مجالس في رحاب الإمام المعذّب في قعر السجون

مجالس في رحاب الإمام المعذّب في قعر السجون0%

مجالس في رحاب الإمام المعذّب في قعر السجون مؤلف:
تصنيف: الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام
الصفحات: 126

مجالس في رحاب الإمام المعذّب في قعر السجون

مؤلف: الشيخ أبو علي البصري
تصنيف:

الصفحات: 126
المشاهدات: 34283
تحميل: 1627

توضيحات:

مجالس في رحاب الإمام المعذّب في قعر السجون
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 126 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 34283 / تحميل: 1627
الحجم الحجم الحجم
مجالس في رحاب الإمام المعذّب في قعر السجون

مجالس في رحاب الإمام المعذّب في قعر السجون

مؤلف:
العربية

ويعرف قبره قبل بسيد السادات ويعرف الآن «شاه چراغ» وبقي قبره مخفياً، ولكنه ظهر في عهد الأمير مقرب الدين مسعود بن بدر فبنى عليه بناءاً، وقيل وجد في قبره كما هو صحيحاً طرياً لم يتغير وفي يده خاتم نقش عليه «العزة لله، أحمد بن موسى» فعرفوه به.

٥ ـ الحسين: يلقب بالسيد علاء الدين(١) وكان سيداً جليل القدر رفيع الشأن ومما يدل على سمو مكانته رواية البزنطي، فقد جاء فيها أنه سئل الامام الجوادعليه‌السلام أي عمومتك أبرّ بك؟ فقال: الحسين قال الامام الرضاعليه‌السلام صدق والله، هو والله أبرهم به وأخيرهم.

وقال المرحوم السيد جعفر آل بحر العلوم، إن قبره بشيراز.

٦ ـ حمزة: يكنى أبا القاسم، أمه أم ولد، كان عالماً فاضلاً كاملاً مهيباً جليلاً رفيع المنزلة، عالي الرتبة، مقدراً عند الخاصة والعامة سافر مع أخيه الامام الرضاعليه‌السلام إلى خراسان، وكان واقفاً في خدمته ساعياً في مآريه طالباً لرضائه ممتثلاً لأمره، فلما وصل إلى «سوسعد» إحدى قرى «ترشير» خرج عليهم قوم من أتباع المأمون فقتلوه، وقبره في «بسنتان» وقد أعقب ولدين، أحدهما علي والآخر القاسم أبا محمد وإليه تنتمي السادة الصفوية، وصرحت بعض المصادر أن قبره في الري بالقرب من قبر السيد الجليل شاه عبدالعظيم(٢).

٧ ـ محمد: يكنى أبا ابراهيم، كان كريماً جليلاً موقراً يعرف بالعابد لكثرة وضوئه وصلاته، فكان في كل ليلة يتوضأ ويصلي ويرقد قليلاً ثم يقوم لعبادة الله تعالى حتى يتبلج نور الصبح، قال بعض شيعة أبيه ما رأيته قط إلا ذكرت قول الله تعالى: «كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ».

وقال الرواة إنه دخل شيراز واختفى بها وأخذ يستنسخ القرآن الكريم ومن أجرته أعتق الف مملوك.

_________________________

(١) تحفة العالم: ٢ / ٣١.

(٢) حياة موسى بن جعفر للقرشي: ٢ / ٤١٩ ـ ٤٢٠.

١٠١

أعقب سبعة أولاد منهم أربع بنات وهن: السيدة حكيمة وكلثم وبريهة وفاطمة، والرجال: جعفر ومحمد وابراهيم الذي يُعرف بالمجاب وسبب تلقيبه بذلك ـ فيما يقول المؤرخون ـ انه سلم على قبر جده الامام الحسينعليه‌السلام فسمع صوت من القبر الشريف: وعليك السلام يا ولدي، وقد دفن بجار جده الامام الحسينعليه‌السلام وفيه يقول بعض ولده مفتخراً به وبجده الامام موسىعليه‌السلام :

من اين للناس مثل جدي

موسى وابنه المجاب

اذ خاطب السيد وهو رمس

اجابه اكرم الجواب

توفي السيد محمد العابد بشيراز ودفن فيها وكان قبره مخفياً إلى زمان بك بن سعد بن زنكي فبنى له قبة في محلة «باغ قتلغ» وقد جدد بناؤه عدة مرات في زمان السلطان نادر خان...(١).

٨ ـ صالح: أعقب السادة الشهرين بالشجعان، ولهم شجرة، وقد توفي في تجريش، وقبره مشيد وعليه بناية ضخمة(٢).

٩ ـ آمنة: توفيت في مصر، وقبرها هناك يزار.

١٠ ـ حكيمة: أمرها أخوها الامام الرضاعليه‌السلام بأن تحضر عند الخيزران (أم الامام الجوادعليه‌السلام ) عند ولادتها به، وقد روت كيفية ولادته وما جرى له من المعجز آنذاك.

١١ ـ فاطمة الصغرة: قبرها في «بادكوبه» يقع في وسط مسجد بناؤه قديم.

١٢ ـ ابراهيم الاصغر: يلقب بالمرتضى وهو المشهور بابراهيم المجاب وهو أصغر ولد أبيه، وأمه نوبية اسمها بخية وذكر العبيدلي النسابة ان ابراهيم الصغير بن الكاظم كان عالماً عابداً وهو المعقب المكثر جد المرتضى والرضي قيل دفن في كربلاء بالحائر الحسيني.

١٣ ـ إبراهيم الأكبر: وكان سخياً شجاعاً كريماً، تقلد الإمرة على اليمن في أيام
المأمون من قبل محمد بن محمد بن زيد بن علي الذي بايعه أبو السرايا بالكوفة
_________________________

(١) نفس المصدر السابق: ٤٣٥.

(٢) كنز الانساب.

١٠٢

ومضى إليها ففتحها وأقام بها مدّة إلى أن كان من أمر أبي السرايا ما كان، فأخذ له الأمان من المأمون(١).

١٤ ـ اسحق: ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضاعليه‌السلام وكان يلقب بالأمين وتوفي سنة ٢٤٠هـ في المدينة(٢).

١٥ ـ إسماعيل: وهو صاحب الجعفريات، وقبره في مصر، قال النجاشي، سكن مصر وولده بها، وله كتب يرويها عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام . منها: كتاب الطهارة، كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب الصوم، كتاب الحج، كتاب الجنائز، كتاب الطلاق، كتاب النكاح، كتاب الحدود، كتاب الدعاء، كتاب السنن والآداب، كتاب الرؤيا(٣).

١٦ ـ جعفر: ويقال له الخواري، ويقال لولده الخواريون والشجريون لأن أكثرهم بادية حول المدينة يرعون الشجر، وفي مشجر العميدي، كان جعفر موصوفاً بالشجاعة والفروسية، وعده أبو نصر البخاري من خلص الموسوية الذين لم يجد أحداً يشك فيهم من النساب(٤).

١٧ ـ زيد: وهو الخارج بالبصرة أيام الأمين والمأمون، عقد له محمد بن محمد ابنه زيد بن علي على الأهواز أيام أبي السرايا، ولما دخل البصرة وغلب عليها أحرق دور بني العباس فقيل له زيد النار، وحاربه الحسن بن سهل فظفر به. وأرسله إلى مرو مقيداً، فعفا عنه المأمون، ثم سقاه السم وقتله وقبره بمرو(٥).

وذكر الشيخ عباس القميرحمه‌الله في منتهى الآمال، وعظم فعل زيد على الامام
الرضا عليه‌السلام فحلف أن لا يكلّمه أبداً، ومن جملة ما قالهعليه‌السلام لزيد: يا زيد أغرّك قول سفلة
أهل الكوفة: إنّ فاطمة عليها‌السلام أحصنت فرجها فحرّم الله ذريتها على النار؟ ذلك للحسن
_________________________

(١) الارشاد: ٢ / ٢٤٥ الامام موسى بن جعفر سيرة وتأريخ ص ١٠٠.

(٢) بحار الأنوار: ٤٨ / ٢٨٤ الامام موسى بن جعفر سيرة وتأريخ: ص ١٠١.

(٣) نفس المصدر: ٤٨ / ٣١٤ الامام موسى بن جعفر سيرة وتأريخ: ص ١٠٢.

(٤) بحار الأنوار: ٤٨ / ٢٨٤ الامام موسى بن جعفر سيرة وتأريخ: ص ١٠٢.

(٥) تاريخ الطبري: ١٠ / ٢٣١.

١٠٣

والحسينعليهما‌السلام خاصّة إن كنت ترى انّك تعصي الله عز وجل وتدخل الجنة وموسى بن جعفرعليه‌السلام أطاع الله ودخل الجنّة، فأنت إذن اكرم على الله تعالى من موسى بن جعفرعليه‌السلام والله ما ينال أحد ما عند الله تعالى إلّا بطاعته وزعمت انّك تناله بمعصيته؟! فبئس ما زعمت، فقال له زيد: أنا أخوك وابن أبيك، فقال له أبوالحسنعليه‌السلام : أنت أخي ما أطعت الله عزَّ وجلَّ انّ نوحاًعليه‌السلام قال: «رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ
الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ
» فقال الله تعالى: «يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ
غَيْرُ صَالِحٍ
...» فأخرجه الله تعالى عز وجل من أن يكون من أهله بمعصيته(١).

وذكر الشيخ المفيدرحمه‌الله من جملة أولاده العباس وهارون وعبدالله وعبيدالله والفضل وسليمان والحسن ورقية وأم أبيها ورقية الصغرة (كلثوم) وأم جعفر ولبابة وزينب وخديجة وعليّة وحسنة وبريهة وعبّاسة وأم سلمة وميمونة وأم كلثوم، وقال الشيخ المفيدرحمه‌الله ولكلّ واحد من ولد أبي الحسن موسىعليه‌السلام فضلٌ ومنقبة مشهورة.

أقول: أولاد الامام موسى بن جعفرعليه‌السلام ظلموا، قتلوا، شرّدوا، كما صنعوا بالائمة الطاهرين من أبناء الزهراعليها‌السلام وقبورهم شتى والعزاء لمولاتي الزهراءعليها‌السلام . نعزّيها بأبناءها على لسان الشاعر:

هالنوح يا فاطم على منهو توحين

نوحچ على المسموم لو نوحچ على احسين

نادت ودمع العين على الخد بادي

لو تسألوني يا خلگ كلهم أولادي

لچن مصاب احسين ساطي في فؤادي

أعظم مصيبة هوَّنتها امصيبة حسين

دهري رماني بالرزايا بكل غالي

وشتّت اولادي عن يميني وعن شمالي

ما شوف يوم من الحزن مرتاح بالي

البعيد عني والذي مني قريبين

منهم ابسامرا ومنهم في خراسان

ومنهم بارض طيبه ومنهم بارض كوفان

اعظم مصيبة مصيبة المذبوح عطشان

حسين وينه اللي يواسيني على احسين

لا تحسبوني للرضا في طوس ما جيت

ولا إلى بغداد ما رحت أو تعنّيت

كلهم عليهم نوَّحت والدمع هلّيت

واعظم عليَّ لو نعى الناعي على احسين

_________________________

(١) منتهى الآمال: ٢ / ٣٧٧ ـ ٣٧٨.

١٠٤

* * *

أبچي على اولادي ذبايح يوم عاشور

لنصب عليهم ماتمي في وسط الگبور

وانسيت ضلعي اللي ابسد الباب مكسور

كل البچه والنوح والصيحة على احسين

* * *

هذا بسامرا وذاك بكربلا

وبطوس ذاك وذاك في بغداد

* * *

١٠٥
١٠٦

المجلس الرابع عشر

الموضوع : أسباب استدعاء الامام الكاظمعليه‌السلام وسجنه

القصيدة: للشيخ اليعقوبي ديون الذخائر

ما أنصفتك بنو الأعمام إذ قطعت

أواصراً برسول الله تتحد

أبكيكَ رهن السجون المظلمات وقد

ضاق الفضا وتوالى حولك الرصدُ

لبثت فيهن أعواماً ثمانيةً

ما بارحتك القيود الدهم والصفد

تُمسي وتغدو بنو العباس في مرحٍ

وأنت في محبس السندي مضطهدُ

دسوا إليك نقيع السم في رطب

فاخضرَّ لونك مذ ذابت به الكبدُ

حتى قضيت غريب الدار منفرداً

لله ناءٍ غريب الدار منفردُ

أبكي لنعشِكَ والأبصار ترمقه

ملقىً على الجسر لا يدنو له أحدُ

أبكيكَ ما بين حمالين أربعة

تشال جهراً وكل الناس قد شهدوا

* * *

يگلبي على الكاظم تولم

يعيني اعليه سحّي الدمع من دم

غريب وبالحبس ويولج بالسم

يتگلب يسار ونوبه ايمين

* * *

عالج ولاج وگضى نحبه غريب

لا حضر موته صحابه اولا قريب

ويل گلبي يوم جس نبضة الطبيب

گال مسموم او مَضْ بيه الصواب

* * *

أيُحملُ موسى والحديدُ برجلهِ

كما حُمِلَ السجّاد عان مُقيّدا

١٠٧

المقدمة

الامام موسى بن جعفرعليه‌السلام مجمع الفضائل ومكارم الأخلاق الحسنة والتُقى والكرم. فالقلوب تهوي إليه وتتوجه نحو ومن هنا قال الامام الكاظمعليه‌السلام لهارون: «أنا إمام القلوب، وأنت إمام الجسوم»(١).

والعباسيون تعاملوا مع أهل البيتعليهم‌السلام وفق معايير ثابتة تقوم على أساس التصدّي لمدرسة أهل البيت ومطاردة شيعتهم وقمع الطالبين والنكاية بهم بسبب هاجس الخوف من نشاط الامامعليه‌السلام والغيرة من دوره الفاعل والمحرّك في الحياة الاسلامية.

لذلك هناك مجموعة من الأسباب التي أدَّت إلى استدعاء الامامعليه‌السلام وسجنه وهي:

١ ـ الخوف من عمل الأمامعليه‌السلام : ولعلَّ من أبرز الشواهد على ذلك ماروي أن هارون العباسي (لعنه الله) لمّا صار إلى المدينة وَصَلَ كل هاشمي أو قرشي أو مهاجري أو أنصاري ممن دَخَلَ عليه بخمسة آلاف درهم وما دونها إلى مائتي دينار، على قدر شرفه وهجرة آبائه، وحين دخل الامام الكاظمعليه‌السلام رحّب به، وعند منصرفه من الحج أمر بصرّة سوداء فيها مائتا دينار أرسلها إليه، فسأله المأمون وكان جريئا عليه: يا أمير المؤمنين، تعطي أبناء المهاجرين والأنصار وسائر قريش وبني هاشم ومن لا يعرف حسبه ونسبه خمسة آلاف دينار إلى مادونها، وتعطي موسى بن جعفر وقد أعظمته وأجللته مائتي دينار؟! أخسّ عطيّة أعطيتها أحداً من الناس، فقال: اسكت لا أمّ لك، فاني لو أعطيت هذا ما ضمنته له، ما كنت آمنه أن يضرب وجهي غداً بمائة ألف سيف من شيعته ومواليه، وفقر هذا وأهل بيته أسلم لي ولكم من بسط أيديهم وأعينهم(٢).

_________________________

(١) ينابيع المودة القندوزي: ٣ / ١٢٠.

(٢) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام : ١ / ٨٨.

١٠٨

٢ ـ الحقد والغيرة: إنَّ دأبَ الطغاة في كل عصر هو احتكار أسباب العظمة والتعالي لذواتهم، فتستعر نفوسهم غيرةً وحقداً على كل شخصية مرموقةٍ في المجتمع تتميّز برجاحة العلم والحلم والزهد والكرم الشجاعة وغيرها.

ومن أوضح الأمثلة على غيرة هارون اللئيم من الإمام الكاظمعليه‌السلام في موقف افتخر فيه الامامعليه‌السلام على هارون حين جاء مكة حاجاً، فأتى قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم زائراً له وحوله قريش وأفياء القبائل ومعه موسى بن جعفرعليه‌السلام ، فلما انتهى إلى القبر قال: «السلام عليك يا رسول الله يا بن عمي، افتخاراً على مَنْ حوله، لأنه كان في مقام استعراض لذلك يريد التضليل على الناس بالايحاء بأنه أقربهم إلى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبذلك فهو أحق بالخلافة.

فدنا موسى بن جعفرعليه‌السلام فقال: السلام عليك يا أبة، أسألكُ الله الذي اصطفاك واجتباك وهداك وهدى أن يصلّي عليك فتغيّر وجه هارون وتبيَّن فيه الغضب، وقال: هذا الفخر يا أباالحسن حقاً، ولم يحتملها هارون، فلم يزل ذلك في نفسه حتى استدعاه وسجنه فأطال سجنه، فلم يخرج إلّا ميتاً مقيداً مسموماً»(١).

٣ ـ الوشاية: ومن الذين وشوا بالإمام هو محمد بن إسماعيل بن جعفر
الصادق عليه‌السلام وفي هذه الرواية أن محمد بن إسماعيل بن جعفر استأذن الإمام
الكاظم عليه‌السلام في الخروج إلى العراق فأذن له، وقال له: «أوصيك أن تتقي الله في
دمي، فقال: لعن الله من يعسى في دمك، ثم ناوله أبو الحسن عليه‌السلام (٤٥٠) ديناراً
فقبضها محمد، ثم أمر لف بألف وخمسمائة درهم كانت عنده، فقلت له في ذلك
واستكثرته، فقال هذا ليكون أوكد لحجتي إذا قطعني ووصلته. قال: فخرج إلى
العراق واستأذن على هارون فأمر بدخوله، وقال يا أمير المؤمنين، خليفتان في
الأرض موسى بن جعفر بالمدينة يُجبى له الخراج، وأنت بالعراق يُجبى لك
_________________________

(١) تاريخ بغداد: ١٣ / ٣١.

١٠٩

الخراج، فقال والله: فقال: والله، قال فأمر له بمائة ألف درهم، فلمّا قبضها وحملت إلى منزله أخذته الذبحة في جوف ليلته فمات، وحُوِّل من الغد المال الذي حمل إليه إلى الرشيد»(١).

وقال ابن شهرآشوب: «كان محمد بن إسماعيل بن الصادقعليه‌السلام عند عمه موسى الكاظمعليه‌السلام يكتب له الكتب إلى شيعته في الآفاق، فلما ورد هارون الحجاز سعى بعمه إلى هارون، فقال الرشيد: ويلك أنا ومن؟ قال: موسى بن جعفر، وأظهر أسراره، فقبض عليه، وحظي محمد عند هارون، ودعا عليه موسى الكاظمعليه‌السلام بدعاء استجابه الله فيه وفي أولاده(٢).

٤ ـ مناظرة الرشيد في مسألة فدك:

فدك هو رَمْز لحق مغتصب وخلافة مسلوبة، روى المؤرخون أن هارون الرشيد قال لموسى بن جعفرعليه‌السلام : «حدّ فدكاً حتى أردها إليك، فيأبى الإمام حتى ألحَّ عليه هارون، فقالعليه‌السلام لا آخذها إلّا بحدودها، قال: وما حدودها؟ قال: إن حددتها لم تردها؟ قال: بحق جدك إلا فعلت، قال أما الحد الأول فعدن، فتغير وجه الرشيد وقال: إيهاً، قال والحد الثاني سمرقند، فاربدّ وجهه، والحد الثالث افريقية، فاسودّ وجهه وقال: هيه، قال: والرابع سيف البحر مما يلي الجزر وأرمينية قال الرشيد، فلم يبقَ لنا شيء، فتحول إلى مجلسي، قال موسىعليه‌السلام : قد أعلمتك أنني إن حددتها لم تردها، فعند ذلك عزم على قتله».

إنَّ موقف الامام الكاظمعليه‌السلام كان مع هارون موقفاً صريحاً لا لين فيه، فانه يراه
غاصباً لمنصب الخلافة ومختلساً للسلطة والحكم مما دعا هارون ان يودع الامام
السجن عليه‌السلام وذلك بعد أن أصدر أوامره بإلقاء القبض على الامام، فألقت الشرطة
عليه القبض وهو قائم يصلّي لربّه عند رأس جده النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقطعوا عليه صلاته ولم
_________________________

(١) رجال الكشي: ٢٦٣ / ٤٧٨.

(٢) مناقب اكابي طالب: ٣ / ٤٤٠.

١١٠

يمهلوه من اتمامها فحمل من ذلك المكان الشريف، وقيد وهو يذرف الدموع ويوجه شكواه إلى جده الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قائلاً: «إليك أشكوا يا رسول الله»(١).

ولم يحترم هارون قداسة القبر الشريف، فهتك حرمته، وحرمة أبناءه التي هي أولى بالرعاية والمودة من كل شيء، كما لم يحترم الصلاة التي هي أقدس عبادة في الإسلام فقطع عليه صلاته وأمر بتقييده وحمل إليه الامام وهو يرسف في ذل القيود فلما مثل عنده جفاه وأغلظ له في القول، وكان اعتقاله في سنة (١٧٩هـ) في شهر شوال لعشرٍ بقين منه(٢).

قطع الرشيد عليه فرض صلاته

قسراً وأظهر كامن الأحقاد

حتى إليه دسَّ سمّاً قاتلاً

فأصاب أقصى منيةٍ ومراد

* * *

عجيب امصيبته والله عجيبه

من سجن السجن ظالم يجيبه

او چبده امن الولم زايد لهيبه

ولم يزلعليه‌السلام يُنقل من سجن إلى سجن حتى قضى إمامنا نحبه صابراً محتسباً مسموماً في سجن السندي بن شاهك.

هلن دمه ابدال الدمع يعيون

على الگظه غريب ابسجن هارون

امگيد بالحديد أو زرگ المتون

أجل چا وين هاشم ما يحضرون

الجثة الكاظم خل يشيعون

_________________________

(١) حياة الامام موسى بن جعفرعليه‌السلام لمحقق الشيخ باقر شريف القرشي ج ٢ ص ٢٦٤ ـ
٢٦٥ نقلاً عن المناقب ٢ / ٣٨٥.

(٢) حياة الامام موسى بن جعفر للشيخ باقر شريف القرشي ج ٢ ص ٤٦٥ نقلاً عن البحار
١١ / ٢٩٦ ط. القديمة.

١١١

چف الدهر ريته اليوم ينشال

جرح گلبي ولا أظن بعد ينشال

نعش موسى على احماميل ينشال

أو يظل فوگ الجسر ثاوي رميه

* * *

ونادوا على جسر الرصافة حوله

نداءً له السبع الطباق تزلزلُ

* * *

١١٢

المجلس الخامس عشر

الموضوع : مواقف الإمامعليه‌السلام إزاء تصرفات السلطة

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

جلبوهُ قسراً من مدينة جدّهِ

نحو المدائنِ موثقاً بقيود

حبسوهُ في «طامورةٍ» لم يَنفجرْ

ليلَ الشقا عنْ صبحها بعمودِ

تبتْ يد الرجس (الرشيد) بفعلهِ

إذْ ليسَ فيما قد جنى برشيدِ

أوحى إلى (سنديّه) ليسمهُ

سماً تذوب به صخور البيدِ

فقضى سميماً في السجون مشرَّداً

في منزلٍ عمَّن يحبُ بعيدِ

وضعوا على جسر الرصافةِ نعشه

وعليه جهراً بالإهانةِ نودي

* * *

ثلثتيام ظل من غير تغسيل

ما عنده عشيرة النعشه اتشيل

شالوا للجسر أربع حماميل

أو بي سمعت الناس أو غدت تلتم

* * *

اشحال ابنه الرضا لمن گصد ليه

أو عاين للحديد أو شاف رجليه

ظل يبچي إعلى حاله أو ينحب اعليه

حتى انچتل بخريسان بالسم

* * *

من مبلغ الإسلام أنَّ زعيمهُ

قد مات في سجن الرشيد سميما

١١٣

١ ـ موقفه في السجن:

بعث الامام موسى بن جعفرعليه‌السلام برسالة وهو في السجن إلى هارون: «إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلّا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نفضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون»(١).

السجن عند الامام الكاظمعليه‌السلام مدرسة للعبادة والطاعة والصبر يسخرها الانسان العارف لبلوغ مدارج الكمال، فصَبَرَ الامام الكاظمعليه‌السلام راضياً بما قضاه الله حتى سمّي الكاظم لما تحمّل من صعاب وما كظم من غيظ عما فعله الظالمون به.

لذلك كان يشكر الله الامامعليه‌السلام ويقول: «اللهمَّ إنّك تعلم أني كنت أسألكَ أن تفرّغني لعبادتك اللهمَّ وقد فعلت، فلك الحمد»(٢).

لقد واجه الامام الكاظمعليه‌السلام السجن بروح ملؤها الصبر، فلم يهن ولم ينكل، ولم يظهر الإذعان والخضوع إلى السلطان الجائر فقد قيل لهعليه‌السلام وهو في الحبس: «لو كتبت إلى فلان يكلم فيك الرشيد؟ فقال: حدثني أبي عن آبائه: إن الله عز وجل أوحى إلى داود، يا داود، إنه ما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي دوني... إلّا وقطعتُ عنه أسباب السماء وأسخت الأرض من تحته»(٣).

٢ ـ موقفه من الرشيد:

للإمام حالات معينة مع الرشيد حسب متطلبات المرحلة والوقت الذي يملي عليه الموقف، ففي بعض الأحيان يكون الموقف:

أ ـ الموعظة: فقد روي عن إسماعيل بن بشر بن عمّار، قال: كتب هارون الرشيد إلى أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام عِظني وأوجز قال: فكتب إليه: ما من شيءٍ تراه عينك إلّا وفيه موعظةُ(٤).

_________________________

(١) الامام موسى الكاظمعليه‌السلام سيرة وتأريخ ص ٧٣ عن تذكرة الخواص ص ٣٦٠.

(٢) نفس المصدر السابق ص ٧٤ نقلاً عن الإرشاد ٢ / ٢٤٠.

(٣) نفس المصدر السابق نقلاً عن تأريخ اليعقوبي ٢ / ٤١٤.

(٤) نفس المصدر السابق نقلاً عن أمالي الصدوق: ٥٩٩.

١١٤

وروى عن عبد العظيم الحسني عن محمد بن علي عن أبيه، قال: «دخل موسى ابن جعفرعليه‌السلام على هارون الرشيد، وقد استخفه الغضب على رجلٍ، فقال له الامام الكاظمعليه‌السلام : إنّما تغضب لله عزّ وجل، فلا تغضب له بأكثر مما غضب لنفسه»(١).

وكذلك قال الرشيد للإمام الكاظمعليه‌السلام : «إنّي قاتلك! فقال الامام: لا تفعل، فإني سمعت أبي يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إنّ العبد يكون واصلاً لرحمه وقد بقي من أجله ثلاث سنين فيمدها الله حتى ثلاثين سنة، ويكون العبد قاطعاً لرحمه وقد بقي من أجله ثلاثون سنة فيصيرها الله حتى يجعلها ثلاث سنين»(٢).

ب ـ قد تكون المواجهة أشد وأكثر وقعاً كما في المناظرات التي ردّ الامامعليه‌السلام شبهات الرشيد ومنها كيفية انتسابهم إلى جدهم المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفضلهم على بني العباس. وهذا نص الحوار:

دَخَلَ الامام موسى بن جعفرعليه‌السلام ذات يوم على الرشيد فقال الرشيد للإمامعليه‌السلام : لِمَ جوزتم للعامة والخاصة أن ينسبوكم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويقولون لكم: يا بني رسول الله وأنتم بنو علي، وإنما ينسبُ المرءُ إلى أبيه، وفاطمة إنما هي وعاء، والنبيّ جدكم من قبل أمكم؟ فقلت يا أمير المؤمنين، لو أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه؟ فقال: سبحان الله! ولم لا أجيبه؟ بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك، فقلت: لكنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يخطب إليَّ ولا أُزوجه فقال ولِمَ؟ فقلت: لأنه ولدني ولم يلدك، فقال أحسنت يا موسى.

ثم قال: كيف قلتم: إنا ذرية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والنبي لم يعقب، وإنما العقب للذكر لا للأنثى، أنتم ولد البنت، ولا يكون لها عقب؟

فقلت: أسألك بحق القرابة والقبر تومن فيه إلّا ما أعفيتني عن هذه المسألة،
فقال: لا أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي، وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام
زمانهم، كذا أُنهي إليَّ، ولستُ أعفيك في كل ما أسألك عنه، حتى تأتيني فيه
_________________________

(١) نفس المصدر السابق ص ٧٥ نقلاً عن عيون أخبار الرضا ١ / ٢٩٢.

(٢) نفس المصدر السابق ص ٧٥ نقلاً عن ربيع الأبرار للزمخشري ٣ / ٥٥٣.

١١٥

بحجة من كتاب الله تعالى، وأنتم تدّعون معشر ولد علي أنه لا يسقط عنكم منه شيء ألف ولا واو إلّا تأويله عندكم واحتججتم بقوله عزّ وجل( مَّا فَرَّطْنَا فِي
الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ
) (١) وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم، فقلت: تأذن لي في الجواب؟ فقال: هات! فقلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ
الرَّحِيمِ... وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ
نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ، وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ
مَن أبو عيسى يا أميرَ المؤمنين؟ فقال: ليس لعيسى أب، فقلت إنما ألحقناه بذراري الأنبياءعليهم‌السلام من طريق مريمعليها‌السلام وكذكل أُلحقنا بذراري النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قبل أمنا فاطمةعليها‌السلام .

أزيدك يا أمير المؤمنين؟ قال: هات! قلت: قول الله عز وجل( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ
مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ
وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ
) (٢).

فكان تأويل قوله (أبناءنا) الحسن والحسين، ونساءنا (فاطمةعليها‌السلام ) وأنفسنا (علي بن أبي طالب)(٣).

٣ ـ مقاطعة الدولة:

من جملة المواقف التي اتخذها الامام الكاظمعليه‌السلام مقاطعة الدولة وتحريم
الانضواء في أجهزتها إلّا في حالات خاصة (كما بالنسبة لعلي بن يقطين) وهذا ما
نلمسه بشكل واضح بالنسبة لصفوان بن مهران الجمّال من أصحابه قال صفوان
«دخلت على أبي الحسن الأول عليه‌السلام فقال لي يا صفوان كل شيء منك حسن
وجميل ما خلا شيئاً واحداً، قلت: جعلت فداك، أي شيء؟ قال: اكراؤك جمالك
من هذا الرجل ـ يعني هارون ـ قال والله ما أكريته أشراً ولا بطراً ولا للصيد ولا
للهو، ولكنّي أكريته لهذا الطريق ـ يعني طريق مكة ـ ولا أتولاه بنفسي، ولكن
_________________________

(١) سورة الانعام: ٣٨.

(٢) سورة آل عمران: ٦١.

(٣) عيون أخبار الرضا ١ / ٨٣.

١١٦

أبعث معه غلماني فقال يا صفوان، أيقع كراؤك عليهم؟ قلت: نعم، جعلت فداك، قال: فقال لي: أتحبّ بقاءهم حتى يخرج كراؤك؟ قلت نعم، قال: مَن أحبّ بقاءهم فهو منهم، ومن كان منهم ورد النار، قال صفوان فذهبت فبعت جمالي عن آخرها.

ولهذا الموقف أسباب أهمّها

١ ـ أنَّ السلطة العباسية قد أمعنت في إقصاء الأمّة عن قيادة الامة ومارست معهم شتّى أساليب الظلم والجور والقتل والسجن وغيرها، لذلك فإنَّ التعاون مع تلك السلطات هو تعبير عن حالة الرضا عن ذلك الموقف.

٢ ـ العمل في أجهزة الدولة العباسية يغيِّر عن الاعتراف والإقرار بشرعيتها وأحقيّة ممارستها.

٣ ـ هذا الموقف بمثابة دعوة صريحة للأمة إلى الأنفتاح على مبادئها الرسالية وتوعيتها على واقع الظلم والفساد(١).

تباً لهم من أمةٍ لم يحفظوا

عهد النبي بآله الأمجاد

قد شتتوهم بين مقهور ومأ

سورٍ ومتخورٍ بسيف عناد

لهفي وهل يجدي أسىً لهفي

على موسى بن جعفر علة الايجاد

ما زال ينقل في السجون معانياً

عضَّ القيود ومثقل الأصفاد

* * *

يا گلبي ذوب أو يا دمع عيني تفجّر

للي گضه ابسجن الرجس گلبه تفطر

امر الطاغي اتشيل ابن جعفر حماميل

شالوا الجنازه او لا مشت خلفه رياجيل

واعله الجسر ذبوه وابرجله زناجيل

واگلوب شيعتهم عليه ابنار تسعر

* * *

_________________________

(١) الامام موسی الكاظمعليه‌السلام سيرة وتأريخ علی موسی الكعبي ص ٧٨ ـ ٧٩.

١١٧

شيعة علي الكرار فجعتهم شديدة

من عاينوه امغلل او بالساگ گيده

مطروح فوگ الجسر ما فكوا حديده

صاحت يبوا ابراهيم يومك صاير أگشر

* * *

وضعوا على جسر الرصافة نعشه

وعليه نادى بالهوان منادي

* * *

١١٨

الخاتمه

اللهمَّ لك الحمدُ ولك الشكر على ما وفقتنا من كتابة هذه المجالس، وأعنتنا على ذلك، فلك الحمد.

وبعد فهذه المجالس مع اختصارها لا تفي بسيرة الامام العظيم موسى بن جعفر (عليه الاف التحية والثناء) ولكن أحببنا أن نكتب في سيرة الامام الكاظمعليه‌السلام الصابر، وأسأل الله سبحانه أن يمدَّ في أعمارنا لنكمل هذه المجالس في طبعةٍ جديدة لغير هذه الطبعة لنضيف لها ما لم يتسع المجال لكتابته في هذه الطبعة والله من وراء القصد وهو وليُّ التوفيق «وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ »

يوم الأربعاء العاشر من شهر شعبان ١٤٣٤هـ

١١٩

شكر وتقدير

إلى كل مَن رفدنا بكتابٍ أو خدمةٍ أو معروفٍ في إصدار هذا الكتاب، لا سيما من أشرف على صف الحروف وتنضيدها وإخراج الكتاب ومن صمّم الغلاف ومن طبعه وشكراً لناشر الكتاب، وقد روي عن الامام الرضاعليه‌السلام أنّه قال «مَن لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الخالق» فالشكر لجميع من ساهم في إخراج وإصدار هذا الكتاب ومنهم الشاب الموفّق السيد محمد شبّر على عناءه واهتمامه ومثابرته فجزاه الله خير جزاء المحسنين.

كما لا يفوتني أن أشكر الأخ العزيز الأستاذ الحاج عادل المياحي على جهوده والحاج الأستاذ ابو رضوان والشاب الموَّفق الحاج محمّد مهدي الغفوري وكل مَن ساهم فجزى الله جميعاً خير الجزاء.

١٢٠