فاعلم انك قد قصدت باب ملك عظيم، لما يطأ بساطه الّا المطهرون، ولا يؤذن لمجالسته الّا الصديقون، فهب القدوم إلى بساطه هيبة الملك، فانك على خطر عظيم ان غفلت، فاعلم انه قادر على ما يشاء، من العدل والفضل معك وبك، فان عطف عليك برحمته وفضله، قبل منك يسير الطاعة، واجزل لك عليها ثوابا كثيرا، وان طالبك باستحقاق الصدق والاخلاص عدلا بك، حجبك وردّ طاعتك وان كثرت، وهو فعال لما يريد، واعترف بعجزك

____________________________

(٢) هكذا في المصدر، وكان في الأصل المخطوط: أهل مسجد، والظاهر أنه تصحيف.

(٣) وفيه زيادة: العلي العظيم.

٣ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٣٨١.

٤ - مصباح الشريعة ص ٨٦ باختلاف في اللفظ.

٤٣٧

وتقصيرك وانكسارك، وفقرك بين يديه، فانّك قد توجّهت للعبادة والمؤانسة به، واعرض اسرارك عليه، ولتعلم انه لا يخفى عليه أسرار الخلق أجمعين وعلانيتهم، وكن كافقر عباده بين يديه، واخل قلبك عن كلّ شاغل يحجبك عن ربّك، فانه لا يقبل الّا الاطهر والاخلص، وانظر من ايّ ديوان يخرج اسمك، فان ذقت حلاوة مناجاته، ولذيذ مخاطباته، وشربت بكأس رحمته وكراماته، من حسن اقباله عليك وإجابته، فقد صلحت لخدمته، فادخل فلك الإذن والأمان، وإلّا فقف وقوف من انقطع عنه الحيل، وقصر عنه الأمل، وقضى عليه الأجل، فان علم الله عزّوجلّ من قلبك صدق الإلتجاء إليه، نظر إليك بعين الرأفة والرحمة واللطف، ووفّقك لما يحبّ ويرضى، فإنه كريم يحب الكرامة لعباده المضطرين إليه، المحترقين على بابه لطلب مرضاته، قال تعالى: ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) (١).

٣٩٤٧ / ٥ - تفسير العسكري عليه‌السلام: في قوله تعالى: ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّـهِ ) (١): « هي مساجد خيار المؤمنين بمكّة، منعوهم من التعبد فيها، بأن ألجأوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إلى الخروج عن مكّة ».

٣٩٤٨ / ٦ - أمين الإسلام الطبرسي في مجمع البيان، والجوامع: في قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا ) (١)، الآية، روي ان بني

____________________________

(١) النمل ٢٧: ٦٢

٥ - تفسير العسكري عليه‌السلام ص ٢٣٠ باختلاف، عنه في البحار ج ٨٣ ص ٣٤٠

(١) البقرة ٢: ١١٤

٦ - مجمع البيان ج ٣ ص ٧٢ باختصار والجوامع ج ٢ ص ٨٤

(١) التوبة ٩: ١٠٧

٤٣٨

عمرو بن عوف، لمّا بنوا مسجد قبا، وصلّى فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، حسدتهم اخوتهم بنوا غنم بن عوف وقالوا: نبني مسجدا نصلّي فيه، ولا نحضر جماعة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فبنوا مسجدا إلى جنب مسجد قبا، وقالوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وهو يتجهز إلى تبوك: انا نحبّ ان تأتينا فتصلي لنا فيه، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: انّي على جناح سفر، ولمّا انصرف من تبوك نزلَتْ، فارسل من هدم المسجد، واحرقه وامر ان يتخذ مكانه كناسة، يلقى فيها الجيف والقمامة.

٣٩٤٩ / ٧ - علي بن ابراهيم في تفسيره: عن محمّد بن جعفر، عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن عباد بن يعقوب، عن محمّد بن يعقوب، عن جعفر الاحول، عن منصور، عن أبي ابراهيم عليه‌السلام، قال: « لما خافت بنو اسرائيل جبابرتها، أوحى الله إلى موسى وهارون ( أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) (١)، قال: امروا ان يصلّوا في بيوتهم ».

٣٩٥٠ / ٨ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمرو بن شمر، وعمر بن سعد، ومحمّد بن عبيد الله (١)، عن رجل من الانصار، عن الحارث بن كعب، عن عبدالرحمن بن عبيد ابي الكنود (٢)، قال لما اراد علي عليه‌السلام الشخوص من النخيلة قام في الناس وخطبهم،

____________________________

٧ - تفسير القمي ج ١ ص ٣١٤

(١) يونس ١٠: ٨٧

٨ - وقعة صفين ص ١٣١، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٥٥ ح ٣٠

(١) في المصدر: عبدالله

(٢) في المصدر: بن أبي الكنود، والصحيح: بن الكنود « راجع معجم رجال الحديث ج ٩ ص ٣٣٧ ورجال الشيخ ص ٥٣ »

٤٣٩

وساق الحديث إلى قوله: فخرج عليه‌السلام حتى جاز حدّ الكوفة، صلّى ركعتين، قال نصر: وحدثني اسرائيل بن يونس، عن أبي اسحاق السبيعي، عن عبدالرحمن بن يزيد، انّ عليا عليه‌السلام صلّى بين القنطرة والجسر ركعتين.

٣٩٥١ / ٩ - محمّد بن المشهدي في المزار: اخبرني الشيخ الجليل مسلم بن نجم البزاز الكوفي، عن احمد بن محمّد المقري، عن عبدالله بن حمدان المعدل، عن محمّد بن اسماعيل، عن ابي نعيم حمزة الزيّات، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبدالرحمن بن الاسود الكاهلي.

وأخبرنا الفقيه الجليل العالم ابو المكارم حمزة بن زهرة الحسيني الحلبي املاء من لفظه، واراني المسجد، وروي لي هذا الخبر عن رجاله، عن الكاهلي، قال: قال: ألا تذهب بنا إلى مسجد أميرالمؤمنين عليه‌السلام فنصلّي فيه؟ قلت: وأيّ المساجد هذا؟ قال: مسجد بني كاهل وانه لم يبق منه سوى اسّه واسّ مأذنته، قلت: حدثني بحديثه، قال: صلّى علي بن أبي طالب عليه‌السلام بنا في مسجد بني كاهل الفجر فقنت بنا، فقال: « اللهم انّا نستعينك » إلى آخر ما يأتي في باب القنوت.

ثم قال (١): وروي عن عبدالله بن يحيى الكاهلي، انه قال: صلّى بنا أبوعبدالله عليه‌السلام في مسجد بني كاهل الفجر، فجهر في السورتين، وقنت قبل الركوع، وسلّم تجاه القبلة.

ورواه الشهيد (ره) في مزاره، عن حبيب بن أبي ثابت،

____________________________

٩ - المزار الكبير ص ١٣٩، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٥٢ ح ٢٧

(١) نفس المصدر ص ١٤١، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٥٣

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496