الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٣

الإصابة في تمييز الصحابة10%

الإصابة في تمييز الصحابة مؤلف:
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 587

  • البداية
  • السابق
  • 587 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 15456 / تحميل: 4449
الحجم الحجم الحجم
الإصابة في تمييز الصحابة

الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

ابن شيبة الأشجعيّ ، عن أبيه فذكر الحديث ، فاختلف على الواقديّ في تسمية صحابيّ هذا الحديث. والعلم عند الله تعالى.

٣٩٦٦ ـ شبيب بن سعد : تقدم في أوائل هذا الحرف.

٣٩٦٧ ـ شيحة العوسجي :

قرأت بخط الذّهبي في «التجريد» : جاء ذكره في خبر موضوع لا يحلّ سماعه ، أخرجه ابن عساكر في مجلس نفي الجهة.

وفي التّابعين شيحة الضّبعي. روى عن عليّ ، ذكره ابن أبي حاتم ، وهو غير هذا.

٣٩٦٨ ز ـ شيطان : ذكره أبو داود في السّنن بغير إسناد [فيمن غيّر النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم اسمه](١) .

٣٩٦٩ ـ شييم (٢) : بكسر أوله وتحتانيتين الأولى مفتوحة والثّانية ساكنة. وقال أبو الوليد الفرضيّ : قرأته مضبوطا عن المنائحي ، عن البغويّ بمعجمة ثم مثناة مصغّرا ، وكذا قال ابن الأثير عن ابن قانع ، وهو السّهمي من بني سهم بن مرة.

روى البغويّ من طريق إبراهيم بن جعفر ، عن أبيه ، عن سعيد بن شييم ـ أحد بني سهم بن مرة ـ أن أباه حدّثه أنه كان في جيش عيينة بن حصن حين جاء يمد يهود خيبر ، قال : فسمعنا صوتا في عسكر عيينة : يا أيها الناس ، أهلكم خولفتم إليهم. قال : فرجعوا لا يتناظرون ، فلم نر لذلك نبأ ، وما نراه كان إلا من السّماء.

وأورد ابن قانع وأبو نعيم حديثه في ترجمة شييم والد عاصم المتقدم ، وهو خطأ ، فقد فرّق بينهما البغويّ ، والحسين بن علي البرذعيّ ، وجعفر المستغفريّ وغيرهم. والاسمان مختلفان في النّطق بهما وإن ائتلفا في الخط كما ضبطتهما.

٣٩٧٠ ز ـ شييم : آخر ، هو ابن عبد العزّى بن خطل ، واسمه عبد مناف بن أسعد بن جابر بن كبير ، بالموحدة ، ابن تيم بن غالب ابن أخي هلال بن خطل المقتول يوم الفتح.

وكان شييم يومئذ موجودا ، وشهد ولده عبد الله يوم الجمل فقتل ، وكان مع طلحة ، ورثاه أخوه قطبة بن شييم ، ذكر ذلك الزّبير في كتاب النّسب.

وقد ذكرنا غير مرة أنه لم يبق من قريش وثقيف ممن كان بمكّة والطّائف في حجة

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) أسد الغابة ت ٢٤٦٩ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٦١ ، الكاشف ٢ / ١٧ ـ تقريب التهذيب ١ / ٣٥٧ ـ الجرح والتعديل ٤ / ترجمة ١٦٧٥ تهذيب التهذيب ٤ / ٣٧٩ ـ خلاصة تذهيب ١ / ٤٥٨ ـ تهذيب الكمال ٢ / ٥٩٣.

٣٠١

الوداع أحد إلا أسلم وشهدها ، فيكون شييم هذا من أهل هذا القسم.

القسم الثاني

من حرف الشين المعجمة

الشين بعدها التاء

٣٩٧١ ـ شتير (١) : بن شكل العبسيّ. تابعيّ مشهور.

ذكر أبو موسى المدينيّ أنه أدرك النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

قلت : تقدّم ذكر أبيه ، وأن له صحبة ورواية من طريق ابنه هذا وحده عنه ، وإسناده صحيح عند النّسائي ، فمقتضاه أن تكون له رؤية وهو وأبوه لا نظير لهما في الأسماء ، ولشتير رواية عن ابن مسعود وحذيفة وعليّ وغيرهم ، وكنيته أبو عيسى.

روى عنه الشّعبيّ ، وأبو الضّحى ، وبلال بن يحيى ، وغيرهم.

وقال ابن حبّان في الثّقات : مات في ولاية ابن الزّبير. وقال ابن سعد : مات في ولاية مصعب. وقال العجليّ : ثقة من أصحاب ابن مسعود.

الشين بعدها الياء

٣٩٧٢ ـ شييم : بمعجمة ، مصغّرا. ذكر في آخر القسم الّذي قبله.

القسم الثالث

من حرف الشين

الشين بعدها الألف

٣٩٧٣ ز ـ شابة : بن مغفل بن المعلّى بن تيم الطّائي.

له إدراك ، وكان لولده قيس ذكر بالكوفة زمن الحجّاج. ذكره الكلبيّ.

الشين بعدها الباء

٣٩٧٤ ز ـ شبث (٢) : بفتح أوله والموحدة ، ثم مثلثة ، ابن ربعي التميميّ اليربوعيّ ، أبو

__________________

(١) أسد الغابة ت ٢٣٨٦.

(٢) طبقات ابن سعد ٦ / ٢١٦ ، طبقات خليفة ت ١١٠٠ ، تهذيب الكمال ٥٦٩ ، تاريخ الإسلام ٣ / ١٥٩ ، تذهيب التهذيب ٢ / ٦٨ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٣٠٣ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٦٨.

٣٠٢

عبد القدّوس. له إدراك ورواية عن حذيفة وعليّ.

روى عنه محمّد بن كعب القرظيّ وسليمان التيميّ.

قال الدّارقطنيّ : يقال إنه كان مؤذّن سجاح التي ادّعت النّبوّة ، ثم راجع الإسلام.

وقال ابن الكلبيّ : كان من أصحاب عليّ ، ثم صار مع الخوارج ، ثم تاب ، ثم كان فيمن قاتل الحسين.

وقال المدائنيّ : ولى بعد ذلك شرطة(١) القباع بالكوفة.

وقال العجليّ : كان أول من أعان على قتل عثمان ، وبئس الرجل هو. وقال معتمر ، عن أبيه ، عن أنس : قال شبث : أنا أول من حرّر الحرورية.

وذكر الطّبريّ من طريق إسحاق بن طلحة(٢) ، قال : لما أخرج المختار الكرسي الّذي كان يزعم أنه كالسّكينة التي كانت في بني إسرائيل صاح شبث بن ربعي : يا معشر مضر ، لا تكفروا ضحوة. قال : فاجتمعوا فأخرجوه. قال إسحاق : إني لأرجوها له.

ومات شبث في حدود السّبعين.

٣٩٧٥ ـ شبر : بن علقمة العبديّ الكوفي. له إدراك ، وشهد القادسيّة ، وله رواية عن ابن مسعود.

وروى عبد الرّزّاق وابن أبي شيبة من طريق الأسود بن قيس عن شبر بن علقمة قال : بارزت رجلا يوم القادسيّة فقتلته ، فبلغ سلبه اثني عشر ألفا ، فنفّلني الأمير سلبه.

وروى ابن حبّان في الثّقات ، من طريق الأصبغ بن علقمة ، عن حميد بن مرة الربعيّ ، عن شبر ـ أنه صحب عمر فرآه يتوضأ غدوة إلى اللّيل ويمسح على خفّيه.

قلت : فلا أدري هو ذا أم غيره ، ثم رأيته في كتاب ابن أبي حاتم أنه روى عن عمررضي‌الله‌عنه .

٣٩٧٦ ـ شبل (٣) : بن معبد بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن علي بن أسلم بن أحمس البجلي الأحمسي.

نسبه الطّبريّ والعسكريّ وقال : لا يصح له سماع عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

__________________

(١) في أشرطة الحارث القباع.

(٢) في أبن يحيى بن طلحة.

(٣) أسد الغابة ت ٢٣٧٩.

٣٠٣

وقال ابن السّكن : يقال له صحبة ، وأمه سميّة والدة أبي بكرة وزياد.

وروى الطّبرانيّ(١) في ترجمته من طريق سليمان التميميّ عن أبي عثمان قال : شهد أبو بكرة ، ونافع ، وشبل بن معبد على المغيرة ، وأنهم نظروا إليه كما ينظرون المرود في المكحلة ، فجاء زياد فقال عمر : جاء رجل لا يشهد إلا بحق(٢) ، فقال : رأيت منظرا قبيحا وابتهارا ، ولا أدري ما وراء ذلك ، فجلدهم عمر الحدّ.

وروى القصّة مطولة ابن أبي شيبة والطّبري من طريق الزّهري ، عن سعيد بن المسيّب ، وجاء ذكر شبل بن معبد في حديث آخر وقع في رواية ابن عيينة عن الزّهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن أبيه هريرة ، وزيد بن خالد ، وشبل بن معبد في الأمة إذا زنت.

قال ابن معين : أخطأ ابن عيينة في هذا فظنّه شبل بن معبد الّذي شهد على المغيرة.

والصّواب أنه شبل بن حامد ، كذا قال سعيد بن أبي مريم عن ابن معين ، وحكى عنه ابن أبي خيثمة أنه قال : شبل بن معبد أشبه بالصّواب.

قلت : وفيه نظر ، فإنه قال في رواية الدّوري عنه : أهل مصر يقولون شبل بن حامد ، عن عبد الله بن مالك ، وهذا عندي أشبه ، قال : وليست لشبل صحبة.

قلت : والحديث عند أصحاب السّنن من طريق ابن عيينة ، فقالوا فيه : وشبل ، ولم يذكروا أباه.

وأخرجه البخاريّ ومسلم فلم يذكرا شبلا. ورواه النّسائي من طريق آخر عن الزّهري فقال : عن شبل ، عن عبد الله بن مالك الأوسيّ. قال النّسائي : هذا هو الصّواب. وحديث ابن عيينة خطأ ، وكذا قال البغويّ.

وقال التّرمذيّ : حديث ابن عيينة وهم ، وشبل بن خليد [لم يدرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وجاء عن ابن عيينة أنه شبل بن حامد ، وهو خطأ ، إنما هو شبل بن خليد](٣) أو ابن خالد.

وغاير ابن حبّان بين شبل بن خليد فذكره في الصّحابة ولم يذكر له رواية ، وبين شبل ابن حامد فذكره في التّابعين ، وقال : إنه يروي عن عبد الله بن مالك الأوسي.

وقال الدّار الدّارقطنيّ : يعدّ في التابعين. وقال أبو عمر : شبل بن معبد البجلي هو الّذي عزل عثمان أبا موسى الأشعريّ على يده ، ولا ذكر له في الصّحابة إلا في رواية ابن عيينة ، يعني المشار إليها.

__________________

(١) في أالطبراني.

(٢) في أبالحق.

(٣) سقط في أ.

٣٠٤

وقال الدّار الدّارقطنيّ : تابعيّ ، وادعى ابن الأثير ، أن ابن مندة ، وأبا عمر ، وأبا أحمد العسكريّ ، وأبا نعيم تواردوا على أن شبل بن معبد وشبل بن خليد وشبل بن حامد واحد ، كذا قال ، وكأنه أراد كونهم أوردوا في كل منهم رواية ابن عيينة المذكورة ، وقد أوضحت حاله في شبل بن خليد في القسم الأوّل.

٣٩٧٧ ز ـ شبيب بن برد : بن حارثة اليشكريّ. تقدّم ذكره مع والده.

٣٩٧٨ ز ـ شبيب بن حجل : بن نضلة(١) الباهليّ.

له قصة مع أبي موسى الأشعريّ في الفتوح تدلّ أنه أدرك الجاهليّة وعمّر حتى شاخ.

ذكر الزّبير بن بكّار في الموفقيات بغير إسناد أن أبا موسى الأشعريّ عرض الخيل فمرّ به شبيب بن حجل بن نضلة الباهليّ على فرس أعجف ، فقال : بال على بال ، فبلغه ذلك فأنشد :

رآني الأشعريّ فقال بال

على بال ولم يعلم بلائي

ومثلك قد قضيت(٢) الرّمح فيه

فباء بدائه وشفيت دائي

[الوافر]

٣٩٧٩ ز ـ شبيب بن عبد الله : بن شكل بن حيّ بن جدية ، بفتح الجيم وسكون الدّال بعدها تحتانية ، المذحجيّ.

له إدراك ، وشهد مع عليّ مشاهده ، ثم غضب عليه وأمره بالخروج من الكوفة وأجّله ثلاثا ، فقال : ثلاث كثلاث ثمود ، لا والله لا يكون ذلك ، فأجّله عشرا. ذكر ذلك ابن الكلبيّ.

٣٩٨٠ ـ شبيل (٣) : بن عوف البجليّ الأحمسيّ ، أبو الطّفيل ، ويقال له شبل بغير تصغير.

أدرك الجاهليّة ، وشهد القادسيّة ، وله رواية عن عمر وأبي جبيرة الأنصاريّ ، وغيرهما.

روى عنه إسماعيل بن أبي خالد ، وحبيب بن عبد الله الأزديّ ، قال ابن أبي حاتم :

يكنى أبا الطّفيل. ما أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

وذكر ابن مندة أنه روى عن أبيه ، وأن أباه أدرك الجاهليّة.

__________________

(١) في أ : فضلة.

(٢) في ج : وقيل قد قصيت.

(٣) أسد الغابة ت ٢٣٨٥ ، الاستيعاب ت ١١٩٧.

الإصابة/ج٣/م٢٠

٣٠٥

وقال ابن أبي شيبة : حدّثنا عبد الرحمن ، عن ابن أبي خالد ، عن شبيل بن عوف ـ وكان أدرك الجاهليّة فذكر حديثا.

قال العسكريّ وأبو نعيم : أدرك الجاهليّة ولم يسمع من النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذكره ابن سعد وابن حبّان في التّابعين.

الشين بعدها الجيم

٣٩٨١ ز ـ شجرة بن الأغر :

له إدراك ، وكان على ساقة خالد بن الوليد لما توجّه من اليمامة إلى الحرّة سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر. ذكره سيف والطّبريّ.

الشين بعدها الحاء ، والدال

٣٩٨٢ ـ شحريب : رجل من بني نجران.

له إدراك ، وكان مع عكرمة بن أبي جهل في قتال أهل الرّدة باليمن ، وبعثه بشيرا إلى أبي بكر وصحبته خمس الغنيمة. ذكر ذلك سيف ، عن سهل بن يوسف ، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصّديق.

٣٩٨٣ ـ شدّاد (١) : بن الأزمع الكوفيّ.

قال أبو موسى : يقال أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو تابعيّ كوفي. يروي عن ابن مسعود ، وذكره ابن حبّان في التّابعين ونسبه وادعيّا ، وكذا قاله عمران بن محمد في تابعي أهل الكوفة.

٣٩٨٤ ـ شدّاد بن ثمامة : تقدّم في الأول.

٣٩٨٥ ز ـ شديد ، مولى أبي بكر : الصّدّيق. له إدراك ، وكان هو الّذي أحضر عهد عمر بعد موت أبي بكر ، فروى أحمد من طريق قيس بن أبي حازم ، قال : رأيت عمر بيده عسيب نخل يجلس النّاس يقول : اسمعوا وصية خليفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجاء مولى لأبي بكر يقال له شديد بصحيفة فقرأها على الناس : يقول أبو بكر : اسمعوا وأطيعوا لمن في هذه الصحيفة ، فو الله ما ألويكم. قال قيس : ثم رأيت عمر بعد ذلك قد صعد المنبر.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٢٣٨٠).

٣٠٦

الشين بعدها الراء

٣٩٨٦ ز ـ شراحيل بن مرثد ، : ويقال ابن عمرو ، أبو عثمان الصنعاني ، من صنعاء الشام.

قال ابن عساكر : له إدراك ، وشهد اليمامة وفتح دمشق. وله رواية عن سليمان الفارسيّ وأبو الدّرداء وغيرهما.

روى عنه أبو الأشعث الصّنعاني وجماعة من أهل الشام.

وقال ابن حبّان في الثّقات : شراحيل بن مرثد ، أبو عثمان الصّنعاني ، صاحب الفتوح ، يروي المراسيل.

روى عنه أهل الشام.

وقال أبو الحسن بن سميع : أدرك أبا بكر وشهد فتح دمشق. وقال ابن أبي حاتم : شهد قتل مسيلمة.

٣٩٨٧ ـ شرحبيل بن حجية : المرادي ـ أحد الأبطال. له إدراك ، وشهد فتح مصر ، وكان هو والزبير أول من طلع الحصن حين فتحت مصر.

٣٩٨٨ ـ شرحبيل (١) : بن عبد كلال من أقيال اليمن ، وهو أحد من كتب إليه النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم بحديث الصدقة الطويل. أخرجه النّسائي. تقدّم ذكره في الحارث بن عبد كلال.

٣٩٨٩ ـ شريح : بن الحارث القاضي. تقدّم في الأول.

٣٩٩٠ ز ـ شريح بن عبد كلال : أحد الإخوة. يأتي ذكره في نعيم بن عبد كلال.

٣٩٩١ ز ـ شريح بن هانئ (٢) : بن يزيد بن نهيك ، ويقال شريح بن هانئ بن يزيد ابن الحارث بن كعب الحارثي ، أبو المقدام.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٢٤١٣.

(٢) أسد الغابة ت ٢٤٢٨ ، الاستيعاب ت ١١٨٠ ، طبقات ابن سعد ٦ / ١٢٨ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٢٥١ ، مشيخة ابن طهمان رقم ٢٠٨ ، طبقات خليفة ١٤٨ ، تاريخ خليفة ٢٧٧ ، العلل لأحمد ١ / ٢٧٨ ، التاريخ الكبير ٤ / ٢٢٨ ، الأخبار الطوال ١٦٦ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ٧٩ ، الجامع الصحيح ٤ / ٨٧ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٦٦٨ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٣٥ ، فتوح البلدان ٣٧٨ ، الجرح والتعديل ٤ / ٣٣٣ ، الثقات لابن حبان ٤ / ٣٥٣ ، مشاهير علماء الأمصار رقم ٧٦٣ ، الثقات لابن شاهين رقم ٥٣١ ، جمهرة أنساب العرب ٤١٧ ، الإكمال لابن ماكولا ٤ / ٢٧٧ ، الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٤١٦ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٦٠ ، ٣٩ ، مروج الذهب ١٧٠٥ ، الخراج وصناعة الكتابة ٣٩٧ ، تهذيب الكمال ١٢ / ٤٥٢ ،

٣٠٧

أدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يهاجر إلا بعده ، ووفد أبوه على النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فسأله عن أكبر ولده ، فقال : شريح. فقال : أنت أبو شريح. وكان قبل ذلك يكنى أبا الحكم ، أخرج ذلك أبو داود والنّسائي وابن حبّان. وذكره مسلم في المخضرمين.

ولشريح رواية عند مسلم وغيره عن عائشة وعليّ وبلال وغيرهم.

روى عنه ابناه : المقدام ، ومحمّد ، والشّعبيّ ، وآخرون.

قال ابن سعد : كان من أصحاب عليّ ، وذكر بسنده أن عليّا بعث في التحكيم أبا موسى ومعه أربعمائة رجل عليهم شريح بن هانئ ومعهم عبد الله بن عبّاس يصلّي بهم.

وقال معاوية بن صالح ، عن ابن معين : وفد أبوه ، وأخبر النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم باسم ولده. وعدّه يعقوب بن سفيان في أمراء عليّ في وقعة الجمل مع عليّ.

قال أبو نعيم الفضل بن دكين : عاش مائة وعشر سنين. وقال القاسم بن مخيمرة(١) : ما رأيت أفضل منه ، وقتل غازيا مع عبد الله بن أبي بكرة بسجستان سنة ثمان وسبعين ، وكان الكفار قد أخذوا الدّروب على المسلمين فقتل عامّة ذلك الجيش ، وفي هذا اليوم يقول شريح بن هانئ أبياته المذكورة(٢) الدّالة على إدراكه :

أصبحت ذا بثّ أقاسي الكبرا

قد عشت بين المشركين أعصرا

ثمّت أدركت النبيّ المنذرا

وبعده صديقه وعمرا

ويوم مهران ويوم تسترا

والجمع في صفّينهم والنّهرا

وباخميراوات والمشقرا

هيهات ما أطول هذا العمرا(٣)

[الرجز]

٣٩٩٢ ز ـ شريك بن أرطاة : بن عمرو بن الوحيد بن كعب بن عمرو بن كلاب ـ

__________________

الكاشف ٢ / ٩ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ١٠٧ ، العبر ١ / ٨٩ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٥٦ ، تجريد أسماء الصحابة ١ رقم ٢٧٠٥ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ١٣٩ ، تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣١٨ ، مرآة الجنان ١ / ١٦٠ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٣٣٠ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٥٠ ، البداية والنهاية ٩ / ٢٩ ، طبقات الحفاظ ٢٠ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٦٥ ، النجوم الزاهرة ١ / ٢٠١ ، شذرات الذهب ١ / ٨٦ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٤٢٣.

(١) في أمجهرة.

(٢) في أالمشهورة.

(٣) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (٢٤٢٨) وفي تاريخ الطبري ٦ / ٣٢٣ وفي المعمرين والوصايا لأبي حاتم السجستاني ٤٩١.

٣٠٨

ولقب أرطاة صبير ـ بمهملة وموحدة مصغّر ، له إدراك.

كان مشهورا في الجاهليّة ، وهو الّذي كان تحت يده رهن عامر بن الطّفيل وعلقمة بن علاثة ، وابنه عبد الله بن شريك كان مع المختار بالكوفة.

٣٩٩٣ ـ شريك : بن خباشة النميري.

قال ابن الكلبيّ : هو من بني عمرو بن نمير ، له إدراك وله قصّة مع عمر رواها ابن حبان في الثّقات ، من طريق إبراهيم بن أبي عبلة عن شريك بن خباشة النميري أنه ذهب يستسقي من جبّ سليمان ببيت المقدس ، فانقطع دلوه ، فنزل ليخرجه ، فبينما هو في طلبه إذ هو بشجرة فتناول منها ورقة فأخرجها معه فإذا هي ليست من شجر الدنيا ، فأتى بها عمر ، فقال : أشهد أنّ هذا هو الحقّ ، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يدخل(١) من هذه الأمة رجل من أهل الجنّة». فجعل الورقة بين دفتي المصحف. وهكذا رواه الطّبراني في مسند الشاميين من هذا الوجه.

وأخرجه ابن الكلبيّ من وجه آخر ، عن امرأة شريك بن خباشة ، قالت : خرجنا مع عمر أيام خرج إلى الشّام ، فذكر القصة مطوّلة ، ولم يذكر المرفوع ، وفيه أن عمر أرسل إلى كعب ، فقال : هل تجد في الكتاب أنّ رجلا من هذه الأمة يدخل الجنة في الدّنيا؟ قال : نعم ، وإن كان في القوم أنبأتك به. قال : فهو في القوم فتأمّلهم ، فقال : هو هذا ، فجعل شعار بني نمير خضرة بهذه الورقة إلى اليوم ، وأبوه خباشة بضم المعجمة وتخفيف الموحدة وبعد الألف شين معجمة وقيل مهملة.

٣٩٩٤ ز ـ شريك بن سلمان : بن خويلد بن سلمة بن عامر بن نمير بن أسامة بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد الأسديّ الوالبي. له إدراك.

وكان ولده فضالة شاعرا مشهورا في زمن معاوية ، وله مع عبد الله بن الزبير قصّة ، وهجا ابن الزبير بأبيات يقول فيها :

وما لي حين أقطع ذات عرق

إلى ابن الكاهليّة من معاذ

[الوافر]

ورثى آل أبي سفيان بعد موت يزيد بن معاوية ، وهو مشهور ذكره المرزبانيّ وغيره.

٣٩٩٥ ز ـ شريك بن نملة : أبو حكيم ، له إدراك.

وروى الطّبرانيّ من طريق الصّعب بن حكيم بن شريك بن نملة عن أبيه ، عن جدّه ، قال : ضفت عمر ، فأطعمني من رأس بعير بزيت.

__________________

(١) في أيدخل.

٣٠٩

وقال ابن أبي حاتم : روى جابر بن عبد الله عن شريك بن نملة : استعملني عمر على الصّدقات.

٣٩٩٦ ز ـ شريك الفزاري : ذكر سيف أنه وفد على أبي بكر الصّديق حين فرغ خالد بن الوليد من حرب طليحة. وقد تقدّم ذلك في ترجمة خارجة بن حصن.

٣٩٩٧ ز ـ شرية : بفتح أوله وسكون الرّاء وفتح التحتانية ، ابن عبيد بن قليب بن خولى بن ربيعة بن عوف بن معاوية بن ذهل بن مالك بن خريم بن جعفي بن سعد العشيرة الجعفيّ المعمر.

أدرك الجاهليّة والإسلام ، قال عمر بن شبّة : حدّثنا عبد الله بن محمد بن حكيم ، قال :

عاش شرية بن عبيد ثلاثمائة سنة ، وأدرك الإسلام ، ودخل المدينة في عهد عمر ، فقال : لقد أدركت هذا الوادي الّذي أنتم فيه وما فيه قطرة ، ولقد أدركت من يشهد أن لا إله إلا الله ، قال : وكان معه ابن له قد خرف ، فذكر قصّة طويلة ، وكذا ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمّرين ، وكذا ذكره ابن الكلبيّ عن أبي بكر بن قيس الجعفيّ ، عن أشياخه وهو نسبه ، وهو القائل :

فو الله لا يغرني نصر واحد

ولا اثنان إني بالثّلاثة معذور(١)

[الطويل]

٣٩٩٨ ز ـ شرية الجرهميّ : قال عمر بن شبة : حدثنا المدائني عن عيسى بن دأب ، قال : أرسل معاوية إلى عبيد بن شرية الجرهميّ.

الشين بعدها العين ، والفاء

٣٩٩٩ ز ـ شعبة : بن قمير الطّهويّ.

جاهليّ أدرك الإسلام ، قاله الآمديّ ، وأنشد له شعرا يقول فيه :

وعدت بنصل السّيف رثّت جفونه

وأبدانه والنّصل غير كليل

[الطويل]

٤٠٠٠ ـ شقيق بن جزء بن رياح (٢) : ويقال : اسم أبيه جرير الباهليّ. له إدراك.

__________________

(١) في أ : بعد درهم.

(٢) طبقات ابن سعد ٦ / ٩٦ ، ١٨٠ ، طبقات خليفة ت ١١١٤ ، تاريخ البخاري ٤ / ٢٤٥ ، المعارف ٤٤٩ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٧٤ ، الجرح والتعديل ق ١ / م ٢ / ٣٧١ ، الحلية ٤ / ١٠١ ، تاريخ بغداد ٩ / ٢٦٨ ،

٣١٠

واستشهد باليرموك. وقد تقدّم في ترجمة حكيم بن قبيصة بن ضرار الضّبي. ذكره ابن عساكر.

٤٠٠١ ـ شقيق بن سلمة الأسديّ : أبو وائل ، صاحب ابن مسعود. أدرك النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهاجر بعده.

وروى عن أبي بكر وعمر وعليّ وحذيفة وخبّاب وغيرهم.

روى عنه الأعمش ، ومنصور وعاصم ، وعمرو بن مرة وأبو حصين وآخرون.

قال مغيرة بن مقسم : عن أبي وائل : أتانا مصدّق النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتيته بكبش ، فقلت : خذ صدقة هذا. فقال : ليس فيه صدقة.

وقال الأعمش : قال لي أبو وائل : يا سليمان ، لو رأيتنا ونحن هراب من خالد بن الوليد ، فوقعت عن البعير فلو متّ كانت البارقة. قال يزيد بن أبي زياد : قلت له : أيما أكبر أنت أو مسروق؟ قال : أنا.

وقال عمرو بن مرّة : قلت لأبي عبيدة : من أعلم النّاس بحديث أبيك؟ قال : أبو وائل.

وقال ابن حبّان : مولده سنة إحدى من الهجرة. وقال أبو زرعة : روايته عن أبي بكر مرسلة.

قلت : كأنه هاجر بعده.

وروى أحمد ، عن علي بن ثابت ، عن أبي العنبس ، قال : قال أبو وائل : بعث النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا أمرد ولم يقض لي أن ألقاه.

روى محمد بن حميد الرّازي ، من طريق عاصم ، عن أبي وائل : كنت في إبل لأهلي فمرّ بي ركب فنفرت إبلي ، فقال رجل : ردّوا على الغلام إبله. فقلت لرجل : من هذا؟ قال : ذاك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

أورده ابن مندة في ترجمة أبي وائل ، وقال : لا يثبت.

قلت : ولا دلالة فيه على صحبته ، لأنه ليس فيه أنه أسلم حينئذ. والله أعلم.

__________________

تاريخ ابن عساكر ٨ / ٥٣ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ / ع ١ / ٢٤٧ ، وفيات الأعيان ٢ / ٤٧٦ ، تهذيب الكمال ٥٨٦ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٥٦ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٢٥٥ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٣٦١ ، النجوم الزاهرة ١ / ٢٠١ ، غاية النهاية ت (١٤٢٩) ، طبقات الحفاظ للسيوطي ٢٠ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٦٧ ، تهذيب ابن عساكر ٦ / ٣٣٦. أسد الغابة ت ٢٤٤٧ ، الاستيعاب ت ١٢٠٦.

٣١١

الشين بعدها الميم.

٤٠٠٢ ـ شمّاس بن لأي التميميّ : تقدم ذكره في ترجمة بغيض بن عامر.

٤٠٠٣ ز ـ شمر بن جعونة : له إدراك.

قال ابن أبي حاتم : روى أبو إسحاق الهمدانيّ عنه ، قال : اشترى منّي عمررضي‌الله‌عنه قباء ديباج.

٤٠٠٤ ز ـ شهاب : بن جمرة بن ضرام بن مالك بن ثعلبة بن جهيش بن عامر بن ثعلبة ابن مودوعة بن جهينة الجهنيّ. نسبه البلاذريّ والرّشاطيّ ، عن ابن الكلبيّ. له إدراك ، وقصّة مع عمر. رواه أبو حاتم السّجستانيّ ، عن أبي عبيدة ، قال : وفد شهاب بن جمرة الجهنيّ على عمر ، فقال : ما اسمك؟ قال : شهاب. قال : ابن من؟ قال : ابن جمرة قال : ممن؟ قال : من الحرقة ، قال : من أيهم؟ قال : من بني ضرام ، قال : فمن أين أقبلت؟ قال : من حرّة النّار؟ قال : فأين تركت أهلك؟ قال : بلظى. قال : ويحك! ما أظنّ أهلك إلا قد احترقوا. فانصرف فوجد نارا قد أحاطت بهم(١) . وقد تقدّم في ترجمة ابن شهاب.

الشين بعدها الهاء ، والواو

٤٠٠٥ ـ شهر (٢) : بن باذام الفارسيّ.

استعمله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم على صنعاء بعد موت أبيه. روى ذلك سيف بسنده. وقال الطّبريّ : لما غلب الأسود الكذّاب على صنعاء وقتل شهر بن باذام تزوّج زوجته ، فكانت هي التي أعانت على قتل الأسود بقصاصه.

٤٠٠٦ ز ـ شهر ذو يناق (٣) : أحد أقيال اليمن.

قال الطّبريّ : كتب أبو عمر(٤) إلى عمير ذي مران ، وسعيد ذي رود ، وشهر ذي يناق يأمرهم فيه بمطاوعة فيروز في محاربة أهل الرّدّة.

٤٠٠٧ ز ـ شويس بن حيّاش (٥) : العدويّ. له إدراك.

__________________

(١) في أبهم فبادر فأطفأها وقد تقدم.

(٢) أسد الغابة ت ٢٤٦٠.

(٣) في أبكر.

(٤) في أعمه ابن ذي مدار.

(٥) الطبقات لخليفة ١٩٣ وفيه «حباش» بالباء الموحدة ، التاريخ الكبير لخليفة ٤ / ٢٦٥ ، الجرح والتعديل ٤ / ٣٨٩ ، المشتبه للذهبي ١ / ٢٠٧ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٣٧٢ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٥٦ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٣٨٨.

٣١٢

ذكر أبو عبيد الكبريّ في شرح الأمالي أنه كان يقول : أنا ابن التاريخ ولدت عام الهجرة. قال : وعمّر حتى أدرك خلافة الرّشيد ، له ذكر في ترجمة سديس العدوي.

روى أحمد في الزّهد من طريق أبي خلدة ، قال : قال لي أبو العالية : من بقي من شيوخ بني عدّي؟ قلت : أبو السوار. قال : ذاك من الفتيان. قلت : شويس العدويّ.

قال : نعم ، وذاك ممن أخذ العطاء في عهد عمر.

قال : وقوله حتى أدرك خلافة الرّشيد غلط محض.

الشين بعدها الياء

٤٠٠٨ ز ـ شيبان : بن دثار النميريّ.

ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء ، وقال : إنه من المخضرمين ، وأنشد له مدحا في الزّبرقان بن بدر :

فمن يك سائلا عني فإنّي

أنا النّمريّ جار الزّبرقان

كأني إذ حللت به طريدا

حللت على الممنّع من أبان

فحلّوا عنهم يا آل لأي

فليس لكم بسعيهم يدان(١)

[الوافر]

٤٠٠٩ ز ـ شيبان : بن محرث. له إدراك وشهد مع علي صفّين.

٤٠١٠ ز ـ شيبان : بن المخبل السّعديّ. له إدراك. قال : الأصمعيّ ، وأبو عبيدة ، وابن الأعرابيّ : خرج شيبان بن المخبّل السّعديّ بعد أن هاجر في خلافة عمر مع سعد بن أبي وقّاص إلى حرب الفرس ، فجزع(٢) عليه أبوه ، وكان قد أسنّ وضعف ، [وكاد يغلب على عقله](٣) ، فعمد(٤) إلى ماله ليبيعه ويلحق بابنه ، فمنعه علقمة بن هوذة ، وأعطاه فرساه ، قال له : أنا أكلم لك عمر في ردّ ابنك ، وتوجّه إلى عمر ، وأنشده قول المخبل :

أيملكني شيبان في كلّ ليلة

بقلبي من خوف الفراق وجيب

ويخبرني شيبان أن لن يعقّني

يعقّ إذا فارقتني ويحوب(٥)

[الطويل]

__________________

(١) تنظر الأبيات في الأغاني ٢ / ١٩١.

(٢) في أفحرج.

(٣) سقط في أ.

(٤) في أفتعهد.

(٥) ينظر البيتان في اللآلئ : ٩٠٠.

٣١٣

ويقول فيها :

فإن يك غصني أصبح اليوم باليا

وغصنك من ماء الشّباب رطيب

إذا قال صحبي يا ربيع ألا ترى

أرى الشّخص كالشّخصين وهو قريب

[الطويل]

قال : فبكى عمر رقة له ، وكتب إلى سعد أن يقفله ، فانصرف شيبان إلى أبيه ، فكان معه حتى مات.

٤٠١١ ز ـ شيبان النّخعي : له إدراك.

روى إبراهيم الحربيّ ، من طريق مخالد ، عن الشّعبي ، قال : خرج رجل من النخع يقال له شيبان في جيش على حمار له في زمن عمر ، فوقع الحمار ميتا فدعاه أصحابه ليحملوه ومتاعه ، فامتنع فقام فتوضّأ ثم قام عند رأسه ، فقال : اللهمّ إني أسلمت لك طائعا ، وهاجرت مختارا في سبيلك ابتغاء مرضاتك ، وإنّ حماري كان يعينني ويكفيني عن النّاس ، فقوّني به وأحيه لي ، ولا تجعل لأحد عليّ منّة غيرك ، فنقض الحمار رأسه ، وقام فشدّ عليه ولحق بأصحابه.

٤٠١٢ ز ـ شيبان آخر : غير منسوب. أظنّه ابن المخبّل.

روى ابن أبي شيبة من طريق مسعر عن معن بن عبد الرّحمن ، قال : غزا رجل نحو الشّام في عهد عمر يقال له شيبان وله أب شيخ كبير فذكر قصّة.

٤٠١٣ ز ـ شيمان كالذي قبله : إلا أن بدل الموحّدة الميم ، وهو ابن عكيف بن كيّوم بن عبد ، الأزديّ ثم الحدانيّ.

له إدراك ، وكان ولده صبرة رأس الأزد يوم الجمل مع عائشة ، وله ذكر في ذلك.

ذكره ابن الكلبيّ : وتبعه أبو عبيد. وقال : إن صبرة قتل حينئذ ، وفيه نظر ، لأن ابن دريد ذكر في الاشتقاق أنه أجار زيادا يوم الجمل ، والمبرّد في الكامل ذكر أنه وفد على معاوية ، فقال له : يا أمير المؤمنين ـ في قصّة ذكرها. وهذا يدل على أنه عاش بعد الجمل.

٣١٤

القسم الرابع

من حرف الشين المعجمة

الشين بعدها الألف

٤٠١٤ ـ شاه (١) : صوابه أبو شاه اليماني ـ تقدّم التنبيه عليه في أوّل هذا الحرف.

الشين بعدها الباء

٤٠١٥ ـ شبل (٢) ، والد عبد الرّحمن : بن شبل ـ يأتي نسبه في ترجمة ولده. قال أبو عمر : روى عنه ابنه عبد الرّحمن ، لم يرو عنه غيره ، وليس بمعروف ولا ابنه ، ولا يصح ، فمن حديثه عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه نهى عن نقرة الغراب في الصلاة(٣) وأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تقوم السّاعة حتى يؤخذ نعل قرشيّ في القمامة ، فيقال : هذه نعل قرشيّ». وهو حديث منكر لا أصل له. وشبل مجهول. انتهى كلام أبي عمر.

فأما قوله : ليس بمعروف ولا ابنه فمردود ، لأن عبد الرّحمن بن شبل صحابيّ معروف ، مخرج له في السنن ، وصحّح حديثه في نقرة الغراب ابن خزيمة وغيره. وأخرجه أيضا أحمد وأصحاب السّنن والحاكم والبغويّ وابن شاهين ، عن عبد الرّحمن بن شبل ، ليس فيه عن أبيه ، [وحديث نعل القرشي أخرجه البغوي في ترجمة عبد الرّحمن بن شبل ، من طريق عبد الحميد بن جعفر ، عن عمه ، عن ابن عبد الرّحمن بن شبل. عن أبيه](٤) فلعل هذا مستند أبي عمر سقط من نسخته لفظ ابن ، فصارت عن عبد الرّحمن بن شبل عن أبيه ، فظنّ الصّحبة لشبل ، فتركّب من هذا هذه الأوهام ثم وقفت على علته ، فأخرج ابن قانع الحديث المذكور في ترجمة شبل هذا من هذا الوجه الّذي أخرجه البغويّ ، لكن قال : عن عبد الرّحمن بن شبل عن أبيه ، قال. وقال مرة : عن ابن لعبد الرّحمن بن شبل عن أبيه. قال ابن قانع : وهو الصّواب.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٢٣٧٣.

(٢) أسد الغابة ت ٢٣٧٨ ، الاستيعاب ت ١١٦١.

(٣) أخرجه أبو داود في السنن ١ / ٢٩٠ عن عبد الرحمن بن شبل. كتاب الصلاة باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود حديث رقم ٨٦٢ ، وأحمد في المسند ٥ / ٤٧٧ ، والحاكم في المستدرك ١ / ٢٢٩ ، عن عبد الرحمن بن شبل : قال الحاكم هذا حديث صحيح ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والبيهقي في السنن الكبرى ٢ / ١١٨ ، وابن سعد ٤ : ٢ : ٨٧.

(٤) سقط في أ.

٣١٥

٤٠١٦ ز ـ شبل بن حامد : تقدّم ذكره وتحرير روايته في ترجمة شبل بن خليد في القسم الأول.

٤٠١٧ ز ـ شبل : بن مالك.

ذكره ابن قانع فأخطأ فيه خطأ فاحشا ، فإنه أورد في ترجمته من طريق جرير بن حازم ، عن يونس ، عن الزّهريّ ، عن عبيد الله ، عن شبل بن مالك المزني ـ أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا زنت الأمة فاجلدوها ...» الحديث.

ونشأ هذا الخبط(١) عن سقط ، فإنّما هو : عن يونس(٢) عن الزّهري ، عن عبيد الله ، عن شبل بن حامد ، عن عبد الله بن مالك ، فسقط بن حامد عن عبد الله فصار عن شبل بن مالك ، وقد بينت الاختلاف فيه على الزّهري في شبل بن خليد في القسم الأول.

٤٠١٨ ـ شبيب (٣) بن ذي الكلاع : أبو روح.

قال : صليت خلف النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم الصّبح ، فقرأ الرّوم. قال أبو عمر : حديثه مضطرب الإسناد ، روى عنه عبد الملك بن عمير.

قلت : المعروف أنه شبيب بن أبي روح ، أو شبيب بن نعيم أبو روح الكلاعي الحمصي ، هكذا ذكره البخاريّ وغيره. وبالثّاني جزم ابن أبي حاتم ، وقال : إنه حمصي وحاظي ، وإنه روي عن أبي هريرة أيضا ، وعن يزيد بن حميد(٤) .

روى عنه حريز بن عثمان وجماعة. وأما الحديث فأخرجه ابن قانع هكذا ، وسقط من إسناده رجل.

وقد رواه الحفّاظ من طريق عبد الملك بن عمير ، عن شبيب أبي روح ، عن رجل له صحبة ، ومنهم من سماه الأغر كما تقدّم في ترجمته.

وتفرّد أبو الأشهب بإسقاط الصّحابي ، فصارت روايته معتمد من ذكر شبيبا في الصّحابة ، وهو وهم.

الشين بعدها الحاء ، والراء

٤٠١٩ ـ شحرور الحضرميّ : أعاده الذّهبي في التّجريد هنا ، فوهم وصحف.

__________________

(١) في أالخطأ.

(٢) في أعند.

(٣) أسد الغابة ت ٢٣٨١ ، الاستيعاب ت ١١٩٦.

(٤) في أزيد.

٣١٦

والصّواب بالسّين المهملة ثم الخاء المعجمة ، كذلك ذكره ابن يونس وغيره. وقد مضى.

٤٠٢٠ ز ـ شراحيل الحنفي (١) : ـ كذا ذكره ابن عبد البر وعزاه لابن المديني ، والصّواب شرحبيل.

وقد تقدّم ذكره وحديثه.

وذكره البخاريّ عن علي بن المديني على الصّواب ، فقال شرحبيل. وأما الحنفي فتصحيف من الجعفيّ. وقد ذكره أبو عمر في شرحبيل على الشّكّ ، فقال : شرحبيل أو شراحيل كما تقدم.

٤٠٢١ ـ شرحبيل (٢) : بن حبيب ، زوج الشفاء بنت عبد الله.

ذكره ابن مندة ، وأورد من طريق موسى بن عبيدة عن عبد المجيد بن سهيل ، عن أبي سلمة ، عن الشفاء بنت عبد الله أنها قالت : دخلت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهي تحت شرحبيل بن حبيب ، وهو في البيت ، فذكر حديثا ، هكذا قال.

وتعقبه أبو نعيم بأن قال : وهم فيه في موضعين : الأول أنه صحف فيه فقال : ابن حبيب ، وإنما هو ابن حسنة. الثاني أنه قال : دخلت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإنما هو دخلت على ابنتي ، ثم ساقه من وجه آخر عن أبي سلمة عن الشفاء بنت عبد الله ، قالت : دخلت على ابنتي وهي تحت شرحبيل بن حسنة ، فوجدت شرحبيل في البيت ، فقلت له : حضرت الصلاة. فقال : يا خالد(٣) لا تلومني الحديث. فذكر قصّة.

قلت : ووهم ابن مندة أيضا في قوله زوج الشفاء ، وإنما هو زوج بنتها.

[شرحبيل ، والد عبد الرحمن. فرق ابن فتحون بينه وبين شرحبيل الجعفيّ ، وهما واحد](٤) .

٤٠٢٢ ز ـ شرحبيل العبسيّ :

ذكره ابن قانع في الصحابة ، وأخرج من طريق عمرو بن تميم ، سمعت شرحبيل العبسيّ يقول : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أكل من هذه الشّجرة الخبيثة فلا يقربنّ مسجدنا».

__________________

(١) أسد الغابة ت ٢٤٠١ ، الاستيعاب ت ١١٦٨.

(٢) أسد الغابة ت ٢٤٠٩.

(٣) في أخالة.

(٤) سقط في أ.

٣١٧

هكذا ذكره فيمن اسمه شرحبيل ، وهو غلط فاحش ، فالحديث إنما هو لشريك بن حنبل ، وسيأتي في القسم الأول على الصواب ، وقد أعاده هو بهذا الحديث فيمن اسمه سويد(١) ، لكن أخطأ في اسم أبيه. فقال شرحبيل ، وإنما هو حنبل.

٤٠٢٣ ـ شرحبيل ، غير منسوب : قال مغلطاي : ذكره الصّغاني في المختلف في صحبتهم.

قلت : والصّغاني لم يزد على ما في أسد الغابة ، فهو واحد ممن مضى في الأول.

٤٠٢٥ (٢) ـ شرحبيل ، والد عمرو (٣) : ذكره ابن قانع وبقي بن مخلد في مسندة ، وهو وهم ، فأخرجا من طريق أبي معشر ، عن عبد الوهاب ، عن عمرو بن شرحبيل ، عن أبيه ، عن جده ، قال : جاء رجل فقال : يا رسول الله ، رجل وجد على بطن امرأته رجلا فضربه بالسيف الحديث.

قلت : والضمير في قوله : عن جده يعود على عمرو لا على عبد الوهاب ، فشرحبيل

__________________

(١) في أشريك.

(٢) أسد الغابة ت ٢٤١٤. طبقات ابن سعد ٦ / ١٣١ : ١٤٥ ، الأخبار الموفقيات ت ٤٤ ، طبقات خليفة ١٤٥ ، تاريخ خليفة ١٥٥ ، المحبر ٣٠٥ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٢٥٠ ، المصنف لابن أبي شيبة ١٣ / ١٥٧٨١ ، العلل لابن المديني ٤٣ ، العلل لأحمد ١ / ٩٨ ، التاريخ الكبير ٤ / ٢٢٨ ، التاريخ الصغير ٧٩ ، تاريخ الثقات للعجلي ٢١٦ ، الثقات لابن حبان ٤ / ٣٥٢ ، المعارف ٤٣٣ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٤٠ ، أنساب الأشراف ١ / ٢١٦ ، الشعر والشعراء ١ / ١٧ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٢١٧ ، تاريخ أبي زرعة ١ / ٢٠٥ ، مشاهير علماء الأمصار رقم ٧٣٦ ، مروج الذهب ١٨٢٦ ، أخبار القضاة لوكيع ٢ / ١٨٧ ، المثلث للبطليوسي ٢ / ٣٧٠ ، الجرح والتعديل ٤ / ٣٣٢ ، ثمار القلوب ١٧٣ ، الثقات لابن شاهين رقم ٥٣٣ ، حلية الأولياء ٤ / ١٣٢ ، جمهرة أنساب العرب ٤٢٥ ، الهفوات النادرة ٨٣ ، ربيع الأبرار ١ / ٢٣٣ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١١٣ ، الأسامي والكنى للحاكم ١ / ٣٧ ، الإكمال لابن ماكولا ٤ / ٢٧٧ ، العقد الفريد ٧ / ١١٩ ، تهذيب تاريخ دمشق ٦ / ٣٠٥ ، معجم البلدان ٢ / ٤٩٣ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٥٦٢ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢٤٣ ، وفيات الأعيان ٢ / ٤٦٠ ، تاريخ العظيمي ١٩٢ ، نهاية الأرب ٢١ / ٢٢٨ ، تهذيب الكمال ١٢ / ٤٣٥ ، العبر ١ / ٨٩ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٥٩ ، تجريد أسماء الصحابة ١ رقم ٢٦٩٦ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ١٠٠ ، المعين في طبقات المحدثين ٣٣ رقم ٢٠٦ ، الكاشف ٢ / ٨ ، دول الإسلام ١ / ٥٦ ، طبقات الفقهاء للشيرازي ٨٠ ، البداية والنهاية ٩ / ٢٢ ، مرآة الجنان ١ / ١٥٨ ، جامع التحصيل ٢٨٢ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ١٤٠ ، الأغاني ١٧ / ١٤٤ ، الزيارات للهروي ٧٩ ، التذكرة الحمدونية ١ / ٤٠٣ ، مختصر التاريخ ٧٧ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٣٢٨ ، النجوم الزاهرة ١ / ١٩٤ ، شذرات الذهب ١ / ٨٥ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٤٢٠.

(٣) سقط سهوا الرقم ٤٠٢٤ عند الترقيم.

٣١٨

هو ابن سعيد بن سعد بن عبادة ، والحديث لسعيد أو لأبيه سعد. وقد أخرجه أحمد في مسندة من مسند سعيد بن سعد بن عبادة ، وساقه من طريق أبي معشر بهذا الإسناد.

٤٠٢٦ ز ـ شريح بن الحارث (١) : صوابه الحارث بن شريح. وقد تقدم. وقع مقلوبا عند عمر بن شبة.

٤٠٢٧ ـ شريح (٢) : بن عمرو الخزاعيّ. تقدم التنبيه عليه في الأوّل.

٤٠٢٨ ـ شريح (٣) : بن أبي وهب الحميري. قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يلبي ، روى عنه محلم بن وداعة ، هكذا أورده ابن عبد البر ، وهو وهم نشأ عن تصحيف في اسم أبيه ، والصواب شريح بن أبرهة كما تقدم مجودا ، وكذا أورده ابن أبي حاتم عن أبيه. وقد يجوز أن يكون أبرهة يكنى أبا وهب.

٤٠٢٩ ـ شريح اليافعيّ (٤) : غاير في التجريد بينه وبين ابن أبرهة ، وهو هو كما تقدم في الأول أنه تابعي.

٤٠٣٠ ـ شريق ، والد الأخنس : له ذكر في مسند أحمد بلا رواية.

قلت : المذكور عند أحمد هو شريق والد حسنة(٥) ، وقد ذكره قبل هذا ، والأخنس والد شريق مات في الجاهلية وولده الأخنس كان حليف بني زهرة رهط آمنة أم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم بدر ، ورجع بهم فلم يشهدوا القتال وأسلم.

وقد تقدم في حرف الألف في الأول ، وأنه ارتد بعد إسلامه ، وأنه اختلف هل مات مسلما.

٤٠٣١ ز ـ شريك بن شرحبيل : تقدم في شريك بن حنبل في الأول.

__________________

(١) الاستيعاب ت (١١٧٧) ، أسد الغابة ت (٢٤٢٠).

(٢) تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٥٦ ، أسد الغابة ت (٢٤٢٦) ،

(٣) الاستيعاب ت (١١٨١) ،

(٤) طبقات ابن سعد ٦ / ١٣١ ، طبقات خليفة ت ١٠٣٧ ، تاريخ البخاري ٤ / ٢٢٨ ، المعارف ٤٣٣ ، المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٨٦ ، الجرح والتعديل ت ٢ / م ١ / ٣٣٢ ، تهذيب الأسماء واللغات ق ١ ح ١ ٢٤٣ ، وفيات الأعيان ٢ / ٤٦٠ ، تهذيب الكمال ٥٧٦ ، تاريخ الإسلام ٣ / ١٦٠ ، العبر ١ / ٨٩ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٥٥ ، البداية والنهاية ٩ / ٢٢ ، ٧٤ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٣٢٨ ، النجوم الزاهرة ١ / ١٩٤ ، طبقات الحفاظ للسيوطي ٢٠ ، خلاصة تذهيب الكمال ١٦٥ ، شذرات الذهب ١ / ٨٥.

(٥) في أحبيبة.

٣١٩

الشين بعدها العين

٤٠٣٢ ـ شعبة بن التوأم الضّبي (١) :

[ذكره خليفة فيمن روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم من بني ضبة](٢) تابعي معروف ، وقع له في مسند بقي بن مخلد وكتاب الصحابة لسعيد بن يعقوب حديث مرسل ، فأخرجا من طريق مغيرة عن ابنه عنه أن قيس بن عاصم سأل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الحلف ، فقال : «لا حلف في الإسلام».

قال أبو موسى : أكثر من رواه قال فيه : عن شعبة ، عن التّوأم ، عن قيس بن عاصم.

قلت : قال ابن أبي حاتم ، عن أبيه ولد شعبة بن التّوأم في عهد عمر أو عثمان ، وله رواية أيضا عن ابن عباس.

وقال أبو أحمد العسكريّ : روايته عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم مرسلة. قال : وروايته في مسند جرير بن عبد الحميد في الوحدان ، وهو وهم ، وكان مولده في عهد عمر.

٤٠٣٣ ز ـ شعيب بن زريق (٣) : بتقديم الزاي المضمومة الكلفي ، بضم الكاف وفتح اللّام.

ذكره ابن قانع في الصحابة ، وساق من طريق شهاب بن خراش عن شعيب بن زريق الكلفي. قال : قدمنا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «يا أيّها النّاس ، لن تطيقوا كلّ ما أمرتم به فسدّدوا ويسّروا».

قلت : هذا خطأ نشأ عن سقط ، والصواب عن شعيب بن زريق الطائفي قال : كنت جالسا إلى رجل يقال له الحكم بن حزن الكلفي ، قال : قدمنا إلى آخره ، كذلك أخرجه أبو داود وأبو يعلى وغيرهما ، ومضى على الصواب في الحاء ، فسقط من الطائفي(٤) إلى حزن ، فصارت ابن زريق الكلفي إلى آخره ، فخرج من ذلك أن لشعيب صحبة.

وليس كذلك ، بل هو تابعيّ قليل الحديث صدوق. لم يرو عنه إلا شهاب.

وقد أورده هو في حرف الحاء من وجه آخر ، عن شهاب بن خراش ، عن شعيب بن

__________________

(١) الجرح والتعديل ٤ / ترجمة ١٦٠٥ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٥٨ ـ بقي بن مخلد ١٥٧ ـ التلقيح ٣٨١ ـ الطبقات ٣٩ ، ١٢٨ ، التاريخ الكبير ٤ / ٢٤٣ ، أسد الغابة ت ٢٤٤٢.

(٢) سقط في ط.

(٣) في أالمنقوطة.

(٤) في أالكلفي.

٣٢٠

مطلقاً.

( الثاني ) قوله: « وإني قائد الناس طرّاً إلى الاسلام من عرب وعجم » فيه دلالة واضحة على أنهعليه‌السلام هو السبب في إسلام جميع الناس من عرب وعجم، فهو إذن أفضلهم مطلقاً.

( الثالث ) قوله: « وقاتل كل صنديد رئيس وجبار من الكفار ضخم » فيه دلالة على أفضليته، لأن من عمدة أسباب قوة الدين قتل الكفار والمعاندين، وهوعليه‌السلام قاتلهم باعتراف جميع المخالفين.

( الرابع ) قوله: « وفي القرآن ألزمهم ولائي وأوجب طاعتي فرضاً بعزم » فيه دلالة صريحة على وجوب اتّباعه وأطاعته والانقياد له، فهوعليه‌السلام إمام الأمة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأمرٍ من الله تعالى من القرآن الكريم، لأن من وجبت طاعته فهو الامام كما اعترف بذلك ( الدهلوي ).

( الخامس ) قوله: « فمن منكم يعادلني بسهمي وإسلامي وسابقتي ورحمي؟ » فيه دلالة صريحة على أفضليتهعليه‌السلام .

ثم إن استماع كبار الصحابة لهذه الأشعار - كما في رواية الواحدي - وتقريرهم لما قالهعليه‌السلام من أقوى الشواهد على ما نذهب إليه من دلالة حديث الغدير على الإِمامة، وبذلك تذهب تأويلات أتباع أولئك الأصحاب أدراج الرياح.

ترجمة الميبدي شارح ديوان الامام

والحسين الميبدي من مشاهير علماء أهل السنة، قد أطروه وأثنوا عليه الثناء البالغ في كتبهم، كما لا يخفى على من راجعها. وممن أثنى عليه: غياث الدين المدعو بخواند أمير في تاريخه ( حبيب السير ). كما نقل عن شرحه للديوان: محمود ابن سليمان الكفوي في طبقاته للحنفية المسمى بـ ( كتائب أعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار ).

٣٢١

وفي ( كشف الظنون ): « ديوان علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وقد شرحه حسين بن معين الدين الميبدي اليزدي المتوفى سنة ٨٧٠ بالفارسية ».

* * *

٣٢٢

(٦)

نزول قوله تعالى:

سأل سائل بعذابٍ واقع

٣٢٣

٣٢٤

ونزل قوله تعالى:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ) بحق ( الحارث بن نعمان ) الذي قال ما قال بعد ما سمع كلام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في غدير خم.

وهذا دليل قطعي آخر على دلالة حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام .

ذكر من روى ذلك

وقد روى حديث نزول الآية المباركة في هذا الشأن جماعة كبيرة من أكابر أعلام أهل السنة وهم:

١ - أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري.

٢ - شمس الدين سبط ابن الجوزي.

٣ - إبراهيم بن عبد الله اليمني الوصابي. ؛

٤ - محمّد بن يوسف الزرندي المدني.

٥ - شهاب الدين بن شمس الدين الدولت آبادي.

٦ - نور الدين علي بن عبد الله السمهودي.

٣٢٥

٧ - نور الدين علي بن محمّد بن الصبّاغ.

٨ - عطاء الله بن فضل الله المحدّث الشيرازي.

٩ - شمس الدين عبد الرءوف المنّاوي.

١٠ - شيخ بن عبد الله العيدروس.

١١ - محمود بن محمّد الشيخاني القادري المدني.

١٢ - نور الدين علي بن إبراهيم الحلبي.

١٣ - أحمد بن الفضل باكثير المكي.

١٤ - محمّد محبوب عالم.

١٥ - محمّد صدر عالم.

١٦ - محمّد بن إسماعيل بن صلاح الأمير.

١٧ - أحمد بن عبد القادر العجيلي.

١٨ - السيد مؤمن بن حسن الشبلنجي.

(١)

رواية الثعلبي

قال أبو إسحاق الثعلبي: « سئل سفيان بن عيينة عن قول الله عز وجل:( سَأَلَ سائِلٌ ) فيمن نزلت؟ فقال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك.

حدثني أبي عن جعفر بن محمّد عن آبائه: لمـّا كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغدير خم، نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله على ناقة حتى أتى الأبطح، فنزل عن ناقته فأناخها

٣٢٦

وعقلها، ثم أتى النبي وهو في ملأ من أصحابه فقال:

يا محمد! أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله وأنك رسول الله، فقبلناه منك. وأمرتنا أن نصلّي خمساً، فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلناه، وأمرتنا أن نصوم شهر رمضان فقبلناه منك، وأمرتنا بالحج فقبلناه. ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضّلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه!! فهذا شيء منك أم من الله عزّ وجلّ؟!

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والذي لا إله إلّا هو إنّ هذا من الله.

فولّى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم إنْ كان ما يقوله محمّد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.

فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله. وأنزل الله عز وجل:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ) »(١) .

ترجمة أبي إسحاق الثعلبي

١ - ياقوت الحموي: بترجمة الواحدي: « وقال أبو الحسن الواحدي في مقدمة البسيط: وأظنني لم آل جهداً في إحكام أصول هذا العلم [ على ] حسب ما يليق بزماننا [ بزمننا ] هذا وتسعه سنو عمري على قلة أعدادها، فقد وفق الله [ تعالى ] وله الحمد حتى اقتبست كلّما احتجت إليه فيه هذا الباب في مظانه وأخذته من معادنه.

أما اللغة فقد درستها على الشيخ أبي الفضل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن يوسف العروضيرحمه‌الله حتى عاتبني شيخيرحمه‌الله يوماً وقال: إنك لم تبق ديواناً من الشعر إلّا قضيت حقه، أما آن لك أن تتفرّغ لتفسير كتاب الله

____________________

(١). تفسير الثعلبي - مخطوط.

٣٢٧

العزيز، تقرأه على هذا الرجل الذي يأتيه البعداء من أقاصي البلاد وتتركه أنت على قرب ما بيننا من الجوار - يعني الأستاذ الامام أحمد بن محمّد بن ابراهيم الثعلبي -؟!

فقلت: يا أبت إنما أتدرّج بهذا إلى ذلك الذي تريد، وإذا المرء أحكم الأدب بجدٍ وتعبٍ رمى في غرض التفسير من كثب. ثم لم أغبّ زيارته يوماً من الأيام حتى حال بيننا قدر الحمام

ثم فرغت للاستاذ أبي اسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبيرحمه‌الله ، وكان خير العلماء بل بحرهم، ونجم الفضلاء بل بدرهم، وزين الأئمة بل فخرهم، وأوحد الأئمة بل صدرهم. وله التفسير الملقّب بالكشف والبيان عن تفسير القرآن، الذي رفعت به المطايا في السهل والأوعار، وسارت به الفلك في البحار، وهبّ هبوب الريح في الأقطار، وسار مسير الشمس في كلّ بلدة، وهب هبوب الريح في البر والبحر، وأصفقت عليه كافة الأمة على اختلاف نحلهم، وأقروا بالفضيلة في تصنيفه ما لم يسبق إلى مثله، فمن أدركه وصحبه علم أنه كان منقطع القرين، ومن لم يدركه فلينظر في مصنفاته ليستدل لها أنه كان بحراً لا ينزف وغمراً لا يسبر، وقرأت عليه من مصنفاته أكثر من خمسمائة جزء، منها تفسيره الكبير، وكتابه المعنون بالكامل في علم القرآن وغيرهما »(١) .

ترجمة العروضي مادح الثعلبي

وأبو الفضل العروضي الذي نقل عنه الواحدي مدحه للثعلبي من كبار مشايخ علماء أهل السنة في اللغة والأدب، وقد ترجموا له في معاجم الرجال:

قالجلال الدين السيوطي: « أحمد بن محمّد بن عبد الله بن يوسف بن محمد النهشلي، الأديب، أبو الفضل العروضي الصفار الشافعي. قال عبد الغافر: هو

____________________

(١). معجم الأدباء ١٢ / ٢٦٢.

٣٢٨

شيخ أهل الأدب في عصره، حدّث عن الأصم وأبي منصور الأزهري والطبقة. وتخرّج به جماعة من الأئمة منهم الواحدي. وقال الثعالبي: إمام في الأدب، خنّق التسعين في خدمة الكتب، وأنفق عمره على مطالعة العلوم وتدريس مؤدبي نيسابوري. ولد سنة ٣٣٤ ومات بعد سنة ٤١٦ »(١) .

٢ - ابن خلكان: « أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي. النيسابوري، المفسر المشهور، كان أوحد أهل زمانه في علم التفسير. وصنف التفسير الكبير الذي فاق غيره من التفاسير، وله كتاب العرائس في قصص الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وغير ذلك. ذكره السمعاني وقال: يقال له الثعلبي والثعالبي، وهو لقب له وليس بنسب قاله بعض العلماء.

وقال أبو القاسم القشيري: رأيت رب العزة عز وجل في المنام وهو يخاطبني وأخاطبه، فكان في أثناء ذلك أن قال الرب تعالى اسمه: أقبل الرجل الصالح. فالتفتّ فإذا أحمد الثعلبي مقبل.

وذكره عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في كتاب سياق تاريخ نيسابور وأثنى عليه وقال: هو صحيح النقل موثوق به، حدّث عن أبي طاهر بن خزيمة، والامام أبي بكر بن مهران المقري، وكان كثير الحديث كثير الشيوخ، توفي سنة ٤٢٧، وقال غيره: توفي في محرم سنة ٤٢٧. وقال غيره: توفي يوم الأربعاء لسبع بقين من المحرم سنة ٤٣٧ رحمه الله تعالى »(٢) .

٣ - الذهبي: « وفيها توفي أبو إسحاق الثعلبي وكان حافظاً واعظاً، رأساً في التفسير والعربية، متين الديانة، توفي في المحرم »(٣) .

٤ - ابن الوردي: « صحيح النقل، روى عن جماعة »(٤) .

____________________

(١). بغية الوعاة ١ / ٣٦٩.

(٢). وفيات الأعيان ١ / ٦١ - ٦٢.

(٣). العبر - حوادث ٤٢٧.

(٤). تتمة المختصر حوادث ٤٢٧.

٣٢٩

٥ - الصفدي: « روى عن جماعة، وكان حافظاً عالماً بارعاً في العربية موثقاً » ثم ذكر منام القشيري وكلام عبد الغافر المذكورين(١) .

٦ - اليافعي: « المفسّر المشهور، وكان حافظاً واعظاً رأساً في التفسير والعربية والدين والديانة، فاق تفسيره الكبير سائر التفاسير »(٢) .

٧ - ابن الشحنة: « كان واحد زمانه في علم التفسير، وله كتاب العرائس في قصص الأنبياء وهو صحيح النقل »(٣) .

٨ - ابن قاضي شهبة: « أخذ عنه أبو الحسن الواحدي، روى عن أبي القاسم القشيري قال الذهبي: وكان حافظاً رأساً في التفسير والعربية متين الديانة »(٤) .

٩ - السيوطي: « كان كبيراً إماماً حافظاً للغة بارعاً في العربية »(٥)

١٠ - وذكره ولي الله الدهلوي - الذي عدّه ولده ( الدهلوي ) آية من آيات الله ومعجزة من المعاجز النبوية، وطالما استند إلى أقواله، ووصفه الفاضل رشيد الدين خان الدهلوي بـ « عمدة المحدثين وقدوة العارفين » ووصفه المولوي حيدر علي الفيض آبادي بـ « خاتم العارفين وقاصم المخالفين، سيد المحدّثين سند المتكلّمين، حجة الله على العالمين » في كلام له في ( إزالة الخفاء ) في بيان كون الخلفاء الراشدين وسائط بين النبي والأمة - ذكر أبا إسحاق الثعلبي من جملة علماء التفسير الذين كانوا وسائط في حفظ الدين المبين، وإيصال الشريعة المطهّرة، إلى الأمة، وإن القرون المتأخرة أخذت علم التفسير منهم.

وذكر أن الثعلبي إمام المفسرين ومقتداهم، كما أن أبا حنيفة إمام الحنفية،

____________________

(١). الوافي بالوفيات ٨ / ٣٣ وفيه السهلي.

(٢). مرآة الجنان حوادث سنة ٤٢٧.

(٣). روض المناظر حوادث ٤٢٧.

(٤). طبقات الشافعية ١ / ٢٠٧.

(٥). بغية الوعاة ١ / ٣٥٦.

٣٣٠

والشافعي إمام الشافعية وأن ما ذكره الثعلبي في تفسيره مأخوذ من السلف الصالح لأهل السنة، وأنه بمنزلة اللوح، وكأنه اللوح المحفوظ من المحو والإثبات والمصون من تطرّق الأغلاط والشبهات إليه، إلى غير ذلك من الأوصاف الحميدة التي ذكرها للثعلبي وتفسيره.

رواية القوم لتفسير الثعلبي

وتفسير الثعلبي من الكتب المعروفة المعتمدة لدى القوم، وهم يروونه بأسانيدهم عن مؤلفه، وينقلون عنه رواياته ويعتمدون اليها، فقد ذكره عز الدين ابن الأثير في الفصل الذي ذكر فيه أسانيد الكتب التي خرّج منها الأحاديث في صدر تلك الكتب حيث قال: « فصل نذكر فيه أسانيد الكتب التي خرجت منها الأحاديث وغيرها، وتركت ذكرها في الكتاب لئلّا يطول الاسناد، ولا أذكر في أثناء الكتاب إلّا اسم المصنف وما بعده فليعلم ذلك:

تفسير القرآن المجيد لأبي إسحاق الثعلبي. أخبرنا به أبو العباس أحمد بن عثمان بن أبي علي بن مهدي الزرزاري الشيخ الصالح رحمه الله تعالى قال: أخبرنا الرئيس مسعود بن الحسن بن القاسم الاصبهاني وأبو عبد الله الحسن بن العباس الرستمي قالا: أخبرنا أحمد بن خلف الشيرازي قال: أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي بجميع كتاب الكشف والبيان في تفسير القرآن، سمعت عليه من أول الكتاب الى آخر سورة النساء. وأما من أول سورة المائدة الى آخر الكتاب فانه حصل لي بعضه سماعاً وبعضه اجازة واختلط السماع بالاجازة، فأنا أقول فيه أخبرنا به إجازة ان لم يكن سماعاً، فاذا قلت أخبرنا أحمد باسناده إلى الثعلبي فهو بهذا الاسناد »(١) .

ثم إنه ذكر أسانيد الكتب الأخرى ومنها الصحاح والمسانيد.

____________________

(١). أسد الغابة ١ / ٨.

٣٣١

وقال أبو محمّد بن محمّد الأمير في ( رسالة أسانيده ): « تفسير الثعلبي وسائر مؤلفاته بسند صاحب المنح من طريق ابن البخاري عن منصور بن عبد المنعم وعبد الله بن عمر الصفار والمؤيد بن محمّد الطريثيثي كلهم عن أبي محمّد العباس بن محمّد بن أبي منصور الطوسي عن أبي سعيد بن محمّد عن أبي اسحاق أحمد بن محمد النيسابوري الثعلبي وهو لقب وليس بنسب توفي سنة ٤٢٧».

اعتماد القوم على تفسير الثعلبي

ولقد كثر نقل علماء القوم عن تفسير الثعلبي وغيره من مؤلفاته واستشهادهم برواياته واعتمادهم عليها، ونحن نذكر موارد من ذلك من باب التمثيل:

قال القرطبي بتفسير قوله تعالى:( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ ) : « ذكر الثعلبي وغيره: أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قرأت هذه الآية تبكي حتى تبلّ خمارها. وذكر أن سودة قيل لها: لم لا تحجّين ولا تعتمرين كما تفعل أخواتك؟ فقالت: قد حججت واعتمرت، وأمرني الله أن أقرّ في بيتي. قال الراوي: فو الله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها، رضوان الله عليها»(١) .

وفيه بتفسير( وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى ) : « وقال الثعلبي: واسم أم موسى: لوخا بنت هاند بن لاوي بن يعقوب »(٢) .

وقال النووي بترجمة آدمعليه‌السلام : « قال الامام أبو إسحاق الثعلبي في قول الله عزّ وجلّ إخباراً عن إبليس( خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) قال الحكماء: أخطأ عدو الله في تفضيله النار على الطين، لأن الطين أفضل منه من أوجه »(٣) .

____________________

(١). تفسير القرطبي ١٤ / ١٨٠ - ١٨١.

(٢). المصدر نفسه ١٣ / ٢٥٠.

(٣). تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٩٦.

٣٣٢

وقد نقل عنه النووي في مواضع أخر مع وصفه بـ « الامام ».

وقال كمال الدين الدميري: « وقال محمّد الباقررضي‌الله‌عنه : كان أصحاب الكهف صياقلة، واسم الكهف حيوم، والقصة طويلة في كتب التفاسير والقصص، وقد وقفت على جمل من ذلك في كتب التفاسير والقصص مطوّلاً ومختصراً، فمن ذلك ما ساقه الامام أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم النيسابوري الثعلبي، في كتابه الكشف والبيان في تفسير القرآن »(١) .

وقال نور الدين الحلبي في ( السيرة ): « وفي العرائس: إن فرعون لمـّا أمر بذبح أبناء بني إسرائيل جعلت المرأة، أي بعض النساء كما لا يخفى، إذا ولدت الغلام انطلقت به سرّاً إلى واد أو غار فأخفته ».

وقال الحسين الديار بكري في مقدّمة تاريخه: « هذه مجموعة من سير سيد المرسلين انتخبتها من الكتب المعتمدة تحفةً للاخوان البررة وهي: التفسير الكبير، والكشاف، وحاشيته للجرجاني الشريف، والكشف، والوسيط، ومعالم التنزيل والعرائس للثعلبي، وسحّ السحابة، وأصول الصفار، والبحر العميق وسرّ الأدب، والانسان الكامل، وسمّيتها بالخميس في أحوال النفس النفيس ».

وقال محمّد بن معتمد خان البدخشي: « وأخرج العلّامة أبو إسحاق أحمد ابن محمّد بن إبراهيم الثعلبي المفسّر النيسابوري في تفسيره، عن جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنهما أنه قال: نحن حبل الله الذي قال الله تعالى:( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) (٢) .

وقال أحمد بن باكثير المكي: « وروى الثعلبي في تفسير قوله تعالى:( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: الأعراف موضع عال من الصراط، عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر

____________________

(١). حياة الحيوان « الكلب ».

(٢). مفتاح النجا - مخطوط.

٣٣٣

ذو الجناحين، يعرفون محبّهم ببياض الوجه ومبغضهم بسواد الوجه »(١) .

(٢)

رواية سبط ابن الجوزي

وقال سبط ابن الجوزي: « اتفق علماء السير أن قصة الغدير بعد رجوع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع، في الثامن عشر من ذي الحجة، جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين ألفاً و قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. الحديث. نصّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإِشارة. وذكر أبو إسحاق الثعلبي في تفسير بإسناده: أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمـّا قال ذلك طار في الأقطار وشاع في البلاد والأمصار، وبلغ ذلك الحارث بن نعمان الفهري »(٢) .

ترجمة السبط والثناء عليه

١ - الذهبي: « وابن الجوزي العلّامة الواعظ المؤرّخ، شمس الدين أبو المظفر، يوسف بن قزعلي التركي ثم البغدادي العوني الهبيري، الحنفي، سبط الشيخ جمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي، أسمعه جدّه منه ومن ابن كلبي وجماعة، وقدم دمشق سنة بضع وستمائة فوعظ بها، وحصل له القبول العظيم، للطف شمائله وعذوبة وعظه، وله تفسير في تسعة وعشرين مجلّدا، وشرح الجامع الكبير، وجمع مجلّداً في مناقب أبي حنيفة، ودرّس وأفتى، وكان في شبيبته حنبليّاً.

____________________

(١). وسيلة المآل - مخطوط.

(٢). تذكرة خواص الأمة: ٣٠.

٣٣٤

توفي في الحادي والعشرين من ذي الحجّة، وكان وافر الحرمة عند الملوك »(١) .

٢ - ابن الوردي: « وفيها توفي الشيخ شمس الدين يوسف، سبط جمال الدين ابن الجوزي: واعظ فاضل، له مرآة الزمان تاريخ جامع. قلت: وله تذكرة الخواص من الأمة في ذكر مناقب الأئمة. والله أعلم »(٢) .

(٣)

رواية الوصابي

ورواه إبراهيم بن عبد الله اليمني الوصابي عن « الامام الثعلبي في تفسيره » كذلك.

اعتماد العلماء على كتاب الاكتفاء

وكتاب ( الإِكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء ) لليمني الوصابي من الكتب المشهورة لدى القوم، فقد نقل عنه محمّد محبوب في مواضع من تفسيره ( تفسير شاهي ) منها قوله: « و في الاكتفاء عن علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه قال: وقع بيني وبين العباس مفاخرة، ففخر عليّ العباس بسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام أنهما له، قال علي فقلت: ألآن أخبرك بمن هو خير من هذا كله!، الذي قرع خراطيمكم بالسيف وقادكم إلى الإِسلام. فعزّ ذلك على العباسرضي‌الله‌عنه ، فأنزل عزّ وجلّ:( أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ ) يعني علياًرضي‌الله‌عنه »(٣) .

____________________

(١). العبر في خبر من غبر حوادث ٦٥٦.

(٢). تتمة المختصر حوادث ٦٥٦.

(٣). تفسير شاهي. بتفسير الآية.

٣٣٥

ومنها: « في الإِكتفاء عن علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه قال: لمـّا أراد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يغزو تبوك، دعا جعفر بن أبي طالب، فأمره أن يتخلّف على المدينة فقال: لا أتخلّف بعدك يا رسول الله. فعزم عليَّ لمـّا تخلّفت قبل أن أتكلّم فبكيت، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما يبكيك يا علي؟ قال: يا رسول الله يبكيني خصال غير واحد، تقول قريش غداً ما أسرع ما تخلّف عن ابن عمه وخذله، وتبكيني خصلة أخرى، كنت أريد أن أتعرّض للجهاد في سبيل الله »(١) .

ونقل شهاب الدين أحمد بن عبد القادر العجيلي عن ( أسنى المطالب في فضائل علي بن أبي طالب ) وهو الكتاب الرابع من ( الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء )(٢) .

(٤)

رواية الزرندي

وروى محمّد بن يوسف الزرندي حديث نزول الآية المباركة المذكورة في شأن الحارث بن النعمان الفهري، عن الثعلبي واصفاً إياه بـ « الامام » عن سفيان ابن عيينة كما تقدّم(٣) .

ترجمة الزرندي والاعتماد على كتبه

وقال ابن حجر العسقلاني بترجمة الزرندي: « محمّد بن يوسف بن الحسن

____________________

(١). المصدر.

(٢). ذخيرة المآل - مخطوط.

(٣). معارج الوصول - مخطوط - نظم درر السمطين ٩٣.

٣٣٦

ابن محمّد بن محمود بن الحسن، الزرندي المدني الحنفي، شمس الدين، أخو نور الدين علي. قرأت في مشيخة الجنيد البلياني تخريج الحافظ شمس الدين الجزري الدمشقي نزيل شيراز أنه كان عالماً، وأرّخ مولده سنة ٦٩٣ ووفاته بشيراز سنة بضع وخمسين وسبعمائة. وذكر أنه صنف درر السمطين في مناقب السبطين. وبغية المرتاح جمع فيها أربعين حديثاً بأسانيدها وشرحها »(١) .

وفي ( الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ): « حكى شيخ الاسلام العلّامة المحدّث بالحرم الشريف النبوي، جمال الدين محمّد بن يوسف الزرندي، في كتابه المسمى بدرر السمطين في فضل المصطفى والمرتضى والسبطين: أن الامام المعظم والحبر المكرم، أحد الأئمة المتّبعين المقتدى بهم في أمور الدين، محمّد بن إدريس الشافعي المطّلبي -رضي‌الله‌عنه وأرضاه وجعل الجنة منقلبه ومثواه - لما صرّح بمحبّة أهل البيت وأنه من شيعتهم، قيل فيه هذا وهو السيد الجليل، فقال مجيبا عن ذلك بأبيات:

إذا نحن فضّلنا علياً فإننا

روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل

إلى آخر الأشعار »(٢) .

ووصفه شهاب الدين أحمد عند النقل عنه بـ: « الامام المحدّث بالحرم الشريف النبوي المحمدي»(٣) .

وقد ذكر الكاتب الجلبي كتابيه ( نظم درر السمطين ) و ( بغية المرتاح ) في ( كشف الظنون)(٤) .

____________________

(١). الدرر الكامنة ٤ / ٢٩٥.

(٢). الفصول المهمة: ٢١.

(٣). توضيح الدلائل - مخطوط.

(٤). كشف الظنون ١ / ٧٤٧ باسم: درر السمطين و ٢٥٠١.

٣٣٧

كما عدَّ الديار بكري كتابه ( الإِعلام ) ضمن مصادر كتابه ( الخميس ).

وقال السمهودي: « وقال الحافظ جمال الدين المذكور: وقال أبو الليث عبد السلام بن صالح الهروي: كنت مع علي بن موسى الرضا - وقد دخل نيسابور وهو على بغله شهباء - فغدا في طلبه العلماء من أهل البلد وقالوا: بحق آبائك الطاهرين حدّثنا بحديث سمعته من أبيك. فقال: حدثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر وقال: حدثني أبي جعفر الصادق ابن محمّد قال: حدثني أبي باقر علم الأنبياء محمّد بن علي قال: حدثني أبي سيّد العابدين علي بن الحسين قال: حدثني أبي سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي قال: سمعت أبي سيد العرب علي بن أبي طالب يقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: الإِيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان.

قال الامام أحمد بن حنبلرحمه‌الله : لو قرأت هذا الاسناد على مجنون لبرئ من حينه.

وروى بعضهم أن المستملي لهذا الحديث أبو زرعة الرازي ومحمّد بن أسلم الطوسي »(١) .

وهكذا نقل عنه في مواضع عديدة واصفاً إياه بـ « الحافظ ».

(٥)

رواية الدولت آبادي

وروى ملك العلماء شهاب الدين بن شمس الدين الدولت آبادي حديث نزول قوله تعالى:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) في واقعة حديث الغدير قوله: « وفي

____________________

(١). جواهر العقدين - مخطوط.

٣٣٨

الزاهدية عند قوله تعالى:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) :في تفسير الثعلبي نزولا: أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال يوماً . من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. فسمع ذلك واحد من الكفرة من جملة الخوارج، فجاء إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا محمد هذا من عندك أو من عند الله؟ فقال: هذا من عند الله. فخرج الكافر من المسجد وقام على عتبة الباب وقال: إنْ كان ما يقوله حقاً فأنزل عليّ حجراً من السماء قال: فنزل حجر ورضخ رأسه. فنزلت السورة »(١) .

ترجمة الدولت آبادي

وشهاب الدين الدولت آبادي من أعلام علماء أهل السنة، فقد ذكره غلام علي آزاد قائلاً: « مولانا القاضي شهاب الدين بن شمس الدين ابن عمر الزاولي الدولت آبادي نوّر الله ضريحه. ولد بدولت آباد دهلي، وتلمّذ على القاضي عبد المقتدر الدهلوي، ومولانا خواجكي الدهلوي وهو من تلامذة مولانا معين الدين العمراني رحمهم ‌الله تعالى. وفاق أقرانه وسبق إخوانه. وكان القاضي عبد المقتدر يقول في حقه: يأتيني من الطلبة من جلده علم ولحمه علم وعظمه علم.

... وألّف كتباً سارت بها ركبان العرب والعجم، وأذكى سرجاً أهدى من النار الموقدة على العلم.

توفي لخمس بقين من رجب المرجب، سنة تسع وأربعين وثمانمائة، ودفن بجو نفور في الجانب الجنوبي من مسجد السلطان إبراهيم الشرقي »(٢) .

كما ترجم له الشيخ عبد الحق الدهلوي وأثنى عليه الثناء البالغ(٣) .

____________________

(١). هداية السعداء. الجلوة الثانية من الهداية الثامنة.

(٢). سبحة المرجان في آثار هندوستان: ٣٩.

(٣). أخبار الأخيار: ١٧٣.

٣٣٩

وذكر كاشف الظنون أحد كتب شهاب الدين الدولت آبادي وهو ( الارشاد في النحو ) ووصف مؤلفه بـ « الشيخ الفاضل » والكتاب بقوله: « وهو متن لطيف، تعمّق في تهذيبه كل التعمق، وتأنق في ترتيبه حق التأنق ».

وكذا مدح ولي الله الدهلوي مؤلفات الدولت آبادي في كتابه ( المقدمة السنية في الانتصار للفرقة السنية ).

وقد عدّ رشيد الدين الدهلوي ملك العلماء في عداد عظماء العلماء من أهل السنة، الذين ألّفوا كتباً ورسائل في مناقب الأئمة الطاهرين من أهل البيتعليهم‌السلام .

وهذا المقدار يكفي لبيان كون الدولت آبادي من علماء أهل السنة، المعتمدين الموثوقين لديهم.

(٦)

رواية السمهودي

وروى نور الدين لي بن عبد الله السمهودي الشافعي، حديث نزول الآية الشريفة في حق الحارث في الواقعة المذكورة، عن الثعلبي أيضاً، حيث قال:

« وروى الامام الثعلبي في تفسيره: إنّ سفيان بن عيينةرحمه‌الله سئل عن قول الله عز وجل:( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) فيمن نزلت؟ فقال للسائل: سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك، حدثني أبي عن جعفر بن محمّد عن آبائه: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمـّا كان بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد عليرضي‌الله‌عنه وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحارث ابن النعمان الفهري، فأتى رسول الله على ناقة، فنزل بالأبطح عن ناقته وأناخها وقال:

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587