المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة0%

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
ISBN: 964-8163-14-6
الصفحات: 288

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

مؤلف: الشيخ أبو علي البصري
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
تصنيف:

ISBN: 964-8163-14-6
الصفحات: 288
المشاهدات: 27915
تحميل: 2161

توضيحات:

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 288 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 27915 / تحميل: 2161
الحجم الحجم الحجم
المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة

مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
ISBN: 964-8163-14-6
العربية

المختار يا سيّاف اقطع رأسه ، قطعه ، وجمع المختار الرأسين ، واشتغل المختار بالبكاء ، فسألوا المختار هذه ساعة فرح وسرور لماذا تبكي ، فقال لهم المختار رأس عمر بن سعد الخبيث برأس الحسينعليه‌السلام ورأس ولده برأس علي الأكبر شبيه المصطفى ، لا والله لو قتلت ثلاث ارباع الدنيا على أن يفوا بأنملة من أنامل أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام ما وفوا كيف يكون هذا الرأس بهذا

جاءوا برأسك يابن بنت محمد

متزملاً بدمائه تزميلا

ويكبّرون بأن قتلت وإنما

قتلوا بقتلك التكبير والتهليلا



وحگ راسك يخويه ونور عيني

طول الدهر ما يفتر ونيني

اشلون تلومني امن اعمي اعيوني

على فرگاك وانته نور العيون



ما تدري يخويه اشلون حالي

على راس الرمح راسك اگبالي

كلمن شاف ذل حالي بچالي

عدوانك عليّ غدوا يبچون

  

شالت راسها او صدت الراسه

على راس الرمح راعي الفراسه

يخويه احسين نادته ابحماسه

شتمونه يخويه اشلون جسرين



شگلك بالجره اعلينه يخونه

ولونه اخلاف عيناك او سبونه

بهلنا اشما نخينه ما لفونه

او صرنه ابحال يبن أُمي عسيره



لا والد لي ولا عم ألوذُ به

ولا أخ لي بقى ارجوه ذو رحمي

أخي ذبيح ورحلي قد أُبيح وبي

ضاق الفسيحُ وأطفالي بغير حمي



١٤١

المحاسبة ودورها في تهذيب النفس

يا وقعة الطف كم عين بك انذرفت

وكم إلى الدين من ركن بك انهارا

تزلزلت فيك أرض الله وانسكبت

عين السماء دماً والعرش قد مارا

أفيك يقضون آل المصطفى عطشاً

والماء طام فليت الماء قد غارا

ويصبح السبط شلواً فيك تصهره

شمس الهجير على الرمضاء إصهارا

وحوله آله صرعىٰ كأنّهم

جزر الأضاحي عليها الترب قد ثارا

يا للرجال لمقتولين ما كبد لـ

ـهم تحنّ ولا نعش لهم سارا

نائين رهن الفيافي لا ترى لهم

إلّا السوافي ووحش البرّ زوارا

يا أقبراً بعراص الطفّ هجت لنا

حزناً يؤجج في أحشاءنا نارا

ما زرت أرضك إلّا هَيْجَتْ شجناً

ومدمعاً فاض من عينيّ مدرارا

لهفي لزينب إذ قالت مودّعةً

والحزن بادٍ ودمع العين قد فارا

هلّا تمرون بالقتلى نودعهم

ونقض من ترب الخدّين أو طارا

سقطن من حَلَسِ الأقتاب باكية

وجئن يلثمن اثغارا وانحارا



ودعتك الله يا عيوني

يردون عنّك ياخذوني

زجر او خولى اليباروني

انه نخيت اخوتي وما جاوبوني



١٤٢

لا تگول ما عندچ امروّه

ولا تگول ضيّعت الاخوه

آنه ماخذوتن يحسين گوه

تدري الشمر بيّه اشسوه

سوطه على امتوني تلوّه

         



يخويه اوداعت الله رحت عنّك

بحسره او لا گضيت اوداع منّك

مروني على جثتك او لنّك

عاري امسلّب امطبّر امعفر



وصدّت إلى المسناة والعبره جريه

او نادت يراعي المشرعه لحگ عليّه

عگب الخدر للشام يردوني سبيّه

او لا واحد ابطول الدرب ينغر علينه



أخي كيف ترضى ان نساق حواسرا

ويطمع فينا شامت وحسود



المحاسبة ودورها في تهذيب النفس :

عن حفص بن غياث قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله شيئاً إلّا أعطاه ، فلـ ( ييأس ) من الناس كلهم ، ولا يكون له رجاء إلّا من عند الله عزّ وجل ـ فإذا علم الله سبحانه وتعالى ـ ذلك من قلبه ، لم يسأله شيئاً إلّا أعطاه ، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها ، فإنّ للقيامة خمسين موقفاً ، كل موقف مقام ألف سنة ، ثم تلا :( فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) »(١)

___________________

(١) الكافي ٨ : ١٤٣ / ١٠٨

١٤٣

المقدمة :

للمحاسبة دور مهم في ترويض النفس وتأديبها وبالتالي السيطرة على نوازع النفس وما تشتهيه وتطلبه من أُمور قد لا تنسجم ومقتضيات الشارع المقدّس وشرعه قال تعالى :( إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ) (١)

ومن المعلوم وجداناً ، أنّ الشركات الكبيرة وكذلك المحلّات التجارية إذا لم تضع لها رأس سنة تعمل فيه الجرد السنوي للمشتريات والمبيعات تخسر ، لابدّ لها من معرفة الصادر والوارد السنوي والذي يرتبط بشكل طبيعي بالصادر والوارد اليومي أو الشهري فما بالك بالنسبة لعمر الإنسان الذي جعله الله جوهرة ثمينة للانسان وهو مسؤول عنه ، ماذا صنع فيه وما اكتسب خيراً أو شراً قال تعالى( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) (٢) ومن هنا نلاحظ الأولياء والصلحاء وبعض العلماء يحاسبون أنفسهم أشدّ من محاسبة الشريك لشريكه فمثلاً ينقل عن بعض العلماء كان يحفر له في بيته قبراً وينام فيه كل يوم ويقرأ هذه الآية( رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا
كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ
) ثم يخاطب نفسه يا فلان ارجعوك إلى دار الدنيا اعمل جيداً هذا من جهة ، ومن جهة أُخرىٰ نجد بعض الأولياء ومن أجل أن يحافظ على حرمة الآخرين والمؤمنين يضع في فمه حصاة حتى لا يتكلّم في كل شيء إلّا في حالات الضرورة وهل يكبّ الناس في النار إلّا حصائد ألسنتهم ، إلى آخره من الأمثلة التي تكشف عن المحاسبة

___________________

(١) سورة يوسف : الآية ٥٣

(٢) سورة الزلزلة : الآية ٧ ـ ٨

١٤٤

اليأس مما في أيدي الناس :

هناك مجموعة آثار تترتّب على هذه المسألة الأخلاقية وهي « اليأس مما في أيدي الناس » أو بتعبير آخر « قطع الطمع عمّا في أيدي الناس » ومن جملة هذه الآثار باختصار :

أولاً : العزّة : روي عن الصادقعليه‌السلام قال : اليأس مما في أيدي الناس عز للمؤمن في دينه والطمع هو الفقر الحاضر(١)

وروي عن الباقرعليه‌السلام قال : اظهر اليأس مما في ايدي الناس فان ذلك هو الغنىٰ(٢)

قصة : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال اشتدت حال رجل من أصحاب النبي فقالت له امرأته لو أتيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسألته ، فجاء إلى النبي فلما رآه النبي قال : من سألنا اعطيناه ومن استغنىٰ اغناه الله ، فقال الرجل ما يعني غيري فرجع إلى امرأته فأخبرها ، فقالت ان رسول الله بشر فاعلمه ، فأتاه فلما رآه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قال من سألنا اعطيناه ومن استغنى أغناه الله ، حتى فعل الرجل ما ذكرته ثلاثاً ، ثم ذهب الرجل فاستعار معولاً ثم أتى الجبل فصعده فقطع حطباً ثم جاء به فباعه بنصف مد من دقيق فرجع فأكلوه ثم ذهب من الغد فصعده فجاء بأكثر من ذلك فباعه ، فلم يزل يعمل ويجمع حتى اشترى معولاً ، ثم جمع حتى اشترى بكرين وغلاماً ، ثم اثرىٰ حتى أيسر فجاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فأعلمه كيف جاء يسأله وكيف سمع النبي ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله قد قلتُ لك من سألنا اعطيناه ومن استغنى أغناه الله(٣)

___________________

(١ و ٢) مشكاة الأنوار ( للطبرسي ) : ١٨٤ ـ ١٨٥

(٣) مشكاة الأنوار ( للطبرس ی ) : ١٨٤

١٤٥

ثانياً : استجابة دعاء الانسان : وحديث حفص بن غياث عن الامام الصادقعليه‌السلام يوضّح هذا المعنى إذا يأس الانسان من الناس كلهم وكان رجاءه الوحيد عند الله سبحانه وهو القادر على قضاء حاجته وهذه الحالة يعبّر عنها بالاضطرار ، التي يلمح لها قوله سبحانه وتعالى( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) فدعاء المضطر يتحقق لا محالة لأنّ الله عزّ وجل ذكر في كتابه « ادعوني استجب لكم » وهذا المضطر هو منقطع عن جميع الأسباب سوى الله عزّ وجل فيستجيب الله دعاءه ، وإن كان هذه الآية مأوّلة في صاحب الأمر عجّل الله تعالى فرجه ، حينما يتعلق بأستار الكعبة ويذكر هذه الآية فيستجيب الله دعاءه ، لكن القرآن الكريم يجري مجرى الليل والنهار كما في الأحاديث

قصة : ينقل ان أحد الأشخاص أُصيب ببصره وأقبل إلى حرم أمير المؤمنينعليه‌السلام وكان يتوسل إليه في شفاء بصره ويدعو الله عزّ وجل لكنه لم يُستجب له ، فبينما هو واقف إلى جنب الشبّاك وإذا الشاه الحاكم آنذاك ومعروف عند الناس أقبل في تلك الساعة لزيارة الأميرعليه‌السلام ورأى هذا الرجل الضرير ، وسمعه يدعو في شفاء عينه فخاطبه أنا الشاه الفلاني ، فخاف هذا الرجل الضرير خصوصاً لما كلّمه أنا سوف أزور وأُصلّي وإذا لم يرجع إليك بصرك اقطع رأسك ، فهذا الرجل أمسك بالضريح بشكل حقيقي ودعا الله عزّ وجل بصدق وهو يبكي استجاب الله وردّ عليه بصره

ليس من الشيعة مَن لم يحاسب نفسه :

تفيد بعض الأخبار وهذا الحديث عن الامام موسى بن جعفرعليه‌السلام : « ليس من شيعتنا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فان عمل حسناً وخيراً استزاد الله وإن عمل سيئاً استغفر الله تعالى بعض الأولياء يكون معه دائماً قلماً وشيئاً من الورق يدوّن

١٤٦

فيه بعض ما صدر منه في هذا اليوم من خير أو شرّ ، وعند الليل قبل المنام ينظر في الحسنات والسيئات أي في عمل الخير والشرّ ، فيستغفر الله تعالى مما أخطأ به أو عصىٰ ربّه ، ويحمد الله ويشكره على الطاعات ويسأل الله الزيادة لذلك »

للقيامة ٥٠ موقفاً وكل موقف مقام ١٠٠٠ سنة :

هذه المواقف عبارة عن محطّات يسأل عنها الإنسان عمّا صنع في دار الدنيا ، ولابدّ من السؤال ولابدّ من إعداد الجواب مسبقاً ، وهنا يشير الامام حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وهل الحساب إلّا سؤال عمّا صنع ، يسأل عن عمره فيما أفناه ؟ يسأل عن ماله من أين اكتسبه ؟ يسأل عن ماله فيما أنفقه ؟ يسأل عن ولايته وحبّه لآل محمد ؟ إلى آخره من الأسئلة عن صلته لرحمه وبرّه لوالديه إلى جميع الواجبات والتكاليف

بكاء أهل البيتعليهم‌السلام وتضرعهم ؟

أمير المؤمنينعليه‌السلام يبكي في الليل ويقول آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها وأنت محصيها فتقول : خذوه فياله من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلته . إمامنا زين العابدين يرفع السوط إذا تلكأت الداية عن المسير فيقول آه لولا القصاص لضربتك

في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة :

يقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حينما سألوه كيف نستطيع تحمّل ذلك يا رسول الله ؟ فبشّرهم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال إن ذلك اليوم ليخف على المؤمن حتى يكون بمقدار ما

١٤٧

يؤدي فريضته ، كم تستغرق في الفريضة خمسة دقائق أو عشر أو خمسة عشر دقيقة يكون للمؤمن المؤدّي للتكاليف الموالي لأهل البيتعليهم‌السلام

بشارة لمحب آل محمدعليهم‌السلام :

روى الشيخ الديلمي في أعلام الدين في صفات المؤمنين ، رواية عن جابر بن عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أحبّ الأئمة من أهل بيتي ، فقد أصاب خير الدنيا والآخرة ، فلا يشكنّ أحد أنه في الجنة ، فإنّ في حب أهل بيتي عشرين خصلة : عشر في الدنيا ، وعشر في الآخرة ، أما في الدنيا : فالزهد ، والحرص على العمل ، والورع في الدين ، والرغبة في العبادة ، والتوبة قبل الموت ، والنشاط في قيام الليل ، واليأس مما في أيدي الناس ، والحفظ لأمر الله عزّ وجل ونهيه ، والتاسعة بغض الدنيا والعاشرة السخاء

وأما في الآخرة : فلا ينشر له ديوان ، ولا ينصب له ميزان ، ويعطى كتابه بيمينه ، وتكتب له براءة من النار ، ويبيضّ وجهه ويكسى من حلل الجنة ويشفّع في مائة من أهل بيته ، وينظر الله إليه بالرحمة ، ويتوّج من تيجان الجنة والعاشرة دخول الجنة بغير حساب ، فطوبى لمحب أهل بيتي »(١)

الويل لمن ظلم عترة النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله :

أين يفرّون من عذاب الله تعالى الذين آذوا النبيّ في عترته وذريته وقتلوا أولاده ونسبوا نساءه ، وصدق الأديب حيث يقول :

_____________________

(١) أعلام الدين : ٤٥١

١٤٨

بأية عينٍ ينظرون محمّداً

وقد قتلوا صبراً بنيهِ بلا ذنبِ

ألا في سبيل الله سَفكُ دمائكم

جهاراً بأسياف الضعائن والنصبِ

ألا في سبيل الله حَملُ رؤوسكم

إلى الشام فوقَ السُّمر كالأنجم الشُهبِ

ألا في سبيل الله سلبُ نساءكم

مقانعها بعد التخدّر والحجب

وسيقت سبايا فوق أحلاس هزّلٍ

إلى الشام تطوي البيد سُهباً على سُهب

يساوُ بها عنفاً بلا رفقِ محرمٍ

بها غير مغلولٍ يحنُّ على صعبِ



لو يشرىٰ الموت اشتريته

چتال اخي رافگیته

من جلة الوالي نخيته

سب والدي وانكر وصيته



وين الوجه يطوّه باچر والمفر وين

فوگ العطش ويلي الحزّو منحر احسين

والخيم حرگوها او خذو يسره الخواتين

عگب الخدر واتحيط بيها اسياط أُميّه

     



فوگ الهزل من گال تمشي الديرة الشام

يسره او سبيّه بنات حيدر حرم وايتام

وابذاكه الديوان وگفت بين ظلّام

او جدهن الهادي المصطفى سيد البريّه

     



أين المفر ولا مفر لكم غداً

فالخصمُ أحمد والمصير الهاديه

     
١٤٩

تالله إنّك يا يزيد قتلته

سرّاً بقتلك للحسين علانيه

ترقىٰ منابر قوّمت أعوادها

بظبىٰ أبيه لا أبيك معاويه

وإذا أتت بنت النبيّ لربّها

تشكو ولا تخفىٰ عليه خافيه

ربّ انتقم ممن أبادوا عترتي

وسبوا على عجف النياق بناتيه

والله يغضب للبتول بدون أن

تشكو فكيف إذا أتته شاكيه

فهنالك الجبار يأمر هبهبها

أن لا تبقّي من عداه باقيه

     



١٥٠

إنّ الله خبأ أربعاً في أربع

لله لكم أقرحت جفن النبيّ وكم

قد ألبست فاطماً ثوباً من الحزن

لم أنس يوم عميد الدين دسّ به

لجعدة السم سراً عابد الوثن

كيما تهدّ من العليا دعامتها

فجرعته الردى في جرعة اللبن

فقطّعت كبداً فمن غدا كبداً

لفاطم وحشى من واحد الزمن

حتى قضى بنجيع السمّ متمثلاً

يا منزل المن والسلوى بلا منن

كيف اصطبارك والسبط الزكي غدا

نهيباً لحقد ذوي الأضغان والأحن

من مبلغ المصطفى والطهر فاطمة

ان الحسين دماً يبكي على الحسن

لهفي لزينب تدعوه ومقتلها

عبرى وادمعها كالعارض الهتن



دم سحي الدمع علوجن يا عين

على البلسم دليله انجسم نصين



يوسفه سمّته اعلى الغدر جعده

عمت عيني عليه وانفطر چبده

طول الليل ظل ايلوج وحده

او صدّت فوگ راسه طاير البين



١٥١

وكأني بالحوراء تخاطب أخاها الحسينعليه‌السلام بلسان الحال :

يخويه جيت اريد انظر وليي

ولا عندي خبر مسموم أخيي

يخويه احسين عني زال فيي

آه شلون غدره غدرة البين



زينب تلوع او تلعىٰ چلثم

اينادن يخويه يا مشيّم

يا لبيك چان الشمل ملتم

عگبک علانه الهظم والهم



قضى الزكيّ فنوحوا يا محبيه

وابكوا عليه فذي الأملاك تبكيه



روي عن الامام الباقرعليه‌السلام : إنّ الله عزّ وجل أخفى ( خبأ ) أربعاً في أربع ، أخفى رضاه في طاعته ، فلا تستصغرنّ شيئاً من طاعته فلربّما وافق رضاه وأنت لا تعلم ، وإنّ الله أخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرنّ شيئاً من معصيته فلربّما وافق سخطه وأنت لا تعلم ، وإن الله عزّ وجل أخفى وليّه في عباده فلا تستصغرنّ أحداً من عباده فلربّما وافق وليّه وأنت لا تعلم ، وإنّ الله عزّ وجل أخفى اجابته في دعاءه فلا تستصغرنّ شيئاً من دعاءه فلربّما وافق إجابته وأنت لا تعلم

المقدمة :

هناك مجموعة من العوامل التي تؤثّر بعضها على البعض الآخر ، وربّما تكون عوامل مادية ، كما أنّ هناك بعض الأعمال التي يقوم بها الإنسان سواء كانت صالحة أو طالحة تؤثّر على حياته سلباً وإيجاباً ، وقد أشار القرآن

١٥٢

الكريم في بعض الآيات الكريمة إلى أثر هذه الأعمال على حياة الإنسان والأُمم ومنها( إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) أو قوله تعالى( فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ )

المقطع الأول من الحديث الشريف : نفهم منه أنّه حيثما تكون هناك طاعة لله عز وجل في هذه الطاعة هناك رضا لله سبحانه والإنسان المؤمن بطبيعته يسعى وراء رضا الله عزّ وجل هكذا ينبغي أن يكون ، وينبغي أن لا يستصغر هذه الطاعة مهما كانت قليلة إذا كانت منبعثة عن نيّة صادقة ، على سبيل المثال الإنسان المؤمن لو جدّد وضوئه لسبب ما ، وأراد أن يصلّي ركعتين مستحبة لله عزّ وجل باعتبار ان الصلاة خير موضوع ، والصلاة قربان كل تقى كما تشير بعض الروايات ، الإنسان المؤمن ينبغي أن لا يستخف بهاتين الركعتين ، لأنّ رضا الله في طاعته ، وتشير بعض الروايات ربّما يكون الإنسان في طاعة من الطاعات فيتقبلها منه فيخاطب الملائكة ، ملائكتي سكان سماواتي إنّ عبدي فلان في طاعة مما ندبت إليه اشهدوا عليّ أنّي لا عذّبته بعدها أبداً

في الحديث الشريف من قال عند الصباح : « جزى الله عنّا محمّداً ما هو أهله » أتعب سبعين ألف كاتب ألف صباح كلمات خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان ، تخرج من دارك إلى العمل أو المدرسة أو أي شيء آخر تلوح لك القبة الشريفة مثلاً للامام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام أو أي امام آخر وأنت في السيارة ما في مانع أن تنشغل بالزيارة كزيارة أمين الله أو أي زيارة أُخرى تحفظها ، ولو لم تحفظ شيئاً يجزيك السلام عليك يا أبا الحسن يا علي بن موسى الرضاعليه‌السلام ، ثم تصلّي ركعتي الزيارة حتى او أنت في السيارة ، الصلاة المستحبة لا مانع من أدائها حتى وأنت على ظهر الدابة وعليك أن تؤمىٰ للركوع والسجود ، هذا الانشغال بالطاعة أولاً يعزّزك عند الله تعالى ، ثانياً تطرد الشيطان بهذه الطاعة يكون بعيداً عنك وإنّما يأتي إلى الإنسان في حالات البطالة والفراغ الذي لا يسدّ بشيء من الطاعات

١٥٣

المقطع الثاني من الحديث الشريف : يقول الامام الباقرعليه‌السلام وإنّ الله عزّ وجل خبأ سخطه في معصيته ، حيثما هناك معصية لله عزّ وجل يعني هناك سخط لله عزّ وجل والعاقل ينبغي أن لا يتعرض إلى سخط الباري عزّ وجل ، والعاقل المؤمن ينبغي أن لا يستصغر المعصية ولا ينظر إلى صغرها بل عليه أن ينظر إلى من عصى ، عصى جبّار السماوات والأرض ، وفي الحديث الشريف إنّما يهلك الناس لاستخفافهم بالمعصية واستصغارهم لها « من أشدّ الذنوب ما استخافّ به صاحبه »

قصة : والنبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله يضرب لنا ولأصحابه مثلاً واضحاً كان ذات يوم في سفر ووصلوا إلى صحراء قاحلة فقال لهم اذهبوا وتفرقوا واجمعوا لنا حطباً ، فقالوا له يا رسول الله إنّها صحراء قاحلة لا يوجد فيها حطب ، فقال لهم اذهبوا وترّقوا واجمعوا الذي يمكنكم أن تجمعوه ، فتفرقوا وبعد فترة جاء كل منهم يحمل حزمة من الحطب فقال لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله اطرحوه ها هنا فصارت كومة من الحطب فقال لهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انظروا هكذا تجتمع الذنوب

ومن هنا ورد في الحديث الشريف عن زين العابدينعليه‌السلام : « ويل لمن غلبت آحاده عشراته »

المقطع الثالث من الحديث الشريف : وإنّ الله عز وجل اخفىٰ ( خبأ ) وليّه في عباده ، أولياء الله كثير من الناس يجهلونهم وذلك لتواضعهم ولعدم حبّهم للشهرة ، والظهور فهم يتمتعون بالإخلاص لله تعالى ، من هنا ينبغي للإنسان المؤمن أن لا يستخف بالناس ، ولا يستصغره ولا يهينه ولا يؤذيه ، لأنّه ربّما يكون وليّاً لله عز وجل ، وفي الحديث الشريف : « من أهان لي وليّاً فقد أرصدني للمحاربة ( المبارزة ) ودعاني إليها » الله لا ينظر إلى صورة الإنسان الظاهري وإنما ينظر إلى سريرته « إنّ الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وإنّما ينظر إلى قلوبكم »

وفي الحديث الشريف « ربّ عبد أسود ذي طمرين لو أقسم على الله لأبر قسمه »

١٥٤

المقطع الرابع من الحديث الشريف : وإنّ الله أخفى ( خبأ ) إجابته في دعاءه فلا تستصغرنّ شيئاً من دعائه ، فلربّما وافق إجابته وأنت لا تعلم

الله سبحانه وتعالى كريم ، وخزائنه لا تنفد « ولا تزيده كثرة العطاء إلّا جوداً وكرما » وقد أمر عباده بالدعاء بقوله « ادعوني استجب لكم » وأحبّ أن يسأل فيستجيب ، وكرّه المسألة إلى المخلوقين وحبّبها إلى نفسه ، وبما أنّ الإنسان فقير ومحتاج إلى الله عزّ وجل حتى مع عدم احتياجه إلى الأموال فهو محتاج في أصل وجوده إلى الله عزّ وجل لإنّ قوام الإنسان وكل مخلوق بالله عزّ وجل في دعاء الجوشن الكبير : « يا من كل موجود قائم به » إذن هو محتاج في كل الحالات إلى الله عزّ وجل في حالة فنائه وفي حالة فقره في حالة صحته وفي حالة مرضه لأن الفقر ملازم له( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) (١)

قصة : سمعت من أحد أعلام المنبر وهو ينقل هذه القصة الواقعية التي حدثت
لأحد تجار طهران قبل سنين ، وقد أقبل إليه ذات يوم فقير وطلب منه فنهره بشدّة ،
الله عزّ وجل يقول في القرآن ( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ) ، هذا التاجر لم يعطه ونهره ،
فقال لافقير بانكسار أما تخاف من الله أن يجعلك مثلي ، فقال مستهزءاً به كون
يفكّر سبع سنوات حتى يجعلني مثلك ! حقاً كما ذكر الله عزّ وجل في القرآن ( كَلَّا
إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ
أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ ) (٢) الله عزّ وجل يمهل العبد ولكنّ العبد إذا
يعرّض للسخط الإلهي يؤدّبه بالعقوبة ولذلك ورد في دعاء أبی حمزة الثمالي
« إلهي لا تؤدبني بعقوبتك ولا تمكر بي في حيلتك » ينقل هذا الخطيب وكان عند
هذا التاجر ولد له صدقاة مع ابن الملك الحاكم آنذاك ، وفي ذلك اليوم خرجا إلى
الصيد ، وفي تلك اللحظة التي تكلّم التاجر بذلك الكلام وبينما كان يريد الصيد
___________________

(١) سورة فاطر : الآية ١٥

(٢) سورة العلق : الآية ٦ ـ ٧

١٥٥

فوقعت خطأً في ابن الملك وقتله ووصل الخبر إلى الملك ، تهستر الملك واصدر أمراً أيّها الناس أموال التاجر الفلاني هي هبة لكم ، وهجم الناس عل ی داره ، ينقل الناقل وفي ذلك اليوم لم يكن له مجال في بيته ليأكل الطعام بل أكل الطعام في الشارع مع زوجته

إذن الانسان فقير إلى الله حتى مع غناه ، من هنا نلاحظ الأئمةعليهم‌السلام في كل الحالات يدعون الله عزّ وجل في الشدّة والرخاء ، ونحن خصوصاً في هذا الظرف العصيب الذي يمرّ به أهلنا وإخوتنا وقد تكالب فيه اليهود على محو التشيّع واعلامه والظرف العصيب الذي يمرّ به مراجعنا في النجف الأشرف خصوصاً ما أحوجنا إلى أن نتضرّع إلى الله ليكشف ذلك عنّا وعن شعبنا في العراق ولنا أُسوة حسنة بصاحب المنبر سيّد الشهداء الذي كان يدعو الله عزّ وجل في الشدّة والرخاء وكان من دعائه في يوم عرفة« اِلٰهي اَنَا الْفَقيرُ في غِنٰايَ ، فَكَيْفَ لٰا اَكُونُ
فَقيراً في فَقْري ، اِلٰهي اَنَا الْجٰاهِلُ في عِلْمي ، فَكَيْفَ لٰا اَكُونُ جَهُولاً في جَهْلي ،
اِلٰهى اِنَّ اخْتِلافَ تَدْبيرِكَ وَسُرْعَةَ طَوٰآءِ مَقٰاديرِكَ ، مَنَعٰا عِبٰادَكَ الْعٰارِفينَ بِكَ عَنْ
السُّكُونِ اِلىٰ عَطٰآءٍ ، وَالْيَأْسِ مِنْكَ في بَلٰآءٍ »

ولمّا نظر إلى الجموع التي خرجت لقتاله والتي بلغ عددها ثلاثون ألفاً قال : « اللهم أنت ثقتي في كل كرب ، ورجائي في كل شدّة كم من همٍّ يضعف عنه الفؤاد وتقلّ فيه الحيلة ويشمتُ فيه العدو ويخذل فيه الصديق ، انزلته بك وشكوته إليك رغبة مني عمّن سواك ففرجته وكشفته فأنت وليُّ كل نعمة وصاحبُ كل حاجة ومنتهى كل رغبة » ولم يفتر الإمام الحسين عن الدعاء حتى لمّا سقط من على ظهر جواده مضمخّاً بدمائه الزاكية وذلك لما أتاه ذلك السهم المسموم الذي له ثلاث شعب فوق على قلبه ، فقالعليه‌السلام : بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم رفع رأسه إلى السماء وقال إلهي تعلم أنهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن بنت نبي غيره ثم أخذ السهم فأخرجه من وراء ظهره فانبعث الدم كالميزاب !

١٥٦

وأعياه نزف الدم ، وفي ذلك يقول الشاعر الموهوب المرحوم السيد رضا الهنديقدس‌سره :

ثم لمّا نال الضما منه والشمس

ونزف الدما وثقل السلاح

أوقف الطرف يستريح قليلاً

فرماه القضا بسهم متاح

فهوى العرش للثرى وادلهمّت

برماد المصاب منها النواحي

حرّ قلبي لزينب مذ رأته

ترب الجسم مثخناً بالجراح



تدنّت زينب أو گامت

تجلب اجروح البصدره

ولنها اتشوف المثلث

طالع من خرز ظهره

گامت على الوجه تلطم

وتسچب زينب العبره

تگله ويل گلبي اعليك

يخويه هالسم ماذيك

يخويه تلوج ويلي اعليك

         



خويه ابحليب أُمي عليك

بطل الونّه ورفس رجليك

يا جرح يبن أُمي الماذيك

خاطر اشدّنه واداويك

ما بيها عيني ماي واسجيك

يمظلوم يالحزو وريدك



جاوب لسان الحال يختي يا حزينه

يا جرح البجسمي سهل واضمدينه

شيفيد تضميدچ وجسمي اموزعينه

والسهم طلّع من چبدي اوياه ثلثين



يرامي احسين چفك ريت ينشال

شلايم جرح گلبه وبيش ينشال

عاده الميت ابتابوت ينشال

ما شفنه يظل اعلى الوطيه



ما غسلوه ولا لفوه في كفن

يوم الطفوف ولا مدوا عليه ردا

١٥٧

نبذة من حقوق مولانا المهدي ( عج )

قد عهدنا الربوع وهي ربيع

أين لا أين أُنسها المجموع

درج الحيّ أم تتّبع عنها

نجع الغيث أم بدهياء ريعوا

لا تقل شملها النوى صدعته

إنّما شمل صبري المصدوع

سبق الدمع حين قلت سقتها

فتركت السما وقلت الدموع

فكأنّي في صحنها وهو قعب

أحلب المزن والجفون ضروع

بت ليلَ التمامِ أنشد فيها

هل لماض من الزمان رجوع

شاطرتني بزعمها الداء حزناً

حين أنّت وقلبي الموجوع

يا طروب العشي خلفك عني

ما حنيني صبابة وولوع

لم يرعني نوى الخليط ولكن

من جوى الطف راعني ما يروع

عجباً للعيون لم تغد بيضاً

لمصاب تحمر فيه الدموع

وأسىً شابت الليالي عليه

وهو للحشر في القلوب رضيع

قوضي يا خيام عليا نزار

فلقد قوض العماد الرفيع

واملأي العين يا أمية نوماً

فحسين على الصعيد صريع



١٥٨

فرّيت مهظومه الولينه

صحت بالمعاره احسين وينه

ندهته وليّه دار عينه

ظنّه يحصل واحد يعينه

تمنّيت طعنه طاعنينه

أشدها ويگوم احسين لينه

أثاري الأعادي امگطعينه

         



من طاح ابو اليمه

او هجمو اعله اخيمه

زينب لفت يمه

والحرم واسكينه

صارن عليه داره

ايجلبن ابكتاره

والدمع يتجاره

او ونّن على اونينه

طاحت عليه وحده

اتجلب جرح چبده

او وحده تشم خده

او وحده تحب عينه

وحده تشم نحره

او تجري الدمع عبره

او وحده تجس صدره

شافته امهشمينه



حياتي اتنهلت والعمر دارك

او چف الموت مدري اشلون دارك

انشدك هم ترد يحسين دارك

لو تظل ظلمة او خليّه



منازل كانت نيران بأهلها

تولّى عليها غبرة وقتام

ألا لا تزان الدار إلّا بأهلها

على الدار من بعد الحسين سلام



١٥٩

نبذة من حقوق مولانا المهدي ( عج ) علينا :

المقدمة :

إنّ لمولانا المهدي ( عج الله تعالى فرجه الشريف ) حقوق كثيرة على هذه الأُمة وعلى المؤمنين بشكل خاص ولا يمكن ذكر هذه الحقوق كلّها في مجلس واحد ، وإنّما للتبرك نذكر قسماً منها لعلّنا نوفّق للقيام بشيء من حقوقه علينا حيث ورد في دعاء الندبة الذي يقرأ في أيام الأعياد ويوم الجمعة : « وأعنّا على تأدية حقوقه إليه والإجتهاد في طاعته واجتناب معصيته »(١) ومن هذه الحقوق كما ذكر العلماء قسماً منها :

أولاً : حقّ الوجود : وتوضيح ذلك إنّ الله عزّ وجل هو الخالق وهو الربّ وهو الموجد والبارئ لجميع الخلق ، لكنّ حكمة الله عزّ وجل اقتضت أن تجري الأُمور بأسبابها ، ولولا الخليفة والحجة لم يخلق الخلق ، وفي الحديث القدسي يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ، يقول ابن العرندس في قصيدته الرائعة الموفقّة ، وهو يشير فيها إلى كرامة محمد وآل محمد على الخلق جميعاً

هم النور نور الله جلّ جلاله

هم التين والزيتون والشفع والوتر

مهابط وحي الله خزّان علمه

ميامين في أبياتهم نزل الذكر

وأسماؤهم مكتوبة فوق عرشه

ومكنونة من قبل ان يخلق الذرُّ

فلولاهم لم يخلق الله آدماً

وما كان زيد في الوجود ولا عمرو

ولا سطحت أرض ولا رفعت سما

ولا طلعت شمس ولا أشرق البدر



___________________

(١) مفاتيح الجنان ، دعاء الندبة

١٦٠