موسوعة كربلاء الجزء ٢

موسوعة كربلاء2%

موسوعة كربلاء مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 800

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 800 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 487847 / تحميل: 5705
الحجم الحجم الحجم
موسوعة كربلاء

موسوعة كربلاء الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

٣٦٩ ـ إرسال الرؤوس والسبايا إلى الشام :

(الإرشاد للشيخ المفيد ، ص ٢٤٥)

بينما يقول الشيخ المفيد : فأرسل ابن زياد الرؤوس مع زحر بن قيس (وفي بعض الكتب : زجر ، وهو خطأ) ، وأنفذ معه أبا بردة بن عوف الأزدي وطارق بن أبي ظبيان في جماعة من أهل الكوفة ، حتى وردوا بها على يزيد ابن معاوية بدمشق.

ثم أمر ابن زياد بنساء الحسينعليه‌السلام وصبيانه فجهزوا ، وأمر بعلي بن الحسينعليه‌السلام فغلّ بغلّ إلى عنقه(١) (وفي رواية : في يديه ورقبته) على حال تقشعر منها الأبدان(٢) وتضطرب لها النفوس ، أسى وحزنا.

ثم سرّح بهم في إثر الرؤوس مع محفّر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن (وشبث بن ربعي وعمرو بن الحجاج ، وضم إليهم ألف فارس ، وحملهم على الأقتاب).

وأمرهم أن يلحقوا الرؤوس ، ويشهروهم في كل بلد يأتونها(٣) . فجدوا السير حتى لحقوا بهم في بعض المنازل. ولم يكن علي بن الحسينعليهما‌السلام يكلّم أحدا من القوم في الطريق كلمة ، حتى بلغوا دمشق. فلما انتهوا إلى باب يزيد ، رفع محفّر بن ثعلبة صوته فقال : هذا محفّر بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة. فأجابه علي بن الحسينعليهما‌السلام فقال : ما ولدت أم محفّر أشرّ وألأم!.

وفي (جمهرة النسب) لابن الكلبي ، ج ١ ص ١٧٢ ، قال : منهم محفّز بن ثعلبة الّذي ذهب برأس الحسينعليه‌السلام إلى الشام ، وقال : أنا محفّز بن ثعلبة جئت برؤوس اللئام الكفرة!. فقال يزيد بن معاوية : ما تحفّزت عنه أم محفّز ألأم وأفجر.

٣٧٠ ـ مسير الرؤوس والسبايا إلى الشام :

(مخطوطة مصرع الحسين ـ مكتبة الأسد ، ص ٣٨)

وقال أبو مخنف : ثم استدعى اللعين عبيد الله بالشمر وخولي وشبث وحجر [لعله تصحيف : حجّار بن أبجر] وضم إليهم ألفا وخمسمائة فارس وزوّدهم ، وضم إليهم

__________________

(١) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٦٤ ؛ والخطط المقريزية ، ج ٢ ص ٢٨٨.

(٢) تاريخ القرماني ، ص ١٠٨. وخالف ابن تيمية ضرورة التاريخ ، فقال كما في (المنتقى من منهاج الاعتدال) للذهبي ، ص ٢٨٨ : سيّر ابن زياد حرم الحسين بعد قتله إلى المدينة.

(٣) المنتخب للطريحي ، ص ٣٣٩ ط ٢.

٣٢١

الأسارى والحرم والرؤوس ، وبعثهم إلى دمشق. وأمرهم بإشهار الحرم والرؤوس في الأمصار.

٣٧١ ـ من كان رئيس العسكر الذين سيّروا الرؤوس والسبايا إلى الشام؟ :

(أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٤٩٣)

يقول الفاضل الدربندي : إن محفّر بن ثعلبة كان هو المسلّم إليه الرؤوس الشريفة والحرم ، وهو كان رئيسا على الحراس والمستحفظين للرؤوس والحرم. وأما أمير المعسكر ورئيس الكل فهو خولي ، حين خروجهم من الكوفة. أما ابن سعد فقد كان عند خروجهم إلى الشام مقيما في الكوفة ومتخلفا عن العسكر.

أما عدد العسكر الذين أرسلوا مع الرؤوس والسبايا ، فكان ألفين أو أكثر ، منهم خمسون كانوا مسؤولين عن الرأس الشريف.

٣٧٢ ـ وصول رأس الحسينعليه‌السلام قبل غيره إلى دمشق مع رسالة :

(الفتوح لابن أعثم ، ج ٥ ص ٢٣٦)

وسبق زحر بن قيس الجعفي برأس الحسينعليه‌السلام إلى دمشق ، حتى دخل على يزيد ، فسلّم عليه ودفع إليه كتاب عبيد الله بن زياد.

قال : فأخذ يزيد كتاب عبيد الله بن زياد ، فوضعه بين يديه. ثم قال : هات ما عندك يا زحر. فقال زحر : أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله عليك وقصّ عليه ما حصل في كربلاء باختصار.

(أقول) : لعل سبب الإسراع بإيصال الرأس الشريف إلى دمشق هو أمران :

١ ـ الإسراع في أخذ الجائزة.

٢ ـ الخوف من سرقة الرأس في الطريق.

والأمر الأخير يبيّن لنا سبب الحراسة الشديدة التي كانت على الرؤوس ، فقد بعث ابن زياد جيشا كاملا قوامه ألفان من العسكر ليحرسوا [١٧] رأسا من أعيان الشهداء ، وحوالي ستين شخصا من السبايا.

٣٧٣ ـ كيف سيّروا السبايا على المطايا إلى الشام؟ :

قال المازندراني في (معالي السبطين) : اختلف في كيفية حمل السبايا.

قال ابن عبد ربه في (العقد الفريد) : وحمل أهل الشام بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سبايا على أحقاب الإبل.

٣٢٢

وسوف نستعرض فيما يلي بعض أقوال الرواة في هذا الحادث الأليم ، ونترك للقارئ الحكم على مرتكبيه. وكما قال الشاعر :

لو بسبطي قيصر أو هرقل

فعلوا فعل يزيد ما عدا

قال الشيخ عبد الله الشبراوي الشافعي في كتابه (الإتحاف بحبّ الأشراف) ص ٥٦: ثم أرسل ابن زياد السبايا مع عمر بن سعد إلى يزيد بن معاوية ، ومعه الصبيان والنساء مشدودين على أقتاب الجمال ، موثّقين بالحبال ، والنساء مكشّفات الوجوه والرؤوس. وفي عنق علي بن الحسينعليهما‌السلام ويديه الغل.

وقال المؤرخ القرماني الدمشقي في (أخبار الدول) ص ١٠٨ :

ثم إن عبيد الله بن زياد جهّز علي بن الحسينعليهما‌السلام ومن كان معه من حرمه ، بحيث تقشعرّ من ذكره الأبدان ، وترتعد منه مفاصل الإنسان ، إلى البغيض يزيد بن معاوية ، مع الشمر.

٣٧٤ ـ على أي شيء أركبوا السباياعليهم‌السلام ؟ :(البحار ، ج ٤٥ ص ١٥٤ ط ٣)

قال صاحب (إقبال الأعمال) : رأيت في كتاب (المصابيح) بإسناده إلى الإمام جعفر بن محمّدعليه‌السلام قال : قال لي أبي محمّد الباقرعليه‌السلام : سألت أبي علي ابن الحسينعليهما‌السلام عن حمل يزيد له ، فقال : حملني على بعير يظلع [أي جمل يعرج في مشيته] بغير وطاء ، ورأس الحسينعليه‌السلام على علم. ونسوتنا خلفي على بغال [واكفة(١) ] ، والفارطة(٢) خلفنا وحولنا بالرماح. إن دمعت من أحدنا عين قرع رأسه بالرمح. حتى إذا دخلنا دمشق ، صاح صائح : يا أهل الشام ، هؤلاء سبايا أهل البيت الملعون. يقول الشاعر :

وما الدهر حتى العيد إلا مآتم

وهل ترك العاشور للناس من عيد

أيفرح قلب ، والفواطم حسّر

يسار بها أسرى على قتب القود(٣)

__________________

(١) في الأصل (فأكفّ) : أي أميل وأشرف على السقوط ، ولعلها تصحيف. والصحيح [واكفة] :أي خيل بدون سرج.

(٢) الفارطة : المتقدمة والسابقة ، أو الظالمة المتجاوزة الحد.

(٣) القود : طائفة من الخيل تقاد في السفر مع الركب ولا تركب ، وهي مهيأة للدفاع عن الركب وليس للركوب.

٣٢٣

٣٧٥ ـ تخرّص ابن كثير! :(البداية والنهاية لابن كثير ، ج ٨ ص ٢١٣)

بعد أن ذكر ابن كثير كيفية تسيير السبايا إلى يزيد ، على جمال بدون وطاء ، حاول أن يدافع عن يزيد فقال :

وهذا يردّ قول الرافضة : أنهم حملوا على جنائب الإبل سبايا عرايا ، حتى كذب من زعم منهم أن الإبل البخاتي(١) إنما نبتت لها الأسنمة من ذلك اليوم ، لتستر عوراتهن ، من قبلهن ودبرهن.

(أقول) : والله ما سمعنا بهذا يا متعصب!.

٣٧٦ ـ كم استغرق الطريق إلى دمشق؟ :

(المفيد في ذكرى السبط الشهيد لعبد الحسين إبراهيم العاملي ، ص ١٤٤)

يقول السيد عبد الحسين العاملي : لقد كانت مسافة الطريق شهرا للإبل ذوات الصبر والقوة ، ولكن الحداة الغلاظ الشداد ، أرهقوا قدرتها وأوجعوا صبرها ، فقطعت المسافة في عشرة أيام.

توضيح :

إن المسافة من الكوفة إلى دمشق عن طريق الموصل وحلب حوالي ١٨٠٠ كم ، يحتاج الجمل لقطعها دون توقف شهرا كاملا ، لأن الجمل يسير كل يوم نحو ٦٠ كم.

وقد كان الأمر جاء من يزيد بتسيير السبايا من أطول طريق مأهول بالسكان ، مع أنه كان بإمكانهم الوصول إلى دمشق عن طريق الصحراء ، مختصرين نصف المسافة.

٣٧٧ ـ الهدف من سلوك الطريق الطويلة الآهلة بالسكان هو التشهير بمقتل الحسينعليه‌السلام :

(تاريخ مشهد الإمام الحسين في حلب للعلامة السيد حسين مكي ، ص ٩)

يقول السيد حسينرحمه‌الله : كان بوسع ابن زياد أن يرسل الرؤوس والسبايا من الكوفة إلى دمشق عبر الطريق الصحراوية القصيرة الواصلة بين الكوفة ودمشق. بيد

__________________

(١) البخت : الإبل الخراسانية ، وهي جمال طوال الأعناق يقال لها الجمال البخاتية ، وسواها تسمى الإبل العراب. ويظهر من قول ابن كثير أن المقصود بها الإبل ذات السنامين.

٣٢٤

أن يزيد وابن زياد كانا يهدفان إلى التشهير بمقتل الحسينعليه‌السلام وإلى إذاعة خبر مقتلهعليه‌السلام في الآفاق ، ليعلم الناس بقتله ، وحتى لا يبقى لأي مناصر للحق في الأمة الإسلامية أمل في مقاومة يزيد ، لأن الحسينعليه‌السلام كان علم الحق ونبراسه ، ومرجع الهدى وممثله. وقد رأى يزيد حين أمر ابن زياد بإرسال الرؤوس والسبايا إلى الشام وشهرهم في كل بلد ، أن من أبلغ أنواع الإخبار بمقتل الحسينعليه‌السلام أن يرى رأس الحسينعليه‌السلام يطاف به في البلاد ، وأن ترى نساؤه وصبيانه سبايا ، يسار بهم في البلاد ، ويشهر أمرهم في كل مكان يأتونه ، ولذا سلكوا بهم الطريق العامر بالبلاد الآهل بالسكان ، وهو الطريق من الكوفة إلى الموصل ، ثم إلى حلب فحماة فحمص فدمشق.

بحث جغرافي

نهر دجلة

قبل التعرف على الطريق الّذي سلكته الرؤوس والسبايا ، لا بدّ لنا من التعرّف على نهر دجلة ، الّذي يشكّل جزءا هاما من بداية الطريق ، ما بين مسكن والموصل.

٣٧٨ ـ تعريف بنهر دجلة :

يبلغ طول نهر دجلة ١٨٣٥ كم ، وهو ينبع من منطقة جبلية في تركيا ، تكسوها الثلوج شتاء. ثم يأتي إلى (جزيرة ابن عمر) حيث المنطقة المشتركة بين العراق وتركيا وسورية. فيشكل جزءا من الحدود السورية مع العراق على طول ٢٠ كم. ثم يدخل العراق (انظر الشكل ٨) فيمرّ بالموصل ، ثم يرفده الزاب الأعلى (الكبير) عند الحديثة ، ويرفده الزاب الأسفل (الصغير) عند السن. ثم يمرّ بتكريت ثم سامراء ، ثم يرفده نهر العظيم عند (بلد). ثم يمرّ ببغداد ، ثم بالمدائن (سلمان باك) حيث يكون أقرب ما يكون من نهر الفرات ، ويرفده هناك نهر ديالي. ثم يمرّ بالعزيزية والكوت والعمارة ، إلى أن ينتهي إلى القرنة ، وهي نقطة التقاء نهري دجلة والفرات ، حيث يؤلفان شط العرب الّذي يمرّ بالبصرة وعبادان ، ثم يصب في الخليج عند الفاو.

وبما أن مسير العسكر كان يتوخى دائما القرب من المياه والأنهار ، لذلك فإن مسير الرؤوس والسبايا من الكوفة إلى الموصل ، كان في قسمه الأول على نهر الفرات ، ثم انتقل بمحاذاة بغداد إلى نهر دجلة ، باتجاه الشمال حتى الموصل ، ثم

٣٢٥

انعطف الطريق إلى الغرب مارا بالجزيرة السورية إلى الرقة فحلب ، ثم انحرف باتجاه الجنوب مارا بحماة وحمص وبعلبك إلى دمشق (انظر الشكل ١٠).

٣٧٩ ـ جدول الدجيل

(مفصّل جغرافية العراق لطه الهاشمي ، ص ٥٠٩)

الدّجيل مصغر دجلة ، وهو فرع النهر الّذي كان يأخذ الماء من دجلة في جنوب

(الدور) من الضفة اليمنى للنهر ، ثم يعود فيصب بدجلة في شمال العاصمة بغداد. وهو يجري موازيا لنهر دجلة من الغرب ، ويسقي القرى والمزارع بين سامراء وبغداد (انظر الشكل التالي).

(الشكل ٧)

(مصور نهر الدجيل)

تحقيق الطريق من الكوفة إلى دمشق

٣٨٠ ـ تحقيق الطريق الّذي سلكته الرؤوس والسبايا من الكوفة إلى الشام :

سوف نذكر أولا الطرق التي كانت متّبعة في العراق والجزيرة والشام ، مع تقدير مسافاتها ، ثم ننتقل إلى المواقع التي مرّت بها الرؤوس والسبايا ، كما وردت في كتب التاريخ والمقاتل. علما بأن المسيرة من الكوفة إلى دمشق يبلغ طولها نحو ١٨٠٠ كيلومتر ، ولا يمكن أن تقطع في أقل من عشرة أيام.

٣٢٦

(الشكل ٨)

مصور نهر دجلة والفرات قديما

(عن كتاب : بلدان الخلافة الشرقية تأليف كي لسترنغ ، ص ٦٦٦)

٣٢٧

٣٨١ ـ المسافات من بغداد إلى الكوفة :

(أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للبشاري ، ص ١٣٤ ط ٢ ليدن)

وأما المسافات فتأخذ من بغداد إلى نهر الملك مرحلة(١) ، ثم إلى (القصر) مرحلة ، ثم إلى (حمام ابن عمر) مرحلة ، ثم إلى (الكوفة) مرحلة ، ثم إلى (القادسية) مرحلة.

وفي (البلدان) لليعقوبي ، ص ٩٢ :

من بغداد إلى الكوفة ثلاثون فرسخا(٢) ، وهي ثلاث مراحل : أولها (قصر ابن هبيرة) على اثني عشر فرسخا من بغداد ، كان يزيد ابن عمر بن هبيرة الفزاري ابتناه في أيام مروان بن محمّد بن مروان. وابن هبيرة يومئذ عامل مروان على العراق.وأراد البعد من الكوفة ، وهي مدينة عامرة جليلة ينزلها العمال والولاة ، وأهلها أخلاط من الناس. وهي على نهر يأخذ من الفرات يقال له (الصراة). وبين قصر ابن هبيرة وبين معظم الفرات مقدار ميلين إلى جسر على معظم الفرات يقال له جسر سورا. ومن قصر ابن هبيرة إلى موضع يقال له (سوق أسد) غربي الفرات ، في الطّسّوج(٣) الّذي يقال له الفلوجة. ومن سوق أسد إلى الكوفة. والمسافات من بغداد إلى الكوفة في عمارات وقرى عظام متصلة عامرة ، فيها أخلاط من العجم ومن العرب.

وفي كتاب (الخراج) لأبي الفرج قدامة بن جعفر الكاتب البغدادي ص ١٨٨ :

فمن مدينة السلام [يقصد بغداد] إلى جسر (كوثي) على نهر الملك سبعة فراسخ ، ومن جسر كوثي إلى قصر ابن هبيرة خمسة فراسخ (انظر الشكل ١٢ فيما بعد) ، ومن قصر ابن هبيرة إلى (سوق أسد) سبعة فراسخ ، ومن سوق أسد إلى (ساهي) خمسة فراسخ ، ومن ساهي إلى مدينة الكوفة خمسة فراسخ. (ومن الكوفة إلى القادسية ٨ فراسخ)

__________________

(١) المرحلة : هي المسافة التي يقطعها المسافر في اليوم ، والفرسخ : ما يقطعه في ساعة.

(٢) الفرسخ ٣ أميال* ٥ ، ٥ كم ، والميل ـ ٦ ، ١ كم.

(٣) الطّسّوج : هو الناحية.

٣٢٨

٣٨٢ ـ المسافات من بغداد إلى الموصل :(مفصّل جغرافية العراق ، ص ٢٠٩)

طريق (بغداد ـ تكريت ـ شرقاط ـ موصل) :

يبلغ طول هذا الطريق زهاء [٢٦٨ ميلا ـ ٤٨٢ كم] ووجهته العامة إلى الشمال.وهو يسلك ضفة دجلة الغربية ، ويمرّ بأراض سهلة مكشوفة قليلة السكن ، وطبيعة الأرض فيه ترابية ورملية. يقطع الطريق بعض الوديان التي تصبّ في دجلة ، وفي الجداول التي تأخذ الماء منها ، إما على الجسور أو على القناطر.

يمرّ الطريق بالكاظمية وسميكة وبلد وتكريت حتى يصل إلى الشريمية. وفي محطة الشريمية يدخل الطريق المنطقة المرتفعة التي يبلغ ارتفاعها زهاء [١٥٠٠ يردة ـ ١٣٧٠ م] ويقطع منطقة متموجة ، ويصل إلى شرقاط ، ثم إلى القيّارة والشورة وحمام العليل ، حتى يصل الموصل.

٣٨٣ ـ المسافات من الموصل إلى نصيبين(المصدر السابق ، ص ١٩٤)

طريق (الموصل ـ تلعغر ـ سنجار ـ نصيبين) :

اتجاه الطريق العام من الشرق إلى الغرب ، فإلى الشمال الغربي فالشمال. يمرّ الطريق بأراض سهلة ترابية ورملية ، عدا قسم من جبل سنجار ، فهو جبل حجري.

يبلغ طول القسم الواقع بين الموصل وسنجار زهاء (٧٩ ميلا ـ ١٤٢ كم) وهو يصلح لسير السيارات والعجلات.

يمرّ الطريق بعين (أبو مارية) في شرقي (تلعفر) ، ويصل هذه القرية في الميل ٣٩. وفي الميل ٧٤ يصل (عين الغزال) ، فيدخل منطقة الروابي حتى يصل قرية

(بلد سنجار) ، وهي على سفح جبل سنجار الجنوبي.

أما القسم الواقع بين بلد سنجار ونصيبين فيبلغ طوله زهاء [٨٠ ميلا ـ ١٤٤ كم] يمرّ بصحراء قاحلة قليلة المياه ، لا تصلح لسير السيارات. وبعد قرية سنجار يتسلق الطريق جبل سنجار ويمر بمضيق شلو ، ثم ينزل من الجبل المذكور ويدخل السهل.وبعد أن يجتاز وادي (الردّ) وعدة وديان تصب فيه ، يصل (نصيبين).

٣٨٤ ـ الطريق التي تربط الموصل بدير الزور (ثم حلب):

(المصدر السابق ، ص ٢٠٣)

يبلغ طول هذا الطريق زهاء [٢١٠ ميلا ـ ٣٧٨ كم] فيه ثلاث عشرة مرحلة

٣٢٩

للمشاة ، ووجهته العامة إلى الغرب وإلى الجنوب الغربي. يمرّ بأراض سهلة ويقطع نهر الخابور على جسر جديدة في قرية (الصور) ، ويقطع نهر الفرات على الجسر في دير الزور. وبعد أن بترك مدينة الموصل يسلك طريق (الموصل ـ سنجار) إلى موقع (عين الغزال) ، ومنه يدخل في البادية حتى يصل موقع (البديع) وهو واقع في الميل التسعين. وبعد دير الزور يسلك الطريق ضفة وادي الفرات اليمنى إلى (مسكنة) ، ثم يتجه نحو الشمال الغربي ويصل مدينة حلب. ويبلغ طول طريق (دير الزور ـ حلب) زهاء [٢٠٥ ميلا ـ ٣٦٩ كم] ، فيكون طول طريق (الموصل ـ دير الزور ـ حلب) زهاء [٤١٥ ميلا ـ ٧٤٧ كم].

ـ طريق الجزيرة الطويل

(تقويم البلدان لأبي الفداء ، ص ٢٧٤)

ذكر شيء من مسافات الجزيرة : من الأنبار إلى تكريت مرحلتان ، ومن تكريت إلى الموصل ستة أيام. [ومن الموصل إلى (آمد) أربعة أيام. ومن آمد إلى سميساط ثلاثة أيام]. ومن الموصل إلى نصيبين أربع مراحل. ومن نصيبين إلى رأس عين (عين الورد) ثلاث مراحل. ومن رأس عين إلى الرقة أربعة أيام. ومن رأس عين إلى (حرّان) ثلاثة أيام. ومن حران إلى الرّها (اورفه) يوم واحد.

٣٨٥ ـ المنازل من حلب إلى دمشق(البلدان لليعقوبي ، ص ١١٠)

من أراد أن يسلك من (حلب) الطريق الأعظم إلى (دمشق) ، خرج من حلب إلى مدينة (قنّسرين) ثم إلى (تل منّس) وهو أول عمل جند حمص. ومنها إلى مدينة (حماة) وأهل هذه المدينة قوم من اليمن. ثم إلى (الرستن) ثم إلى مدينة

(حمص). وبحمص أقاليم منها : مدينة (شيزر) ومدينة (كفرطاب).

ومن حمص إلى مدينة دمشق أربع مراحل ؛ في المرحلة الأولى (جوسية) والثانية (قارا) والثالثة (القطيفة) ومنها إلى مدينة دمشق.

ومن سلك من حمص على طريق البريد ، أخذ من (جوسية) إلى البقاع ، ثم إلى مدينة (بعلبك) ومنها إلى (عقبة الرمان) ثم إلى مدينة دمشق.

وأهل بعلبك من الفرس ، وفي أطرافها قوم من اليمن. وطرابلس وجبيل وصيداء وبيروت ، أهل هذه الكور كلها قوم من الفرس نقلهم إليها معاوية بن أبي سفيان.

وفي (المسالك والممالك) لعبيد الله بن خرداذبة ، ص ٩٨ :

٣٣٠

الطريق من حمص إلى دمشق على بعلبك (طريق البريد) :

من حمص إلى جوسيّة أربع سكك. ثم إلى بعلبك ست سكك ، ثم إلى دمشق تسع سكك.

٣٨٦ ـ من أين سار الإمام عليعليه‌السلام من الكوفة إلى (صفّين)؟ :

لما قرر الإمام عليعليه‌السلام المسير إلى صفين لحرب معاوية ، كان أمامه طريقان :

الأول طويل : وهو طريق الموصل نصيبين ، ويمرّ بأعلى الجزيرة.

والثاني قصير : وهو الطريق المحاذي لنهر الفرات ، ويمرّ ب (هيت)و (عانات) إلى الرقّة.

وكما سنرى فإن الإمام علياعليه‌السلام أمر قسما من جيشه [٣ آلاف جندي] بالتوجه وفق الطريق الطويل ، بقيادة معقل بن قيس ، بينما توجه هو وجيشه وفق الطريق القصير (محاذيا للفرات من الشرق مارا بالأنبار). والتقى القسمان عند الرقة ، وعبروا من جسر الرقة إلى الجنوب حيث دارت المعركة في جبل صفّين.

ولعل سبب إرسال معقل من الطريق الطويل ، هو لإخضاع أهل الجزيرة لحكم الإمامعليه‌السلام قبل مواجهة معاوية ، فأكثرهم كانوا موالين لبني أمية.

وفي تصوري أن الطريق الطويلة السابقة هي التي سيّروا منها الرؤوس والسبايا في طريقهم إلى حلب فدمشق.

٣٨٧ ـ الإمام عليعليه‌السلام يأمر معقل بن قيس بسلوك طريق الموصل إلى الرقة :

(وقعة صفين لنصر بن مزاحم ، ص ١٤٨ ط ٢)

عن أبي الودّاك ، أن علياعليه‌السلام بعث من (المدائن) معقل بن قيس الرياحي في ثلاثة آلاف رجل ، وقال له : خذ على الموصل ، ثم نصيبين ، ثم القني بالرقة ، فإني موافيها

فخرج معقل حتى أتى (الحديثة) وهي إذ ذاك منزل الناس ، وإنما بنى مدينة (الموصل) بعد ذاك محمّد بن مروان.

هذا يدلّ على أن الموصل المقصودة في الأخبار هي غير مدينة الموصل الحالية.

هذا وكان الإمامعليه‌السلام قد بعث مقدمة لجيشه في اثني عشر ألفا ، وأمرهم بالمسير على شاطئ الفرات الغربي ، من قبل البر. فساروا حتى بلغوا (عانات). ثم ارتأوا أن يعبروا منها إلى الضفة الشرقية ، ليلحقوا بجيش الإمامعليه‌السلام ، فمنعهم

٣٣١

أهلها. فاضطروا للرجوع ، وعبروا النهر من (هيت) ، ثم لحقوا علياعليه‌السلام متأخرين بقرية دون قرقيسيا [البصيرة اليوم](انظر الشكل ٩).

ويقول فلهوزن في (تاريخ الدولة العربية) ص ٧٣ :

ولا نكاد نجد من أخبار موقعة صفّين عند الطبري إلا ما يذكره أبو مخنف :

سلك عليعليه‌السلام مع جملة جيشه الطريق الحربي العادي مع نهر الدجلة ، ثم اخترق أرض الجزيرة. وعند قرقيسيا لحقت به مقدمة جيشه التي كان عليها أن تسير مع الشاطئ الأيمن للفرات. وبعد أن عبر عليعليه‌السلام الفرات عند الرقة ، التقت مقدمة جيشه بطلائع جيش الشام (انظر المخطط التالي).

(الشكل ٩)

مسير جيوش الإمام عليعليه‌السلام من الكوفة إلى صفين

٣٣٢

ويمكن استخلاص الطريق التي سلكها الإمام عليعليه‌السلام من الكوفة إلى الرقة ، من كتاب (موقعة صفين) لنصر بن مزاحم ، كما يلي :

الكوفة ـ شاطئ نرس ـ بابل ـ جسر الصراة ـ دير كعب ـ ساباط ـ بهرسير المدائن. ثم انطلق من هناك نحو الغرب إلى الضفة الشرقية للفرات ، فمرّ بالأنبار [الرمادي اليوم] ، ثم هيت ، ثم عانة ، ثم قرقيسيا ، حتى وصل الرقة.

٣٨٨ ـ كيف سيّروا الرؤوس والسبايا من أطول طريق مأهولة :

(تاريخ مشهد الإمام الحسين في حلب للسيد حسين يوسف مكي ، ص ٨)

قال ابن أعثم الكوفي في كتاب (الفتوح) ج ٥ ص ٢٣٦ :

فسار القوم بحرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الكوفة إلى بلاد الشام على محامل بغير وطاء ، من بلد إلى بلد ، ومن منزل إلى منزل ، كما تساق أسارى الترك والديلم

[وقريب منه نصّ الطبري في تاريخه ، ونص الخوارزمي في مقتله].

وقد ذكر العلامة السيد حسين يوسف مكي العاملي في كتابه المذكور أعلاه رواية الخوارزمي ، ثم علّق عليها ، قال :

والخوارزمي وإن لم يذكر الطريق التي سلكوها بالرؤوس والسبايا ، إلا أن قوله «من بلد إلى بلد ، ومن منزل إلى منزل» يقتضي أن يكونوا قد سلكوا الطريق الشمالية إلى الموصل ثم إلى حلب ومنها إلى دمشق. لأنه لم تكن هناك طريق آهلة بالسكان توصل من الكوفة إلى دمشق غير هذه الطريق. وهذه الطريق نفسها التي سلكها الإمام عليعليه‌السلام إلى حرب صفين ، والتي سلكها جيش معاوية إلى حرب الإمام الحسنعليه‌السلام أيضا ، لأن جيشه وصل إلى (مسكن) ، وهي المعسكر الّذي اتخذه الإمام الحسنعليه‌السلام لمواجهة جيش معاوية ، وفيها التقى الجيشان.

وتقع مسكن هذه بين بغداد وسامراء ، وتبعد عن بغداد سبعين كيلومترا شمالا.

ثم قالرحمه‌الله ، ص ٩ : ويشير ابن شهر اشوب في مناقبه إلى أنهم سلكوا هذه الطريق ، وهو في صدد تعداد مناقب الحسينعليه‌السلام ورأسه الشريف قال : «ومن مناقبهعليه‌السلام ما ظهر من المشاهد التي يقال لها (مشهد الرأس) من كربلاء إلى عسقلان ، وما بينهما في الموصل ونصيبين وحماة وحمص ودمشق وغير ذلك».

فكلامه هذا يدل على أن للرأس الشريف في كل ما ذكره من البلاد مشهد.

٣٣٣

وفي الحقيقة إن الطريق التي سلكتها الرؤوس هي الطريق الممتدة من الكوفة إلى الموصل [في الشمال الغربي من العراق] ، ثم إلى نصيبين [في الشمال الشرقي من سورية] ثم إلى الرقة فحلب فدمشق.

المنازل التي مرّ بها موكب الرؤوس والسبايا

سوف نستعرض أولا ما ورد في عدة مصادر حول هذه المنازل ، ثم نحاول رسم الطريق ، بعد إجراء إحصاء للمواقع في كل المصادر المعتمدة.

٣٨٩ ـ المنازل التي مرت بها الرؤوس والسبايا أثناء تسييرها من الكوفة إلى دمشق :(مقتل أبي مخنف ، من ص ١١٠ ـ ١٢١)

(قال أبو مخنف) : ثم إن ابن زياد دعا بشمر بن ذي الجوشن وخولي ، وضمّ إليهما ألفا وخمسمائة فارس ، وأمرهم أن يسيروا بالسبايا والرأس إلى الشام ، وأن يشهروهم في جميع البلدان.

فنزلوا القادسية وساروا بالسبايا والرؤوس إلى شرقي الحصّاصة وعبروا تكريت. ثم أخذوا على طريق البر ، ثم على الأعمى ، ثم على دير عروة ثم على صليتا ، ثم على وادي النخلة فنزلوا فيها وباتوا. ثم أخذوا على أرميناء وساروا حتى وصلوا إلى لينا وكانت عامرة بالناس. ثم أخذوا على الكحيل وأتوا جهينة ومنها إلى (الموصل). ثم أخذوا على تل باعفر ، ثم على جبل سنجار فوصلوا إلى (نصيبين) فنزلوا وشهروا الرأس والسبايا.

(قال أبو مخنف) : وجعلوا يسيرون إلى عين الورد وأتوا إلى قريب دعوات ونصبوا الرأس الشريف فيها ، وباتوا ثملين من الخمور إلى الصباح. ثم أتوا إلى (قنّسرين) وكانت عامرة بأهلها فلم يدخلوهم فرحلوا عنهم. ثم أتوا إلى معرة النعمان ثم نزلوا شيزر. ثم ساروا إلى كفر طاب ، ثم أتوا سيبور فمنعهم أهلها من النزول فيها ، وحصلت معركة شديدة بين الفريقين. ثم ساروا حتى وصلوا (حما) ثم ساروا إلى (حمص). ثم أتوا بعلبك وباتوا فيها ثملين ، ورحلوا منها وأدركهم المساء عند صومعة راهب ، ثم جدّوا في السير حتى دخلوا (دمشق).

(قال أبو مخنف) : وكان عدد الرؤوس التي دخلت دمشق ثمانية عشر رأسا ، ورأس الحسينعليه‌السلام بيد شمر ، والسبايا على المطايا بغير وطاء.

٣٣٤

٣٩٠ ـ رواية (ينابيع المودة)(ينابيع المودة للقندوزي ، ج ٢ ص ١٧٧)

نقل القندوزي هذه الرواية عن (مقتل أبي مخنف المفصل) قال :

فساروا على ساحل الفرات ، فنزلوا على أول منزل ، وكان المنزل خرابا ثم وصلوا : تكريت ـ وادي النخلة ـ مرشاد ـ بعلبك ـ صومعة الراهب ـ دمشق.

٣٩١ ـ رواية (نور العين في مشهد الحسين):

(نور العين لأبي اسحق الإسفريني ، ص ٨٣)

عدّد الإسفريني المنازل كما يلي : الكوفة ـ أول منزلة ـ جرايا ـ تكريت ـ الموصل ـ كفرنوبة ـ حلب ـ قنّسرين ـ مدينة النعمان ـ كفر طاب ـ شيزر ـ حماة ـ حمص ـ خندق الطعام ـ جوسية ـ بعلبك ـ صومعة راهب [وكيف أخذ الراهب الرأس المقدس] ـ دمشق.

٣٩٢ ـ رواية (صاحب القمقام)(القمقام لفرهاد ميرزا ، ص ٤٩٥)

عن صاحب (المنتخب) أنهم مروا على : تكريت ـ دير عمر ـ وادي نخلة [باتوا فيه] ـ لينا ـ وادي الكحيلة ـ الجهينة ـ نصيبين ـ عين الوردة ـ حرّان ـ حلب ـ معارة نعمان ـ شيزر ـ حمص ـ بعلبك ـ دير النصارى ـ دمشق.

٣٩٣ ـ رواية (وسيلة الدارين):

(وسيلة الدارين في أنصار الحسين لابراهيم الموسوي الزنجاني ، ص ٣٦٩)

عدّد الزنجاني أكثر من عشرين موضعا كما يلي :

أول منزل للسبايا وأهل البيتعليهم‌السلام دير في الطريق ـ القادسية ـ شرقي الحصّاصة [قرية من توابع الكوفة قرب قصر ابن هبيرة] ـ ثم عبروا تكريت ـ طريق البر ـ دير عروة ـ صليا ـ وادي النخلة ـ أرميناء ـ لينا ـ الكحيل ـ جهينة ـ عسقلان ـ الموصل ـ تلعفر ـ جبل سنجار ـ نصيبين ـ دعوات ـ قنسرين ـ جبل الجوشن قرب حلب ـ معرة النعمان ـ شيزر ـ كفر طاب ـ سيبور ـ حماة ـ حمص ـ بعلبك ـ دمشق.

٣٩٤ ـ تحقيق المنازل التي مرّ بها ركب الرؤوس والسبايا :

بعد مراجعة أغلب المصادر المعتمدة ، يمكن وضع تصور قريب من الواقع للطريق التي سلكتها الرؤوس والسبايا في مسيرتهم من الكوفة إلى دمشق ، وذلك وفق الترتيب التالي :

٣٣٥

(الشكل ١٠)

مخطط مسير الرؤوس والسبايا من الكوفة إلى الموصل ثم حلب فدمشق

٣٣٦

٣٣٧

١ ـ أول منزل خراب

٢ ـ دير في الطريق

٣ ـ القادسية

٤ ـ شرقي الحصّاصة (قصر ابن هبيرة)

٥ ـ جرايا

٦ ـ مسكن

٧ ـ تكريت

٨ ـ طريق البر

٩ ـ الأعمى

١٠ ـ دير عروة (دير عمر)

١١ ـ صليتا (صليا)

١٢ ـ وادي النخلة [مبيت]

١٣ ـ أرميناء

١٤ ـ مرشاد

١٥ ـ لينا

١٦ ـ برساباد

١٧ ـ الكحيل (الأكحل)

١٨ ـ جهينة

١٩ ـ عسقلان

٢٠ ـ الموصل

٢١ ـ تل أعفر

٢٢ ـ جبل سنجار

٢٣ ـ نصيبين [مبيت]

٢٤ ـ كفرنوبة

٢٥ ـ عين الوردة (راس العين)

٢٦ ـ دير الراهب

٢٧ ـ حرّان

٢٨ ـ دعوات [مبيت]

٢٩ ـ الرقّة

٣٠ ـ دوسر (جعبر)

٣١ ـ بالس (مسكنة)

٣٢ ـ حلب : جبل الجوشن [مبيت]

٣٣ ـ قنّسرين

٣٤ ـ معرة النعمان

٣٥ ـ كفر طاب

٣٦ ـ شيزر [مبيت]

٣٧ ـ سيبور (معركة)

٣٨ ـ حماة : جبل زين العابدين [مبيت]

٣٩ ـ الرستن

٤٠ ـ حمص : كنيسة جرجيس الراهب

٤١ ـ خندق الطعام

٤٢ ـ جوسية ـ جبل الحسين

٤٣ ـ اللبوة

٤٤ ـ بعلبك [مبيت]

٤٥ ـ صومعة الراهب (دير النصارى)

٤٦ ـ حجر قرب دمشق.

وقد أثبتنا هذه المواضع على المخطط التاريخي السابق.

٣٣٨

بحث جغرافي

تعريف بأشهر المواضع والبلدان

نقوم أولا بالتعريف بأشهر الأماكن التي مرّ بها ركب الرؤوس والسبايا ، ثم ننتقل إلى ذكر تلك الأماكن ونشرح ما حصل لهم في كل موضع منها.

٣٩٤ ـ دير في الطريق :(معجم البلدان لياقوت الحموي)

في أول مسير السباياعليهم‌السلام مروا على دير في الطريق ، وهذا الدير يقع حتما بين الكوفة والقادسية كما سنرى. ولدى التنقيب في (معجم البلدان) عن الأديرة التي تقع في تلك المنطقة ، عثرت على دير وحيد يقع بين الكوفة والقادسية ، لعله هو الدير المقصود ، واسمه دير سرجس وبكّس.

يقول ياقوت الحموي : دير سرجس وبكّس :

هو دير منسوب إلى راهبين بنجران. وهو دير بين الكوفة والقادسية على وجه الأرض ، وبينه وبين القادسية ميل ، وكان محفوفا بالكروم والأشجار والحانات.وقد خرّب وبطل ، ولم يبق منه إلا خرابات على ظهر الطريق يسميها الناس قباب أبي نواس.

(أقول) ويوافق ذلك ما ذكر في الرواية من أن جماعة الشمر باتوا يشربون الخمر.ومنطقة الكوفة والحيرة [التي تقع على بعد ٧ كم جنوبها] تعتبر مجمّعا للأديرة.ومن الأديرة الواقعة بظاهر الكوفة : دير عبد المسيح ، ودير الأعور.

٣٩٥ ـ القادسية(أخبار الدول للقرماني)

تدل الروايات أن ركب السبايا مرّ بعد ذلك على القادسية قبل التوجه شمالا. وقد مرّ التعريف بالقادسية في الجزء الأول من الموسوعة ص ٦٥٧ ، وهي بلدة بقرب الكوفة على طريق الحاج ، وكانت فيها وقعة القادسية. وتبعد عن الكوفة إلى الجنوب نحو ١٥ فرسخا [٨٠ كم].

وفي (لسان العرب) : القادسية قرية بين الكوفة وعذيب.

وهناك بلدة أخرى باسم (القادسية) من نواحي دجيل بقرب سامراء يعمل فيها الزجاج ، وليست هي المقصودة.

٣٣٩

وإذا صحّ أن السبايا مرّوا من القادسية (الأولى) فيكونوا قد سايروا نهر الفرات إلى الجنوب قليلا ، حتى وصلوا القادسية ، ثم اتخذوا طريقا صحراويا دائريا إلى الشمال ، يبعدهم عن أعين الناس أول انفصالهم عن الكوفة.

٣٩٦ ـ الحصّاصة(معجم البلدان لياقوت الحموي)

الحصّاصة هي من الحصّ ، وهو ذهاب النبت عن الأرض. وهي من قرى سواد العراق ، قرب قصر ابن هبيرة من أعمال الكوفة.

ورويت أيضا (الجصّاصة) وهي الموضع الّذي يعمل فيه الجص.

٣٩٧ ـ قصر ابن هبيرة(تقويم البلدان لأبي الفداء ، ص ٣٠٠)

مدينة قريبة من عمود نهر الفرات ، ويطلع إليها من الفرات أنهار متفرقة. وكربلاء محاذية لقصر ابن هبيرة من الغرب في البرية. وفيها قصر بناه يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري والي العراق في أيام مروان الحمار ، وهي بالقرب من جسر سورا من نواحي بابل القديم.

قال في (العزيزي) : ومن قصر ابن هبيرة إلى عمود الفرات الأعظم فرسخان.

وقال ياقوت في (معجم البلدان) : لما ولي يزيد بن عمر بن هبيرة العراق من قبل مروان بن محمّد بن مروان ، بنى قصره المعروف بقصر ابن هبيرة بالقرب من جسر سورا ، وسمّاه الهاشمية ، وفيه عدة حمامات.

٣٩٨ ـ مسكن(معجم البلدان لياقوت الحموي)

هو موضع قريب من (أوانا) على نهر دجيل عند دير الجاثليق. وذكرنا سابقا أنها تبعد عن بغداد ٧٠ كم شمالا ، وقد كان فيها معسكر الإمام الحسنعليه‌السلام لمواجهة جيش معاوية ، وفيها التقى الجيشان وحصل الصلح.

٣٩٩ ـ تكريت(المصدر السابق)

بلدة مشهورة بين بغداد والموصل ، وهي إلى بغداد أقرب ، وبينها وبين بغداد ٣٠ فرسخا [١٦٥ كم]. ولها قلعة حصينة في طرفها الأعلى راكبة على دجلة ، وهي غربي دجلة. قيل سمّيت باسم تكريت بنت وائل أخت بكر بن وائل. وأول من بنى القلعة هو سابور بن أردشير بن بابك ، وقد بناها الملك الفارسي لتكون بينهم وبين الروم إذا ما داهموهم. وكان على القلعة مرزبان [وهو المسؤول عن حراسة

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800