الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٣

الإصابة في تمييز الصحابة10%

الإصابة في تمييز الصحابة مؤلف:
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 587

  • البداية
  • السابق
  • 587 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 15475 / تحميل: 4451
الحجم الحجم الحجم
الإصابة في تمييز الصحابة

الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

بها فقال : ما تبالي حيثما مات أما إنه لا يبقى مؤمن في شرق الأرض وغربها إلا حشر الله روحه إلى وادي السلام قلت له وأين وادي السلام قال ظهر الكوفة أما إني كأني بهم حلق حلق قعود يتحدثون.

(باب )

(آخر في أرواح المؤمنين )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي ولاد الحناط ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قلت له جعلت فداك يروون أن أرواح المؤمنين في

باب آخر في أرواح المؤمنين

ليس عنوان الباب مذكورا في بعض النسخ.

الحديث الأول : حسن. ويدل على انتقال الأرواح بعد الموت إلى الأجساد المثالية وبه يستقيم كثير من الايات والأخبار الواردة في أحوال الروح بعد البدن وقد وردت به أخبار مستفيضة لا محيص عن القول به ، وليس هذا من التناسخ الباطل في شيء إذ التناسخ لم يتم دليل عقلي على امتناعه وأكثرها عليلة مدخولة ولو تمت لا تجري أكثرها فيما نحن فيه كما لا يخفى على من تدبر فيها ، والعمدة في نفيه إجماع المسلمين وضرورة الدين ، ومعلوم أن هذا غير داخل فيما انعقده الإجماع والضرورة على نفيه ، كيف وقد قال : به كثير من المسلمين كشيخنا المفيد ( قدس الله روحه ) وغيره من علمائنا المتكلمين والمحدثين بل لا يبعد القول بتعلق الروح بالأجساد المثالية عند النوم أيضا كما يشهد به ما يرى في المنام وقد وقع في الأخبار تشبيه حالة البرزخ وما يجري فيها بحالة الرؤيا وما يشاهد فيها.

قال : الشيخ المفيد ( قدس الله روحه ) في أجوبة المسائل السروية حيث سئل ما قوله أدام الله تأييده في عذاب القبر ، وكيفيته ومتى يكون وهل ترد الأرواح

٢٢١

حواصل طيور خضر حول العرش فقال لا المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه

إلى الأجساد عند التعذيب؟ أم لا وهل يكون العذاب في القبر أو بين النفختين؟ فأجابرحمه‌الله بأن الكلام في عذاب القبر طريقه السمع دون العقل ، وقد ورد عن أئمة الهدىعليهم‌السلام أنهم قالوا : ليس يعذب في القبر كل ميت وإنما يعذب من جملتهم من محض الكفر محضا ، ولا ينعم كل ماض لسبيله ، وإنما ينعم منهم من محض الإيمان محضا ، فأما ما سوى هذين الصنفين فإنه يلهى عنهم ، وكذلك روي أنه لا يسأل في قبره إلا هذان الصنفان خاصة وعلى ما جاء به الأثر من ذلك يكون الحكم ما ذكرناه ، فأما عذاب الكافر في القبر ونعيم المؤمنين فيه فإن الخبر أيضا قد ورد بأن الله تعالى يجعل روح المؤمن في قالب مثل قالبه في الدنيا في جنة من جناته ينعمه فيها إلى يوم الساعة فإذا نفخ في الصور أنشئ جسده الذي بلى في التراب وتمزق ، ثم أعاده إليه وحشره إلى الموقف وأمر به إلى جنة الخلد فلا يزال منعما ببقاء الله عز وجل غير أن جسده الذي يعاد فيه لا يكون على تركيبه في الدنيا بل تعدل طباعه وتحسن صورة فلا يهرم مع تعديل الطباع ولا يمسه نصب في الجنة ولا لغوب والكافر يجعل في قالب كقالبه في الدنيا في محل عذاب يعاقب به ونار يعذب بها حتى الساعة ثم أنشئ جسده الذي فارقه في القبر ويعاد إليه ثم يعذب به في الآخرة عذاب الأبد ويركب أيضا جسده تركيبا لا يفنى معه. وقد قال الله عز وجل اسمه «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ »(١) وقال في قصة الشهداء «وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ »(٢) فدل على أن العذاب والثواب يكونان قبل يوم القيمة وبعدها والخبر وارد بأنه يكون مع فراق الروح الجسد من الدنيا ، والروح هيهنا عبارة عن الفعال الجوهر البسيط وليس بعبارة

__________________

(١) سورة غافر : ٤٦.

(٢) سورة آل عمران : ١٦٩.

٢٢٢

في حوصلة طير ولكن في أبدان كأبدانهم

عن الحياة التي يصح معها العلم والقدرة لأن هذه الحياة عرض لا يبقى ولا تصح الإعادة فيه فهذا ما عول عليه بالنقل وجاء به الخبر على ما بيناه.

وقال : الشيخ البهائي ( قدس الله روحه ) لطيفة قد يتوهم أن القول بتعلق الأرواح بعد مفارقة أبدانها العنصرية بأشباح أخر كما دلت عليه الأحاديث ، قول بالتناسخ وهذا توهم سخيف لأن التناسخ الذي أطبق المسلمون على بطلانه هو تعلق الأرواح بعد خراب أجسادها بأجسام آخر في هذا العالم إما عنصرية كما يزعم بعضهم ويقسمه إلى النسخ والمسخ والفسخ والرسخ ، أو فلكية ابتداء أو بعد ترددها في الأبدان العنصرية على اختلاف آرائهم الواهية المفصلة في محلها ، وأما القول بتعلقها في عالم آخر بأبدان المثالية مدة البرزخ إلى أن تقوم قيامتها الكبرى فتعود إلى أبدانها الأولية بإذن مبدعها إما بجميع أجزائها المتشتتة أو بإيجادها من كتم العدم كما أنشأها أول مرة فليس من التناسخ في شيء وإن سميته تناسخا فلا مشاحة في التسمية إذا اختلف المسمى وليس إنكارنا على التناسخية ، وحكمنا بتكفيرهم بمجرد قولهم بانتقال الروح من بدن إلى آخر فإن المعاد الجسماني كذلك عند كثير من أهل الإسلام بل بقولهم بقدم النفوس وترددها في أجسام هذا العالم وإنكارهم المعاد الجسماني في النشأة الأخروية ، قال الفخر الرازي : في نهاية العقول إن المسلمين يقولون بحدوث الأرواح وردها إلى الأبدان لا في هذا العالم ، والتناسخية يقولون بقدمها وردها إليها في هذا العالم وينكرون الآخرة والجنة والنار وإنما كفروا من أجل هذا الإنكار ، ثم قالقدس‌سره ما ورد في بعض أحاديث أصحابنا ( رضي الله عنهم ) من أن الأشباح التي تتعلق بها النفوس ما دامت في عالم البرزخ ليست بأجسامهم وإنهم يجلسون حلقا حلقا على صور أجسادهم العنصرية يتحدثون ويتنعمون بالأكل والشرب ، وإنهم ربما يكونون في الهواء بين الأرض

٢٢٣

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن مثنى الحناط ، عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إن أرواح المؤمنين لفي شجرة من الجنة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ويقولون ربنا أقم الساعة لنا وأنجز لنا ما وعدتنا وألحق آخرنا بأولنا.

٣ ـ سهل بن زياد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن درست بن أبي منصور ، عن

والسماء يتعارفون في الجو ويتلاقون وأمثال ذلك مما يدل على نفي الجسمية وإثبات بعض لوازمها على ما هو منقول في الكافي وغيره يعطي أن تلك الأشباح ليست في كثافة الماديات ولا في لطافة المجردات بل هي ذوات جهتين وواسطة بين العالمين وهذا يؤيد ما قاله : طائفة من أساطين الحكماء ، من أن في الوجود عالما مقداريا غير العالم الحسي هو واسطة بين عالم المجردات وعالم الماديات ليس في تلك اللطافة ولا في هذه الكثافة فيه للأجسام والأعراض من الحركات والسكنات والأصوات والطعوم والروائح وغيرها مثل قائمة بذواتها لا في مادة ، وهو عالم عظيمة الفسحة وسكانه على طبقات متفاوتة في اللطافة والكثافة وقبح الصورة وحسنها ولأبدانهم المثالية جميع الحواس الظاهرة والباطنة فيتنعمون ويتألمون باللذات والآلام النفسانية والجسمانية ، وقد نسب العلامة في شرح حكمة الإشراق : القول بوجود هذا العالم إلى الأنبياء والأولياء المتألهين من الحكماء وهو وإن لم يقم على وجوده شيء من البراهين العقلية لكنه قد تأيد بالظواهر النقلية وعرفه المتألهون بمجاهداتهم الذوقية.

الحديث الثاني : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « وألحق آخرنا بأولنا » أي ألحقنا بمن مضى منا من الأنبياء والأوصياء والصالحين ، أو الحق بنا من بقي في الدنيا ومن سيولد إلى يوم القيمة أو الأعم.

الحديث الثالث : ضعيف.

٢٢٤

ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن الأرواح في صفة الأجساد في شجرة في الجنة تعارف وتساءل فإذا قدمت الروح على الأرواح يقول دعوها فإنها قد أفلتت من هول عظيم ثم يسألونها ما فعل فلان وما فعل فلان فإن قالت لهم تركته حيا ارتجوه وإن قالت لهم قد هلك قالوا قد هوى هوى.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن أرواح المؤمنين فقال في حجرات في الجنة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ويقولون ربنا أقم الساعة لنا وأنجز لنا ما وعدتنا وألحق آخرنا بأولنا.

٥ ـ علي ، عن أبيه ، عن محسن بن أحمد ، عن محمد بن حماد ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا مات الميت اجتمعوا عنده يسألونه عمن مضى وعمن بقي فإن كان مات ولم يرد عليهم قالوا قد هوى هوى ويقول بعضهم لبعض دعوه حتى يسكن مما مر عليه من الموت.

٦ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد ، عن القاسم بن محمد ، عن الحسين بن أحمد ، عن يونس بن ظبيان قال كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال ما يقول الناس في أرواح المؤمنين فقلت يقولون تكون في حواصل طيور خضر في قناديل تحت العرش فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام سبحان الله المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير يا يونس إذا كان ذلك أتاه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسينعليه‌السلام والملائكة المقربونعليهم‌السلام فإذا قبضه الله عز وجل

يقال :( هوى يهوي هويا ) أي هبط والمعنى سقط إلى دركات الجحيم إذ لو كان من السعداء لكان يلحق بنا.

الحديث الرابع : حسن.

الحديث الخامس : مجهول.

الحديث السادس : ضعيف.

٢٢٥

صير تلك الروح في قالب كقالبه في الدنيا فيأكلون ويشربون فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا.

٧ ـ محمد ، عن أحمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن أخيه الحسن ، عن زرعة ، عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام إنا نتحدث عن أرواح المؤمنين أنها في حواصل طيور خضر ترعى في الجنة وتأوي إلى قناديل تحت العرش فقال لا إذا ما هي في حواصل طير قلت فأين هي قال في روضة كهيئة الأجساد في الجنة.

(باب)

(في أرواح الكفار )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن أرواح المشركين فقال في النار يعذبون يقولون ربنا لا تقم لنا الساعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا ولا تلحق آخرنا بأولنا.

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن مثنى ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن أرواح الكفار في نار جهنم يعرضون عليها يقولون ربنا لا تقم لنا الساعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا ولا تلحق آخرنا بأولنا

وفي القاموس :« الحوصلة » وتشدد لامها من الطير : كالمعدة للإنسان.

الحديث السابع : موثق.

باب في أرواح الكفار

الحديث الأول : حسن.

الحديث الثاني : ضعيف.

٢٢٦

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد بإسناد له قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام شر بئر في النار برهوت الذي فيه أرواح الكفار.

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن القداح ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام شر ماء على وجه الأرض ماء برهوت وهو الذي بحضرموت ترده هام الكفار.

الحديث الثالث : مرسل.

الحديث الرابع : حسن أو موثق.

قوله عليه‌السلام : « ترده هام الكفار » أي أرواح الكفار التي يعبرون الناس عنها بإلهام وإن كان باطلا ، أو هي تكون في صورة الهام في أجسادهم المثالية.

قال في النهاية : في الحديث لا عدوى ولا هامة « الهامة » الرأس واسم طائر وهو المراد في الحديث وذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها وهي من طير الليل وقيل : هي البومة ، وقيل : إن العرب كانت تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير هامة فتقول اسقوني اسقوني فإذا أدرك بثأره طارت ، وقيل : كانوا يزعمون أن عظام الميت ، وقيل : روحه تصير هامة فتطير ويسمونه الصدى فنفاه الإسلام ونهاهم عنه انتهى.

وفي الصحاح : كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير هامة فتزفو عند قبره يقول اسقوني اسقوني فإذا أدرك بثأره طارت ، يقال : قتل قاتله فنفرت الطير من قبره.

وفي القاموس : الهامة طائر من طير الليل وهو الصدى.

وقال الجوهري :الصدى : ذكر البوم وقال :حضر موت اسم بلد وقبيلة أيضا وهما اسمان جعلا واحدا إن شئت بنيت الأول على الفتح وأعربت الثاني بإعراب ما لا ينصرف فقلت هذا حضرموت وإن شئت أضفت الأول إلى الثاني فقلت هذا حضرموت أعربت حضرا وخفضت موتا ، وقال : برهوت بفتح الراء كرهبوت بئر

٢٢٧

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شر اليهود يهود بيسان وشر النصارى نصارى نجران وخير ماء على وجه الأرض ماء زمزم وشر ماء على وجه الأرض ماء برهوت وهو واد بحضرموت يرد عليه هام الكفار وصداهم.

(باب)

(جنة الدنيا )

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن ضريس الكناسي قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام أن الناس يذكرون أن فراتنا يخرج من الجنة فكيف هو وهو يقبل من المغرب وتصب فيه العيون والأودية قال فقال أبو جعفرعليه‌السلام وأنا أسمع : إن لله جنة خلقها الله في المغرب وماء فراتكم يخرج منها وإليها تخرج أرواح المؤمنين من حفرهم عند كل مساء فتسقط على ثمارها وتأكل منها وتتنعم فيها وتتلاقى وتتعارف فإذا طلع الفجر هاجت من الجنة فكانت في الهواء فيما بين السماء والأرض تطير ذاهبة وجائية وتعهد حفرها إذا طلعت الشمس وتتلاقى في الهواء وتتعارف قال وإن لله نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفار

بحضر موت ، يقال فيها أرواح الكفار ويقال برهوت مثال سبروت.

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور.

وقال الفيروزآبادي :بيسان قرية بالشام ، وقرية بمرور ، وموضع باليمامة وقالنجران موضع باليمن.

باب جنة الدنيا

الحديث الأول : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « يخرج منها » أي من تحت الأرض فلا ينافي بنوعه ظاهرا من

٢٢٨

ويأكلون من زقومها ويشربون من حميمها ليلهم فإذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن يقال له : برهوت أشد حرا من نيران الدنيا كانوا فيها يتلاقون ويتعارفون فإذا كان المساء عادوا إلى النار فهم كذلك إلى يوم القيامة قال قلت أصلحك الله فما حال الموحدين المقرين بنبوة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم إمام ولا يعرفون ولايتكم فقال أما هؤلاء فإنهم في حفرتهم لا يخرجون منها فمن كان منهم له عمل صالح ولم يظهر منه عداوة فإنه يخد له خد إلى الجنة التي خلقها الله في المغرب فيدخل عليه منها الروح في حفرته إلى يوم القيامة فيلقى الله فيحاسبه بحسناته وسيئاته فإما إلى الجنة وإما إلى النار فهؤلاء موقوفون لأمر الله قال وكذلك يفعل الله بالمستضعفين والبله والأطفال وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم فأما النصاب من أهل القبلة فإنهم يخد لهم خد إلى النار التي خلقها الله في المشرق فيدخل عليهم منها اللهب والشرر والدخان وفورة الحميم إلى يوم القيامة ثم مصيرهم إلى «الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ » ثم قيل لهم «أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ » أين إمامكم الذي اتخذتموه دون الإمام الذي جعله الله للناس إماما

موضع لا ترى فيه جنة ، وربما يستشكل بأنه كيف يكون في الدنيا جنة ولم يطلع عليها أحد ، والجواب أن ذلك من استبعادات الأوهام الضعيفة إذ لم يطلع أحد على جميع أجزاء الأرض وكثيرا ما يطلع في إلا زمان المتأخرة على جزائر وسيعة وبلدان عظيمة لم يطلع عليها المتقدمون كالبلاد المسماة بينكي دنيا ظهر قبل ذلك بستين سنة أو نحو ذلك ، وقصة جنة شداد معروف وأنه دخلها أعرابي في زمن معاوية ولم يعثر عليها إلى الان أحد ولا تضيق قدرة الله سبحانه على إخفاء شيء عن الناس إذا تعلقت المصلحة به مع أنه قد مر احتمال آخر لا نحتاج معه إلى شيء من ذلك

٢٢٩

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن الحسين بن ميسر قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن جنة آدمعليه‌السلام فقال جنة من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج منها أبدا.

(باب )

(الأطفال )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي

الحديث الثاني : مجهول. واختلف في أن جنة آدمعليه‌السلام هل كانت في الأرض أم في السماء؟ وعلى تقدير كونها في السماء هل هي الجنة التي هي دار الثواب وجنة الخلد؟ أم غيرها ، فذهب أكثر المفسرين وأكثر المعتزلة إلى أنها جنة الخلد ، وقال أبو هاشم : هي جنة من جنان السماء غير جنة الخلد ، وقال : أبو مسلم الأصبهاني وأبو القاسم البلخي ، وطائفة هي بستان من بساتين الدنيا في الأرض كما يدل عليه هذا الخبر ، واستدل أكثرهم بالوجه المذكور في الخبر وأورد عليه بأن عدم الخروج إنما يكون بعد دخولهم بجزاء العمل لا مطلقا والخبر يدل على أنه لا يخرج من يدخله مطلقا ، ويشكل بدخول الملائكة ودخول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة المعراج. إلا أن يأول بالدخول على وجه الإسكان والنزول ، لا على وجه المرور والعبور ، والحق أن الجمع بين الايات في ذلك مشكل ، إذ ظاهر أكثر الايات والأخبار كونها في السماء وكونها جنة الخلد وهذا الخبر وبعض الأخبار النادرة صريحة في كونها في الأرض ، وللتوقف فيه مجال ، وظاهر الشيخ في التبيان والطبرسي في مجمع البيان اختيار أنها دار الخلد والله يعلم.

باب الأطفال

الحديث الأول : حسن. ولا خلاف بين أصحابنا في أن أطفال المؤمنين

٢٣٠

جعفرعليه‌السلام قال سألته هل سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الأطفال فقال قد سئل فقال الله أعلم بما كانوا عاملين.

ثم قال يا زرارة هل تدري قوله الله أعلم بما كانوا عاملين قلت لا قال لله فيهم المشيئة إنه إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل الأطفال والذي مات من الناس في الفترة والشيخ الكبير الذي أدرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو لا يعقل والأصم والأبكم الذي لا يعقل والمجنون والأبله الذي لا يعقل وكل واحد منهم يحتج

يدخلون الجنة ، وذهب المتكلمون منا إلى أن أطفال الكفار لا يدخلون النار فهم إما يدخلون الجنة أو يسكنون الأعراف ، وذهب أكثر المحدثين منا إلى ما دلت عليه الأخبار الصحيحة من تكليفهم في القيمة بدخول النار المؤججة لهم.

قال المحقق : الطوسي ( قدس الله سره ) في التجريد وتعذيب غير المكلف قبيح ، وكلام نوحعليه‌السلام مجاز والخدمة ليست عقوبة له والتبعية في بعض الأحكام جائزة.

وقال العلامة : رفع الله مقامه في شرحه ذهب بعض الحشوية إلى أن الله تعالى يعذب أطفال المشركين ، ويلزم الأشاعرة تجويزه ، والعدلية كافة على منعه. والدليل عليه أنه قبيح عقلا فلا يصدر منه تعالى.

احتجوا بوجوه الأول : قول نوحعليه‌السلام ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا(١) .

والجواب أنه مجاز والتقدير أنهم يصيرون كذلك لا حال طفوليتهم.

الثاني : قالوا إنا نستخدمه لأجل كفر أبيه فقد فعلنا فيه ألما وعقوبة فلا يكون قبيحا.

والجواب أن الخدمة ليست عقوبة للطفل وليس كل ألم عقوبة ، فإن الفصد

__________________

(١) سورة النوح : ٢٧.

٢٣١

على الله عز وجل فيبعث الله إليهم ملكا من الملائكة فيؤجج لهم نارا ثم يبعث الله إليهم ملكا فيقول لهم إن ربكم يأمركم أن تثبوا فيها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما وأدخل الجنة ومن تخلف عنها دخل النار.

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن غير واحد رفعوه أنه سئل عن الأطفال فقال إذا كان يوم القيامة جمعهم الله وأجج لهم نارا وأمرهم أن يطرحوا أنفسهم فيها فمن كان في علم الله عز وجل أنه سعيد رمى بنفسه فيها وكانت عليه بردا وسلاما ومن كان في علمه أنه شقي امتنع فيأمر الله بهم إلى النار فيقولون

والحجامة ألمان وليسا عقوبة ، نعم استخدامه عقوبة لأبيه وامتحان له يعوض عليه كما يعوض على أمراضه.

الثالث : قالوا إن حكم الطفل يتبع حكم أبيه في الدفن ومنع التوارث والصلاة عليه ومنع التزويج.

والجواب أن المنكر عقابه لأجل جرم أبيه ، وليس بمنكر أن يتبع حكم أبيه في بعض الأشياء إذا لم يحصل له بها ألم وعقوبة ، ولا ألم له في منعه من الدفن والتوارث وترك الصلاة عليه انتهى.

الحديث الثاني : ضعيف. وأخره مرسل وروى الصدوق في الفقيه بإسناده عن وهب بن وهب عن جعفر بن محمد عن أبيهعليهما‌السلام قال : قال عليعليه‌السلام : أولاد المشركين مع آبائهم في النار ، وأولاد المسلمين مع آبائهم في الجنة ، وفي الصحيح عن ابن سنان قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن أولاد المشركين يموتون قبل أن يبلغوا الحنث قال : كفار والله أعلم بما كانوا عاملين يدخلون مداخل آبائهم ، وقال :عليه‌السلام يؤجج لهم نار فيقال : لهم ادخلوها فإن دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما وإن أبوا قال : لهم الله عز وجل هو ذا أنا قد أمرتكم فعصيتموني فيأمر الله عز وجل بهم إلى النار ، ثم : قال الصدوق :رضي‌الله‌عنه بعد إيراد تلك الروايات هذه الأخبار

٢٣٢

يا ربنا تأمر بنا إلى النار ولم تجر علينا القلم فيقول الجبار قد أمرتكم مشافهة فلم تطيعوني فكيف ولو أرسلت رسلي بالغيب إليكم.

وفي حديث آخر أما أطفال المؤمنين فيلحقون بآبائهم وأولاد المشركين

متفقة وليست بمختلفة وأطفال المشركين والكفار مع آبائهم في النار لا تصيبهم من حرها لتكون الحجة أوكد عليهم متى أمروا بدخول نار تؤجج لهم مع ضمان السلامة متى لم يثقوا به ولم يصدقوا وعده في شيء قد شاهدوا مثله انتهى.

أقول جمعرحمه‌الله بينها بحمل ما دل على إطلاق دخولهم النار على نار البرزخ ، وقال : لا تصيبهم حرها حينئذ ورأى أن فائدة ذلك توكيد الحجة عليهم في التكليف بدخول نار تؤجج لهم في القيمة ، ويمكن أن يقال : لعل الله تعالى يعلم أن كل أولاد الكفار الذين يموتون قبل الحلم لا يدخلون النار يوم القيمة بعد التكليف فلذا قال الله : اعلم بما كانوا عاملين أي في القيمة بعد التكليف ولذا جعلهم من أولادهم ، ويمكن أيضا أن يحمل قولهعليه‌السلام كفار على أنه يجري عليهم في الدنيا أحكام الكفار بالتبعية في النجاسة ، وعدم التغسيل والتكفين والصلاة والتوارث وغير ذلك ، ويخص دخول النار ودخول مداخل آبائهم بمن يدخل منهم نار التكليف ، والأظهر حملها على التقية لموافقتها لروايات المخالفين وأقوال أكثرهم ، قال النووي : في شرح صحيح مسلم اختلف العلماء فيمن مات من أطفال المشركين فمنهم من يقول : هم تبع لابائهم في النار ، ومنهم من يتوقف فيهم ، والثالث وهو الصحيح الذي ذهب إليه المحققون إنهم من أهل الجنة وروى البغوي في شرح السنة بإسناده عن أبي هريرة قال سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن أطفال المشركين قال الله أعلم بما كانوا عاملين ، وقال : هذا حديث متفق على صحته ، وروي بإسناد آخر عن صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من يولد ، يولد على الفطرة وأبواه يهودانه وينصرانه كما تنتجون البهيمة هل تجدون فيها من جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها ، قالوا يا رسول الله أفرأيت من يموت وهو صغير؟

٢٣٣

يلحقون بآبائهم وهو قول الله عز وجل «بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ».

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن زرارة قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن الولدان فقال سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الولدان والأطفال فقال الله أعلم بما كانوا عاملين.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ما تقول في الأطفال الذين ماتوا قبل أن يبلغوا فقال سئل عنهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال الله أعلم بما كانوا عاملين ثم أقبل علي

قال الله أعلم بما كانوا عاملين ، ثم قال : هذا حديث متفق على صحته ، ثم قال : في شرح الخبر قلت : أطفال المشركين لا يحكم لهم بجنة ولا نار بل أمرهم موكول إلى علم الله فيهم كما أفتى به الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وجملة الأمر أن مرجع العباد في المعاد إلى ما سبق لهم في علم الله من السعادة والشقاوة.

وقيل حكم أطفال المشركين والمؤمنين حكم آبائهم وهو المراد بقوله الله أعلم بما كانوا عاملين ، يدل عليه ما روي مفسرا عن عائشة أنها قالت قلت يا رسول الله ذراري المؤمنين؟ قال من آبائهم فقلت يا رسول الله بلا عمل قال الله أعلم بما كانوا عاملين قلت فذراري المشركين قال من آبائهم قلت بلا عمل قال الله أعلم بما كانوا عاملين! وقال : معمر عن قتادة عن الحسن إن سلمان قال : أولاد المسلمين خدم أهل الجنة قال الحسن : أتعجبون أكرمهم الله وأكرمهم به؟ انتهى ، أقول : فظهر أن تلك الروايات موافقة لما رواه المخالفون في طرقهم وقد أولها أئمتناعليهم‌السلام بما في تلك الأخبار.

الحديث الثالث : صحيح.

الحديث الرابع : حسن. واختلاف التفسير أيضا من شواهد التقية.

٢٣٤

فقال يا زرارة هل تدري ما عنى بذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال قلت لا فقال إنما عنى كفوا عنهم ولا تقولوا فيهم شيئا وردوا علمهم إلى الله.

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن ابن بكير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عز وجل «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ » قال فقال قصرت الأبناء عن عمل الآباء فألحقوا الأبناء بالآباء لتقر بذلك أعينهم.

٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه سئل عمن مات في الفترة وعمن لم يدرك الحنث والمعتوه فقال يحتج الله عليهم يرفع لهم نارا فيقول لهم ادخلوها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور.

قوله تعالى «وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ »(١) . قال الطبرسي (ره) يعني بالذرية أولادهم الصغار والكبار ولأن الكبار يتبعون الإباء بإيمان منهم ، والصغار يتبعون الإباء بإيمان من الإباء ، فالولد يحكم له بالإسلام تبعا لوالده ، والمعنىإنا نلحق الأولاد بالإباء في الجنة والدرجة من أجل الإباء لتقر عين الإباء باجتماعهم معهم في الجنة كما كانت تقربهم في الدنيا ، عن ابن عباس والضحاك وابن زيد ، وفي رواية أخرى عن ابن عباس أنهم البالغون ألحقوا بدرجة آبائهم وإن قصرت أعمالهم تكرمة لابائهم ، وإذا قيل كيف يلحقون بهم في الثواب ولم يستحقوه؟ الجواب إنهم يلحقون بهم في الجمع لا في الثواب والمرتبة ، وروى زاذان عن عليعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إن المؤمنين وأولادهم في الجنة ، ثم قرأ هذه الآية ، وروي عن الصادقعليه‌السلام قال : أطفال المؤمنين يهدون إلى آبائهم يوم القيمة.

الحديث السادس : حسن. والفترة الزمان بين الرسولين وفي ( القاموس )

__________________

(١) سورة الطور : ٢١.

٢٣٥

أبى قال ها أنتم قد أمرتكم فعصيتموني.

٧ ـ وبهذا الإسناد قال ثلاثة يحتج عليهم الأبكم والطفل ومن مات في الفترة فترفع لهم نار فيقال لهم ادخلوها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن أبى قال تبارك وتعالى هذا قد أمرتكم فعصيتموني.

(باب النوادر )

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن نوح بن شعيب ، عن شهاب بن عبد ربه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن الجنب يغسل الميت أو من غسل ميتا له أن يأتي أهله ثم يغتسل فقال سواء لا بأس بذلك إذا كان جنبا غسل يده وتوضأ وغسل الميت فإن غسل ميتا ثم توضأ ثم أتى أهله يجزئه غسل واحد لهما.

٢ ـ علي ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله

الحنث الإثم والذنب يقال : بلغ الغلام الحنث : أي المعصية والطاعة ، والمعتوه المغلوب على عقله.

الحديث السابع : حسن. والمرادبالأبكم هو الأصم الأبكم الذي لم يتم عليه الحجة في الدنيا.

باب النوادر

الحديث الأول : حسن. ويدل على استحباب الوضوء للجنب إذا أراد غسل الميت وكذا لمن وجب عليه غسل المس إذا أراد الجماع ، وعلى جواز تغسيل الجنب الميت ، وقال في الدروس : منع الجعفي من مباشرة الجنب والحائض الغسل وهو نادر.

الحديث الثاني : ضعيف. على المشهور والإيثاق إما على الحقيقة وإن لم نر الوثاق ، أو هو كناية عن إن بعد رؤيته لا تبقى له قوة تقدر على الحركة ، وقال الوالد (ره) يوثقه بالبشارة بما أعد الله له أو بإراءة الجنة ومراتبها المعدة له أو

٢٣٦

عليه‌السلام قال إن الميت إذا حضره الموت أوثقه ملك الموت ولو لا ذلك ما استقر.

٣ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن أبي محمد الهذلي ، عن إبراهيم بن خالد القطان ، عن محمد بن منصور الصيقل ، عن أبيه قال شكوت إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام وجدا وجدته على ابن لي هلك حتى خفت على عقلي فقال إذا أصابك من هذا شيء فأفض من دموعك فإنه يسكن عنك.

٤ ـ علي بن إبراهيم رفعه قال لما مات ذر بن أبي ذر مسح أبو ذر القبر بيده ثم قال رحمك الله يا ذر والله إن كنت بي بارا ولقد قبضت وإني عنك لراض أما والله ما بي فقدك وما علي من غضاضة وما لي إلى أحد سوى الله من حاجة ولو لا هول المطلع لسرني أن أكون مكانك ولقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك

بمشاهدته كما ترى أنه إذا رأى الشخص أسدا كأنه يتوثق ولا يمكنه الحركة أو بأنياب المنية أو بغير ذلك مما لا يعلمه إلا الله تعالى وحججهعليهم‌السلام .

الحديث الثالث : مجهول. ويدل على استحباب البكاء مع شدة المصيبة وأنه موجب لتسكين الوجد والحزن.

الحديث الرابع : مرفوع.

قوله عليه‌السلام : « إن كنت » كلمة إن مخففة من المثقلة.

قوله عليه‌السلام : « ما بي فقدك » أي ليس علي بأس وحزن من فقدك وما أوقع بي فقدك مكروها ، والحاصل ليس بي حزن فقدك ، وربما يقال الباء للسببية أي لم يكن فقدك وموتك بفعلي بل كان بقضاء الله تعالى ، ولا يخفى عدم مناسبته للمقام والغضاضة الذلة والمنقصة ، وقال في النهاية : في الحديث لو أن لي ما في الأرض جميعا لافتديت به من هول المطلع يريد به الموقف يوم القيمة ، أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت ، فشبه بالمطلع الذي يشرف عليه من موضع عال انتهى.

٢٣٧

والله ما بكيت لك ولكن بكيت عليك فليت شعري ما ذا قلت وما ذا قيل لك ثم قال اللهم إني قد وهبت له ما افترضت عليه من حقي فهب له ما افترضت عليه من حقك فأنت أحق بالجود مني.

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عثمان بن عيسى ، عن عدة من أصحابنا قال لما قبض أبو جعفرعليه‌السلام أمر أبو عبد اللهعليه‌السلام بالسراج في البيت الذي كان يسكنه حتى قبض أبو عبد اللهعليه‌السلام ثم أمر أبو الحسنعليه‌السلام بمثل ذلك في بيت أبي عبد اللهعليه‌السلام حتى خرج به إلى العراق ثم لا أدري ما كان.

قوله عليه‌السلام : ولقد شغلني الحزن لك أي في أمر الآخرة عن الحزن عليك أي على مفارقتك ،والله ما بكيت لك أي لفراقكولكن بكيت عليك أي للإشفاق عليك أو على ضعفك وعجزك عن الأهوال التي إمامكفليت شعري أي علمي ، قال الجوهري : شعرت بالشيء بالفتح أشعر به أي فطنت له.

الحديث الخامس : ضعيف. على المشهور ويدل على استحباب الإسراج في في بيوت وفاة الأئمةعليهم‌السلام بل مشاهدهم بالطريق الأولى ، وأما بيوت وفاة غيرهم ففيه إشكال لظهور الاختصاص ، وقال المحقق في المعتبر : ويسرج عنده إن مات ليلا ذكر ذلك الشيخان وروى سهل بن زياد إلى آخر الخبر ، وسهل ضعيف ، وعثمان واقفي ، والرواية حكاية حال فهي ساقطة لكنه فعل حسن ، وقال الشيخان يسرج عنده إلى الصباح وهو حسن أيضا ، لأن علة الإسراج غايتها الصباح وقال السيد في المدارك : اعترض المحقق الشيخ علي (ره) بأن ما دل عليه الحديث غير المدعى وقال : إلا أن اشتهار الحكم بينهم كاف في ثبوته للتسامح في أدلة السنن وقد يقال : إن ما تضمنه الحديث يندرج فيه المدعى ، أو يقال : إن استحباب ذلك يقتضي استحباب الإسراج عند الميت بطريق أولى ، والدلالة واضحة لكن السند ضعيف جدا.

٢٣٨

٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سألته عن أول من جعل له النعش فقال فاطمةعليها‌السلام .

٧ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسن ، عن عمرو بن سعيد ، عن مصدق بن صدقة ، عن عمار بن موسى ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سئل عن الميت

الحديث السادس : حسن. والأخبار في ذلك كثيرة أوردتها في كتاب بحار الأنوار ، وقد ورد في بعضها أن الملائكة علمتها ذلك وصورته لها ، وروى الصدوق في علل الشرائع عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لما نعي إلى فاطمةعليها‌السلام نفسها أرسلت إلى أم أيمن وكانت أوثق نسائها عندها وفي نفسها فقالت : يا أم أيمن إن نفسي نعيت إلى فادعي لي عليا فدعته لها فلما دخل عليها قالت له يا ابن العم أريد أن أوصيك بأشياء فاحفظها علي فقال : لها قولي ما أحببته قالت : له تزوج فلانة تكون لولدي من بعدي مثلي ، واعمل نعشي رأيت الملائكة قد صورته لي فقال : لها عليعليه‌السلام أريني كيف صورته ، فأرته ذلك كما وصف لها وكما أمرت به ثم قالت فإذا أنا قضيت نحبي فأخرجني من ساعتك ، أي ساعة كانت من ليل أو نهار ولا يحضرن أحد من أعداء الله وأعداء رسوله للصلاة على ، الخبر.

الحديث السابع : موثق. واعلم أن المسلمين القائلين بالمعاد والجسماني لهم في دفع شبهة الملاحدة المنكرين المتشبثين بامتناع إعادة المعدوم طرق.

الأول : منع امتناعها وهو الحق إذ لم يقم دليل تام على امتناعها ، وما ذكروه في ذلك شبهة ضعيفة ، وادعاؤهم البداهة طريف مع اختلاف أكثر المسلمين فيه ، بل يمكن ادعاء البداهة على خلافه إذ إيجاده بعد العدم الصرف لو كان جائزا فبعد طريان الوجود عليه مرة. لم صار وجوده ممتنعا؟ وقد أشار سبحانه إليه بقوله «قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ »(١) وما ذكره بعضهم من أنه من قبيل

__________________

(١) سورة يس : ٧٩.

٢٣٩

يبلى جسده قال نعم حتى لا يبقى له لحم ولا عظم إلا طينته التي خلق منها

الطفرة في الزمان فهو باطل لأنا لو قلنا إن وجوده باق مستمر ـ ولا يمر عليه جزء من الزمان يكون شبيها بالطفرة وليس كذلك بل هو شبيه بإعدام الله تعالى المتحرك في جزء من المسافة وإيجاده في جزء آخر منه ، واستحالته عين المتنازع فيه ، ولتفصيل هذا الكلام مقام آخر.

الثاني : القول بعدم انعدام جزء منه بأن يقال ليس الجسم إلا الصورة الجسمية وهو باق عند الاتصال والانفصال ، فعلى القول بعوده لا يلزم القول بإعادة المعدوم كما اختاره نصير الملة والدين (ره).

الثالث : القول بعدم انعدام جزء منه بناء على القول بأن الجسم مركب من الأجزاء التي لا يتجزى وأن الأجسام كلها متفقة الحقيقة ، وإنما تجتمع تلك الأجزاء في الحشر ولا ينعدم شيء منه في القبر ، ويرد على هذين القولين أنه لا ريب في انعدام التشخص الذي به يمتاز زيد عن عمرو ، فإن عاد هذا التشخص بعينه يلزم إعادة المعدوم وإن لم يعد يلزم عدم عود الشخص بعينه ، فاضطروا إلى القول بأن تشخص الإنسان بالأجزاء الأصلية التي لا تبلى في القبر ولا تصير جزء لحيوان آخر إذا أكله ، والتغييرات التي تعتري الإنسان من أول العمر إلى آخره من الصغر والكبر والنمو والذبول والسمن والهزال لا ينافي بقاء تشخصه فكذا الحالات التي تعتريه في القبر لا ينافي بقاء تشخصه مع بقاء الأجزاء الأصلية ، وربما أيدوا ذلك بأخبار رووه في ذلك.

قال في النهاية : فيه كل ابن آدم يبلى إلا العجب ، وفي رواية : الأعجب الذنب ، العجب بالسكون العظم الذي في أسفل الصلب عند العجز ، وهو العسيب من الدواب.

الرابع : القول بالهيولى والصورة كما هو المشهور بين الحكماء والتزام

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

قال أبو موسى في «الذيل» : إسناده عجيب.

قلت : أصل القصّة في الصّحيحين من حديث أبي هريرة من غير تسمية الرّجل ولا الزّيادة التي في آخره.

واستدركه ابن فتحون أيضا من هذا الوجه.

٤٢١٨ ز ـ ضمضم بن مالك (١) : بن المضرّب بن عمرو بن وهب بن عمرو بن حجر ابن عمرو بن معيص القرشيّ العامريّ. من مسلمة الفتح. وقتل أخوه شيبة بن مالك يوم أحد كافرا. ومن ولد ضمضم عبد الرّحمن بن بشر بن ضمضم. ذكر له(٢) الزّبير بن بكّار قصّة ، كأنها في خلافة معاوية.

٤٢١٩ ـ ضميرة (٣) : بالتّصغير ، ابن أنس. وقيل ابن جندب. وقيل ابن حبيب.

تقدّم في جندع في حرف الجيم.

٤٢٢٠ ـ ضميرة بن سعد (٤) : تقدم في ضمرة بن ربيعة.

٤٢٢١ ز ـ ضميرة (٥) : بن أبي ضميرة الليثي. قال ابن حبّان : له صحبة.

٤٢٢٢ ز ـ ضميرة ، غير منسوب : يحتمل أنه الّذي قبله.

روى إبراهيم الحربيّ في غريب الحديث من طريق عبد الله بن حسن بن حسن ، قال : جاء ضميرة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، جئت أحالفك. قال : «حالف عليّا». قال : فإنني أحالفه ما دام الصّالف(٦) مكانه. قال : «بل حالفه ما دام أحد مكانه فهو خير».

قال عبد الله بن حسين : الصّالف جبل ، كانوا يتحالفون عنده في الجاهلية.

٤٢٢٣ ز ـ ضميرة ، آخر : وهو جد حسين بن عبد الله. وقيل إنه ابن سعيد الحميريّ.

وقال ابن حبّان : ضميرة بن أبي ضميرة الضميريّ اللّيثيّ.

__________________

(١) في أالنصر.

(٢) في أذكر ذلك الزبير.

(٣) أسد الغابة ت ٢٥٨٦ ، الاستيعاب ت ١٢٦٦.

(٤) أسد الغابة ت ٢٥٨٧.

(٥) أسد الغابة ت ٣ / ٦٤ ـ الثقات ٣ / ١٩٩ ـ تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٤ ـ التحفة اللطيفة ٢ / ٢٥٤ أسد الغابة ت ٢٥٨٨.

(٦) صائف : على لفظ فاعل من صاف يصيف ، من نواحي المدينة وقيل موضع حجازي قريب من ذي طوى. انظر : مراصد الاطلاع ٢ / ٨٣١.

الإصابة/ج ٣/م ٢٦

٤٠١

وروى البخاريّ في تاريخه والحسين بن سفيان(١) من طريق ابن أبي ذئب(٢) ، عن حسين بن عبد الله بن ضميرة ، عن أبيه عن جدّه ضميرة ـ أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ بأمّ ضميرة وهي تبكي ، فقال : «ما يبكيك؟» قالت : يا رسول الله ، فرّق بيني وبين ابني ، فأرسل إلى الّذي عنده ضميرة فابتاعه منه ببكر.

ورويناه بعلو في الأول من حديث المخلص ، قال ابن صاعد : غريب ، تفرّد ، به ابن وهب عن ابن أبي ذئب.

قلت : ذكر ابن مندة أن زيد بن الحباب تابع ابن ذئب فرواه عن حسين أيضا وأخرجه ابن مندة من طريق وزّاد ، قال ابن أبي ذئب : أقرأني حسين كتابا فيه : «من محمّد رسول الله لأبي ضميرة وأهل بيته أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أعتقهم».

قلت : وللحديث شاهد عند ابن إسحاق بسند منقطع.

وقد تابع ابن أبي ذئب أيضا إسماعيل بن أبي أويس ، وأخرجه محمد بن سعد ، وأورده البغويّ عنه عن إسماعيل بن أبي أويس ، أخبرني حسين بن عبد الله بن ضميرة بن أبي ضميرة ، أنّ الكتاب الّذي كتبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى ضمرة(٣) فذكره كما تقدّم ، وفيه : أنهم كانوا أهل بيت من العرب ، وكان ممن أفاء الله على رسوله فاعتذر(٤) ، ثم خيّر أبا ضميرة إن(٥) أحبّ أن يلحق بقومه فقد أمّنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإن أحبّ أن يمكث مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيكون من أهل بيته ، فاختار أبو ضميرة الله ورسوله ، ودخل في الإسلام ، فلا يعرض لهم أحد إلا بخير ، ومن لقيهم من المسلمين فليستوص بهم خيرا. وكتب إلى أبي بن كعب.

انتهى.

وسيأتي لهم ذكر في أبي ضميرة ، ومن حديث(٦) ضميرة ما أخرجه البغويّ من رواية القعنبي(٧) عن حسين بن ضميرة عن أبيه عن جدّه أنّ رجلا جاء إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا نبيّ الله ، أنكحني فلانة. قال : «ما معك تصدقها إيّاه»(٨) ؟ قال : ما معي شيء. قال : «لمن هذا الخاتم»؟ قال : لي. قال : «فأعطها إيّاه». فأنكحه ، وأنكح آخر على سورة البقرة ، ولم يكن معه شيء.

__________________

(١) في أبن سفيان والبزار.

(٢) في أأبي ذؤيب.

(٣) في أأبي ضميرة.

(٤) في أأعتقه.

(٥) في أأني أحبه.

(٦) في أمن حديث أبي ضميرة.

(٧) في أالقعيني.

(٨) أخرجه الطبراني في الكبير ٨ / ٣٦٨ وأورده الهيثمي في الزوائد ٤ / ٢٨٤ عن حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وحسين متروك.

٤٠٢

أورده البغويّ في ترجمة أبي ضميرة على ظاهر السّياق ، وإنما هو من رواية ضميرة. وقول القعنبي(١) عن حسين بن ضميرة تجوّز فيه ، فنسبه لجده وهو حسين بن عبد الله بن ضميرة ، فالحديث لضميرة لا لولده.

وزعم عبد الغني المقدسيّ في العمدة أنّ ضميرة هذا هو اليتيم الّذي صلّى مع أنس لما صلّى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيتهم ، قال : فقمت أنا واليتيم وراءه والعجوز(٢) من ورائنا.

القسم الثاني

من حرف الضاد المعجمة

الضاد بعدها الحاء

٤٢٢٤ ـ الضّحاك بن قيس الفهري : تقدّم في الأول.

القسم الثالث

من حرف الضاد المعجمة

الضاد بعدها الألف

٤٢٢٥ ز ـ ضابىء بن الحارث : بن أرطاة بن شهاب بن عبيد بن حادل بن قيس بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ـ هكذا نسبه ابن الكلبيّ ، له إدراك ، وجنى جناية في خلافة عثمان فحبسه ، فجاء ابنه عمير بن ضابىء ، فأراد الفتك بعثمان ، ثم جبن عنه ، وفي ذلك يقول :

هممت ولم أفعل وكدت وليتني

تركت على عثمان تبكي حلائله

[الطويل]

وفيها يقول :

وقائلة لا يبعد الله ضابئا

ولا يبعدن أخلاقه وشمائله(٣)

[الطويل]

__________________

(١) في أالقعيني.

(٢) في أواليتيم.

(٣) ينظر البيت في الشعراء ٣١٠ ، الكامل : ٢١٧ ، خزانة الأدب ٩ / ٢٢٣ ، ٣٢٧ ، ولسان العرب ٥ / ١٢٥ (قير) ، ومعاهد التنصيص ١ / ١٨٧ ، وفي حماسة البحتري ص ١١. والطبراني ٤ / ٤٢

٤٠٣

ثم لما قتل عثمان وثب عمير بن ضابىء عليه فكسر ضلعين من أضلاعه ، فلما قدم الحجاج الكوفة أميرا ندب الناس إلى قتال الخوارج ، وأمر مناديا فنادى من أقام بعد ثلاثة قتل ، فجاءه بعد ثلاثة عمير بن ضابىء وهو شيخ كبير ، فقال : إني لا حراك بي ، ولي ولد أشبّ مني فأجزه بدلا مني ، فأجابه الحجاج لذلك ، فقال له عنبسة بن سعيد بن العاص : هذا عمير بن ضابىء القائل كذا ، وأنشده الشعر ، فأمر به فضرب عنقه ، فقال في ذلك عبد الله بن الزّبير الأسديّ من أبيات :

تجهّز فإمّا أن تزور ابن ضابىء

عميرا وإمّا أن تزور المهلّبا

[الطويل]

وكان الحجّاج قال له : ما حملك على ما فعلت بعثمان؟ قال : حبس أبي وهو شيخ كبير ، فقال : هلا بعثت أيها الشّيخ إلى عثمان بديلا.

وكان السّبب في حبس عثمان له أنه كان استعار من بعض بني حنظلة كلبا يصيد(١) به فطالبوه به فامتنع فأخذوه منه قهرا ، فغضب وهجاهم بقوله من أبيات :

وأمّكم لا تتركوها وكلبكم

فإنّ عقوق الوالدين كبير

[الطويل]

فاستعدوا عليه عثمان فحبسه.

روى القصّة بطولها الهيثم بن عديّ ، عن مجالد وغيره ، عن الشّعبي. وقال محمّد ابن قدامة الجوهريّ في أخبار الخوارج(٢) له : حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح ، حدّثنا أبو بكر بن عياش ، قال : كان عثمان يحبس في الهجاء ، فهجا ضابىء قوما فحبسه عثمان ، ثم استعرضه فأخذ سكينا فجعلها في أسفل نعله ، فأعلم عثمان بذلك فضربه وردّه إلى الحبس.

قلت : من يكون شيخا في زمن عثمان ويكون له ابن شيخ كبير في أول ولاية الحجاج يكون له إدراك لا محالة.

الضاد بعدها الباء

٤٢٢٦ ز ـ ضبّة بن محصن : العنزي(٣) البصريّ. تابعيّ مشهور ، له إدراك ، وذلك في

__________________

(١) في أيتصيد به.

(٢) في أالجواهر.

(٣) طبقات ابن سعد ٧ / ١٠٣ ، وطبقات خليفة ١٩٨ ، والتاريخ الكبير ٤ / ٣٤٢ الجرح والتعديل ٤ / ٤٦٩ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٣٩٠ ، والإكمال لابن ماكولا ٥ / ٢١٤ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٢٣٠ ،

٤٠٤

ترجمة زياد بن أميّة من تاريخ ابن عساكر. وقد روى ضبة عن عمر وأبي موسى وغيرهما. روى عنه عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، والحسن البصريّ. وأخرج له مسلم وأبو داود وغيرهما. قال ابن سعد : كان قليل الحديث. وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين.

الضاد بعدها الحاء ، والراء

٤٢٢٧ ـ الضّحاك (١) : بن قيس التميميّ ، هو الأحنف. تقدّم في حرف الألف على الصّواب.

٤٢٢٨ ـ ضرار بن الأرقم :

قال ابن عساكر : له إدراك. وذكر أبو حذيفة في المسند أنه استشهد بأجنادين.

٤٢٢٩ ز ـ ضريس القيسي : له ذكر في الفتوح ، وكان لأبي أرطبون ، فقطع أرطبون يده وقتله القيسي.

الضاد بعدها الغين

٤٢٣٠ ـ ضغاطر الرومي (٢) : الأسقف. ويقال اسمه تغاطر.

روى عبدان بن محمّد المروزيّ(٣) ، من طريق سلمة بن كهيل ، عن عبد الله بن شداد ، عن دحية الكلبيّ ، قال : بعثني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى قيصر فذكر الحديث إلى أن قال : فأرسلني إلى الأسقف وهو صاحب أمرهم ، فأخبره ، وأقرأه الكتاب ، فقال : هذا النبيّ الّذي كنا ننتظر ، قال : فما تأمرني؟ قال : أما أنا فمصدّقه ومتّبعه. قال قيصر : أما أنا إن فعلت يذهب ملكي.

ورواه سعيد بن منصور ، من طريق حصين ، عن عبد الله بن شدّاد نحوه وأتمّ منه ، وفيه قصّة أبي سفيان ، وفيه : فقال تغاطر لهرقل : إنه والله للنّبيّ الّذي نعرف. فقال له : ويحك! إن اتبعته قتلني الروم. قال : لكني أتبعه. فذكر قصة قتله مطوّلا.

قال عبدان : وحدّثني عمّار ـ يعني ابن رجاء ، عن سلمة ـ هو ابن الفضل ، عن ابن إسحاق ، قال : حدّثني بعض أهل العلم أنّ هرقل قال لدحية : ويحك! إني والله لأعلم أن

__________________

والكامل في التاريخ ٣ / ٤٧ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٤٤٢ ، ٤٤٣ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٧٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٧٨ ، ورجال مسلم ١ / ٣٢٦ تاريخ الإسلام ٣ / ٩٢.

(١) أسد الغابة ت ٢٥٦٠.

(٢) أسد الغابة ت ٢٥٦٨.

(٣) في أالدوري.

٤٠٥

صاحبك نبيّ مرسل ، وإنه للذي كنا ننتظر ونجده في كتابنا ، ولكني أخاف الرّوم على نفسي ، ولو لا ذلك لا تبعته ، فاذهب إلى ضغاطر الأسقف ، فاذكر له أمر صاحبكم فهو أعظم في الرّوم مني وأجوز قولا. فجاءه دحية فأخبره ، فقال له : صاحبك والله نبيّ مرسل نعرفه بصفته واسمه ، ثم دخل فألقى ثيابه ولبس ثيابا بيضا ، وخرج على الرّوم فشهد شهادة الحق ، فوثبوا عليه فقتلوه. وهكذا ذكره يحيى بن سعيد الأمويّ في المغازي والطّبريّ عن ابن إسحاق.

الضاد بعدها الواو

٤٢٣١ ـ ضوء اليشكريّ :

له إدراك ، وله ذكر في الفتوح لسيف ، قال : كان باليمامة رجال يكتمون إسلامهم منهم ضوء اليشكريّ ، وقال في ذلك من أبيات :

إنّ ديني دين النّبيّ وفي القوم

رجال على الهدى أمثالي

أهلك القوم محلّم(١) بن طفيل

ورجال ليسوا لنا برجال(٢)

[الخفيف]

القسم الرابع

من حرف الضاد المعجمة

الضاد بعدها الباء

٤٢٣٢ ـ ضب بن مالك :

له وفادة ، ذكره المدائني ، كذا استدركه صاحب التجريد في أول حرف الضّاد المعجمة ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف وتغيير ، وإنما هو ضمام بن مالك الماضي في الأول.

الضاد بعدها الحاء

٤٢٣٣ ـ الضّحاك : بن أبي جبيرة الأنصاريّ. وقع ذكره عند أبي يعلى والبغويّ وابن السّكن ، وهو مقلوب ، قال أبو نعيم : قلبه حماد بن سلمة ، عن داود ، عن الشّعبي ، عنه بحديث الألقاب. وقال ابن عليّة غيره عن داود عن الشّعبي ، عن أبي جبيرة بن الضّحاك ، وهو الصّواب ، وزاد فيه حفص بن غياث ، عن داود ، فقال : عن أبي جبيرة عن أبيه وعمومته.

__________________

(١) في أبحكم.

(٢) البيتان في الآمدي ٢١٥٠

٤٠٦

قلت : فأبوه هو الضّحاك بن خليفة الماضي ، وروى البغويّ وابن السكن من طريق هدبة ، عن حماد بهذا الإسناد حديثا آخر في نزول قوله تعالى :( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) [البقرة : ١٩٥].

قال ابن السّكن : تفرد به هدبة بن خالد.

٤٢٣٤ ـ الضّحاك : بن عبد الرّحمن الأشعريّ(١) .

ذكره ابن قانع واستدركه في «التّجريد» ، فقال : ذكره الدّارقطنيّ ، روى عنه محمد بن زياد الألهانيّ لم يصح خبره.

قلت : وهو غلط نشأ عن سقط ، أما ابن قانع ، فأخرج له من طريق الوليد بن مسلم(٢) ، عن عبد الله بن العلاء ، سمعت الضّحاك بن عبد الرّحمن الأشعريّ يقول : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «أوّل ما يسأل العبد عنه يوم القيامة : ألم أصح جسمك ، وأروك من الماء البارد»(٣) ! وهذا سقط منه ذكر الصّحابي ، فقد أخرج الحديث المذكور ابن حبّان والحاكم من طريقين آخرين ، عن الوليد بن الوليد بن مسلم. وأخرجه التّرمذي من طريق شبابة بن سوّار كلاهما عن عبد الله بن العلاء بن زبر ، عن الضّحاك بن عبد الرّحمن بن عرزم الأشعريّ ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ أوّل ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النّعيم أن يقال له» فذكره. وقال : غريب.

ويقال له عرزب وعرزم ، وبالميم أصح.

وهكذا رواه زيد بن يحيى ، عن عبد الله بن العلاء ، وكذا رواه إبراهيم بن عبد الله بن العلاء عن أبيه ، وذكره ابن عساكر في ترجمته من طرق في جميعها : عن الضّحاك ، عن أبي هريرة. وذكره في التّابعين البخاري وابن أبي حاتم وابن سعد والعجليّ ووثّقه. وذكره أبو زرعة في الطبقة الثالثة وأنه صحابيّ.

__________________

(١) تاريخ البخاري ٤ / ٣٣٣ ، الجرح والتعديل ق ١ م ٢ ٤٥٩ تاريخ ابن عساكر ٨ / ٢٠٣ ، تهذيب الكمال ص ٦١٦ ، تاريخ الإسلام ٤ / ١٢٤ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٣٢٤ ، تذهيب التهذيب ٢ / ٩٧ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٤٤٦ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٧٦ ، تهذيب ابن عساكر ٧ / ٦.

(٢) في أمسلمة.

(٣) أورده الهيثمي في الزوائد ١ / ٢٩٦ وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه القسم بن عثمان قال البخاري له أحاديث لا يتابع عليها وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أخطأ ، ورواه الطبراني أيضا في الأوسط وفيه خليد بن دعلج ضعفه أحمد والنسائي والدارقطنيّ وقال ابن عدي عامة حديثه تابعه عليه غيره أ. ه أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٨٨٨٤ ، ١٨٨٨٦.

٤٠٧

روى عنه أبو موسى الأشعريّ ، ومع ذلك فقال أبو حاتم : إن روايته عنه مرسلة ، ورجّح أبو حاتم عرزب بالموحدة.

وقال أبو الحسن بن سميع : ولاه عمر بن عبد العزيز ولاية دمشق ، وكذلك يزيد بن عبد الملك وهشام.

وقال الأوزاعيّ : حدّثني مكحول ، عن الضّحّاك بن عبد الرّحمن ، وكان عمر بن عبد العزيز ولّاه دمشق ومات وهو عليها ، وكان من خير الولاة.

وقال خليفة بن خيّاط : مات سنة خمس ومائة ، وعلي قول ابن سميع يكون تأخر بعد ذلك.

٤٢٣٥ ـ الضّحاك بن عرفجة : أصيب أنفه يوم الكلاب. قال ابن عرادة ، عن عبد الرّحمن بن طرفة بن عرفجة : إنه الضّحاك بن عرفجة. والصّواب عرفجة بن أسعد ، هكذا ذكره ابن مندة. وقال أبو نعيم : ذكره بعض المتأخّرين ، فساق كلامه ولم يزد عليه سوى قوله : وهو وهم ذكرها قبل قوله والصّواب.

قلت : وهي غفلة عجيبة ، فإن الاختلاف إنما وقع في اسم التّابعي وهو طرفة لا في اسم جدّه ، وقول ابن عرادة عن عبد(١) الرحمن بن الضّحاك غلط فاحش ، وإنما هو عبد الرّحمن بن طرفة ، وطرفة هو ابن عرفجة بن أسعد(٢) ، والّذي أصيب أنفه هو عرفجة.

وسيأتي حديثه على الصّواب في حرف العين فيمن اسمه عرفجة إن شاء الله تعالى.

٤٢٣٦ ـ الضّحّاك بن قيس : قال النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أمّ عطيّة ، اخفضي ولا تنهكي»(٣) . أخرجه البيهقيّ.

وقال يحيى بن معين : الضّحّاك هذا ليس بالفهريّ ، كذا استدركه في التجريد ، وهذا تابعي أرسل هذا الحديث ، وقد أخرجه الخطيب في المتفق من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن رجل من أهل الكوفة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن الضّحاك بن قيس ، قال :

كان بالمدينة خافضة يقال لها أم عطيّة فذكر الحديث. ثم أخرج من طريق المفضل بن

__________________

(١) في أعن عبد الرحمن.

(٢) في أأسور.

(٣) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٨ / ٣٢٤ وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٤٥٣١٣ ، ٤٥٣١٥ وعزاه للطبراني في الأوسط ، وابن عدي والبيهقي والخطيب عن أنس بن مالك وابن مندة وابن عساكر عن الضحاك بن قيس.

٤٠٨

غسان العلائيّ في تاريخه ، قال : سألت ابن معين عن حديث حدّثناه عبد الله بن جعفر الرقي عن عبيد الله فذكر هذا ، فقال الضّحاك بن قيس هذا ليس هو بالفهري.

قلت : وقد أخرج الحديث المذكور أبو داود من طريق مروان بن معاوية ، عن محمد ابن حسّان الكوفي ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أم عطيّة بالمتن ، ولم يذكر الضّحاك ، قال : ورواه عبيد الله بن عمرو بن عبد الملك بمعناه : وليس بقويّ. ومحمد بن حسّان مجهول ، وقد روي مرسلا.

وأخرجه البيهقيّ من الطريقين معا ، وظهر من مجموع ذلك أن عبد الملك دلّسه على أم عطيّة ، والواسطة بينهما ، وهو الضّحاك بن قيس المذكور.

٤٢٣٧ ـ الضّحاك بن قيس : عامل النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

ذكره الطّبرانيّ ، وأخرج هو والحارث من طريق جرير بن حازم ، قال : جلس إلينا شيخ عليه جبّة صوف ، فقال : حدّثني مولاي قرّة بن دعموص ، قال : قدمت المدينة فناديت : يا رسول الله ، استغفر للغلام النميري. قال : غفر الله لك(١) . وبعث الضّحاك بن قيس ساعيا على قومي لحديث. ورواه(٢) أبو مسلم الكجّي من هذا الوجه ، فقال : الضّحاك بن سفيان. وهكذا أخرجه ابن قانع عن أبي مسلم ، وهو الصّواب.

الضاد بعدها الراء

٤٢٣٨ ـ ضريح بن عرفجة (٣) : أو عرفجة بن ضريح. ذكره ابن شاهين من طريق ليث بن أبي سليم عن زياد بن علاقة عنه ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّها ستكون هنات وهنات ، فمن رأيتموه يريد أن يفرّق أمر أمّة محمّد ـ وأمرها جميع ـ فاقتلوه كائنا من كان». هكذا قال ليث. والمشهور عن زياد بن علاقة عن عرفجة بن ضريح(٤) ، كذلك أخرجه مسلم.

الضاد بعدها الميم

٤٢٣٩ ـ ضمرة (٥) : بن أنس الأنصاريّ. استدركه ابن الأثير على من تقدّمه ، وهو خطأ

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ١٦١ ، ٥ / ٧٢ والحاكم في المستدرك ٣ / ٧٤ وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه والطبراني في الكبير ١٩ / ٣٤ ، والدارقطنيّ في السنن ١ / ٤١٣ والطبراني في الصغير ٢ / ٢٤ ، والهيثمي في الزوائد ٣ / ٨٥ ، ١٠ / ١٢٦.

(٢) في أورواية.

(٣) أسد الغابة ت ٢٥٦٧.

(٤) في أ : شريح.

(٥) أسد الغابة ت ٢٥٧٢.

٤٠٩

نشأ عن تصحيف ، فإنه ساق عن جزء بن أبي ثابت بإسناده عن قيس بن سعد ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ، قال : كان المسلمون إذا صلّوا العشاء الآخرة حرم عليهم الطّعام والشّراب والنّساء ، وإن ضمرة بن أنس الأنصاري غلبته عينه فنام الحديث : في نزول قوله تعالى :( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ) [البقرة : ١٨٧] الآية. هكذا قال. والصّواب صرمة بن أنس ، وقد مضى القول فيه في القسم الأوّل ، وبيان الاختلاف فيه ، وبالله التوفيق.

٤١٠

حرف الطاء المهملة

القسم الأول

الطاء بعدها الألف

٤٢٤٠ ـ طارق بن أحمر (١) :

ذكره ابن قانع ، وأخرج من طريق ابن علاثة ، عن أخيه عثمان ، عن طارق بن أحمر ، قال : رأيت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [٣٢١] كتابا : من محمّد رسول الله «لا تبيعوا الثّمر حتّى يينع ...» الحديث.

قلت : وطارق ذكره ابن أبي حاتم وابن حبّان وغيرهما في التّابعين ، ولم يذكروا له رواية إلا عن ابن عمر ، فالله أعلم. وكذا ذكر الدّارقطنيّ أنه إنما روى عن ابن عمر. فالله أعلم.

وأظن قوله مع رسول الله غلط ، وإنما كانت مع صحابي ، ولعلي أقف عليه بعد هذا إن شاء الله تعالى.

٤٢٤١ ـ طارق بن أشيم (٢) : بن مسعود الأشجعيّ ، والد أبي مالك.

قال البغويّ : سكن الكوفة. قال مسلم : تفرد ابنه بالرّواية عنه ، وله عنده حديثان.

قلت : وفي ابن ماجة أحدهما ، وصرّح فيه بسماعه من النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وفي السّنن حديث.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٢٥٨٩ ـ تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٤.

(٢) أسد الغابة ت ٢٥٩٠ ، الاستيعاب ت ١٢٧٠. الثقات ٣ / ٢٠٢ ـ تهذيب التهذيب ٥ / ٢ ـ تقريب التهذيب ١ / ٣٧٦ ـ خلاصة تذهيب ٢ / ٨ ـ الطبقات ٤٧ ، ١٥٩ ـ تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٤ ـ الرياض المستطابة ١٣٩ ـ الكاشف ٢ / ٤٠ ـ تهذيب الكمال ٢ / ٦٢١ ـ تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٣ ، ٣٦٨ ـ الوافي بالوفيات ١٦ / ٣٨٠.

٤١١

آخر عن أبي مالك الأشجعي : قلت لأبي : يا أبت ، قد صليت الصّبح خلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ هاهنا بالكوفة نحوا من خمس سنين ، أكانوا يقنتون؟ قال : يا بني ، محدث.

وصححه التّرمذيّ. وأغرب الخطيب ، فقال في كتاب «القنوت» : في صحبته نظر ، وما أدري أيّ نظر فيه بعد هذا التّصريح ، ولعله رأى ما أخرجه ابن مندة من طريق أبي الوليد عن القاسم بن معن ، قال : سألت آل أبي مالك الأشجعي ، أسمع أبوهم من النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟ قالوا : لا ، وهذا نفي يقدم عليه من أثبت ، ويحتمل أنه عنى بقوله : أبوهم أبا مالك ، وهو كذلك لا صحبة له ، إنما الصّحبة لابنه. والله أعلم.

٤٢٤٢ ز ـ طارق : بن رشيد الجعفيّ.

قال ابن حبّان : له صحبة ، أفرده(١) عن طارق بن سويد الحضرميّ ، وأظنّه هو ، وقوله رشيد : أظنه غلطا من النّاسخ ، وإنما هو سويد كما جزم به ابن السّكن. وسأذكره في القسم الأخير.

٤٢٤٣ ـ طارق بن سويد : الحضرميّ(٢) ، أو الجعفيّ. ويقال سويد بن طارق.

قال ابن مندة : وهو وهم. وقال ابن السكن والبغويّ : له صحبة. وروى البخاريّ في تاريخه ، وأحمد ، وابن ماجة ، والبغويّ ، وابن شاهين ، من طريق حماد بن سلمة ، عن سماك ، عن علقمة بن وائل ، عن طارق بن سويد ، قال : قلت يا رسول الله : إن بأرضنا أعنابا نعتصرها فنشرب منها؟ قال : لا.

وأخرجه أبو داود ، من طريق شعبة عن سماك ، فقال : سأل سويد بن طارق ، أو طارق بن سويد.

وقال البغويّ : رواه غير حماد. فقال : سويد بن طارق. والصّحيح عندي طارق بن سويد.

وقد أخرجه ابن شاهين من طريق إبراهيم بن طهمان ، عن سماك كما قال حماد بن سلمة سواء ، ونسبه جعفيا.

__________________

(١) في أأورده.

(٢) أسد الغابة ت ٢٥٩٢ ، الاستيعاب ت ١٢٧٢ ـ الثقات ٣ / ٢٠١ ـ تهذيب التهذيب ٥ / ٣٠ ـ تقريب التهذيب ١ / ٣٧٦ ـ خلاصة تذهيب ٢ / ٨ ـ الطبقات ١٣٤ ـ تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٤ ـ الكاشف ٢ / ٤٠ ـ الطبقات الكبرى ٦ / ٦٤ ـ تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨١ ـ الوافي بالوفيات ١٦ / ٣٨١ ـ بقي بن مخلد ٨٣٣.

٤١٢

وقال أبو زرعة : طارق بن سويد أصحّ. وقال ابن مندة : سويد بن طارق وهم ، وجزم أبو زرعة والتّرمذيّ أيضا وابن حبّان بأنه طارق بن سويد ، عكس أبو حاتم.

وقال البخاريّ : قال شريك عن سماك : طارق بن زياد ، أو زياد بن طارق. وقال أبو النضر : عن شعبة ، عن سماك ، عن علقمة ، عن أبيه : سأل سويد بن طارق ، وجعله من مسند وائل ، وجزم بأنه سويد بن طارق.

وأخرجه ابن قانع من رواية شريك عن سماك ، فقال : طارق بن زياد ، ولم يشك. ورواه ابن مندة من طريق وهب بن جرير ، عن شعبة كذلك ، لكن قال : عن أبيه وائل الحضرميّ ، عن سويد بن طارق أو طارق بن سويد : رجل من جعفي.

ورواه ابن السّكن والبغويّ ، من طريق غندر ، عن شعبة ، فقال : عن علقمة بن طارق بن سويد سأل.

قال ابن السّكن : قال أسامة(١) وأبو عامر وأبو النّضر عن شعبة : إنّ سويد بن طارق.

وقال وهب وأبو داود : عن شعبة إن سويد بن طارق أو طارق بن سويد ، قال : والصّواب قول غندر.

رواه إسرائيل عن سماك ، فاختلف عليه : هل هو طارق بن سويد ، أو سويد بن طارق؟ وفيه اختلاف آخر على سماك ذكرته في القسم الأخير. والله أعلم.

٤٢٤٤ ـ طارق بن شريك (٢) : في شريك بن طارق.

٤٢٤٥ ـ طارق بن شهاب : بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم بن عمرو بن لؤيّ بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس البجليّ الأحمسيّ ، أبو عبد الله(٣) .

__________________

(١) في أشبانة.

(٢) أسد الغابة ت ٢٥٩٣ ، الاستيعاب ت ١٢٧٣. تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٤ ـ الوافي بالوفيات ١٦ / ٣٨١.

(٣) أسد الغابة ت ٢٥٩٤ ، الاستيعاب ت ١٢٧٤. طبقات خليفة ت ٧٣٥ ، ٩٥٨ ـ التاريخ الكبير ٤ / ٣٥٢ ـ الجرح والتعديل ٤ / ٤٨٥ ، مشاهير علماء الأمصار ت ٣١٩ جهرة أنساب العرب ٣٨٩ ، الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٢٣٤ ـ تاريخ ابن عساكر ٨ / ٢٤٢ ، ـ تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١ / ٢٥١ ـ تهذيب الكمال ٦٢٢ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٢٥٩ ـ تذهيب التهذيب ٢ / ١٠١ ، البداية والنهاية ٩ / ٥١ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣ ، طبقات ابن سعد ٦ / ٦٦ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٢٧٥ ، التاريخ الكبير ٤ / ٣٥٢ ، ٣٥٣ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٣٣ ، مقدمة بقي بن مخلد ١٤٤ تاريخ أبي زرعة ١ / ٥٤٦ و ٥٦٧ ، وتاريخ الطبري ٢ / ٤٣٤ ، المراسيل ٩٨ الثقات لابن حبان ٣ / ٢٠١ ، رجال الطوسي ٤٦ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٨٦ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٣٨٠ تاريخ الإسلام ٣ / ٩٣ ، خلاصة تذهيب الكمال ١٥١.

٤١٣

رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو رجل. ويقال : إنه لم يسمع منه شيئا. قال البغويّ : ونزل الكوفة.

قال ابن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : ليست له صحبة. والحديث الّذي رواه مرسل.

قلت : قد أدخلته في الوحدان ، قال : لقوله : رأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

قلت : إذا ثبت أنه لقي النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فهو صحابيّ على الرّاجح ، وإذا ثبت أنه لم يسمع منه فروايته عنه مرسل صحابيّ ، وهو مقبول على الرّاجح.

وقد أخرج له النّسائيّ عدّة أحاديث ، وذلك مصير منه إلى إثبات صحبته.

وأخرج له أبو داود حديثا واحدا ، وقال : طارق رأى النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يسمع منه شيئا.

قلت : المتن في غسل الجمعة وقد أخرجه الحاكم من طريقه ، فقال : عن طارق ، عن أبي موسى وخطئوه فيه.

وقال أبو داود الطّيالسيّ : حدّثنا شعبة ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب ، قال رأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم وغزوت في خلافة أبي بكر ، وهذا إسناد صحيح ، وبهذا الإسناد قال : قدم وفد بجيلة على النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ابدءوا بالأحمسيّين»(١) . ودعا لهم.

وقال عليّ بن المدينيّ : هو أخو كثير بن شهاب الّذي روى عن عمر.

قلت : وحديث طارق عن الصّحابة(٢) في الكتب الستّة ، منهم الخلفاء الأربعة.

وأخرج البغويّ من طريق شعبة ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق ، قال : رأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم وغزوت في خلافة أبي بكر.

وروى عنه أيضا سماك ، ومخارق ، وعلقمة بن مرثد ، وإسماعيل بن أبي خالد.

مات سنة اثنتين وثمانين أو ثلاث أو أربع ، ووهم من أرّخه بعد المائة ، وجزم ابن حبّان بأنه مات سنة ثلاث وثمانين(٣) .

٤٢٤٦ ـ طارق بن عبد الله المحاربيّ (٤) : من محارب خصفة. صحابيّ آخر. نزل الكوفة.

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ٣١٥ عن طارق بن شهاب قال الهيثمي في الزوائد ١٠ / ٥٢ عن طارق بن شهاب الحديث رواه أحمد وروي الطبراني بعضه الا أنه قال ابدءوا بالأحمسيين قبل القيسيين ورجالهما رجال الصحيح.

(٢) في أالضحاك.

(٣) في أثلاث وثمانين.

(٤) أسد الغابة ت ٢٥٩٥ ، الاستيعاب ت ١٢٧٥. الثقات ٣ / ٢٠٢ ـ تهذيب التهذيب ٥ / ٤ ـ الطبقات ٤٩ ،

٤١٤

وروى عنه أبو الشّعثاء ، وربعيّ بن خراش ، وأبو ضمرة(١) ، قال ابن البرقيّ : له حديثان. وقال ابن السّكن : ثلاثة. حديثه في الكوفيّين ، وله صحبة.

ومن حديثه عند النّسائي وغيره : قدمت على النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم وإذا هو قائم على المنبر يخطب ويقول : «يد المعطي العليا ...» الحديث.

وروى التّرمذيّ من حديثه أنه رأى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل الهجرة بذي المجاز ، وذكر له قصة مع عمه أبي لهب.

٤٢٤٧ ـ طارق بن عبيد : بن مسعود الأنصاريّ(٢) .

روى محمّد بن مروان السّدّي في تفسيره ، عن الكلبيّ ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، قال : قال طارق بن عبيد بن مسعود ، وأبو اليسر ، ومالك بن الدّخشم يوم بدر : يا رسول الله ، إنك قلت : «من قتل قتيلا فله سلبه» ، وقد قتلنا سبعين الحديث ، في نزول قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ ) [الأنفال : ١].

وقال ابن مندة : هو الّذي أسر العبّاس ، ومعه أبو اليسر الأنصاريّ.

٤٢٤٨ ـ طارق بن علقمة : بن أبي رافع(٣) ، والد عبد الرّحمن.

قال البغويّ : سكن الكوفة ، وقال ابن مندة : له ذكر في حديث أبي إسحاق ، وله حديث مرفوع مختلف فيه ، فروى الطّبرانيّ ، وابن شاهين ، من طريق عمرو بن عليّ ، عن أبي عاصم ، عن ابن جريج ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، عن عبد الرّحمن بن طارق بن علقمة ، أخبره عن أبيه أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا حاذى مكانا عند دار يعلى بن أميّة استقبل البيت ودعا.

وهذا وهم ممن دون عمرو بن علي ، فقد أخرجه النّسائيّ عنه ، فقال عن أمه. ولم يقل عن أبيه. وكذا أخرجه البخاريّ في تاريخه ، عن أبي عاصم. وكذا أخرجه البغويّ والطّبريّ من طريق أبي عاصم. وكذا أخرجه عبد الرّزّاق عن ابن جريج ، وتابعه هشام بن يوسف.

__________________

١٣٠ ـ تقريب التهذيب ١ / ٣٧٦ ـ خلاصة تذهيب ٢ / ٨ ـ تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٤ ـ تهذيب الكمال ٢ / ٦٢٢ ـ الكاشف ٢ / ٤٠ ـ تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨١ ـ الوافي بالوفيات ١٦ / ٣٨٠ ـ التمييز والفصل ٢ / ٥٤٦ ـ بقي بن مخلد ٢٤٢ ، ٦١٧.

(١) في أأبو صخر.

(٢) أسد الغابة ٢٥٩٦ ـ تجريد أسماء الصحابة ١ / ٧٤.

(٣) أسد الغابة ت ٢٥٩٧. تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٥.

٤١٥

وهو عند أبي داود ، واغتر الضّياء المقدسيّ [بنطاقة](١) السّند ، فأخرجه من طريق الطّبرانيّ في «المختارة» ، وهو غلط ، فقد أخرجه البغويّ وابن السّكن وابن قانع من طريق روح بن عبادة ، عن ابن جريج كالأول ، وأن البرساني رواه عن ابن جريج ، فقال : عن عمه ، فهذا اضطراب يعلّ به الحديث ، لكن يقوي أنه عن أمه لا عن أبيه ولا عن عمه أن في آخر الحديث عن أبي نعيم : فنخرج معه يدعو ونحن مسلمات.

وحكى البغويّ أنه قيل : إن رواية روح أصحّ.

٤٢٤٩ ـ طارق بن كليب :

ذكره الذّهبيّ في «التّجريد» مستدركا على من تقدّمه ، ونسبه لبقي بن مخلد ، وقال : يقال إنه ابن محاسن.

قلت : وطارق بن محاسن تابعيّ من الطّبقة الثّانية ، حديثه عند أبي داود والنّسائيّ ، فلعل ابن مخلد أخرج له إسنادا مما أرسله.

٤٢٥٠ ـ طارق (٢) : بن المرقّع الكنانيّ.

[له ذكر في حديث ميمونة بنت كردم ، أخرجه أبو داود وأحمد ، ومن حديثها قالت :

خرجت مع أبي في حجة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرأيته قد دنا إليه أبي ، فأخذ بقدمه فأقر له ، ووقفت عليه أستمع منه(٣) ، فقال له أبي : حضرت جيش عثران ، فقال طارق بن المرقّع : من يعطيني رمحا بثوابه؟ قلت : وما ثوابه؟ قال : أزوّجه أول بنت لي ، فأعطيته ، ثم غبت عنه ، ثم جئت فقلت : جهّز لي أهلي ، فحلف أن لا يفعل إلّا بصداق جديد الحديث.

قال أبو نعيم : طارق بن المرقّع زعم بعض النّاس أنه حجازي له صحبة ، ولم يذكر ما يدلّ على ذلك ، لأن الّذي خطب إليه كردم لا يعرف له إسلام ، وطارق بن المرقّع إن كان إسلاميا فهو آخر تابعيّ ، يروي عن صفوان بن أميّة. روى عن عطاء بن أبي رافع(٤) ، ثم ساق روايته.

قلت : أشار ابن مندة إلى ذلك ، لكن جعلهما واحدا ، فقال : ولطارق بن المرقّع حديث عن صفوان بن أميّة مسند.

__________________

(١) بياض في ج.

(٢) أسد الغابة ت ٢٥٩٨ ، الاستيعاب ت ١٢٧٦. تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٥.

(٣) في أووقف عليه وأسمع منه.

(٤) في أأبي رباح.

٤١٦

قلت : بل هما اثنان بلا مريّة ، فالصّحابي كان شيخا كبيرا في حجّة الوداع ، والّذي روى عن صفوان معدود في الطّبقة الثّانية من التّابعين ، وقصّة كردم ظاهرة في أنّ طارقا كان معهم في تلك الحجّة ، لأن كلامه يدل على أنه كان يطلب محاكمته إلى النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

وقال أبو عمر : طارق بن المرقّع روى عنه ابنه عبد الله بن طارق ، وعطاء. أخشى أن يكون حديثه في موات الأرض مرسلا.

قلت : وهذا هو التّابعيّ.

٤٢٥١ ز ـ طارق : بن المرتفع الكنانيّ](١) . عامل عمر بن الخطّاب على مكّة ، ومات في عهده.

ذكره الطّبريّ ، وروى الفاكهيّ من طريق ابن جريج ، عن عطاء ، قال : كان طارق بن المرتفع عاملا لعمر على مكة ، فأعتق سوائبه ، ومات ، ثم مات بعض أولئك ، فأعطى عمر ميراثه لذرية طارق. وقال الطّبري : ولّاه عمر على مكة لما عزل نافع بن عبد الحارث.

قلت : لم أر من ذكره في الصّحابة صريحا ، وهو صحابيّ لا محالة ، لأنه من جيران قريش ، ولم يبق بعد حجة الفتح إلى حجة الوداع أحد من قريش ومن حولهم إلا من أسلم. وشهد الحجّة كما(٢) تقدّم غير مرّة ، ولو لا صحبته لم يؤمّره عمر.

٤٢٥٢ ز ـ طارق الخزاعيّ :

جرى له ذكر في غزوة المريسيع. قال أبو سعيد العسكريّ ، عن أبي عمرو الشّيبانيّ : أصيب قوم من رهط بن الأسكر الليثي ، أصابهم أصحاب النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في غزوة المريسيع دلّهم عليه طارق الخزاعيّ ، وكانوا جيران بني المصطلق ، فقال أمية بن الأسكر(٣) :

لعمرك إنّي والخزاعيّ طارقا

كصيحة(٤) عاد حتفها يتحفّر

سمت بقوم من صديقك أهلكوا

أصابهم يوما من الدّهر أغبر

[الطويل]

فأجابه طارق :

عجبت لشيخ من ربيعة مهتر

أمرّ له يوم من الدّهر منكر

[الطويل]

في أبيات.

__________________

(١) سقط في ج.

(٢) في أشهد حجة الوداع.

(٣) في أالأشكر.

(٤) في أكنفخة وفي ب ، ج كنقمة.

الإصابة/ج ٣/م ٢٧

٤١٧

٤٢٥٣ ـ طاهر (١) : بن أبي هالة التميميّ الأسديّ ، أخو هند ، ربيب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

روى سيف في أوائل الردّة ، من طريق أبي موسى ، قال : بعثني النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم خامس خمسة على مخاليف اليمن أنا ومعاذ وطاهر بن أبي هالة ، وخالد بن سعيد ، وعكاشة بن ثور.

وروى البغويّ في ترجمة عبيد بن صخر بن لوذان من طريقه ، قال : لما مات باذام فرّق النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم عمّاله بين شهر(٢) بن باذام ، وعامر بن شهر ، والطّاهر بن أبي هالة ، وذكر جماعة.

وأنشد له المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» من شعره في قتال أهل الرّدّة :

فلم تر عيني مثل يوم رأيته

بخبث المخازي في جموع الأخابث

فو الله لو لا الله لا ربّ غيره

لما فضّ بالأجزاع جمع العثاعث

[الطويل]

وكان أول من ارتد من أزد تهامة عكّ ، فصار إليهم الطاهر فغلبهم ، وأمنت الطّرق ، وسمّوا الأخابث.

الطاء بعدها الباء ، والحاء ، والخاء

٤٢٥٤ ز ـ طبابة : يأتي في آخر القسم.

٤٢٥٥ ز ـ طحيل بن رباح : أخو بلال.

له ذكر في ترجمة أخيه خالد بن رباح في تاريخ دمشق.

٤٢٥٦ ز ـ طحيلة الدئلي : ذكره البغويّ ، فقال : رأيت في كتاب محمد بن إسماعيل البخاريّ طحيلة الدئلي سكن المدينة ، وروى عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا.

٤٢٥٧ ـ طخفة بن قيس (٣) : يأتي في طهنفة.

٤٢٥٨ ز ـ طخفة ، آخر : يأتي في طهيه.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٢٥٩٩ ، الاستيعاب ت ١٣٠٥.

(٢) في أ : أعماله.

(٣) أسد الغابة ت ٢٦٠٠. التاريخ الصغير ١ / ١٥١ د ، ١٥٢ ـ تهذيب التهذيب ٥ / ١٠ ـ الحلية ١ / ٣٧٣ المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٧٦ ، ٤٧٨.

٤١٨

الطاء بعدها الراء

٤٢٥٩ ـ طرفة بن عرفجة :

أصيب أنفه يوم الكلاب فأنتن ، فأذن له النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم فاتخذ أنفا من ذهب ، قاله ثابت بن يزيد ، عن أبي الأشهب ، وخالفه ابن المبارك فجعله لعرفجة ، وهو أصحّ ، هكذا قال أبو عمر.

ورواية ثابت بن زيد أخرجها ابن قانع ، وهو كما قال ، وصاحب القصّة هو عرفجة على الصّحيح ومقابله وهم ، لكن في سياق أبي داود ما يقتضي أن يكون الحديث عن طرفة ، وإن كانت القصّة لعرفجة ، فإنه أخرج من طريق ابن عليّة ، عن أبي الأشهب ، عن عبد الرّحمن بن طرفة بن عرفجة ، عن أبيه ـ أن عرفجة أصيب أنفه الحديث.

فظاهره أن الحديث لطرفة ، وأكثر ما ورد في الرّوايات عن أبي الأشهب ، عن عبد الرّحمن بن طرفة ، عن جدّه. وقيل : عن أبيه عن جدّه.

وقد أخرج النّسائيّ من طريق يزيد بن زريع ، عن أبي الأشهب ، قال : حدّثني عبد الرحمن بن طرفة ، عن عرفجة بن أسعد ، وكان عرفجة جدّه ، وحدثني أنه رأى جدّه ، قال : أصيب أنفه. والله أعلم.

٤٢٦٠ ـ طرفة الطائيّ (١) : والد تميم.

أورده سعيد بن يعقوب في «الصّحابة». وروى عن أحمد بن عصام ، عن أبي بكر الحنفيّ ، عن الثّوريّ ، عن سماك ، عن تميم بن طرفة ، عن أبيه ، قال : كان النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى في الصّلاة(٢) . قال سعيد : لا أدري له صحبة أم لا.

قلت : أخرجه ابن أبي حاتم في «العلل» ، عن أحمد بن عصام ، وقال : إنه سأل أباه عنه ، فقلت : إنما هو عن سماك عن قبيصة بن هلب ، عن أبيه.

قلت : أخرجه أصحاب السّنن إلا النّسائيّ من طريق سماك عن قبيصة ، فإن كان محفوظا فلعلّ لسماك فيه شيخين.

٤٢٦١ ز ـ طرود السلميّ : له ذكر في شعر هوذة السّلمي الآتي في القسم الثالث من الهاء.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٢٦٠١.

(٢) أخرجه ابو داود (٧٥٩) وعبد الرزاق (٣٣١٧) والطبراني من الكبير ٣ / ٣١٢ ، ١٠ / ٢١٢.

٤١٩

٤٢٦٢ ز ـ طريف بن أبان (١) : بن سلمة بن جارية بن فهم بن بكر بن عبلة بن أنمار بن عميرة بن أسد بن ربيعة بن نزار(٢) الأنماريّ.

له وفادة ، وحفيده جفينة بن قيس بن مسلمة بن طريف قتل مع الحسين بن علي ، قاله ابن الكلبيّ ، واستدركه ابن فتحون.

قلت : جارية بالجيم ، وعبلة بفتح المهملة وسكون الموحدة. وعميرة بالفتح.

٤٢٦٣ ـ طريفة (٣) : [بن أبان بن سلمة](٤) بن حاجر السّلميّ.

قال أبو عمر : مذكور في الصّحابة ، وذكر سيف أنه هو الّذي كتب إليه أبو بكر في قصة الفجاءة السّلمي ، فسار طريفة في طلبة حتى ظفر به طريفة ، فأنفذه إلى أبي بكر فحرقه بالنّار ، وكان طريفة وأخوه معن بن حاجر مع خالد بن الوليد.

وذكر سيف أيضا عن سهل بن يوسف أن أبا بكر الصّديق أمّر طريفة المذكور ، وقد تقدّم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة.

الطاء بعدها العين ، والغين

٤٢٦٤ ـ طعمة : بن أبيرق بن عمرو الأنصاريّ(٥) .

ذكره أبو إسحاق المستمليّ في «الصّحابة» ، وقال : شهد المشاهد كلّها إلا بدرا ، وساق من طريق خالد بن معدان عنه قال : سمعت النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا أمشي قدّامة ، فسأله رجل : ما فضل من جامع أهله محتسبا. قال : «غفر الله لهما البتّة» استدركه يحيى بن مندة على جدّه ، وإسناده ضعيف ، قاله أبو موسى ، وقال : وقد تكلّم في إيمان طعمة.

٤٢٦٥ ـ طغفة بن قيس : يأتي في طهفة.

الطاء بعدها الفاء

٤٢٦٦ ـ الطّفيل بن الحارث : بن المطلب(٦) بن عبد مناف القرشيّ المطلبيّ.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٢٦٠٤.

(٢) في أنهار.

(٣) أسد الغابة ت ٢٦٠٥ ، الاستيعاب ت ١٣٠٧.

(٤) سقط في أ.

(٥) أسد الغابة ت ٢٦٠٦ ـ تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٥.

(٦) أسد الغابة ت ٢٦٠٨ ، الاستيعاب ت ١٢٧٨. الثقات ٣ / ٢٠٢ ـ بداية ونهاية ٧ / ١٥٦ ـ الطبقات ١١٥ ،

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587