• البداية
  • السابق
  • 561 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14504 / تحميل: 5023
الحجم الحجم الحجم
موسوعة عاشوراء

موسوعة عاشوراء

مؤلف:
الناشر: دار الرسول الأكرم (ص)
العربية

موسوعة عاشوراء

١
٢

٣
٤

موسوعة عاشوراء

جواد محدثي

٥
٦

مقدمة الناشر

ليس محتوى هذا الكتاب كما الكتب الأخرى في عاشوراء ونهضة الإمام الحسينعليه‌السلام ، فما يحويه هذا الكتاب ليس سردا أو سيرة أو تاريخا أو وقائع وأحداث ، إنما هو معجم للمصطلحات والتعابير والمفاهيم التي انبعثت عن نهضة الإمام الحسين في العاشر من محرم ، والتي غدت مع الأيام من خصوصيات الأمم والشعوب التي بكت الحسينعليه‌السلام ولا زالت تبكيه وسوف تبكيه حتى قيام الساعة.

إذن هذا الكتاب هو معجم تناول تلك المصطلحات والتعابير بالشرح والتفسير والتوضيح. ونحن في دار الرسول الأكرم وتنفيذا للعهد الذي قطعناه على أنفسنا بأن نواصل السعي والجهد لإتحاف المكتبة الإسلامية والقارئ الكريم بكل نفيس وثمين من صنوف العلم والمعرفة نتقدم منكم أعزاءنا القراء بهذا المؤلف الفريد من نوعه والحديث في موضوعه. آملين أن يكون فيه النفع والفائدة ، راجين من المولى العلي القدير التوفيق والعون إنه نعم المولى ونعم النصير. والحمد لله رب العالمين.

٨ / صفر / ١٤١٨ ه

١٣ / حزيران / ١٩٩٧ م

٧
٨

مقدّمة المترجم

استأثرت ملحمة الطف الخالدة باهتمام لا نظير له في شتى النواحي والمجالات ، وحظيت بسهم وافر من التأليف والتصنيف والأشعار والمقالات ، وافردت لها دراسات خاصة تباينت اغراضها بين السرد التاريخي والبحث التحليلي وما إلى ذلك.

ومع كل هذا يبدو ان عمق القضية وشمولها وضخامة تلك التضحية الفريدة جعل منها معينا ثرّا لا ينضب عطاؤه مهما كثرت فيها الأقوال وتنوّعت الدراسات ، وتبقى في الكثير من آفاقها فسحات تتّسع للمزيد من النظر.

الكتاب الذي بين يديك أيّها القارئ الكريم يدخل في اطار الترتيب المعجمي لتلك الواقعة وما يرتبط بها أو يدور في محورها من مواضيع ، فهو معجم الفبائي تجد فيه معظم الكلمات والمصطلحات ذات العلاقة بعاشوراء وأحداثه وشخصياته ومشاهده.

آثر المؤلف الاستاذ جواد محدّثي ـ لأسباب ذكرها في المقدمة ـ اسلوب الاختصار في عرض المفاهيم والمواضيع ليتيح للراغبين فرصة الانطلاق للتنقيب وجمع المزيد من المعلومات والتوسّع في دراسة الموضوع المطلوب ، إذ فتح امام القارئ أبوابا ومداخل وأتاح له حرية التجوال بين مغارس ومعطيات عاشوراء مع ما تحمله من مفاهيم وقيم ومعارف.

تجدر الاشارة إلى أن الفوارق الثقافية بين البلدان الاسلامية والتباين في العادات والتقاليد لدى محبي أهل البيت الذين يتوزعون على أقاليم شاسعة من خارطة العالم الاسلامي ، قد صبغ ممارساتهم وشعائرهم في الحزن والنياحة على الحسينعليه‌السلام بصور وأساليب شتّى ، فكل شعب له نمط خاص من الشعائر

٩

ينفرد بها لوحده أو قد تشاركه بها شعوب اخرى ، أو قد تمارسها مدينة واحدة في بلد ما دون سائر المدن والأقاليم الاخرى ، وتعددت طرائق الناس في التعبير عن حزنها على مأساة كربلاء لكن هذا لا ينفي وجود شعائر مشتركة تعارف عليها الجميع وسادت في كل بقعة يقطنها محبو أهل بيت الرسول.

ومن هنا نجد في هذا الكتاب مصطلحات أو شعائر قد تكون غريبة على اسماعنا أو غير شائعة ولا معروفة عند بعضنا ، أو ربما لم يرد ذكر شعائر اخرى معروفة لدى البعض ، وهذا الكتاب يقدم نتفا عن أكثرها شيوعا وايجابية وتنتهي بمحصلتها النهائية إلى طريق واحد هو حب الحسين والحزن على مصابه والتأسّي بموقفه ، والسير على نهجه.

انوّه إلى أن هذا الكتاب كان يستلزم مزيدا من الجهد ليظهر على اتمّ صورة ، ولكننا نعلم انّ لكل شيء ـ إذا ما تم ـ نقصان

وأخيرا أرجو أن أكون من خلال هذا الجهد ممّن قدموا خدمة على هذا السبيل.

خليل زامل العصامي

شوال ١٤١٧

١٠

مقدمة المؤلف

حياة الشيعة تنبض بواقعة عاشوراء المتأصّلة في عمق معتقداتهم ، وكانت نهضة كربلاء على مدى أربعة عشر قرنا منهلا يروي النفوس بكوثر زلال.

ولا زالت ملحمة الطف حتى يومنا هذا ترسم ملايين الدوائر الواسعة والضيّقة من القيم والمشاعر والعواطف ، فتدور حولها العقول والارادات.

لا ريب في أن مكونات تلك الملحمة الرائعة وما انطوت عليه من دوافع وأهداف ودروس تمثّل ثقافة غنية وأصيلة يستلهم منها الشيعة ومحبّو أهل البيت كبارا وصغارا ، وعلماء وعامة ، وبين احضانها ينشأون ويترعرعون حتى ان الطفل في بداية ولادته يحنّك بتربة سيّد الشهداءعليه‌السلام وبماء الفرات ، وبعد الموت يدفن ومعه شيء من تربة كربلاء ، وخلال هذه الفترة الممتدة بين الولادة والممات يتفانى الشيعي بمحبّة الحسين بن علي ويسكب الدموع على مأساة استشهاده ، وهذا الولاء المقدّس يدخل روح الانسان مع اولى قطرات الحليب التي يرضعها ، ولا يخرج إلّا بعد خروج الروح.

أهمية هذا العمل :

لقد كتبت إلى الآن الكثير من المؤلّفات والمصنّفات والأشعار والدراسات عن واقعة الطف ، وخاض المفكّرون والكتّاب في مختلف ابعادها ومن مختلف الزوايا والآراء حتى غدت المصنّفات المدونة بشأن ثورة كربلاء والقضايا المتعلّقة بها تشكّل مكتبة كبرى ، ولكن لا زال في الميدان متّسع من المجال لمزيد من الأعمال والدراسات.

أما الهدف من تدوين هذا الكتاب فهو تقديم معجم ملخص بمجلد واحد يمكن الانتفاع منه عند الحاجة ويتضمّن أهم المعلومات التعلّقة بهذه الواقعة سواء في عصرها ، أم في العصور التي تلتها إلى يومنا هذا ، ولهذا تضمّنت الكلمات الواردة في هذا وفق الترتيب الالفبائي اسماء أشخاص ، وقبائل ، وأماكن ، وكتب ،

١١

واصطلاحات ، وتقاليد ، وشعائر ، وتعاليم دينية ، اضافة إلى محاور لها صلة بقضية عاشوراء بشكل أو آخر.

العناوين الواردة في هذا الكتاب كلها ذات دلالة واسعة ويمكن كتابة مقالة موسعة بشأنها كل واحد منها ، كما هو الحال في ما كتب بشأن البعض منها ، لكن الهدف من هذا الكتاب كان ينصب على الاكتفاء باقل ما يمكن من العبارات بعيدا عن الاطناب من اجل تقديم أهم المعلومات المفيدة للقارئ ، كما تجدر الاشارة إلى ندرة المعلومات المتوفّرة في مختلف المصادر عن بعض المواضيع وخاصّة في ما يتعلق ببعض شهداء كربلاء ، وهذا ما جعل المعلومات المعطاة هنا شحيحة ، بل وغير كافية احيانا.

من البديهي ان تدوين موسوعة شاملة وكاملة من عدّة مجلدات ضخمة عمل لا يتيسّر انجازه إلّا على مدى سنوات متمادية وعلى يد فريق تتوفر له مستلزمات البحث الموسّع ـ وهناك حسب اطلاعي مراكز ثقافية في طهران وقم ومشهد تتولى القيام بمثل هذه المهمة ـ ويجب الانتظار لسنوات طويلة حتى تثمر هذه القصاصات وتتحول إلى كتاب.

إذا واجهتم في هذا الكتاب بعض النواقص فهي تعزى إلى كون الجهد فرديا ، ومع هذا فنحن بانتظار آراء أهل الخبرة واقتراحات عموم القراء من أجل اخراج هذا المعجم على أفضل ما يكون.

أرجو ان يكون هذا العمل ذا ثمرة وفائدة لجميع محبّي أهل البيتعليهم‌السلام وأنصار أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام ولا سيما المثقفين والشباب والمبلّغين والعلماء والخطباء.

طريقة ترتيب المعجم :

من جملة مزايا هذا المعجم انه يتضمّن في نهاية أغلب الموارد سهما يشير إلى أهم العناوين المشروحة في هذا الكتاب ولها صلة بهذا الموضوع ، ويمكن للقارئ الحصول على مزيد من المعلومات من خلال الرجوع إلى العناوين المشابهة أو المقاربة للموضوع المطلوب ، فجاء مثلا في نهاية موضوع «أهل

١٢

البيت» سهم يشير إلى : العترة وإلى بني هاشم بالصورة التالية : ـ العترة ، بني هاشم ، وهكذا.

عناوين الاحالة :

جاء في عقب بعض العناوين سهم يحيل القارئ إلى عناوين اخرى ومفاده انّ هذا الموضوع تمّ بحثه تحت عنوان آخر من قبيل :

باب الحوائج ـ العبّاس بن علي :

آية الكهف ـ تلاوة القرآن :

الأربعون ـ يوم الأربعين :

المصادر الاضافية :

احد الطرق المتعارفة في تدوين الكتب هي الاشارة في نهاية الكتاب أو المقالة إلى المصادر التي استقيت منها المواضيع الاساسية للكتاب أو المقالة ، وفي هذا الكتاب وردت في الهوامش اسماء المصادر التي اخذنا عنها مضافا إليها اسماء مصادر اخرى اضافية مفيدة لمن يرغب في الحصول على المزيد من المعلومات.

الفهرست الموضوعي

على الرغم من الاقتراحات التي قدّمها البعض بتنظيم هذه الموسوعة على شكل فصول ، الا اننا ارتأينا ترتيبها وفقا لحروف الالف باء ليسهل على القارئ الحصول على الموضوع المطلوب ، كما وضع فهرست موضوعي في نهاية الكتاب للمواضيع الخاصة ويتضمن فهارس الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والاعلام والاماكن والفرق والوقائع والكتب الواردة في متن الكتاب والمصادر المعتمدة في التأليف. نسأل الله قبول هذا الجهد المتواضع ، وان يكون اداء لبعض الدين الذي في رقابنا لمولانا وخدمة على سبيل احياء هذه الملحمة الخالدة.

جواد المحدّثي

جمادى الاولى ١٤١٧

١٣
١٤

آ ـ أ

آداب الزيارة :

لزيارة الإمام المعصومعليه‌السلام سواء في حياته أم بعد استشهاده ، آداب تميّزها عن غيرها من اللقاءات والزيارات ؛ ومن جملتها : مراعاة الطهارة ، والادب ، والوقار ، والانتباه ، وحضور القلب(١) ، ولزيارة ضريح الحسينعليه‌السلام آداب خاصة من قبيل : الصلاة ، وطلب الحاجة ، والحزن والغبرة والبساطة ، وطي طريق الزيارة ، والسير على الأقدام ، وغسل الزيارة ، والتكبير ، والتوديع(٢) .

أورد الشهيد الثاني في كتاب «الدروس» أربعة عشرة نقطة في آداب زيارتهعليه‌السلام ، وخلاصتها ما يلي :

الاولى : الغسل قبل دخول الحرم ، والدخول على طهارة وبثياب نظيفة وأن يدخل بخشوع.

الثانية : الوقوف على باب الضريح والدعاء والاستئذان بالدخول.

الثالثة : الوقوف إلى جانب الضريح والاقتراب من القبر.

الرابعة : الوقوف مستقبلا الحرم مستدبرا القبلة عند الزيارة ، ثم وضع الوجه على القبر ، ثم الوقوف عند الرأس.

الخامسة : قراءة الزيارات الواردة والتسليم.

__________________

(١) بحار الانوار ٩٧ : ١٢٤.

(٢) بحار الانوار ٩٨ : ١٤٠ وما بعدها.

١٥

السادسة : صلاة ركعتين بعد الزيارة.

السابعة : الدعاء وطلب الحاجة من بعد الصلاة.

الثامنة : قراءة القرآن عند الضريح واهداء ثوابه إلى الإمام.

التاسعة : حضور القلب على كلّ حال ، والاستغفار من الذنب.

العاشرة : احترام السدنة وخدمة الحرم والإحسان إليهم.

الحادية عشر : بعد الرجوع إلى البيت ، التوجّه إلى الحرم والزيارة مرّة اخرى ، وقراءة دعاء الوداع.

الثانية عشر : ان يكون اعمال الزائر بعد الزيارة افضل مما قبلها.

الثالثة عشر : تعجيل الخروج عند قضاء الوتر من الزيارة ، لتزداد الرغبة ، وعند الخروج تمشي القهقري.

الرابعة عشر : إعطاء الصدقة للمحتاجين في تلك البقعة ، ولا سيّما الفقراء من ذرية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) .

ورعاية هذا الآداب توجب القرب الروحي والمعنوي ، وتزيد من فائدة الزيارة ، وفلسفة تشريع الزيارة تمكن في الاستفادة من الآفاق المعنوية لمزارات أولياء الله.

ـ الزيارة ، زيارة كربلاء ، الزيارة مشيا ، اذن الدخول

آداب الوعظ والمنبر :

بما أنّ عمل أصحاب المنبر والوعظ الذين يلقون الكلمات والمواعظ ، ويذكرون المصيبة في المحافل الدينية والمجالس الحسينية يدخل في نطاق قلوب الناس ودينهم ولأن المستمعين يتّخذون كلامهم حجّة ، لذلك يجب أن يكونوا معتقدين بكلامهم ويعلمون به لكي يكون لكلامهم تأثيره ، ولا يكون فيه انتقاص للدين وللعلماء.

__________________

(١) الدروس الشرعية ٢ : ٢٣.

١٦

ومعنى هذا انّ اعتلاء المنبر وموعظة الناس ليس عمل أيّ كان ، بل يستلزم توفّر بعض الشروط والمواصفات ، وكثيرا ما كان العلماء الكبار الحريصون على الدين ينصحون ويوجهون في هذا المجال تحريريا وشفويا ، ومن جملتهم المرحوم الميرزا حسين النوري الذي حدد في كتابه القيم «لؤلؤ ومرجان» الآداب التي يجب أن يتحلّى بها الوعاظ ، وأشار إلى أن الاخلاص هو الدرجة الاولى للمنبر ، و «الصدق» درجته الثانية ، وتطرّق إلى ذكر بعض النقاط التي اعتبرها «مهالك عظيمة للقراء والوعاظ» وهي كما يلي :

١ ـ الرياء والعمل لاجل الدنيا.

٢ ـ جعل قراءة الذكر وسيلة للكسب.

٣ ـ بيع المرء آخرته بدنياه أو بدنيا غيره.

٤ ـ عدم العمل بالأقوال التي ينقلها في حديثه.

٥ ـ الكذب من على المنبر وعدم التزام الصدق في الأحاديث والحكايات.

وتناول تلميذه المرحوم المحدّث القمّي في كتابه «منتهى الآمال»(١) عرضا مسهبا لقبح الكذب في مجالس العزاء والمنبر وقراءة المراثي ، والاستفادة من طور الاغاني في قراءة العزاء ، وعدم مراعاة الدقّة في نقل النصوص التاريخية ، وافرد بابا تحت عنوان «نصح وتحذير» يحذر فيه أصحاب المنبر من الابتلاء بالكذب والافتراء على الله والائمة والعلماء ، والغناء ، وارغام الصبيان المرد على القراءة بألحان الفسوق ، والمجيء بدون اذن ـ بل وبعد النهي الصريح ـ بيوت الناس واعتلاء المنبر والاساءة إلى الحاضرين بكلمات بذيئة لعدم بكائهم ، والترويج للباطل عند الدعاء ، ومدح من لا يستحق المدح ، والاتيان بما من شأنه ايجاد الغرور لدى المجرمين ، والجرأة لدى الفاسقين ، وخلط حديث بحديث آخر

__________________

(١) منتهى الآمال ١ : ٣٤١ ، وفي هذا المجال راجع كتاب «الملحمة الحسينية» و «تحريف عاشوراء» للشهيد مطهري.

١٧

تدليسا ، وتفسير الآيات الشريفة بآراء كاسدة ، ونقل الاخبار بمعاني باطلة ، والافتاء من غير أهلية ، لذلك ، وذكر أقوال الكفرة ، والحكايات المضحكة ، وأشعار الفجّار والفاسقين في مواضيع منكرة ، لغرض تزيين الكلام وتفخيم المجلس ، وتصحيح الأشعار الكاذبة في المراثي بذريعة لسان الحال ، وذكر ما ينافي عصمة وطهارة أهل بيت النبوّة ، واطالة الحديث في أغراض كثيرة فاسدة ، وحرمان الحاضرين من أوقات فضيلة الصلاة ، وأمثال هذه المفاسد التي لا تعدّ ولا تحصى.

ـ تحريف عاشوراء

آل أبي سفيان :

آل أبي سفيان هم أقارب أبي سفيان بن حرب كبير الفرع الاموي ، وكان هو وأهل بيته يضمرون العداء لبني هاشم ولأهل بيت رسول الله ، وللاسلام ، شارك أبو سفيان في المعارك التي انطلقت لمحاربة الاسلام ، وحارب ابنه معاوية عليا والحسنعليهما‌السلام ، وحفيده يزيد قتل الحسين بن علي في كربلاء. كان لآل أبي سفيان موقف معاد لمبدإ التوحيد ، ولهذا قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان»(١) . كما ولعن أبو سفيان وأهل بيته في زيارة عاشوراء «اللهمّ العن ابا سفيان ، اللهمّ العن وآل أبي سفيان» وذلك لموقفهم المعادي للاسلام.

اعتبر الإمام الصادقعليه‌السلام العداء بين آل بيت النبي وآل أبي سفيان عداء عقائديا لا شخصيا فقال : «انّا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله ؛ قلنا : صدق الله ، وقالوا : كذب الله»(٢) .

وكان سبب زوال حكومتهم تلوّث أيديهم بدماء الحسين : «إنّ آل أبي سفيان

__________________

(١) بحار الانوار ٤٤ : ٣٢٦.

(٢) بحار الانوار ٣٣ : ١٦٥. و ٥٢ : ١٩٠.

١٨

قتلوا الحسين بن علي صلوات الله عليه فنزع الله ملكهم»(١) .

حينما قدم جيش الكوفة يوم عاشوراء لقتل الإمام الحسين خاطبهم باسم شيعة آل أبي سفيان ، ولما هجموا على خيامه قال لهم : «ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان ان لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم ...»(٢) .

لقد حارب آل أبي سفيان قاطبة الحقّ والعدل على مدى التاريخ ، وسعوا لإطفاء نور الله سواء في بدر واحد وصفين وكربلاء ، أم في اي زمان ومكان آخر من العالم.

ـ بني اميّة ، أنصار يزيد ، فساد بني اميّة

آل الله

المراد من آل الله وأهل الله ، هم أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . اعتبر الحسينعليه‌السلام نفسه وأهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم آل الله ، فقال : «نحن آل الله وورثة رسوله»(٣) .

ونقرأ أيضا في زيارة الإمام الحسينعليه‌السلام في النصف من رجب : «السلام عليكم يا آل الله» وهو منقول أيضا في زيارة الاربعين. وهذا بسبب قوّة ارتباط وانتساب عترة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والإمام الحسين بالله تعالى وبدينه ، وكأنّهم من آل الله. وهذا التعبير «آل الله» استخدمه جابر بن عبد الله الأنصاري عند وقوفه على قبر الحسين في الأربعين من شهادته وقراءته للزيارة.

كما واطلقت أيضا كلمة «آل الله» على قريش لمكانتهم في بيت التوحيد والمسجد الحرام وارتباطهم ببيت الله. قال الإمام الصادقعليه‌السلام : «إنّما سمّوا

__________________

(١) بحار الانوار ٤٥ : ٣٠١ ، و ٤٦ : ١٨٢.

(٢) بحار الانوار ٤٦ : ٥١.

(٣) بحار الانوار ٤٤ : ١١ و ١٨٤.

١٩

آل الله ، لأنّهم في بيت الله الحرام»(١) . لا سيّما وإنّ عظمة قريش قد ازدادت بولادة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بينهم وازداد انتسابهم إلى الله من بعد بعثة الرسول «وعظمت قريش في العرب وسمّوا آل الله».

ـ أهل البيت

آل اميّة ـ بني اميّة :

آل زياد :

من جملة الطوائف التي اضرت بالاسلام كثيرا ، ولعنت في زيارة عاشوراء ، هم آل زياد ، «والعن آل زياد وآل مروان إلى يوم القيامة». لقد تلطّخت أيدي زياد ، ذلك النسل الخبيث بدماء عترة النبيّ. كان عبيد الله بن زياد واليا على الكوفة والبصرة ، وقتل الإمام الحسين في كربلاء ، وابن زياد هذا أمّة كانت تدعى سميّة ، وكانت ذات راية. وولد زياد من المعاشرة والزنا مع رجل يدعى «عبيد الثقفي» ، ولذا كان يسمى بزياد بن عبيد ، ومن بدع معاوية انّه ألحق ابن الزنا هذا ـ وخلافا لسنّة الرسول ـ ببني اميّة ، وسمّي بعد ذلك بزياد بن أبي سفيان(٢) ، وقد حصلت قضية «الاستلحاق» المعروفة هذه في عام ٤٤ للهجرة واعترض عليها الكثير من اكابر المسلمين من جملتهم سيّد الشهداء الذي كتب إلى معاوية كتابا عاب فيه عليه ذلك العمل واعتبره من طراز قتله لحجر بن عدي وعمرو بن الحمق(٣) ، وبعد سقوط الخلافة الأموية صار الناس يدعون زياد باسم امّه أو باسم أبيه المجهول «زياد بن أبيه»(٤) .

أورد الإمام الحسينعليه‌السلام في احدى خطبه يوم عاشوراء عبارة : «ألا وانّ الدعي ابن الدعي ...» وهي إشارة إلى خسّة نسب ابن زياد وأبيه ، فكلاهما كان

__________________

(١) بحار الانوار ١٥ : ٢٥٨.

(٢) الغدير ١٠ : ٢١٨.

(٣) معادن الحكمة لمحمد فيض الكاشاني ٢ : ٣٥ ، بحار الانوار ٤٤ : ٢١٢.

(٤) الغدير ١٠ : ٢١٨.

٢٠

نسبهما وضيعا ، لأن عبيد الله كان أيضا من جارية مشهورة بالزنا اسمها مرجانة ، وقد كان تسلّط شخص كابن زياد على رقاب الناس نكبة أصابت كرامة المسلمين والعرب ، فحينما شاهد زيد بن أرقم عبيد الله بن زياد في الكوفة وهو يضرب بالقضيب على شفتي الرأس المقطوع لابي عبد اللهعليه‌السلام انتخب باكيا ، ونهض من بين يديه ، ثمّ رفع صوته يبكي وخرج وهو يقول : ملك عبد حرا ، أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم ، قتلتم ابن فاطمة وأمّرتم ابن مرجانة(١) .

وكان آل زياد معروفون في تلك الايام بصفتهم فئة فاسدة شيطانية ، حتّى انّ أحد شهداء كربلاء وهو مالك بن أنس المالكي أو أنس بن الحارث الكاهلي ارتجز في الميدان ارجوزة كان أحد أبياتها هو :

آل علي شيعة الرحمن

آل زياد شيعة الشيطان(٢)

وعلى ضوء الروايات الواردة فإنّ آل زياد فئة ممسوخة سخط الله وغضب عليهم وعلى ذرّياتهم ، فقد كان مقتل أبي عبد الله يوم عاشوراء بالنسبة لهم يوم فرح وسرور(٣) .

كما ان «آل زياد» اسم سلالة من الخلفاء من ذرية زياد بن ابيه حكمت اليمن من عام ٢٠٤ إلى عام ٤٠٩ للهجرة بدأت حكومتهم منذ عهد هارون الرشيد ، وكانت مهمتهم القضاء على العلويين هناك.

ـ عبيد الله بن زياد ، آل أبي سفيان ، آل مروان

آل عقيل :

ثلّة من أبناء عقيل وأحفاده ، وكانوا من جملة شهداء كربلاء وصنّاع ملحمة

__________________

(١) بحار الانوار ٤٥ : ١١٧.

(٢) نفس المصدر : ٢٥.

(٣) نفس المصدر السابق : ٩٥.

٢١

النهضة الحسينية ، ضحّوا بأرواحهم في سبيل الإمام ، ومن قبلهم ضحّى مسلم بن عقيل بنفسه في سبيل دين الله وطريق الحسينعليه‌السلام واستشهد اثنان من أبنائه يوم الطفّ. وهؤلاء الابطال هم من ذريّة أبي طالب قضوا في نصرة ابن عمهم وهم : عبد الله بن مسلم ، محمد بن مسلم ، جعفر بن عقيل ، وعبد الرحمن بن عقيل ، محمد بن عقيل ، عبد الله الاكبر ، محمد بن أبي سعيد بن عقيل ، علي بن عقيل وعبد الله بن عقيل.

كان بعض هؤلاء التسعة فقهاء وعلماء كبار سجّل كل واحد منهم موقفا رائعا قبل استشهاده ، وقد أشار أحد الشعراء إلى انّ من استشهد من ذرّية عليعليه‌السلام في يوم الطف سبعة ، وعدد الذين استشهدوا من ذرّية عقيل تسعة ، فأنشأ يقول :

عين جودي بعبرة وعويل

واندبي إن ندبت آل الرسول

سبعة كلّهم لصلب عليّ

قد اصيبوا وتسعة لعقيل(١)

وفي يوم عاشوراء حينما كان يبرز ابناء عقيل إلى الميدان كان الامام يدعو لهم ويلعن قاتليهم ويحثّ آل عقيل على الصمود ، ويبشّرهم بالجنّة : «اللهمّ اقتل قاتل آل عقيل صبرا آل عقيل إنّ موعدكم الجنّة».

ولاجل هذه التضحية كان الإمام زين العابدينعليه‌السلام من بعد عاشوراء يبدي مزيدا من الاهتمام والعطف على عائلتهم ويفضّلها على من سواها ، ولما سئل عن ذلك قال : اني لأتذكر موقفهم من أبي عبد الله يوم الطفّ وأرقّ لحالهم ، ولهذا السبب أيضا بنى الإمام السجادعليه‌السلام بالأموال التي جاءه بها المختار من بعد ثورته ، دورا لآل عقيل ، لكن الحكومة الأموية هدمتها(٢) .

ـ انصار الإمام الحسينعليه‌السلام ، احصاء عن ثورة كربلاء

__________________

(١) حياة الإمام الحسين ٣ : ٢٤٩.

(٢) حياة الإمام زين العابدين ١ : ١٨٦.

٢٢

آل محمد (ص) ـ أهل البيت :

آل مراد :

اسم قبيلة هانئ بن عروة ، وهو شيخها وزعيمها في الكوفة ، وكان اذا نادى أجابه أربعة آلاف فارس وثمانية آلاف راجل ، وحينما أخذ إلى سوق الكوفة ليضرب عنقه كان يصيح : يا آل مراد ، ولكنه لم يجد من يستجيب لندائه خوفا على حياتهم وخذلانا(١) وقد حلّ مسلم بن عقيل حين وجوده في الكوفة ضيفا على هانئ ، وقبض عليه قبل مسلم وقتل.

ـ هانئ بن عروة

آل مروان :

آل مروان بن الحكم من رهط بني اميّة ، تسلّموا الخلافة منذ عام ٦٤ للهجرة ، ابتدأت سلطتهم بوصول مروان إلى منصب الخلافة ، وكان شديد العداء لاهل البيت وللامام الحسينعليه‌السلام . وكان مطرودا وملعونا من النبي والناس.

حكم من بعده عبد الملك بن مروان ، والوليد بن عبد الملك ، وسليمان بن عبد الملك ، وعمر بن عبد العزيز ، ويزيد بن عبد الملك ، وهشام بن عبد الملك ، والوليد بن يزيد ، ويزيد بن الوليد ، ومروان بن محمد ودامت مدّة حكمهم سبعين سنة(٢) كانت من أشدّ العهود ضيقا على الشيعة ، ولقد اتّخذ بنو مروان أخبث وأقسى الاشخاص كولاة لهم على المدن ، والحجّاج واحد منهم.

في زيارة عاشوراء لعن «آل مروان» شأنهم شأن آل زياد وآل أبي سفيان وبني اميّة.

ـ مروان بن الحكم ، آل زياد

__________________

(١) مروج الذهب ٣ : ٥٩.

(٢) انظر حوادث خلفاء آل مروان في مروج الذهب ٣ : ٩١ وما بعدها.

٢٣

آل يزيد :

وهم انصار يزيد والمرتبطين به فكرا أو عملا ، سواء في الماضي أم في الحاضر ، فكل من يشاكل يزيد ويعمل عمله ، فهو من «آل يزيد» وعليه لعنة الله وغضب الناس ، وقد وردت كلمة «آل يزيد» في بعض الزيارات أيضا ، كزيارة عاشوراء غير المعروفة التي جاء فيها : «اللهم العن يزيد وآل يزيد وبني مروان جميعا».

ونقرأ فيها أيضا : «هذا يوم تجدد فيه النقمة وتنزل فيه اللعنة على اللعين يزيد وعلى آل يزيد وعلى آل زياد وعمر بن سعد والشمر»(١) ، اضافة إلى لعن كل من يرضى بقول وفعل يزيد من الاولين والآخرين والتابعين لهم والمبايعين والمعاضدين لهم أو الراضين بعملهم ، ولعنة الله على كل من سمع بواقعة عاشوراء فرضي بها ، وهو من آل يزيد وعليه اللعنة : «اللهم والعن كل من بلغه ذلك فرضي به من الأوّلين والآخرين والخلائق اجمعين إلى يوم الدين»(٢) ، وهذا اللعن يعكس اتساع جبهة آل يزيد بحيث تستوعب كل زمان ومكان ، وان كل من يدافع عن هذه الفكرة ويعادي أهل البيت ، أو يكون ذا طبيعة يزيدية ويقمع كل دعاة الحق والحرية فهو من «آل يزيد» ، ومن مصاديق آل يزيد اليوم : الصهاينة وعملاء الاستكبار العالمي.

ـ اللعنة على يزيد ، بنو أميّة ، كل يوم عاشوراء

آية الكهف ـ تلاوة القرآن :

إبراهيم بن الحصين الأزدي :

من شهداء كربلاء ، وهو من جملة الصحابة الشجعان الذين يردد الحسين أسماءهم في خلواته ، ويناديهم الواحد تلو الآخر : ويا إبراهيم بن الحصين وكانت ارجوزته في ساحة المعركة :

__________________

(١) مفاتيح الجنان ، زيارة عاشوراء غير المعروفة : ٤٦٥.

(٢) نفس المصدر السابق : ٤٦٦.

٢٤

أضرب منكم مفصلا وساقا

ليهرق اليوم دمي اهراقا

ويرزق الموت أبو اسحاقا

اعني بني الفاجرة الفسّاقا

استشهد بعد ظهر العاشر من محرّم إلى جانب الإمام الحسينعليه‌السلام (١) .

ابن حوزة :

من جنود عمر بن سعد ، وقد أساء بالقول إلى الإمام الحسينعليه‌السلام ، فدعا عليه الإمام الحسينعليه‌السلام ، فغضب وأقحم فرسه في نهر بينهما فتعلّقت قدمه بالركاب ، فجالت به ، بينما أخذ جسده يرتطم بالارض حتى هلك(٢) .

ابن الزرقاء ـ الوليد بن عتبة :

ابن زياد ـ عبيد الله بن زياد :

ابن سعد ـ عمر بن سعد :

ابن عبّاس ـ عبد الله بن عباس :

ابن ليلى ـ علي الأكبر :

ابن مرجانة ـ عبيد الله بن زياد :

أبو بكر بن الحسن بن علي (ع):

أحد شهداء كربلاء ، وهو ابن الإمام الحسنعليه‌السلام ، أمّة أمّ ولد ، رافق عمّه الإمام الحسين من المدينة إلى كربلاء ، وفي العاشر من محرّم ، تقدم بعد استشهاد القاسم بن الحسن ، إلى عمّه طالبا الاذن بالقتال ، فقاتل قتال الابطال حتّى قتل. قتله عبد الله بن عقبة. وقد ورد اسمه في زيارة الناحية المقدسة.

__________________

(١) دائرة المعارف تشيّع ١ : ٢٧١.

(٢) موسوعة العتبات المقدسة ٨ : ٦٣.

٢٥

أبو بكر المخزومي :

أحد الفقهاء السبعة. ومن الذين نصحوا الإمام الحسين بأن لا يسير إلى العراق ، وذكّره بما لقيه منهم أبوه وأخوه الحسن(١) . وهو من سادات قريش ، ولد في خلافة عمر وكان يقال له راهب قريش لكثرة صلاته ، وكان مكفوفا ، توفي عام ٩٥ للهجرة.(٢)

أبو ثمامة الصائدي :

من أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام ويسمّى بشهيد الصلاة ، استشهد يوم العاشر من محرّم. كان من وجهاء الكوفة ورجلا عارفا وشجاعا ، وله اطّلاع بأنواع السلاح. عيّنه مسلم بن عقيل حين أخذ البيعة من الناس للثورة الحسينية ، على استلام الاموال وشراء السلاح. اسمه عمر بن عبد الله(٣) . سار من الكوفة والتحق بالإمام الحسينعليه‌السلام قبل شروع القتال.

لما استشهد عدد كبير من أصحاب الحسين في يوم العاشر من محرّم ، وتناقص عددهم ، جاء أبو ثمامة الصيداوي وقال للامام الحسينعليه‌السلام : نفسي لك الفداء ، انّي أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ، لا والله ، لا تقتل حتّى اقتل دونك ، وأحبّ أن القى الله وقد صلّيت هذه الصلاة التي دنا وقتها ، فرفع الإمام رأسه الى السماء وقال : ذكّرت الصلاة جعلك الله من المصلّين الذاكرين ، نعم ، هذا أول وقتها.

ثم قال : سلوهم ان يكفّوا عنّا حتى نصلّي ، وصلّى أبو ثمامة مع آخرين صلاة الجماعة مع الإمام الحسين(٤) وكان واحدا من آخر ثلاثة بقوا على قيد الحياة حتى

__________________

(١) مروج الذهب ٣ : ٦.

(٢) حياة الإمام الحسين ٣ : ٢٨ ، نقلا عن تهذيب التهذيب.

(٣) مقتل الحسين للمقرم : ١٧٧. وذكر البعض أيضا «عمرو بن عبد الله» ، كتنقيح المقال للمامقاني ٢ : ٣٣٣.

(٤) سفينة البحار ١ : ١٣٦. بحار الانوار ٤٥ : ٢١.

٢٦

عصر يوم العاشر من المحرم. وقال بعضهم انه سقط من اثر الجراح ، فحمله اقاربه من الميدان وتوفي بعد مدة.

ـ سعيد بن عبد الله الحنفي ، شهيد الصلاة

أبو الشهداء :

كنية تطلق على الإمام الحسينعليه‌السلام لكونه الملهم لشهداء طريق الحقّ. وقد اعتبرت ملحمته في كربلاء ولا زالت بأنّها مدرسة للشهادة ، فهو أبو الشهداء ، وأبو الأحرار ، وأبو المجاهدين.

وهذا أيضا اسم لكتاب يحلل فيه مؤلّفه الكاتب والأديب والشاعر المصري عباس محمود العقاد (م. ١٩٦٤) حادثة كربلاء باسلوب أدبي نثري بديع.

ـ أوصاف سيد الشهداء

أبو عبد الله

كنية الإمام الحسينعليه‌السلام التي كنّاه بها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين ولادته ، وبسماعها تهتز القلوب وتسكب الدموع.

أبو عمرو النهشلي (الخثعمي):

من جملة شهداء كربلاء ، ويروى انّه قتل في الهجوم الأول ، أو خلال المبارزة الفردية على رواية اخرى كان من وجوه الكوفة ورجلا متهجّدا وعابدا(١) .

أبو فاضل ـ العباس بن علي (ع):

أبو الفضل ـ العباس بن علي (ع):

أبو مخنف :

كاتب المقتل المعروف عند المسلمين ، وهو لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف الكوفي ، له عدّة كتب منها : «مقتل الحسين» الذي يتناول فيه أحداث العاشر

__________________

(١) أنصار الحسين : ٩٨.

٢٧

من محرّم ، وقد نقل الطبري في تاريخه عنه وعن كتابه بكثرة ، توفّي عام ٧٥ للهجرة ، وهو من مؤرّخي الشيعة ومحدّثيهم ، وكتابه «مقتل الحسين» لم يعثر عليه ، وما ينقل حاليا تحت هذا العنوان انما يستقى من كتب التاريخ التي روت عنه.

ـ مقتل أبو مخنف

أبو هارون المكفوف :

من شعراء الشيعة ، واسمه موسى بن عمير ، وهو أهل الكوفة عاش في عصر الإمام الصادقعليه‌السلام ، أمره الصادق ان ينشد شعرا في رثاء الحسينعليه‌السلام ، فقرأ بين يديه :

امرر على جدث الحس

ين وقل لأعظمه الزكيّة(١)

الاثنان والسبعون :

من المعروف ان عدد أصحاب وانصار الحسين يوم عاشوراء وهم الذين استشهدوا بين يديه كان عددهم اثنان وسبعون شخصا إلّا ان المصادر المختلفة تذكر احصائيات عن القتلى وعن الرءوس التي وزعت بين القبائل وحملت إلى الكوفة أكثر من هذا العدد ، وحتّى ان العدد في بعض المصادر بلغ تسعين شخصا ، كما ويلاحظ وجود اختلاف فيما بين الاسماء الواردة فيها.

وعلى كل حال فان عدد الاثنين والسبعين هو رمز لأولئك الابطال الذين ضحوا بانفسهم بين يدي الحسين في سبيل الله ، وجاء على السنة الشعراء ان كربلاء هي منحر الفداء وقدّم فيها اثنين وسبعين قربانا إلى الباري جل شأنه ، وكان هو القربان الاكبر في ذلك المنحر.

ـ أصحاب الإمام الحسين ، القربان ، الشهادة

__________________

(١) بحار الانوار ٤٤ : ٢٨٨.

٢٨

اجفر :

بمعنى البئر الواسعة ، وهي منطقة تقع على أطراف الكوفة وفيها ماء واشجار ، كانت فيما مضى لبني يربوع ، وكان فيها قصر ومسجد ، توقف فيها الإمام الحسين عند مسيره نحو الكوفة وتبعد عن مكة مسافة ٣٦ فرسخا(١) .

احراق الخيام :

من جملة جرائم جيش عمر بن سعد احراق خيام الإمام الحسينعليه‌السلام وأهل بيته يوم عاشوراء ، فبعد استشهاد الإمام شرع أهل الكوفة ينهبون الخيام ، واخرجوا منها النساء واضرموا فيها النيران ، فخرجن حواسر حافيات باكيات ثم اخذوهن سبايا(٢) .

يقول الإمام السجادعليه‌السلام في وصف ذلك المشهد : «والله ما نظرت إلى عمّاتي وأخواتي إلّا وخنقتني العبرة ، وتذكّرت فرارهنّ يوم الطفّ من خيمة إلى خيمة ، ومن خباء ، إلى خباء ، ومنادي القوم ينادي : احرقوا بيوت الظالمين»(٣) .

انّ هذه النيران هي امتداد لتلك التي اضرم بها بيت الزهراءعليها‌السلام من بعد وفاة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهي نيران الحقد ضد بني هاشم وأهل البيت ، وتخليدا لذكرى هذه الحادثة ، تنصب في بعض المناطق خيام اثناء إقامة مراسم عاشوراء تشبيها بخيام أهل البيت ، وتضرم فيها النيران ظهر عاشوراء لتكون إحياء لذكرى ذلك الظلم الذي جرى على بيت الرسالة في يوم عاشوراء.

ـ الخيام

__________________

(١) الحسين في طريقه إلى الشهادة : ٦١.

(٢) بحار الانوار ٤٥ : ٥٨.

(٣) حياة الإمام الحسين ٣ : ٢٩٩.

٢٩

احصاء عن ثورة كربلاء :

لا يخفى ما للاحصاء من دور في ابراز معالم أوضح عن أي موضوع أو حادثة. ولكن نظرا لاختلاف النقل التاريخي والمصادر في حادثة كربلاء وما سبقها وما تلاها من أحداث ، لا يمكن الركون إلى احصاء دقيق ومتّفق عليه. وقد تجد أحيانا تفاوتا كبيرا فيما نقل عنها. ومع ذلك نرى انّ عرض بعض الاحصائيات يجعل ثورة كربلاء أكثر تجسيدا ووضوحا. ولهذا السبب ننقل فيما يلي بعض النماذج والارقام(١) .

١ ـ امتدت فترة قيام الإمام الحسينعليه‌السلام من يوم رفضه البيعة ليزيد وحتّى يوم عاشوراء ١٧٥ يوما ؛ ١٢ يوما منها في المدينة ، وأربعة أشهر وعشرة أيام في مكّة ، و ٢٣ يوما في الطريق من مكّة إلى كربلاء ، وثمانية أيّام في كربلاء (٢ إلى ١٠ محرّم.

٢ ـ عدد المنازل بين مكة والكوفة والتي قطعها الإمام الحسينعليه‌السلام حتّى بلغ كربلاء هي ١٨ منزلا. (معجم البلدان).

٣ ـ المسافة الفاصلة بين كل منزل وآخر ثلاثة فراسخ وأحيانا خمسة فراسخ.

٤ ـ عدد المنازل من الكوفة إلى الشام والتي مرّ بها أهل البيت وهم سبايا ١٤ منزلا.

٥ ـ عدد الكتب التي وصلت من الكوفة إلى الإمام الحسينعليه‌السلام في مكّة تدعوه فيها إلى القدوم هي ١٢٠٠٠ كتابا (وفقا لنقل الشيخ المفيد).

٦ ـ بلغ عدد من بايع مسلم بن عقيل في الكوفة ١٨٠٠٠ أو ٢٥٠٠٠ ؛ وقيل : ٤٠٠٠٠ شخص.

__________________

(١) القسم الاعظم من هذا الاحصاء منقول عن كتاب «حياة أبو عبد الله» ، عماد زاده. و «وسيلة الدارين في انصار الحسين» ، للسيد إبراهيم الموسوي. و «ابصار العين» ، للسماوي.

٣٠

٧ ـ عدد شهداء كربلاء من أبناء أبي طالب الذين وردت أسماؤهم في زيارة الناحية ١٧ شخصا. وعدد شهداء كربلاء من أبناء أبي طالب ممّن لم ترد أسماؤهم في زيارة الناحية هم ١٣ شخصا. كما واستشهد ثلاثة أطفال من بني هاشم ، فيكون بذلك مجموعهم ٣٣ شخصا ، وهم كما يلي :

الإمام الحسينعليه‌السلام .

أولاد الإمام الحسينعليه‌السلام : ٣ أشخاص.

أولاد الإمام عليعليه‌السلام : ٩ أشخاص.

أولاد الإمام الحسنعليه‌السلام : ٤ أشخاص.

أولاد عقيل : ١٢ شخصا.

أولاد جعفر : ٤ اشخاص.

٨ ـ بلغ عدد الشهداء الذين وردت اسماؤهم في زيارة الناحية المقدّسة وبعض المصادر الاخرى ـ باستثناء الإمام الحسينعليه‌السلام وشهداء بني هاشم ـ ٨٢ شخصا. ووردت اسماء ٢٩ شخصا غيرهم في المصادر المتأخّرة.

٩ ـ بلغ مجموع شهداء الكوفة من أنصار الإمام الحسينعليه‌السلام ١٣٨ شخصا ، وكان ١٤ شخصا من هذا الركب الحسيني غلمانا (عبيدا).

١٠ ـ كان عدد رءوس الشهداء التي قسّمت على القبائل واخذت من كربلاء إلى الكوفة : ٧٨ رأسا مقسمة على النحو التالي :

قيس بن الاشعث رئيس بني كندة : ١٣ رأسا.

شمر ، رئيس هوازن : ١٢ رأسا.

قبيلة بني تميم : ١٧ رأسا.

قبيلة بني اسد : ١٧ رأسا.

قبيلة مذحج : ٦ رءوس

أشخاص من قبائل متفرقة : ١٣ رأسا.

٣١

١١ ـ كان عمر سيد الشهداء حين شهادته ٥٧ سنة.

١٢ ـ بلغت جراح الإمامعليه‌السلام بعد استشهاده : ٣٣ طعنة رمح و ٣٤ ضربة سيف وجراح اخرى من أثر النبال.

١٣ ـ كان عدد المشاركين في رضّ جسد الإمام الحسينعليه‌السلام بالخيل ١٠ أشخاص.

١٤ ـ بلغ عدد جيش الكوفة القادم لقتال الإمام الحسينعليه‌السلام ٣٣٠٠٠ شخص. وكان عددهم في المرة الاولى ٢٢٠٠٠ وعلى الشكل التالي :

عمر بن سعد ومعه : ٦٠٠٠

سنان ومعه : ٤٠٠٠

عروة بن قيس ومعه : ٤٠٠٠

شمر ومعه : ٤٠٠٠

شبث بن ربعي ومعه : ٤٠٠٠

ثم التحق بهم يزيد بن ركاب الكلبي ومعه ٢٠٠٠

والحصين بن نمير ومعه : ٤٠٠٠

والمازني ومعه : ٣٠٠٠

ونصر المازني ومعه : ٢٠٠٠

١٥ ـ نعى سيد الشهداء يوم العاشر من محرّم ، عشرة من أصحابه ، وخطب في شهادتهم ، ودعا لهم أو لعن أعداءهم ، واولئك الشهداء هم : علي الأكبر ، العبّاس ، القاسم ، عبد الله بن الحسن ، عبد الله الرضيع ، مسلم بن عوسجة ، حبيب بن مظاهر ، الحرّ بن يزيد الرياحي ، زهير بن القين ، وجون. وترحّم على اثنين منهما وهما : مسلم وهانئ.

١٦ ـ سار الإمام الحسين وجلس عند رءوس سبعة من الشهداء وهم : مسلم بن عوسجة ، الحرّ ، واضح الرومي ، جون ، العبّاس ، علي الاكبر ، والقاسم.

٣٢

(١) ١٧ ـ ألقي يوم العاشر من محرّم بثلاثة من رءوس الشهداء إلى جانب الإمام الحسينعليه‌السلام وهم : عبد الله بن عمير الكلبي ، عمرو بن جنادة ، وعابس بن أبي شبيب الشاكري.

١٨ ـ قطعت اجساد ثلاثة من الشهداء يوم عاشوراء ، وهم : علي الاكبر ، العباس ، وعبد الرحمن بن عمير.

١٩ ـ كانت امّهات تسعة من شهداء كربلاء حاضرات يوم عاشوراء ورأين استشهاد ابنائهن ، وهم : عبد الله بن الحسين وامّه رباب ، عون بن عبد الله بن جعفر ، وامّه زينب ، القاسم بن الحسن وامّه رملة ، عبد الله بن الحسن وامّه بنت شليل الجيلية ، عبد الله بن مسلم وامّه رقية بنت عليعليه‌السلام ، محمد بن أبي سعيد بن عقيل ، عمرو بن جنادة ، عبد الله بن وهب الكلبي وامّه أمّ وهب ، وعلي الاكبر (وامّه ليلى كما وردت في بعض الاخبار ولكن هذا غير ثابت).

٢٠ ـ استشهد في كربلاء خمسة صبيان غير بالغين وهم : عبد الله الرضيع ، عبد الله بن الحسن ، محمد بن أبي سعيد بن عقيل ، القاسم بن الحسن ، وعمرو بن جنادة الانصاري.

٢١ ـ خمسة من شهداء كربلاء كانوا من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهم : أنس بن حرث الكاهلي ، حبيب بن مظاهر ، مسلم بن عوسجة ، هانئ ابن عروة ، وعبد الله بن بقطر العميري.

٢٢ ـ استشهد بين يدي أبي عبد الله ١٥ غلاما وهم : نصر وسعد (من موالي عليعليه‌السلام ) ، منحج (مولى الإمام الحسنعليه‌السلام ) ، أسلم وقارب (من موالي الإمام الحسينعليه‌السلام ) ، الحرث (مولى حمزة) ، جون (مولى أبي ذر) ، رافع (مولى مسلم الأزدي) ، سعد (مولى عمر الصيداوي) ، سالم (مولى بني المدينة) ، سالم (مولى العبدي) ، شوذب (مولى شاكر) ، شيب (مولى الحرث الجابري) ، وواضح (مولى الحرث السلماني) ، هؤلاء الأربعة عشر استشهدوا في

٣٣

كربلاء ، أما سلمان (مولى الإمام الحسينعليه‌السلام ) فقد كان قد بعثه إلى البصرة واستشهد هناك.

٢٣ ـ أسر اثنان من أصحاب الإمام الحسينعليه‌السلام ثم استشهدا ، وهما : سوار بن منعم ، وموقع بن ثمامة الصيداوي.

٢٤ ـ استشهد أربعة من أصحاب الإمام الحسينعليه‌السلام من بعد استشهاده وهم : سعد بن الحرث وأخوه أبو الحتوف ، وسويد بن أبي مطاع (وكان جريحا) ، ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل.

٢٥ ـ استشهد سبعة بحضور آبائهم وهم : علي الأكبر ، عبد الله بن الحسين ، عمرو بن جنادة ، عبد الله بن يزيد ، عبيد الله بن يزيد ، مجمع بن عائذ ، وعبد الرحمن ابن مسعود.

٢٦ ـ خرجت خمس نساء من خيام الإمام الحسينعليه‌السلام باتجاه العدو لغرض الهجوم أو الاحتجاج عليه وهنّ : أمة مسلم بن عوسجة ، أمّ وهب زوجة عبد الله الكلبي ، أمّ عبد الله الكلبي ، زينب الكبرى ، وأمّ عمرو بن جنادة.

٢٧ ـ المرأة التي استشهدت في كربلاء هي أمّ وهب (زوجة عبد الله بن عمير الكلبي).

٢٨ ـ النساء اللواتي كن في كربلاء ، هن : زينب ، أمّ كلثوم ، فاطمة ، صفيّة ، رقيّة ، وأمّ هانئ (هؤلاء الستّة من بنات أمير المؤمنين) ، وفاطمة وسكينة (بنتا الإمام الحسينعليه‌السلام ) ، ورباب ، وعاتكة ، وأمّ محسن بن الحسن ، وبنت مسلم بن عقيل ، وفضّة النوبية ، وجارية الإمام الحسين ، وأمّ وهب بن عبد الله.

ـ النساء في الثورة الحسينية ، أصحاب الإمام الحسين (ع)

أدب الطف :

بمعنى الأدب المكتوب بشأن عاشوراء. والطف اسم لكربلاء. و «أدب الطف» اسم كتاب من عشرة اجزاء باللغة العربية ، جمعه «جواد شبر» ، ذكر فيه الشعراء

٣٤

الذين كتبوا قصائد ومراثي عن الإمام الحسينعليه‌السلام وواقعة كربلاء وشهدائها ، وضمّت هذه المجموعة الشعراء ابتداء من القرن الاول وحتّى القرن الرابع عشر ، وقدّم فيه شرحا موجزا عن هؤلاء الشعراء مع ذكر أبيات مختارة من أشعارهم ، يتضمّن الكتاب آداب الشيعة ومعتقداتهم ومشاعرهم وتوجّهاتهم أيضا بشأن حادثة كربلاء الأليمة. والكتاب من نشر «دار المرتضى» في بيروت ، في عام ١٤٠٩(١) .

أدب عاشوراء :

مجموعة الآثار التي ظهرت بصيغ أدبيّة وفنيّة مختلفة تدور حول واقعة كربلاء وأبطالها على مدى أربعة عشر قرنا ، وتتضمّن الشعر ، والمراثي ، والعزاء ، والمقتل ، والصور ، ونصوص الأفلام والمسرحيات والقصص والأفلام ، واللوحات ، والسلائد ، والكتب ، والمقالات والنثر والأدبي ، وسيرة أبطال كربلاء ، وغيرها من النماذج الادبية والفنية.

انّ قضية العاشر من محرّم تنطوي على مضمون (ما الذي حدث؟) كما وتتضمّن نداء (ما يجب فعله؟) ومن مهمّة الفن والأدب الاهتمام بكلا هذين الجانبين. فقد تجد أحيانا لوحة أكثر تعبيرا من كتاب. ولوحات الخطاطين وشعاراتهم يمكن ان تكون ذات مضامين عميقة المغزى ، ويتسنّى لهم التفنّن بأساليب الخطّ والرسم لابراز أبعادها المعنوية. وبامكان الشعراء والكتاب ابتداع آثار خالدة حول تلك الواقعة وما تنطوي عليه من هدف ومفهوم تجسد في كربلاء.

يحبّذ إقامة متحف أو معرض كبير لكلّ ما يتعلّق بهذه الحادثة بشكل أو آخر ، ليكون مصدر إلهام لأيّ نمط من التحقيق بشأنها ، ولتمهيد الأرضية للتعريف

__________________

(١) في هذا المجال راجع كتاب (شعراء الغري أو الحائريات) لمؤلّفه علي الخاقاني ، ويتضمّن تعريفا ب ٨٤ شاعرا في هذه المدينة (الذريعة ١٤ : ١٩٤) وأيضا : «عاشوراء في الادب العاملي المعاصر» للسيد حسين نور الدين ، حول شعراء جبل عامل وأساليبهم في عرض واقعة كربلاء ونماذج من أشعارهم.

٣٥

بكل ما تتضمّنه تلك الواقعة من مضامين وأهداف. كما ويمكن الرجوع في هذا الصدد إلى كتب الزيارات والأدعية والمقاتل. ويجب الالتفات بدقّة إلى سبك وتعابير ومضمون الزيارة ، وكذا الحالة الروحية والمعنوية لقارئ الدعاء والزيارة(١) .

جمعت قصائد شعرية كثيرة لشعراء مختلفين تحت عنوان «آداب عاشوراء» يدور محورها الاساسي حول شهداء وواقعة كربلاء ، وقد نشر تلك المجموعة «قسم الفنون» بعد ان جمعها محمد على مرداني. وقد صدر منها حتّى عام ١٤١٤ ه‍ ستة اجزاء.

ـ شعر عاشوراء ، المدائح والمراثي ، أدب الطف

أدهم بن اميّة العبدي :

كان من شيعة البصرة ، وحضر أيضا في منزل «مارية بنت منقذ» ، استشهد يوم العاشر من محرّم في الهجوم الأول(٢) .

الأذان :

معناه الإعلام. وهو شعار دعوة المسلمين للصلاة ، شرّع في أوائل الهجرة وجاء ذكره في واقعة كربلاء في عدّة مواضع ، إحداها : حينما لقيت قافلة الحسينعليه‌السلام جيش الحر في «ذي جشم» ، ولما حلّت صلاة الظهر ، أمر الحسينعليه‌السلام الحجّاج بن مسروق أن يؤذّن ، وصلّى بهم الحسينعليه‌السلام وصلّى خلفه جيش الحر(٣) .

والموضع الآخر في الشام في بلاط يزيد حينما خطب الإمام السجادعليه‌السلام خطبته المشهورة التي فضح فيها آل اميّة ، وطفق يعدّد مآثر ومفاخر آل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى أبكى الحاضرين وقلب آراءهم. فخاف

__________________

(١) راجع كتاب عاشوراء في الادب العاملي المعاصر للسيد حسين نور الدين.

(٢) وسيلة الدارين في أنصار الحسين : ٩٩.

(٣) حياة الإمام زين العابدين ، باقر شريف القرشي : ١٧٧ ، نقلا عن مقتل الخوارزمي.

٣٦

يزيد وقوع ما لا يحمد عقباه ، فاشار إلى المؤذن ان يؤذن ليقطع على الإمام خطبته. فلما كبّر المؤذّن ، قالعليه‌السلام : الله أكبر من كلّ شيء ولا تحيط به الحواس. ولما قال المؤذن : أشهد أن لا إله إلّا الله. قالعليه‌السلام : شهد بها شعري وجلدي ولحمي ودمي وعظمي. ولما بلغ المؤذن قوله : أشهد أن محمدا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . قال السجاد ليزيد : يا يزيد هل محمد جدك أم جدّي؟ فان قلت جدك فقد كذبت ، وان قلت انه جدي فلم قتلت عترته؟

وهكذا افشل الإمام السجادعليه‌السلام اسلوب يزيد في استخدام الاذان لاخماد صوت الآذان الحقيقي واستثمر تلك الفرصة استثمارا سياسيا على افضل ما يمكن.

اذن الدخول :

وهو من آداب المعاشرة في الاسلام. إذ لا يجوز أن يدخل المرء دار أحد أو غرفته من غير إذن ، ويسمّى أيضا بالاستئذان أو الاستئناس. واشارت إليه الآيات ٢٦ ـ ٢٨ من سورة النور. وجاء أيضا في آداب زيارة الأضرحة الطاهرة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والائمةعليهم‌السلام وجميع البقاع المقدّسة لأجل رعاية الأدب إزاء حرمة أولياء الله ، وهذا ما يستلزم قراءة النصّ الخاص باذن الدخول إلى تلك الاضرحة.

وجاء في اذن الدخول إلى حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «اللهمّ إنّي وقفت على باب بيت من بيوت نبيّك وآل نبيّك بإذن الله واذن رسوله واذن خلفائه وإذنكم صلوات الله عليكم أجمعين أدخل هذا البيت ...»(١) .

ـ آداب الزيارة

__________________

(١) عوالم الإمام الحسين : ٢٥٨.

٣٧

إذن القتال :

وهو من تقاليد الحرب قديما حينما يكون القتال فرديّا يستأذن المقاتلون القائد في النزول إلى ساحة القتال ، وفي ملحمة كربلاء كان أصحاب سيّد الشهداء وأنصاره يستأذنونه في البروز للقتال ، وكان استئذانهم يقترن عادة بالسلام ؛ إذ كانوا يأتون إلى باب خيمته ويسلّمون عليه سلام الوداع : «السلام عليك يا ابن رسول الله».

فكان الإمام يرد على أحدهم بالقول : «وعليك السلام ونحن خلفك» ثم يقرأ الآية الشريفة :( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ ) (١) .

وكان الإمام أحيانا لا يأذن للشخص بالبروز إلى القتال (كأمّ أو زوجة بعض الأنصار) أو قد يتأخّر في إعطاء الإذن لبعضهم ، ولا يحصل الاذن إلّا من بعد إصرار شديد ، من قبيل استئذان القاسمعليه‌السلام ، وجون مولى أبي ذر ، وابناء مسلم بن عقيل و... الخ. وكان بعضهم يطلب الإذن احيانا للنزول إلى الميدان والتكلّم مع العدو واتمام الحجّة عليه من قبيل استئذان يزيد بن الحصين الهمداني(٢) ، ولم يأذن الإمام بنزول أبي الفضل العبّاسعليه‌السلام إلى ساحة القتال إلّا متأخّرا ؛ لأنه ساقي الخيم والاطفال وحامل لواء جيش الإمام.

الأربعون ـ يوم الأربعين :

الأزد :

اسم احدى القبائل العربية الكبيرة والمعروفة ، كانت تقطن اليمن ، ثم هاجرت إلى بقاع مختلفة ، وسار بعضهم نحو العراق وكان يقال لهم «ازد العراق»(٣) وسكنوا الكوفة ، والانصار فرع منهم ، وبعض شهداء كربلاء هم من هذه القبيلة.

__________________

(١) الاحزاب : ٢٣.

(٢) بحار الانوار ٤٤ : ٣١٨.

(٣) مروج الذهب ٢ : ١٦١.

٣٨

الاسترجاع :

هو قول( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) ، يتلفّظ به من تدهمه مصيبة أو يسمع بموت أحد ، وذلك لغرض تسكين حرقته أو حرقة شخص آخر ، وردت أحاديث كثيرة تحثّ على الاسترجاع عند المصيبة ، منها قول الإمام الباقرعليه‌السلام : «ما من مؤمن يصاب بمصيبة في الدنيا فيسترجع عند مصيبته ويصبر حين تفجأه المصيبة إلّا غفر الله له ما مضى من ذنوبه إلّا الكبائر التي أوجب الله عليها النار»(١) .

وكان الإمام الحسينعليه‌السلام يكثر من الاسترجاع على طول الطريق إلى كربلاء ، من جملة ذلك حينما بلغه خبر استشهاد مسلم بن عقيل ، وهو في منزل يقال له «زرود» ، وفي الليلة التي نزل فيها في «قصر بني مقاتل» سمعه علي الأكبر يسترجع عدّة مرّات ، وحين سئل عن ذلك قال : إنّي خفقت برأسي فرأيت في المنام قائلا يقول : القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم(٢) ، وقبل هذا أيضا قالها عند كلامه مع مروان بن الحكم حين وصف خلافة يزيد بانها مصيبة على الامّة(٣) .

انّ الاعتقاد بكون مبدأ الانسان من الله ومصيره إليه يحرّر المرء من كلّ الرغبات والأهواء ، ويجعل الموت مستساغا ومقبولا لديه ، ويرغّب الانسان بالاشتياق إلى مثواه الأبدي. ولا شكّ انّ النفس المطمئنة هي وحدها القادرة على الصبر عند الشدائد والمصائب وفقدان الشهداء ، ولا ترى في الموت إلّا رحيلا نحو الحياة الأبدية ولقاء الله.

إسحاق بن حيوة الحضرمي :

أحد الاشقياء في جيش الكوفة ممن شارك في كربلاء ، وبعد استشهاد الإمام الحسينعليه‌السلام سلبه ثوبه ، وهو من جملة من تطوّع ـ بامر عمر بن سعد ـ لرضّ

__________________

(١) وسائل الشيعة ٢ : ٨٩٨.

(٢) مقتل الإمام الحسين للمقرم : ٢٢٧.

(٣) عوالم الإمام الحسين : ١٧٥.

٣٩

جسده بالخيل ، ويسمّى أيضا باسحاق بن حوّية.

ـ رضّ جسد الحسين

أسد كربلاء :

نقل رجل من قبيلة بني أسد ان الحسين واصحابه بعد ما استشهدوا ، ورحل جيش الكوفة عن كربلاء ، كان يأتي في كل ليلة أسد من جهة القبلة عند موضع القتلى ويعود عند الصباح من حيث أتى ، وفي احدى الليالي بات الرجل هناك ليطّلع على الأمر ، فرأى انّ الاسد يقترب من جسد الإمام الحسينعليه‌السلام ويظهر حالة تشبه البكاء والنحيب ويمرّغ وجهه بالجسد(١) .

واستنادا إلى هذه الرواية يرتدي شخص اثناء اجراء «التشابيه» في أيّام العزاء ، جلد اسد ، ويقف في ساحة المعركة وبعد مقتل الإمام الحسين يأتي إليه ويبكي عنده ، وهذا المشهد يثير مشاعر الحزن والأسى لدى المتفرّجين.

ـ المواساة

الأسر :

ومعناه القبض على بعض أفراد الجيش المعادي أثناء الحروب وأخذهم أسرى واسترقاقهم. وحدث مثل هذا في صدر الاسلام أيضا ، اذ أخذ بعض الكفار أسرى ، أو انّ بعض المسلمين وقعوا في أسر المشركين.

وفي واقعة كربلاء ، سبي عيال الإمام الحسين من بعد مقتله يوم العاشر من محرّم وطافوا بهم البلدان(٢) وعرضوهم في الكوفة والشام ، وكان هذا العمل نقضا صريحا لأحكام الاسلام التي لا تجيز سبي المسلم وخاصّة النساء. مثلما فعل عليعليه‌السلام في حرب الجمل ولم يأذن بأسر المسلمين ، وأعاد عائشة إلى المدينة برفقة عدد من النساء.

__________________

(١) ناسخ التواريخ ٤ : ٢٣.

(٢) بحار الانوار ٤٥ : ٥٨.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561