الحقائق في تاريخ الاسلام

الحقائق في تاريخ الاسلام0%

الحقائق في تاريخ الاسلام مؤلف:
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 495

الحقائق في تاريخ الاسلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة المصطفوي
تصنيف: الصفحات: 495
المشاهدات: 174533
تحميل: 5516

توضيحات:

الحقائق في تاريخ الاسلام
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 495 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 174533 / تحميل: 5516
الحجم الحجم الحجم
الحقائق في تاريخ الاسلام

الحقائق في تاريخ الاسلام

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الإمام الخامس

محمد بن عليّ الباقر (عليهما السلام)

الطبقات: عن المعيصي قال: رأيت محمد بن علي على جبهته وأنفه اثر السجود، ليس بالكثير.(١)

ويقول: وكان ثقة كثير العلم والحديث.(٢)

الوفيات: أبو جعفر محمد بن زين العابدين عليّ بن الحسين، الملقّب بالباقر، أحد الأئمة الاثني عشر في اعتقاد الأمامية، وهو والد جعفر الصادق، وكان الباقر عالماً سيداً كبيراً، وإنما قيل له الباقر: لأنه تبقّر في العلم أي توسّع، والتبقّر التوسّع. وفيه يقول الشاعر:

يا باقر العلم لأهل التقى

وخير من لبى على الأجبل

ومولده بالمدينة سنة سبع وخمسين، وكان عمره يوم قتل جده الحسين (عليه السلام) ثلاث سنين، وتوفى سنة ثلاث عشرة ومئة، ودفن بالبقيع.(٣)

تذكرة الحفاظ: محمد بن علي الإمام الثبت الهاشمي العلوي المدني أحد الأعلام، مولده سنة ست وخمسين، وكان سيد بني هاشم في زمانه، اشتهر بالباقر، قولهم بقر العلم: يعني شقّه.(٤)

حلية الأولياء: عن عبد الله بن عطاء قال: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عند أبي جعفر، لقد رأيت الحكم عنده كأنه متعلّم.(٥)

____________________

١ - الطبقات ج ٥، ص٣٢١.

٢ - نفس المصدر، ص٣٢٤.

٣ - الوفيات ج ٢، ص٢٣.

٤ - تذكرة الحفاظ ج ١، ص١٢٤.

٥ - حلية الأولياء ج ٣، ص١٨٦.

٤٤١

البيان والتعريف: عن الأوزاعي، قدمت المدينة فسألت محمد بن علي بن الحسين عن قوله عَزَّ وجَلَّ( يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ ) ؟ قال: حدثني أبي عن جدي عليّ بن أبي طالب قال: سألت عنها رسول الله (ص) فقال: لأبشّرنّك بها يا عليّ فبشّر بها أمتي من بعدي: الصدقة على وجهها واصطناع المعروف وبرّ الوالدين وصلة الرحم تُحوّل الشقاء سعادة وتزيد في العمر وتقي مصارع السوء.(١)

حلبة الأولياء: قال محمد بن علي: كان ليّ أخ في عيني عظيم، وكان الذي عظّمه في عيني صغر الدينا في عينه.(٢)

ويروي أيضاً: عن جعفر بن محمد بن علي قال: فقد أبي بغلة له، فقال: لئنن ردّها الله تعالى عليّ لأحمدنه محامد يرضاها، فما لبث أن أتي بها بسرجها ولجامها، فركبها فلما استوى عليها وضمّ إليه ثيابه، رفع رأسه إلى السماء فقال: الحمد لله، لم يزد عليها! فقيل له في ذلك. فقال: وهل تركت شيئاً، جعلت الحمد كله لله عَزَّ وجَلَّ.

ويروي أيضاً: عن جابر، قال لي محمد بن عليّ: يا جابر، أنزل الدنيا كمنزل نزلت به وارتحلت منه، أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شيء، إنما هي مع أهل اللبّ والعالِمين بالله تعالى كفيء الظِلال. فاحفظ ما استرعاك الله تعالى من دينه وحكمته.(٣)

عيون ابن قتيبة: أخبرنا جابر بن عبد الله أن النبي (ص) قال: يا جابر، إنك ستُعمّر بعدي حتى يولد لي مولود اسمه كاسمي يبقر العلم بقراً، فإذا لقيته فأقرأه منّي السلام. فكان جابر يتردّد في سكك المدينة بعد ذهاب بصره وهو ينادي: يا باقر! حتى قال الناس قد جُنّ جابر. فبينا هو ذات يوم بالبلاط إذ بصر بجارية يتورّكها صبيّ، فقال لها: يا جارية من هذا الصبي؟ قالت: هذا محمد بن علي بن الحسين بن عليّ، فقال أدنيه مني فأدنته منه فقبل بين عينيه، وقال:

____________________

١ - البيان والتعريف، ج ٢، ص٨٧.

٢ - حلية الأولياء، ج ٣، ص١٨٦.

٣ - حلية الأولياء، ج ٣، ص١٨٧.

٤٤٢

يا حبيبي، رسول الله (ص) يقرئك السلام، ثم قال: نعيت إليَّ نفسي وربّ الكعبة، ثم انصرف إلى منزله وأوصى فمات من ليلته.(١)

تذكرة الخواصّ: روى أن أبا جعفر دخل على جابر بعد ما أضر ( أي صار ضريراً وأعمى ) فسلّم عليه، فقال: من أنت؟ فقال محمد بن علي بن الحسين. فقال: أدن مني فدنى منه، فقبّل يديه ورجليه ثم قال: له: رسول الله يسلّم عليك. فقيل لجابر: وكيف هذا؟ فقال: كنت جالساً عند رسول الله والحسين في حجره وهو يُداعبه، فقال: يا جابر، يولد مولود اسمه عليّ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيّد العابدين فيقوم ولده، ثم يولد له ولد اسمه محمد فإن أدركته يا جابر فاقرأه مني السلام.(٢)

أمالي القالي: عن عُفير: دخل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين على عمر بن عبد العزيز، فقال: يا أبا جعفر، أوصيني. قال: أوصيك أن تتخذ صغير المسلمين ولداً وأوسطهم أخاً، وكبيرهم أباً، فارحم ولدك وصِل أخاك وبرّ أباك، وإذا صنعت معروفاً فرُبّه.(٣)

وقال أبو علي: قوله (فرُبَّه) أي أدمه، يقال: رب بالمكان وأرب أي أقام به ودام.

تذكرة الخواص: روى عنه الأئمة أبو حنيفة وغيره، قال أبو يوسف: قلت لأبي حنيفة لقيت محمد بن عليّ الباقر؟ فقال: نعم. وسألته يوماً فقلت له: أراد الله المعاصي؟ فقال: أفُيعصى قهراً. قال أبو حنيفة: فما رأيت جوابا أفحم منه.

وقال عطاء: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عند أبي جعفر، لقد رأيت الحكم عنده كأنه عصفور مغلوب، ويعني بالحكم: الحكم بن عُيينة، وكان عالماً نبيلاً جليلاً في زمانه.(٤)

____________________

١ - عيون ابن قتيبة، ج ١، ص٢١٢.

٢ - تذكرة الخواص، ص١٩٠.

٣ - أمالي القالي، ج ٢، ص٣٠٩.

٤ - تذكرة الخواص، ص١٩٠.

٤٤٣

مطالب السؤول: قال أفلح مولى أبي جعفر: خرجت مع محمد بن علي حاجاً، فلما دخل المسجد نظر إلى البيت فبكى حتى علا صوته. فقلت: بابي وأمي، إنّ الناس ينظرون إليك فلو رفقت بصوتك قليلاً، فقال لي: ويحك يا أفلح، ولمَ لا أبكي؟! لعل الله أن ينظر إليّ منه برحمته فأفوز بها عنده غداً، ثم طاف بالبيت ثم جاء حتى ركع عند المقام فرفع رأسه من سجوده، فإذا موضع السجود مبتلّ من كثرة دموع عينه.(١)

____________________

١ - مطالب السئول ( الباب الخامس - أبو جعفر )

٤٤٤

الإمام

جعفر بن محمد (عليهما السلام)

الوفيات: أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، أحد الأئمة الاثني عشر على مذهب الإمامية، كان من سادات أهل البيت، ولقّب بالصادق لصدقه في مقالته، وفضله أشهر من أن يذكر، وله كلام في صنعة الكيمياء والزجر والفال، وكان تلميذه أبو موسى جابر بن حيّان الصوفي الطرطوسيّ، قد ألّف كتاباً يشتمل على ألف ورقة يتضمّن رسائل جعفر الصادق (عليه السلام)، وهي خمسمئة رسالة. وكان المنصور أراد إشخاصه إلى العراق معه عند مسيره إلى المدينة فاستعفاه من ذلك فلم يُعفه وكانت ولادته سنة ثمانين للهجرة وتوفى سنة ثمان وأربعين ومئة بالمدينة ودفن بالبقيع. انتهى ملخَّصاً.(١)

تذكرة الحفاظ: جعفر بن محمد الإمام أبو عبد الله العلوي المدني الصادق، أحد السادة الأعلام.

عن أبي حنيفة قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد. وقال أبو حاتم: ثقة لا يُسأل عن مثله. وعن صالح بن أبي الأسود سمعت جعفر بن محمد يقول: سلوني قبل أن تفقدوني فإنه لا يحدّثكم أحد بعدي بمثل حديثي. وقال هياج بن بسطام: كان جعفر الصادق يُطعم حتى لا يبقى لعياله شيء.(٢)

حلية الأولياء: عن عبد الله بن شبرمة قال: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد، فقال لابن أبي ليلي: من هذا معك؟ قال: هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدين. قال: لعله يقيس أمر الدين برأيه؟ قال: نعم. فقال جعفر لأبي حنيفة:

____________________

١ - الوفيات، ج ١، ص١١٢.

٢ - تذكرة الحفاظ، ج ١، ص١٦٦.

٤٤٥

ما اسمك؟ قال: نعمان. قال: يا نعمان، هل قست رأسك بعد؟ قال: كيف أقيس رأسي؟ قال: ما أراك تُحسن شيئاً، هل علمت ما الملوحة في العينين والمرارة في الأذنين والحرارة في المنخرين والعذوبة في الشفتين؟ قال: لا. قال: ما أراك تُحسن شيئاً. قال: فهل علمت كلمة أوّلها كفر وآخرها إيمان؟ فقال ابن أبي ليلى: يا ابن رسول الله، أخبرنا بهذه الأشياء التي سألته عنها؟ فقال: أخبرني أبي عن جدّي أن رسول الله (ص) قال: إن الله تعالى بمنّه وفضله جعل لابن آدم الملوحة في العينين لأنهما شحمتان ولولا ذلك لذابتاً، وإن الله تعالى بمنّه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل المرارة في الأذنين حجاباً من الدوابّ فإن دخلت الرأس دابة والتمست إلى الدماغ فإذا ذاقت المرارة التمست الخروج، وإن الله تعالى بمنه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل الحرارة في المنخرين يستنشق بهما الريح ولولا ذلك لأنتن الدماغ، وإن الله تعالى بمنه وكرمه ورحمته لابن آدم جعل العذوبة في الشفتين يجد بهما استطعام كل شيء ويسمع الناس بها حلاوة منطقه. قال: فأخبرني عن الكلمة التي أولها كفر وآخرها إيمان؟ فقال: إذا قال العبد: (لا اله) فقد كفر، فإذا قال: (إلا الله) فهو إيمان. ثم أقبل على أبي حنيفة فقال: يا نعمان، حدثني أبي عن جدي أن رسول الله (ص) قال: أول من قاس أمر الدين برأيه إبليس، قال الله تعالى له اسجد لآدم فقال: ( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَني‏ مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِيْن‏ ) فمن قاس الدين برأيه قرنه الله يوم القيامة بإبليس لأنه اتبعه بالقياس. وزاد ابن شبرمة في حديثه: ثم قال جعفر: أيهما أعظم: قتل النفس أو الزنا؟ قال: قتل النفس، قال: فإن الله عَزَّ وجَلَّ قبل في قتل النفس شاهدين ولم يقبل في الزنا إلا أربعة. ثم قال: أيهما أعظم: الصلاة أم الصوم؟ قال: الصلاة، قال: فما بال الحائض تقتضي الصوم ولا تقتضي الصلاة. فكيف ويحك يقوم لك قياسك! اتق الله ولا تقس الدين برأيك.(١)

مطالب السؤول: قال مالك بن أنس: قال جعفر يوماً لسفيان الثوري: يا سفيان،

____________________

١ - حلية الأولياء، ج ٣، ص١٩٦.

٤٤٦

إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها فأكثر من الحمد والشكر عليها، فإن الله عَزَّ وجَلَّ قال في كتابه العزيز:( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزيدَنَّكُمْ ) . وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار، فإن الله عز وعلا قال في كتابه:( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ) يعني في الدنيا( وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ ) في الآخرة. يا سفيان، إذا حزنك أمر من سلطان أو غيره فأكثر من: لا حول ولا قوة إلا بالله ؛ فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة.(١)

تذكرة الخواص: وقال الثوري بالإسناد المتقدم: قلت لجعفر: يا ابن رسول الله، اعتزلت الناس! فقال: يا سفيان، فسد الزمان وتغيّر الإخوان فرأيت الانفراد اسكن للفؤاد.(٢)

____________________

١ - مطالب السئول (الباب السادس - أبو عبد الله).

٢ - تذكرة الخواص، ص١٩٥.

٤٤٧

الإمام

موسى بن جعفر (عليهما السلام)

الوفيات: أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، قال الخطيب فيتاريخ بغداد: كان موسى يُدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده، روي أنه دخل مسجد رسول الله (ص) فسجد سجدة في أول الليل وسُمع وهو يقول في سجوده: (عظم الذنب عندي فليَحسن العفو من عندك يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة) فجعل يُرددها حتى أصبح. وكان سخيّاً كريماً، وكان يسكن المدينة فأقدمه المهدي بغداد، فحبسه فرأى في النوم علي بن أبي طالب وهو يقول:يا محمد ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ) . قال الربيع: فأرسل إليّ ليلاً فراعني ذلك، فجئته فإذا هو يقرأ هذه الآية، وقال: علي بموسى بن جعفر! فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جانبه وقال: يا أبا الحسن إني رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم يقرأ عليّ كذا، فتُؤمنني أن تخرج عليّ؟ فقال: والله لا فعلت ذلك ولا هو من شأني. وأقام بالمدينة إلى أيام هارون الرشيد من عمره سنة تسع وسبعين ومئة فحمل موسى (ع) معه إلى بغداد وحبسه بها إلى أن تُوفِّي في محبسه سنة ثلاث وثمانين ومئة، وكانت ولادته سنة تسع وعشرين ومئة - انتهى ملخصاً.(١)

مطالب السؤول: هذا هو الإمام الكبير القدر، العظيم الشأن، الكثير التهجّد، الجد في الاجتهاد، المشهود له بالكرامات، المشهور العبادة، المواظب على الطاعات، يبيت الليل ساجداً وقائماً، ويقطع النهار متصدقاً وصائماً، ولفرط حمله وتجاوزه عن المعتدين عليه دُعي كاظماً، كان يُجازي المسيء بإحسانه إليه ويُقابل الجاني بعفوه عنه.(٢)

____________________

١ - الوفيات، ج ٢، ص٢٥٦.

٢ - مطالب السئول ( الباب السابع - أبو الحسن )

٤٤٨

الإمام

علي بن موسى الرضا (عليهما السلام)

الوفيات: أبو الحسن علي الرضا ابن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق، وهو أحد الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية، وكان المأمون جعله وليّ عهده وضرب اسمه على الدينار والدرهم وكانت ولادة عليّ الرضا يوم الجمعة في بعض شهور سنة ثلاث وخمسين ومئة بالمدينة، وتُوفّي في آخر صفر سنة اثنتين ومتين. ويقول أبو نواس:

قيل لي أنت أحسن الناس طراً

في فنون من المقال النبيه

فعلى ما تركت مدح ابن موسى

والخصال التي تجمعن فيه

قلت لا أستطيع مدح إمام

كان جبريل خادماً لأبيه

انتهى ملخصاً.(١)

تاريخ الطبري: ورد كتاب من الحسن بن سهل أن أمير المؤمنين المأمون قد جعل علي بن موسى بن جعفر وليّ عهده من بعده، وذلك أنه نظر في بين العباس وبين عليّ فلم يجد أحداً هو أفضل ولا أورع ولا أعلم منه، وأنه سماه الرضي من آل محمد.(٢)

تذكرة الخواص: قال الصولى وغيره: كان المأمون يُحبّ عليا (عليه السلام)، كتب إلى الآفاق بأن أفضل الخلق بعد رسول الله (ص) علي بن أبي طالب، وأن لا يُذكر معاوية بخير، ومن ذكره بخير أبيح دمه وماله، ومن أشعار المأمون.

لا تُقبل التوبة من تائب

إلا بحب ابن أبي طالب

أخو رسول الله خَلَف الهدى

والأخ فوق الخلّ والصاحب

____________________

١ - الوفيات، ج ١، ص٣٤٨.

٢ - تاريخ الطبري، ج ١٠، ص٢٤٣.

٤٤٩

إن مال ذو النصب إلى جانب

ملت مع الشيعي إلى جانب(١)

أخبار أصبهان: عن أبي علي أحمد بن عليّ الأنصاري عن أبي الصلت قال: كنت مع ياسين بن النضر وأحمد بن حرب ويحيى بن يحيى وعدّة من أهل العلم فتعلّقوا بلجامه من المربع فقالوا: بحق آبائك الطاهرين حدّثنا بحديث سمعته من أبيك قال: حدّثني أبي العدل الصالح موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبي الصادق جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي أبو جعفر باقر العلم علم الأنبياء، قال: حدّثني أبي علي بن الحسين سيد العابدين، قال: حدّثني أبي سيد أهل الجنة الحسين، قال: حدثني أبي سيد العرب عليّ بن أبي طالب (رضوان الله عليهم)، قال: سألت رسول الله (ص) ما الإيمان؟ قال: معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان. وقال أبو علي: قال لي أحمد بن حنبل: إن قرأت هذا الإسناد على مجنون بريء من جنونه.(٢)

مطالب السئول: قال دعبل: لما قلت: مدارس آيات خلت من تلاوة. قصدت بها أبا الحسن علي بن موسى الرضا وهو بخراسان وليّ عهد المأمون في الخلافة وهي هذه:

مدارس آياتٍ خلت من تلاوة

ومَهبط وحى مُقفر العرصات

منازل كانت للصلاة وللتقى

وللصوم والتطهير والحسنات

همُ آل ميراث النبيّ اذ انتُمو

وهم خير سادات وخير حُمات

إذا لم نُناج الله في صلواتنا

بذكرهم لم تُقبل الصلوات

وليراجع في شرح هذه الرحلة وتفصيلها إلى الكتاب.(٣)

____________________

١ - تذكرة الخواص، ص٢٠١.

٢ - أخبار أصبهان، ج ١، ص١٣٨.

٣ - مطالب السئول ( الباب الثامن - أبو الحسن )

٤٥٠

الإمام

محمد بن عليّ الرضا (عليهما السلام)

الوفيات: أبو جعفر محمد بن علي الرضا ابن موسى الكاظم المعروف بالجواد، أحد الأئمة الاثني عشر، قدم بغداد وافداً على المعتصم ومعه امرأته أم الفضل بنت المأمون، فتُوفي بها سنة عشرين ومئتين، وكانت ولادته سنة خمس وتسعين ومئة ودفن عند جدّه موسى بن جعفر صلوات الله عليهم.(١)

المصايد: لما أراد المأمون أن يزوّج ابنته أم الفضل أبا جعفر محمد بن علي بن موسى (عليه السلام)، اجتمع عليه من أهله من أراد دفعه عن ذلك، فقال لهم: اسكتوا فإني لست أقبل فيه قولاً. قالوا: فتُزوج قرة عينك صبياً لم يتفقّه في دين الله عَزَّ وجَلَّ ولا يعرف فريضة من سنة ولا يُميّز بين حق وباطل - ولأبي جعفر عشر سنين أو إحدى عشرة سنة - فلو صبرت عليه حتى يتأدّب ويقرأ القرآن ويعرف فرضاً من سُنة! فقال: إنه لأفقه منكم وأعلم بالله ورسوله، وسننه وفرائضه، وحرامه وحلاله، وأقرء لكتابه، وأعلم بمحكمه ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه، وظاهره وباطنه منكم، وخاصه وعامه، وتأويله وتنزيله. فاسألوه، فإن كان الأمر كما قلتُ علمتم مقداره، فلما اجتمعوا للتزويج وحضر أبو جعفر قالوا: يا أمير المؤمنين، هذا القاضي يحيى بن أكثم إذا أذن له يسأل، قال له: سل أبا جعفر! فقال له: ما تقول في مُحرم قتل صيدا؟ فقال: قتله في حلّ أو حرم، عامداً أو جاهلاً، عمداً أو خطأً، عبداً أو حراً، صغيراً أو كبيراً، مُبدءاً أو معيداً، أمن ذوات الطير أو من غيرها، ومن صغار الطير أو كبارها، مُصراً على ذلك أو نادماً، بالليل في وكرها أو بالنهار عياناً، مُحرما للعمرة أو للحج؟ فانقطع

____________________

١ - الوفيات، ج ٢، ص٢٣.

٤٥١

يحيى. فقال المأمون ( فخطب المأمون ثم زوج ابنته ثم قال: بيّن لنا ما الذي يلزم كل واحد من هذه الأصناف؟ فأجاب أبو جعفر (عليه السلام) عن المسائل كلها )(١) ، فأمر المأمون بكتب ذلك عنده، ثم قرؤوه عليهم. ثم قال: هل فيكم أحد يجيب بمثل هذا الجواب؟ فقالوا: صدقت أنت أعلم به منا. فقال لهم: أما علمتم أن رسول الله (ص) بايع الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما صبيان غير بالغين ولم يبايع طفلاً غيرهما، وآمن أبوهما وهو ابن عشر سنين فقبل رسول الله (ص) إيمانه ولم يقبل من طفل غيره، ولا دعا النبي طفلاً غيره إلى الإيمان، أو ما علمتم أنها ذرية بعضها من بعض، يجري لآخرهم ما يجري لأولهم، وأمر أن يُنثر على أبي جعفر إلخ.(٢)

مطالب السؤول: وقدم الخليفة إلى بغداد بعد وفاة الرضا بسنة، اتفق أنه بعد ذلك خرج يوماً يتصيّد فاجتاز في طريقه بطرف البلد، والصبيان يلعبون ومحمد واقف ثم أخذها في يده وعاد إلى داره في الطريق الذي أقبل فيه، فلما وصل إلى ذلك المكان، وجد الصبيان على حالهم وأبو جعفر لم ينصرف، فلما دنا منه الخليفة قال: يا محمد، قال: لبيك، قال: ما في يدي؟ فألهمه الله عَزَّ وجَلَّ أن قال: يا أمير المؤمنين، إن الله خلق بمشيّته في بحر قدرته سمكاً صغاراً تصيدها بزاة الملوك والخلفاء فيختبرون بها سلالة أهل النبوة، فلما سمع المأمون كلامه عجب منه. راجع في تفصيلها إلى الكتاب.(٣)

____________________

١ - المصايد، ص٣٨.

٢ - المصايد، ص٤٠.

٣ - مطالب السئول ( الباب التاسع - أبو جعفر ).

٤٥٢

الإمام

علي بن محمد الهادي (عليهما السلام)

الوفيات: أبو الحسن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا (عليهم السلام) ويعرف بالعسكري، وهو أحد الأئمة الاثني عشر عند الإمامية، وكان قد سعي به إلى المتوكل، فهجموا عليه في منزله على غفلة فوجدوه وحده في بيت مغلق وعليه مدرعة من شعر وعلى رأسه ملحفة من صوف وهو مستقبل القبلة يترنّم بآيات من القرآن الكريم في الوعد والوعيد، وليس بينه وبين الأرض بساط إلا الرمل والحصا، فأخذ على الصورة التي وُجد عليها وكانت ولادته سنة ثلاث عشرة ومئتين وتُوفّي سنة أربع وخمسين ومئتين، ودفن في داره. انتهى ملخّصاً.(١)

تاريخ أبي الفداء: يروي مثلها.(٢)

تذكرة الخواص: فلما دخلتُ ( أي يحيى بن هرثمة ) على المتوكل سألني عنه، فأخبرته بحسن سيرته وسلامة طريقه وورعه وزهادته وأني فتشت داره فلم أجد فيها غير المَصاحف وكتب العلم، وأن أهل المدينة خافوا عليه. فأكرمه المتوكل وأحسن جائزته وأجزل بره وأنزله معه (سُرّ من رأى). قال يحيى بن هرثمة: فاتفق مرض المتوكل بعد ذلك بمدة، فنذر إن عُوفي ليتصدّقنّ بدارهم كثيرة فعُوفي، فسأل الفقهاء عن ذلك فلم يجد عندهم فرجاً، فبعث إلى عليّ فسأله؟ فقال: يتصدّق بثلاثة وثمانين ديناراً، فقال المتوكل: من أين لك هذا؟ فقال: من قوله تعالى( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ في‏ مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْن‏ ) والمواطن الكثيرة هي هذه الجملة ؛ وذلك لأن النبي (ص) غزى سبعاً وعشرين غزاة وبعث خمساً وستين سريّة، وآخر غزواته يوم حنين، فعجب المتوكل والفقهاء من هذا الجواب.(٣)

____________________

١ - الوفيات، ج ١، ص٣٤٩.

٢ - تاريخ أبي الفداء، ج ١، ص٤٤.

٣ - تذكرة الخواص، ص٢٠٢.

٤٥٣

الإمام

الحسن بن عليّ العسكريّ (عليهما السلام)

الوفيات: أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا (عليهم السلام) أحد الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية، وهو والد المنتظر صاحب السرداب ويعرف بالعسكري، وأبوه عليّ يعرف أيضاً بهذه النسبة، وكانت ولادة الحسن المذكور يوم الخميس في بعض شهور إحدى وثلاثين ومئتين، وتوفّي سنة ستين ومئتين بسُرّ من رأى، ودفن بجنب قبر أبيه، والعسكري نسبة إلى سُرّ من رأى، ولما بناها المعتصم وانتقل إليها بعسكره قيل لها العسكر. وإنما نسب الحسن إليها لأن المتوكل أشخص أباه علياً إليها وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر. انتهى ملخصاً.(١)

تاريخ أبي الفداء: يروي مثلها.(٢)

الأئمة الاثني عشر: ما يقرب منها.(٣)

تذكرة الخواص: وكان سنّه تسعاً وعشرين سنة، وكان عالماً ثقة، روى الحديث عن أبيه عن جده، ومن جملة مَسانيده حديث في الخمر عزيز، ذكره جدي أبو الفرج في كتابه المسمى بـ(تحرير الخمر) ونقلته من خطّه وسمعته يقول: أشهد بالله لقد سمعت عبد الله بن عطاء الهرويّ يقول أشهد بالله لقد سمعت الحسن بن علي العسكري يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبي علي بن محمد يقول أشهد بالله لقد سمعت محمداً رسول الله (ص) يقول: أُشهد بالله لقد سمعت جبرئيل يقول:

____________________

١ - الوفيات، ج ١، ص١٤٧.

٢ - تاريخ أبي الفداء، ج ١، ص٤٥.

٣ - الأئمّة الاثني عشر، ص١١٣.

٤٥٤

أشهد بالله لقد سمعت ميكائيل يقول: أشهد بالله لقد سمعت إسرافيل يقول: أشهد بالله على اللوح المحفوظ أنه قال: سمعت الله يقول: شارب الخمر كعابد الوثن.

ولما روى جدي هذا الحديث فيكتاب تحريم الخمر ، قال، قال أبو نعيم الفضل بن دكين: هذا حديث صحيح ثابت روته العترة الطيبة الطاهرة.(١)

٤٥٥

الإمام

الثاني عشر المهديّ (عليه السلام)

الوفيات: أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي، الثاني عشر من الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية، المعروف بالحجة، وهو الذي تزعم الشيعة أنه المنتظر والقائم والمهدي، وهو صاحب السرداب عندهم وأقاويلهم فيه كثيرة، وهم ينتظرون ظهوره في آخر الزمان، كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين، ولما تُوفي أبوه كان عمره خمس سنين، واسم أمه: خمط، وقيل: نرجس.(١)

تاريخ أبي الفداء: يروي مثلها.(٢)

الأئمة الاثني عشر: ما يقرب منها.(٣)

تذكرة الخواص: هو محمد بن الحسن وكنيته أبو عبد الله وأبو القاسم، وهو الخلف الحجة صاحب الزمان القائم والمنتظر والتالي، وهو آخر الأئمة. وعن ابن عمر قال: قال رسول الله (ص): يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي وكنيته ككنيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً فذلك هو المهدي. وهذا حديث مشهور. وقد أخرج أبو داود والزهريّ عن علي بمعناه، وفيه: لو لم يبق من الدهر إلا يوم واحد لبعث الله من أهل بيتي من يملأ الأرض عدلاً. وذكره في روايات كثيرة. ويقال له: ذو الاسمين محمد وأبو القاسم. قالوا: إن أمه أم ولد يقال لها: صقيل. وقال السّدّى: يجتمع المهدي وعيسى بن مريم فيجيء وقت الصلاة فيقول المهدي لعيسى: تقدّم، فيقول عيسى: أنت أولى بالصلاة فيُصلي عيسى

____________________

١ - الوفيات، ج ٢، ص٢٤.

٢ - تاريخ أبي الفداء، ج ١، ص٤٥.

٣ - الأئمة الاثني عشر، ص١١٧.

٤٥٦

وراءه مأموماً فيصير تبعاً.(١)

المهدي من أهل البيت

ابن ماجة: قال رسول الله (ص): المهدي من ولد فاطمة.(٢)

سنن أبي داود: يقول رسول الله (ص): المهدي من عترتي من ولد فاطمة.(٣)

مستدرك الحاكم: عن أم سلمة: سمعت النبي (ص) يذكر المهدي، فقال: نعم، هو حق، وهو من بني فاطمة.(٤)

ابن ماجة: قال رسول الله (ص): المهدي منا أهل البيت يُصلحه الله في ليلة.(٥)

أخبار أصبهان: عن محمد بن الحنفيّة عن عليّ (ع) قال: قال رسول الله (ص): المهديّ كما في ابن ماجة.(٦)

مسند أحمد: مثلها.(٧)

أقول: يظهر من هذه الروايات أمور:

١ - أنه (ع) من ولد فاطمة (ع).

٢ - أنه من عترة رسول الله (ص).

٣ - انه من أهل بيت رسول الله (ص).

٤ - أن أمره وقيامه يُصلَح في ليلة.

سنن أبي داود: بأسناد متعددة عن النبي (ص): لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً مني أو من أهل بيتي يُواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً. وفي

____________________

١ - تذكرة الخواص، ص٢٠٤.

٢ - ابن ماجة، ج ٢، ص٥١٩

٣ - سنن أبي داود، ج ٢، ص٢٣٢.

٤ - مستدرك الحاكم، ج ٤، ص٥٥٧.

٥ - ابن ماجة، ج ٢، ص٥١٩.

٦ - أخبار أصبهان، ج ١، ص١٧٠.

٧ - مسند أحمد، ج ١، ص٨٤.

٤٥٧

حديث سفيان: لا تذهب الدنيا، أو: لا تنقضي حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي.(١)

ويروي أيضاً: عن أبي الطفيل عن النبي (ص): لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً.

مسند أحمد: يروي نظيرها.(٢)

سنن الترمذي: قال رسول الله (ص): لا تذهب كما في حديث سفيان.(٣)

أقول: قال في حاشية الكتاب - قال الشيخ عبد الحق في اللمعات: قد تظاهرت الأحاديث البالغة حد التواتر معنى، في كون المهدي من أهل البيت من وُلد فاطمة.

الكنى للدولابي: قال عبد الله، قال رسول الله (ص): لن تنقضي الدنيا حتى يخرج رجل من أمتي اسمه الحديث.(٤)

مختصر التذكرة: أن رسول الله (ص) قال: ليُصيبنّ هذه الأمة بلاء حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم، فيبعث الله تعالى رجلاً من عترتي أهل بيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدع السماء من قطرها شيئاً إلا صبّته مدراراً، ولا تدع الأرض من نباتها شيئاً إلا أخرجته، حتى يتمنّى الأحياء العيش، يمكث على ذلك سبع سنين أو ثماني أو تسع سنين.(٥)

أخبار أصبهان: عن عبد الله عن النبي (ص) قال: يلي أمر هذه الأمة في آخر زمانها رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.(٦)

مسند أحمد: عن عبد الله، عن النبي (ص) قال: لا تقوم الساعة حتى يلي رجل

____________________

١ - سنن أبي داود، ج ٢، ص٢٣٢.

٢ - مسند أحمد، ج ١، ص٩٩.

٣ - سنن الترمذي، ص٣٢٤.

٤ - الكنى للدولابي، ج ١، ص١٠٧.

٥ - مختصر التذكرة، ص١٢٧.

٦ - أخبار أصبهان، ج ١، ص٣٢٩.

٤٥٨

من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.(١)

ويروي: أيضاً عن النبي (ص) قال: لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.(٢)

أقول: يستكشف من هذه الروايات أمور:

١ - تدل هذه الجملات: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لا تذهب الدنيا، لا تنقضي، لن تنقضي، يلي أمر هذه الأمة في آخر زمانها، لا تقوم الساعة) على أهمية الموضوع وضرورته ولزوم هذه الولاية، حتى يصلح الله تعالى من أمور الدين والدنيا للأمة ما فسد.

٢ - أن هذا الوليّ الملك المبعوث القائم له هذه الصفات: فهو يملك ظاهراً، ويلي أمور المسلمين، ويبعث من الله تعالى، ويقوم بأمر الله ولأمر الله.

٣ - فهو من أهل البيت ومن العترة الطاهرة، بل من رسول الله (ص) ويواطئ اسمه اسمه.

٤ - أنه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد ما مُلئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن الأرض والسماء، وتظهر البركات والرحمة.

٥ - أن هذا القائم يقوم ويظهر في آخر الزمان.

يملأ الأرض قسطاً

سنن أبي داود: قال رسول الله (ص): المهدي مني، أجلى الجبهة أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً ويملك، سبع سنين.(٣)

مستدرك الحاكم: عن أبي سعيد، قال رسول الله (ص): المهدي منا أهل البيت أشمّ الأنف أقنى أجلى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً

____________________

١ - مسند أحمد، ج ١، ص٣٧٦.

٢ - نفس المصدر، ص٤٣٠.

٣ - سنن أبي داود، ج ٢، ص٢٣٢.

٤٥٩

يعيش هكذا وبسط يساره وإصبعين من يمينه المسبّحة والإبهام وعقد ثلاثة.(١)

أخبار أصبهان: عن أبي سعيد الخدري، قال رسول الله (ص): لا تقوم الساعة حتى يستخلف رجل من أهل بيتي أجنأ أقنى، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت قبل ذلك ظلماً يكون سبعين سنين.(٢)

مسند أحمد: ما يقرب منها.(٣)

ذخائر العقبى: في حديث الهلالي: يا فاطمة، والذي بعثني بالحق إن منهما مهديّ هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن وتقطّعت السُبل وأغار بعضهم على بعض، فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقّر كبيراً، فيبعث الله عند ذلك من يفتح حصون الضلالة وقلوباً غُلفاً، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.

أخرجه الحافظ أبو العلاء الهمداني فيأربعين حديثاً في المهديّ. (٤)

مستدرك الحاكم: عن الخدري، قال رسول الله (ص): لا تقوم الساعة حتى تُملأ الأرض ظلماً وجوراً وعدواناً، ثم يخرج من أهل بيتي من يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدواناً.

قالالحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه.(٥)

الاستيعاب: روى جابر بن عبد الله الصدفي عن النبي (ص) أنه قال: يكون بعدي خلفاء، وبعد الخلفاء أمراء، وبعد الأمراء ملوك، وبعد الملوك جبابرة، وبعد الجبابرة يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً.(٦)

رجال أصبهان: عن قُرّة، قال رسول الله (ص): لتُملأن الأرض جوراً وظلمان، فإذا ملئت جوراً وظلماً بعث الله رجلاً مني اسمه اسمي فيملأها قسطاً وعدلاً

____________________

١ - مستدرك الحاكم، ج ٤، ص٥٥٧.

٢ - أخبار أصبهان، ج ١، ص٨٤.

٣ - مسند أحمد، ج ٣، ص١٧.

٤ - ذخائر العقبى، ص١٣٦.

٥ - مستدرك الحاكم، ج ٤، ص٥٥٧.

٦ - الاستيعاب، ج ١، ص٢٢١.

٤٦٠