موسوعة كربلاء الجزء ٢

موسوعة كربلاء0%

موسوعة كربلاء مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 800

موسوعة كربلاء

مؤلف: الدكتور لبيب بيضون
تصنيف:

الصفحات: 800
المشاهدات: 360305
تحميل: 2369


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 800 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 360305 / تحميل: 2369
الحجم الحجم الحجم
موسوعة كربلاء

موسوعة كربلاء الجزء 2

مؤلف:
العربية

(أقول) : حصل الخلط عند الشبلنجي وغيره في اسم هذه الكريمة ، والذي يؤكد أنها رقية بنت الحسينعليه‌السلام وليست بنت عليعليه‌السلام هو قوله : فإذا هي بنت صغيرة دون البلوغ ، فقد كان عمرها خمس سنين. وقد ذكرنا قصة وفاتها أثناء إقامة السبايا في الخربة. أما رقية بنت الإمام عليعليه‌السلام التي حضرت كربلاء فكانت كبيرة ، ورجعت مع السبايا إلى المدينة.

الرواية الثانية : ذكر صديقنا الحاج حسن سليم صالح هذه القصة ، رواية عن جده السيد رضا صالح ، وكان حاضرا أثناء الحادثة ، قال :

كان السيد إبراهيم مرتضى وهو جد السيد إبراهيم مرتضى والد الدكتور عبد الغني ، يسكن في محلة الخراب (حي الأمين). رأى في المنام سيدتنا رقية تقول له :إن قبري يكاد ينهار ، فأصلحوه. وفي نفس الوقت رأى الوالي العثماني في دمشق السيدة رقيةعليه‌السلام وقالت له : يأتي أحد أرحامي ليصلح قبري ، وهو الّذي يحملني!.

جاء الناس ليتفرجوا ، ودخل السيد إبراهيم وحفر وحملها ، وغطوه معها بشرشف. ظل من الصباح حتى العصر وهو حاملها. ولما أرجعها إلى القبر بعد إصلاحه ، ابيضّ شعر رأسه. ولما قفل راجعا إلى الحي ، وأثناء الطريق صار الناس يقطعون من ملابسه قطعا ويأخذونها للبركة ، حتى وصل إلى بيته بدون قميص.وعاش ثلاثة أيام وتوفي.

الرواية الثالثة : سمعت من أحد العارفين قال :

لما تصدّعت جدران قبر رقيةعليها‌السلام نتيجة جريان نهر بردى قربه ، وكان ذلك في عهد الدولة العثمانية ، جاء الحاكم العثماني ليشرف على إصلاح القبر ، واحتار فيمن يقوم بحمل جسد السيدة رقية أثناء إصلاح القبر!. فاقترح عليه الناس أن يقوم بذلك (الأشراف) في البلد ، الذين هم أقرب الناس من السيدة رقيةعليه‌السلام . وكان في دمشق كثير من الأشراف السنّة ، فجاء كل واحد منهم يدّعي أنه أحقّ بهذا العمل من غيره ، واختلفوا في ذلك. وأراد الحاكم أن يقطع نزاعهم ، فقال : أضرب على باب المقام سلسلة وقفلا ، ويأتي من يريد تنفيذ المهمة ، فيتلو أمام القفل حسبه ونسبه ، فالذي ينكسر له القفل من تلقاء ذاته يكون هو الّذي ترضى عنه رقيةعليه‌السلام ليخرجها من قبرها ويحملها ريثما يتمّ إصلاح قبرها.

٦٢١

وجاء كثيرون وفعلوا ذلك فلم ينفتح لهم الباب. وفي الأثناء رأى السيد إبراهيم مرتضى من حي الأمين رؤيا ، مفادها أن السيدة رقيةعليها‌السلام جاءت إليه في المنام ، وقالت له : أدركوني قبل أن يهبط قبري وأغرق في الماء. فجاء إلى المقام بحضور الحاكم العثماني وجميع الأشراف والأعيان ، فبمجرد أن ذكر حسبه ونسبه ، انكسر له القفل وسقطت السلسلة ، ودخل وحفر القبر واستخرج جسد رقيةعليها‌السلام ولفّها بثوب ، وكانت صبية صغيرة دون البلوغ ، ولم يفن جسدها. ثم وضعها في حضنه ، وجلس على كرسي تحت خيمة ، ريثما فرغوا من إصلاح القبر ، ثم أعادها إلى مكانها. وخرج من المقام وقد ابيض شعر رأسه ، وحين خرج صار الناس يأخذون من ثوبه قطعا للبركة حتى تمزّق كل قميصه. ولم يعش طويلا ، بل توفي في تلك السنة.

٧٥٣ ـ الرواية الرابعة في قصة تعمير قبر السيدة رقيةعليها‌السلام بدمشق :

(منتخب التواريخ لمحمد هاشم خراساني ، ص ٣٦٥)

والرواية الرابعة منقولة من كتاب (منتخب التواريخ) باللغة الفارسية ، وأنا أول من ترجمها ، وهي أجمع الروايات الأربعة. قال الشيخ الخراساني :

من القبور المباركة في دمشق مرقد رقية بنت الحسينعليه‌السلام المدفونة في خرابة الشام. وقد ذكر لي العالم الجليل الشيخ محمّد علي الشامي ، وهو من جملة العلماء والدارسين في النجف الأشرف ، أن جده لأمه جناب السيد إبراهيم

[مرتضى] الدمشقي ، والذي ينتهي نسبه إلى الشريف المرتضى علم الهدى ، وكان عمره نحو تسعين عاما ، وله ثلاث بنات وليس له ذكور ؛ رأت بنته الكبرى في النوم السيدة رقية بنت الحسينعليه‌السلام ، وقالت لها : قولي لأبيك أن يقول للوالي أن الماء سقط بين قبري ولحدي ، وأن بدني قد تأذّى ، وأنه يلزم أن يعمّر قبري ولحدي.

نقلت البنت ذلك لأبيها ، وكانت للأب علاقات طيّبة مع أهل السنّة في دمشق ، وكان يتحاشى إثارة الحساسيات معهم ، فلم يهتم برؤيا ابته.

في الليلة الثانية رأت البنت الوسطى نفس المنام ، فذكرته لأبيها فلم يكترث به أيضا. وفي الليلة الثالثة رأت البنت الصغرى نفس المنام ، وقصته على أبيها فلم يهتمّ به ، وطوى القصة!.

٦٢٢

في الليلة الرابعة رأى الأب نفسه السيدة رقيةعليه‌السلام في نومه ، قالت له بنحو العتاب : لماذا لم تخبر الوالي بالأمر الّذي طلبته منك؟!.

عندما استيقظ السيد إبراهيم ذهب لعند والي الشام [العثماني] وقصّ عليه رؤياه.فأمر الوالي جميع علماء وصلحاء الشام من السنّة والشيعة بأن يغتسلوا ويلبسوا الثياب الطاهرة النظيفة ، وقال لهم : إن الّذي ينفتح على يده القفل المضروب على باب الحرم المقدس ، فهو الّذي يدخل إلى الضريح وينبشه ، ويخرج جسد السيدة رقيةعليه‌السلام ، ويحملها ريثما يتمّ تعمير قبرها.

بعد أن قام علماء وصلحاء الشيعة والسنة بآداب الغسل كاملة ، ولبسوا أنظف وأطهر الثياب ، اجتمعوا وحاولوا فتح القفل فلم ينفتح على يد أحد منهم ، ما عدا السيد إبراهيم.

وعندما صار الجميع داخل الحرم وحاولوا الحفر حول الضريح ، لم يؤثّر معول أي واحد منهم أبدا ، ما عدا معول السيد إبراهيم. ثم أفرغوا الحرم من الناس ، وعندما فتح السيد إبراهيم اللحد ، رأى جسد السيدة رقيةعليه‌السلام ضمن كفنها صحيحا وسالما ، لكن الماء الكثير كان قد تجمع داخل لحدها. ثم أخرج السيد الجسد اللطيف من اللحد ، وجلس واضعا إياها على ركبتيه. وظل محتفظا بها على ركبتيه ثلاثة أيام وهو يبكي دائما ، حتى تمّ تعمير القبر الشريف. وفي أوقات الصلاة كان يضعها على شيء طاهر ريثما يقضي فرض الصلاة ، ثم يعيدها إلى حضنه. وعند انتهاء العمار أرجع السيد جسد الطفلة إلى لحدها ودفنها.

ومن كرامات السيدة رقيةعليه‌السلام أن السيد إبراهيم ظل أثناء الأيام الثلاثة لا يحتاج إلى طعام ولا شراب ، وأنه ظل طاهرا لا يحتاج إلى تجديد وضوء للصلاة ، وهو لم ينم لحظة.

بعد دفن رقيةعليه‌السلام دعا السيد إبراهيم ربه أن يرزقه غلاما ذكرا ، فاستجاب الله دعاءه ، ورغم كبر سنّه أنجب له صبيا سمّاه سيد مصطفى.

وبعد ذلك أرسل الوالي بتفصيل هذه الحادثة المباركة إلى السلطان عبد الحميد [كانت ولايته بين ١٨٧٩ ـ ١٩٠٩ م] ، فأمر الوالي بتولية السيد إبراهيم على مرقد السيدة رقية وزينب وأم كلثوم وسكينةعليه‌السلام .

وكان ذلك في حدود سنة ١٢٨٠ ه‍ [١٨٦٤ م] أي منذ ١٣٥ سنة.

٦٢٣

(أقول) : إذا وقعت تلك الحادثة في زمن السلطان عبد الحميد ، فيجب أن تكون بحدود عام ١٣٠٠ ه‍ ، وليس عام ١٢٨٠ كما ذكر آنفا.

هذا وقد ذكر الفاضل الدربندي كيفية وفاتها في (أسرار الشهادة) ص ٥١٥.

٧٥٤ ـ مرقد السيدة رقيةعليها‌السلام في مصر :

قال الشيخ محمّد الصبان في (إسعاف الراغبين) ص ٢٠٩ :

توفيت رقيةعليه‌السلام قبل البلوغ ، ومحلها بعد السيدة سكينةعليه‌السلام بشيء يسير ، على يمين الطالب للسيدة نفيسة ، تجاه مسجد شجرة الدر ، في المشهد القريب من دار الخليفة.

وقال المازندراني في (معالي السبطين) ج ٢ ص ١٧١ :

في تآليف بعض معاصرينا (قال) قال الشعراني في الباب العاشر من كتاب (المنن الكبرى) : وأخبرني بعض الخواص أن رقية بنت الحسينعليهما‌السلام في المشهد القريب من جامع دار الخليفة أمير المؤمنين يزيد ، ومعها جماعة من أهل البيتعليهم‌السلام . وهو معروف الآن بجامع شجرة الدر. وهذا الجامع على يسار الطالب للسيدة نفيسة ، والمكان الّذي فيه السيدة رقية عن يمينه ، ومكتوب على الحجر الّذي ببابه هذا البيت :

بقعة شرّفت بآل النبي

وببنت الحسين الشهيد رقيّه

وقد قرأت هذا الكلام في (نور الأبصار) للشبلنجي ، ص ١٧٧ ، ولكنه منسوب الى السيدة رقية بنت الإمام عليعليهما‌السلام ، وأن بيت الشعر هو :

بقعة شرّفت بآل النبي

وببنت الرضا عليّ رقيّه

(أقول) : إن السيدة نفيسة المدفونة في مصر هي نفيسة بنت الحسن الأنور ، أحد أولاد زيد الابن الأكبر للإمام الحسن السبطعليه‌السلام . وللسيدة نفيسة مقام معروف في القاهرة.

٧٥٥ ـ قفص مرقد رقيّةعليها‌السلام :

كان على ضريح رقيةعليه‌السلام في دمشق قفص فضي رائع أهداه مجمع بني الزهراء في طهران عام ١٣٧٦ ه‍ ، وقد نقشت عليه بعض الأشعار والأقوال ، ومنها حديث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من مات على حبّ آل محمّد مات شهيدا ...».

٦٢٤

وفي عام ١٤١٤ ه‍ [١٩٩٤ م] وبعد توسيع المقام بشكل كبير ، أهدت الجمهورية الإسلامية في إيران قفصا جديدا أكبر من الأول ، مطعما بالذهب والفضة ، وقد صنع خصيصا في إصفهان. ومن حسن التصرف أنهم نصبوا هذا القفص الجديد مع الاحتفاظ بالقفص القديم ضمنه ، لقيمته التاريخية والأثرية. ويعدّ القفص الجديد من روائع الفن الاسلامي.

وقد أقيمت في البناء الموسع الجديد قبة شامخة ومئذنة عالية ، وأسست الايوانات المحيطة والصحن الكبير لاستيعاب الزوار المتزايدين.

وهناك جامع ملاصق لقبرها الشريف تقام فيه الصلوات. وكتب على الباب الخارجي للمقام :

إليكم كل مكرمة تؤول

إذا ما قيل جدّكم الرسول

٣ ـ مشهد رؤوس الشهداءعليهم‌السلام

٧٥٦ ـ مشهد رؤوس الشهداءعليهم‌السلام في مقبرة باب الصغير بدمشق :

(أعيان الشيعة للسيد الأمين ، ج ٤ ص ٢٩٠)

قال العلامة السيد محسن الأمين عن مشهد رؤوس الشهداءعليهم‌السلام :

رأيت بعد سنة ١٣٢١ ه‍ في المقبرة المعروفة بمقبرة باب الصغير بدمشق ، مشهدا وضع فوق بابه صخرة كتب عليها :

هذا مدفن رأس العباس بن عليعليه‌السلام ، ورأس علي بن الحسين الأكبرعليهما‌السلام ، ورأس حبيب بن مظاهر رضي الله عنه. ثم إنه هدم بعد ذلك بسنين هذا المشهد ، وأعيد بناؤه وأزيلت هذه الصخرة ، وبني ضريح داخل المشهد. ونقش عليه أسماء كثيرة لشهداء كربلاء. ولكن الحقيقة أنه منسوب إلى الرؤوس الشريفة الثلاثة المقدم ذكرها.

ثم يقول : وهذا المشهد الظن قوي بصحة نسبته ، لأن الرؤوس الشريفة بعد حملها إلى دمشق والطواف بها ، وانتهاء غرض يزيد من إظهار الغلبة والتنكيل بأهلها والتشفي ، لا بدّ أن تدفن في إحدى المقابر ، فدفنت هذه الرؤوس الثلاثة في مقبرة باب الصغير ، وحفظ محل دفنها ، والله أعلم.

(أقول) : كان عدد الرؤوس التي جلبت إلى دمشق ١٦ رأسا ما عدا رأس الحسينعليه‌السلام ، وكلهم من أهل البيتعليهم‌السلام ما عدا واحدا هو الصحابي الجليل

٦٢٥

حبيب بن مظاهر. وليس هناك أي مبرر أن يدفن ثلاثة رؤوس منهم فقط في هذا الموقع دون الباقي. ومما يؤكد أنهم دفنوا جميعا في ذلك المكان القصة الواقعية التالية.

٧٥٧ ـ تعمير مشهد رؤوس الشهداءعليهم‌السلام :

روى لي المرحوم الحاج حسن أبو ياسر الخياط ما يؤيد وجود رؤوس الشهداء جميعا في هذا المشهد المعظم ، قال :

اجتمعت بالسيد سليم مرتضى جد السيد سليم مرتضى متولي مقامات الستات اليوم ، فقصّ عليّ هذه القصة ، قال :

كنا نجدد مقامات أهل البيتعليهم‌السلام في الستات ، ولما أردت تعمير مقام رؤوس الشهداءعليهم‌السلام ، أتيت بمعلم مسيحي ينحت الأحجار لعمل سور جديد حول المقام. وكان العامل يأتي صباحا باكرا ، أفتح له المقام ثم أتركه وأذهب إلى البيت.ثم أرجع العصر لأناظر ما أنجزه من عمل. وفي يوم من الأيام جئت فوجدت المسيحي قد جمع أغراضه في السلة يريد إنهاء عمله. قلت : ما بك؟. قال : إذا أنا أردت الاستمرار في العمل عندكم ، أخاف أن أترك ديني وأصير مسلما!. قلت :لماذا؟. قال : البارحة بينما كنت أحرر التراب حول مقام الرؤوس ، لأضع الأحجار الجديدة ، انفتحت أمامي ثغرة ، نظرت منها فإذا بي أرى غرفة تحت الأرض فيها عدة رؤوس ؛ بعضها أمرد ، وبعضها بلحية ، وبعضها مغمض عينيه ، وأحدها معصّب رأسه.

ثم جاء السيد سليم [ت ١٣٤٩ ه‍ ـ ١٩٣١ م] ونظر من الكوة ، فرأى الرؤوس وعددهم ستة عشر رأسا ، مصفوفة بشكل دائرة ، وكأنها مدفونة لساعتها ، كل رأس منها ما زال بشحمه ولحمه لم يصبه أذى أو بلى ، والدماء ظاهرة عليه ثم سدّ المسيحي الثغرة ورحل.

والظاهر أن العلامة السيد محسن الأمين الّذي عاصر تلك الحادثة ، لم يكن حاضرا في دمشق في ذلك الوقت ، بل مسافرا إلى لبنان. وكم كنت متمنيا لو رأى الرؤوس بعينه ووثّق تلك الواقعة الهامة.

كرامة لمشهد رؤوس الشهداءعليهم‌السلام :

قال السيدان كامل ومحمد علي نظام في مجلة العرفان ، عدد تشرين الأول

٦٢٦

١٩٣٢ ص ٣٣٣ : ذهبنا يوما لزيارة مقامات أهل البيتعليهم‌السلام الكائنة في مقبرة باب الصغير في دمشق ، فلما وصلنا إلى مقام رؤوس الشهداء الّذين استشهدوا مع الحسينعليه‌السلام بكربلاء ، وجدنا القبة والجدران بحاجة إلى الترميم والإصلاح ، فوفّقنا الله للقيام بذلك ، وجلبنا من يلزم من العمال ، وأخذوا في الترميم إلى أن تمّ على أحسن ما يرام. وكان الفراغ من ذلك يوم الخميس في ١٢ جمادى الأولى ١٣٥٠ ه‍ / ١٩٣١ م. وفي أثناء العمل سقط سعيد بن ديب شرف أحد العمال من أعلى القبة إلى الأرض ، فلم يتأذّ ولم يصب بسوء قط ، ولا شك أن ذلك من كرامات أهل البيتعليهم‌السلام . فهنيئا لمن والاهم وتمسّك بحبلهم واقتدى بهم.

(أقول) : الرؤوس المدفونة في هذا الموقع هي :

من الأصحاب : حبيب بن مظاهر. ومن الآل : علي بن الحسين الأكبرعليه‌السلام ـ القاسم بن الحسنعليه‌السلام ـ عبد الله بن الحسنعليه‌السلام . ومن أولاد الإمام عليعليه‌السلام : أبو الفضل العباس ـ عبد الله بن عليعليه‌السلام ـ جعفر بن عليعليه‌السلام ـ عثمان بن عليعليه‌السلام ـ محمّد الأصغر ابن عليعليه‌السلام ـ عمر الأصغر بن عليعليه‌السلام ـ أبو بكر بن علي ومن نسل عقيل : جعفر بن عقيلعليه‌السلام ـ عبد الله بن عقيلعليه‌السلام ـ محمّد بن مسلم بن عقيلعليه‌السلام . ومن نسل جعفر الطيارعليه‌السلام :عون ومحمد ابنا عبد الله بن جعفرعليهم‌السلام .

وهي الرؤوس التي أتوا بها مع السبايا إلى الشام ، وعددها ستة عشر رأسا ، ما عدا رأس الحسينعليه‌السلام الّذي أرجع إلى كربلاء.

هذا وقد حصل تحسين ملحوظ على مشهد رؤوس الشهداءعليهم‌السلام ، كما أهدى الشيعة البهرة من الهند قفصا جديدا لرؤوس الشهداء ، وضعوا داخله على التابوت ٧٢ كرة صغيرة من المخمل ترمز للرؤوس الشريفة ، منها ١٦ حمراء اللون وهي المدفونة في ذلك المكان ، والعدد الباقي بلون أخضر لتمييزها عنها ، وهي التي دفنت في كربلاء ولم تأت إلى دمشق.

وقد ذكر لي الأخ السيد سليم مرتضى متولي مقامات الستات ، أنهم أثناء تركيب القفص الجديد ، حفروا في الأرض لتثبيت القفص ، فانبعثت من الأرض رائحة كالمسك ، فدهش البهرة والحاضرون وخروا لله ساجدين.

وفي تقديري أن المراقد المقطوع بصحتها في دمشق اثنان : مرقد السيدة

٦٢٧

رقيةعليها‌السلام عند باب الفراديس ، ومرقد رؤوس الشهداءعليهم‌السلام في الستات ، إضافة إلى مرقد العقيلة زينبعليه‌السلام في قرية (راوية) الذي أجمع علماء الشيعة على ثبوته.

٧٥٨ ـ هل تفنى أجساد الأنبياء والمعصومينعليهم‌السلام ؟ :

يذهب فريق من علمائنا إلى أن أجساد الأنبياء والأئمةعليه‌السلام تحافظ على حالها وشكلها بعد الموت ، فلا تبلى ولا تفنى. ولعل هذه الكرامة تشمل أيضا أجساد كل الشهداءعليهم‌السلام .

وهناك عدة حوادث تؤكد هذه الحقيقة. وقد مرّ معنا أنهم عندما اضطروا إلى إصلاح مرقد السيدة رقيةعليها‌السلام بدمشق ، وحملها أحد أبناء عمها من آل المرتضى من حي الأمين ، وجدها صبيّة دون البلوغ ، وهي ما تزال برونقها وبهائها ، وكأنها نائمة بين يديه. كما ألمحنا آنفا إلى أنهم عندما كانوا يصلحون حائط مرقد رؤوس الشهداء في (الستات) حفروا في الأرض فانفتحت لهم كوة تفضي إلى غرفة تحت الأرض ، ورأوا فيها ستة عشر رأسا مصفوفة على دائرة ، وكأنهم قد دفنوا في تلك اللحظة ، وآثار الدماء على وجوههم ، والعصائب ما زالت على رؤوسهم ، لم تتغير أوصافهم ، ولم تبل أجسادهم. يقول الإمام عليعليه‌السلام في نهج البلاغة :

«أيها الناس ، خذوها عن خاتم النبيينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنه يموت من مات منا وليس بميّت ، ويبلى من بلي وليس ببال».(الخطبة رقم ٨٥).

٧٥٩ ـ قبور أهل البيتعليهم‌السلام في باب الصغير :

(الإشارات إلى معرفة الزيارات لأبي بكر الهروي ، ص ١٣)

تزخر مقبرة باب الصغير في جنوب دمشق القديمة خارج السور مباشرة بمقامات وقبور عديدة لأهل البيتعليهم‌السلام ، وذلك في بقعة خاصة تدعى (الستّات). وهذه بعض القبور:

قال أبو بكر الهروي : وقبلي باب الصغير قبر أم الحسن ابنة حمزة بن جعفر الصادقعليه‌السلام ، وقبر علي بن عبد الله بن العباس ، وقبر سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس ، وقبر زوجته أم الحسن ابنة جعفر بن الحسن بن الحسن بن فاطمة الزهراءعليهم‌السلام ، وقبر خديجة ابنة زين العابدينعليه‌السلام . هؤلاء في تربة واحدة.

وقبر سكينة بنت الحسينعليه‌السلام ، وقبر محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

٦٢٨

(أقول) : هذا عدا عن قبور أخرى لم يذكرها الهروي ، منها : قبر عبد الله بن جعفر زوج العقيلة زينبعليه‌السلام ، وقبر عبد الله بن الإمام زين العابدينعليه‌السلام ، ومقام أم كلثوم بنت الإمام عليعليه‌السلام .

٤ ـ مقام السيدة سكينة بنت الحسينعليه‌السلام

ذكرنا سابقا أنه كان للإمام الحسينعليه‌السلام عدة بنات ، حضر منهن مع الحسينعليه‌السلام في الطف ثلاث ، هن حسب ترتيب الكبر : فاطمة وسكينة ورقيّة.

وقد اختلفت الأقوال في مرقدي فاطمة وسكينةعليهما‌السلام :

١) ـ ففي قول أنهما توفيتا في المدينة.

٢) ـ ويقول ابن سعد في (الطبقات) : إن سكينةعليها‌السلام توفيت في مكة ، في نفس السنة التي توفيت فيها أختها فاطمةعليه‌السلام ، وهي سنة ١١٧ ه‍.

٣) ـ والقول الثالث : أن سكينةعليه‌السلام توفيت في دمشق ، ودفنت مع عمتها أم كلثوم بنت عليعليه‌السلام في الباب الصغير في مشهد واحد ، قريب من مشهد رؤوس الشهداءعليه‌السلام .

٧٦٠ ـ مسجد سكينةعليه‌السلام :

(تاريخ ابن عساكر ، تحقيق صلاح الدين المنجد ، مج ٢ قسم ١ ص ٨٠)

قال ابن عساكر : مسجد يعرف بمسجد سكينة ، في وسط المقبرة بقرب قبر بلال.وفي الحاشية : يزعمون أنها سكينة بنت الحسينعليه‌السلام وليست هي. وفي طبرية مشهد به قبر سكينة بنت الحسينعليه‌السلام أيضا.

(انظر الإشارات إلى معرفة الزيارات لأبي بكر الهروي ، ص ١٩)

٧٦١ ـ قبر سكينةعليه‌السلام :(المصدر السابق ، ص ١٩٧)

قال ابن الأكفاني : وأراني أيضا قبر بريهة ابنة الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام في قبة ، وقبر سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام في قبة.

ـ تعليق ابن عساكر :(المصدر السابق ، ص ١٩٩)

وأما قبر بريهة ، فلا أدري القول في نسبها يصح ، لأن أصحاب النسب لم يذكروا في أولاد الحسن بن عليعليه‌السلام ابنة اسمها بريهة.

وأما قبر سكينة بنت الحسينعليه‌السلام فيحتمل ، لأنها تزوجت بالأصبغ بن عبد

٦٢٩

العزيز بن مروان ، الّذي كان بمصر ، ودخلت إليه فمات قبل أن تصل إليه ، فيحتمل أنها قدمت دمشق وماتت بها. والصحيح أنها ماتت بالمدينة.

وقال ابن عساكر في تاريخه ـ تراجم النساء ، ص ١٥٥ : قرأت بخط علي ابن محمّد بن إبراهيم الحبائي ، حدثنا شيوخنا عن أسلافهم أن قبر سكينة بنت الحسينعليه‌السلام بدمشق ، ولكن يضعّفه أهل العلم.

وقد أكد ابن الأثير في (الكامل) ج ٥ ص ١٩٥ أن فاطمة بنت الحسينعليه‌السلام وأختها سكينةعليه‌السلام توفيتا في عام واحد ، وقد توفيت سكينة في المدينة ، وطلب واليها الصلاة عليها.

وفي (معالي السبطين) ج ٢ ص ٢١٨ : أن والي المدينة خالد بن عبد الملك أراد الصلاة على سكينة ، ولما تأخر ويئس أهلها من مجيئه صلوا عليها.

٧٦٢ ـ وصف القبر المنسوب لسكينة في دمشق :

في (خطط دمشق) لصلاح الدين المنجد ، ص ٥٧ يقول :

يقع في مقبرة الباب الصغير بدمشق ، قبر ينسب إلى السيدة سكينة بنت الحسينعليه‌السلام ، وفي النسبة خلاف.

يهبط إلى القبر بسلم ، نجد ضريحا من خشب الجوز ، عليه نقوش وزخارف غنية ، مزهرة رائعة ، على الطراز الفاطمي. في ثنايا ذلك كتابات كوفية ، فيها (هذا قبر سكينة بنت الحسينعليهما‌السلام ). وحول الضريح آية الكرسي.

وفي مجلة (الحوليات الأثرية العربية السورية) المجلد ٣٥ لعام ١٩٨٥ ـ عدد خاص عن دمشق ، بعنوان [العظماء الذين دفنوا في دمشق أو ماتوا فيها].

قال : ذكر المؤرخون أن سكينة سيدة الشعراء ، وأنها ماتت بدمشق ، ودفنت في تربة القلندرية داخل القبة ، في مقبرة باب الصغير ، ولها قبر فخم عليه قبة. والضريح مصنوع من الخشب المحلّى بالزخارف المحفورة المخرّقة والكتابات الكوفية ، ويرجح أنه صنع في العصر الفاطمي. وقد ذكرت بعض الروايات أنها توفيت بالمدينة.

(راجع منتخبات التواريخ للحصني ، ص ٤٣٢ ؛ وقبور العظماء للريحاوي ، ص ٦٥٩)

الكلام الفصل :

بعد التعارض الشديد في الروايات حول مدفن السيدة سكينة بنت الحسينعليها‌السلام يأتينا البرهان القاطع على أنها ليست مدفونة في مقبرة (البستان) بدمشق. وذلك مما

٦٣٠

ذكره السيد محسن الأمين في (الأعيان) طبعة بيروت حجم كبير ، المجلد ٧ ص ٢٧٤ ، والمجلد ٣ ص ٤٩١ قال :

قال ابن خلكان : توفيت سكينة بنت الحسينعليها‌السلام في المدينة يوم الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة ١١٧ ه‍ ، في أيام هشام بن عبد الملك ، وعمرها ٧٥ سنة. وقال سبط ابن الجوزي : ماتت فاطمة بنت الحسينعليها‌السلام وأختها سكينة في سنة واحدة ، وهي سنة ١١٧ ه‍.

وفي (الأغاني) ما حاصله : أنها ماتت وعلى المدينة خالد بن عبد الملك ، فآذنوه بالجنازة ، وذلك في أول النهار في حرّ شديد ، فجعل يماطلهم إلى أن صلّيت العشاء ولم يجئ ، فجعلوا يصلون عليها جمعا جمعا فرادى ، وينصرفون.

ثمّ يقول السيد الأمين في (الأعيان) المجلد ٣ ص ٤٩٢ :

أما القبر المنسوب إليها بدمشق في مقبرة الباب الصغير ، فهو غير صحيح ، لإجماع أهل التواريخ على أنها دفنت بالمدينة. ويوجد على هذا القبر المنسوب إليها بدمشق صندوق من الخشب كتب عليه آية الكرسي بخط كوفي مشجّر رأيته.وأخبرني الشيخ عباس القمي الّذي هو ماهر في قراءة الخطوط الكوفية بدمشق سنة ١٣٥٦ ه‍ أن الاسم المكتوب بآخر الكتابة التي على الصندوق (سكينة بنت الملك) بلا شك ولا ريب ، وكسر ما بعد لفظة الملك. فالقبر إذن لإحدى بنات الملوك المسماة (سكينة) وليس لسكينة بنت الحسينعليه‌السلام .

٧٦٣ ـ من هي سكينةعليه‌السلام ؟ :(إسعاف الراغبين للصبان ، ص ٢١٠)

قال الصبان : المشهور على الألسنة في اسمها أنه (سكينة) بفتح السين وكسر الكاف ، لكن في القاموس و (شرح أسماء رجال المشكاة) أنه مصغّر ، بضم السين وفتح الكاف.

(أقول) : والأول هو الأغلب [أي بفتح السين] ، وكنّيت به لأنها كما وصفها أبوها الحسينعليه‌السلام بأنها الغالب عليها السكينة والاستغراق مع الله تعالى. ثم قال الصبان : واعلم أن ما في (منن الشعراني الكبرى) مخالف لما مرّ. فإن فيها أن سكينة المدفونة بمصر أخت الحسينعليه‌السلام لا بنته. ولدى الرجوع إلى بنات الإمام عليعليه‌السلام لم نعثر على أن له بنتا باسم سكينة من بين أولاده السبعة والعشرين.

ويؤيد أنها ليست في مصر ، ما في (تهذيب الأسماء واللغات) للنووي ، بأن الصحيح وقول الأكثرين ، أن سكينة بنت الحسينعليه‌السلام توفيت بالمدينة.

٦٣١

ترجمة سكينة بنت الحسينعليه‌السلام

ولدت السيدة سكينة بنت الحسينعليه‌السلام قبل وفاة عمها الحسن (ع).

وقال السيد الأمين في (الأعيان) عن ابن خلكان : توفيت السيدة سكينة بنت الحسينعليه‌السلام بالمدينة يوم الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة ١١٧ ه‍. وكان عمرها على ما قيل خمسا وسبعين سنة ، فعلى هذا كان لها بالطف تسع عشرة سنة.

وقال سبط ابن الجوزي : ماتت فاطمة بنت الحسينعليه‌السلام وأختها سكينة في سنة واحدة ، وهي سنة ١١٧ ه‍.

اسمها وفضلها :

هي سكينة بنت الحسينعليه‌السلام وأمها الرباب. وقيل إن اسمها أميمة ، وقيل أمينة ، وقيل آمنة. أما سكينة فلقبها ، لأنها كانت تغلب عليها السكينة.وعاشت بعد أبيها الحسينعليه‌السلام ستا وخمسين سنة.

قال في (القمقام) : وكانت أديبة ، سخيّة عفيفة ، ظريفة فاضلة. وكانت في البذل والعطاء كأبيها سيد الشهداءعليه‌السلام .

وفي (معالي السبطين) ج ٢ ص ١٢٨ : وحجّت سكينة في سنة من السنين ، وكانت ترمي الجمرات السبع ، حتى رمت ستة منها ، فلما همّت بالسابعة وقع الحصى من يدها ، فأخرجت خاتمها من إصبعها ورمت به بدلا عن الحصى.

وكانت سكينةعليه‌السلام في حبالة مصعب بن الزبير بن العوام ، وله أربعة زوجات ، إحداهن سكينة بنت الحسينعليه‌السلام . وولدت سكينة منه بنتا سمّتها الرباب باسم أمها. وقيل اللباب ، وقيل فاطمة.

وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي : وكانت سكينة قد ولدت من مصعب ابنة سمّتها اللباب ، وكانت فائقة الجمال ، لم يكن في عصرها أجمل منها ، فكانت تلبسها اللؤلؤ ، وتقول : ما ألبستها إياه إلا حتى تفضحه.

٦٣٢

تابع : ترجمة سكينة بنت الحسينعليه‌السلام

وقال ابن عساكر في تاريخه ـ تراجم النساء ص ١٥٥ : وتزوجت سكينة بنت الحسينعليه‌السلام من عبد الله بن الحسن بن عليعليه‌السلام ، فقتل مع عمه الحسينعليه‌السلام بالطف قبل أن يبني بها.

وقال سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) ص ٢٨٨ : وأما سكينة فتزوجها مصعب بن الزبير فهلك عنها ، فتزوجها عبد الله ابن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام ، ثم تزوجها الأصبغ بن عبد العزيز أخو عمر بن عبد العزيز ، ثم فارقها قبل الدخول بها.

وماتت في أيام هشام بن عبد الملك ، ولها السيرة الجميلة والكرم الوافر والعقل التام" هذا قول ابن قتيبة".

أما غيره فيقول : أول من تزوجها مصعب بن الزبير قهرا. وهو الّذي ابتكرها ، ثم قتل عنها. وكانت من الجمال والأدب والظرف والسخاء بمنزلة عظيمة ، وكانت تؤوي إلى منزلها الأدباء والشعراء والفضلاء ، فتجيزهم على مقدارهم.

٧٦٤ ـ زواج سكينةعليه‌السلام من مصعب بن الزبير :

(معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ١٢٩)

وقيل إن مصعب بن الزبير خطبها قبل وقعة الطف وتزوجها بعد الوقعة ، والصحيح أن مصعب خطب سكينةعليه‌السلام بعد وقعة الطف من زين العابدينعليه‌السلام ، ولم يرض الإمام بذلك ، لأنه عرف منها عدم القبول. وكان مصعب واليا على العراقين : البصرة والكوفة ، وكانت له الرياسة ، وله قوة وشوكة واقتدار وأصرّ على ذلك ، وخوّفهم وهددهم ، وقال لا بدّ لي من هذا الأمر ، وبينهم قرابة قريبة ، لأن أباه الزبير ، ابن صفية ، وصفية بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .والزبير ، ابن العوام ، والعوام قيل أخو خديجة بنت خويلد ، وليس هذا بمعلوم.

ولما أصرّ مصعب على هذا الأمر ، ولم تكن لأهل البيتعليه‌السلام حيلة في الخلاص منه ، رضوا بذلك وزوّجوها منه.

٦٣٣

٧٦٥ ـ جواب الحسينعليه‌السلام لابن أخيه الحسن المثنىعليه‌السلام حين طلب منه إحدى ابنتيه :(أدب الطف للسيد جواد شبّر ، ص ١٦٠)

روى الصبان في (إسعاف الراغبين) أن الحسن المثنى بن الحسنعليه‌السلام أتى عمه الحسينعليه‌السلام يخطب إحدى ابنتيه : فاطمة وسكينة.

فقال له الحسينعليه‌السلام : اختر يا بني إحداهما ، فلم يجد جوابا. فقال الحسينعليه‌السلام : أختار لك فاطمة ، فهي أكثرهما شبها بأمي فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . أما في الدين فتقوم الليل كله وتصوم النهار ، وفي الجمال تشبه الحور العين وأما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله ، فلا تصلح لرجل!.

ثم يقول السيد جواد شبّر : هذه شهادة من الإمام الحسينعليه‌السلام في تقوى هذه السيدة المصونة (سكينة) ، وأنها منقطعة إلى الطاعة والعبادة ، فكأنها لا تأنس بغيرهما. وهذا مما زاد في موقعها من قلب أبيها الحسينعليه‌السلام إمام عصره ، حتى استحقت أن يصفها المعصوم (بخيرة النسوان) ، وذلك لما ودّععليه‌السلام عيالاته يوم عاشوراء ، أجلس سكينة وهو يمسح على رأسها ، ويقول :

لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة

ما دام مني الروح في جثماني

فإذا قتلت فأنت أولى بالذي

تأتينه يا خيرة النسوان

ثم يقول السيد جواد شبّر : أيليق بهذه المصونة الجليلة والحرة النبيلة ، أن تجالس الشعراء وينشدونها الأشعار! كما روى ذلك أبو الفرج المرواني الاصفهاني في كتابه (الأغاني) ، وروايته عن آل الزبير [يقصد الزبير بن بكّار] ، وعداوة آل الزبير لآل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مشهورة مذكورة.

٧٦٦ ـ الخلط المتعمّد بين سكينة بنت الحسينعليه‌السلام وسكينة بنت خالد الزبيرية:

(أقول) : وكثيرا ما كان المؤرخون يخلطون ـ عمدا أو سهوا ـ بين سكينة بنت الحسينعليه‌السلام وبين سكينة بنت خالد الزبيرية ، التي كانت تحضر مجالس الشعر والغزل. فصوّروا للناس أن سكينةعليه‌السلام كانت تجالس الشعراء. وهذه الرواية التي رواها أبو الفرج في (الأغاني) ، قد افتعلها الزبير بن بكار صاحب كتاب (نسب قريش) ، لأنه وجد في التاريخ أن سكينة بنت خالد بن مصعب بن الزبير ، كانت تجالس الشعراء ويتغزلون بها وبجمالها ، وهذه وصمة عار في تاريخ آل الزبير ، فلم

٦٣٤

يجد أفضل من رفع هذه الوصمة من آل الزبير ولصقها بأهل البيتعليه‌السلام . وكان الوضع السياسي يتطلب ذلك.

٧٦٧ ـ الدفاع عن سكينةعليه‌السلام :

(مع الحسين في نهضته لأسد حيدر ، حاشية ص ٢٦٦)

قال السيد أسد حيدر :

موضوع البحث عن حياة سكينة بنت الحسينعليه‌السلام يستلزم البسط والإيضاح ، لما أحيط بتاريخ حياتها من أمور لا ترتبط بواقع الحال ، لأنها استهدفت لحملة ظالمة ، وتحامل شائن ، من أعداء آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فأهمل المؤرخون الرسميون ذكر كثير من مواقفها المشرفة ، ذات المغزى المشرّف.

كما تعمّد من تربطه أواصر النسب بالأمويين ، فأورد في سجل التاريخ أمورا مفتعلة ، وأكاذيب منحولة ، بل هي أساطير سمر في ليالي الشتاء ، وحكايات هي من وحي الخيال ، والتي صيغت بعبارات جذّابة ، شارك فيها كل من يحاول الوقيعة بآل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وكان أبرزهم في هذه الحملة ، وأشجعهم في هذه الجولة ، وهو الزبير بن بكّار ، أحد أجهزة إعلام الباطل ، وهو المعروف باختراع القصص ووضع الأحاديث ونشر الخرافات.

ولا يختلف اثنان بأن (الزبير بن بكار) كان من أشد الناس عداء لأهل البيتعليه‌السلام .

وتناول أبو الفرج الاصفهاني تلك الخرافات ، فوسّع الدائرة ، وتزيّد واختلق.وأبو الفرج هو ذلك الأموي في النسب والنزعة.

وتلقّف تلك المفتريات أناس مأجورون ، يعيشون تحت الظلام ، من مستشرقين وتلامذتهم ، فكانت هناك مجموعة مفتريات وأكاذيب حول سيرة هذه السيدة الطاهرة.

وقد تسابق لردّ هذه المفتريات جماعة من العلماء الأعلام ، وألّفوا كتبا قيّمة [مثل السيد عبد الرزاق المقرّم في كتابه (السيدة سكينة) ، والأستاذ توفيق الفكيكي في كتابه (السيدة سكينة بنت الحسين)]. ومع ذلك فالموضوع بحاجة إلى مزيد من التحقيق وتسليط الأضواء ، لفضح تلك الأكاذيب ومحو تلك المفتريات.

٦٣٥

ترجمة الزبير بن بكار

(جمهرة نسب قريش للزبير بن بكار ، ص ٥٥)

هو الزبير بن بكار (أبو بكر) ابن عبد الله بن مصعب بن ثابت ابن عبد الله بن الزبير بن العوام ، قاضي مكة. وكنيته أبو عبد الله ابن أبي بكر ، وهو من النسابين ، وعليه اعتماد الناس في معرفة أنساب القرشيين ، وهو مؤلف كتاب (نسب قريش).

قال أحمد بن علي السليماني في كتاب (الضعفاء) : كان الزبير بن بكار منكر الحديث ، أي أنه وضعه في زمرة من يضعون الحديث.

وفي (كشف الغمة) للإربلي ، ج ٢ ص ٤٣ قال :

ذكر ياقوت الحموي في كتابه (معجم الأدباء) كلاما عن الزبير بن بكار هذا مختصره : الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب

ابن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام ، يكنّى أبا عبد الله. الكثير العلم ، الغزير الفهم. أعلم الناس قاطبة بأخبار قريش وأنسابها ومآثرها وأشعارها.

ولد ونشأ بالحجاز ، ومات بمكة سنة ٢٥٦ ه‍ عن ٨٤ سنة. وكان أبوه على قضاء مكة ، وولاه المتوكل القضاء بها بعد أبيه ، ومات وهو قاضيها.ودخل بغداد عدة مرات آخرها سنة ٢٥٣ ه‍.

ثم يقول : وكيف يقدم على تصنيف كتاب باسم (الموفقيات) نسبة إلى الموفق طلحة بن المتوكل ولي العهد ، وفيه ما يناقض مذهبه ويخالف عقيدته (الزبيرية)؟!.

(أقول) : ولا غرابة في ذلك ، فهو يدل على نفاقه وتدليسه

المشهورين ، لأنه يؤمن بأن الغاية تبرر الواسطة!.

٦٣٦

٥ ـ مقام السيدة أم كلثوم بنت علي (ع)

٧٦٨ ـ من هي السيدة أم كلثومعليه‌السلام التي حضرت كربلاء؟ :

كان للإمام عليعليه‌السلام عدة بنات باسم زينب وأم كلثوم ، مما سبّب لدى المؤرخين خلطا كبيرا بينهنّ. فقد أنجبت السيدة فاطمة الزهراء للإمامعليه‌السلام بنتين بعد الحسن والحسينعليه‌السلام هما : زينب العقيلة ، وأم كلثوم. ثم تزوّج الإمامعليه‌السلام بعد وفاة فاطمةعليه‌السلام أم سعيد بنت عروة الثقفية ، فأنجبت له بنتا سمّاها أم كلثوم. ثم تزوجعليه‌السلام أم ولد ، فولدت له بنتا سمّاها زينب.

وللتفريق بين هذه البنات الأربع ، سمّيت العقيلة (زينب الكبرى) ، والتي أمها أم ولد (زينب الصغرى). في حين سمّيت أم كلثوم بنت فاطمة (أم كلثوم الكبرى) ، وأم كلثوم الأخرى (أم كلثوم الصغرى).

وقد لاحظنا أن الشيخ المفيد في (الإرشاد) يسمي أم كلثوم الكبرى :

«زينب الصغرى المكناة أم كلثوم» ، فصرنا أمام ثلاث زينبات أخوات ، هن :

١ ـ زينب الكبرى وهي عقيلة بني هاشم : تزوجها ابن عمها عبد الله بن جعفر الطيارعليه‌السلام .

٢ ـ زينب الصغرى المكناة أم كلثوم الكبرى : وهي التي قيل إن عمر بن الخطاب تزوجها. وقد توفيت هذه في عهد معاوية قبل كربلاء ، ودفنت في المدينة.

٣ ـ زينب الصغرى التي أمها أم ولد : توفيت في حياة أبيها ، ولم تحضر كربلاء.

إذن فاللواتي حضرن كربلاء من البنات الأربع السابقة ، هما فقط : زينب الكبرى العقيلة ، وأم كلثوم الصغرى التي أمها أم سعيد الثقفية.

٧٦٩ ـ أمثلة على الخلط الكبير بين الأخوات :

وكمثال على الخلط الناتج عن الجهل بالموضوع ، ما أوردته مجلة (الحوليات الأثرية العربية السورية) المجلد ٣٥ لعام ١٩٨٥ في البحث [العظماء الذين دفنوا في دمشق أو ماتوا فيها] تحت عنوان : السيدة زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قالت :

وتلقّب بأم كلثوم ، خطبها عمر بن الخطاب. وذهب بعض المؤرخين إلى أنها ماتت بدمشق ، ودفنت في باب الصغير قرب قبر بلال الحبشي.

٦٣٧

ثم يقول : ويوجد لها قبر آخر في قرية (راوية) المعروفة حاليا بالست ، الواقعة إلى الجنوب الشرقي من دمشق ، على بعد عدة كيلومترات. وهو مزار شهير محتفى به ، يؤمّه الزوار من مختلف أنحاء العالم الإسلامي ، ويقدّمون عنده النذور ، وحوله الأبنية لنزول الغرباء ، وعليه قبة فخمة ضمن مسجد واسع.

فترى أيها القارئ الخلط بين زينب الكبرى ، وبين شقيقتها أم كلثوم الكبرى.علما بأن القبر الأول الّذي في الستات ـ إن صحّت نسبته ـ هو لأم كلثوم الصغرى التي أمها أم سعيد ، والقبر الثاني الّذي في (راوية) هو لزينب الكبرى العقيلة ، وكلتاهما غير أم كلثوم الكبرى التي نسب إليها أنها تزوجت عمر بن الخطاب.

وقد نفى ابن عساكر أن يكون قبر راوية لأم كلثوم التي تزوجها عمر.

قال في (تاريخ مدينة دمشق) تحقيق صلاح الدين المنجد ، مج ٢ قسم ١ ص ٨٠:مسجد راوية مستجد على قبر أم كلثوم. وأم كلثوم هذه ليست بنت علي من فاطمةعليه‌السلام التي تزوجها عمر ، لأنها ماتت هي وابنها زيد بن عمر بالمدينة في يوم واحد ، وصلى عليها وعلى ابنها الإمام الحسنعليه‌السلام بصلاة واحدة ، ودفنا بالبقيع.

(أقول) : نوافق ابن عساكر على أن المدفونة في راوية ليست زينب الصغرى المكناة بأم كلثوم الكبرى التي قيل إنها تزوجت عمر ، لكننا نخالفه في أنها أم كلثوم الصغرى ، ونجزم أنها زينب العقيلة التي تزوجت ابن عمها عبد الله بن جعفر الطيارعليه‌السلام .

وجاء في مجلة الموسم ـ العدد ٤ ص ٩٤٠ :

إن أم كلثوم بنت عليعليه‌السلام التي أمها فاطمة الزهراءعليه‌السلام توفيت بالمدينة في أيام أخيها الحسن بن عليعليه‌السلام ، وصلى عليها وعلى ابنها زيد بصلاة واحدة.

وذكر في (أسد الغابة) : وتوفيت أم كلثوم وابنها زيد في وقت واحد.

وروى الشيخ الحر العاملي في (الوسائل) أنه خرجت جنازة أم كلثوم بنت عليعليه‌السلام وابنها زيد بن عمر ، وفي الجنازة الحسن والحسينعليه‌السلام وعبد الله بن عمر وعبد الله بن العباس وأبو هريرة ، فوضعوا جنازة الغلام مما يلي الإمام ، والمرأة وراءه ، وقالوا : هذا هو السنّة.

٦٣٨

٧٧٠ ـ أمثلة أخرى على الأخبار المتعارضة :

(معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ١٣٤)

قال الشيخ المازندراني :

ويظهر من الأخبار الكثيرة أن أم كلثوم بنت أمير المؤمنينعليه‌السلام من فاطمة الزهراء ، أيضا كانت مع الحسينعليه‌السلام في الطف.

قال الشيخ فخر الدين الطريحي في كتاب (التكملة) : أم كلثوم هذه كنية لزينب الصغرى بنت أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكانت مع أخيها الحسينعليه‌السلام بكربلاء.والمشهور بين الأصحاب أنه تزوجها عمر بن الخطاب غصبا ، كما أصرّ السيد المرتضى وصمم عليه في رسالة عملها في هذه المسألة ، وهو الأصح للأخبار المستفيضة.

قال ابن قتيبة في كتاب (المعارف) : وأما أم كلثوم الكبرى بنت فاطمةعليه‌السلام ، فكانت عند عمر بن الخطاب ، ولدت له فاطمة وزيدا. فلما قتل عمر تزوجها محمّد ابن جعفر بن أبي طالب ، فماتت عنده.

ثم ذكر المازندراني قول من ادعى أنها شهدت كربلاء ثم ماتت في المدينة ، وأرى أن الكلام ينطبق على أم كلثوم الصغرى وليس الكبرى. قال :

وقال الشيخ ميثم البحراني : إن أم كلثوم بنت عليعليه‌السلام توفيت بالمدينة بعد رجوعها من كربلاء ، وكانت مدة مكثها في المدينة أربعة أشهر وعشرة أيام ، ولم تزل يزداد فيها البكاء والكآبة والحزن وإقامة العزاء والنوح ، إلى أن توفيت رحمها الله.

ثم قال المازندراني : وكانت أم كلثوم أول من لحق بالحسينعليه‌السلام من الهاشميات والهاشميين بعد رقيةعليه‌السلام التي توفيت بالشام ، كما أن أمها فاطمة الزهراءعليه‌السلام كانت أول من لحق برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

في حين ادّعى غيرهم أن زينب الصغرى مدفونة في دمشق ، وليس في المدينة.

قال السيد عبد الرزاق كمونة الحسيني في كتابه (مشاهد العترة الطاهرة) ص ٩٠ ط ٢ بيروت : ولاتفاق المحدثين والمؤرخين من الفريقين أن أم كلثوم التي قبرها في دمشق ، هي زينب الصغرى بنت الإمام عليعليه‌السلام التي أمها أم سعيد بنت عمرو بن مسعود الثقفية ، التي خرجت إلى محمّد بن عقيل.

(أقول) : كيف يكون هناك اتفاق بين المؤرخين على أن القبر الّذي في (الستات) هو قبر زينب الصغرى ، مع الأخبار المتعارضة التي وقفت على بعضها؟ لا بل إنه

٦٣٩

ثبت أنهاعليها‌السلام رجعت مع السبايا إلى المدينة ، وليس هناك من دليل على خروجها من هناك ، لا سيما ما ذكر من أنها توفيت بعد ذلك بأربعة أشهر من شدة الحزن والأسى على أخيهاعليه‌السلام ، وهي التي كانت تدعى زينب النوّاحة.

وقد أكد العلامة السيد محسن الأمينرحمه‌الله على أن القبرين الموجودين في باب الصغير بمحلة الستّات ليسا قبر سكينة ولا أم كلثوم ، فهما توفيتا في المدينة ودفنتا هناك.

وفي تقديري أن هذا المكان هو مقام لهما حيث أقامتا فيه مدة من الزمن عند مجيئهما مع السبايا ، فأصبح مشهدا مشرّفا ، وليس هو مرقد لهما. ولا يستبعد أن القبرين اللذين في هذا المشهد هو لامرأتين شريفتين من نسل الحسينعليه‌السلام ، وقد اعتني بهما في عهد الدولة الفاطمية ، ولكنهما ليستا من بنات الحسينعليه‌السلام أو أخواته ، بل من الحفيدات البعيدات.

٧٧١ ـ وصف مسجد ومشهد سكينة وأم كلثوم في الستات :

(ثمار المقاصد في ذكر المساجد ليوسف بن عبد الهادي ، ص ٢٥٢)

قال : هو مسجد ذو منارة حديثة ، تقع إلى جانب القبتين اللتين فوق ضريحي السيدتين سكينة وأم كلثوم. والقبتان جدّدتا سنة ١٣٣٠ ه‍ كما هو مؤرّخ على الباب. وللقبة الشمالية باب شمالي إلى المقبرة ، وشباكان في كل جهة من الجهات الثلاث الأخرى. وللقبة الجنوبية [حيث ضريح أم كلثوم] شباكان إلى الجنوب واثنان إلى الشرق ، وبينهما الباب. وفي الجنوب باب يؤدي إلى غرفة يقيم فيها قيّم المسجد.

وفي أرض القبة الجنوبية عشر درجات ينزل منها إلى الطابق السفلي [القبو] وفيه ممرّ في جانبيه حجرتان : جنوبية فيها ضريح السيدة أم كلثوم زينب الصغرى بنت الإمام عليعليه‌السلام ، وتابوتها من خشب حديث الصنع. وفي الحجرة الشمالية ضريح السيدة سكينةعليه‌السلام ، ولها تابوت خشبي مربع قديم من خشب الجوز ، حسن الصنع ذو زخارف وكتابات كوفية فاطمية ، ونقوشه من أجمل النقوش الخشبية.

٧٧٢ ـ هل تزوّج عمر بأم كلثوم بنت فاطمة الزهراءعليه‌السلام ؟ :

ذكر السنّة أن عمر بن الخطاب خطب إلى الإمام عليعليه‌السلام ابنته الصغيرة أم كلثوم ، في قصة أسطورية. وهذه البنت أمها فاطمة الزهراءعليه‌السلام التي ماتت واجدة

٦٤٠