الحقائق في تاريخ الاسلام

الحقائق في تاريخ الاسلام0%

الحقائق في تاريخ الاسلام مؤلف:
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 495

الحقائق في تاريخ الاسلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: العلامة المصطفوي
تصنيف: الصفحات: 495
المشاهدات: 174550
تحميل: 5517

توضيحات:

الحقائق في تاريخ الاسلام
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 495 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 174550 / تحميل: 5517
الحجم الحجم الحجم
الحقائق في تاريخ الاسلام

الحقائق في تاريخ الاسلام

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

كما ملئت جوراً وظلماً.(١)

أقول: وفي هذه الروايات علائم أخر للمهديّ (ع):

١ - أنه يظهر بعد أن صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن وتقطّعت السُبل وأغار بعضهم على بعض.

٢ - أنه يفتح حصون الضلالة ويقوم بالدين كما أقامه رسول الله (ص) في أول الزمان.

٣ - أنه يقوم بعد ملوك جبابرة في الأرض، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت جوراً وظلماً.

فتُنعم فيه أمتي

ابن ماجه: قال رسول الله (ص): يكون في أمتي المهدي أن قصر فسبع وإلا فتسع، فتُنَعم فيه أمتي نعمة لم يُنعموا مثلها قطّ، تُؤتى أكلها ولا تدّخر منهم شيئاً والمال يومئذٍ كدوس، فيقوم الرجل فيقول: يا مهديّ أعطني فيقول: خذ.(٢)

سنن الترمذي: قال رسول الله (ص): إن في أمتي المهدي يخرج، يعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً، قلنا: وما ذاك؟ قال: سنين، قال: فيجيء إليه الرجل فيقول: يا مهديّ أعطني أعطني، قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله.(٣)

مستدرك الحاكم: عن الخدري، قال رسول الله (ص): ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشدّ منه حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة وحتى يُملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، ولا تدّخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته ولا السماء من قطرها شيئا إلا صبّه الله عليهم مدراراً، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع، تتمنّى الأحياء الأموات مما صنع الله عَزَّ وجَلَّ بأهل الأرض من

____________________

١ - رجال إصبهان ج ٢، ص١٦٥.

٢ - ابن ماجة ج ٢، ص٥١٨.

٣ - سنن الترمذي، ص٣٢٤.

٤٦١

خيره.(١)

ويروي: عن الخدري، أن رسول الله (ص) قال: يخرج في آخر أمتي المهديّ يُسقيه الله الغيث وتُخرج الأرض نباتها ويُعطي المال صحاحاً وتكثر الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً، يحني حججاً.

قالالحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه.(٢)

مسند أحمد: عن أبي سعيد الخدري، قال رسول الله (ص): أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يُقسّم المال صحاحاً، فقال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: بالسويّة بين الناس، قال: ويملأ الله قلوب أمة محمد (ص) غنى ويسعهم عدله، حتى يأمر منادياً فينادي فيقول: من له في مال حاجة فما يقوم من الناس إلا رجل فيقول: ائت السدان يعني الخازن فقال له إن المهدي يأمرك أن تُعطيني مالاً، فيقول له: أحث إلخ.(٣)

ويروي أيضاً: عن النبي (ص) قال: يكون من أمتي المهدي، إن طال عمره أو قصر عمره عاش سبع أو ثمان سنين أو تسع سنين، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً وتُخرج الأرض نباتها وتُمطر السماء قطرها.(٤)

أقول: تظهر من هذه الروايات علائم أخر:

١ - فتُنعم الأمة في زمانه لم تُنعَّم بمثلها.

٢ - أن الأرض تؤتي أكلها ويعطى كل نفس بمسؤوله.

٣ - يصيب الأمة من سلطانهم بلاء وشدة لم يُر مثلها.

٤ - يظهر الاختلاف بين الناس والزلازل في الأرض.

٥ - ما يقوم من الناس رجل يحتاج إلى المال.

____________________

١ - مستدرك الحاكم ج ٤، ص٢٦٤.

٢ - نفس المصدر، ص٥٥٨.

٣ - مسند أحمد ج ٣، ص٣٧ و ٥٢.

٤ - نفس المصدر، ص٢٧.

٤٦٢

من علائم المهديّ

مستدرك الحاكم: عن محمد بن الحنفية، قال: كنا عند عليّ (رضي الله عنه) فسأله رجل عن المهدي؟ فقال عليّ (رضي الله عنه): هيهات، ثم عقد بيده سبعاً فقال: ذاك يخرج في آخر الزمان، إذا قال الرجل: الله الله قُتل، فيجمع الله تعالى له قوماً قزع كقزع السحاب يؤلف الله بين قلوبهم، لا يستوحشون إلى أحد ولا يفرحون بأحد، يدخل فيهم على عدة أصحاب بدر، لم يسبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر.(١)

حلية الأولياء: عن أبي جعفر: إن الله يُلقي في قلوب شيعتنا الرعب، فإذا قام قائمنا وظهر مهديّنا كان الرجل أجرأ من ليث وأمضى من سنان.(٢)

الفتوحات المكية: لا بد من خروج المهدي (عليه السلام)، لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جوراً وظلماً فيملأها قسطاً وعدلاً، ولو لم يكن من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة، وهو من عترة رسول الله (ص) من ولد فاطمة (رض) جده الحسين بن علي، ووالده الحسن العسكريّ ابن الإمام عليّ النقيّ بن محمد التقيّ بن الإمام عليّ الرضا، بواطئ اسمه اسم رسول الله (ص)، يبايعه المسلمون بين الركن والمقام، يُشبه رسول الله (ص) في الخَلق وينزل عنه في الخُلق، إذ لا يكون أحد مثل رسول الله (ص) في أخلاقه، يقيم الدين وينفخ الروح في الإسلام، يُعزّ الله به الإسلام بعد ذله ويُحييه بعد موته، يضع الجزية ويدعو بالسيف إلخ.(٣)

ابن ماجة: قال رسول الله (ص): يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم، ثم ذكر شيئاً لا أحفظه، فقال: فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبو

____________________

١ - مستدرك الحاكم ج ٤، ص٥٥٤.

٢ - حلية الأولياء ج ٣، ص١٨٤.

٣ - الفتوحات المكية ج ٣ باب ٣٦٦.

٤٦٣

على الثلج، فإنه خليفة الله المهديّ.(١)

ويروي: عن رسول الله (ص): يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي يعني سلطانه.(٢)

مستدرك الحاكم: كما في ابن ماجة، وفيه: فيقاتلونكم قتالاً لم يقاتله قوم الحديث. ثم قال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.(٣)

البيان: يروي بإسناده عن عبد الله قال: بينما نحن عند رسول الله (ص) إذ أقبل فتية من بني هاشم، فلما رأهم النبي (ص) اغرورقت عيناه وتغيّر لونه، قال: ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه، قال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون من بعدي بلاءً وتشديداً وتطريداً، حتى يأتي قوم من قبل المشرق ومعهم رايات سود فيسألون الخير ولا يُعطونه فيقاتلون فيُنصرون فيُعطون ما شاءوا ولا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً، فمن أدرك ذلك فيأتهم ولو جثوا على الثلج.(٤)

ويروي عن ابن أعثم الكوفيّ، عن علي (عليه السلام)، أنه قال: ويحاً للطالقان فإن لله بها كنوزاً ليست من ذهب ولا فضة، ولكن بها رجال مؤمنون عرفوا الله حق معرفته وهم أنصار المهدي (ع) في آخر الزمان.

هو من سادات الجنة:

ابن ماجة: يقول رسول الله (ص): نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة أنا وحمزة وعليّ وجعفر والحسن والحسين والمهديّ.(٥)

____________________

١ - ابن ماجة ج ٢، ص٥١٨.

٢ - نفس المصدر، ص٥١٩.

٣ - مستدرك الحاكم ج ٤، ص٤٦٤.

٤ - البيان ( الباب الخامس )

٥ - ابن ماجة ج ٢، ص٥١٩.

٤٦٤

رجال إصبهان: عن أنس، قال رسول الله (ص): نحن سبعة بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة: أنا وعلي أخي وعمي حمزة وجعفر والحسن والحسين والمهدي.(١)

البيان: أخرجه بسنده مثله. ويقول: قلت هذا حديث صحيح أخرجه ابن ماجة الحافظ في صحيحه كما سقناه ورُزقناه عالياً بحمد الله، وأخرجه الطبراني عن جعفر بن عمر الصباح عن سعد بن عبد الحميد كما أخرجناه، ورواه أبو نعيم الحافظ فيمناقب المهديّ بطرق شتى.(٢)

ويروي أيضاً: بإسناده عن أبي سعيد الخدري، وفيها: قال رسول الله (ص): يا فاطمة، إنا أهل بيت أعطينا ستّ خصال لم يُعطها أحد من الأولين ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا أهل البيت، نبينا خير الأنبياء وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عم أبوك، ووصينا خير الأمة وهما ابناك، ومنا مهديّ الأمة الذي يصلي عيسى خلفه، ثم ضرب على منكب الحسين (ع) فقال: من هذا مهدي الأمة. قلت: هكذا أخرجه الدارقطنى صاحبالجرح والتعديل .(٣)

أقول: وقد أفردنا في علائم ظهور المهدي (ع) كتاباً مفصلاً، مع بيانات بالفارسية، يسمى(پيشگوييها) وطبع مراراً.

____________________

١ - رجال إصبهان ج ٢، ص١٣٠.

٢ - البيان ( الباب الثالث )

٣ - نفس المصدر ( الباب التاسع )

٤٦٥

منظومة في الأئمة الاثني عشر:

الأئمة الاثني عشر: فهذا تعليق سميته الشذرات الذهبية في تراجم الأئمة الاثني عشر عند إلامامية، وقد أشار إليهم في قصيدة إلامامُ أبو الفضل يحيى بن سلامة الحصفكي، فقال:

هيهات ممزوج بلحمي ودمي

حبّهم وهو الهدى والرّشد

حيدرة والحسنان بعده

ثم علي وابنه محمد

وجعفر الصادق وابن جعفر

موسى ويتلوه عليّ السيد

أعني الرضا ثم ابنه محمد

ثم علي وابنه المسدد

الحسن التالي ويتلوه تلوه

محمد بن الحسن المعتقد

قوم همُ أئمتي وسادتي

وإن لحاني معشر وفنّدوا

أئمة أكرم بهم أئمة

أسماؤهم مسرودة لا تُطرد

هم حجج الله على عباده

وهم إليه منهج ومقصد

هم النهار صُوّم لربهم

وفي الدياجي رُكّع وسجّد

قوم أتى في (هل أتى) مديحُهم

هل شكّ في ذلك إلا ملحد

ومن يخُن أحمد في أولاده

فخصمه يوم التلاقي أحمد

يا أهل بيت المصطفى يا عدّتي

ومن على حبهم أعتمد

أنتم إلى الله غدا وسيلتي

فكيف أشقى وبكم أعتضد

وليّكم في الخلد حيّ خالد

والضدّ في نار اللظى مخلّد

فلا يظن رافضيّ أنني

وافقته أو خارجيّ مفسد

والشافعيّ مذهبي مذهبه

لأنه في قوله مؤيّد

٤٦٦

وقد رويناها ملخّصاً.(١)

الأئمة الاثني عشر: وقد نظمتهم على ذلك فقلت:

عليك بالأئمة الاثني عشر

من آل بيت المصطفى خير البشر

أبو تراب حسن حسين

وبُغضُ زين العابدين شين

محمد الباقر كم علم درّى

والصادق ادعُ جعفراً بين الورى

موسى هو الكاظم وابنه علي

لقّب بالرضا وقدره علي

محمد التقي قلبه معمور

لقّب بالرضا وقدره علي

والعسكري الحسن المطهر

محمد المهديّ سوف يظهر(٢)

____________________

١ - الأئمة الإثنى عشر، ص٣٩.

٢ - نفس المصدر، ص١١٨.

٤٦٧

فتنة:

بني أمية

مستدرك الحاكم: عن أبي ذرّ، قال رسول الله (ص): إذا بلغت بنو أمية أربعين اتخذوا عباد الله خولاً ومال الله نحلاً وكتاب الله دغلاً.(١)

أقول: الخَوَل (بفتحتين) العبيد والإماء. والنُحل بالضم بمعنى العطية. والدَغَل كالدخل لفظاً ومعنى.

ويروي: لما بايع معاوية لابنه يزيد، قال مروان: سنة أبي بكر وعمر، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: سنة هِرَقل وقَيصر، فقال: انزل الله فيك:( وَالَّذي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما ) . قال: فبلغ عائشة، فقالت: كذب والله ما هو به، ولكنّ رسول الله (ص) لعن أبا مروان ومروان في صلبه، فمروان فضض من لعنة الله عَزَّ وجَلَّ. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.(٢)

أقول: معاوية هو ابن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. فأبو سفيان وعفان والحكم بنو أعمام.

ويروي: عن الخدري، قال رسول الله (ص): إن أهل بيتي سيَلقون من بعدي قتلاً وتشريداً، وأن أشد قومنا لنا بغضاً بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم.(٣)

الفائق: كتب معاوية إلى مروان ليبايع الناس ليزيد بن معاوية، فقال عبد الرحمن: أجئتم بها هِرَقليّة قوقيّة تُبايعون لأبنائكم! فقال مروان: أيها الناس، هذا الذي قال الله عَزَّ وجَلَّ:( وَالَّذي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما ) الآية. فغضبت

____________________

١ - مستدرك الحاكم ج ٤، ص٤٧٩.

٢ - نفس المصدر، ص٤٨١.

٣ - نفس المصدر، ص٤٨٧.

٤٦٨

عائشة فقالت: والله ما هو به، ولو شئت أن اسميه لسميته، ولكنّ الله لعن أباك وأنت في صلبه، فأنت فضض من لعنة الله ولعنة رسوله. وروى فضيض وفُظاظة.(١)

قالالزمخشري : هِرَقل بالكسر فالفتح كان من ملوك الروم وكذلك قوق، يريد أن البيعة للأولاد من عادتهم. والفَضَضْ (بفتحين) بمعنى: الكسر، والفضيض: الماء الغريض. والفُظاطة (بالضم): الماء المعتصر.

الاستيعاب: عن الحسن أن أبا سفيان دخل على عثمان حين صارت الخلافة إليه، فقال: قد صارت إليك بعد تيم وعديّ، فأدِرها كالكُرة، واجعل أوتادها بني أمية، فإنما هو الملك، ولا أدري ما جنة ولا نار. فصاح به عثمان: قم عني فعل الله بك وفعل.(٢)

وله أخبار من نحو هذا ردية ذكرها أهل الأخبار لم أذكرها.

العقد الفريد: ولما مات الحسن بن عليّ حج معاوية، فدخل المدينة وأراد أن يلعن علياً على منبر رسول الله (ص)، فقيل له: إن ها هنا سعد بن أبي وقاص ولا نراه يرضى بهذا فابعث إليه وخذ رأيه، فأرسل إليه وذكر له ذلك، فقال: إن فعلت لأخرجنّ من المسجد ثم لا أعود إليه. فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد، فلمَّا مات لعنه على المنبر، وكتب إلى عماله أن يلعنوه على المنابر، ففعلوا. فكتبت أم سلمة زوج النبي (ص) إلى معاوية: إنكم تلعنون الله ورسوله على منابركم، وذلك أنكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبه، وأنا أشهد أنّ الله أحبّه ورسوله. فلم يلتفت إلى كلامها.(٣)

ويروي أيضاً: وكان جميع من قتل يوم الحَرّة من قريش والأنصار ثلاثمئة رجل وستة رجال، ومن الموالي وغيرهم أضعاف هؤلاء، وبعث مسلم بن عقبة برؤوس أهل المدينة إلى يزيد، فلما ألقيت بين يديه جعل يتمثّل بقول ابن الزبعرّى يوم أحد:

____________________

١ - الفائق ج ٣، ص٢٠٣.

٢ - الاستيعاب ج ٤، ص١٦٧٩.

٣ - العقد الفريد ج ٤، ص٣٦٦.

٤٦٩

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل

لأهلوا واستهلّوا فرحاً

ولقالوا ليزيد لا فشل

فقال له رجل من أصحاب رسول الله (ص): ارتددت عن الإسلام يا أمير المؤمنين! قال: بلى، استغفر الله. قال: والله لا ساكنتك أرضاً أبداً، وخرج عنه.(١)

تهذيب ابن عساكر: عن جنيد قال: أتيت من حوران إلى دمشق لأخذ عطائي، فصلّيت الجمعة ثم خرجت من باب الدرج، فإذا عليه شيخ يقال له أبو شيبة القاصّ يقصّ على الناس، فرغّب فرغبنا وخوّف فبكينا، فلما انقضى حديثه قال: اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب! فلعنوا أبا تراب (عليه السلام)، فالتفتّ إلي من على يميني، فقلت له: فمن أبو تراب؟ فقال: عليّ بن أبي طالب ابن عم رسول الله وزوج ابنته وأول الناس إسلاماً وأبو الحسن والحسين، فقلت: ما أصاب هذا القاصّ؟! فقمت إليه وكان ذا وفرة فأخذت وفرته بيدي وجعلت ألطم وجهه وأبطح برأسه الحائط، فصاح فاجتمع أعوان المسجد فوضعوا ردائي في رقبتي وساقوني حتى أدخلوني على هشام بن عبد الملك، وأبو شيبة يقدمني، فصاح: يا أمير المؤمنين قاصّك وقاصّ آبائك وأجدادك أتى إليه اليوم أمر عظيم، قال: من فعل بك؟ فقال: هذا، فالتفت إلي هشام وعنده أشراف الناس فقال: يا أبا يحيى، متى قدمت؟ فقلت: آمن، وأنا على المصير إلى أمير المؤمنين فأدركتني صلاة الجمعة فصليت وخرجت إلى باب الدرج، فإذا هذا الشيخ قائماً يقصّ فجلست إليه فقرأ فسمعنا فرغّب من رغّب وخوّف من خوّف ودعا فأمنّا. وقال في آخر كلامه: اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب، فسألت: من أبو تراب؟ فقيل: عليّ بن أبي طالب أول الناس إسلاماً وابن عمّ رسول الله وأبو الحسن والحسين وزوج بنت رسول الله، فوالله يا أمير المؤمنين لو ذكر هذا قرابة لك بمثل هذا الذكر ولعنه بمثل هذا اللعن لأحللت به الذي أحللت، فكيف لا أغضب لصهر

____________________

١ - نفس المصدر السابق، ص٣٩٠.

٤٧٠

رسول الله وزوج ابنته. فقال هشام: بئس ما صنع، ثم عقد لي على السِّند، ثم قال لبعض جلسائه: مثل هذا لا يجاروني هاهنا فيُفسد علينا البلد، فباعدته إلى السِّند، فلم يزل بها إلى أن مات.(١)

أقول: يستفاد من هذه الكلمات أمور:

١ - أخبر رسول الله (ص) بأن بني أمية إذا بلغوا أربعين رجلاً اتخذوا عباد الله عبيداً وكتاب الله دخلاً.

٢ - قالت عائشة: إن رسول الله (ص) لعن أبا مروان ومروان في صلبه فمروان فَضَض من لعنة الله تعالى.

٣ - قال رسول الله (ص): إن أشد قومنا لنا بغضاً بنو أمية.

٤ - قال أبو سفيان لعثمان: واجعل أوتادها بني أمية فإنما هو الملك ولا أدري ما جنة ولا نار.

٥ - كتب معاوية بن أبي سفيان إلى عماله: أن يلعنوا علياً على المنابر، ففعلوا، وكتبت أم سلمة أنا أشهد أن الله أحبّه ورسوله.

٦ - وكان جميع من قتل يوم الحرة من قريش والأنصار ثلاثمئة وستة رجال، ومن الموالي وغيرهم أضعاف ذلك.

٧ - كان يزيد يتمثّل بالشعر:

ليت أشياخي ببدر شهدوا

...................................

فقال صحابيّ: ارتددت عن الإسلام.

٨ - كان القاصّ بدمشق يقول: اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب، فغضب رجل عليه، فساقوه إلى هشام، فعقد له على السند.

وقد ذكرنا ما يتعلّق بهذه الفتنة في فتنة حكومة يزيد، فراجع.

____________________

١ - تهذيب ابن عساكر ج ٣، ص٤٠٧.

٤٧١

فتنة:

بني العاص

مستدرك الحاكم : عن أبي ذرّ، قال رسول الله (ص): إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً اتخذوا مال الله دولاً وعباد الله خولاً ودين الله دغْلاً.(١)

ويروى : نظيره عن أبي سعيد الخدري وغيره.

ويروى: عن عبد الرحمن بن عوف، قال: كان لا يولد لأحد مولود إلا أُتي به النبي (ص) فدعا له، فأدخل عليه مروان بن الحكم، فقال: هو الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون.(٢)

ويروى: عن أبي هريرة، قال رسول الله (ص): إني أريت في منامي كأنّ بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما تنزء القردة.(٣)

أقول: فيحياة الحيوان ، وفيالصحيحين : أن النبي (ص) أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقاً، وقال: كان ينفخ النار إلى إبراهيم. ونزأ عليه: وثب.

وأما مروان، فهو ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. فهو ابن عم عثمان بن عفان بن أبي العاص.

ويروى : لما بايع معاوية لابنه يزيد، قال مروان: سنّة أبي بكر وعمر، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: سنة هِرَقل وقيصر مرَّ الحديث في (فتنة بني أمية).(٤)

ويروى أيضاً : أن الحكم استأذن على النبي (ص)، فعرف النبي (ص) صوته

____________________

١ - مستدرك الحاكم، ج ٤، ص٤٨٠.

٢ - نفس المصدر، ص٤٧٩.

٣ - نفس المصدر ٤٨٠.

٤ - نفس المصدر، ص٤٨١.

٤٧٢

وكلامه، فقال: ائذنوا له عليه لعنة الله وعلى من يخرج من صلبه إلا المؤمن منهم، وقليل ما هم، يشرفون في الدنيا ويضعون في الآخرة، ذوو مكر وخديعة، يُعطَون في الدنيا ومالهم في الآخرة من خلاق.

قالالحاكم :هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه.

ويروى أيضاً: عن عبد الله بن الزبير: إن النبي (ص) لعن الحَكَم ووُلْدِه.

قالالحاكم: ليعلم طالب العلم أن هذا باب لم أذكر فيه ثُلث ما روى وأن أول الفتن في هذه الأمة فتنتهم ولم يسعني فيما بيني وبين الله تعالى أن أُخلّي من ذكرهم.

الفائق: أبو هريرة: إذا بلغ بنو العاص ثلاثين كان دين الله دخلاً ومال الله نُحلاً وعباد الله خولاً.(١)

قالالزمخشري : الدَّخَل (بفتحين) هو الغش والفساد، وحقيقته أن تدخل في الأمر ما ليس منه، أي يُدخلون في الدين أموراً لم تجر بها السنة. والنُّحل (بالضم) من العطاء ما كان ابتداءً من غير عوض، والمراد: أنهم يُعطون بغير استحقاق. الخَوَل (بفتحتين) الخَدَم: جمع خائل.

أقول: الدغل كالدخل لفظاً ومعنى. ثم إن الحكم بن أبي العاص عم عثمان وابن عم أبي سفيان، وهو من مسلمة الفتح، وأخرجه رسول الله (ص) من المدينة وطرده منها، فنزل الطائف فلم يزل بها إلى أن وُلّي عثمان، فردّه إلى المدينة.

البيان والتعريف: ويل لأمتي من هذا ووُلد هذا. أخرجه ابن عساكر عن ضميره، سببه: أتي رسول الله (ص) بمروان بن الحكم وهو مولود ليُحنّكه فلم يفعل، وقال: ويل لأمتي إلخ. وأخرج عن نافع قال: كنا مع النبي (ص) فمرّ الحكم بن العاص، فقال النبي (ص): ويل لأمتي إلخ. رواه السيوطي فيالجامع الكبير .(٢)

الاستيعاب: فقيل في سبب نفي رسول الله (ص) إياه: إنه كان يتحيّل

____________________

١ - الفائق، ج ١، ص٣٩٣.

٢ - البيان والتعريف، ج ٢، ص٢٦٦.

٤٧٣

ويستخفي ويتسمّع ما يسره رسول الله (ص) إلى كبار الصحابة في مشركي قريش وسائر الكفار والمنافقين، فكان يفشي ذلك عليه، وكان يحكيه في مشيته وبعض حركاته.. إلى أمور غيرها كرهتُ ذكرها.(١)

أقول: يستفاد من هذه الروايات أمور:

١ - أن الحكم كان ممن يؤذي رسول الله (ص) ولا يبالي، بل من الجواسيس عليه، ويستخفي الأخبار إلى مشركي قريش.

٢ - أنه كان طريداً لرسول الله وملعوناً على لسانه.

٣ - أعاذ الدين والمسلمين بالله من شره ومن شر ولده.

٤ - أن عثمان ردّه إلى المدينة وقرّبه منه وأعطاه وولده المال الكثير من بيت مال المسلمين، مع علمه بأن رسول الله (ص) لعنه وطرده ولعن وُلده، وهذا غاية العجب من عثمان حيث إنه خالف صريح عمل رسول الله (ص) وأحب من يبغضه.

الطبقات: فلما حُصر عثمان كان مروان يقاتل دونه أشدّ القتال، وأرادت عائشة الحج وعثمان محصور، فأتاها مروان وزيد بن ثابت وعبد الرحمن بن عتّاب فقالوا: يا أم المؤمنين، لو أقمت فإن أمير المؤمنين على ما ترين محصور ومقامك مما يدفع الله به عنه! فقالت: قد حلبت ظهري وعرّيت غرائزي ولست أقدر على المقام فقالت عائشة (في جواب مروان): وددت والله أنك وصاحبك هذا الذي يعْنيك أمره في رِجلِ كل واحد منكما رحا وأنكما في البحر، وخرجت إلى مكة.(٢)

أقول: وهذه عائشة تقول علناً ما تقول في عثمان وفي مروان، ثم تراها بعد أيام قليلة تصاحب مروان وتمشي في البراري طلباً لدم عثمان، كل ذلك خلافاً لأهل البيت وبغضاً لعلي بن أبي طالب.

الاستيعاب: أن عائشة قالت لمروان: أمَّا أنت يا مروان، فأشهد أن

____________________

١ - الاستيعاب، ج ١، ص٣٥٩.

٢ - الطبقات، ج ٥، ص٣٦.

٤٧٤

رسول الله (ص) لعن أباك وأنت في صلبه.(١)

تاريخ الخلفاء: والأصح ما قال الذهبي: إن مروان لا يُعد في أمراء المؤمنين بل هو باغ خارج على ابن الزبير، ولا عهده إلى ابنه بصحيح.(٢)

ويروى: أسلم يهوديّ اسمه يوسف وكان قرأ الكتب، فمرّ بدار مروان فقال: ويل لأمة محمد من أهل هذه الدار، فقلت له: إلى متى؟ قال حتى تجيء رايات سود من قبل خراسان، وكان صديقاً لعبد الملك بن مروان، فضرب يوماً على منكبه وقال: اتّق الله في أمة محمد إذا ملكتهم. فقال: دعني ويحك ما شأني وشأن ذلك.(٣)

مستدرك الحاكم: أن رفاعة بن صامت قام قائماً في وسط دار أمير المؤمنين عثمان بن عفان، فقال: إني سمعت رسول الله (ص) يقول: سيلي أموركم من بعدي رجال يعرّفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى الله، فلا تعتبوا أنفسكم فوالذي نفسي بيده إن معاوية من أولئك، فما راجعه عثمان حرفاً.(٤)

تاريخ الخلفاء: وجهّز يزيد جيشاً إلى أهل مكة، فقال: أعوذ بالله أيُبعث إلى حرم الله؟ فضرب يوسف (وهو من قرأ الكتب السالفة) منكبه وقال: جيشك إليهم أعظم.(٥)

ويروى: ومن وصية عبد الملك: يا وليد، اتق الله في ما أخلفك فيه، وانظر الحجاج فأكرمه فإنه هو الذي وطّأ لكم المنابر، وهو سيفك يا وليد ويدك على من ناوأك، فلا تسمعنّ فيه قول أحد، وأنت إليه أحوج منه إليك، وادع الناس إذا متّ إلى البيعة فمن قال برأسه هكذا فقل بسيفك هكذا.(٦)

____________________

١ - الاستيعاب، ج ١، ص٣٦٠.

٢ - تاريخ الخلفاء، ص٨٢.

٣ - تاريخ الخلفاء، ص٨٤.

٤ - مستدرك الحاكم، ج ٣، ص٣٥٧.

٥ - تاريخ الخلفاء، ص٨٤.

٦ - نفس المصدر، ص٨٥.

٤٧٥

ويقول: قلت: لو لم يكن من مساوئ عبد الملك الا الحجاج وتوليته إياه على المسلمين وعلى الصحابة (رضي الله عنهم) يُهينهم ويُذلهم قتلاً وضرباً وشتماً وحبساً، وقد قتل من الصحابة وأكابر التابعين مالا يُحصى، فضلاً عن غيرهم، وختم في عنق أنس وغيره من الصحابة ختماً يريد بذلك ذلهم، فلا رحمه الله ولا عفا عنه.(١)

ويروى: قال ابن عائشة: أفضي الأمر إلى عبد الملك والمصحف في حجره، فأطبقه وقال: هذا آخر العهد بك.(٢)

مستدرك الحاكم: عن سعيد، عن سعد قال: جاء الحارث بن البرصاء وهو في السوق فقال له: يا أبا إسحاق إني سمعت مروان يزعم أن مال الله ماله! من شاء أعطاه ومن شاء منعه، فقال له: أنت سمعته يقول ذلك؟ قال: نعم، قال سعيد: فأخذ بيدي سعيد وبيد الحارث حتى دخل على مروان فقال: يا مروان، أنت تزعم أن مال الله مالك من شئت أعطيته ومن شئت منعته؟ قال: نعم، قال: فأدعو؟ ورفع سعد يديه، فوثب إليه مروان وقال: أنشدك الله أن لا تدعو! هو مال الله من شاء أعطاه ومن شاء منعه.(٣)

ويروي بسند آخر ما يقرب منه.

البدء والتاريخ: ذكر مروان بن الحكم وأخذ بيعة أهل الشام له: بويع له بالأردن سنة أربع وستين، وهو أول من أخذ الخلافة بالسيف، وكان يلقّب خيط باطل لطوال قامته واضطراب خلقه. وفيه يقول الشاعر:

لحى الله قوماً أمّروا خيط باطل

على الناس يُعطي من يشاء ويمنع(٤)

ويروى: ومات الحجاج في ولاية الوليد بن عبد الملك بن مروان، وقد بلغ من السن ثلاثاً وخمسين سنة، وولي الحجاز والعراق عشرين سنة، وكان قتل من

____________________

١ - نفس المصدر السابق، ص٨٦.

٢ - نفس المصدر، ص٨٤.

٣ - مستدرك الحاكم، ج ٣، ص٥٠٠.

٤ - البدء والتاريخ، ج ٦، ص١٩.

٤٧٦

الأشراف والرؤساء مئة ألف وعشرين ألفاً سوى عوام الناس ومن قُتل في معارك الحروب، وكان مات في حبسه خمسون ألف رجل وثلاثون ألف امرأة. وقالت امرأة الحجّاج:

ألا يا أيها الجسد المُسجّى

لقد قرّت بمصرعك العيون

وكنت قرين شيطان رجيم

فلما مُتّ سلّمك القرين(١)

____________________

١ - نفس المصدر السابق، ص٤٠.

٤٧٧

تتمة:

في مسائل من الأصول والفروع

ولا بأس بالإشارة إلى بعض المسائل المهمة في الأصول والفروع، وهي مخالفة لما رُويت من آثار أهل بيت رسول الله (ص) ورواياتهم. وليُعلم أن الإمامية إنما يطيعون الله ورسوله وأوصياءه المعصومين الذين قال فيهم رسول الله (ص): إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا أبداً.

فالإمامية بمقتضى هذه الوصية من رسول الله (ص) قد تمسّكوا بالكتاب وأهل بيت رسول الله (ص) وأخذوا دينهم منهما.

في الرؤية

في مقالات الإسلاميين: ويقولون (أي أصحاب الحديث والسنة) إن الله سبحانه يُرى بالأبصار يوم القيامة كما يُرى القمر ليلة البدر، يراه المؤمنون ولا يراه الكافرون ؛ لأنهم عن الله محجوبون. ويُقرّون أن الله سبحانه يجيء يوم القيامة كما قال:( وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ) ، وأنّ الله يقرب من خلقه كيف شاء كما قال: ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) .(١)

أقول: عقيدة أهل البيت أن الله تعالى ليس بجسم ولا محدود، فلا يمكن أن يُرى بالأبصار أو يجري عليه ما يجري على الأجسام من القرب والبعد والمجيء والإقامة وغيرها، تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً.

____________________

١ - مقالات الإسلاميين، ج ١، ص٣٢١.

٤٧٨

أنه خالق

مقالات الإسلاميين: وأقرّوا (أي أصحاب الحديث والسنة) أنه لا خالق إلا الله وأن سيئات العباد يخلقها الله وأنّ أعمال العباد يخلقها الله عَزَّ وجَلَّ وأن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئاً.(١)

أقول: عقيدة أهل البيت أن الله تعالى لا يظلم ولا يفعل القبيح، ولا يعمل عمل سيئة ولو بواسطة، وهو القادر الحكيم المتعالي.

في القياس:

المستدرك: قال رسول الله (ص): ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فرقة قوم يقيسون الأمور برأيهم فيُحرمون الحلال ويحللون الحرام، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.(٢)

أقول: يوافق عقيدة الإمامية فإن حكم الله تعالى لا يصاب بقياس ولا برأي، وعقول الرجال قاصرة عن دركه. ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ) .

في المسح:

ابن ماجه: بإسناده عن الربيع قالت: أتاني ابن عباس فسألني عن هذا الحديث تعني حديثها الذي ذكرت: أن رسول الله (ص) توضّأ وغسل رجليه؟ فقال ابن عباس: إن الناس أبوا إلا الغسل ولا أجد في كتاب الله إلا المسح.(٣)

الاستيعاب: روى عن تميم المازني الأنصاريّ ابنه عباد، قال: رأيت رسول

____________________

١ - نفس المصدر السابق، ج ١، ص٣٢١.

٢ - المستدرك، ج ٤، ص٤٣٠.

٣ - ابن ماجة، ج ١، ص١٧١.

٤٧٩

الله (ص) يتوضأ ويمسح الماء على رجليه.(١)

مسند أحمد: عن عليّ (ع) قال:كنت أرى أنّ باطن القدمين أحقّ بالمسح من ظاهرهما، حتى رأيت رسول الله (ص) يمسح ظاهرهما. (٢)

في الأذان

سنن البيقي: عن نافع قال: كان ابن عمر لا يؤذّن في سفره، وكان يقول: حيّ على الفلاح وأحياناً يقول: حيّ على خير العمل.(٣)

ويروى روايات أخر بهذا المضمون.

ويروى: أن عليّ بن الحسين كان يقول في أذانه إذا قال: (حيّ على الفلاح) قال: (حيّ على خير العمل)، ويقول: هو الأذان الأول.

في السورة

سنن البيهقي: عن أبي قتادة عن النبي (ص): أنه كان يقرأ في الركعتين من الظهر في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة.(٤)

في وضع اليد

تهذيب ابن عساكر: وحكى بكر المعافري أنه لم يَر أبا أمامة، يعني ابن سهل، واضعاً إحدى يديه على الأخرى قطّ ولا أحداً من أهل المدينة، حتى قدم الشام فرأى الأوزاعي وأنا سامعه يضعون أيديهم(٥) . أقول: يشير إلى مذهب أهل المدينة ومن تابعهم كمالك بن أنس فإن مذهبهم إرسال اليدين في الصلاة بخلاف

____________________

١ - الاستيعاب، ج ١، ص١٩٥.

٢ - مسند أحمد، ج ١، ص١١٤.

٣ - سنن البيهقي، ج ١، ص٤٢٤.

٤ - نفس المصدر، ج ٢، ص٥٩.

٥ - تهذيب ابن عساكر، ج ٣، ص٢٨٧.

٤٨٠