الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٢

مؤلف: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 608
مؤلف: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 608
المؤمنة بمرجعيته الفكرية والروحيّة ـ كانت حركة محدودة تخضع لمدى الرقابة والضغط الموجه إليه والى خاصته. فكان الإمامعليهالسلام منتهجاً نفس السبيل الذي انتهجه آباؤهعليهمالسلام ، وعلى وفق المصلحة العليا للرسالة الإسلامية وبمقدار ما تسمح به الظروف العامة والخاصة التي تحيط بالإمامعليهالسلام في عصره وهي ضرورة الحفاظ على مفاهيم الرسالة الإسلامية أوّلاً ومنع خاصّته من الوقوع في الانحراف أو ما كان يكيده لهم السلطان العباسي من منزلقات ثانياً.
ويمكن أن نصور مواقف الإمام الهاديعليهالسلام على منحيين:
المنحى الأول: هو إثبات الحق ونقد الباطل، على صعيد الأمة الإسلامية، سواء كان ذلك على مستوى جهاز الحكم أو على مستوى القواعد الشعبية العامة.
حتّى أن يحيى بن أكثم قال للمتوكل: «ما نحبّ أن تسأل هذا الرجل ـ أي الإمامعليهالسلام ـ شيئاً بعد مسائلي هذه وإنه لا يرد عليه شيء بعدها إلاّ دونها، وفي ظهور علمه تقوية للرافضة»(١).
المنحى الثاني: هو المحافظة التامة على أصحابه ورعاية مصالحهم وتحذيرهم من الوقوع في أحابيل السلطة العباسيّة ومساعدتهم في إخفاء نشاطهم والحذر في التحرك بحسب الإمكان.(٢)
وتتضح لنا مواقف الإمام الهاديعليهالسلام من خلال استعراض بعض الحوادث التي واجهها وما اتّخذ من إجراءات إزاءها لِنحصل على صورة واضحة المعالم حينما نأخذ كل ظروفه بنظر الاعتبار فتتضح من خلالها الحركة العامة للأئمة الأطهار والمواقف الخاصّة بكل إمام.
ــــــــــــ
(١) المناقب: ٤ / ٤٣٧.
(٢) الغيبة الصغرى: ١١٨.
الإمام الهاديعليهالسلام والمتوكل العباسي
لقد سعى جماعة بالإمامعليهالسلام إلى المتوكل، وأخبروه بأن في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها وأنه يطلب الأمر لنفسه، فأرسل المتوكل مجموعة من الأتراك ليلاً ليهجموا على منزله على حين غفلة، فلمّا باغتوا الإمامعليهالسلام وجدوه وحده، مستقبل القبلة وهو يقرأ القرآن، وليس بينه وبين الأرض بساط فأخذ على الصورة التي وجد عليها، وحمل إلى المتوكل في جوف الليل، فمثُل بين يدي المتوكل وهو في مجلس شرابه وفي يده كأس، فلمّا رآه أعظمه وأكبره وأجلسه إلى جانبه ولم يكن في منزله شيء ممّا قيل عنه ولم تكن للمتوكّل حجة يتعلّل بها على الإمامعليهالسلام . فناول المتوكل الإمامعليهالسلام الكأس الذي في يده.
فقال الإمامعليهالسلام :ياأمير المؤمنين ما خامر لحمي ودمي قط، فأعفني ، فأعفاه، فقال المتوكل: أنشدني شعراً أستحسنه.
قال الإمامعليهالسلام :إنّي لقليل الرواية للشعر .
قال المتوكل: لا بدّ أن تنشدني شيئاً. فأنشده الإمامعليهالسلام :
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم |
غلب الرجال فما أغنتهم القلل |
|
واستنزلوا من بعد عز من معاقلهم |
فأودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا |
|
ناداهم صارخ من بعد ما قبروا |
أين الأسرة والتيجان والحلل |
|
أين الوجوه التي كانت منعمة |
من دونها تضرب الأستار والكلل |
|
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم |
تلك الوجوه عليها الدود يقتتل |
|
قد طالما أكلوا يوماً وما شربوا |
فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا |
|
وطالما عمّروا دوراً لتحصنهم |
ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا |
|
وطالما كنزوا الأموال وادّخروا |
فخلّفوها على الأعداء وارتحلوا |
|
أضحت منازلهم قفراً معطَّلَةً |
وساكِنوها إلى الأجداث قد رحلوا |
فبكى المتوكل بكاء كثيراً حتى بلّت دموعه لحيته، وبكى من حضر ثم أمر برفع الشراب، ثم قال ياأبا الحسن، أعليك دين ؟ قال الإمامعليهالسلام :نعم، أربعة آلاف دينار ، فأمر بدفعها إليه، وردّه إلى منزله مكرّماً.(١)
فمواقف الإمامعليهالسلام كانت تنسجم مع موقع الإمامة أوّلاً وتنسجم مع الظروف السياسية والاجتماعية التي تحيط بالإمامعليهالسلام وشيعته ثانياً.
وكان الإمامعليهالسلام يحاول إتمام الحجة وإقامة الحق كلما سمحت الفرصة بذلك، فقد روي أن نصرانيّاً جاء إلى دار الإمامعليهالسلام حاملاً إليه بعض الأموال، فخرج إليه خادمه وقال له: أنت يوسف بن يعقوب ؟ فقال: نعم، قال: فانزل واقعد في الدهليز، فتعجّب النصراني من معرفته لاسمه واسم أبيه، وليس في البلد من يعرفه، ولا دخله قط. ثم خرج الخادم وقال: المئة دينار التي في كمك في الكاغد هاتها، فناولها إيّاه ثم دخل على الإمامعليهالسلام وطلب منه أن يرجع إلى الحق وأن يدخل في الإسلام فلما قال له الإمام:يا يوسف أما آن لك؟ فقال يوسف يامولاي قد بان لي من البرهان ما فيه الكفاية لمن اكتفى، فقال له الإمامعليهالسلام :هيهات إنك لا تسلم ولكنه سيسلم ولدك فلان وهو من شيعتنا (٢) .
ــــــــــــ
(١) مروج الذهب: ٤ / ١١ عن المبرّد، ولعلّ عنه ابن خلكان في وفيات الأعيان: ٢/٤٣٤ وعن المسعودي السبط في تذكرة الخواص: ٣٢٣.
(٢) الخرائج والجرائح: ١/٣٩٦ ح ٣ ب ١١ وعنه في كشف الغمة: ٣ / ١٨٢.
الإمام الهاديعليهالسلام ووزير المنتصر
وروي أن الإمامعليهالسلام كان يساير أحمد بن الخصيب في أثناء وزارته وقد قصُرَ أبو الحسن ـ أي الإمام الهاديعليهالسلام ـ عنه فقال له ابن الخصيب: سر، جُعلت فداك، فقال له أبو الحسنعليهالسلام :«أنت المقدّم» ، يقول الراوي فما لبثنا إلاّ أربعة أيام حتى وضع الدهق على ساق ابن الخصيب وقتل.(١)
وابن الخصيب هذا من المتجبرين وقد استوزره المنتصر وندم على ذلك لما اشتهر بالظلم. فمن ذلك انه ركب يوماً فتظلم إليه متظلم بقصة فأخرج رجله من الركاب فزج بها في صدر المتكلم فقتله فتحدّث الناس في ذلك فقال بعض الشعراء:
قل للخليفة ياابن عم محمد |
أشكل وزيرك إنه ركال |
|
أشكله عن ركل الرجال فإن ترد |
مالاً فعند وزيرك الأموال(٢) |
الإمام الهاديعليهالسلام والتحدّي العلمي
لم تنحصر تحديات السلطة بإجراءاتها القمعية ضد الإمامعليهالسلام بل كانت تعمد بين الحين والآخر إلى إحراج الإمام في قضايا علميّة حيث تدفع بوعاظها إلى محاججة الإمامعليهالسلام بطرح أسئلة في مجالس عامة.
على أن عجز فقهاء السلطة عن إيجاد حلول لمشاكل فقهية مستجدّة كان يدفع الخليفة لطرح الأسئلة على الإمامعليهالسلام . فقد روي أن رجلاً نصرانياً قدم
ــــــــــــ
(١) أصول الكافي: ١/٥٠١ ح٦ وعنه في الإرشاد: ٢/٣٠٦ وإعلام الورى: ٢/١١٦ وعن الإرشاد في كشف الغمة: ٣/١٧٠.
(٢) مروج الذهب: ٤ / ٤٨، والكامل في التاريخ: ٥ / ٣١١.
إلى المتوكل وكان قد فجر بامرأة مسلمة، فأراد أن يقيم الحد عليه، فأسلم، فقال يحيى ابن أكثم ـ وهو قاضي القضاة ـ قد هدم إيمانُه شِركَه وفِعلَه، وقال بعضهم يضرب ثلاثة حدود، إلى غير هذه الأقوال... فلمّا رأى المتوكل هذا الاختلاف بين الفقهاء أمر بالكتابة إلى أبي الحسن العسكري ـ الإمام الهاديعليهالسلام ـ لسؤاله عن هذا المشكل الذي اختلفوا فيه، فلما قرأ الإمامعليهالسلام الكتاب كتب:«يضرب حتى يموت» . فأنكر يحيى بن أكثم وأنكر فقهاء العسكر ـ أي سامراء ـ ذلك، فقالوا ياأمير المؤمنين: سله عن ذلك فإنه شيء لم ينطق به كتاب ولم يجيء به سنة.
فكتب المتوكل إلى الإمام قائلاً: إنّ الفقهاء قد أنكروا هذا وقالوا: لم يجيء به سنة ولم ينطق به كتاب، فبيّن لنا لم أوجبتَ علينا الضرب حتى الموت ؟!
فكتبعليهالسلام :بسم الله الرحمن الرحيم ( فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ) (١) . فأمر به المتوكل فضرب حتى مات. (٢)
الإمام الهاديعليهالسلام وفتنة خلق القرآن
وفي فترة حكم المأمون العباسي، أثيرت من قبل السلطان العباسي قضية خلق القرآن من أجل إبعاد الأمة عن همومها وأهدافها بالإضافة إلى توسيع وتعميق شُقّة الخلاف بين أبناء الأمة، ليكون هذا الخلاف حاجزاً بينهم وبين السلطان المنحرف والبعيد في سلوكه ونشاطه عن الشريعة الإسلامية.
وهناك جهة ثالثة هي أن السلطة قد استغلت هذه القضية إذ جعلتها
ــــــــــــ
(١) غافر(٤٠): ٨٤ ـ ٨٥.
(٢) مناقب آل أبي طالب: ٤ / ٤٣٧.
مصيدة لمعارضيها فكانت تتعرّف عليهم من خلالها ثم تقوم بتحجيم دورهم في أوساط الأمة.
وكتب الإمام الهاديعليهالسلام إلى شيعته في بغداد لإبعادهم عن الخوض في مسألة خلق القرآن مع من يخوض فيها تجنّباً لهم من الآثار السلبيّة التي يمكن أن تلحق بهم وربما يكونون عرضة للوقوع تحت إجراءات قمعية ومطاردة من قبل السلطة، وقد روي عنهعليهالسلام الكتاب الآتي:
عن محمد بن عيسى بن عبيد بن اليقطين قال كتب علي بن محمد بن علي بن موسى الرضاعليهالسلام إلى بعض شيعته ببغداد:«بسم الله الرحمن الرحيم عصمنا الله وإياك من الفتنة فإن يفعل فأعظم بها نعمة وإلاّ يفعل فهي الهلكة نحن نرى إن الجدال في القرآن بدعة اشترك فيها السائل والمجيب فتعاطى السائل ما ليس له وتكلف المجيب ما ليس عليه وليس الخالق إلاّ الله، وما سواه مخلوق والقرآن كلام الله لا تجعل له اسماً من عندك فتكون من الضالين جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون» (١) .
وقد شغلت هذه المسألة الذهنيّة الإسلامية فترة حكم المأمون والمعتصم والواثق، وكان جواب الإمامعليهالسلام محدّداً وبليغاً ; إبعاداً للشيعة عن الوقوع في حبائل السلطان والخروج من هذه الفتنة بسلامة في الدين، فكان الإمام الهاديعليهالسلام يترصّد الأحداث والظواهر التي تكتنف الحياة الإسلامية عامة وما تتطلب من مواقف خاصّة فيما يتعلق بشيعته لتجنيبهم مزالق الانحراف من الخوض في كثير من المسائل التي لا طائل منها سوى الكشف عن هويّتهم، وبالتالي التعرض لحبائل السلطة من القمع والاضطهاد والسجن.
ــــــــــــ
(١) أمالي الشيخ الصدوق: ٤٨٩.
الإمام الهاديعليهالسلام مع أصحابه وشيعته
لقد حفلت حياة الإمامعليهالسلام بالأحداث المريرة إذ كان الصراع على السلطة على أشدّه بين أبناء الأسرة الحاكمة من جهة، وبين الأمراء والقوّاد الأتراك وغيرهم من الطامحين في السلطة من جهة ثانية. فكان نتيجة هذا الصراع أن ينال الإمام الهاديعليهالسلام وأبناء عمومته وشيعته في هذه الظروف الكثير من الأذى والاضطهاد باعتباره زعيم الجبهة المعارضة لكل هؤلاء المتصارعين على السلطة من حكّام وأمراء ووزراء. فبالرغم من وجود هذا الصراع الشديد فان الحكام العباسيين كانوا يخافون الإمامعليهالسلام ويرون أنّه سيد أهل البيت وإمام الأمة وصاحب الكلمة المسموعة بين الناس.
وكان الإمامعليهالسلام يمارس دور التربية والتوجيه وإعداد المؤمنين بمرجعيته الفكرية والروحية من أجل تحصينهم ضد الانحرافات العقائدية والفكرية ويمنعهم من الخوض في كثير من المسائل التي يكون الخوض فيها كاشفاً عن هويتهم وارتباطهم بالإمامعليهالسلام مما كان يؤدي إلى أن يكونوا تحت طائل عقوبات واضطهادات السلطة فيما إذا علموا موالاتهم للإمام وأهل البيتعليهمالسلام كما حصل ذلك لابن السكّيت وغيره، حيث كانت تقوم السلطة بقتلهم أو زجّهم في السجون.
إنّ دارسي هذه الفترة ـ وهي العصر العباسي الثاني ـ وإن وصفوها بالضعف السياسي والإداري للسلطة لكن حكّام الدولة لم يتهاونوا في تشديد الرقابة على الإمام وأصحابه; محاولين بذلك تحديد دائرة نشاط الإمامعليهالسلام وحدّها من التوسع في تأثيرها على قطاعات الأمة المختلفة. لذا نرى أن الإمامعليهالسلام كان يكرّس جلّ وقته وتعليماته بخصوص شيعته ومواليه مع تحيّن الفرصة في اتخاذ المواقف التي تعكس وجهة النظر الإسلامية في الوقائع والأحداث مع بيان ابتعاد الحكّام العباسيين عن تطبيق تعاليم الإسلام وهم في قمة انحرافهم وانغماسهم في اللهو والمجون.وكانت مواقف الإمام الهاديعليهالسلام تجاه الأحداث متناسبة مع تلك الظروف فكان يصدر توجيهاته وتعليماته بحذر ودقة وسرية تامة إلى شيعته وأصحابه.
ولعلّ أهم وأوضح موقف وقفه الإمامعليهالسلام في هذا الصدد بحسب ما لدينا من وثائق تاريخية هو موقفه تجاه محاولة المتوكل للنيل من الإمامعليهالسلام عن طريق أخيه، حيث أغراه بعض جلسائه بدعوة موسى إليه لإشاعة أن ابن الرضا يجلس إلى المتوكل وينادمه الشرب واللهو، غير أن الإمامعليهالسلام قد خرج فيمن خرج لاستقبال أخيه وحذّره عاقبة ما يقصده المتوكل ومن ثم أنبأه أنه لا يجتمع والمتوكل في مجلس، وكان كما قال الإمامعليهالسلام حتى قتل المتوكل.(١)
رعاية الإمام الهاديعليهالسلام لشيعته وقضاء حوائجهم
كتب الإمام الهاديعليهالسلام كتاباً حذّر فيه محمد بن الفرج الرُخجي جاء فيه:
«يامحمد! اجمع أمرك وخذ حذرك» ، فلم يفهم ما أراده الإمام بكلامه هذا حيث قال محمد: فأنا في جمع أمري لست أدري ما الذي أراد ـ أي الإمام ـ بما كتب حتى ورد رسول حملني من وطني مصفّداً بالحديد، وضرب على كل ما أملك وكنت في السجن ثماني سنين.
ونجد أن رعاية الإمامعليهالسلام لم تنقطع عن محمد هذا حتى كتب إليه وهو
ــــــــــــ
(١) أصول الكافي: ١/٥٠٢ ح ٨ وفي ط: ٢/٩ وعنه في الإرشاد: ٢/٣٠٧ وفي إعلام الورى: ٢/١٢١ ـ ١٢٢ وعن الإرشاد في كشف الغمة: ٣/١٧١.
في السجن مبشّراً له بالخروج من السجن ثم أوصاه:يا محمد لا تنزل في ناحية الجانب الغربي .
وقال محمد: فقرأت الكتاب وقلت في نفسي: يكتب إلي أبو الحسن بهذا وأنا في السجن إنّ هذا لعجب، فما لبثت إلاّ أيّاماً يسيرة حتى فرّج عني وحلّت قيودي وخلي سبيلي(١) .
ومن ذلك أيضاً ما حدث بأحد أصحابه المتضررين من الحكم العباسي، حيث يقول قصدتُ الإمام يوماً فقلت: إن المتوكل قطع رزقي، وما أتّهم في ذلك إلاّ علمه بملازمتي لك، فينبغي أن تتفضّل عليّ بمساءلته.
فقال الإمامعليهالسلام له:تُكفى إن شاء الله .
قال: فلما كان الليل طرقني رسل المتوكل رسول يتلو رسولاً، فجئت فوجدته في فراشه.
فقال: يا أبا موسى يشتغل شغلي عنك وتنسينا نفسك. أيّ شيء لك عندي به ؟ فقلت: الصلة الفلانيّة، وذكرت أشياء، فأمر لي بها وبضعفها، فقلت للفتح: وافى علي بن محمد إلى هاهنا ؟ وكتب رقعة ؟ قال: لا. قال فدخلت على الإمام فقال لي:ياأبا موسى هذا وجه الرضا . فقلت ببركتك ياسيدي، ولكن قالوا: إنك ما مضيت إليه ولا سألت ـ أي المتوكل ـ فأجابه الإمامعليهالسلام مصححاً له رؤيته وتفكيره محاولاً أن يرتفع به إلى الانشداد بالله الواحد القادر سبحانه، بقوله:إن الله تعالى علم منّا أنّا لا نلجأ في المهمات إلاّ إليه، ولا نتوكل في الملمات إلاّ عليه وعوّدنا ـ إذا سألناه ـ الإجابة، ونخاف أن نعدل فيعدل بنا (٢) .
ــــــــــــ
(١) أصول الكافي: ١/٥٠٠ ح ٥ وعنه في الإرشاد: ٢/٣٠٦ وإعلام الورى: ٢/١١٥ وعن الإرشاد في كشف الغمة: ١٧٠.
(٢) أمالي الطوسي: ٢٨٥ ح ٥٥٥ وعنه في مناقب آل أبي طالب: ٤/٤٢٢.
فكان الإمامعليهالسلام على اطلاع دائم على الوضع والظروف التي كان يعيشها أصحابه وشيعته وهو يعمل جادّاً من أجل تخفيف وطأة ذلك عنهم لما يعلمه من سوء ظروفهم الاقتصادية والسياسية، وما تقوم به السلطة العباسية من التضييق وخلق ظروف يصعب عليهم التحرك أو العمل فيها فضلاً عن محاربتهم اقتصادياً وسياسياً وربّما كان يتوخى الإمامعليهالسلام من ذلك أموراً مثل:
١ ـ تقوية صلتهم وتوجههم للارتباط بالله سبحانه وحده.
٢ ـ قضاء حوائجهم الخاصة.
٣ ـ إعادة الثقة بأنفسهم لمداومة نصرة الحق وخذلان الباطل.
٤ ـ تقوية صلتهم به والأخذ عنه وعن الثقات الذين يشير الإمام إليهم للتعامل معهم.
الإمام الهاديعليهالسلام والغلاة
ظهر في عصر الإمامعليهالسلام أشخاص وبرزت مجموعات تدعو إلى آراء وتوجهات خاصة بهم تحاول خداع السذّج من الناس لصرفهم عن قيادة الإمامعليهالسلام وتشكيكهم في معتقداتهم لغرض تفتيت الحركة الشيعية وتحجيم دورها.
ولا يبعد أن تكون السلطة من وراء بعضها بواسطة أيادي كان يهمّها أن تضعف حركة الإمامعليهالسلام وتضيق دائرة تأثيره فيما تبتدعه من أفكار هدّامة منافية للإسلام.
ومن هؤلاء الغلاة والمنحرفين علي بن حسكة والقاسم اليقطيني. ولما سئل الإمامعليهالسلام من قبل أصحابه عن معتقدات(علي بن حسكة) قال
الإمامعليهالسلام عنها:«ليس هذا ديننا فاعتزله» (١) .
وعن محمد بن عيسى ـ أحد أصحاب الإمامعليهالسلام ـ قال: كتب إلي أبو الحسن العسكري ابتداء منه:لعن الله القاسم اليقطيني ولعن الله علي بن حسكة القمي، انّ شيطاناً يتراءى للقاسم فيوحي إليه زخرف القول غروراً (٢) .
إلى غيرها من المواقف الكثيرة للإمامعليهالسلام بهذا الخصوص لبيان وجه الحق وإثباتاً للعقيدة الحقة وتجنيباً لأصحابه وشيعته من الانحراف والزيغ.
الإمام الهاديعليهالسلام والثورات في عصره
إن الظروف الاقتصادية والاجتماعية السيئة وظروف القهر والاستبداد السياسي التي عانت منها الأمة إبّان عصر الدولة العباسية الثاني حفّزت كثيراً من معارضي الدولة على الخروج المسلّح عليها فحدثت عدّة انتفاضات وثورات في أمصار الدولة كما كانت هناك حركات انفصالية قامت نتيجة لها دول وإمارات في أمصار مختلفة.
ولا ندعي شرعية جل هذه الحركات مع صعوبة معرفة موقف الإمامعليهالسلام منها للحيطة والسرية التي كانت سمة تعامل الإمام وشيعته مع الأحداث إذ كانت وصاياه وتعليماته إلى خاصته وشيعته تتّسم بأعلى درجات السرية، وكانت تلك الثورات والانتفاضات على نوعين:
١ ـ الحركات والثورات التي تدعو إلى الرضا من آل محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم .
٢ ـ حركات معارضة لأسباب ودوافع متعددة منها الظلم والتعسّف السلطوي لحكام بني العباس وجور الولاة والأمراء وقوّاد الجند الأتراك ; لما امتازت به هذه الحقبة الزمنية من بروز دور واسع للأتراك في إدارة السلطة.
ــــــــــــ
(١) رجال الكشي: ٥١٦ ح ٩٩٤ و ٩٩٥.
(٢) رجال الكشي: ٥١٨ ح ٩٩٦.
الإمام الهاديعليهالسلام وأساليب مواجهة السلطة
إن إبعاد الإمام الهاديعليهالسلام عن المدينة وإقامته قريباً من مركز الخلافة في سامراء ما كان إلاّ لتحصى عليه حركاته وسكناته ومن ثم إبعاده عن شيعته وأهل بيته ومحبّيه كمحاولة من السلطة العباسية لإضعاف نشاط الإمام وتحجيم دوره وبالتالي إخضاعه لرقابة مشددة للتعرف على مدى تحرّكه أوّلاً ثم التعرف على شيعته وأصحابه ثانياً واتخاذ الإجراءات الكفيلة بإفشال تحرّكهم ومنع تأثير الإمام ومنع انتشار فكر الإمامعليهالسلام بين أبناء الأمة الإسلامية التي عرفت الإمام الرضا ومدرسته وأبناءه الذين كانوا يشكّلون الجبهة الأساسية المعارضة للحكم القائم ثالثاً.
إذا ثبات الحكم العباسي كان يتوقّف على شل أيّ تحرّك ضده، من هنا نجد أنّ تعليمات الإمام وتوجيهاته لشيعته وأصحابه كانت تمتاز بالدقة والعمق لشدة وحراجة الظرف الذي كانوا يعيشونه.
وتبرز لنا صعوبة الظرف الذي كان يحيط بالإمامعليهالسلام وشيعته من قبل السلطة العباسية الغاشمة من خلال نوع التعليمات التي كان يراعيها الإمام وشيعته وهي:
١ ـ اتخاذ أماكن سريّة للقاءات، فعن إسحاق الجلاب قال: دعاني الإمامعليهالسلام فأدخلني من اصطبل داره إلى موضع واسع لا أعرفه(١) .
٢ ـ الحذر من كتابة المعلومات وما يصدر عن الإمامعليهالسلام ، فعن داود الصرمي: أمرني سيدي ـ الإمام الهادي ـ بحوائج كثيرة فقالعليهالسلام «قل: كيف تقول ؟ فلم أحفظ ما قال لي، فمر الدواة وكتب:
ــــــــــــ
(١) أصول الكافي: ١ / ٤٩٨ ـ ٤٩٩ ح ٣.
بسم الله الرحمن الرحيم، أذكره إن شاء الله والأمر بيده ».
٣ ـ استعمال الأسماء السرية(١) .
٤ ـ استعمال القوة ضد العناصر التي كانت تشكّل خطراً.
٥ ـ الاعتماد على العناصر ذات الالتزام والإيمان والمخلصة في نقل الأخبار والرسائل(٢) .
هذا فضلاً عن أساليب أخرى لإيصال المعلومات أو اتّخاذ المواقف إزاء الأحداث العامة أو غيرها عن طريق طرح الأفكار في مجالس عامّة أو خاصّة أو عن طريق الأدعية والزيارات للأئمةعليهمالسلام كما في الزيارة الجامعة الّتي تضمنت معاني سامية وأفكار عقائدية مهمّة.
لقد عاصر الإمام العسكريعليهالسلام هذه الأحداث بكل تفاصيلها وشاهد كل ما ألَمَّ بأبيهعليهالسلام وشيعته من إجراءات قمعية من قبل السلطة وما عانته الأمة منهم طيلة عقدين من الزمن.
٤ ـ زواج الإمام الحسن العسكريعليهالسلام
روي عن بشر بن سليمان النخاس ـ وهو من ولد أبي أيوب الأنصاري ـ أحد موالي أبي الحسن الهادي وأبي محمد العسكريعليهماالسلام أنّه قال: «أتاني كافور الخادم ـ خادم الإمام الهادي ـ فقال: مولانا أبو الحسن علي الهاديعليهالسلام يدعوك إليه فأتيته فلما جلست بين يديه قال لي:يا بشر إنك من ولد الأنصار وهذه الموالاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، فأنتم ثقاتنا أهل البيت، وإني مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في الموالاة بها، بسرّ أطلعك عليه، وأنفذك في ابتياع أمة .
ــــــــــــ
(١) يُراجع تاريخ الكوفة: ٣٩٣، ومنهاج التحرك عند الإمام الهادي: ٨٧ ـ ٩٣.
(٢) دلائل الإمامة: ٢١٩.
فكتب كتاباً لطيفاً بخط رومي ولغة رومية وطبع عليه خاتمه وأخرج شقيقة صفراء فيها مئتان وعشرون ديناراً، فقال:خذها وتوجه إلى بغداد واحضر معبر الفرات ضحوة يوم كذا، فإذا وصلت إلى جانبك زواريق السبايا وترى الجواري فيها ستجد طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العبّاس وشرذمة من فتيان العرب، فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمّى عمر بن يزيد النخّاس عامة نهارك إلى أن تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا، لابسة حريرين صفيقين تمتنع من العرض ولمس المعترض والانقياد لمن يحاول لمسها، وتسمع صرخة رومية من وراء ستر رقيق،(فاعلم) أنّها تقول: واهتك ستراه، فيقول بعض المبتاعين: عليّ ثلاثمئة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة، فتقول له بالعربية: ولو برزت في زيّ سليمان بن داود وعلى شبه ملكه ما بدت لي فيك رغبة فأشفق على مالك، فيقول النخّاس: فما الحيلة؟ ولا بد من بيعك، فتقول الجارية: وما العجلة؟ ولا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه وإلى وفائه وأمانته، فعند ذلك قم إلى عمر بن يزيد النخّاس وقل له: أنّ معك كتاباً ملصقاً لبعض الأشراف كتبه بلغة رومية وخطّ رومي، ووصف فيه كرمه ووفاءه ونبله وسخاءه، فناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه فإن مالت إليه ورضيتهُ، فأنا وكيله في ابتياعها منك .
قال بشر بن سليمان: فامتثلت جميع ما حدّه لي مولاي أبو الحسنعليهالسلام في أمر الجارية (فلما نَظَرَتْ) في الكتاب بكتْ بكاءً شديداً وقالت لعمر بن يزيد بِعني لصاحب هذا الكتاب، وحلفت بالمحرجة والمغلظة أنه متى امتنع من بيعها منه قتلتْ نفسها، فما زلت أُشاحّه في ثمنها حتّى استقرّ الأمر فيه على مقدار ما كان أصحبنيه مولايعليهالسلام من الدنانير، فاستوفاه مني وتسلّمت الجارية ضاحكة مستبشرة، وانصرفت بها إلى الحجيرة التي كنت آوي إليها ببغداد، فما أخذها القرار حتّى أخرجت كتاب مولاناعليهالسلام من جيبها وهي تلثمه وتطبقه على جفنها وتضعه على خدّها وتمسحه على بدنها، فقلت تعجباً
منها: تلثمين كتاباً لا تعرفين صاحبه ؟ فقالت: أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحلّ أولاد الأنبياء أعِرني سمعك وفرّغ لي قلبك أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وأمي من ولد الحواريين تنسب إلى وصيّ المسيح شمعون: أُنبِّئُك بالعجب: إنّ جدي قيصر أراد أن يزوّجني من ابن أخيه وأنا من بنات ثلاث عشرة سنة فجمع في قصره من نسل الحواريين من القسيّسين والرهبان ثلاثمئة رجل، ومن ذوي الأخطار منهم سبعمائة رجل، وجمع من أمراء الأجناد وقوّاد العسكر ونقباء الجيوش وملوك العشائر أربعة آلاف، وأبرز من بهيّ ملكه عرشاً مصنوعاً من أصناف الجوهر إلى صحن القصر، ورفعه فوق أربعين مرقاة فلما صعد ابن أخيه وأحدقت الصلب وقامت الأساقفة عكّفاً ونشرت أسفار الإنجيل تسافلت الصلب من الأعلى فلصقت بالأرض وتقوّضت أعمدة العرش فانهارت إلى القرار. وخرّ الصاعد من العرش مغشيًّا عليه فتغيّرت ألوان الأساقفة وارتعدت فرائصهم.
فقال كبيرهم لجدّي: أيّها الملك أعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالّة على زوال دولة هذا الدين المسيحي والمذهب الملكاني فتطيّر جدّي من ذلك تطيّراً شديداً(وقال) للأساقفة أقيموا هذه الأعمدة وارفعوا الصلبان وأحضروا أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جدّه لأزوجه هذه الصبيّة فيدفع نحوسه عنكم بسعوده. فلمّا فعلوا ذلك حدث على الثاني مثل ما حدث على الأوّل وتفرّق الناس وقام جدّي قيصر مغتمّاً فدخل منزل النساء واُرخيت الستور واُريتُ في تلك الليلة كأنّ المسيح وشمعون وعدّة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدّي ونصبوا فيه منبراً من نور يُباري السماء علوّاً وارتفاعاً في الموضع الذي كان نصب جدّي فيه عرشه، ودخل عليهم محمّدصلىاللهعليهوآلهوسلم وختنه ووصيّه وعدّة من أبنائهعليهمالسلام فتقدّم المسيح إليه فاعتنقه، فيقول له محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم : يا روح الله
جئتُك خاطباً من وصيّك شمعون فتاتَه مليكة لابني هذا ـ وأوْمأ بيده إلى أبي محمدعليهالسلام ابن صاحب هذا الكتاب ـ فنظر المسيح إلى شمعون وقال له: قد أتاك الشرف فَصِل رَحِمَك رَحِمَ آلِ محمّدعليهمالسلام قال: قد فعلتُ فصعد ذلك المنبر فخطب محمّدصلىاللهعليهوآلهوسلم وزوّجني من ابنه وشهد المسيحعليهالسلام ، وشهد أبناء محمّدعليهمالسلام والحواريون.
فلما استيقظت أشفقْتُ أنْ أقصّ هذه الرؤيا على أبي وجدّي مخافة القتل فكنت أُسِرّها ولا أُبديها لهم وضرب صدري بمحبّة أبي محمّدعليهالسلام حتى امتنعت من الطعام والشراب فضعُفتْ نفسي ودقّ شخصي، ومرضت مرضاً فما بقي في مدائن الروم طبيب إلاّ أحضره جدّي وسأله عن دوائي فلما برح به اليأس(قال): ياقرّة عيني وهل يخطر ببالك شهوة فازوّدكها في هذه الدنيا ؟ فقلت ياجدّي أرى أبواب الفرج عليّ مغلقة فلو كشفت العذاب عمّن في سجنك من اُسارى المسلمين وفككت عنهم الأغلال وتصدّقت عليهم ومنّيْتهم الخلاص رجوت أن يهب لي المسيح وأمه عافية، فلما فعل ذلك تجلّدت في إظهار الصحة من بدني قليلاً وتناولت يسيراً من الطعام فسُرّ بذلك وأقبل على إكرام الأُسارى وإعزازهم، فأُريتُ بعد أربع عشرة ليلة كأنّ سيدة نساء العالمين فاطمةعليهاالسلام قد زارتني ومعها مريم ابنة عمران وألف من وصائف الجنان، فتقول لي مريم: هذه سيدة نساء العالمين أم زوجك أبي محمدعليهالسلام ، فأتعلّق بها وأبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمّدعليهالسلام من زيارتي، فقالت سيدة النساءعليهاالسلام إن ابني أبا محمد لا يزورك وأنت مشركة بالله على مذهب النّصارى، وهذه اُختي مريم بنت عمران تبرأ إلى الله تعالى من دينك فإن مِلْت إلى رضاء الله ورضاء المسيح ومريمعليهماالسلام وزيارة أبي محمد إيّاك فقولي:
أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ أبي محمداً، رسول الله، فلما تكلمت بهذه الكلمة
ضمَّتني إلى صدرها سيّدة نساء العالمين وطَيَّبَتْ نفسي وقالت: الآن توقَّعي زيارة أبي محمّد فإني منفذته إليك، فانتبهت وأنا أقول وأتوقّع لقاء أبي محمدعليهالسلام ، فلمّا كان في الليلة القابلة رأيت أبا محمدعليهالسلام وكأنّي أقول له: جفوتني ياحبيبي بعد أن أتْلَفَتْ نفسي معالجة حبك. فقال: ما كان تأخّري عنك إلاّ لشركك ، فقد أسلمت وأنا زائرك في كل ليلة إلى أن يجمع الله تعالى شملنا في العيان، فما قطع عني زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية.
(قال بشر) فقلت لها: وكيف وقعت في الأُسارى ؟ فقالت: أخبرني أبو محمّدعليهالسلام ليلة من الليالي أنّ جدكِ سيسيّر جيشاً إلى قتال المسلمين يوم كذا وكذا، ثمّ يتّبعهم فعليك باللّحاق بهم مُتَنَكِّرة في زيّ الخدم مع عدّة من الوصائف من طريق كذا. ففعلت ذلك فوقعت علينا طلايع المسلمين حتّى كان من أمري ما رأيت وشاهدت وما شعر بأني ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية أحد سواك، وذلك باطلاعي إياك عليه، ولقد سألني الشيخ الذي وقعتُ إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فقلت: نرجس، فقال: اسم الجواري.
قلت: العجب إنّك روميّة ولسانك عربيّ، قالت: نعم من ولوع جدّي وحمله إيّاي على تعلّم الآداب أنْ أوعَز إلى امرأة ترجمانة لي في الاختلاف إليّ وكانت تقصدني صباحاً ومساءاً وتفيدني العربية حتى استمرّ لساني عليها واستقام.
(قال بشر): فلما انكفأت بها إلى سرّ من رأى دخلت على مولاي أبي الحسنعليهالسلام فقال:كيف أراكِ اللهُ عزّ الإسلام، وذلّ النصرانيّة، وشرف محمّد وأهل بيته عليهمالسلام ؟ قالت: كيف أصف لك يابن رسول الله ما أنت أعلم به منّي. قال:فإني أحببت أن أكرمك، فما أحب إليك عشرة آلاف دينار أم بشرى لك بشرف الأبد ؟
قالت بشرى بولد لي: قال لها:أبشري بولد يملك الدّنيا شرقاً وغرباً ويملأ
الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً .
قالت: ممّن ؟ قال:ممّن خطبك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم له ليلة كذا في شهر كذا من سنة كذا بالرومية .
قالت: من المسيح ووصيه ؟ قال لها:ممّن زوجك المسيح عليهالسلام ووصيه ؟ قالت: من ابنك أبي محمدعليهالسلام ؟ فقال:هل تعرفينه ؟ قالت: وهل خلت ليلة لم يرني فيها منذ الليلة التي أسلمت على يد سيّدة النساء صلوات الله عليها ؟ قال: فقال مولانا:يا كافور ادع أختي حكيمة، فلمّا دخلتْ قال لها: هاهية . فاعتنقتها طويلاً وسرّت بها كثيراً، فقال لها أبو الحسنعليهالسلام :يا بنت رسول الله خذيها إلى منزلك وعلّميها الفرائض والسنن فإنّها زوجة أبي محمد وأم القائم (١) .
وروى الصدوق بسنده عن محمد بن عبد الله الطهري أنه قال: قصدت حكيمة بنت محمدعليهالسلام بعد مضي أبي محمّدعليهالسلام أسألها عن الحجة وما قد اختلف في الناس من الحيرة التي هم فيها، فقالت لي: اجلس فجلست ثم قالت: يا محمّد إن الله تبارك وتعالى لا يخلي الأرض من حجة ناطقة أو صامتة، ولم يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسينعليهماالسلام . تفضيلاً للحسن والحسين وتنزيهاً لهما أن يكون في الأرض عديلهما إلاّ أن الله تبارك وتعالى خصّ ولد الحسين بالفضل على ولد الحسنعليهالسلام كما خصّ ولد هارون على ولد موسىعليهالسلام وإن كان موسى حجة على هارون والفضل لولده إلى يوم القيامة. ولا بد للأمة من حيرة يرتاب فيها المبطلون ويخلص فيها المحقّون كيلا يكون للخلق على الله حجة، إن الحيرة لا بدّ واقعة بعد مضيّ أبي محمد الحسنعليهالسلام .
ــــــــــــ
(١) الغيبة، للطوسي: ١٢٤ ـ ١٢٨.
فقلت: يا مولاتي هل كان للحسنعليهالسلام ولد ؟ فتبسّمت ثم قالت: إذا لم يكن للحسنعليهالسلام عقب فمن الحجة من بعده ؟ وقد أخبرتك أنه لا إمامة لأخوين بعد الحسن والحسينعليهماالسلام .
فقلت: يا سيدتي حدّثيني بولادة مولاي وغيبتهعليهالسلام . وفي هذا النصّ تشير حكيمة إلى أن نرجس قد كانت جارية لها، وأنّ الإمام الحسن العسكريعليهالسلام في زمن حياة أبيه الهاديعليهالسلام يصرّح لعمّته بأنّ الله سيخرج منها ولداً كريماً على الله عزّ وجلّ فيملأ به الأرض قسطاً وعدلاً بعدما تملأ ظلماً وجوراً.
وهنا تبادر حكيمة فتستأذن الإمام الهاديعليهالسلام لتهب هذه الجارية إلى ابنه الحسن العسكريعليهالسلام .
وهنا تقول حكيمة: فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسنعليهالسلام وجلست. فبدأنيعليهالسلام وقال:يا حكيمة إبعثي نرجس إلى ابني أبي محمد . قالت: فقلت: يا سيدي على هذا قصدتك على أن استأذنك في ذلك. فقال لي:يا مباركة إن الله تبارك وتعالى أحبّ أن يشركك في الأجر ويجعل لك في الخير نصيباً .
قالت حكيمة: فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي وزيّنتها ووهبتها لأبي محمدعليهالسلام وجمعت بينه وبينها في منزلي فأقام عندي أيّاماً ثم مضى إلى والدهعليهالسلام ووجّهت بها معه(١) .
والمشتركات بين الخبرين أمور عديدة ولا مانع من أن تكون هذه الرواية قد أهملت كثيراً من التفاصيل التي جاءت في الرواية الأولى.
وهناك روايات أخرى كلها تصرّح بوجود دور مهم لحكيمة عمّة الإمام الحسنعليهالسلام في ولادة الإمام المهدي المنتظرعليهالسلام .
ــــــــــــ
(١) كمال الدين: ٢ / ٤٢٦، وعنه في بحار الأنوار: ٥١ / ١١.
٥ ـ علاقة الإمام الحسن العسكريعليهالسلام بأخيه محمد
كان للإمام علي الهاديعليهالسلام من الذكور أربعة وبنت واحدة، والذكور هم:
١ ـ السيد محمد وكنيته أبو جعفر.
٢ ـ الإمام الحسن العسكري.
٣ ـ جعفر(المعروف بالتوّاب أو الكذّاب).
٤ ـ الحسين.
والسيد محمد هو أكبر أولاد أبيه، وكان سيداً جليلاً ومجمعاً للكمالات(١) وكانت الشيعة تتصوّر أنه الإمام بعد ابيه، لما كان يتميّز به من ذكاء وخلق رفيع وسعة علم وسمو آداب.
وتحدّث العارف الكلاني عن وقاره ومعالي أخلاقه قائلاً: صحبت أبا جعفر محمد بن علي الرضا وهو حدث السن فما رأيت أوقر ولا أزكى ولا أجلّ منه... وكان ملازماً لأخيه أبي محمدعليهالسلام لا يفارقه.(٢)
«ولما خرج الإمام الهاديعليهالسلام من المدينة إلى سامرّاء ترك ابنه السيد محمد في المدينة المنوّرة وهو طفل، وبعد سنوات التحق بأبيه ومكث عنده مدّة، ثمّ أراد الرجوع إلى المدينة وفي الطريق وصل إلى مدينة بلد فمرض هناك وفارق الحياة في سنة(٢٥٢هـ). وعمره قد تجاوز العشرين سنة(٣) .
ــــــــــــ
(١) الإمام الهادي من المهد إلى اللحد: ١٣٦ ـ ١٣٧.
(٢) حياة الإمام الحسن العسكري: ٢٤ ـ ٢٥ عن المجدي في النسب(مخطوط).
(٣) الإمام الهادي من المهد إلى اللحد: ١٣٧.
٢٤٥١ ـ ذو البجادين المزني (١) : اسمه عبد الله [بن عبد نهم](٢) سيأتي في العين.
٢٤٥٢ ز ـ ذو الثديّة : له ذكر فيمن قتل مع الخوارج في النهروان ، ويقال هو ذو الخويصرة الآتي. وقال أبو يعلى في مسندة رواية ابن المقري عنه : حدثنا محمد بن الفرج ، حدثنا محمد الزبرقان ، حدثني موسى بن عبيدة ، أخبرني هود بن عطاء ، عن أنس ، قال : كان في عهد رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم رجل يعجبنا تعبّده واجتهاده ، وقد ذكرنا ذلك لرسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم باسمه فلم يعرفه ، فوصفناه بصفته فلم يعرفه ، فبينا نحن نذكره إذ طلع الرجل قلنا : هو هذا. قال : إنكم لتخبروني عن رجل إنّ في وجهه لسفعة من الشيطان ، فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم ، فقال له رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : «فأنشدك الله ، هل قلت حين وقفت على المجلس : ما في القوم أحد أفضل منّي ـ أو خير منّي». قال : اللهمّ نعم. ثم دخل يصلي ، فقال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : «من يقتل الرّجل»؟ فقال أبو بكر ، أنا ، فدخل عليه فوجده يصلّي ، فقال : سبحان الله ، أقتل رجلا يصلي ، وقد نهى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم عن قتل المصلّين. فخرج ، فقال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما فعلت»؟ قال : كرهت أن أقتله وهو يصلّي ، وأنت قد نهيت عن قتل المصلين. قال : «من يقتل الرّجل»؟ قال عمر : أنا. فدخل فوجده واضعا جبهته. فقال عمر : أبو بكر أفضل منّي ، فخرج فقال له النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم : «مه». قال : وجدته واضعا وجهه لله ، فكرهت أن أقتله. فقال : «من يقتل الرّجل»؟ فقال علي : أنا. فقال : «أنت إن أدركته». فدخل عليه فوجده قد خرج. فرجع إلى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فقال له : «مه» قال : وجدته قد خرج. قال : «لو قتل ما اختلف من أمّتي رجلان كان أوّلهم وآخرهم»(٣) .
قال موسى : فسمعت محمد بن كعب يقول الّذي قتله عليّ ذو الثّدية.
قلت : ولقصة ذي الثدية طريق كثيرة جدا استوعبها محمد بن قدامة في كتاب الخوارج ، وأصحّ ما ورد فيها ما أخرجه مسلم في صحيحه ، وأبو داود من طريق محمد بن سيرين ، عن عبيدة ، عن علي أن عليّا ذكر أهل النهروان فقال : فيهم رجل مودن اليد أو مجدّع
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٥٣٧).
(٢) سقط من أ.
(٣) أخرجه الدارقطنيّ في السنن ٢ / ٥٤ ، وأورده الهيثمي في الزوائد ٦ / ٢٢٩ وقال رواه أبو يعلى وفيه موسى ابن عبيدة وهو متروك ، ورواه البزار باختصار ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم وله طريق أطول من هذه الترجمة في الفتن.
اليد ، لو لا أن تنظروا لنبأتكم ما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمّد. فقلت له : أنت سمعته؟ قال : إي وربّ الكعبة.
وقال أبو الرّبيع الزّهرانيّ : حدّثنا حماد ، حدّثنا جميل بن مرة عن أبي الوضيء أن عليّا لما فرغ من أهل النهروان قال : التمسوا المجدع فطلبوه ، ثم جاءوا فقالوا : لم نجده. قال : أرجعوا ثلاثا ، كلّ ذلك لا يجدونه ، فقال علي : والله ما كذبت ولا كذبت. قال : فوجدوه تحت القتلى في طين ، فكأني انظر إليه حبشيّ عليه مريطة إحدى ثدييه مثل ثدي المرأة عليها شعيرات مثل الّذي على ذنب اليربوع. أخرجه أبو داود.
قلت : وللقصّة الأولى شاهدان عند محمد بن قدامة. أحدهما من مرسل الحسن ، فذكر شبيها بالقصّة. والآخر من طريق مسلمة بن أبي بكرة عن أبيه عن محمد بن قدامة ، والحاكم في المستدرك ، ولم يسمّ الرجل فيهما.
٢٤٥٣ ـ ذو جدن الحبشي (١) : ويقال ذو دجن. اسمه علقمة. يأتي.
٢٤٥٤ ز ـ ذو الحكم (٢) : عمرو بن حممة.
٢٤٥٥ ـ ذو الجوشن الضّبابيّ (٣) : قيل : اسمه أوس بن الأعور. وبه جزم المرزبانيّ ، وقيل شرحبيل ـ وهو الأشهر ـ ابن الأعور بن عمرو بن معاوية. وهو ضباب بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
وزعم ابن شاهين أن اسمه عثمان بن نوفل ، قال مسلم : له صحبة. قال أبو السّعادات ابن الأثير : يقال إنه لقّب بذي الجوشن لأنه دخل على كسرى فأعطاه جوشنا فلبسه ، فكأن أول عربي لبسه ، وقال غيره : قيل له ذلك لأن صدره كان ناتئا. وكان فارسا شاعرا له في أخيه الصّميل مراث حسنة.
قلت : وله حديث عند أبي داود من طريق أبي إسحاق عنه. ويقال : إنه لم يسمع منه ، وإنما سمعه من ولده شمر. والله أعلم.
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٥٣٨).
(٢) سقط من أ.
(٣) تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٦٨ ، الثقات ٣ / ١٢٠ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٢٢٢ ، خلاصة تذهيب ١ / ٣١٢ ، الطبقات ١٣١ ، بقي بن مخلد ٣٨٥ ، تهذيب الكمال ١ / ٣٩٧ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٣٨ ، التاريخ الكبير ٣ / ٥٦٦ ، الكاشف ١ / ٢٩٨ ، الجرح والتعديل ٣ / ٢٠٢٨ ، الأنساب ٨ / ٣٧٢ ، تبصير المنتبه ٣ / ٨٥٩ ، أسد الغابة ت (١٥٣٩) ، الاستيعاب ت (٧١٥).
٢٤٥٦ ـ ذو الخويصرة (١) : التميمي ـ ذكره ابن الأثير في الصّحابة مستدركا على من قبله ، ولم يورد في ترجمته سوى ما أخرجه البخاريّ من حديث أبي سعيد ، قال : بينا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقسم ذات يوم قسما فقال ذو الخويصرة ـ رجل من بني تميم : يا رسول الله ، أعدل. فقال : «ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل»؟ الحديث.
وأخرجه من طريق تفسير الثعلبي ثم من طريق تفسير عبد الرزّاق كذلك ، ولكن قال فيه : إذ جاءه ذو الخويصرة التّميمي ، وهو حرقوص بن زهير. فذكره.
قلت : ووقع في موضع آخر في البخاريّ ، فقال : عبد الله بن ذي الخويصرة. وعندي في ذكره في الصّحابة وقفة. وقد تقدم في الحاء المهملة.
٢٤٥٧ ـ ذو الخويصرة اليماني (٢) :
روى أبو موسى في «الذّيل» من طريق أبي زرعة الدمشقيّ ، ثم من طريق سليمان بن يسار ، قال : اطلع ذو الخويصرة اليمانيّ. وكان أعرابيا جافيا على رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم في المسجد ، فلما رآه النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «هذا الّذي بال في المسجد». فلما وقف قال : أدخلني الله وإياك الجنة ولا أدخلها غيرنا. فقال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : «سبحان الله! ويحك! احتظرت واسعا». ثم قال : فدخل فبال الرجل في المسجد ، فصاح به الناس. وعجبوا لقول رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم . فقال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : «يسّروا» ، يقول «علّموه». وأمر رجلا فأتى بسجل من ماء فصبّه على مباله.
هذا مرسل وفي إسناده انقطاع أيضا. وقصّة الرجل الّذي بال في المسجد مخرجة في الصحيح من حديث أبي هريرة ، ومن حديث أنس بغير هذا السياق ولم يسمّ الرجل. وكذا أخرجه ابن ماجة من طريق محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، وزاد فيه : فقال الأعرابيّ بعد أن فقه : فقام إليّ ، بأبي وأمي ، فلم يؤنب ولم يسبّ ، فقال : «إنّ هذا المسجد لا يبال فيه» الحديث.
٢٤٥٨ ـ ذو الخيار : واسمه عوف بن ربيع الأسديّ. يأتي.
٢٤٥٩ ـ ذو خيوان الهمدانيّ اليماني (٣) : اسمه : [عك.
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٥٤١).
(٢) تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٦٩ ، أسد الغابة ت (١٥٤٢).
(٣) أسد الغابة ت (١٥٤٣) ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٦٩.
روى حديثه البزّار ، وعبدان ، من طريق مجالد ، عن الشعبي ، عن عامر بن شهر ، قال : أسلم](١) عك ذو خيوان فقيل له : انطلق إلى النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم فخذ منه الأمان. فقدم عليه فقال : يا رسول الله ، إن مالك بن مرارة قدم علينا يدعو إلى الإسلام ، فأسلمنا ولي أرض فيها رقيق فاكتب لي كتابا. فكتب له وإسناده ضعيف.
وقد رواه أبو يعلى مطوّلا ، وتأتي الإشارة إليه في ترجمة عامر بن شهر.
٢٤٦٠ ـ ذو دجن (٢) : روى ابن شاهين ، من طريق ابن الكلبيّ ، عن وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جدّه ، قال : قدم ذو منادح وذو دجن وذو مهدم على النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم فقال لهم : «انتسبوا». فقال ذو مهدم :
على عهد ذي القرنين كانت سيوفنا |
صوارم يفلقن الحديد المذكّرا |
[الطويل]
وأخرجه ابن مندة من طريق وحشي بن إسحاق بن وحشي بن حرب بن وحشيّ بن حرب عن أبيه عن جدّه عن أبيه عن جدّه ، قال : وفد على رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم اثنان وسبعون من الحبشة ، منهم ذو مناحب وذو مهدم وذو دجن وذو مخبر. كذا قال : ولم يذكر ذا حدب ، فأظنّه غيره ، فإنه لم يسرد أسماء السبعين.
٢٤٦١ ز ـ ذو الرأي : هو الحباب بن المنذر الأنصاريّ. تقدم.
٢٤٦٢ ـ ذو الزوائد الجهنيّ (٤) : ذكره الترمذي في الصحابة. ويقال فيه أبو الزوائد.
وزعم الطبرانيّ أنه ذو الأصابع المتقدم ، وعندي أنه غيره.
وقد روى مطين والطّبرانيّ في «التهذيب» وغيرهما من طريق سعد بن إبراهيم ، عن أبي أمامة بن سهل ، قال : أول من صلّى الضّحى رجل من أصحاب النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم يقال ذو الزوائد. وفي رواية مطين أبو الزوائد.
__________________
(١) سقط في ت.
(٢) أسد الغابة ت (١٥٤٤).
(٣) ينظر البيت في الإكمال ٢ / ٢٧٩.
(٤) تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٦٩ ، الثقات ٣ / ١١٩ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٥٢٣ ، خلاصة تذهيب ١ / ٣١٢ ، تهذيب الكمال ١ / ٣٧٩ ، التحفة اللطيفة ٢ / ٤٨ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٣٨ ، التاريخ الكبير ٣ / ٢٦٥ ، الكاشف ١ / ٢٩٨ ، بقي بن مخلد ٨٧٢ ، الجرح والتعديل ٣ / ٢٠٢٩ ، أسد الغابة ت (١٥٤٥) ، الاستيعاب ت (٧١٦).
وروى أبو داود والحسن بن سفيان من طريق سليم بن مطين ، عن أبيه ، عن ذي الزوائد : سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم في حجة الوداع أمر الناس ، ونهى ، ثم قال : «ألا هل بلّغت» الحديث.
٢٤٦٣ ـ ذو السّيفين (١) : هو أبو الهيثم بن التيّهان الأنصاريّ. يأتي في الكنى.
٢٤٦٤ ـ ذو الشّمالين (٢) : عمير بن عبد عمرو بن نضلة بن [عمرو بن](٣) غبشان بن مالك بن أفصى الخزاعي ، حليف بني زهرة. يقال اسمه عمير ، ويقال عمرو ، ويقال عبد عمرو. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا واستشهد بها. وكذا ذكره ابن إسحاق وغيره. ووقع في رواية للزهريّ في قصّة السهو في الصّلاة أنه الّذي قال : يا رسول الله ، أنسيت أم قصرت الصلاة؟ وسيأتي بيان ذلك في ترجمة عبد عمرو.
وروى الطّبرانيّ من طريق أبي شيبة الواسطي ، عن الحكم ، قال كان عمار مع رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ثلاثة كلهم أضبط : ذو الشّمالين ، وعمر بن الخطّاب ، وأبو ليلى. انتهى.
والأضبط هو الّذي يعمل بيديه جميعا.
٢٤٦٥ ز ـ ذو الشّهادتين : هو خزيمة بن ثابت تقدم.
٢٤٦٦ ـ ذو العقيصتين : هو ضمام بن ثعلبة. يأتي.
٢٤٦٧ ز ـ ذو العين : هو قتادة بن النعمان. يأتي.
٢٤٦٨ ـ ذو الغرّة الجهنيّ (٤) : ويقال الهلالي.
روى عبد الله في زيادات المسند ، والبغويّ ، وابن السّكن ، من طريق أبي جعفر الرازيّ ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن ذي الغرّة ، قال : عرض أعرابي للنّبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم فسأله عن الصّلاة في أعطان الإبل. قال : «لا». والراويّ له عن أبي جعفر عبيدة بن معتب ، وهو ضعيف ، وخالفه الأعمش وحجاج بن أرطاة ، فقالا : عن عبيد الله بن عبد الله ، وهو أبو جعفر الرازيّ ، عن ابن أبي ليلى ، عن البراء بن عازب ، قال حجاج بن أرطاة أو أسيد بن حضير. بالشك.
__________________
(١) في أذو الشفتين.
(٢) أسد الغابة ت (١٥٤٦) ، الاستيعاب ت (٧١٧).
(٣) سقط في أ.
(٤) أسد الغابة ت (١٥٤٩) ، الاستيعاب ت (٧١٩).
وقد صحّح الحديث من رواية الأعمش أحمد وابن خزيمة وغيرهما. ورواه محمد بن عمران بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن يعيش الجهنيّ به ، وكذا قال عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، فيقال : هو اسم ذي الغرة.
وأخرجه أبو نعيم ، من طريق جابر الجعفيّ ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن سليك.
قال ابن السّكن : لا يصح شيء من طرقه.
٢٤٦٩ ـ ذو الغصة الحارثي (١) : هو قيس بن الحصين. يأتي.
٢٤٧٠ ز ـ ذو الغصة ، آخر : اسمه الحصين بن يزيد بن شداد. تقدم.
٢٤٧١ ـ ذو قرنات (٢) : بفتحات ، الحميري.
قال ابن يونس : يقال إن له صحبة. يروي عنه شعيب بن الأسود المعافريّ ، وهانئ ابن جدعان اليحصبي ، وغيرهما.
وروى البغويّ ، من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقّاصي ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن ذي قرنات. قال : لما توفّي رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قيل : يا ذا قرنات ، من بعده؟ قال : الأمين يعني أبا بكر. قيل : فمن بعده؟ قال : قرن من حديد ـ يعني عمر. قيل : فمن بعده؟ قال : الأزهر ـ يعني عثمان. قيل : فمن بعده؟ قال : الوضّاح المنصور ـ يعني معاوية.
قال البغويّ : عثمان ضعيف ، ولا أحسب سعيدا أدركه ، ولا أحسبه هو سمع من النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم شيئا.
وزعم الخطيب عن ابن سميع أن اسمه جابر بن أزد ، وتعقبه ابن عساكر بأن الّذي عند ابن سميع ذو قرنات جابر بن أزد ، وهما اثنان ، قال : فظن الخطيب لما لم يجد بينهما فاصلة أنهما واحد ، ثم ساقه عن ابن سميع في تسمية من روى عن عمر ممن أدرك الجاهليّة ذو قرنات.
وقال ابن مندة : اختلف في صحبته ، وأخرج من طريق أبي إدريس الخولانيّ ، قال : كان أبو مسلم الجليلي معلّم كعب الأحبار ، وكان يلومه على إبطائه عن الإسلام ، قال كعب :
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٥٥٠) ، الاستيعاب ت (٧٢٠).
(٢) أسد الغابة ت (١٥٥١).
فخرجت حتى أتيت ذا قرنات ، فقال لي : أين تقصد يا كعب؟ فأخبرته ، فقال : لئن كان نبيا إنه الآن لتحت التّراب ، فخرجت فإذا أنا براكب فقال : مات محمد وارتدّت العرب الحديث.
وروى الرّويانيّ في مسندة من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن نافع أنه سمع أباه يذكر أنّ معاوية قال لكعب : دلّني على أعلم الناس. قال : ما أعلمه إلا ذا قرنات ، وهو باليمن ، فبعث إليه معاوية وهو بالغوطة ، فتلقاه كعب فوضع رأسه له ووضع الآخر له رأسه ، فذكر قصّة طويلة. وفي ضمنها أنه كان يهوديا.
واستنكرها ابن عساكر ، لأن كعبا مات قبل أن يلي معاوية الخلافة ، وهو كما قال.
قلت : والقصّة التي قبلها تشعر أيضا بأنه لم يسلم. فالله أعلم.
٢٤٧٢ ـ ذو الكلاع الحميري (١) :
روى ابن أبي عاصم ، وأبو نعيم ، من طريق حسّان بن كريب عن ذي الكلاع : سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «اتركوا التّرك ما تركوكم»(٢) تفرد به ابن لهيعة ، فإن كان حفظه فهو غير ذي الكلاع الآتي ذكره في القسم الثالث.
٢٤٧٣ ـ ذو اللحية الكلابيّ (٣) : قال سعيد بن يعقوب : اسمه شريح. [وقال ابن قانع : شريح بن عامر ، وحكاه البغويّ](٤) ، وقال المفضل الغلابي هو الضّحاك بن سفيان. [وقال ابن الكلبيّ. ذو اللحية شريح بن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب ، ولم يصفه بغير ذلك](٤) .
__________________
(١) تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٧٠ ، الوافي بالوفيات ١٤ / ٤٣ ، التاريخ الكبير ٣ / ٢٦٦ ، الجرح والتعديل ٣ / ٢٠٣٢ ، أسد الغابة ت (١٥٥٢) ، الاستيعاب ت (٧٢١).
(٢) أخرجه أبو داود عن أبي هريرة ولفظه دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم. أبو داود ٢ / ٥١٥ كتاب الملاحم باب في النهي عن تهييج الترك والحبشة حديث رقم ٤٣٠٢. قال الهيثمي في الزوائد ٥ / ٣٠٧ عن معاوية بن أبي سفيان قال سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوسلم يقول اتركوا الترك ما تركوكم رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات. والبيهقي في السنن الكبرى ٩ / ١٧٦ ، والطبراني في الكبير ٧ / ٢٢٤ ، ١٩ / ٣٧٥ وكنز العمال حديث رقم ١٠٩٣٤ ، ١٠٩٥١ ، ١٠٩٥٢.
(٣) تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٧٠ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٢٢٣ ، خلاصة تذهيب ١ / ٣١٢ ، الطبقات ٣٠٧ ، تهذيب الكمال ١ / ٣٩٧ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٣٨ ، التاريخ الكبير ٣ / ٢٦٥ ، الجرح والتعديل ٣ / ٢٠٣٠ ، ذيل الكاشف ٤١٩ ، أسد الغابة ت (١٥٥٣) ، الاستيعاب ت (٧٣٢).
(٤) سقط من أ.
روى البغويّ والطّبرانيّ ، والحسن بن سفيان ، وابن قانع ، وابن أبي خيثمة وغيرهم من طريق سهل بن أسلم ، عن يزيد بن أبي منصور ، عن ذي اللّحية الكلابيّ ، أنه قال : يا رسول الله ، أنعمل في أمر مستأنف أم في أمر قد فرغ منه؟ الحديث.
٢٤٧٤ ـ ذو اللّسانين (١) : هو موله بن كثيف. يأتي.
٢٤٧٥ ـ ذو مخبر (٢) : يقال ذو مخمر الحبشي ، ابن أخي النّجاشي.
وفد على النّبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم وخدمه ، ثم نزل الشام ، وله أحاديث أخرج منها أحمد ، وأبو داود وابن ماجة ، منها عند أبي داود من طريق حريز بن عثمان ، عن يزيد ابن صبيح عن ذي مخبر ، وكان يخدم النبيّصلىاللهعليهوسلم فذكر حديثا في نومهم عن الصّلاة.
روى أبو داود أيضا من طريق خالد بن معدان ، عن جبير بن نفير ، قال : انطلق بنا إلى ذي مخبر ، رجل من أصحاب النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأتيناه فسأله جبير عن الهدنة ، فقال : سمعت النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «ستصالحون الرّوم»(٣) الحديث.
٢٤٧٦ ز ـ ذو المشعار : هو مالك بن نمط ، يأتي.
٢٤٧٧ ـ ذو مرّان (٤) : هو عك يأتي.
٢٤٧٨ ـ ذو مناحب (٥) : وذو منادح(٦) ، وذو مهدم(٧) ـ تقدم حديثهم في ذي دجن. وذكر عبد الصّمد بن سعيد في طبقات الحمصيين الأول والثالث لكن قال ذو مناخب
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٥٥٤).
(٢) الطبقات الكبرى ٧ / ٤٢٥ ، طبقات خليفة ٣٠٧ ، مقدمة مسند بقي بن مخلد ١٠٣ ، الجرح والتعديل ٣ / ٤٤٧ ، التاريخ الكبير ٣ / ٢٦٤ ، المعجم الكبير ٤ / ٢٧٧ ، الإكمال ٧ / ٢٠٩ ، تهذيب الكمال ٨ / ٥٣١ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٧٠ ، الكاشف ١ / ٢٣٠ ، الوافي بالوفيات ١٤ / ٤٩ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٢٢٤ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٣٩ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٣ ، تاريخ الإسلام ١ / ٢٠٤ ، أسد الغابة ت (١٥٥٥) ، الاستيعاب ت (٧٢٤).
(٣) أخرجه أبو داود في السنن ٢ / ٩٥ كتاب الجهاد باب في صلح العدو حديث رقم ٢٧٦٧ ، ٢ / ٥١٢ كتاب الملاحم باب (٢) ما يذكر من ملاحم الروم حديث رقم ٤٢٩٢ ، وابن ماجة في السنن ٢ / ١٣٦٩ كتاب الفتن باب (٣٥) الملاحم حديث رقم ٤٠٨٩. قال البوصيري في زوائد ابن ماجة ، ٢ / ١٣٦٩ إسناده حسن وروى أبو داود بعضه وابن أبي شيبة في المصنف ٢ / ٣٢٦ والطبراني في الكبير ٤ / ٢٧٨ ، والحاكم في المستدرك ٤ / ٤٢١ ، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي بقوله صحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٨٤٥١.
(٤) أسد الغابة ت (١٥٥٦).
(٥) أسد الغابة ت (١٥٥٧).
(٦) أسد الغابة ت (١٥٥٨).
(٧) أسد الغابة ت (١٥٥٩).
بخاء معجمة وذو مهدب آخره موحدة. وقال : لا يوجد منهما حديث.
٢٤٧٩ ز ـ ذو النخامة : لا أعرف اسمه.
روى ابن أبي الدّنيا في المرض والكفارات له من طريق الربيع بن صبيح ، عن غالب القطّان أن النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم دخل على ذي النخامة ، وهو موعوك فقال : «منذ كم»؟ قال : منذ سبع قال : «اختر إن شئت دعوت الله لك أن يعافيك ، وإن شئت صبرت ثلاثا ، فتخرج منها كيوم ولدتك أمّك» قال : أصبر يا رسول الله.
في إسناده ضعف مع إرساله.
٢٤٨٠ ز ـ ذو النّسعة : بكسر أوله وسكون المهملة ، لا أعرف اسمه.
ثبت ذكره في حديث البخاريّ(١) ، وروى أصحاب السّنن من طريق الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال قتل رجل على عهد رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فدفعه إلى وليّ المقتول ، فقال القاتل : لا والله ، ما أردت قتله. فقال لوليّ المقتول : إن كان صادقا فقتلته دخلت النار. فخلّى سبيله ، وكان مكتوفا بنسعة فخرج يجرّ نسعته فسمي ذا النّسعة. لفظ النسائي.
وأخرج مسلم معناه أو قريبا منه حديث وائل بن حجر ، ولكن ليس في آخره ، فسمي ذا النّسعة.
والنّسعة ، بكسر النون وسكون المهملة بعدها مهملة هو الحبل.
٢٤٨١ ـ ذو النمرق : هو النعمان بن زيد الكندي. يأتي.
٢٤٨٢ ز ـ ذو النّور : هو الطفيل بن عمرو الدّوسي.
[يقال : هو الطفيل بن الحارث ، ويقال عبد الله بن الطفيل : قاله المرزبانيّ في معجمه](٢) يأتي.
٢٤٨٣ ز ـ ذو النّور : آخر هو عبد الرحمن بن ربيعة. يأتي.
٢٤٨٤ ز ـ ذو النّور : سراقة بن عمرو. يأتي.
٢٤٨٥ ـ ذو النّورين : عثمان بن عفان : مشهور بها ، والمشهور أن ذلك لكونه تزوّج ببنتي النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم واحدة بعد أخرى.
__________________
(١) في أحديث صحيح.
(٢) سقط من أ.
وروى أبو سعد الماليني بإسناد فيه ضعف عن سهل بن سعد ، قال : قيل لعثمان ذو النورين لأنه يتنقل من منزل إلى منزل في الجنّة فتبرق له برقتان ، فلذلك قيل له ذلك.
٢٤٨٦ ز ـ ذو النّون : بنونين ، هو طليحة بن خويلد الأسدي. يأتي.
٢٤٨٧ ـ ذو اليدين السّلمي (١) : يقال هو الخرباق.
وفرّق بينهما ابن حبّان ، قال أبو هريرة : صلّى النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم إحدى صلاتي العشيّ ، فسلم في ركعتين ، فقام رجل في يديه طول يدعى ذا اليدين ، فقال : يا رسول الله ، أقصرت الصلاة أم نسيت؟(٢) الحديث. أخرجاه من طريق ابن سيرين ، عن أبي هريرة.
وروى الحسن بن سفيان والطّبراني وغيرهما ، من طريق شعيث بن مطير ، عن أبيه أنه لقي ذا اليدين بذي خشب ، فحدثه أن النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم صلّى بهم إحدى صلاتي العشيّ وهي العصر فصلى ركعتين ، وخرج مسرعا إلى الناس فذكر الحديث.
روى ابن أبي شيبة من طريق عمرو بن مهاجر أن محمد بن سويد أفطر قبل الناس بيوم ، فأنكر عليه عمر بن عبد العزيز ، فقال : شهد عندي فلان أنه رأى الهلال. فقال عمر : أو ذو اليدين هو؟
[ولذي اليدين ذكر في حديث آخر ، يأتي ذكره في ترجمة أم إسحاق من كنى النساء](٣) .
٢٤٨٨ ـ ذو يزن (٤) : ذكره أبو موسى عن عبدان ، قال : قدم ذو يزن ، واسمه مالك بن مرارة على النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم من عند زرعة بن سيف بإسلامهم وإسلام ملوك اليمن فكتب له كتابا.
قلت : وستأتي ترجمته في الميم.
٢٤٨٩ ز ـ ذو يناق : يأتي ذكره في ترجمة شهر.
ذكر بقية حرف الذال المعجمة
٢٤٩٠ ـ ذؤاب (٥) : ذكر أبو موسى عن أبي الفتح الأزديّ ، وساق بإسناد له ضعيف إلى أنس ، قال : كان رجل يقال له ذؤاب يمرّ بالنبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيقول : السلام
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٥٦٠) ، الاستيعاب ت (٧٢٥).
(٢) أخرجه العقيلي في الضعفاء ٤ / ٣٣٦.
(٣) سقط من أ.
(٤) أسد الغابة ت (١٥٦١).
(٥) أسد الغابة ت (١٥٦٢).
عليك يا رسول ورحمة الله وبركاته ، فيرد عليه فذكر الحديث.
٢٤٩١ ـ ذؤالة بن عوقلة اليمانيّ (١) .
روى أبو موسى بإسناد مظلم إلى هدبة ، عن حماد بن زيد ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : وفد وفد من اليمن وفيهم رجل يقال له ذؤالة بن عوقلة اليماني ، فوقف بين يدي النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله من أحسن الناس خلقا وخلقا؟ قال : «أنا يا ذؤالة ولا فخر» فذكر حديثا طويلا ركيك الألفاظ جدّا آثار الوضع لائحة عليه.
٢٤٩٢ ـ ذؤيب بن حارثة الأسلمي (٢) : ، أخو أسماء بن حارثة وإخوته. تقدم ذكره في حمران بن حارثة.
٢٤٩٣ ز ـ ذؤيب بن حبيب : بن تويت ، بمثناتين مصغّرا ، ابن أسد بن عبد العزي القرشي الأسدي.
ذكره عمر بن شبّة في أخبار المدينة عن أبي غسّان المدني ، قال : اتخذ ذؤيب بن حبيب دارا بالمصلّى مما يلي السّوق ، وهي بأيدي ولده اليوم ، [وساق نسبه ، قال : وكانت له صحبة بالنبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم ](٣) .
٢٤٩٤ ـ ذؤيب بن حبيب الخزاعيّ : يأتي في الّذي بعده.
٢٤٩٥ ـ ذؤيب بن حلحلة (٤) : ويقال ابن حبيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم الخزاعيّ ، والد قبيصة.
وفرّق ابن شاهين بين ذؤيب والد قبيصة ، وبين ذؤيب بن حبيب ، والّذي روى عنه ابن عبّاس. وزعم ابن عبد البر أن أبا حاتم سبقه إلى ذلك ، وهو خطأ.
قلت : ولم يظهر لي كونه خطأ ، وأما والد قبيصة فقد ذكر الغلابي عن ابن معين أن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم أتى بقبيصة بن ذؤيب ليدعو له وفاة أبيه ، فهذا يدل على أنه مات في زمن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأما الّذي روى عنه ابن عباس فحديثه عنه في
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٥٦٣).
(٢) أسد الغابة ت (١٥٦٤). الاستيعاب ت (٧٠٧).
(٣) سقط من أ.
(٤) الثقات ٣ / ١٢٠ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٢٢٢ ، بقي بن مخلد ٣١٧ ، خلاصة تذهيب ١ / ٣١٢ ، الطبقات ١٠٧ ، تهذيب الكمال ١ / ٣٩٦ ، التحفة اللطيفة ٢ / ٤٧ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٣٨ ، العقد الثمين ٤ / ٣٦٦ ، الرياض المستطابة ٦٨ ، الكاشف ١ / ٢٩٨ ، أسد الغابة ت (١٥٦٥) ، الاستيعاب ت (٧٠٨).
صحيح مسلم أنه حدثه أنّ النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم كان يبعث معه بالبدن ثم يقول : «إن عطب منها شيء ...»(١) فذكر الحديث.
وذكر ابن سعد أنه سكن قديدا(٢) ، وعاش إلى زمان معاوية.
٢٤٩٦ ـ ذؤيب بن شعثم (٣) : بضم الشين المعجمة والمثلثة بينهما عين مهملة. ويقال شعثن ، آخره نون بدل الميم : ابن قرط بن جناب(٤) بن الحارث بن جهمة بن عديّ بن جندب بن العنبر بن تميم التميمي العنبريّ.
قال ابن السّكن : له صحبة ، وذكره ابن جرير ، وابن السّكن ، وابن قانع ، والعقيلي وغير هم في الصّحابة.
وله أحاديث مخرجها عن ذريته وروى هو ابن شاهين من طريق عطاء بن خالد بن الزّبير بن عبد الله بن رديح بن ذؤيب ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه ، عن جده عن ذؤيب قال : غزوت مع النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم ثلاث غزوات.
وروى الطّبرانيّ من هذا الوجه عن ذؤيب أنّ عائشة قالت : إني أريد أن أعتق من ولد إسماعيل قصدا ، فقال النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم لعائشة : «انتظري حتّى يجي سبي العنبر غدا» فجاء فقال لها : «خذي أربعة». قال عطاء : فأخذت جدّي رديحا ، وابن عمي سمرة وابن عمي رخيّا ، وخالي زبيبا ، فمسح النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم رءوسهم وبرّك عليهم.
وروى ابن شاهين ، وأبو نعيم ، من طريق عطاء بن خالد بهذا الإسناد أنّ رسل رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم مرّوا بأم زبيب ، فأخذوا زريبتها ، فلحق ذؤيب بالنبيّ صلى الله
__________________
(١) أخرجه ابن ماجة في السنن ٢ / ١٠٣٦ عن ذؤيب الخزاعي كتاب المناسك باب (١٠١) في الهدي إذا عطب حديث رقم ٣١٠٥ كان يتعوذ بالله من فتنة المغرب ١ / ١٢٣ ، أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ١٤٥ والطبراني في الكبير ١٧ / ١٨٧.
(٢) قديد : تصغير قدّ : اسم موضع قرب مكة ، قال عبيد الله بن قيس الرقيات :
قل لقند تشيّع الأضغانا |
وبم سرّ عيشنا وكفانا |
|
صادرات عشية عن قديد |
واردات مع الضحى عسفانا |
انظر : مراصد الاطلاع ٣ / ١٠٧٠.
(٣) الثقات ٣ / ١٢١ ، الوافي بالوفيات ١٤ / ٤٧ ، الجرح والتعديل ٣ / ٢٠٣٥ ، أسد الغابة ت (١٥٦٦) ، الاستيعاب ت (٧٠٩).
(٤) في أابن قنط بن جناق.
عليه وآله وسلم فقال : أخذ الرّكب زريبة أمّي يعني قطيفتها ، فقال : «ردّوا عليه زريبة أمّه وقال : بارك الله فيك يا غلام».
قال ابن مندة : جاء عن عطاء بن خالد بهذا الإسناد عدة أحاديث. وروى ابن مندة من طريق بلال بن مرزوق بن ذؤيب بن رديح بن ذؤيب : حدثني أبي عن أبيه عن جد أبيه ذؤيب أنه أتى النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «ما اسمك؟» قال : الكلابي ، قال : «أنت ذؤيب ، بارك الله فيك ومتّع بك أبويك».
وقال ابن أبي حاتم : روى المسور بن قريط بن معين بن رديح بن ذؤيب عن أبيه عن جده رديح عن أبيه ذؤيب.
الذال بعدها الهاء
٢٤٩٧ ز ـ ذهبن (١) : بفتح أوله وسكون الهاء بعدها موحدة مفتوحة ثم نون. وصحّفه بعضهم فقال : زهير ، وأبوه قرضم ـ بكسر القاف والمعجمة بينهما راء ـ ابن العجيل بن قثاث بن قمومي بن يقلل بن العيدي من بني عيدي بن مهرة المهري ، من بني مهرة بن حيدان.
روى ابن شاهين من طريق ابن الكلبيّ ، قال : أخبرنا معمر ، عن عمران المهري ، قال : وفد منا رجل يقال له ذهبن بن القرضم على النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان رسولصلىاللهعليهوآلهوسلم يدنيه ويكرمه لبعد داره ، وكتب له كتابا هو عندهم ، وقد تقدّم في المهملة مصغّرا. وبذلك جزم ابن حبيب وبالأول جزم الدارقطنيّ وابن ماكولا ، [وهو ظاهر ما في النسخة المعتمدة من جمهرة ابن الكلبيّ بموحّدة بعد الهاء بوزن جعفر](٢) .
القسم الثاني
لم يذكر به أحد.
القسم الثالث
الذال بعدها الألف والباء
[٢٤٩٨ ز ـ ذادويه : تقدم في الأول من المهملة.
__________________
(١) تبصير المنتبه ٣ / ٩٨٦
(٢) سقط من أ.
الإصابة/ج ٢/م ٢٣
٢٤٩٩ ـ ذباب بن الحارث بن عمرو : بن معاوية بن الحارث بن ربيعة بن بلال بن أنس الله بن سعد العشيرة](١) .
له إدراك ، وشهد ولده عبد الله صفّين مع علي. ذكره ابن الكلبيّ.
٢٥٠٠ ز ـ ذبيان بن سعد (٢) الأسديّ : له إدراك.
ذكر وثيمة في «الردة» عن ابن إسحاق ، قال : وكان ممن فاق طليحة بن خويلد لما ادّعى النبوّة ، وقال له : إنما أنت امرؤ كاهن تخطىء وتصيب فائتنا بمثل القرآن ، وإلّا فاكفنا نفسك فذكر القصة.
استدركه ابن فتحون ، وفي نسخة من كتاب وثيمة ظبيان بالظاء المشالة بدل الذال المعجمة.
الذال بعدها الراء
٢٥٠١ ـ ذرع الخولانيّ : أبو طلحة. يأتي في الكنى.
٢٥٠٢ ز ـ ذريح بن الحارث : بن ربيعة الثعلبيّ ، والد الحتات الشاعر تقدم ذكر ولده وقد قيل رديح ، بتقديم الراء والتصغير والدال المهملة.
وقال المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» : خرج الحتات إلى جهاد الفرس وأبوه شيخ كبير حيّ فشقّ عليه ، وجزع من فراقه ، وأنشد أبياتا ، فلما بلغت الحتات أجابه :
ألا من مبلغ عنّي ذريحا |
فإنّ الله بعدك قد دعاني |
|
فإن تسأل فإنّي مستقيد |
وإنّ الخيل قد عرفت مكاني |
[الوافر]
في أبيات.
وقال أبوه يرثيه لما بلغه أنه استشهد :
أبغي الحتات في الجياد ولا أرى |
له شبها ما دام لله ساجد |
|
وكان الحتات كالشّهاب حياته |
وكلّ شهاب لا محالة خامد |
[الطويل]
__________________
(١) سقط من أ.
(٢) في أ : دينار بن ربيعة.
الذال بعدها الكاف
٢٥٠٣ ز ـ ذكوان : مولى عمر. له إدراك ، وأخرج أبو الحسين الرّازي والد تمام في كتاب من روى عن الشافعيّ من طريق الهيثم بن مروان ، قال : حدثني محمد بن إدريس الشافعيّ ، قال : استعمل معاوية ذكوان مولى عمر بن الخطاب على عشور الكوفة ، فذكر قصّة.
الذال بعدها الواو
٢٥٠٤ ز ـ ذو أصبح الحميري : له ذكر في المخضرمين.
٢٥٠٥ ـ ذو جوشن (١) : يأتي ذكره في ذي الكلاع(٢) .
٢٥٠٦ ـ ذو ظليم : اسمه حوشب(٣) . تقدم.
٢٥٠٧ ز ـ ذو رود : اسمه سعيد بن العاقب. يأتي ، وتقدم له ذكر في ترجمة الأقرع بن حابس.
[٢٥٠٨ ز ـ ذو الشّكوة : هو أبو عبد الرحمن القينيّ. يأتي في الكنى.
٢٥٠٩ ـ ذو عمرو الحميري] (٤) .(٥)
كان في زمن النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم ملكا ، وأرسل إليه النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم جرير بن عبد الله برجلين من أهل اليمن.
وروى البخاريّ في الصّحيح من طريق إسماعيل ، عن قيس ، عن جرير ، قال : كنت باليمن فلقيت رجلين من أهل اليمن ، ذا الكلاع ، وذا عمرو ، فجعلت أحدّثهما عن النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال ذو عمرو : لئن كان الّذي تذكر لقد مرّ على أجله منذ ثلاث ، وأقبلا معي ، فرفع لنا في الطريق ركب ، فقالوا : قبض رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم واستخلف أبو بكر ، فقال : أخبر صاحبك أنّا سنعود إن شاء الله تعالى. فقال أبو بكر : أفلا جئت بهم؟ قال : فلما كان بعد ذلك قال لي ذو عمرو : يا جرير ، إن لك عليّ كرامة فذكر القصّة.
قلت : وهو يقتضي أنه عاد من اليمن ، فإن جريرا لم يرجع إليها بعد ذلك.
__________________
(١) في أذو حوشب.
(٢) أسد الغابة ت (١٥٤٠).
(٣) أسد الغابة ت (١٥٤٧) ، الاستيعاب ت (٧٢٢).
(٤) سقط في أ.
(٥) أسد الغابة ت (١٥٤٨) ، الاستيعاب ت (٧١٨).
وروى ابن عساكر ، من طريق ابن إسحاق ، عن جرير ، قال : بعثني النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم إلى ذي الكلاع وذي عمرو ، فأما ذو الكلاع فقال لي : ادخل على أم شرحبيل ـ يعني زوجته ، فو الله ما دخل عليها بعد أبي شرحبيل أحد قبلك. قال : فأسلما.
وروى الواقديّ في الردة بأسانيد له متعددة ، قالوا : بعث النّبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم جريرا إلى ذي الكلاع وذي عمرو ، فأسلما وأسلمت ضريبة بنت أبرهة بن الصباح امرأة ذو الكلاع.
٢٥١٠ ز ـ ذو الغصّة العامري : اسمه عامر بن مالك. يأتي في العين](١) .
٢٥١١ ـ ذو الكلاع : اسمه أسميفع : بفتح أوله وسكون المهملة وفتح ثالثه وسكون التحتانية وفتح الفاء بعدها مهملة ، ويقال : سميفع بفتحتين ، ويقال أيفع بن باكور ، وقيل ابن حوشب بن عمرو بن يعفر بن يزيد بن النعمان الحميري. وكان يكنى أبا شرحبيل ، ويقال أبا شراحبيل تقدم ذكره في الّذي قبله.
وقال الهمدانيّ : اسمه يزيد ، قال : وبعث إليه النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم جرير بن عبد الله فأسلم وأعتق لذلك أربعة ، ثم قدم المدينة ومعه أربعة آلاف أيضا ، فسأله عمر في بيعهم فأصبح وقد أعتقهم ، فسأله عمر عن ذلك ، فقال : إني أذنبت ذنبا عظيما. فعسى أن يكون ذلك كفارة. قال : وذلك أني تواريت مرة ثم أشرفت فسجد لي مائة ألف.
روى يعقوب بن شيبة بإسناد له عن الجراح بن منهال ، قال : كان عند ذي الكلاع اثنا عشر ألف بيت من المسلمين ، فبعث إليه عمر ، فقال : بعنا هؤلاء نستعين بهم على عدوّ المسلمين. فقال : لا ، هم أحرار ، فأعتقهم كلهم في ساعة واحدة.
قال أبو عمر : لا أعلم له صحبة ، إلا أنه أسلم واتبع في حياة النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقدم في زمن عمر ، فروى عنه وشهد صفّين مع معاوية وقتل بها.
وروى أبو حذيفة في الفتوح ، من طريق أنس بن مالك ـ أنّ أبا بكر بعثه إلى أهل اليمن يستنفرهم إلى الجهاد ، فرحل ذو الكلاع ومن أطاعه من حمير.
قلت : وأخرج أبو نعيم في ترجمته حديثا فيه : سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد غلب على ظني أنه غيره فأفردته فيما مضى.
وقال سيف : كان ذو الكلاع في يوم اليرموك على كردوس. وقال هشام بن الكلبيّ ،
__________________
(١) سقط من أ.
عن أبيه ، عن أبي صالح : كان يدخل مكّة رجال متعممون من جمالهم مخافة أن يفتتن بهم ، منهم : ذو الكلاع ، والزّبرقان بن بدر ، وزيد الخيل ، وعمرو بن حممة وآخرون.
وروى إبراهيم بن زائل في كتاب «صفّين» من طريق جابر الجعفي عمن حدثه أنّ معاوية خطب ، فقال : إن عليا نهد إليكم في أهل العراق فقال ذو الكلاع : عليك أم رأي وعلينا أم فعال. وهي لغة يجعلون لام التعريف ميما.
وقال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، أسميفع بن الأكور : ذو الكلاع الأصغر مخضرم له مع عمر أخبار. ثم بقي إلى أيام معاوية ، ولما كثر شرب الناس الخمر في خلافة عمر كتب إلى عامله أن يأمر بطبخ كل عصير الشام حتى يذهب ثلثاه ، فقال ذو الكلاع :
رماها أمير المؤمنين بحتفها |
فخلّانها يبكون حول المقابر |
|
فلا تجلدوهم واجلدوها فإنّها |
هي العيش للباقي ومن في المقارير |
[الطويل]
وقال خليفة : كان ذو الكلاع بالميمنة على أهل حمص بصفّين مع معاوية.
روى يعقوب بن شيبة بإسناد صحيح عن أبي وائل ، عن أبي ميسرة أنه رأى ذا الكلاع وعمّارا في قباب بيض بفناء الجنّة ، فقال : ألم يقتل بعضكم بعضا؟ قالوا : بلى ، ولكن وجدنا الله واسع المغفرة.
٢٥١٢ ـ ذؤيب بن كليب (١) : بن ربيعة. ويقال ذؤيب بن وهب الخولانيّ.
أسلم في عهد النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ويقال : إن النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم سمّاه عبد الله.
وروى ابن وهب ، عن ابن لهيعة ـ أن الأسود العنسيّ لما ادّعى النبوّة وغلب على صنعاء أخذ ذؤيب بن كليب فألقاه في النار لتصديقه النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم فلم تضرّه النار ، فذكر ذلك النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم لأصحابه ، فقال عمر : الحمد لله الّذي جعل في أمتنا مثل إبراهيم الخليل.
وقال عبدان : هو أول من أسلم من أهل اليمن ، ولا أعلم له صحبة إلّا أنّ ذكر إسلامه وما ابتلاه الله تعالى به وقع في حديث مرسل من رواية ابن لهيعة ، ووقع عند ابن الكلبيّ في هذه القصة أنه ذؤيب بن وهب. وقال في سياقه : طرحه في النار فوجده حيا ، ولم يذكر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في سياقه.
__________________
(١) أسد الغابة ت (١٥٦٧) ، الاستيعاب ت (٧٠٦).
٢٥١٣ ـ ذؤيب (١) بن أبي ذؤيب : خويلد بن خالد بن محرّث ، ويقال ابن خالد بن خويلد بن محرث بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة الهذلي. هو ولد الشّاعر المشهور.
مات هو وأربعة إخوة له بالطاعون في زمن عمر. وكانوا قد بلغوا ولهم بأس ونجدة فرثاهم بالقصيدة الشهيرة التي أولها :
أمن المنون وريبها تتوجّع |
والدّهر ليس بمعتب من يجزع |
[الكامل]
ويقول فيها :
وإذا المنيّة أنشبت أظفارها |
ألفيت كلّ تميمة لا تنفع |
[الكامل]
قال المرزبانيّ : عامّة ما قال أبو ذؤيب من الشّعر في الإسلام ، وكان موته بإفريقية في زمن عثمان.
٢٥١٤ ز ـ ذؤيب بن مرار.
له إدراك ، فروى ابن دريد عن السكن بن سعيد ، عن هشام بن الكلبيّ ، عن أبي الهيثم الرحبيّ شيخ من حمير : حدّثني شيخان ممن أدرك حماما ، وسمع حديثه من فلق فيه ، وهما ذؤيب بن مرار ، والأرقم بن أبي الأرقم ، قالا : أخبرنا حمام بن معديكرب الكلاعيّ أحد فرسان الجاهليّة فذكر قصّة طويلة.
٢٥١٥ ز ـ ذؤيب بن يزيد : أو ابن زيد. ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين ، وقال : عاش أربعمائة وخمسين سنة ، ثم أدرك الإسلام فأسلم بعد أن هرم ، وهو القائل :
اليوم يبنى لذؤيب بيته |
لو كان للدّهر بلى أبليته |
|
أو كان قرنا واحدا كفيته |
يا ربّ نهب صالح حويته |
|
ومعصم مخضّب ثنيته |
[الرجز]
الأبيات.
__________________
(١) هذه الترجمة سقط من أ.
(٢) ينظر هذا البيت في ديوان الهذليين : ٢.
(٣) تنظر الأبيات في المعمرين : ٢٥.
الذال بعدها الهاء
٢٥١٦ ز ـ ذهل بن كعب : له إدراك. سمع من معاذ بن جبل وعمر ، حدث عنه سماك بن حرب ، ذكره البخاريّ في تاريخه.
القسم الرابع(١)
الذال بعدها الكاف والواو
٢٥١٧ ـ ذكوان بن عبد مناف (٢) .
الذال بعدها الواو
٢٥١٨ ـ ذو يزن : قد بيّنت ما فيهما في القسم الأول.
__________________
(١) القسم الرابع من أ.
(٢) في أ : ذكوان بن عبد يامين.
حرف الراء
القسم الأول
الراء بعدها الألف
٢٥١٩ ـ راشد بن حبيش (١) : بالمهملة ثم الموحدة مصغّر.
ذكره أحمد ، وابن خزيمة ، والطّبرانيّ وغيرهم في الصّحابة. وقال البغويّ : يشكّ في سماعه. وذكره في التابعين البخاريّ ، وأبو حاتم ، والعسكريّ وغيرهم ، فروى أحمد من طريق سعيد ، عن قتادة ، عن مسلم بن يسار ، عن أبي الأشعث ، عن راشد بن حبيش أنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم دخل على عبادة بن الصّامت يعوده في مرضه ، فقال : «أتعلمون من الشّهيد»(٢) الحديث.
قال ابن مندة : تابعه معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة ، ورواه سفيان بن عبد الرحمن عن قتادة ، فقال : عن راشد عن عبادة. وهو الصّواب.
٢٥٢٠ ـ راشد بن حفص الهذلي (٣) : يكنى أبا أثيلة ، قاله ابن مندة.
روى البخاريّ ، وابن مندة ، من طريق راشد بن حفص ، عن عمر بن عبد الرحمن بن عوف ، قال : كان جدي من قبل أمي يدعى في الجاهلية ظالما ، فقال له رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنت راشد».
__________________
(١) تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٧١ ، التاريخ الكبير ٣ / ٢٩٣ ، ذيل الكاشف ٤٢٤ ، أسد الغابة ت (١٥٦٨).
(٢)
أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٤٨٩ عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال أتعلمون من الشهيد فقال يا رسول الله الصابر المحتسب فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم إن شهداء أمتي إذا لقليل القتل في سبيل الله شهادة والطاعون شهادة والغرق شهادة والبطن شهادة والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة الحديث.
قال الهيثمي في الزوائد ٥ / ٣٠٢ رواه أحمد ورجاله ثقات والمنذري في الترغيب والترهيب ٢ / ٣٣٤.
(٣) الثقات ٣ / ١٢٧ ، التحفة اللطيفة ٢ / ٥٠ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ١٧١ ، التاريخ الكبير ٣ / ٢٩٧ الجرح والتعديل ٣ / ٢١٩٨ ، أسد الغابة ت (١٥٦٩).